غريبُ الكَلِماتِ:
سَوَاءٍ: أي: عدْل، ونَصَفة، وسواءُ كلِّ شيءٍ: وَسَطُه، وأصله: الاستقامةٍ والاعتدال
.
حَنِيفًا: أي: مُستقيمًا، أو مائلًا إلى الدِّين المُستقيم، والحَنَفُ: مَيلٌ عن الضَّلال إلى الاستقامة، وأصْله: ميلٌ في إبهامَي القَدمين، كلُّ واحدةٍ على صاحبتِها، والأحنف: مَن في رِجْلِه مَيلٌ؛ قيل: سُمِّي بذلك على التَّفاؤل
.
مُشكِلُ الإعرابِ:
قوله: هَا أَنْتُمْ هَؤلاءِ حَاجَجْتُمْ...:
هَا: للتَّنبيهِ، وقيل: هي بَدلٌ من همزةِ الاستفهام. وأَنْتُمْ: في محلِّ رفْع مبتدأ. وهَؤلاءِ: في محلِّ رفْع خبَر، وعلى هذا فجملةُ حَاجَجْتُمْ في محلِّ نصْب حال بتقديرِ (قد)، والعاملُ في الحالِ اسمُ الإِشارةِ؛ لِمَا فيه مِن معنى الفِعْل، وهي حالٌ منه ليتَّحِدَ ذو الحالِ وعامِلُها. وقيل: إنَّ هَؤُلاءِ خبرٌ لكِن على تقديرِ حذْفٍ مضاف، تقديرُه: ها أنتم مِثلُ هؤلاءِ، وجملة حَاجَجْتُمْ في محلِّ نصْب حال أيضًا، لكن العامِل في الحالِ معنى التشبيه، ويلزَمُ منه الإِشارةُ إلى غائبين؛ لأنَّ المرادَ بهم أسلافُهم على هذا، وقد يُقال: إنه نَزَّل الغائِبُ مَنْزِلَةَ الحاضرِ. وقيل: إنَّ جملة حَاجَجْتُمْ مستأنفةٌ مبيِّنةٌ للجملةِ قبلها، أي: أنتم هؤلاء الأشخاص الحمقى، وبيانُ حماقِتكم وقلةِ عقولكم أنَّكم جادلتم فيما لكم به عِلم بما نَطَقَ به التوراة والإِنجيل، فلِمَ تُحاجون فيما ليس لكم به علم؟! وقيل: هَؤُلاءِ في محلِّ نصْبٍ على الاختصاصِ بتقديرِ أعْني أو أخصُّ
، وقيل: إنَّه منادَى حُذِف منه حرْف النِّداء، والتقديرُ: يا هؤلاءِ
، وخبَرُ أَنْتُمْ حينئذٍ جملةُ حَاجَجْتُمْ. وقيل غيرُ ذلك في توجيهِ هذه الآية الكريمة
.