موسوعة التفسير

سُورةُ الأعرافِ
الآيات (113-116)

ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ

غريب الكلمات :

وَاسْتَرْهَبُوهُمْ: أي: أَرْهبوهم، أو أَخافوهم، أو استَدْعَوْا رَهبتَهم، وهي الخوفُ، والرَّهبةُ: مَخافةٌ مع تَحَرُّزٍ واضْطِرابٍ، وأَصْلُ (رهب): يدُلُّ على خَوْفٍ .

مشكل الإعراب:

قولُهُ تعالى: قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ
إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ: (أنْ) في الموضعَينِ حَرْفٌ مَصدريٌّ. وأَنْ تُلْقِيَ مَصْدَرٌ مُؤَوَّلٌ، وما بَعدَه معطوفٌ عَلَيهِ، وفي محلِّ أَنْ تُلْقِيَ الإعرابيِّ ثلاثةُ أَوْجُهٍ: الأوَّلُ: النَّصْبُ بفِعْلٍ مُقدَّرٍ، أي: اخترْ إمَّا إلقاءَك وإمَّا إلقاءَنا. الثَّاني: الرَّفعُ على أنَّه خبرٌ لمبتدأ محذوفٍ، والتقديرُ: أَمْرُكَ إمَّا إلقاؤُك وإمَّا إلقاؤُنا. الثَّالثُ: أنْ يكونَ مبتدأً خبرُهُ مَحذوفٌ، والتَّقديرُ: إمَّا إلقاؤُك مَبدوءٌ به، وإمَّا إلقاؤُنا مبدوءٌ به .

المعنى الإجمالي :

يُخبِرُ تعالى أنَّ السَّحَرَةَ الَّذينَ جُمِعوا مِنَ المدائنِ، لَمَّا جاؤوا فرعونَ قالوا له: هل ستُعْطينا أجْرًا إنْ نحن غَلَبْنا موسى، قال لهم: نَعَمْ، وستكونون أيضًا مِنَ المُقرَّبينَ منِّي.
فتوجَّهوا بالخِطابِ إلى موسى فخيَّروه بَيْنَ أنْ يُلْقِيَ عصاه، أو يكونوا هُمْ أوَّلَ مَنْ يُلقي، فأَمَرهم موسى أنْ يَبدؤوا هُمْ بالإلقاءِ، فلمَّا ألقَوْا سَحَروا أَعْيُنَ النَّاسِ، وأخافوهم، وجاؤوا بسِحْرٍ عظيمٍ.

تفسير الآيات :

وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113) 
القِراءاتُ ذاتُ الأثرِ في التَّفسيرِ:
في قولِهِ تعالى: إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا قراءتانِ:
قراءة إِنَّ على لَفْظِ الخبرِ، والمُرادُ به الإلزامُ؛ وذلك أنَّهم ألزموا فرعونَ أنْ يجعلَ لهم أجْرًا إنْ غلَبوا، وقيل: إنَّهم قَطَعوا ذلك لأنفسِهم في حُكْمِهم إنْ غلَبوا .
قراءة أإنَّ استفهامٌ، على معنى الاستخبارِ، أي: استَخْبَروا فرعونَ: هل يجعلُ لهم أجرًا إنْ غلَبوا، أو لا يجعلُ ذلك لهم ؟
وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113) 
أي: وجاء السَّحَرةُ الَّذينَ جُمِعوا مِنَ المُدُنِ إلى فرعونَ، فلمَّا حضَروا عِنده سألوه: هل ستَمنَحُنا عطاءً عظيمًا إنْ تغلَّبْنا على موسى ؟
كما قال تعالى: فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ [الشعراء: 41] .
قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (114)
أي: قال فرعونُ للسَّحرةِ: نَعَمْ، لكم منِّي ذلك، ولكم أيضًا فَوْقَ ما سألْتُم؛ أنْ أَجعلَكم مِنَ الَّذينَ أُقرِّبُهم منِّي .
قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115)
أي: قال السَّحرةُ: يا موسى، اختَرْ إمَّا أنْ تُلقيَ عصاكَ أوَّلًا، أو نُلقيَ قَبْلَكَ ما معنا مِنَ العِصِيِّ والحِبالِ .
كما قال تعالى: قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى [طه: 65] .
قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116)
قَالَ أَلْقُوا
أي: قال موسى للسَّحَرةِ: أَلْقوا أنتم أوَّلًا ما ستُلقونَه .
كما قال تعالى: فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ [يونس: 80] .
فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ
أي: فلمَّا أَلْقى السَّحرةُ حِبالَهم وعِصيَّهم، خَيَّلوا إلى الأبصارِ بسِحْرِهم أنَّها حيَّاتٌ تسعَى في الحقيقةِ .
كما قال تعالى: فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ [الشعراء:44] .
وَاسْتَرْهَبُوهُمْ
أي: وأخافَ السَّحرةُ النَّاسَ، وأفزعوهم بما خَيَّلوا إلى أعيُنِهم مِنَ الحيَّاتِ الكثيرةِ الضَّخمةِ الَّتي تَسْعى .
وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ
أي: وجاءَ السَّحرةُ بتخييلٍ عظيمِ الشَّأنِ عِند مَنْ يَراهُ مِنَ النَّاسِ، ذي تأثيرٍ كبيرٍ في أَعْيُنِهم، وقد أدخَلَ الخوفَ الشَّديدَ في نُفوسِهم .

الفوائد العلمية واللطائف :

1- السِّحرُ لا يؤثِّرُ بقلبِ الأعيانِ إلى أعيانٍ أُخرَى ، مما يدلُّ على ذلك قولُ اللهِ تعالى: وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ فلو كان السَّحرةُ قادرينَ على قلبِ الأعيانِ، لَمَا احتاجوا إلى طلَبِ الأجْرِ والمالِ من فرعونَ؛ لأنَّهم لو قَدَروا على قلبِ الأعيانِ فلِمَ لم يَقلِبوا التُّرابَ ذهَبًا؟! ولِمَ لَمْ يَنقُلوا مُلكَ فرعونَ إلى أنفُسِهم، ولِمَ لَمْ يجعلوا أنفُسَهم مُلوكَ العالَمِ، ورؤساءَ الدُّنيا ؟!
2- قولُ اللهِ تعالى: وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ يدُلُّ على أنَّ كُلَّ الخَلْقِ كانوا عالِمينَ بأنَّ فرعونَ كان عبْدًا ذليلًا مَهينًا عاجِزًا، وإلَّا لَمَا احتاجَ إلى الاستعانةِ بالسَّحرةِ في دَفْعِ موسى عليه السَّلامُ .
3- ليس في أمْرِ موسى عليه السَّلامُ إيَّاهم بالتَّقدُّمِ في قولِ اللهِ تعالى: قَالَ أَلْقُوا ما يَقتضي تسويغَ مُعارَضةِ دعوةِ الحقِّ؛ لأنَّ القومَ كانوا مَعروفينَ بالكُفْرِ بما جاء به موسى، فليس في مُعارَضَتِهم إيَّاهُ تجديدُ كُفْرٍ، ولأنَّهم جاؤوا مُصمِّمينَ على مُعارَضَتِهِ، فليس الإذْنُ لهم تسويغًا، ولكنَّهم خيَّروه في التَّقدُّمِ أو أن يتقدَّموا، فاختار أنْ يتقدَّموا؛ لِحِكْمَةٍ إلهيَّةٍ تَزيدُ المعجزةَ ظُهورًا، ولأنَّ في تقديمِهِ إيَّاهم إبلاغًا في إقامةِ الحُجَّةِ عليهم، ولعلَّ اللهَ أَلْقى في نفسِهِ ذلك، وفي هذا دليلٌ على جوازِ الابتداءِ بتقريرِ الشُّبهةِ للَّذي يَثِقُ بأنَّه سيدفَعُها . ومِن الحِكْمةِ في أمْرِه لهم بالتَّقدُّمِ- والله أعلم- لِيَرى النَّاسُ صَنيعَهم ويتأمَّلوه، فإذا فُرِغَ من بَهْرَجِهِم، جاءَهم الحقُّ الواضحُ الجَلِيُّ بعْدَ التَّطلُّبِ له، والانتظارِ منهم لمجيئِه، فيكون أَوْقَعَ في النُّفوسِ، وكذا كان .
4- قولُ اللهِ تعالى: وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ فيه ما يدُلُّ على رغبتِهم في أنْ يُلقوا قَبْلَه من تأكيدِ ضَميرِهم المُتَّصِلِ بالمُنْفَصِلِ وتعريفِ الخبرِ، أو تعريفِ الخبرِ وإقحامِ الفَصْلِ، وقد سوَّغَ لهم موسى ما تَراغَبوا فيه؛ ازدِراءً لِشأنِهم، وقِلَّةَ مُبالاةٍ بهم، وثِقَةً بما كان بصَدَدِهِ مِنَ التَّأييدِ السَّماوِيِّ، وأنَّ المعجزةَ لنْ يغلِبَها سِحْرٌ أبدًا .
5- قولُ اللهِ تعالى: قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ * قَالَ أَلْقُوا، أَعادَ كلمةَ أَلْقُوا وحدَها؛ للإيذانِ بعدمِ مُبالاتِهِ، فهذه الكلمةُ الواحدةُ تبدو فيها قِلَّةُ المُبالاةِ، وتُلْقي ظِلَّ الثِّقةِ الكامنةِ وراءَها في نَفْسِ موسى .

بلاغة الآيات :

قوله: وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ
قوله: قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ استئنافٌ بيانيٌّ، منوطٌ بسُؤالٍ نَشأَ مِن حِكايةِ مجيء السَّحرةِ، كأنَّه قيل: فماذا قالوا له عندَ مجيئهم فِرعونَ، وحين مُثُولِهم بينَ يَدَيْهِ؟ فقيل: قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا...؛ ولذلك لم يقُل: (وجاءَ السَّحرةُ فرعون فَقالوا)؛ لأنَّه على تَقديرِ سائِلٍ سألَ: ما قالوا إذ جاؤوه؟ فأُجيب بقولِه: قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا... .
وتنكيرُ الأجرِ في قولِه: إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا للتَّعظيمِ .
وقوله: إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ فيه تأكيدٌ لضمير (كنَّا) بالضَّمير (نحن)؛ إشعارًا بجدارتِهم بالغَلبِ، وثِقتِهم بأنَّهم أعلمُ النَّاسِ بالسِّحرِ؛ فأكَّدوا ضميرَهم؛ لزيادةِ تقريرِ مدلولِه .
وفيه مُناسَبةٌ حَسنَةٌ، حيثُ قال اللهُ تعالى هُنا في سورةِ الأعرافِ: وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا، وقال في سورة الشُّعَراءِ: فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ [الشعراء: 41] ؛ وذلك لأنَّه لَمَّا تقدَّم في سورةِ الشُّعراءِ ما شرْحُه أكثَرُ، وما في سورةِ الأعرافِ أَوْجَزُ وأَخْصَرُ، كان قولُه في الأعرافِ: وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ بمعنى ما كان بإزائِهِ في سورةِ الشُّعَراءِ: فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ [الشعراء: 41] ، فَلَمْ يَحْتَجْ في جوابِ (لَمَّا) إلى (فاء) ولا إلى (واو)، وكذلك هُنا في سورةِ الأعرافِ، لَمَّا قَصَدَ هذا المعنى دَلَّ بحَذْفِ العاطِفِ على هذا القَصْدِ، فكأنَّه قال: فلمَّا جاء السَّحَرةُ فرعونَ قالوا: أَئِنَّ لنا لأجرًا .
قولُه: قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ فيه مناسبة حسنة، حيث حَكَى اللهُ تعالى هُنا في سورةِ الأعرافِ قولَ فِرعونَ بقولِه: قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ، وفي سورةِ الشُّعَراءِ بقولِه: قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ [الشعراء: 42] ، بزيادةِ إِذًا في الشُّعَراءِ؛ ووجهُ ذلك: أنَّ (إذًا) تقَعُ جوابًا وجزاءً، والمعنى في السُّورتَيْنِ مقصودٌ به الجزاءُ، فوَقَعَ الاكتفاءُ في الأعرافِ بقولِهِ تعالى: نَعَمْ، والمعنى: نَعَمْ، لكم ما أردْتُم مِنَ الأجْرِ، وزيادةُ التَّقريبِ والحُظْوَةِ، ولا شكَّ أنَّ المعنى: إنْ غلَبْتُم فلَكُم ذلك، فالمعنى على ذلك، ثمَّ وَرَدَ في سورةِ الشُّعَراءِ مُفْصَحًا بالأداةِ المُحْرِزَةِ له، وهي: (إذًا)؛ لِيُناسِبَ بزيادتِها ما مضَتْ عليه سورةُ الشُّعَراءِ مِنَ الاستيفاءِ والإطنابِ، وناسَبَ سُقوطُها في الأعرافِ مقصودَ الإيجازِ في هذه القِصَّةِ .
قوله: قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ استئنافٌ بيانيٌّ؛ كأنه قيل: فماذا فَعَلوا بعد ذلك؟ فقيل: قَالُوا يَا مُوسَى... .
وفيه مُناسَبةٌ حسَنةٌ، حيثُ قال اللهُ تعالى هُنا في سُورةِ الأعرافِ: قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ، وقال في سورةِ طه: قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى [طه: 65] ، والمعنى واحدٌ؛ لأنَّ كُلَّ واحدةٍ مِنَ الآيتَيْنِ جَرَتْ على وَفْقِ فواصِلِ تِلك السُّورةِ، ورُؤوسِ آياتِها، فالعكسُ لا يُناسِبُ؛ فاختُصَّتْ كُلُّ سورةٍ بما وَرَدَ فيها .