موسوعة الآداب الشرعية

عاشِرًا: مُعامَلةُ المُخالفِ برَحمةٍ ورِفقٍ ولينٍ

يَنبَغي ألَّا يَكونَ الخِلافُ سَبَبًا للغِلظةِ والقَسوةِ والشِّدَّةِ، بَل يُعامَلُ المُخالفُ بالرَّحمةِ والرِّفقِ واللِّينِ [2375] ((منهجية التعامل مع المخالفين)) للماجد (ص: 248). .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ الكتابِ والسُّنَّةِ
أ- من الكتابِ
1- قال تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران: 159] .
2- وقال سُبحانَه: اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه: 43-44] .
ب- مِنَ السُّنَّةِ
عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: ((إنَّ يهودَ أتَوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالوا: السَّامُ عليكم. فقالت عائشةُ: عليكم، ولعنكم اللهُ وغَضِب اللهُ عليكم. قال: مهلًا يا عائشةُ، عليكِ بالرِّفْقِ، وإيَّاكِ والعُنفَ والفُحشَ. قالت: أوَ لم تسمَعْ ما قالوا؟ قال: أو لم تسمَعي ما قُلتُ؟ ردَدْتُ عليهم، فيُستجابُ لي فيهم ولا يُستجابُ لهم فيَّ )) [2376] رواه البخاري (6030) واللفظ له، ومسلم (2165). .
وفي روايةٍ: ((فقال: يا عائشةُ، إنَّ اللهَ رفيقٌ يحِبُّ الرِّفْقَ في الأمرِ كُلِّهـ)) [2377] البخاري (6927). .
وفي روايةٍ أخرى: قال: ((يا عائشةُ، إنَّ اللهَ رفيقٌ يحِبُّ الرِّفْقَ، ويعطي على الرِّفْقِ ما لا يُعطي على العُنفِ، وما لا يُعطي على ما سِواه )) [2378] مسلم (2593). .

انظر أيضا: