موسوعة التفسير

سورةُ التَّوبةِ
الآيتان (53-54)

ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ

المعنى الإجمالي:

يأمُرُ اللهُ نَبيَّه مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يقولَ للمُنافِقينَ إنَّهم سواءٌ أنفَقوا أموالَهم بِرضًا منهم أو بغيرِ رِضًا، فلن يُقبَلَ منهم إنفاقُهم؛ وذلك لأنَّهم كانوا قَومًا فاسِقينَ.
وما منَعَ قَبولَ نَفقاتِهم إلَّا كُفرُهم باللهِ وبِرَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكَونُهم لا يأتونَ الصَّلاةَ إلَّا وهم مُتثاقِلونَ، ولا يُنفِقونَ شَيئًا في أوجُهِ الخَيرِ إلَّا وهم كارِهونَ.

تفسير الآيتين:

قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ (53).
مُناسَبةُ الآيةِ لِما قَبْلَها:
لَمَّا بيَّنَ اللهُ تعالى في الآيةِ الأُولَى أنَّ عاقِبةَ هؤلاءِ المُنافِقينَ، هي العذابُ في الدُّنيا وفي الآخرةِ؛ بيَّنَ أنَّهم، وإن أتَوْا بِشَيءٍ مِن أعمالِ البِرِّ، فإنَّهم لا ينتَفِعونَ به في الآخرةِ، والمقصودُ بيانُ أنَّ أسبابَ العَذابِ في الدُّنيا والآخرةِ مُجتَمِعةٌ في حَقِّهم، وأنَّ أسبابَ الرَّاحةِ والخَيرِ زائلةٌ عنهم في الدُّنيا وفي الآخرةِ [920] يُنظر: ((تفسير الرازي)) (16/68). .
قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَّن يُتَقَبَّلَ.
أي: قُلْ- يا مُحمَّدُ- للمُنافِقينَ: سواءٌ عليكم أنفَقْتُم أموالَكم باختيارِكم أم بِغَيرِ رِضًا منكم؛ فإنَّ الله تعالى لن يتقَبَّلَ منكم نفَقاتِكم [921] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (11/498، 499)، ((تفسير القرطبي)) (8/161)، ((تفسير ابن كثير)) (4/162)، ((تفسير السعدي)) (ص: 340)، ((تفسير ابن عاشور)) (10/226)، ((العذب النمير)) للشنقيطي (5/567). .
كما قال تعالى: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا [الفرقان: 23] .
وقال سبحانه: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة: 27] .
إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ .
أي: لا يتقبَّلُ اللهُ تعالى نفَقاتِكم- أيُّها المُنافِقونَ- لأنَّكم كُنتم قومًا كافرينَ، خارِجينَ عن طاعةِ ربِّ العالَمينَ [922] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (11/498)، ((تفسير الشوكاني)) (2/422)، ((تفسير الألوسي)) (5/307)، ((تفسير المنار)) لمحمد رشيد رضا (10/416)، ((تفسير السعدي)) (ص: 340)، ((تفسير ابن عاشور)) (10/226). .
وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ (54).
مُناسَبةُ الآيةِ لِما قَبْلَها:
أنَّها عَطفٌ على جملةِ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ؛ فهي بيانٌ للتَّعليلِ لِعَدمِ قَبولِ نَفَقاتِهم، بزيادةِ ذِكرِ سَبَبينِ آخَرينِ مانِعَينِ مِن قَبولِ أعمالِهم، هما مِن آثارِ الكُفرِ والفُسوقِ. وهما: أنَّهم لا يأتونَ الصَّلاةَ إلَّا وهم كُسالى، وأنَّهم لا يُنفِقونَ إلَّا وهم كارِهونَ [923] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (10/227). .
وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ.
أي: وما منَعَ قَبولَ نَفَقاتِ المُنافِقينَ إلَّا كُفْرُهم باللهِ عزَّ وجلَّ، وبِرَسولِه محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم [924] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (11/499)، ((البسيط)) للواحدي (10/488)، ((تفسير السعدي)) (ص: 340)، ((تفسير ابن عاشور)) (10/226)، ((العذب النمير)) للشنقيطي (5/569). .
وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى.
أي: ولا يأتي المُنافِقونَ الصَّلواتِ المفروضةَ إلَّا وهم مُتَثاقِلونَ عنها، يُراؤونَ النَّاسَ بها [925] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (11/499)، ((تفسير الرازي)) (16/70)، ((تفسير ابن كثير)) (4/162)، ((تفسير السعدي)) (ص: 340)، ((العذب النمير)) للشنقيطي (5/574). .
كما قال تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء: 142] .
وقال سبحانه: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة: 45-46] .
وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ.
أي: ولا يُنفِقُ المُنافِقونَ شَيئًا مِن أموالِهم في أوجُهِ الخَيرِ- رعايةً لِمَصالِحِهم الخاصَّةِ- إلَّا وهم كارِهونَ لهذا الإنفاقِ، ويَعُدُّونَه مَغْرمًا لا مَغْنمًا [926] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (11/499، 500)، ((البسيط)) للواحدي (10/490)، ((تفسير الرازي)) (16/70)، ((تفسير القرطبي)) (8/163)، ((تفسير السعدي)) (ص: 340)، ((العذب النمير)) للشنقيطي (5/575). .

الفوائد التربوية:

1- رُوحُ الطَّاعاتِ الإتيانُ بها لِغَرضِ العبوديَّةِ، والانقيادِ في الطَّاعةِ، فإن لم يُؤتَ بها لهذا الغَرَضِ، فلا فائدةَ فيها، بل ربَّما صارت وَبالًا على صاحِبِها؛ قال الله تعالى: وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ [927] يُنظر: ((تفسير الرازي)) (16/70). .
2- ينبغي للعَبدِ ألَّا يأتيَ الصَّلاةَ إلَّا وهو نشيطُ البدَنِ والقَلبِ إليها، ولا يُنفِقَ إلَّا وهو مُنشَرِحُ الصَّدرِ ثابتُ القَلبِ، يرجو ذُخْرَها وثوابَها مِن اللهِ وَحْدَه، ولا يتشَبَّهُ بالمُنافِقينَ الذين قال اللهُ تعالى فيهم: وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ [928] يُنظر: ((تفسير السعدي)) (340). .
3- قَولُ الله تعالى: وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ هذا يُوجِبُ أن تكون النَّفسُ طيِّبةً عند أداءِ الزَّكاةِ والإنفاقِ في سبيلِ الله؛ لأنَّ اللهَ ذَمَّ المُنافِقينَ بِكَراهَتِهم الإنفاقَ [930] يُنظر: ((البسيط)) للواحدي (10/490). .

الفوائد العلمية واللطائف:

1- قَولُ الله تعالى: قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ سمَّى الإلزامَ إكراهًا؛ لأنهم مُنافِقونَ، فكان إلزامُ الله ورسولِه إيَّاهم الإنفاقَ شاقًّا عليهم كالإكراهِ [931] يُنظر: ((تفسير الرازي)) (16/69). .
2- قَولُ اللهِ تعالى: قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ اخْتِيرَ وَصفُ (الفاسقين) دونَ (الكافرينَ)؛ لأنَّهم يُظهِرونَ الإسلامَ ويُبطِنونَ الكُفرَ، فكانوا كالمائِلينَ عن الإسلامِ إلى الكُفرِ [932] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (10/226). .
3- قَولُ اللهِ تعالى: وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ الكُفرُ وإن كان وَحدَه كافيًا في عدمِ القَبولِ، إلَّا أنَّ ذِكرَ هَذينِ السَّبَبينِ إشارةٌ إلى تمكُّنِ الكُفرِ مِن قُلوبِهم، وإلى مَذَمَّتِهم بالنِّفاقِ الدَّالِّ على الجُبنِ والتردُّدِ، فذِكرُ الكُفرِ بَيانٌ لذِكرِ الفُسوقِ، وذِكرُ التَّكاسُلِ عن الصَّلاةِ؛ لإظهارِ أنَّهم مُتهاوِنونَ بأعظَمِ عبادةٍ، فكيف يكونُ إنفاقُهم عن إخلاصٍ ورَغبةٍ؟ وذِكرُ الكراهيةِ في الإنفاقِ؛ لإظهارِ عَدَمِ الإخلاصِ في هذه الخَصلةِ المُتحَدَّثِ عنها [933] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (10/227). .
4- في قوله تعالى: قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا إلى قولِه سبحانه: وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ دليلٌ على أنَّ الكافرَ لا يَصْعَدُ له عملٌ؛ ولا يُقْبَلُ منه خيرٌ يُثَابُ عليه في الآخرةِ [934] يُنظر: ((النُّكتُ الدالة على البيان)) للقَصَّاب (1/541). .
5- استُدِلَّ بقولِه تعالى: وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ على أنَّ الزكاةَ المأخوذةَ قهرًا من صاحِبِها لا تُجْزِئُه في الباطِنِ؛ لِعَدمِ النيَّةِ مع القُدرةِ عليها، ولأنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يأخُذُها من المنافِقينَ بإعطائِهم إيَّاها؛ وقد صرَّح القرآنُ بنَفيِ قَبولِها؛ لأنَّهم يُنفِقونَ وهم كارِهونَ، فعُلِمَ أنَّ النَّفَقةَ- مع كراهةِ الإنفاقِ- لا تُقبلُ [935] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (22/20). .
6- قولُه تعالى: قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا إلى قوله سبحانه: وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ استدلَّ به على أنَّ المرتدَ لو أَخْرَجَ زكاةَ مالِه في الرِّدَّةِ، ثم راجع الإسلامَ؛ لوجبتْ عليه الإعادةُ، واستئنافُ ما دَفَعَ مرةً أخرى؛ لأنَّه دَفَعَه في حينِ لم يُقْبَلْ منه، والزكاةُ أعظمُ النفقات [936] يُنظر: ((النُّكتُ الدالة على البيان)) للقَصَّاب (1/541). .

بلاغة الآيتين:

1- قَولُه تعالى: قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ
قولُه: قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا فيه نَظْمُ الكلامِ في سِلْكِ الأَمْرِ؛ للمُبالَغةِ في بَيانِ تَساوي الأَمْرينِ في عَدِمِ القَبولِ [937] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (4/74). .
وقولُه: أَنْفِقُوا أَمْرٌ في مَعْنى الخَبَرِ، ومَعْناهُ: لَنْ يُتَقبَّلَ مِنْكُم، أَنْفقتُم طَوعًا أو كَرْهًا، وفيه تَهديدٌ وتوبيخٌ لَهم [938] يُنظر: ((تفسير الزمخشري)) (2/279)، ((تفسير أبي حيان)) (5/433)، ((تفسير ابن عاشور)) (10/226). .
قولُه: إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ في مَوضِعِ العِلَّةِ لنَفْي التَّقبُّلِ، أي: تَعليلٌ لَرَدِّ إنفاقِهم [939] يُنظر: ((تفسير الزمخشري)) (2/280)، ((تفسير البيضاوي)) (3/84)، ((تفسير أبي السعود)) (4/74)، ((تفسير ابن عاشور)) (10/226). .
2- قَولُه تعالى: وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ في هذه الآيةِ تَرْتيبٌ حَسَنٌ بَديعٌ، حيثُ ذَكَر السَّببَ الذي هو بمُفْردِه مانعٌ مِنْ قَبولِ نَفَقاتِهم، وهو الكفرُ، وأتْبَعَه بما هو ناشِئٌ عَنِ الكُفْرِ، ومُسْتلزِمٌ له وهو دَليلٌ عليه، وذلك هو إتيانُ الصَّلاةِ وهم كُسالَى، وإيتاءُ النَّفَقةِ وهم كارِهونَ؛ فالكَسَلُ في الصَّلاةِ، وتَرْكُ النَّشاطِ إليها، وأخذِها بالإقبالِ- مِنْ ثَمراتِ الكُفْرِ [940] يُنظر: ((تفسير أبي حيان)) (5/435). .
قولُه: وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ فيه تَخصيصُ هَذينِ العَمَلينِ الجَليلينِ- وهُما الصَّلاةُ والنَّفَقَةُ- بالذِّكْرِ مِنْ أعمالِ البِرِّ، والاكْتِفاءُ بهما، وإنْ كانوا أَفْسَدَ حالًا في سائرِ أعمالِ البِرِّ؛ لأنَّ الصَّلاةَ أَشْرَفُ الأعمالِ البَدنيَّةِ، والنَّفَقةَ في سَبيلِ اللهِ أَشْرفُ الأعمالِ الماليَّةِ، وهما الوصْفانِ المطلوبُ إظهارُهُما في الإسلامِ، ويُسْتدلُّ بهما على الإيمانِ، وتَعدادُ القَبائحِ يَزيدُ الموصوفَ بها ذَمًّا وتقبيحًا [941] يُنظر:((تفسير أبي حيان)) (5/435). .