الموسوعة الحديثية


- (ما أحَلَّ اللهُ في كتابِه، فهو حَلالٌ، وما حرَّمَه فهو حرام، وما سكَتَ عنه فهو عفوٌ، فاقبَلوا مِن اللهِ عافِيَتَه؛ فإنَّ اللهَ لم يَكُنْ لِيَنسى شيئًا)، ثمَّ تَلا هذه الآيةَ: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64].
خلاصة حكم المحدث : سنده قوي
الراوي : أبو الدرداء | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج شرح الطحاوية | الصفحة أو الرقم : 411
| التخريج : أخرجه البزار (4087) واللفظ له، والطبراني في ((مسند الشاميين)) (2102)، والدارقطني (2/137)
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعنيه تفسير آيات - سورة مريم
|أصول الحديث
في هذا الحَديثِ يُخبِرُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ المُعتبَرَ في حِلِّ الشَّيءِ وتَحْريمِه ما كان في كِتابِ اللهِ، ويَشمَلُ ذلكَ ما فسَّرتْه السُّنَّةُ النَّبويَّةُ؛ فقدْ قالَ اللهُ تعالَى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «ما أَحَلَّ اللهُ في كتابِه»؛ أي: نَصَّ اللهُ عزَّ وجَلَّ أو رَسولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على حِلِّه؛ فهو حَلالٌ، «وما حرَّمه»؛ أي: نَصَّ اللهُ عزَّ وجَلَّ أو رَسولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على حُرمتِه؛ فهو حَرامٌ ومَنهيٌّ عنه، «وما سَكَت عنه»؛ أي: لمْ يُبيِّنِ اللهُ عزَّ وجَلَّ ولا نَبيُّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حُكمَه؛ أَحَلالٌ هو أمْ حَرامٌ؟ «فهو عَفْوٌ»؛ أي: مُباحٌ وتَيسيرٌ منه على عِبادِه، «فاقْبَلُوا مِنَ اللهِ عافِيَتِه»؛ فاقْبَلوا تَيسيرَه ورُخَصَه الَّتي منَحَها لكم، ومَنَّ بها عليكم، وليسَ على مَن تناوَلَ المُباحَ شَيءٌ، فإنَّ سُكوتَ اللهِ عن تلكَ الأَشْياءِ لمْ يكُنْ نِسيانًا منه سُبْحانَه وتَعالَى عن ذلكَ، ثُمَّ قرَأَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَولَ اللهِ تَعالَى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64] ؛ فإنَّه تَعالَى -لإحاطةِ عِلمِه بِمُلْكِه- لا يَطرَأُ عليه غَفْلةٌ، فهو مُحيطٌ بأحْوالِ جَميعِ المَخلوقاتِ، {لَايَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [سبأ: 3] ، وكَيفَ يَنسَى اللهُ شَيئًا؟! فهو سُبْحانَه تامُّ العِلمِ، مالكُ كلِّ شَيءٍ.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها