موسوعة الآداب الشرعية

سابعَ عَشَرَ: الحَذَرُ مِن أن يَتَحَوَّلَ الحِوارُ إلى مِراءٍ وجِدالٍ مَذمومٍ

يَنبَغي الحَذَرُ أن يَتَحَوَّلَ الحِوارُ إلى مِراءٍ وجِدالٍ مَذمومٍ يَنتَهي بالخُصومةِ والفُرقةِ، ويَملَأُ النُّفوسَ بالحِقدِ والكَراهيةِ [2432] ((الحوار أصوله المنهجية وآدابه السلوكية)) لأحمد الصويان (ص: 95)، ((فقه الحوار مع المخالف)) لرقية العلواني (ص: 206). .
الدَّليلُ على ذلك مِن الكِتابِ والسُّنَّةِ:
أ- من الكتابِ
قال سُبحانَه: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ [الحج: 8] .
وقال السَّعديُّ: (ومِن النَّاسِ طائفةٌ وفِرقةٌ سَلَكوا طريقَ الضَّلالِ، وجَعَلوا يجادِلون بالباطلِ الحَقَّ، يريدون إحقاقَ الباطِلِ وإبطالَ الحَقِّ، والحالُ أنَّهم في غايةِ الجَهلِ، ما عِندَهم من العِلمِ شَيءٌ) [2433] ((تيسير الكريم الرحمن)) (ص: 533). .
ب- مِنَ السُّنَّةِ
عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ أبغَضَ الرِّجالِ إلى اللهِ الألَدُّ الخَصِمُ ))  [2434] أخرجه البخاري (2457)، ومسلم (2668). .
قال النَّوويُّ: (والألَدُّ: شديدُ الخُصومةِ، مأخوذٌ من لديدَيِ الوادي، وهما جانباه؛ لأنَّه كلَّما احتُجَّ عليه بحُجَّةٍ أخَذ في جانِبٍ آخَرَ، وأمَّا الخَصِمُ فهو الحاذِقُ بالخُصومةِ، والمذمومُ هو الخصومةُ بالباطِلِ في رَفعِ حَقٍّ، أو إثباتِ باطِلٍ) [2435] ((شرح النووي على مسلم)) (16/219). .

انظر أيضا: