الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - تركُ الوصيةِ عارٌ في الدُّنيا ونارٌ وشنَارٌ في الآخِرَةِ
خلاصة حكم المحدث : فيه جماعة لم أعرفهم
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 4/212
التصنيف الموضوعي: وصايا - كتابة الوصية وصايا - وجوب الوصية إيمان - الوعيد وصايا - الحث على الوصية وفضيلة التنجيز حال الحياة
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

2 - العارُ والتَّخزيةُ تبلُغُ من ابنِ آدمَ يومَ القيامةِ ما يتمنَّى العبدُ أن يُؤمَرَ به في النَّارِ
خلاصة حكم المحدث : فيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو مجمع على ضعفه‏‏ ‏‏ ‏‏
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 10/353
التصنيف الموضوعي: قيامة - الحساب والقصاص قيامة - العرض إيمان - اليوم الآخر قيامة - أهوال يوم القيامة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

3 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقول: لا يُقطَعُ طريقٌ، ولا يُمنَعُ فَضلُ ماءٍ، ولا ابنِ السَّبيلِ عاريةُ الدَّلْوِ والرَّشاءِ والحَوضِ، إنْ لم تكن له أداةٌ تُعينُه، ويُخلَّى بينَه وبين الرَّكيَّةِ يَسْقى، ولا يُمنَعُ المَحفَرَ إذا نزَلَ الحافِرُ خَمسةً وعِشرينَ ذِراعًا عطنًا لماشيتِه.

4 - كتَبَ عبدُ اللهِ بنُ الزُّبَيرِ إلى ابنِ عبَّاسٍ في البَيعَةِ، فأبَى أنْ يُبايِعَه، فظَنَّ يزيدُ بنُ مُعاويةَ أنَّه إنَّما امتَنَعَ عليه لمكانِه، فكتَبَ يزيدُ بنُ مُعاويةَ إلى ابنِ عبَّاسٍ: أمَّا بعدُ، إنَّه بَلَغَني أنَّ المُلحِدَ ابنَ الزُّبَيرِ دَعاك إلى بَيعَتِه لِيُدخِلَك في طاعَتِه؛ فتكونَ على الباطِلِ ظَهيرًا، وفي المأثَمِ شريكًا، فامتَنَعتَ عليه وانقَبَضتَ؛ لِمَا عرَّفك اللهُ في نَفْسِك من حَقِّنا أهلَ البَيتِ، فجزاكَ اللهُ أفضَلَ ما جَزى الواصلينَ عن أرْحامِهم، المُوفينَ بعُهودِهم، ومهما أنسى من الأشياءِ فلن أنْسى بِرَّك، وصِلَتَك، وحُسنَ جائِزَتِك التي أنتَ أهلُها في الطاعَةِ والشَّرَفِ والقَرابَةِ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فانظُرْ مَن قِبَلَك من قَومِك، ومَن يطَرَأُ عليك من أهلِ الآفاقِ ممَّن يَسحُرُه ابنُ الزُّبَيرِ بلِسانِه وزُخرُفِ قَولِه فخَذِّلْهم عنه؛ فإنَّهم لك أطوَعُ، ومنك أسمَعُ منهم للمُلحِدِ والخارِقِ المارِقِ والسَّلامُ. فكتَبَ ابنُ عبَّاسِ إليه: أمَّا بعدُ، فقد جاءَني كتابُك، تذكُرُ فيه دُعاءَ ابنِ الزُّبَيرِ إيَّايَ للذي دَعاني إليه، وإنِّي امتَنَعتُ عليه مَعرِفَةً لحَقِّكَ، فإنْ يكن ذلك كذلك فلستُ بِرَّك أرجو بذلك، ولكنَّ اللهَ بما أنْوي به عليمٌ، وكَتَبتَ إليَّ أنْ أحُثَّ النَّاسَ عليك، وأُخذِّلَهم عن ابنِ الزُّبَيرِ، فلا، ولا سرورَ ولا حُبورَ بفيكِ الكِثْكِثُ، ولك الأثلَبُ، إنَّك العازِبُ إن مَنَّتْك نفسُك، وإنَّك لأنتَ المَفْقودُ المَثْبورُ، وكَتَبتَ إليَّ بتَعجيلِ بِرِّي وصِلَتي، فاحْبِسْ أيُّها الإنسانُ عَنِّي بِرَّك وصِلَتَك، فإنِّي حابِسٌ عنك وُدِّي ونُصْرتي، ولَعَمْري ما تُعْطينا ممَّا في يَدِك لنا إلَّا القليلَ، وتَحبِسُ منه الطويلَ العَريضَ، لا أبَا لك ، أتُراني أنْسى قَتْلَك حُسَينًا وفِتيانَ بني عبدِ المُطَّلبِ، مَصابيحَ الدُّجَى، ونُجومَ الأعلامِ، وغادَرَتْهم خُيولُك بأمْرِك، فأصْبَحوا مُصرَّعينَ في صَعيدٍ واحدٍ، مُزمَّلينَ بالدِّماءِ، مَسْلوبينَ بالعَراءِ، لا مُكفَّنينَ، ولا مُوسَّدينَ، تَسفيهم الرِّياحُ، وتَغْزوهم الذِّئابُ، وتَنَتابُهم عُرُجُ الضِّباعِ حتى أتاحَ اللهُ لهم قَومًا لم يُشرِكوا في دِمائِهم، فكفَّنوهم وأجَنُّوهم، وبهم واللهِ وبي مَنَّ اللهُ عليك، فجَلَستَ في مَجلِسِك الذي أنتَ فيه، ومهما أنْسى من الأشياءِ، فلستُ أنسى تَسْليطَك عليهم الدَّعيَّ ابنَ الدعيِّ الذي كان للعاهِرَةِ الفاجِرَةِ، البعيدَ رَحِمًا ، اللَّئيمَ أبًا، وأمَّا الذي اكتَسَبَ أبوك في ادَّعائِه له العارَ والمأثَمَ والمذَلَّةَ والخِزيَ في الدُّنيا والآخِرَةِ؛ لأنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: الوَلَدُ للفِراشِ ، وللعاهِرِ الحَجَرُ ، وإنَّ أباك يزعُمُ أنَّ الوَلَدَ لغَيرِ الفِراشِ، ولا يَضيرُ العاهِرَ، ويَلحَقُ به وَلَدُه، كما يَلحَقُ وَلَدُ البَغيِّ الرشيدَ، ولقد أماتَ أبوك السُّنَّةَ جَهْلًا، وأحْيا الأحداثَ المُضِلَّةَ عَمْدًا، ومهما أنْسى من الأشياءِ فلستُ أنْسى تَسييرَك حُسَينًا من حَرَمِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى حَرَمِ اللهِ، وتَسييرَك إليه الرِّجالَ، وإدساسَك إليهم، إنْ هو نَذَرَ بكم فعالِجوه، فما زلتَ بذلك وكذلك حتى أخرَجْتَه من مكَّةَ إلى أرضِ الكوفَةِ، تَزأَرُ به إليه خَيلُك وجُنودُك زئيرَ الأُسْدِ عَداوةً مِنكَ للهِ ولرسولِه ولأهلِ بَيتِه، ثم كَتبتَ إلى ابنِ مَرجانَةَ يَستقبِلُه بالخَيلِ والرِّجالِ والأسِنَّةِ والسُّيوفِ، ثم كَتَبتَ إليه بمُعالجَتِه وتَركِ مُطاولَتِه حتى قَتَلتَه ومَن معه من فِتيانِ بني عَبدِ المُطَّلِبِ أهلِ البَيتِ الذين أذهَبَ اللهُ عنهم الرِّجسَ وطهَّرهم تَطهيرًا، نحن كذلك، لا كآبائِك [الأجْلافِ] الجُفاةِ أكْبادِ الحَميرِ، ولقد عَلِمتَ أنَّه كان أعزَّ أهلِ البَطْحاءِ بالبَطْحاءِ قديمًا، وأعَزَّه بها حديثًا، لوَّثوا الحَرَمينِ مَقامًا، واستحَلَّ بها قِتالًا، ولكنَّه كَرِهَ أنْ يكونَ هو الذي يُستحَلُّ [به] حَرَمُ اللهِ وحَرَمُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وحُرمَةُ البَيتِ الحَرامِ، فطَلَبَ [إليكم الحُسَينُ] المُوادَعَةَ، وسَأَلَكم الرَّجعَةَ، فطَلَبتُم قِلَّةَ أنصارِه، واستِئْصالَ أهلِ بَيتِه كأنَّكم تَقتُلُون أهلَ بَيتٍ من التُّركِ، أو كابُلَ، وكيف تَجِدُني على وُدِّك، وتطلُبُ نَصْري، وقد قَتَلتَ بني أبي، وسَيفُك يَقطُرُ من دَمي، وأنتَ تَطلُبُ ثَأري، فإنْ شاءَ اللهُ لا يَطُلْ إليك دَمي، ولا تَسبِقُني بثَأْري، وإنْ تَسبِقُنا به، فقَبِلْنا ما قَبِلَتِ النَّبيون [وآلُ النَّبيِّينَ] فظلَّت دِماؤُهم في الدُّنيا، وكان المَوعِدُ اللهَ، وكفى باللهِ للمَظلومينَ ناصِرًا، ومن الظالمين مُنتقِمًا، والعَجَبُ كُلَّ العَجَبِ، ما عِشتَ بِربِّكَ الدَّهْرَ، العَجَبُ حَمْلُك بناتِ عبدِ المُطَّلِبِ وحَمْلُك أبناءَهم أُغَيلِمَةً صِغارًا إليك بالشَّامِ، تُري النَّاسَ أنَّك قد قَهَرتَنا، وأنَّك تُذِلُّنا، وبهم واللهِ وبي مَنَّ اللهُ عليك وعلى أبيك وأُمِّك من النِّساءِ، وأيمُ اللهِ إنَّك لتُصبِحُ وتُمسي آمِنًا لجِراحِ يَدي، وليَعظُمَنَّ جُرحُك بلِساني وبَناني ونَقْضي وإبْرامي، لا يَستَفِزَنَّك الجَدَلُ، فلن يُمهِلَك اللهُ بعدَ قَتْلِك عِترَةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا قليلًا حتى يأخُذَك اللهُ أخذًا أليمًا، ويُخرِجَك من الدُّنيا آثِمًا مَذمومًا، فعِشْ لا أبَا لك ما شِئتَ، فقد أرْداك عندَ اللهِ ما اقتَرَفتَ، فلمَّا قَرَأَ يزيدُ الرِّسالةَ قال: لقد كان ابنُ عبَّاسٍ مُنَصَّبًا على الشَّرِّ.

5 - بعَث عمرُ بنُ الخطَّابِ رضِيَ اللهُ عنه عُمَيرَ بنَ سَعْدٍ عاملًا على حِمْصَ فمكَث حَولًا لا يأتيه فقال عمرُ لكاتبِه اكتُبْ إلى عُمَيرِ بنِ سَعْدٍ فواللهِ ما أُراه إلَّا خانَنا فإذا جاءك كتابي هذا فأقْبِلْ وأقْبِلْ بما جَبَيتَ مِن فَيءٍ مِنَ المسلمين حينَ تنظُرُ في كتابي هذا فأخَذ عُمَيرٌ جِرابَه فجعَل فيه زادَه وقَصْعَتَه وعلَّق أدواتِه وأخَذ عَنَزَتَه ثمَّ أقبَل يمشي مِن حِمْصَ حتَّى دخَل المدينةَ قال فقدِم وقد شحُب لونُه واغبَرَّ وجهُه وطالت شَعَرتُه فدخَل على عمرَ فقال السَّلامُ عليك يا أميرَ المؤمنين ورحمةُ اللهِ فقال عمرُ ما شأنُك فقال عُمَيرٌ ما ترى مِن شأني ألَسْتَ تَراني صحيحَ البَدَنِ ظاهرَ الدَّمِ معي الدُّنيا أجُرُّها بقرونِها قال وما معك قال فظنَّ عمرُ أنَّه قد جاء بمالٍ فقال معي جِرابي أجعَلُ فيه زادي وقَصْعَتي آكُلُ فيها وأغسِلُ فيها رأسي وثيابي وإداوتي أحمِلُ فيها وَضوئي وشَرابي وعَنَزَتي أتوكَّأُ عليها وأُجاهِدُ بها عدُوِّي إنْ عارضَني فواللهِ ما الدُّنيا إلَّا تَبَعٌ لمَتاعي قال عمرُ فجِئْتَ تمشي قال نعم قال أمَا كان لك أحَدٌ يتبرَّعُ لك بدابَّةٍ تركَبُها قال ما فعَلوا وما سألْتُهم ذلك قال بِئْسَ المسلمون خرَجْتَ مِن عندِهم فقال له عُمَيرٌ اتَّقِ اللهَ يا عمرُ فقد نهاك اللهُ عن الغِيبةِ وقد رأيْتُهم يُصَلُّون صلاةَ الغَداةِ قال فأين ما بعَثْتُك به وأيَّ شيءٍ صنَعْتَ قال وما سُؤْاُلك يا أميرَ المؤمنين فقال عمرُ سبحانَ اللهِ فقال عُمَيرٌ أمَا لو لم أخْشَ أن أغُمَّك ما أخبَرْتُك بعَثْتَني حتَّى أتَيتُ البَلَدَ فجمَعْتُ صُلَحاءَ أهلِها فولَّيْتُهم جِبايةَ فَيئِهم حتَّى إذا جمَعوه وضَعْتُه مَواضِعَه ولو نالَك منه شيءٌ لأتَيْتُك به قال فما جِئْتَنا بشَيءٍ قال لا قال جدِّدوا لعُمَيرٍ عهدًا قال إنَّ ذلك لسيِّئٌ لا عمِلْتُ لك ولا لأحَدٍ بعدَك واللهِ ما سَلِمْتُ بل لم أَسْلَمْ قال قلْتُ لنَصْرانيٍّ أخْزاكَ اللهُ فهذا ما عرَّضْتَني به يا عمرُ وإنَّ أشْقى أيَّامي يومًا خلَفْتُ معك يا عمرُ فاستأذَنَه فأذِنَ له فرجَع إلى منزلِه قال وبينَه وبينَ المدينةِ أميالٌ فقال عمرُ حينَ انصرَف عُمَيرٌ ما أُراه إلَّا قد خانَنا فبعَث رجلًا يُقالُ له الحارثُ فقال انطلِقْ حتَّى تنزِلَ به فإنْ رأيْتَ حالًا شديدةً فادفَعْ هذه المائةَ الدِّنيارِ فانطلَق الحارثُ فإذا بعُمَيرٍ جالسٌ يُفَلِّي قميصَه إلى جَنبِ الحائطِ فسلَّم عليه الرَّجلُ فقال له عُمَيرٌ انزِلْ رحِمَك اللهُ فنزَل ثمَّ سأله فقال له مِن أين جِئْتَ قال مِنَ المدينةِ فقال كيف ترَكْتَ أميرَ المؤمنين قال صالحًا قال كيف ترَكْتَ المسلمين قال صالِحينَ قال أليس يُقيمون الحدودَ قال نعم لقد ضرَب ابنًا له أتى فاحشةً فمات مِن ضَرْبِه فقال عُمَيرٌ اللَّهمَّ أعِزَّ عمرَ فإنِّي لا أعلَمُه إلَّا شديدًا حُبُّه لك قال فنزَل به ثلاثةَ أيَّامٍ وليس لهم إلَّا قُرْصةٌ مِن شعيرٍ كانوا يخُصُّونه بها ويَطْوون حتَّى أتاهم الجَهْدُ فقال له عُمَيرٌ يا هذا إنَّك قد أجَعْتَنا فإن رأيْتَ أن تتحوَّلَ عنَّا فافْعَلْ قال فأخرَج الدَّنانيرَ فوضَعَها إليه فقال بعَث بها إليك أميرُ المؤمنين فاستعِنْ بها فصاح قال لا حاجةَ لي فيها رُدَّها فقالت له امرأتُه إنِ احتَجْتَ إليها وإلَّا فضَعْها مَواضِعَها فقال عُمَيرٌ واللهِ ما لي شيءٌ أجعَلُها فيه فشَقَّتِ امرأتُه أسفلَ دِرْعِها فأعطَتْه خِرقةً فجعَلها فيها ثمَّ خرَج فقسَمها بينَ أبناءِ الشُّهداءِ والفُقراءِ ثمَّ رجَع والرَّسولُ يظُنُّ أنَّه يُعْطيه منها شيئًا فقال له أقْرِئْ أميرَ المؤمنين منِّي السَّلامَ فرجَع الحارثُ إلى عمرَ فقال ما رأيْتَ قال رأيْتُ يا أميرَ المؤمنين حالًا شديدةً قال فما صنَع بالدَّنانيرِ قال لا أدري قال وكتَب إليه عمرُ إذا جاءك كِتابي فلا تضَعْه مِن يدِك حتَّى تُقْبِلَ فأقبَل على عمرَ فدخَل عليه فقال عمرُ ما صنَعْتَ بالدَّنانيرِ قال صنَعْتُ ما صنَعْتُ وما سُؤَالُك عنها قال أتئدُ عليك لَتُخْبِرَنِّي بما صنَعْتَ بها قال قدَّمْتُها لنفسي فقال رحِمَك اللهُ فبلَغ ذلك عمرُ بوَسْقٍ مِن طعامٍ وثَوبين فقال أمَّا الطَّعامُ فلا حاجةَ لي فيه قد ترَكْتُ في المنزلِ صاعَينِ مِن شَعيرٍ إلى أن آكُلَ ذلك قد جاء اللهُ بالرِّزقِ فلم يأخُذِ الطَّعامَ وأمَّا الثَّوبان فقال إنَّ فُلانةً عاريَةٌ فأخَذَهما ورجَع إلى منزلِه فلم يلبَثْ أن هلَك رحِمَه اللهُ فبلَغ ذلك عمرَ فشقَّ عليه وترحَّمَ عليه فخرَج يمشي ومعه المشَّاؤون إلى بقيعِ الغَرْقَدِ فقال لأصحابِه لِيَتَمَنَّ كلُّ رجلٍ منكم أمنيَتَه فقال رجلٌ يا أميرَ المؤمنين ودِدْتُ أنَّ عندي مالًا فأُعْتِقَ لوجهِ اللهِ كذا وكذا وقال آخَرُ ودِدْتُ أنَّ عندي مالًا فأُنفِقَ في سبيلِ اللهِ وقال آخَرُ ودِدْتُ أنَّ عندي قوَّةً فأَمْتَحَ بدَلوٍ ماءَ زَمْزَمَ لحاجِّ بيتِ اللهِ فقال عمرُ ودِدْتُ أنَّ لي رجلًا مِثلَ عُمَيرٍ ودِدْتُ أنَّ لي رجالًا مِثلَ عُمَيرٍ أستعينُ بهم في أعمالِ المسلمين

6 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَخمًا مُفخَّمًا، يَتَلألَأُ وَجهُه تَلَألُؤَ القَمَرِ لَيلَةِ البَدْرِ، وأطوَلَ من المَرْبوعِ ، وأقصَرَ من المُشذَّبِ، رَجِلَ الشَّعَرِ ، إذا تَفرَّقتْ عَقيصَتُه فَرَقَ، فلا يُجاوِزُ شَعَرُه شَحمَةَ أُذُنيْهِ إذا هو وفَّره، أزْهَرَ اللَّوْنِ، واسِعَ الجَبينِ ، أزَجَّ الحَواجِبِ، سوابِغَ من غَيرِ قَرَنٍ، بينَهما عِرْقٌ يُدِرُّهُ الغَضَبُ، أقْنى العِرْنينَ، له نورٌ يَعْلوه، يَحسَبُه مَن لم يتأمَّلْه أشَمَّ، كَثَّ اللِّحْيةِ ، سَهْلَ الخَدَّينِ، ضَليعَ الفَمِ ، أشْنَبَ، مُفَلَّجَ الأسْنانِ، دقيقَ المَسْرُبَةِ ، كأنَّ عُنُقَه جِيدُ دُمْيَةٍ في صَفاءِ الفِضَّةِ، مُعتَدِلَ الخَلْقِ، بادِنَ، مُتَماسِكَ، سَواءَ البَطْنِ والصَّدْرِ، عَريضَ الصَّدْرِ بعيدَ ما بين المَنكِبيْنِ، ضَخْمِ الكَراديسِ ، أنْوَرَ المُتَجرَّدِ، مَوْصولَ ما بين اللَّبَّةِ والسُّرَّةِ بشَعَرٍ يَجْري كالخَطِّ، عارِيَ اليَدَينِ والبَطْنِ ممَّا سِوى ذلك، أشْعَرَ الذِّراعيْنِ والمَنكِبينِ وأعالي الصَّدرِ، رَحْبَ الراحَةِ، سَبِطَ القَصَبِ، شَثَنَ الكَفَّينِ والقَدَمينِ، سائِلَ الأطْرافِ، خَمَصانَ الأَخمَصينِ، مَسيحَ القَدَمينِ يَنْبو عنهما الماءُ، إذا زال زال قُلْعًا، وتخطَّى تَكَفِّيًا، ويَمْشي هَوْنًا، ذَريعَ المِشْيَةِ، إذا مَشى كأنَّما يَنحَطُّ من صَبَبٍ ، وإذا الْتَفَتَ الْتَفَتَ معًا، خافِضَ الطَّرْفِ ، نَظَرُه إلى الأرضِ أطوَلُ من نَظَرِه إلى السَّماءِ، جُلُّ نَظَرِه المُلاحَظَةُ، يَسوقُ أصْحابَه، يَبدُرُ مَن لَقِيَ بالسَّلامِ، قُلتُ: صِفْ لي مَنطِقَه. قال كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُتَواصِلَ الأحْزانِ، دائِمَ الفِكْرَةِ، ليست له راحَةٌ، لا يَتَكلَّمُ في غَيرِ حاجَةٍ، طَويلَ الصَّمْتِ، يَفْتتِحُ الكَلامَ ويَختِمُه بأشْداقِه، ويَتكَلَّمُ بجَوامِعِ الكَلِمِ، فَصْلٌ لا فُضولَ ولا تَقْصيرَ، دَمِثَ ليس بالجافي ولا المُهينِ، يُعظِّمُ النِّعمَةَ وإنْ دَقَّتْ، لا يَذُمُّ ذَواقًا ولا يَمدَحُه، ولا تُغضِبُه الدُّنيا ولا ما كان لها، فإذا نُوزعِ َالحَقَّ لم يَعرِفْه أحَدٌ ولم يَقُمْ لغَضَبِه شَيءٌ، لا يَغضَبُ لنَفْسِه ولا يَنتَصِرُ لها، إذا أشارَ أشارَ بكَفِّه كُلِّها، وإذا تَعجَّبَ قَلَبَها، وإذا تَحدَّثَ اتَّصَلَ بها، فيَضرِبُ بباطِنِ راحَةِ اليُمْنى باطِنَ إبهامِه اليُسْرى، وإذا غَضِبَ أعْرَضَ وأشاحَ، وإذا ضَحِكَ غَضَّ طَرْفَه ، جُلُّ ضَحِكِه التَّبسُّمُ، ويَفتَرُّ عن مِثلِ حَبِّ الغَمامِ، فكَتَمَها الحُسَينُ زمانًا ثم حدَّثتُه فوَجَدتُه قد سَبَقَني إليه، فسَأَلَه عمَّا سَأَلتُه ووَجَدتُه قد سَأَلَ أباه عن مَدخَلِه ومَجلِسِه ومَخرَجِه وشَكلِه، فلم يَدَعْ منه شيئًا، قال الحُسَينُ: سَأَلتُ أبي عن دُخولِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: كان دُخولُه لنَفْسِه مَأْذونٌ له في ذلك، فكان إذا أَوى إلى مَنزِلِه جزَّأ نَفْسَه ثَلاثةَ أجْزاءٍ: جُزءٌ للهِ، وجُزءٌ لأهْلِه، وجُزءٌ لنَفْسِه، ثم جزَّأ نَفْسَه بينَه وبين النَّاسِ، فيَرُدُّ ذلك على العامَّةِ بالخاصَّةِ، فلا يَدَّخِرُ عنهم شيئًا، فكان من سِيرَتِه في جُزءِ الأُمَّةِ، إيثارُ أهْلِ الفَضْلِ بإذْنِه، وقَسْمُه على قَدْرِ فَضْلِهم في الدِّينِ، فمنهم ذو الحاجَةِ، ومنهم ذو الحاجَتَينِ، ومنهم ذو الحَوائِجِ فيَتَشاغَلُ بهم فيما يُصلِحُهم ويُلائِمُهم ويُخبِرُهم بالذي يَنبَغي لهم، ويقولُ: لِيُبلِغِ الشاهِدُ الغائِبَ، وأبْلِغوا في حاجَةِ مَن لا يَستطيعُ إبلاغَها، يُثبِّتُ اللهُ قَدَميهِ يَومَ القيامَةِ، لا يُذكَرُ عِندَه إلَّا ذاك، ولا يَقبَلُ من أَحَدٍ غيرَه يَدخُلون رُوَّادًا ولا يَتَفرَّقون إلَّا عن ذَواقٍ، ويَخرُجونَ أَدِلَّةً، قال: فسَأَلتُه عن مَخرَجِه كيف كان يَصنَعُ فيه؟ فقال: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَخزُنُ لسانَه إلَّا ممَّا يَنفَعُهم ويُؤلِّفُهم ولا يُفرِّقُهم، أو قال: ولا يُنفِّرُهم، فيُكرِمُ كريمَ كُلِّ قَومٍ، ويُولِّيهِ عليهم، ويَحذَرُ الناسَ، ويَحترِسُ منهم من غَيرِ أنْ يَطوِيَ عن أحَدٍ بِشْرَه ولا خُلُقَه، يَتفقَّدُ أصْحابَه، ويَسْألُ النَّاسَ عمَّا في الناسِ، ويُحسِّنُ الحَسَنَ ويُقوِّيهِ ويُقبِّحُ القُبحَ ويُوهِنُه، مُعتدِلَ الأمْرِ، غيرَ مُختَلِفٍ، لا يَغفُلُ مَخافَةَ أنْ يَغفُلوا، أو يَميلوا لكُلِّ حالٍ عِندَه عَتادٌ، لا يَقصُرُ عن الحَقِّ ولا يَجوزُه، الذين يَلونَه من الناسِ خِيارُهم، أفضَلُهم عِندَه أعْظَمُهم نَصيحَةً، وأعْظَمُهم عِندَه مَنزِلَةً أحْسَنُهم مُواساةً ومُؤازَرَةً، فسَأَلتُه عن مَجلِسِه. فقال: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يَجلِسُ، ولا يقومُ إلَّا على ذِكْرِ اللهِ، ولا يُوطِّنُ الأماكنَ ويَنْهى عن إيطانِها، وإذا انتَهى إلى قَومٍ جَلَسَ حيث يَنتَهي به المَجلِسُ، ويأمُرُ بذلك، ويُعْطي كُلَّ جُلَسائِه بنَصيبِهم لا يَحسَبُ جَليسُه أنَّ أحدًا أكْرَمُ عليه منه، مَن جالَسَه أو قاوَمَه في حاجَةٍ صابَرَه حتى يكونَ هو المُتصَرِّفُ، ومَن سَأَلَه حاجَةً لم يَرُدَّه إلَّا بها أو بمَيْسورٍ من القَولِ، قد وَسِعَ الناسَ منه بَسْطُه وخُلُقُه، فصار لهم أبًا، وصاروا عِندَه في الحَقِّ سَواءً، مَجلِسُه مَجلِسُ حِلْمٍ وحَياءٍ وصَبْرٍ وأَمانَةٍ لا تُرفَعُ فيه الأصْواتُ، ولا تُؤبَنُ فيه الحُرَمُ، ولا تُنْثى فَلَتاتُه، مُتعادِلينَ مُتَواصينَ فيه بالتَّقْوَى، مُتَواضِعينَ يُوقِّرونَ الكَبيرَ، ويَرحَمون الصَّغيرَ، ويُؤثِرون ذَوي الحاجَةِ، ويَحفَظونَ الغَريبَ. قال: قُلتُ: كيف كانت سيرتُه في جُلَسَائِه؟ قال: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دائِمَ البِشْرِ، سَهْلَ الخَلْقِ، لَيِّنَ الجانِبِ، ليس بفَظٍّ، ولا غَليظٍ، ولا صخَّابٍ، ولا فاحِشٍ، ولا عيَّابٍ، ولا مدَّاحٍ، يَتَغافَلُ عمَّا لا يَشْتَهى، ولا يَخيبُ، قَد تَرَكَ نَفْسَه من ثَلاثٍ: المِراءِ، والإكْثارِ، وممَّا لا يَعْنيهِ، وتَرَكَ نَفْسَه من ثَلاثٍ: كان لا يَذُمُّ أحدًا، ولا يُعيِّرُه، ولا يَطلُبُ عَورَتَه، ولا يَتَكلَّمُ إلَّا فيما رجا ثَوابَه، إذا تكلَّمَ أطْرَقَ جُلساؤُه، كأنَّما على رُؤوسِهم الطَّيرُ، وإذا سَكَتَ تكلَّموا، ولا يَتَنازَعونَ عِندَه، مَنْ تكلَّم أنْصَتوا له حتى يَفرُغَ حَديثُهم عِندَه حَديثُ أوَّليهم، يَضحَكُ ممَّا يَضحَكون منه، ويَتَعجَّبُ ممَّا يَتَعجَّبون منه، ويَصبِرُ للغَريبِ على الهَفْوةِ في مَنطِقِه ومَسْأَلتِه حتى إذا كان أصْحابُه ليستَجْلِبوهم، ويقولُ: إذا رَأَيتُم طالِبَ الحاجَةِ فأرْشِدُوه، ولا يَقبَلُ الثَّناءَ إلَّا مِن مُكافِئٍ، ولا يَقطَعُ على أحَدٍ حَديثَه حتى يَجوزَه، فيَقطَعَه بنَهْيٍ أو قِيامٍ، قال: قُلتُ: كيف كان سُكوتُه؟ قال: كان سُكوتُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على أربَعٍ: على الحِلْمِ، والحَذَرِ، والتَّقْديرِ، والتَّفكُّرِ، فأمَّا تَقديرُه ففي تَسْويَتِه النَّظَرَ والاسْتِماعَ بين الناسِ، وأمَّا تَذَكُّرُه -أو قال تَفَكُّرُه- ففيما يَبْقى ويَفْنى، وجُمِعَ له الحِلْمُ في الصَّبْرِ، فكان لا يوصِبُه ولا يَسْتَفِزُّه، وجُمِعَ له الحَذَرُ في أربعٍ: أخْذِه بالحُسْنى لِيَقْتَدوا به، وتَرْكِه القَبيحَ لِيَنْتَهوا عنه، وإجْهادِه الرَّأْيَ فيما يُصلِحُ أُمَّتَه، والقيامِ فيما يَجمَعُ لهم الدُّنيا والآخِرَةَ.
 

1 - سيكونُ في آخِرِ أُمَّتي رِجالٌ يركَبونَ على سُروجٍ كأشباهِ الرِّحالِ ، يَنْزِلونَ على أبوابِ المساجِدِ، نِساؤُهم كاسياتٌ عارياتٌ على رُؤوسِهم كأَسْنِمةِ البُخْتِ، الْعَنوهُنَّ فإنَّهنَّ مَلْعوناتٌ، لو كانتْ وراءَكم أُمَّةٌ مِن الأُمَمِ لخدَمَ نساؤُكم نساءَهم، كما خدَمَتْكم نِساءُ الأُمَمِ مِن قَبلِكم.
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 5/140 التخريج : أخرجه أحمد (7083)، وابن حبان (5753) باختلاف يسير، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (9331) مختصراً
التصنيف الموضوعي: آفات اللسان - اللعن فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام زينة اللباس - ملابس المرأة مناقب وفضائل - بعض من ذمهم النبي وذم أفعالهم
|أصول الحديث

2 - عنِ أبي هريرَةَ قال مِنْ أشراطِ الساعةِ أنْ يَظْهَرَ الشحُّ والفحشُ ويؤتَمَنَ الخائِنُ وَيُخَوَّنَ الْأَمِينُ وتظْهَرَ ثِيَابُ تَلْبَسُها نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ ويعلو التُحوتُ الوعولَ أكَذَاكَ يا عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ سمعتَهُ مِنْ حِبِّي قال نَعَمْ وَرَبِّ الكعبَةِ قُلْنَا وما التحوتُ قال فسولُ الرجالِ وأهلُ البيوتِ الغامضَةِ يُرْفَعُونَ فَوْقَ صالِحِهِم والوعولُ أهلُ البيتِ الصالِحَةِ
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح غير محمد بن الحارث بن سفيان وهو ثقة‏‏
الراوي : أبو هريرة وعبدالله بن مسعود | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 7/330
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - أمارات الساعة وأشراطها آفات اللسان - الفحش والتفحش رقائق وزهد - الخيانة رقائق وزهد - ذم الشح زينة اللباس - ملابس المرأة صدقة - ذم البخل

3 - العاريةُ مُؤَدَّاةٌ.
خلاصة حكم المحدث : فيه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف جدا
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 4/148 التخريج : أخرجه البزار كما في ((مجمع الزوائد)) للهيثمي (4/148)
التصنيف الموضوعي: بيوع - العارية غصب وضمانات - ما يضمن هبة وهدية - الاستعارة

4 - تركُ الوصيةِ عارٌ في الدُّنيا ونارٌ وشنَارٌ في الآخِرَةِ
خلاصة حكم المحدث : فيه جماعة لم أعرفهم
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 4/212 التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (5423)
التصنيف الموضوعي: وصايا - كتابة الوصية وصايا - وجوب الوصية إيمان - الوعيد وصايا - الحث على الوصية وفضيلة التنجيز حال الحياة
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

5 - ألا إنَّ العاريةَ مُؤَدَّاةٌ والْمِنْحَةَ مَرْدُودَةٌ والدَّيْنَ مَقْضِيٌّ والزَّعيمَ غارِمٌ
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
الراوي : من سمع النبي صلى الله عليه وسلم | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 4/148
التصنيف الموضوعي: أقضية وأحكام - قضايا حكم فيها النبي صلى الله عليه وسلم بيوع - العارية بيوع - الزعيم غارم قرض - رد مثل ما استسلف
| شرح حديث مشابه

6 - العارُ والتَّخزيةُ تبلُغُ من ابنِ آدمَ يومَ القيامةِ ما يتمنَّى العبدُ أن يُؤمَرَ به في النَّارِ
خلاصة حكم المحدث : فيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو مجمع على ضعفه‏‏ ‏‏ ‏‏
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 10/353 التخريج : أخرجه أبو يعلى (1776 )، وأبو نعبم في ((حلية الأولياء)) (6/ 210)
التصنيف الموضوعي: قيامة - الحساب والقصاص قيامة - العرض إيمان - اليوم الآخر قيامة - أهوال يوم القيامة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

7 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يأخذُ الوَبرَةَ من فَيْءِ اللهِ فيقول ما لي من هذا إلا مثلُ ما لأحدِكم إلا الخُمُسَ وهو مَردودٌ فيكم فأَدُّوا الخَيطَ والمَخِيطَ فما فوقَها وإياكم والغُلولَ فإنه عارٌ ونارٌ وشَنارٌ على صاحبِه يومَ القيامةِ
خلاصة حكم المحدث : فيه أم حبيبة بنت العرباض ولم أجد من وثقها ولا جرحها , وبقية رجاله ثقات
الراوي : العرباض بن سارية | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 5/340 التخريج : أخرجه أحمد (17154)، والطبراني (649) (18/ 259)، والبيهقي في ((معرفة السنن والآثار)) (12927) واللفظ لهم جميعا.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الكبائر غنائم - الغلول وما جاء فيه من العقوبة والوعيد غنائم - فرض الخمس غنائم - مصارف الخمس إيمان - تحريم الغلول وأنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون
|أصول الحديث

8 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقول: لا يُقطَعُ طريقٌ، ولا يُمنَعُ فَضلُ ماءٍ، ولا ابنِ السَّبيلِ عاريةُ الدَّلْوِ والرَّشاءِ والحَوضِ، إنْ لم تكن له أداةٌ تُعينُه، ويُخلَّى بينَه وبين الرَّكيَّةِ يَسْقى، ولا يُمنَعُ المَحفَرَ إذا نزَلَ الحافِرُ خَمسةً وعِشرينَ ذِراعًا عطنًا لماشيتِه.
خلاصة حكم المحدث : في إسناده مساتير
الراوي : سمرة بن جندب | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 4/128 التخريج : أخرجه الطبراني ((7/ 260)) (7060) بلفظه، وابن زنجويه في ((الأموال)) (1095) بلفظه مختصرا
التصنيف الموضوعي: آداب الطريق - حق الطريق بيوع - ما لا يجوز منعه مساقاة - حريم البئر آداب عامة - شراكة الناس في المنافع العامة مثل الماء والنار والملح ونحو ذلك أشربة - النهي عن منع فضل الماء
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

9 - كُنْتُ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سفرٍ فقال مَن يكلؤُنا اللَّيلةَ فقُلْتُ أنا فنام ونام النَّاسُ ونِمْتُ فلم نستيقِظْ إلَّا بحرِّ الشَّمسِ فقال أيُّها النَّاسُ إنَّ هذه الأرواحَ عاريةٌ في أجسادِ العبادِ يقبِضُها ويُرسِلُها إذا شاء فاقضوا حوائجَكم على رِسْلِكم فقضَيْنا حوائجَنا على رِسْلِنا وتوضَّأْنا وتوضَّأ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وصلَّى ركعتَيِ الفجرِ ثُمَّ صلَّى بنا
خلاصة حكم المحدث : فيه عتبة أبو عمرو ولم أجد من ذكره وبقية رجاله رجال الصحيح
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 1/327 التخريج : أخرجه البزار (7474)، والدولابي في ((الكنى والأسماء)) (1367) واللفظ له، والإسماعيلي في ((معجم أسامي الشيوخ)) (1/444)
التصنيف الموضوعي: صلاة - قضاء الفوائت صلاة - قضاء النافلة صلاة - ما يفعل من نام عن ركعتي الفجر صلاة - من نام عن صلاة أو نسيها
|أصول الحديث

10 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أقبل حتى إذا كان بالجِعرانةِ اجتمع الناسُ عليه وتعلَّقَ رِداؤه بالشجرةِ فقال رُدُّوا عليَّ رِدائي أتخافونَ أن لا أقسِمَ بينكم لو كان مثلُ شجرِ تِهامةَ نَعَمًا لقسمْتُه بينكم ثم لا تجِدوني جبانًا ولا بخيلًا ولا كَذوبًا ثم قال رُدُّوا الخِياطَ والمَخيطَ فإنَّ الغُلولَ عارٌ ونارٌ وشَنارٌ على أهلِه يومَ القيامةِ, وقال ما لي من الفيءِ مثلُ هذه الوَبرةِ وأخذها من كاهلِ البعيرِ إلا الخُمُسَ والخُمُسُ مَردودٌ عليكم
خلاصة حكم المحدث : فيه محمد بن عثمان بن مخلد وهو ثقة وفيه ضعف
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 5/341 التخريج : أخرجه النسائي (3688)، وأحمد (6729) كلاهما مطولا، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (1864) بغير ذكر آخره.
التصنيف الموضوعي: زينة اللباس - لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم - الغلول وما جاء فيه من العقوبة والوعيد فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أخلاق النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - جود النبي وكرمه آداب عامة - ضرب الأمثال
|أصول الحديث

11 - بَيْنا أنا أُديرُ الكأسَ على أبي طَلْحةَ، وأبي عُبَيدةَ بنِ الجرَّاحِ، ومعاذِ بنِ جَبلٍ، وسُهَيلِ بنِ بَيْضاءَ، وأبي دُجانةَ حتى مالتْ رُؤوسُهم؛ إذ سمِعْنا مناديًا يُنادي: ألَا إنَّ الخمرَ قد حُرِّمتْ، فما دخَلَ علينا داخلٌ، ولا خرَجَ منَّا خارجٌ، فأهْرَقْنا الشَّرابَ، وكسَرْنا القِلالَ ، وتوضَّأَ بعضُنا، واغتَسلَ بعضُنا، وأصَبْنا مِن طِيبِ أمِّ سُلَيمٍ، ثمَّ خرَجْنا إلى المسجِدِ، فإذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ...} حتَّى بلغَ: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 90-91]، فقال رجُلٌ: يا رسولَ اللهِ، فما منزلةُ مَن ماتَ وهو يشرَبُها؟ فأنزَلَ اللهُ تباركَ وتعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا...} [المائدة: 93] إلى آخِرِ الآيةِ.
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 5/55 التخريج : أخرجه البزار (7288) واللفظ له، والطبري في ((تفسيره)) (12527)
التصنيف الموضوعي: أطعمة - تحريم الخمر تفسير آيات - سورة المائدة رقائق وزهد - سعة رحمة الله قرآن - أسباب النزول أشربة - الأمر بإهراق الخمر وكسر دنانه
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

12 - فتَذاكَروا حديثَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال أبو الدَّرداءِ رَحِمَه اللهُ لعُبادةَ: يا عُبادةُ، كَلِماتُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزوةٍ في شأنِ الأخماسِ. فقال عُبادةُ: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى بهم بغَزوةٍ إلى بَعيرٍ مِن المَقسَمِ، فلمَّا سلَّمَ قامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فتَناوَلَ وَبَرةً بينَ أُنمُلَتَيْه فقال: إنَّ هذه مِن غَنائمِكم، وإنَّه ليسَ فيها إلَّا نَصيبي معكم؛ إلَّا الخُمُسَ، والخُمُسُ مَردودٌ عليكم؛ فأدُّوا الخَيطَ والمَخيطَ، وأكبَرَ مِن ذلكَ وأصغَرَ، ولا تَغُلُّوا؛ فإنَّ الغُلولَ نارٌ وعارٌ على أصحابِه في الدُّنيا والآخِرةِ.
خلاصة حكم المحدث : فيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف
الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 5/341 التخريج : أخرجه أحمد (22699) واللفظ له، وأخرجه النسائي (4138)، وابن ماجه (2850) مختصراً باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: سترة - الصلاة إلى الراحلة والبعير ... علم - مذاكرة العلم ومدارسته غنائم - الغلول وما جاء فيه من العقوبة والوعيد غنائم - فرض الخمس إيمان - تحريم الغلول وأنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون
|أصول الحديث

13 - جاءت أمُّ سُلَيمٍ إلى أبي أنسٍ فقالت جئْتُ اليومَ بما تكرَهُ فقال لا تزالينَ تجيئينَ بما أكرَهُ مِن عندِ هذا الأعرابيِّ قالت كان أعرابيًّا اصطفاه اللهُ واختاره وجعَلَه نبيًّا قال ما الَّذي جئْتِ به قال حُرِّمَتِ الخمرُ قال هذا فراقُ بيني وبينِكِ فمات مُشرِكًا وجاء أبو طلحةَ إلى أمِّ سُلَيمٍ قالت لم أكُنْ أتزوَّجُك وأنت مُشرِكٌ قال لا واللهِ ما هذا دهرُكِ قالت فما دهري قال دهرُكِ في الصَّفراءِ والبيضاءِ قالت فإنِّي أُشْهِدُك وأُشْهِدُ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّك إنْ أسلمْتَ فقد رضيتُ بالإسلامِ منك قال فمَن لي بهذا قالت يا أنسُ قُمْ فانطلِقْ مع عمِّك فقام فوضَع يدَه على عاتقي فانطلَقْنا حتَّى إذا كنَّا قريبًا مِن نبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسمِع كلامَنا فقال هذا أبو طلحةَ بينَ عينيه عِزَّةُ الإسلامِ فسلَّم على نبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه فزوَّجَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الإسلامِ فولَدَتْ له غُلامًا ثمَّ إنَّ الغلام درَج وأُعْجِبَ به أبوه فقبَضه اللهُ تبارك وتعالى فجاء أبو طلحةَ فقال ما فعَل ابني يا أمَّ سُلَيمٍ قالت خيرَ ما كان فقالت ألا تتغدَّى قد أخَّرْتَ غَداءَك اليومَ قالت فقدَّمْتُ إليه غَداءَه فقلْتُ يا أبا طلحةَ عاريَةٌ استعارَها قومٌ وكانت العاريَةُ عندَهم ما قضى اللهُ وإنَّ أهلَ العاريَةِ أرسَلوا إلى عاريَتِهم فقبَضوها ألَهُم أن يجْزَعوا قال لا قالت فإنَّ ابنَك قد فارَقَ الدُّنيا قال فأين هو قالت ها هو ذا في المَخْدَعِ فدخَل فكشَف عنه واسترجَع فذهَب إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فحدَّثَه بقولِ أمِّ سُلَيمٍ فقال والَّذي بعَثني بالحقِّ لقد قذَف اللهُ تبارك وتعالى في رحِمِها ذكَرًا لصبرِها على ولدِها قال فوضَعَتْه فقال نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اذهَبْ يا أنسُ إلى أمِّكَ فقُلْ لها إذا قَطَعْتِ سِرارَ ابنِكِ فلا تُذيقيه شيئًا حتَّى تُرسِلي به إليَّ قال فوضَعْتُه على ذِراعي حتَّى أتيتُ به رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فوضَعْتُه بينَ يدَيه فقال ائتني بثلاثِ تَمْراتٍ عجوةً قال فجئتُ بهنَّ فقذَف نَواهنَّ ثمَّ قذَفه في فيه فلاكَه ثمَّ فتَح فا الغلامِ فجعَله في فيه فجعَل يتلمَّظُ فقال أنصاريٌّ يُحِبُّ التَّمرَ فقال اذهَبْ إلى أمِّك فقُلْ بارَك اللهُ لكِ فيه وجعَله بَرًّا تقيًّا
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح غير أحمد بن منصور الرمادي وهو ثقة
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 9/264 التخريج : أخرجه البزار (7310) واللفظ له، وأصل الحديث في البخاري (5470)، ومسلم (2144) بمعناه.
التصنيف الموضوعي: أطعمة - تحريم الخمر جنائز وموت - موت الأولاد وفضل احتسابهم رقائق وزهد - فضل الصبر مناقب وفضائل - أم سليم مولود - تحنيك المولود
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

14 - نُعِي إلينا حبيبُنا ونبيُّنا بأبي هو ونفسي له الفِداءُ قبلَ موتِه بستٍّ فلمَّا دنا الفِراقُ جمَعَنا في بيتِ أمِّنا عائشةَ فنظَر إلينا فدمَعَت عيناه ثُمَّ قال مرحبًا بكم وحيَّاكم اللهُ وحفِظكم اللهُ آواكم اللهُ ونصَركم اللهُ رفَعكم اللهُ هداكم اللهُ رزَقكم اللهُ وفَّقكم اللهُ سلَّمكم اللهُ قبِلكم اللهُ أُوصِيكم بتقوى اللهِ وأُوصِي اللهَ بكم وأستخلِفُه عليكم إنِّي لكم نذيرٌ مبينٌ ألَّا تعلوا على اللهِ في عبادِه وبلادِه فإنَّ اللهَ قال لي ولكم {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} وقال {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ} ثُمَّ قال قد دنا الأجلُ والمنقلَبُ إلى اللهِ وإلى سدرةِ المنتهى وإلى جنَّةِ المأوى والكأسِ الأَوْفى والرَّفيقِ الأعلى أحسَبُه قال فقُلْنا يا رسولَ اللهِ فمَن يُغسِّلُك إذًا قال رجالُ أهلِ بيتي الأدنى فالأدنى قُلْنَا ففيمَ نُكفِّنُك قال في ثيابي هذه إن شِئْتُم أو في حُلَّة يمنيَّةٍ أو في بياضِ مضرَ قال فقُلْنا فمَن يُصلِّي عليك منَّا فبكَيْنا وبكى وقال مهلًا غفَر اللهُ لكم وجازاكم عن نبيِّكم خيرًا إذا غسَّلْتُموني ووضَعْتُموني على سريري في بيتي هذا على شفيرِ قبري فاخرُجوا عنِّي ساعةً فإنَّ أوَّلُ مَن يُصلِّي عليَّ خليلي وجليسي جبريلُ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم ثُمَّ ميكائيلُ ثُمَّ إسرافيلُ ثُمَّ مَلَكُ الموتِ مع جنودِه ثُمَّ الملائكةُ صلَّى اللهُ عليهم بأجمعِها ثُمَّ ادخُلوا عليَّ فوجًا فوجًا فصلُّوا عليَّ وسلِّموا تسليمًا ولا تُؤذُوني بباكيةٍ أحسَبُه قال ولا صارخةٍ ولا رانَّةٍ وليبدَأْ بالصَّلاةِ عليَّ رجالُ أهلِ بيتي ثُمَّ أنتم بعدُ وأقرِئوا أنفسَكم منِّي السَّلامَ ومَن غاب من إخواني فأقرِئوه منِّي السَّلامَ ومَن دخَل معكم في دينِكم بعدي فإنِّي أُشهِدُكم أنِّي أقرَأُ السَّلامَ أحسَبُه قال عليه وعلى كلِّ مَن تابَعني على ديني من يومي هذا إلى يومِ القيامةِ قُلْنا يا رسولَ اللهِ فمَن يُدخِلُك قبرَك منَّا قال رجالُ أهلِ بيتي مع ملائكةٍ كثيرةٍ يرونَكم من حيثُ لا ترونَهم
خلاصة حكم المحدث : ‏ رجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي وهو ثقة
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 9/27 التخريج : أخرجه ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (2193)، والبزار (2028)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (3996)
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة القصص رقائق وزهد - الكبر والتواضع فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - غسل النبي وكفنه والصلاة عليه فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مرض النبي وموته فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خصائصه صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

15 - شهدت رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وجاءته وفودُ هوازنَ فقالوا يا رسولَ اللهِ إنا أهلٌ وعشيرةٌ فمُنَّ علينا مَنَّ اللهُ عليك فإنه نزل بنا من البلاءِ ما لم يخفَ عليك فقال اختاروا بينَ نسائِكم وأموالِكم وأنسابِكم قالوا خيرتَنا بينَ أحسابِنا وأموالِنا نختارُ أبناءَنا فقال ما كان لي ولبنِي عبدِ المطلبِ فهو لكم فإذا صليت الظهرَ فقولوا إنا برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على المسلمين وبالمسلمين على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في نسائِنا وأبنائِنا قال ففعلوا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أما ما كان لي ولبني عبدِ المطلبِ فهو لكم وقال المهاجرونَ ما كان لنا فهو لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقالت الأنصارُ مثلَ ذلك وقال عيينةُ بنُ بدرٍ أما ما كان لي ولبني فزارةَ فلا وقال الأقرعُ بنُ حابسٍ أما أنا وبنو تميمٍ فلا وقال عباسُ بنُ مرداسٍ أما أنا وبنو سليمٍ فلا فقال الحيانِ كذبت بل هو لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال يا أيُّها الناسُ رُدُّوا عليهم نساءَهم وأموالَهم فمَن تمسَّك بشيءٍ من هذا الفيءِ فله علينا ستُّ فرائضَ من أولِ ما يفيءُ اللهُ علينا ثم ركب راحلتَه وتعلَّق به الناسُ يقولون اقسمْ علينا فيئَنا بينَنا حتى ألجؤوه إلى سمرةٍ فخطفَت رداءَه فقال يا أيُّها الناسُ رُدُّوا علَيَّ ردائي فواللهِ لو كان بعددِ شجرِ تهامةَ نَعَمًا لقسمتُه بينَكم ثم لا تلقَوني بخيلًا ولا جبانًا ولا كذوبًا ثم دنا من بعيرٍ فأخذ وبرةً من سنامِه فجعلها بينَ أصبعَيه السبابةِ والوسطَى ثم رفعها فقال يا أيُّها الناسُ ليس لي من هذا الفيءِ ولا هذه إلا الخمسُ والخمسُ مردودٌ عليكم ردُّوا الخياطَ والمخياطَ والمخيطَ فإن الغلولَ يكونُ على أهلِه يومَ القيامةِ عارٌ ونارٌ وشنارٌ فقام رجلٌ معه كبةٌ من شعرٍ فقال إني أخذت هذه أصلحُ بها بردعةَ بعيرِي دبرَ فقال أمَّا ما كان لي ولبنِي عبدِ المطلبِ فهو لك فقال الرجلُ يا رسولَ اللهِ أما إذ بلغت ما أرَى فلا أربَ لي بها ونبذَها
خلاصة حكم المحدث : رجال أحد أسانيده ثقات
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 6/190 التخريج : أخرجه أحمد (6729) بلفظه، والنسائي (3688) باختلاف يسير، وأبو داود (2694) مختصرا ببعضه.
التصنيف الموضوعي: غنائم - الغلول وما جاء فيه من العقوبة والوعيد غنائم - فرض الخمس فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أخلاق النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - جود النبي وكرمه مغازي - المن على وفود هوازن بأسراهم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

16 - كتَبَ عبدُ اللهِ بنُ الزُّبَيرِ إلى ابنِ عبَّاسٍ في البَيعَةِ، فأبَى أنْ يُبايِعَه، فظَنَّ يزيدُ بنُ مُعاويةَ أنَّه إنَّما امتَنَعَ عليه لمكانِه، فكتَبَ يزيدُ بنُ مُعاويةَ إلى ابنِ عبَّاسٍ: أمَّا بعدُ، إنَّه بَلَغَني أنَّ المُلحِدَ ابنَ الزُّبَيرِ دَعاك إلى بَيعَتِه لِيُدخِلَك في طاعَتِه؛ فتكونَ على الباطِلِ ظَهيرًا، وفي المأثَمِ شريكًا، فامتَنَعتَ عليه وانقَبَضتَ؛ لِمَا عرَّفك اللهُ في نَفْسِك من حَقِّنا أهلَ البَيتِ، فجزاكَ اللهُ أفضَلَ ما جَزى الواصلينَ عن أرْحامِهم، المُوفينَ بعُهودِهم، ومهما أنسى من الأشياءِ فلن أنْسى بِرَّك، وصِلَتَك، وحُسنَ جائِزَتِك التي أنتَ أهلُها في الطاعَةِ والشَّرَفِ والقَرابَةِ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فانظُرْ مَن قِبَلَك من قَومِك، ومَن يطَرَأُ عليك من أهلِ الآفاقِ ممَّن يَسحُرُه ابنُ الزُّبَيرِ بلِسانِه وزُخرُفِ قَولِه فخَذِّلْهم عنه؛ فإنَّهم لك أطوَعُ، ومنك أسمَعُ منهم للمُلحِدِ والخارِقِ المارِقِ والسَّلامُ. فكتَبَ ابنُ عبَّاسِ إليه: أمَّا بعدُ، فقد جاءَني كتابُك، تذكُرُ فيه دُعاءَ ابنِ الزُّبَيرِ إيَّايَ للذي دَعاني إليه، وإنِّي امتَنَعتُ عليه مَعرِفَةً لحَقِّكَ، فإنْ يكن ذلك كذلك فلستُ بِرَّك أرجو بذلك، ولكنَّ اللهَ بما أنْوي به عليمٌ، وكَتَبتَ إليَّ أنْ أحُثَّ النَّاسَ عليك، وأُخذِّلَهم عن ابنِ الزُّبَيرِ، فلا، ولا سرورَ ولا حُبورَ بفيكِ الكِثْكِثُ، ولك الأثلَبُ، إنَّك العازِبُ إن مَنَّتْك نفسُك، وإنَّك لأنتَ المَفْقودُ المَثْبورُ، وكَتَبتَ إليَّ بتَعجيلِ بِرِّي وصِلَتي، فاحْبِسْ أيُّها الإنسانُ عَنِّي بِرَّك وصِلَتَك، فإنِّي حابِسٌ عنك وُدِّي ونُصْرتي، ولَعَمْري ما تُعْطينا ممَّا في يَدِك لنا إلَّا القليلَ، وتَحبِسُ منه الطويلَ العَريضَ، لا أبَا لك ، أتُراني أنْسى قَتْلَك حُسَينًا وفِتيانَ بني عبدِ المُطَّلبِ، مَصابيحَ الدُّجَى، ونُجومَ الأعلامِ، وغادَرَتْهم خُيولُك بأمْرِك، فأصْبَحوا مُصرَّعينَ في صَعيدٍ واحدٍ، مُزمَّلينَ بالدِّماءِ، مَسْلوبينَ بالعَراءِ، لا مُكفَّنينَ، ولا مُوسَّدينَ، تَسفيهم الرِّياحُ، وتَغْزوهم الذِّئابُ، وتَنَتابُهم عُرُجُ الضِّباعِ حتى أتاحَ اللهُ لهم قَومًا لم يُشرِكوا في دِمائِهم، فكفَّنوهم وأجَنُّوهم، وبهم واللهِ وبي مَنَّ اللهُ عليك، فجَلَستَ في مَجلِسِك الذي أنتَ فيه، ومهما أنْسى من الأشياءِ، فلستُ أنسى تَسْليطَك عليهم الدَّعيَّ ابنَ الدعيِّ الذي كان للعاهِرَةِ الفاجِرَةِ، البعيدَ رَحِمًا ، اللَّئيمَ أبًا، وأمَّا الذي اكتَسَبَ أبوك في ادَّعائِه له العارَ والمأثَمَ والمذَلَّةَ والخِزيَ في الدُّنيا والآخِرَةِ؛ لأنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: الوَلَدُ للفِراشِ ، وللعاهِرِ الحَجَرُ ، وإنَّ أباك يزعُمُ أنَّ الوَلَدَ لغَيرِ الفِراشِ، ولا يَضيرُ العاهِرَ، ويَلحَقُ به وَلَدُه، كما يَلحَقُ وَلَدُ البَغيِّ الرشيدَ، ولقد أماتَ أبوك السُّنَّةَ جَهْلًا، وأحْيا الأحداثَ المُضِلَّةَ عَمْدًا، ومهما أنْسى من الأشياءِ فلستُ أنْسى تَسييرَك حُسَينًا من حَرَمِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى حَرَمِ اللهِ، وتَسييرَك إليه الرِّجالَ، وإدساسَك إليهم، إنْ هو نَذَرَ بكم فعالِجوه، فما زلتَ بذلك وكذلك حتى أخرَجْتَه من مكَّةَ إلى أرضِ الكوفَةِ، تَزأَرُ به إليه خَيلُك وجُنودُك زئيرَ الأُسْدِ عَداوةً مِنكَ للهِ ولرسولِه ولأهلِ بَيتِه، ثم كَتبتَ إلى ابنِ مَرجانَةَ يَستقبِلُه بالخَيلِ والرِّجالِ والأسِنَّةِ والسُّيوفِ، ثم كَتَبتَ إليه بمُعالجَتِه وتَركِ مُطاولَتِه حتى قَتَلتَه ومَن معه من فِتيانِ بني عَبدِ المُطَّلِبِ أهلِ البَيتِ الذين أذهَبَ اللهُ عنهم الرِّجسَ وطهَّرهم تَطهيرًا، نحن كذلك، لا كآبائِك [الأجْلافِ] الجُفاةِ أكْبادِ الحَميرِ، ولقد عَلِمتَ أنَّه كان أعزَّ أهلِ البَطْحاءِ بالبَطْحاءِ قديمًا، وأعَزَّه بها حديثًا، لوَّثوا الحَرَمينِ مَقامًا، واستحَلَّ بها قِتالًا، ولكنَّه كَرِهَ أنْ يكونَ هو الذي يُستحَلُّ [به] حَرَمُ اللهِ وحَرَمُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وحُرمَةُ البَيتِ الحَرامِ، فطَلَبَ [إليكم الحُسَينُ] المُوادَعَةَ، وسَأَلَكم الرَّجعَةَ، فطَلَبتُم قِلَّةَ أنصارِه، واستِئْصالَ أهلِ بَيتِه كأنَّكم تَقتُلُون أهلَ بَيتٍ من التُّركِ، أو كابُلَ، وكيف تَجِدُني على وُدِّك، وتطلُبُ نَصْري، وقد قَتَلتَ بني أبي، وسَيفُك يَقطُرُ من دَمي، وأنتَ تَطلُبُ ثَأري، فإنْ شاءَ اللهُ لا يَطُلْ إليك دَمي، ولا تَسبِقُني بثَأْري، وإنْ تَسبِقُنا به، فقَبِلْنا ما قَبِلَتِ النَّبيون [وآلُ النَّبيِّينَ] فظلَّت دِماؤُهم في الدُّنيا، وكان المَوعِدُ اللهَ، وكفى باللهِ للمَظلومينَ ناصِرًا، ومن الظالمين مُنتقِمًا، والعَجَبُ كُلَّ العَجَبِ، ما عِشتَ بِربِّكَ الدَّهْرَ، العَجَبُ حَمْلُك بناتِ عبدِ المُطَّلِبِ وحَمْلُك أبناءَهم أُغَيلِمَةً صِغارًا إليك بالشَّامِ، تُري النَّاسَ أنَّك قد قَهَرتَنا، وأنَّك تُذِلُّنا، وبهم واللهِ وبي مَنَّ اللهُ عليك وعلى أبيك وأُمِّك من النِّساءِ، وأيمُ اللهِ إنَّك لتُصبِحُ وتُمسي آمِنًا لجِراحِ يَدي، وليَعظُمَنَّ جُرحُك بلِساني وبَناني ونَقْضي وإبْرامي، لا يَستَفِزَنَّك الجَدَلُ، فلن يُمهِلَك اللهُ بعدَ قَتْلِك عِترَةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا قليلًا حتى يأخُذَك اللهُ أخذًا أليمًا، ويُخرِجَك من الدُّنيا آثِمًا مَذمومًا، فعِشْ لا أبَا لك ما شِئتَ، فقد أرْداك عندَ اللهِ ما اقتَرَفتَ، فلمَّا قَرَأَ يزيدُ الرِّسالةَ قال: لقد كان ابنُ عبَّاسٍ مُنَصَّبًا على الشَّرِّ.

17 - بعَث عمرُ بنُ الخطَّابِ رضِيَ اللهُ عنه عُمَيرَ بنَ سَعْدٍ عاملًا على حِمْصَ فمكَث حَولًا لا يأتيه فقال عمرُ لكاتبِه اكتُبْ إلى عُمَيرِ بنِ سَعْدٍ فواللهِ ما أُراه إلَّا خانَنا فإذا جاءك كتابي هذا فأقْبِلْ وأقْبِلْ بما جَبَيتَ مِن فَيءٍ مِنَ المسلمين حينَ تنظُرُ في كتابي هذا فأخَذ عُمَيرٌ جِرابَه فجعَل فيه زادَه وقَصْعَتَه وعلَّق أدواتِه وأخَذ عَنَزَتَه ثمَّ أقبَل يمشي مِن حِمْصَ حتَّى دخَل المدينةَ قال فقدِم وقد شحُب لونُه واغبَرَّ وجهُه وطالت شَعَرتُه فدخَل على عمرَ فقال السَّلامُ عليك يا أميرَ المؤمنين ورحمةُ اللهِ فقال عمرُ ما شأنُك فقال عُمَيرٌ ما ترى مِن شأني ألَسْتَ تَراني صحيحَ البَدَنِ ظاهرَ الدَّمِ معي الدُّنيا أجُرُّها بقرونِها قال وما معك قال فظنَّ عمرُ أنَّه قد جاء بمالٍ فقال معي جِرابي أجعَلُ فيه زادي وقَصْعَتي آكُلُ فيها وأغسِلُ فيها رأسي وثيابي وإداوتي أحمِلُ فيها وَضوئي وشَرابي وعَنَزَتي أتوكَّأُ عليها وأُجاهِدُ بها عدُوِّي إنْ عارضَني فواللهِ ما الدُّنيا إلَّا تَبَعٌ لمَتاعي قال عمرُ فجِئْتَ تمشي قال نعم قال أمَا كان لك أحَدٌ يتبرَّعُ لك بدابَّةٍ تركَبُها قال ما فعَلوا وما سألْتُهم ذلك قال بِئْسَ المسلمون خرَجْتَ مِن عندِهم فقال له عُمَيرٌ اتَّقِ اللهَ يا عمرُ فقد نهاك اللهُ عن الغِيبةِ وقد رأيْتُهم يُصَلُّون صلاةَ الغَداةِ قال فأين ما بعَثْتُك به وأيَّ شيءٍ صنَعْتَ قال وما سُؤْاُلك يا أميرَ المؤمنين فقال عمرُ سبحانَ اللهِ فقال عُمَيرٌ أمَا لو لم أخْشَ أن أغُمَّك ما أخبَرْتُك بعَثْتَني حتَّى أتَيتُ البَلَدَ فجمَعْتُ صُلَحاءَ أهلِها فولَّيْتُهم جِبايةَ فَيئِهم حتَّى إذا جمَعوه وضَعْتُه مَواضِعَه ولو نالَك منه شيءٌ لأتَيْتُك به قال فما جِئْتَنا بشَيءٍ قال لا قال جدِّدوا لعُمَيرٍ عهدًا قال إنَّ ذلك لسيِّئٌ لا عمِلْتُ لك ولا لأحَدٍ بعدَك واللهِ ما سَلِمْتُ بل لم أَسْلَمْ قال قلْتُ لنَصْرانيٍّ أخْزاكَ اللهُ فهذا ما عرَّضْتَني به يا عمرُ وإنَّ أشْقى أيَّامي يومًا خلَفْتُ معك يا عمرُ فاستأذَنَه فأذِنَ له فرجَع إلى منزلِه قال وبينَه وبينَ المدينةِ أميالٌ فقال عمرُ حينَ انصرَف عُمَيرٌ ما أُراه إلَّا قد خانَنا فبعَث رجلًا يُقالُ له الحارثُ فقال انطلِقْ حتَّى تنزِلَ به فإنْ رأيْتَ حالًا شديدةً فادفَعْ هذه المائةَ الدِّنيارِ فانطلَق الحارثُ فإذا بعُمَيرٍ جالسٌ يُفَلِّي قميصَه إلى جَنبِ الحائطِ فسلَّم عليه الرَّجلُ فقال له عُمَيرٌ انزِلْ رحِمَك اللهُ فنزَل ثمَّ سأله فقال له مِن أين جِئْتَ قال مِنَ المدينةِ فقال كيف ترَكْتَ أميرَ المؤمنين قال صالحًا قال كيف ترَكْتَ المسلمين قال صالِحينَ قال أليس يُقيمون الحدودَ قال نعم لقد ضرَب ابنًا له أتى فاحشةً فمات مِن ضَرْبِه فقال عُمَيرٌ اللَّهمَّ أعِزَّ عمرَ فإنِّي لا أعلَمُه إلَّا شديدًا حُبُّه لك قال فنزَل به ثلاثةَ أيَّامٍ وليس لهم إلَّا قُرْصةٌ مِن شعيرٍ كانوا يخُصُّونه بها ويَطْوون حتَّى أتاهم الجَهْدُ فقال له عُمَيرٌ يا هذا إنَّك قد أجَعْتَنا فإن رأيْتَ أن تتحوَّلَ عنَّا فافْعَلْ قال فأخرَج الدَّنانيرَ فوضَعَها إليه فقال بعَث بها إليك أميرُ المؤمنين فاستعِنْ بها فصاح قال لا حاجةَ لي فيها رُدَّها فقالت له امرأتُه إنِ احتَجْتَ إليها وإلَّا فضَعْها مَواضِعَها فقال عُمَيرٌ واللهِ ما لي شيءٌ أجعَلُها فيه فشَقَّتِ امرأتُه أسفلَ دِرْعِها فأعطَتْه خِرقةً فجعَلها فيها ثمَّ خرَج فقسَمها بينَ أبناءِ الشُّهداءِ والفُقراءِ ثمَّ رجَع والرَّسولُ يظُنُّ أنَّه يُعْطيه منها شيئًا فقال له أقْرِئْ أميرَ المؤمنين منِّي السَّلامَ فرجَع الحارثُ إلى عمرَ فقال ما رأيْتَ قال رأيْتُ يا أميرَ المؤمنين حالًا شديدةً قال فما صنَع بالدَّنانيرِ قال لا أدري قال وكتَب إليه عمرُ إذا جاءك كِتابي فلا تضَعْه مِن يدِك حتَّى تُقْبِلَ فأقبَل على عمرَ فدخَل عليه فقال عمرُ ما صنَعْتَ بالدَّنانيرِ قال صنَعْتُ ما صنَعْتُ وما سُؤَالُك عنها قال أتئدُ عليك لَتُخْبِرَنِّي بما صنَعْتَ بها قال قدَّمْتُها لنفسي فقال رحِمَك اللهُ فبلَغ ذلك عمرُ بوَسْقٍ مِن طعامٍ وثَوبين فقال أمَّا الطَّعامُ فلا حاجةَ لي فيه قد ترَكْتُ في المنزلِ صاعَينِ مِن شَعيرٍ إلى أن آكُلَ ذلك قد جاء اللهُ بالرِّزقِ فلم يأخُذِ الطَّعامَ وأمَّا الثَّوبان فقال إنَّ فُلانةً عاريَةٌ فأخَذَهما ورجَع إلى منزلِه فلم يلبَثْ أن هلَك رحِمَه اللهُ فبلَغ ذلك عمرَ فشقَّ عليه وترحَّمَ عليه فخرَج يمشي ومعه المشَّاؤون إلى بقيعِ الغَرْقَدِ فقال لأصحابِه لِيَتَمَنَّ كلُّ رجلٍ منكم أمنيَتَه فقال رجلٌ يا أميرَ المؤمنين ودِدْتُ أنَّ عندي مالًا فأُعْتِقَ لوجهِ اللهِ كذا وكذا وقال آخَرُ ودِدْتُ أنَّ عندي مالًا فأُنفِقَ في سبيلِ اللهِ وقال آخَرُ ودِدْتُ أنَّ عندي قوَّةً فأَمْتَحَ بدَلوٍ ماءَ زَمْزَمَ لحاجِّ بيتِ اللهِ فقال عمرُ ودِدْتُ أنَّ لي رجلًا مِثلَ عُمَيرٍ ودِدْتُ أنَّ لي رجالًا مِثلَ عُمَيرٍ أستعينُ بهم في أعمالِ المسلمين
خلاصة حكم المحدث : فيه عبد الملك بن إبراهيم بن عنترة وهو متروك
الراوي : عمير بن سعد | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 9/385 التخريج : أخرجه الطبراني (17/51) (109)
التصنيف الموضوعي: حدود - إقامة الحد على الشريف والوضيع إمامة وخلافة - إرسال الإمام إلى الأقطار من يعلم الناس ويجمع الزكاة مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب مناقب وفضائل - عمير بن سعد مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

18 - أنَّه خرَج وافدًا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم ومعه صاحبٌ له يُقالُ له نَهِيكُ بنُ عاصمِ بنِ مالكِ بنِ المُنْتَفِقِ قال لَقِيطٌ خرَجْتُ أنا وصاحبي حتَّى قدِمنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم لانسلاخِ رجبٍ فأتَيْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم حين انصَرَف من صلاةِ الغَداةِ فقال أيُّها النَّاسُ إنِّي خبَّأْتُ لكم صوتي منذ أربعةِ أيامٍ لأُسمِعَكم ألا فهل من امرئٍ بعَثه قومُه فقالوا أعلَمْ لنا ما يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم ألا ثَمَّ لعلة يُلْهيه حديثُ نفسِه أو حديثُ صاحبِه أو يُلْهيه الضَّلالُ ألا إنِّي مسؤولٌ هل بلَّغْتُ ألا اسمَعوا تعيشوا ألا اجلِسوا ألا اجلِسوا فجلَس النَّاسُ فقُمْتُ أنا وصاحبي حتَّى إذا فرَغ لنا فؤادُه وبصرُه قُلْتُ يا رسولَ اللهِ ما عندك من علمِ الغيبِ فضحِك لَعَمْرُ اللهِ وهزَّ رأسَه وعلِم أنِّي أبتغي لسَقَطِه قال ضنَّ ربُّك عزَّ وجلَّ بمفاتيح الخمس من الغيبِ لا يعلَمُها إلَّا اللهُ ُُوأشار بيدِه قُلْتُ وما هي قال علمُ المَنِيَّةِ وقد علِم متى منيَّةُ أحدِكم ولا تعلَمونَه وعلمُ ما في غدٍ أنت طاعمٌ ولا تعلَمُه وعلمُ يومِ الغيثِ يُشْرِفُ عليكم أزلين مُشفِقينَ فيظَلُّ يضحَكُ قد علِم أنَّ غيرَكم إلي قريبٍ قال لَقيطٌ لن نعدِمَ من ربِّ يضحَكُ خيرًا وعلمُ يومِ السَّاعةِ قُلْتُ يا رسولَ اللهِ علِّمْنا ممَّا تُعلِّمُ النَّاسَ فإنَّا من قومٍ لا يُصدِّقونَ تصديقَنا أحدًا من مَذْحِجٍ الَّتي تَرْبو علينا وخَثْعَم الَّتي توالينا وعشيرتنا الَّتي نحن منها قال تلبَثونَ ما لبِثْتُم ثُمَّ يُتَوفَّى نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم ثُمَّ تلبَثونَ ما لبِثْتُم ثُمَّ تُبعَثُ الصَّائحةُ لَعَمْرُ إلهِك ما تَدَعُ على ظهرِها من شيءٍ إلَّا مات والملائكةُ الَّذينَ مع ربِّك عزَّ وجلَّ وأصبَح ربُّك عزَّ وجلَّ يُطِيفُ في الأرضِ وخَلَتْ عليه البلادُ فأرسَل ربُّك عزَّ وجلَّ السَّماءَ بهضبٍ من عند العرشِ فلَعَمْرُ إلهِك ما تَدَعُ على ظهرِها من مصدعِ قتيلٍ ولا مدفنِ ميِّتٍ إلَّا شقَّتِ القبرَ عنه حتَّى تخلُقُه من عند رأسِه فيستوي جالسًا يقولُ ربُّك مَهْيَمْ لما كان فيه يقولُ يا ربِّ أمسِ اليومَ لعهدِه بالحياة يحسَبُه حديثًا بأهلِه فقُلْتُ يا رسولَ اللهِ كيف يجمَعُنا بعد ما تُمزِّقُنا الرِّياحُ والبِلَى والسِّباعُ قال أُنبِّئُك بمثلِ ذلك في آلاءِ اللهِ والأرضُ أشرَفَتْ عليها وهي مَدَرَةٌ بَاليةٌ فقُلْتُ لا تَحْيا أبدًا ثُمَّ أرسَل ربُّك عزَّ وجلَّ السَّماءَ فلم تلبَثْ عليك إلَّا أيامًا حتَّى أشرَفْتَ عليها وهي شَرْبةٌ واحدةٌ ولَعَمْرُ إلهِك لهو قادرٌ على أن يجمَعَكم من الماءِ على أن يجمَعَ نباتَ الأرضِ فتَخرُجونَ من الأضواء ومن مصارعِكم فتنظُرونَ اللهَ وينظُرُ إليكم قال قُلْتُ يا رسولَ اللهِ فكيف ونحن ملءُ الأرضِ وهو شخصٌ واحدٌ ننظُرُ إليه قال أُنَبِّئُك بمثلِ ذلك في آلاءِ اللهِ الشَّمسُ والقمرُ آيةٌ منه صغيرةٌ ترَوْنَهما ويَرَيانِكم لا تُضارُّونَ في رؤيتِهما ولَعَمْرُ إلهِك لهو أقدرُ على أن يراكم وتَرَوه منهما إن تَرَوْهما ويَرَياكم لا تُضارُّونَ في رؤيتِهما قُلْتُ يا رسولَ اللهِ فما يفعَلُ بنا ربُّنا عزَّ وجلَّ إذا لقيناه قال تُعرَضونَ عليه باديةٌ صحائفُكم لا تخفى منكم خافيةٌ فيأخُذُ ربُّك عزَّ وجلَّ بيدِه غُرْفةً من الماءِ فينضَحُ قبلَكم بها فلَعَمْرُ إلهِك ما يُخطِئُ وجهَ أحدٍ منكم منها قطرةٌ فأمَّا المسلمُ فتدَعُ وجهَه مثلَ الرَّيْطةِ البيضاءِ وأمَّا الكافرُ فتخطِمُه بمثلِ الحميمِ الأسودِ ألا ثُمَّ ينصَرِفُ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم ويفترقُ على أثرِه الصَّالحونَ فيسلُكونَ جسرًا من النَّارِ فيطَأُ أحدُكم الجمرةَ يقولُ حَسِّ يقولُ ربُّك عزَّ وجلَّ أوانُه فيطَّلِعونَ على حوضِ الرَّسولِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم على أظمأِ واللهِ ناهلةٍ قطُّ رأَيْتُها فلَعَمْرُ إلهِك ما يبسُطُ أحدٌ منكم يدَه إلَّا وقع عليها قَدَحٌ يُطهِّرُه من الطَّوْفِ والبَوْلِ والأذى وتُحبَسُ الشَّمسُ والقمرُ فلا تَرونَ منهما واحدًا قُلْتُ يا رسولَ اللهِ فبِمَ نُبصِرُ قال بمثلِ بصرِك ساعتِك هذه وذلك قبل طلوعِ الشَّمسِ في يومٍ أشرَقَتْه الأرضُ واجهَتْه الجبالَ قُلْتُ يا رسولَ اللهِ فبِمَ نُجْزَى من سيِّئاتِنا قال الحسنةُ بعشرِ أمثالِها والسَّيِّئةُ بمثلِها إلَّا أن يعفُوَ قال قُلْتُ يا رسولَ اللهِ إمَّا الجنَّة إما النَّار قال لَعَمْرُ إلهِك للنَّارِ سبعةُ أبوابٍ ما منها بابٌ إلَّا يسيرُ الرَّاكبُ بينها سبعينَ عامًا قُلْتُ يا رسولَ اللهِ فعلى ما نطَّلِعُ منَ الجنَّةِ قال على أنهارٍ من عسلٍ مصفًّى وأنهارٍ من كأسٍ ما بها من صُداعٍ ولا نَدامةٍ وأنهارٍ من لبنٍ لم يتغيَّرْ طعمُه وماءٍ غيرِ آسِنٍ وبفاكهةٍ لَعَمْرُ إلهِك ما تعلَمونَ وخيرٌ من مثلِه معه وأزواجٌ مطهَّرةٌ قُلْتُ يا رسولَ اللهِ ولنا فيها أزواجٌ أو منهنَّ مُصلحاتٌ قال الصَّالحاتُ للصَّالحينَ تَلَذُّونَ بهنَّ مثلَ لذَّاتِكم في الدُّنيا ويَلْذَذْنَ بكم غير أن لا توالُدَ قال لَقيطٌ فقُلْتُ أقصى ما نحن بالغونَ ومُنْتَهونَ إليه قال قُلْتُ يا رسولَ اللهِ على ما أُبايِعُك قال فبسَط النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم يدَه وقال على إقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وزيالِ المشركينَ وألا تُشرِكَ باللهِ غيرَه قال قُلْتُ وإنَّ لنا ما بين المشرقِ والمغربِ فقبَض النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم يدَه وبسَط أصابعَه وظنَّ أنِّي مشترطٌ شرطًا لا يُعْطِينيه قال قُلْتُ نَحِلُّ منها حيث شِئْنا ولا يَجْني على امرئٍ إلَّا نفسُه فبسَط يدَه وقال ذلك لك تَحِلُّ حيث شِئْتَ ولا تَجْني عليك إلَّا نفسُك قال فانصَرَفْنا وقال ها إنَّ ذَيْنِ لَعَمْرُ إلهِك إن حدَّثْتُ ألا إنَّهم من أتقى النَّاسِ في الأولى والآخرة فقال له كعبُ بنُ الخُدارِيَّةِ أحدُ بَني كعبِ بنِ كلابٍ مَن هم يا رسولَ اللهِ قال بنو المُنْتَفِقِ أهلُ ذلك قال فانصَرَفْنا وأقبَلْتُ عليه قُلْتُ يا رسولَ اللهِ هل لأحدٍ فيما مضى من خيرٍ في جاهليَّتِهم قال فقال رجلٌ من عرضِ قريشٍ واللهِ إنَّ أباك المُنْتَفِقَ في النَّارِ قال فلكأنَّما وقَع حرٌّ بين جلدي ووجهي ممَّا قال لأبي على رؤوسِ النَّاسِ فهمَمْتُ أن أقولَ وأبوك يا رسولَ اللهِ فإذا الأخرى أجملُ فقُلْتُ يا رسولَ اللهِ وأهلُك قال وأهلي لَعَمْرُ اللهِ ما أتَيْتَ على قبرِ عامريٍّ أو قُرَشيٍّ فقُلْتَ أرسَلني إليك محمَّدٌ أُبشِّرُك بما يَسوؤُك تُجَرُّ على وجهِك وبطنِك في النَّار قُلْتُ يا رسولَ اللهِ ما فعَل بهم ذلك وقد كانوا يُحسِنونَ وكانوا يحسَبونَ أنَّهم مُصلِحونَ قال ذاك بأنَّ اللهَ بعَث في آخرِ كلِّ سبعِ أممٍ يَعْني نبيًّا فمَن عصى نبيَّه كان من الضَّالِّينَ ومَن أطاعَ نبيَّه كان من المُهتَدينَ
خلاصة حكم المحدث : [روي من طريقين الأولى] إسنادها متصل ورجالها ثقات والإسناد الآخر مرسل
الراوي : أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 10/341 التخريج : أخرجه عبدالله بن أحمد في ((زوائد المسند)) (16206)، والطبراني (19/211) (477)، والحاكم (8909) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: قدر - لا يعلم الغيب إلا الله قيامة - الصراط قيامة - رؤية المؤمنين ربهم في أرض المحشر إيمان - الملائكة إيمان - توحيد الأسماء والصفات
|أصول الحديث

19 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَخمًا مُفخَّمًا، يَتَلألَأُ وَجهُه تَلَألُؤَ القَمَرِ لَيلَةِ البَدْرِ، وأطوَلَ من المَرْبوعِ ، وأقصَرَ من المُشذَّبِ، رَجِلَ الشَّعَرِ ، إذا تَفرَّقتْ عَقيصَتُه فَرَقَ، فلا يُجاوِزُ شَعَرُه شَحمَةَ أُذُنيْهِ إذا هو وفَّره، أزْهَرَ اللَّوْنِ، واسِعَ الجَبينِ ، أزَجَّ الحَواجِبِ، سوابِغَ من غَيرِ قَرَنٍ، بينَهما عِرْقٌ يُدِرُّهُ الغَضَبُ، أقْنى العِرْنينَ، له نورٌ يَعْلوه، يَحسَبُه مَن لم يتأمَّلْه أشَمَّ، كَثَّ اللِّحْيةِ ، سَهْلَ الخَدَّينِ، ضَليعَ الفَمِ ، أشْنَبَ، مُفَلَّجَ الأسْنانِ، دقيقَ المَسْرُبَةِ ، كأنَّ عُنُقَه جِيدُ دُمْيَةٍ في صَفاءِ الفِضَّةِ، مُعتَدِلَ الخَلْقِ، بادِنَ، مُتَماسِكَ، سَواءَ البَطْنِ والصَّدْرِ، عَريضَ الصَّدْرِ بعيدَ ما بين المَنكِبيْنِ، ضَخْمِ الكَراديسِ ، أنْوَرَ المُتَجرَّدِ، مَوْصولَ ما بين اللَّبَّةِ والسُّرَّةِ بشَعَرٍ يَجْري كالخَطِّ، عارِيَ اليَدَينِ والبَطْنِ ممَّا سِوى ذلك، أشْعَرَ الذِّراعيْنِ والمَنكِبينِ وأعالي الصَّدرِ، رَحْبَ الراحَةِ، سَبِطَ القَصَبِ، شَثَنَ الكَفَّينِ والقَدَمينِ، سائِلَ الأطْرافِ، خَمَصانَ الأَخمَصينِ، مَسيحَ القَدَمينِ يَنْبو عنهما الماءُ، إذا زال زال قُلْعًا، وتخطَّى تَكَفِّيًا، ويَمْشي هَوْنًا، ذَريعَ المِشْيَةِ، إذا مَشى كأنَّما يَنحَطُّ من صَبَبٍ ، وإذا الْتَفَتَ الْتَفَتَ معًا، خافِضَ الطَّرْفِ ، نَظَرُه إلى الأرضِ أطوَلُ من نَظَرِه إلى السَّماءِ، جُلُّ نَظَرِه المُلاحَظَةُ، يَسوقُ أصْحابَه، يَبدُرُ مَن لَقِيَ بالسَّلامِ، قُلتُ: صِفْ لي مَنطِقَه. قال كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُتَواصِلَ الأحْزانِ، دائِمَ الفِكْرَةِ، ليست له راحَةٌ، لا يَتَكلَّمُ في غَيرِ حاجَةٍ، طَويلَ الصَّمْتِ، يَفْتتِحُ الكَلامَ ويَختِمُه بأشْداقِه، ويَتكَلَّمُ بجَوامِعِ الكَلِمِ، فَصْلٌ لا فُضولَ ولا تَقْصيرَ، دَمِثَ ليس بالجافي ولا المُهينِ، يُعظِّمُ النِّعمَةَ وإنْ دَقَّتْ، لا يَذُمُّ ذَواقًا ولا يَمدَحُه، ولا تُغضِبُه الدُّنيا ولا ما كان لها، فإذا نُوزعِ َالحَقَّ لم يَعرِفْه أحَدٌ ولم يَقُمْ لغَضَبِه شَيءٌ، لا يَغضَبُ لنَفْسِه ولا يَنتَصِرُ لها، إذا أشارَ أشارَ بكَفِّه كُلِّها، وإذا تَعجَّبَ قَلَبَها، وإذا تَحدَّثَ اتَّصَلَ بها، فيَضرِبُ بباطِنِ راحَةِ اليُمْنى باطِنَ إبهامِه اليُسْرى، وإذا غَضِبَ أعْرَضَ وأشاحَ، وإذا ضَحِكَ غَضَّ طَرْفَه ، جُلُّ ضَحِكِه التَّبسُّمُ، ويَفتَرُّ عن مِثلِ حَبِّ الغَمامِ، فكَتَمَها الحُسَينُ زمانًا ثم حدَّثتُه فوَجَدتُه قد سَبَقَني إليه، فسَأَلَه عمَّا سَأَلتُه ووَجَدتُه قد سَأَلَ أباه عن مَدخَلِه ومَجلِسِه ومَخرَجِه وشَكلِه، فلم يَدَعْ منه شيئًا، قال الحُسَينُ: سَأَلتُ أبي عن دُخولِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: كان دُخولُه لنَفْسِه مَأْذونٌ له في ذلك، فكان إذا أَوى إلى مَنزِلِه جزَّأ نَفْسَه ثَلاثةَ أجْزاءٍ: جُزءٌ للهِ، وجُزءٌ لأهْلِه، وجُزءٌ لنَفْسِه، ثم جزَّأ نَفْسَه بينَه وبين النَّاسِ، فيَرُدُّ ذلك على العامَّةِ بالخاصَّةِ، فلا يَدَّخِرُ عنهم شيئًا، فكان من سِيرَتِه في جُزءِ الأُمَّةِ، إيثارُ أهْلِ الفَضْلِ بإذْنِه، وقَسْمُه على قَدْرِ فَضْلِهم في الدِّينِ، فمنهم ذو الحاجَةِ، ومنهم ذو الحاجَتَينِ، ومنهم ذو الحَوائِجِ فيَتَشاغَلُ بهم فيما يُصلِحُهم ويُلائِمُهم ويُخبِرُهم بالذي يَنبَغي لهم، ويقولُ: لِيُبلِغِ الشاهِدُ الغائِبَ، وأبْلِغوا في حاجَةِ مَن لا يَستطيعُ إبلاغَها، يُثبِّتُ اللهُ قَدَميهِ يَومَ القيامَةِ، لا يُذكَرُ عِندَه إلَّا ذاك، ولا يَقبَلُ من أَحَدٍ غيرَه يَدخُلون رُوَّادًا ولا يَتَفرَّقون إلَّا عن ذَواقٍ، ويَخرُجونَ أَدِلَّةً، قال: فسَأَلتُه عن مَخرَجِه كيف كان يَصنَعُ فيه؟ فقال: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَخزُنُ لسانَه إلَّا ممَّا يَنفَعُهم ويُؤلِّفُهم ولا يُفرِّقُهم، أو قال: ولا يُنفِّرُهم، فيُكرِمُ كريمَ كُلِّ قَومٍ، ويُولِّيهِ عليهم، ويَحذَرُ الناسَ، ويَحترِسُ منهم من غَيرِ أنْ يَطوِيَ عن أحَدٍ بِشْرَه ولا خُلُقَه، يَتفقَّدُ أصْحابَه، ويَسْألُ النَّاسَ عمَّا في الناسِ، ويُحسِّنُ الحَسَنَ ويُقوِّيهِ ويُقبِّحُ القُبحَ ويُوهِنُه، مُعتدِلَ الأمْرِ، غيرَ مُختَلِفٍ، لا يَغفُلُ مَخافَةَ أنْ يَغفُلوا، أو يَميلوا لكُلِّ حالٍ عِندَه عَتادٌ، لا يَقصُرُ عن الحَقِّ ولا يَجوزُه، الذين يَلونَه من الناسِ خِيارُهم، أفضَلُهم عِندَه أعْظَمُهم نَصيحَةً، وأعْظَمُهم عِندَه مَنزِلَةً أحْسَنُهم مُواساةً ومُؤازَرَةً، فسَأَلتُه عن مَجلِسِه. فقال: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يَجلِسُ، ولا يقومُ إلَّا على ذِكْرِ اللهِ، ولا يُوطِّنُ الأماكنَ ويَنْهى عن إيطانِها، وإذا انتَهى إلى قَومٍ جَلَسَ حيث يَنتَهي به المَجلِسُ، ويأمُرُ بذلك، ويُعْطي كُلَّ جُلَسائِه بنَصيبِهم لا يَحسَبُ جَليسُه أنَّ أحدًا أكْرَمُ عليه منه، مَن جالَسَه أو قاوَمَه في حاجَةٍ صابَرَه حتى يكونَ هو المُتصَرِّفُ، ومَن سَأَلَه حاجَةً لم يَرُدَّه إلَّا بها أو بمَيْسورٍ من القَولِ، قد وَسِعَ الناسَ منه بَسْطُه وخُلُقُه، فصار لهم أبًا، وصاروا عِندَه في الحَقِّ سَواءً، مَجلِسُه مَجلِسُ حِلْمٍ وحَياءٍ وصَبْرٍ وأَمانَةٍ لا تُرفَعُ فيه الأصْواتُ، ولا تُؤبَنُ فيه الحُرَمُ، ولا تُنْثى فَلَتاتُه، مُتعادِلينَ مُتَواصينَ فيه بالتَّقْوَى، مُتَواضِعينَ يُوقِّرونَ الكَبيرَ، ويَرحَمون الصَّغيرَ، ويُؤثِرون ذَوي الحاجَةِ، ويَحفَظونَ الغَريبَ. قال: قُلتُ: كيف كانت سيرتُه في جُلَسَائِه؟ قال: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دائِمَ البِشْرِ، سَهْلَ الخَلْقِ، لَيِّنَ الجانِبِ، ليس بفَظٍّ، ولا غَليظٍ، ولا صخَّابٍ، ولا فاحِشٍ، ولا عيَّابٍ، ولا مدَّاحٍ، يَتَغافَلُ عمَّا لا يَشْتَهى، ولا يَخيبُ، قَد تَرَكَ نَفْسَه من ثَلاثٍ: المِراءِ، والإكْثارِ، وممَّا لا يَعْنيهِ، وتَرَكَ نَفْسَه من ثَلاثٍ: كان لا يَذُمُّ أحدًا، ولا يُعيِّرُه، ولا يَطلُبُ عَورَتَه، ولا يَتَكلَّمُ إلَّا فيما رجا ثَوابَه، إذا تكلَّمَ أطْرَقَ جُلساؤُه، كأنَّما على رُؤوسِهم الطَّيرُ، وإذا سَكَتَ تكلَّموا، ولا يَتَنازَعونَ عِندَه، مَنْ تكلَّم أنْصَتوا له حتى يَفرُغَ حَديثُهم عِندَه حَديثُ أوَّليهم، يَضحَكُ ممَّا يَضحَكون منه، ويَتَعجَّبُ ممَّا يَتَعجَّبون منه، ويَصبِرُ للغَريبِ على الهَفْوةِ في مَنطِقِه ومَسْأَلتِه حتى إذا كان أصْحابُه ليستَجْلِبوهم، ويقولُ: إذا رَأَيتُم طالِبَ الحاجَةِ فأرْشِدُوه، ولا يَقبَلُ الثَّناءَ إلَّا مِن مُكافِئٍ، ولا يَقطَعُ على أحَدٍ حَديثَه حتى يَجوزَه، فيَقطَعَه بنَهْيٍ أو قِيامٍ، قال: قُلتُ: كيف كان سُكوتُه؟ قال: كان سُكوتُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على أربَعٍ: على الحِلْمِ، والحَذَرِ، والتَّقْديرِ، والتَّفكُّرِ، فأمَّا تَقديرُه ففي تَسْويَتِه النَّظَرَ والاسْتِماعَ بين الناسِ، وأمَّا تَذَكُّرُه -أو قال تَفَكُّرُه- ففيما يَبْقى ويَفْنى، وجُمِعَ له الحِلْمُ في الصَّبْرِ، فكان لا يوصِبُه ولا يَسْتَفِزُّه، وجُمِعَ له الحَذَرُ في أربعٍ: أخْذِه بالحُسْنى لِيَقْتَدوا به، وتَرْكِه القَبيحَ لِيَنْتَهوا عنه، وإجْهادِه الرَّأْيَ فيما يُصلِحُ أُمَّتَه، والقيامِ فيما يَجمَعُ لهم الدُّنيا والآخِرَةَ.