موسوعة الآداب الشرعية

سادسًا: غَرسُ الأشجارِ


يَنبَغي الإكثارُ من زَرعِ الزُّروعِ وغَرسِ الأشجارِ، ولا سيَّما المُثمِرِ مِنها.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1-عن أنَسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إن قامَت على أحَدِكُمُ القيامةُ، وفي يَدِه فَسيلةٌ [480] أي: نخلةٌ صغيرةٌ. ينظر: ((التنوير شرح الجامع الصغير)) للصنعاني (4/ 241). فليَغرِسْها)) [481] أخرجه أحمد (12902) واللفظ له، وعبد بن حميد (1214)، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (479). صحَّحه الألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) (371)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (38)، وصحَّح إسنادَه على شرط مسلم شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (12981)، وحسَّنه العيني في ((عمدة القاري)) (12/219). .
2-عن أنَسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ما مِن مُسلِمٍ يَغرِسُ غَرسًا، أو يَزرَعُ زَرعًا، فيَأكُلُ مِنه طَيرٌ أو إنسانٌ أو بَهيمةٌ، إلَّا كان له به صَدَقةٌ)) [482] أخرجه البخاري (2320)، ومسلم (1553). .
3- عن جابِرٍ رَضِيَ اللهُ عنه ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دَخَلَ على أُمِ مُبَشِّرٍ الأنصاريَّةِ في نَخلٍ لها، فقال لها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن غَرَسَ هذا النَّخلَ؟ أمُسلِمٌ أم كافِرٌ؟ فقالت: بَل مُسلِمٌ، فقال: لا يَغرِسُ مُسلِمٌ غَرسًا، ولا يَزرَعُ زَرعًا، فيَأكُلُ مِنه إنسانٌ ولا دابَّةٌ ولا شَيءٌ، إلَّا كانت له صَدَقةٌ)) [483] أخرجه مسلم (1552). .
وفي رِوايةٍ: ((ما مِن مُسلِمٍ يَغرِسُ غَرسًا إلَّا كان ما أُكِلَ مِنه له صَدَقةً، وما سُرِقَ مِنه له صَدَقةٌ، وما أكَلَ السَّبعُ مِنه فهو له صَدَقةٌ، وما أكَلَتِ الطَّيرُ فهو له صَدَقةٌ، ولا يَرزَؤُه [484] يَرزَؤُه: أي: يَنقُصُه. يُنظر: ((جامع الأصول)) لابن الأثير (9/ 578). أحَدٌ إلَّا كان له صَدَقةً)). [485] أخرجها مسلم (1552).
وفي رِوايةٍ أُخرى: ((لا يَغرِسُ المُسلِمُ غَرسًا، فيَأكُلُ مِنه إنسانٌ، ولا دابَّةٌ، ولا طَيرٌ، إلَّا كان له صَدَقةً إلى يَومِ القيامةِ)). [486] أخرجها مسلم (1552).
قال النَّوويُّ: (في هذه الأحاديثِ فضيلةُ الغَرسِ وفضيلةُ الزَّرعِ، وأنَّ أجرَ فاعِلي ذلك مُستَمِرٌّ ما دامَ الغِراسُ والزَّرعُ وما تولَّد مِنه إلى يَومِ القيامةِ.
وفي هذه الأحاديثِ أيضًا أنَّ الثَّوابَ والأجرَ في الآخِرةِ مُختَصٌّ بالمسلِمين) [487] ((شرح مسلم)) (10/ 213). وينظر: ((إكمال المعلم)) لعياض (5/ 214)، ((دليل الفالحين)) لابن علان (2/ 375). .

انظر أيضا: