موسوعة اللغة العربية

الفَرْعُ الأوَّلُ: اخْتِلافُ اللَّفْظَينِ في أنْواعِ الحُروفِ


وذلك بأنْ يَخْتلفَ اللَّفظانِ في حرْفٍ واحِدٍ منْهما، وهُو على نَوعَينِ:
1- الجِناسُ المُضارِعُ: وهُو أنْ يكونَ الحَرْفانِ المُخْتلفانِ مُتَقاربَينِ في المَخرَجِ، كقَولِه تعالى: وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ [الأنعام: 26] ؛ فالجِناسُ بينَ كَلمتَي: "يَنْهَونَ" و"يَنْأَون"، والاخْتِلافُ بينَهما في الهاءِ والهَمْزةِ، وهُما متَّحدا المَخرَجِ.
ومنه قولُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((الخَيلُ في نَواصيها الخيْرُ إلى يومِ القِيامةِ )) [463] أخرجه البخاري (2849)، ومسلم (1871) من حديث عبدالله بن عمر رَضِيَ اللهُ عنهما. . فالجِناسُ بينَ "الخَيلِ" و"الخيْرِ"، والاخْتِلافُ بينَهما في حرْفِ اللَّامِ والرَّاءِ، وهُما حرْفانِ يَخْرُجانِ مِن طَرَفِ اللِّسانِ.
ومنه قولُ الشَّاعِرِ: البسيط
لا يُذكَرُ الرَّمْلُ إلَّا حنَّ مُغترِبٌ
له بذي الرَّملِ أوطارٌ وأوطانُ
فالجِناسُ بينَ كَلمتَي: "أوْطان" و"أوْطار"، والاخْتِلافُ بينَهما في النُّونِ والرَّاءِ، وهُما قَريبا المَخرَجِ، فكِلاهما يَخرُجُ مِن طرَفِ اللِّسانِ.
2- الجِناسُ اللَّاحِقُ: وهُو أنْ يكونَ الحرْفانِ المُخْتلفانِ غيرَ مُتقارِبَينِ في المَخرَجِ، كقَولِه تعالى: وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ [العاديات: 7-8] ؛ فالجِناسُ بينَ "شَهيد" و"شَديد"، والاخْتِلافُ بينَهما في الهاءِ والدَّالِ، وهُما غيرُ مُتقارِبَينِ في المَخرَجِ.
وقولِه تعالى: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ [الهمزة: 1] ؛ فبينَ "هُمَزَةٍ" و"لُمَزَةٍ" جِناسٌ لاحِقٌ؛ لاخْتِلافِهما في الهاءِ واللَّامِ، وهما غيرُ مُتقارِبَينِ في الَمخرَجِ.
ومنه قولُ الشَّاعِرِ: الكامل
بِيضٌ دَعاهنَّ الغَبيُّ كواعِبا
ولوِ اسْتَبان الرُّشْدَ قال كَواكِبا
فبينَ "الكَواعِبِ" و"الكَواكبِ" جِناسٌ لاحِقٌ لاخْتِلافِهما في العَينِ والكافِ، وليس بينَ مَخْرجيَهما تَقارُبٌ.
ومنه قولُ الشَّاعِرِ: الوافر
أخوكَ على المَعاشِ مُعينُ صدْقٍ
وما لكَ للمَعاشِ وللمَعادِ
فالجِناسُ في كَلمتَي "المَعاش" و"المَعاد"، والاخْتِلافُ بينَهما في حرْفَيِ الشِّينِ والدَّالِ، وهُما غيرُ مُتقارِبَينِ في المَخرَجِ.

انظر أيضا: