غريبُ الكَلِماتِ:
الْمُمْتَرِين: أي الشَّاكِّين، والـمِرْية: التَّردُّد في الأمر، وهي أخصُّ من الشَّكِّ
.
نَبْتَهِلْ: أي: نتداعَ باللَّعْن، أو نلتعِن؛ يقال: عليه بهلةُ الله، وبهلتُه، أي: لعنتُه، وأصل (البَهْل): كونُ الشيءِ غيرَ مراعًى، والبَهْل والابتهال في الدُّعاء: الاسترسالُ فيه والتَّضرُّع
.
الْقَصَصُ: الأخبارُ المتتبَّعة، والأثَرُ، وأصْل القصِّ: تتبُّعُ الأثَرِ أو الشَّيء
.
مُشكِلُ الإعرابِ:
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
كَمَثَلِ: الكافُ حرْف تَشبيه. و(مَثَلِ) مجرورة، وهي هنا بمعنى الحالِ والشأن، أي: إنَّ شأنَ عيسى وحالَه الغريبة كشأنِ آدَم، وقيل: إنَّ المَثَل بمعنى الصِّفة، وقول: صِفةُ عيسى كصِفةِ آدَم كلامٌ مُطَّرد. وقيل غير ذلك.
خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ: جملةٌ مفسرةٌ لوجهِ التَّشبيه بين المَثَلين، لا محلَّ لها من الإِعراب؛ فهي خبرٌ مستأنَفٌ على جِهةِ التَّفسير لحالِ آدَمَ عليه السَّلام، كقولِك: كمَثلِ زيد- تريد أنَّك تُشْبهه في فِعْلٍ ثم تخبرُ بقصَّة زيد، فتقول:- فعَل كذا وكذا. وقيل غير ذلك.
كُنْ فَيَكُونُ: فَيَكُونُ مرفوعٌ على الاستئنافِ، أي: فهو يكون، ويجوزُ أَنْ يكونَ فَيَكُونُ على بابِه مِنْ كونِه مستقبلًا، والمعنى: فيكونُ كما يأمرُ الله، فيكونُ حكايةً للحالِ التي يكونُ عليها آدم، ويجوز أن يكون فَيَكُونُ بمعنى (فكان)؛ لأنَّ الخبرَ عن أمر آدمَ تناهَى عند قوله: كُنْ، وكلمة فَيَكُونُ خبرٌ لمبتدأ، واعلم أن ما قال له ربُّك: كُنْ، فهو كائنٌ، أو رفع فَيَكُونُ على الابتداء، ومعناه: كُنْ، فكان، فكأنَّه قال: فإذا هو كائنٌ
.