موسوعة الآداب الشرعية

حاديَ عَشَرَ: التِزامُ القَولِ الحَسَنِ والأُسلوبِ المُهَذَّبِ

يَنبَغي في الحِوارِ التِزامُ القَولِ الحَسَنِ، واستِعمالُ الأُسلوبِ المُهَذَّبِ الهادِئِ [2415] يُنظر: ((الحوار آدابه وتطبيقاته في التربية الإسلامية)) لخالد المغامسي (ص: 175)، ((أخلاقيات الحوار)) (ص: 73)، ((فقه الحوار مع المخالف)) لرقية العلواني (ص 204)، ((الحوار في الإسلام)) لطنطاوي (ص: 29)، ((فقه التعامل مع المخالف)) للطريقي (ص: 91).   .
الدَّليلُ على ذلك:
1- قال تعالى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا [البقرة: 83] .
قال القُرطبيُّ: (قال أبو العاليةِ: قولوا لهمُ الطَّيِّبَ مِنَ القَولِ، وحاوِروهم بأحسَنِ ما تُحِبُّونَ أن تُحاوَروا به.
وهذا كُلُّه حَضٌّ على مَكارِمِ الأخلاقِ؛ فيَنبَغي للإنسانِ أن يَكونَ قَولُه للنَّاسِ ليِّنًا، ووَجهُه مُنبَسِطًا طَلقًا مَعَ البَرِّ والفاجِرِ، والسُّنِّيِّ والمُبتَدِعِ، مِن غَيرِ مُداهَنةٍ، ومِن غَيرِ أن يَتَكَلَّمَ مَعَه بكَلامٍ يَظُنُّ أنَّه يُرضي مَذهَبَه؛ لأنَّ اللَّهَ تعالى قال لموسى وهارونَ: فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا [طه: 44] ، فالقائِلُ ليسَ بأفضَلَ مِن موسى وهارونَ، والفاجِرُ ليسَ بأخبَثَ مِن فِرعَونَ، وقد أمَرَهما اللهُ تعالى باللِّينِ مَعَه. وقال طَلحةُ بنُ عُمَرَ: قُلتُ لعَطاءٍ: إنَّك رَجُلٌ يَجتَمِعُ عِندَك ناسٌ ذَوو أهواءٍ مُختَلفةٍ، وأنا رَجُلٌ فيَّ حِدَّةٌ، فأقولُ لهم بَعضَ القَولِ الغَليظِ، فقال: لا تَفعَلْ؛ يَقولُ اللهُ تعالى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا [البقرة: 83] ، فدَخَل في هذه الآيةِ اليَهودُ والنَّصارى، فكيف بالحَنيفيِّ؟!) [2416] ((الجامع لأحكام القرآن)) (2/ 16). .
2- قال تعالى: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا [الإسراء: 53] .
ويدخُلُ في الآيةِ الأمرُ بكُلِّ كلامٍ حَسَنٍ لطيفٍ مع الخَلقِ على اختلافِ مراتِبِهم ومَنازِلِهم [2417] يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 460). .

انظر أيضا: