الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

151 - وقَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَفةَ، فقال: هذا المَوقِفُ، وعَرَفةُ كلُّها مَوقِفٌ، ثُم أردَف أُسامةَ، فجعَل يُعنِقُ على ناقتِه، والنَّاسُ يضرِبونَ الإبلَ يَمينًا وشِمالًا، لا يَلتَفِتُ إليهم، ويقولُ: السَّكينةَ أيُّها النَّاسُ، ودفَع حينَ غابتِ الشَّمسُ، فأَتى جَمْعًا، فصلَّى بها الصَّلاتَيْنِ -يعني المغرِبَ والعِشاءَ- ثُم بات بها، فلمَّا أصبَح وقَف على قُزَحَ ، فقال: هذا قُزَحُ ، وهو المَوقِفُ، وجَمْعٌ كلُّها مَوقِفٌ، قال: ثُم سار، فلمَّا أَتى مُحَسِّرًا قرَعها، فخبَّتْ حتى جاز الواديَ، ثُم حبَسها، وأردَف الفضْلَ، ثُم سار حتى أَتى الجَمْرةَ فرَماها، ثُم أَتى المَنحَرَ ، فقال: هذا المَنحَرُ ، ومِنًى كلُّها مَنحَرٌ، ثُم أتَتْه امرأةٌ شابَّةٌ من خَثْعَمَ ، فقالت: إنَّ أبي شَيْخٌ قد أَفنَد، وقد أَدركَتْه فريضةُ اللهِ في الحَجِّ، فهل يُجزِئُ أنْ أَحُجَّ عنه؟ قال: نَعمْ، فأدِّي عن أبيكِ، قال: ولَوى عُنُقَ الفضْلِ، فقال له العبَّاسُ: يا رسولَ اللهِ، ما لكَ لوَيْتَ عُنُقَ ابنِ عمِّكَ؟ قال: رأيْتُ شابًّا وشابَّةً، فخِفْتُ الشَّيطانَ عليهما، قال: وأَتاه رجُلٌ فقال: أَفضْتُ قبْلَ أنْ أَحلِقَ، قال: فاحلِقْ، أو قصِّرْ، ولا حرَجَ، قال: وأَتى زَمزَمَ فقال: يا بَني عبدِ المُطَّلِبِ سِقايتَكم، لولا أنْ يَغلِبَكمُ النَّاسُ عليها لنزَعْتُ.

152 - بيْنَما ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَتَمَشَّوْنَ أَخَذَهُمُ المَطَرُ، فأوَوْا إلى غَارٍ في جَبَلٍ ، فَانْحَطَّتْ علَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ، فَانْطَبَقَتْ عليهم، فَقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أَعْمَالًا عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ، فَادْعُوا اللَّهَ تَعَالَى بِهَا، لَعَلَّ اللَّهَ يَفْرُجُهَا عَنْكُمْ، فَقالَ أَحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إنَّه كانَ لي وَالِدَانِ شيخَانِ كَبِيرَانِ، وَامْرَأَتِي، وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ أَرْعَى عليهم، فَإِذَا أَرَحْتُ عليهم، حَلَبْتُ، فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ، فَسَقَيْتُهُما قَبْلَ بَنِيَّ، وَأنَّهُ نَأَى بِي ذَاتَ يَومٍ الشَّجَرُ، فَلَمْ آتِ حتَّى أَمْسَيْتُ، فَوَجَدْتُهُما قدْ نَامَا، فَحَلَبْتُ كما كُنْتُ أَحْلُبُ، فَجِئْتُ بالحِلَابِ، فَقُمْتُ عِنْدَ رُؤُوسِهِما أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُما مِن نَوْمِهِمَا، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ قَبْلَهُمَا، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ ذلكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُمْ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، فَافْرُجْ لَنَا منها فُرْجَةً، نَرَى منها السَّمَاءَ، فَفَرَجَ اللَّهُ منها فُرْجَةً، فَرَأَوْا منها السَّمَاءَ. وَقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنَّه كَانَتْ لِيَ ابْنَةُ عَمٍّ أَحْبَبْتُهَا كَأَشَدِّ ما يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ، وَطَلَبْتُ إِلَيْهَا نَفْسَهَا، فأبَتْ حتَّى آتِيَهَا بِمِئَةِ دِينَارٍ، فَتَعِبْتُ حتَّى جَمَعْتُ مِئَةَ دِينَارٍ، فَجِئْتُهَا بِهَا، فَلَمَّا وَقَعْتُ بيْنَ رِجْلَيْهَا، قالَتْ: يا عَبْدَ اللهِ اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَفْتَحِ الخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ، فَقُمْتُ عَنْهَا، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، فَافْرُجْ لَنَا منها فُرْجَةً، فَفَرَجَ لهمْ. وَقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنِّي كُنْتُ اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقِ أَرُزٍّ، فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ قالَ: أَعْطِنِي حَقِّي، فَعَرَضْتُ عليه فَرَقَهُ فَرَغِبَ عنْه، فَلَمْ أَزَلْ أَزْرَعُهُ حتَّى جَمَعْتُ منه بَقَرًا وَرِعَاءَهَا، فَجَاءَنِي فَقالَ: اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَظْلِمْنِي حَقِّي، قُلتُ: اذْهَبْ إلى تِلكَ البَقَرِ وَرِعَائِهَا، فَخُذْهَا فَقالَ: اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَسْتَهْزِئْ بِي فَقُلتُ: إنِّي لا أَسْتَهْزِئُ بِكَ، خُذْ ذلكَ البَقَرَ وَرِعَاءَهَا، فأخَذَهُ فَذَهَبَ بِهِ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، فَافْرُجْ لَنَا ما بَقِيَ، فَفَرَجَ اللَّهُ ما بَقِيَ. وَزَادُوا في حَديثِهِمْ: وَخَرَجُوا يَمْشُونَ. وفي حَديثِ صَالِحٍ يَتَمَاشَوْنَ إِلَّا عُبَيْدَ اللهِ فإنَّ في حَديثِهِ: وَخَرَجُوا وَلَمْ يَذْكُرْ بَعْدَهَا شيئًا. وفي رواية : أنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ، قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: انْطَلَقَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ، حتَّى آوَاهُمُ المَبِيتُ إلى غَارٍ وَاقْتَصَّ الحَدِيثَ بِمَعْنَى حَديثِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ غيرَ أنَّهُ قالَ: قالَ رَجُلٌ منهمْ: اللَّهُمَّ كانَ لي أَبَوَانِ شيخَانِ كَبِيرَانِ، فَكُنْتُ لا أَغْبِقُ قَبْلَهُما أَهْلًا وَلَا مَالًا وَقالَ: فَامْتَنَعَتْ مِنِّي حتَّى أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ مِنَ السِّنِينَ، فَجَاءَتْنِي فأعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ وَمِئَةَ دِينَارٍ وَقالَ: فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ حتَّى كَثُرَتْ منه الأمْوَالُ، فَارْتَعَجَتْ وَقالَ: فَخَرَجُوا مِنَ الغَارِ يَمْشُونَ.

153 - شَكَا أَهْلُ الكُوفَةِ سَعْدًا إلى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، فَعَزَلَهُ، واسْتَعْمَلَ عليهم عَمَّارًا، فَشَكَوْا حتَّى ذَكَرُوا أنَّهُ لا يُحْسِنُ يُصَلِّي، فأرْسَلَ إلَيْهِ، فَقالَ: يا أَبَا إسْحَاقَ إنَّ هَؤُلَاءِ يَزْعُمُونَ أنَّكَ لا تُحْسِنُ تُصَلِّي، قالَ أَبُو إسْحَاقَ: أَمَّا أَنَا واللَّهِ فإنِّي كُنْتُ أُصَلِّي بهِمْ صَلَاةَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما أَخْرِمُ عَنْهَا، أُصَلِّي صَلَاةَ العِشَاءِ، فأرْكُدُ في الأُولَيَيْنِ وأُخِفُّ في الأُخْرَيَيْنِ، قالَ: ذَاكَ الظَّنُّ بكَ يا أَبَا إسْحَاقَ، فأرْسَلَ معهُ رَجُلًا أَوْ رِجَالًا إلى الكُوفَةِ، فَسَأَلَ عنْه أَهْلَ الكُوفَةِ ولَمْ يَدَعْ مَسْجِدًا إلَّا سَأَلَ عنْه، ويُثْنُونَ مَعْرُوفًا، حتَّى دَخَلَ مَسْجِدًا لِبَنِي عَبْسٍ، فَقَامَ رَجُلٌ منهمْ يُقَالُ له أُسَامَةُ بنُ قَتَادَةَ يُكْنَى أَبَا سَعْدَةَ قالَ: أَمَّا إذْ نَشَدْتَنَا فإنَّ سَعْدًا كانَ لا يَسِيرُ بالسَّرِيَّةِ، ولَا يَقْسِمُ بالسَّوِيَّةِ، ولَا يَعْدِلُ في القَضِيَّةِ، قالَ سَعْدٌ: أَما واللَّهِ لَأَدْعُوَنَّ بثَلَاثٍ: اللَّهُمَّ إنْ كانَ عَبْدُكَ هذا كَاذِبًا، قَامَ رِيَاءً وسُمْعَةً، فأطِلْ عُمْرَهُ، وأَطِلْ فَقْرَهُ، وعَرِّضْهُ بالفِتَنِ، وكانَ بَعْدُ إذَا سُئِلَ يقولُ: شيخٌ كَبِيرٌ مَفْتُونٌ، أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ، قالَ عبدُ المَلِكِ: فأنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ، قدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ علَى عَيْنَيْهِ مِنَ الكِبَرِ، وإنَّه لَيَتَعَرَّضُ لِلْجَوَارِي في الطُّرُقِ يَغْمِزُهُنَّ.

154 - لَمَّا كان حينَ فُتِحتْ نهاوَندُ أصابَ [ المسلمونَ ] سَبايا من اليهودِ، فَأقبلَ رَأسُ الجالوتِ فَتلَقَّى سَبايا اليهودِ، فَأصابَ رَجلٌ من المسلِمينَ جارِيةً وَضيئَةً صَبيحَةً، فقالَ لي : هَل لكَ أَن تَمشيَ مَعي إلى هذا الإنسانِ عَسَى أن يُثمِّنَ لي في هَذهِ الجاريةِ، فانطَلقتُ معهُ فَدخَلْنا علَى شيخٍ مُستكبِرٍ لهُ تُرْجُمَانٌ فقال لِرجلٍ معهُ : سَلْ هذِه الجاريةَ هل وقَعَ علَيها هَذا العربيُّ ؟ ورَأيتُ أَنَّه غَارَ حين رَأَى حُسنَها، فَراطَنَها بِلِسانِه فَفَهِمْتُ الَّذي قالَ، [ قال ] : فقلتُ لهُ : لقد أَثِمْتَ بِمَا تَجِدُ في كتابِكَ بِسؤَالِكَ هذِه الجاريةَ عَمَّا وراءَ ثِيابِها. فقال لي : كَذبتَ، وما يُدريكَ ما في كِتابي، قال : قلتُ : أنا أَعلمُ بِكتابِكَ منكَ، قال : أنتَ أَعلَمُ بِكتابِي مِنِّي ؟ ! قُلتُ : نعَم، أنا أَعلَمُ بِكتابِكَ مِنكَ، قالَ : مَن هذا ؟ قالوا : عبدُ اللهِ بنُ سلامٍ، قال : فانصَرفتُ مِن عندِه ذلكَ اليومَ، فأرسلَ إليَّ رسولًا : لَتأْتينِّي بِعزْمةٍ وبَعثَ إليَّ بِدابَّةٍ، قال : فانطَلقتُ إليه احتِسابًا رَجاءَ أن يُسْلِمَ، فَحبسنِي عِندَه ثلاثةَ أيَّامٍ أقرَأُ عليهِ التَّوراةَ ويَبكي، فقُلتُ لهُ : إنَّه واللهِ لَهوَ النَّبيُّ الَّذي تَجِدونَه في كِتابِكُمْ، فقالَ لي : فكَيف أَصنَعُ باليهودِ ؟ قال : قلتُ : إنَّ اليَهودَ لن يُغنُوا عنكَ مِن اللهِ شيئًا، فَأبى أن يُسلِمَ، وغَلبَ عليهِ الشَّقاءُ

155 - كنتُ رجلًا مجتهدًا، فزَوَّجَنِي أبي، ثم زارني، فقال للمرأةِ : كيف تَجِدِينَ بَعْلَكِ ؟ فقالت : نِعْمَ الرجلُ من رجلٍ لا ينامُ ولا يُفْطِرُ. قال : فوقع بي أبي، ثم قال : زَوَّجْتُكَ امرأةً من المسلمين فعَضَلْتَها، فلم أُبَالِ ما قال لي مما أَجِدُ من القوةِ والاجتهادِ إلى أن بلغ ذلك رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فقال : لَكِنِّي أنامُ وأُصَلِّى وأصومُ وأُفْطِرُ، فَنَمْ وصَلِّ وأَفْطِرْ، وصُمْ من كلِّ شهرٍ ثلاثةَ أيامٍ. فقلتُ : يا رسولَ اللهِ أنَا أَقْوَى من ذلك. قال : فصُمْ صومَ داودَ، صُمْ يومًا وأَفْطِرْ يومًا، واقْرَأِ القرآنَ في كلِّ شهرٍ قلتُ : يا رسولَ اللهِ أنَا أَقْوَى من ذلك. قال : اقْرَأْهُ في خَمْسَ عَشْرَةَ. قلتُ : يارسولَ اللهِ أنَا أَقْوَى من ذلك. قال حُصَيْنٌ : فذَكَر لي منصورٌ عن مجاهدٍ أنه بلغ سَبْعًا، ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : إن لكلِّ عملِ شِرَّةً، ولكلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فمن كانت فَتْرَتُهُ إلى سُنَّتِي، فقد اهتدى، ومن كانت فَتْرَتُهُ إلى غيرِ ذلك فقد هَلَكَ. فقال عبدُ اللهِ : لَأَنْ أكونَ قَبِلْتُ رُخْصَةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أَحَبُّ إلَيَّ من أن يكونَ لي مِثْلُ أهلي ومالي، وأنَا اليومَ شيخٌ قد كَبِرْتُ وضَعُفْتُ، وأَكْرَهُ أن أتركَ ما أمرني به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.

156 - كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا صَلَّى صَلَاةً أقْبَلَ عَلَيْنَا بوَجْهِهِ فَقالَ: مَن رَأَى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟ قالَ: فإنْ رَأَى أحَدٌ قَصَّهَا، فيَقولُ: ما شَاءَ اللَّهُ فَسَأَلَنَا يَوْمًا فَقالَ: هلْ رَأَى أحَدٌ مِنكُم رُؤْيَا؟ قُلْنَا: لَا، قالَ: لَكِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أتَيَانِي فأخَذَا بيَدِي، فأخْرَجَانِي إلى الأرْضِ المُقَدَّسَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ، ورَجُلٌ قَائِمٌ، بيَدِهِ كَلُّوبٌ مِن حَدِيدٍ قالَ بَعْضُ أصْحَابِنَا عن مُوسَى: إنَّه يُدْخِلُ ذلكَ الكَلُّوبَ في شِدْقِهِ حتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ، ثُمَّ يَفْعَلُ بشِدْقِهِ الآخَرِ مِثْلَ ذلكَ، ويَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هذا، فَيَعُودُ فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ، قُلتُ: ما هذا؟ قالَا: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا حتَّى أتَيْنَا علَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ علَى قَفَاهُ ورَجُلٌ قَائِمٌ علَى رَأْسِهِ بفِهْرٍ - أوْ صَخْرَةٍ - فَيَشْدَخُ به رَأْسَهُ، فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ الحَجَرُ، فَانْطَلَقَ إلَيْهِ لِيَأْخُذَهُ، فلا يَرْجِعُ إلى هذا حتَّى يَلْتَئِمَ رَأْسُهُ وعَادَ رَأْسُهُ كما هُوَ، فَعَادَ إلَيْهِ، فَضَرَبَهُ، قُلتُ: مَن هذا؟ قالَا: انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا إلى ثَقْبٍ مِثْلِ التَّنُّورِ ، أعْلَاهُ ضَيِّقٌ وأَسْفَلُهُ واسِعٌ يَتَوَقَّدُ تَحْتَهُ نَارًا، فَإِذَا اقْتَرَبَ ارْتَفَعُوا حتَّى كَادَ أنْ يَخْرُجُوا، فَإِذَا خَمَدَتْ رَجَعُوا فِيهَا، وفيهَا رِجَالٌ ونِسَاءٌ عُرَاةٌ، فَقُلتُ: مَن هذا؟ قالَا: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا حتَّى أتَيْنَا علَى نَهَرٍ مِن دَمٍ فيه رَجُلٌ قَائِمٌ علَى وسَطِ النَّهَرِ - قالَ يَزِيدُ، ووَهْبُ بنُ جَرِيرٍ: عن جَرِيرِ بنِ حَازِمٍ - وعلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ بيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ، فأقْبَلَ الرَّجُلُ الذي في النَّهَرِ، فَإِذَا أرَادَ أنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بحَجَرٍ في فِيهِ، فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ، فَجَعَلَ كُلَّما جَاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى في فيه بحَجَرٍ، فَيَرْجِعُ كما كَانَ، فَقُلتُ: ما هذا؟ قالَا: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا حتَّى انْتَهَيْنَا إلى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ، وفي أصْلِهَا شيخٌ وصِبْيَانٌ، وإذَا رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنَ الشَّجَرَةِ بيْنَ يَدَيْهِ نَارٌ يُوقِدُهَا، فَصَعِدَا بي في الشَّجَرَةِ، وأَدْخَلَانِي دَارًا لَمْ أرَ قَطُّ أحْسَنَ منها، فِيهَا رِجَالٌ شُيُوخٌ وشَبَابٌ، ونِسَاءٌ، وصِبْيَانٌ، ثُمَّ أخْرَجَانِي منها فَصَعِدَا بي الشَّجَرَةَ، فأدْخَلَانِي دَارًا هي أحْسَنُ وأَفْضَلُ فِيهَا شُيُوخٌ، وشَبَابٌ، قُلتُ: طَوَّفْتُمَانِي اللَّيْلَةَ، فأخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيْتُ، قالَا: نَعَمْ، أمَّا الذي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ، فَكَذَّابٌ يُحَدِّثُ بالكَذْبَةِ، فَتُحْمَلُ عنْه حتَّى تَبْلُغَ الآفَاقَ، فيُصْنَعُ به إلى يَومِ القِيَامَةِ، والذي رَأَيْتَهُ يُشْدَخُ رَأْسُهُ، فَرَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ القُرْآنَ، فَنَامَ عنْه باللَّيْلِ ولَمْ يَعْمَلْ فيه بالنَّهَارِ، يُفْعَلُ به إلى يَومِ القِيَامَةِ، والذي رَأَيْتَهُ في الثَّقْبِ فَهُمُ الزُّنَاةُ، والذي رَأَيْتَهُ في النَّهَرِ آكِلُوا الرِّبَا ، والشَّيْخُ في أصْلِ الشَّجَرَةِ إبْرَاهِيمُ عليه السَّلَامُ، والصِّبْيَانُ، حَوْلَهُ، فأوْلَادُ النَّاسِ والذي يُوقِدُ النَّارَ مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ، والدَّارُ الأُولَى الَّتي دَخَلْتَ دَارُ عَامَّةِ المُؤْمِنِينَ، وأَمَّا هذِه الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَاءِ، وأَنَا جِبْرِيلُ، وهذا مِيكَائِيلُ، فَارْفَعْ رَأْسَكَ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا فَوْقِي مِثْلُ السَّحَابِ، قالَا: ذَاكَ مَنْزِلُكَ، قُلتُ: دَعَانِي أدْخُلْ مَنْزِلِي، قالَا: إنَّه بَقِيَ لكَ عُمُرٌ لَمْ تَسْتَكْمِلْهُ فَلَوِ اسْتَكْمَلْتَ أتَيْتَ مَنْزِلَكَ.

157 - إنَّ ثَلاثةً كانوا في كَهْفٍ، فَوقعَ الجبلُ على بابِ الكَهْفِ، فأوصدَ علَيهم، قالَ قائلٌ منهم : تَذاكروا أيُّكُم عَملَ حسنةً، لعلَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ برحمتِهِ يَرحمُنا، فقالَ رجلٌ منهُم : قد عَمِلْتُ حَسنةً مرَّةً : كانَ لي أُجراءُ يعمَلونَ، فجاءَني عمَّالٌ لي، فاستأجَرتُ كلَّ رجلٍ منهم بأجرٍ معلومٍ، فجاءَني رجلٌ ذاتَ يومٍ وسطَ النَّهارِ، فاستَأجرتُهُ بشَرطِ أصحابِهِ، فعملَ في بقيَّةِ نَهارِهِ، كما عملَ كلُّ رجلٍ منهم في نَهارِهِ كلِّهِ، فرأيتُ عليَّ في الزِّمامِ أن لا أُنْقِصَهُ مِمَّا استأجرتُ بِهِ أصحابَهُ، لما جَهِدَ في عملِهِ، فقالَ رجلٌ منهم : أتُعطي هذا مثلَ ما أعطيتَني ولم يعمَل إلَّا نصفَ نَهارٍ ؟ فقُلتُ : يا عبدَ اللَّهِ، لم أبخَسْكَ شيئًا مِن شرطِكَ، وإنَّما هوَ مالي أحكُمُ فيهِ ما شئتُ، قالَ : فغضِبَ، وذَهَبَ، وترَكَ أجرَهُ، قالَ : فوضَعتُ حقَّهُ في جانبٍ منَ البيتِ ما شاءَ اللَّهُ، ثمَّ مرَّت بي بعدَ ذلِكَ بقَرٌ، فاشتَريتُ بِهِ فَصيلةً منَ البقَرِ، فبلَغت ما شاءَ اللَّهُ، فَمرَّ بي بعدَ حينٍ شيخٌ ضعيفٌ لا أعرفُهُ، فقالَ : إنَّ لي عندَكَ حقًّا فذَكَّرَنيهِ حتَّى عرفتُهُ، فقلتُ : إيَّاكَ أبغي، هذا حقُّكَ، فعرضتُها علَيهِ جميعَها، فقالَ : يا عبدَ اللَّهِ، لا تسخَرْ بي إن لم تصدَّق عليَّ، فأعطِني حقِّي، قالَ : واللَّهِ لا أسخَرُ بِكَ : إنَّها لحقُّكَ ما لي منها شيءٌ : فدفَعتُها إليهِ جميعًا. اللَّهمَّ إن كنتُ فعلتُ ذلِكَ لوجهِكَ، فافرُج عنَّا. قالَ : فانصدعَ الجبلُ حتَّى رأَوا منهُ، وأبصَروا. قالَ الآخرُ : قد عَمِلْتُ حسنةً مرَّةً كانَ لي فضلٌ، فأصابتِ النَّاسَ شدَّةٌ، فجاءتني امرأةٌ تطلُبُ منِّي معروفًا، قالَ : فقلتُ : واللَّهِ ما هوَ دونَ نفسِكِ، فأبَت عليَّ، فذَهَبت، ثمَّ رجعَت، فذَكَّرتني باللَّهِ، فأبيتُ علَيها وقلتُ : لا واللَّهِ ما هوَ دونَ نفسِكِ، فأبَت عليَّ، وذَهَبت، فذَكَرت لزوجِها، فقالَ لَها : أعطيهِ نفسَكِ، وأغني عيالَكِ، فرجعَت إليَّ، فَناشدتني باللَّهِ، فأبيتُ عليها، وقلتُ : واللَّهِ ما هوَ دونَ نفسِكِ، فلمَّا رأت ذلِكَ أسلَمت إليَّ نفسَها، فلمَّا تَكَشَّفتُها، وَهَممتُ بِها، ارتعدَت مِن تحتي، فقلتُ لَها : ما شأنُكِ ؟ قالت : أخافُ اللَّهَ ربَّ العالمينَ، قلتُ : لَها خِفتيهِ في الشِّدَّةِ، ولم أخَفهُ في الرَّخاءِ. فترَكْتُها وأعطيتُها ما يحقُّ عليَّ بما تَكَشَّفتُها. اللَّهمَّ إن كنتُ فعلتُ ذلِكَ لوجهِكَ، فافرُج عنَّا. قالَ : فانصَدعَ حتَّى عرفوا وتبيَّنَ لَهُم. قالَ الآخرُ : عَمِلْتُ حسنةً مرَّةً، كانَ لي أبوانِ شيخانِ كبيرانِ، وَكانت لي غنَمٌ، فَكُنتُ أُطعمُ أبويَّ وأسقيهِما، ثمَّ رجعتُ إلى غنَمي، قالَ : فأصابَني يومًا غيثٌ حبَسَني، فلم أبرَح حتَّى أمسيتُ، فأتيتُ أَهْلي وأخذتُ محلَبي، فحلَبتُ وغنمي قائمةٌ، فمَضيتُ إلى أبويَّ، فوجدتُهُما قد ناما، فشقَّ عليَّ أن أوقظَهُما وشقَّ عليَّ أن أترُكَ غنَمي، فما بَرِحْتُ جالسًا، ومَحلبي على يدي حتَّى أيقظَهُما الصَّباحُ، فسقيتُهُما. اللَّهمَّ إن كنتُ فعلتُ ذلِكَ لوجهِكَ، فافرُج عنَّا قالَ النُّعمانُ : لَكَأنِّي أسمعُ هذِهِ من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ قالَ الجبلُ : طاقْ، ففرَّجَ فخرَجوا

158 - كنتُ رجلًا مُجتَهِدًا، فزوَّجَني أبي، ثمَّ زارَني، فقالَ للمَرأةِ: كيفَ تجِدينَ بعلَكِ؟ فقالَت: نِعمَ الرَّجلُ مِن رجلٍ لا يَنامُ، ولا يُفطرُ قالَ: فوقعَ بي أبي، ثمَّ قالَ: زوَّجتُكَ امرأةً منَ المسلِمينَ، فعضلتَها؟، فلم أبالِ ما قالَ لي ممَّا أجدُ منَ القوَّةِ والاجتِهادِ، إلى أن بلغَ ذلِكَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالَ: لَكِنِّي أَنامُ وأصلِّي، وأصومُ وأفطرُ، فنَم وصلِّ، وأفطِر، وصُم من كلِّ شَهْرٍ ثلاثةَ أيَّامٍ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أَنا أقوى من ذلِكَ قالَ: فصُم صومَ داودَ، صُم يومًا وأفطر يومًا، واقرأِ القرآنَ في كلِّ شَهْرٍ، قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أَنا أقوَى من ذلِكَ قالَ: اقرأْهُ في خمسَ عشرةَ، قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أَنا أقوى من ذلِكَ قالَ حُصَيْنٌ: فذَكَرَ لي منصورٌ، عن مُجاهدٍ أنَّهُ بلغَ سبعًا، ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: إنَّ لِكُلِّ عملٍ شِرَّةً، ولِكُلِّ شِرَّةٍ فترةٌ، فمَن كانت فترتُهُ إلى سنَّتي فقدِ اهتدى، ومن كانَت فترتُهُ إلى غيرِ ذلِكَ فقد هلَكَ، فقالَ عبدُ اللَّهِ: لأن أَكونَ قَبِلْتُ رخصةَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أحبُّ إليَّ من أن يَكونَ لي مثلُ أَهْلي ومالي، وأَنا اليومَ شيخٌ قد كَبِرْتُ وضعفتُ، وأَكْرَهُ أن أترُكَ ما أمرَني بِهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ

159 - وقَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعرفةَ، فقال: هذه عرفةُ، وهو الموقِفُ، وعرفةُ كلُّها موقِفُ، ثمَّ أفاضَ حينَ غرَبَتِ الشمسُ، وأردَفَ أسامةَ بنَ زيدٍ رَضِيَ اللهُ عنه، وجعَلَ يُشيرُ بيدِهِ على هيئتِهِ، والناسُ يضرِبونَ يمينًا وشِمالًا، يلتفِتُ إليهم ويقولُ: يا أيُّها الناسُ، عليكُمُ السكينةَ، ثمَّ أتى جَمْعًا، فصلَّى بِهِمُ الصلاتَيْنِ جميعًا، فلمَّا أصبَحَ أتى قُزَحَ ، ووقَفَ عليه، وقال: هذا قُزَحُ ، وهو الموقِفُ، وجَمْعٌ كلُّها موقِفٌ، ثمَّ أفاضَ حتَّى انتهى إلى وادي مُحَسِّرٍ ، فقرَعَ ناقتَهُ ؛ فخَبَّتْ حتَّى جاوَزَ الواديَ، فوقَفَ وأردَفَ الفَضْلَ، ثمَّ أتى الجَمرةَ فرماها، ثمَّ أتى المَنْحَرَ ، فقال: هذا المَنْحَرُ ، ومِنًى كلُّها مَنْحَرٌ، واستفتَتْهُ جاريَةٌ شابَّةٌ مِن خَثْعَمَ ، فقالتْ: إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ قد أدرَكَتْهُ فريضةُ اللهِ في الحجِّ؛ أفيُجزِئُ أنْ أَحُجَّ عنه؟ قال: حُجِّي عن أبيكِ، قال: ولَوى عُنقَ الفَضلِ، فقال العبَّاسُ: يا رسولَ اللهِ، لِمَ لَوَيْتَ عُنقَ ابنِ عمِّكَ؟ قال: رأيتُ شابًّا وشابَّةً، فلَمْ آمَنِ الشَّيطانَ عليهما، فأتاهُ رجُلٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أفضْتُ قَبلَ أنْ أَحلِقَ، قال: احْلِقْ ولا حرَجَ -أو قصِّرْ ولا حرَجَ-، قال: وجاء آخَرُ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي ذبَحْتُ قَبلَ أنْ أرميَ، قال: ارْمِ ولا حرَجَ، قال: ثمَّ أتى البَيتَ، فطافَ به، ثمَّ أتى زمزمَ، فقال: يا بَني عبدِ المُطَّلِبِ، لولا أنْ يَغلِبَكم عليه الناسُ لنزَعْتُ.
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم : 885
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

160 - وقَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَفةَ، فقال: هذا المَوقِفُ، وعَرَفةُ كلُّها مَوقِفٌ، وأفاضَ حينَ غابتِ الشَّمسُ، ثُم أردَف أُسامةَ، فجعَل يُعنِقُ على بَعيرِه، والنَّاسُ يضرِبونَ يَمينًا وشِمالًا، يلتَفِتُ إليهم ويقولُ: السَّكينةَ أيُّها النَّاسُ، ثُم أتى جَمْعًا، فصلَّى بهمُ الصَّلاتيْنِ: المغرِبَ والعِشاءَ، ثُم بات حتى أصبَح، ثُم أتى قُزَحَ ، فوقَف على قُزَحَ ، فقال: هذا المَوقِفُ، وجَمْعٌ كلُّها مَوقِفٌ، ثُم سار حتى أتى مُحَسِّرًا، فوقَف عليه، فقرَع ناقتَهُ ، فخبَّتْ حتى جاز الواديَ، ثُم حبَسها، ثُم أردَف الفضْلَ، وسار حتى أتى الجَمْرةَ فرماها، ثُم أتى المَنحَرَ، فقال: هذا المَنحَرُ ، ومِنًى كلُّها مَنحَرٌ، قال: واستفتَتْهُ جاريةٌ شابَّةٌ من خَثْعَمَ ، فقالت: إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ، قد أَفنَد، وقد أدرَكتْه فريضةُ اللهُ في الحَجِّ، فهل يُجزِئُ عنه أنْ أُؤدِّيَ عنه؟ قال: نَعمْ، فأدِّي عن أبيكِ، قال: وقد لوَى عُنقَ الفضْلِ، فقال له العبَّاسُ: يا رسولَ اللهِ، لِمَ لوَيْتَ عُنقَ ابنِ عمِّكَ؟ قال: رأيْتُ شابًّا وشابَّةً، فلمْ آمَنِ الشَّيطانَ عليهما، قال: ثُم جاءه رجُلٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ، حلَقْتُ قبلَ أنْ أنحَرَ؟ قال: انحَرْ ولا حرَجَ، ثُم أتاه آخَرُ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أفضْتُ قبلَ أنْ أحلِقَ؟ قال: احلِقْ، أو قَصِّرْ، ولا حرَجَ، ثُم أتى البيتَ فطاف به، ثُم أتى زَمزَمَ، فقال: يا بَني عبدِ المُطَّلبِ، سِقايَتَكم، ولولا أنْ يَغلِبَكمُ النَّاسُ عليها لنزَعْتُ بها.

161 - لمَّا ماتتْ خَديجةُ جاءتْ خَولةُ بِنتُ حَكيمٍ، فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، ألَا تَزوَّجُ؟ قال: ومَن؟ قالتْ: إنْ شِئتَ بِكرًا، وإنْ شِئتَ ثَيِّبًا. قال: مَن البِكرُ، ومَن الثِّيِّبُ؟ قالتْ: أمَّا البِكرُ؛ فعائشةُ ابنةُ أحَبِّ خَلقِ اللهِ إليكَ، وأمَّا الثَّيِّبُ ؛ فسَودةُ بِنتُ زَمعةَ، قد آمَنَتْ بك، واتَّبَعَتكَ. قال: اذكُريهما علَيَّ. قالتْ: فأتَيتُ أُمَّ رُومانَ، فقُلتُ: يا أُمَّ رُومانَ، ماذا أدخَلَ اللهُ عليكم مِن الخَيرِ والبَركةِ؟! قالتْ: ماذا؟ قالتْ: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَذكُرُ عائشةَ. قالتْ: انتظِري؛ فإنَّ أبا بَكرٍ آتٍ. فجاء أبو بَكرٍ، فذكَرتُ ذلك له، فقال: أوَتَصلُحُ له وهي ابنةُ أخيه؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنا أخوه وهو أخي، وابنَتُه تَصلُحُ لي. فقام أبو بَكرٍ، فقالتْ لي أُمُّ رُومانَ: إنَّ المُطعِمَ بنَ عَديَّ كان قد ذكَرَها على ابنِه، وواللهِ ما أخلَفَ وَعدًا قَطُّ. قالتْ: فأتى أبو بَكرٍ المُطعِمَ، فقال: ما تَقولُ في أمْرِ هذه الجاريةِ؟ قال: فأقبَلَ على امرأتِه، فقال: ما تَقولينَ؟ فأقبَلَتْ على أبي بَكرٍ، فقالتْ: لعلَّنا إنْ أنكَحْنا هذا الفتَى إليك تُدخِلُه في دِينِكَ. فأقبَلَ عليه أبو بَكرٍ، فقال: ما تَقولُ أنت؟ قال: إنَّها لتَقولُ ما تَسمَعُ. فقام أبو بَكرٍ، وليس في نَفْسِه مِن المَوعِدِ شيءٌ، فقال لها: قولي لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فليَأتِ. فجاء، فمَلَكَها. قالتْ: ثُمَّ انطلَقتُ إلى سَودةَ، وأبوها شَيخٌ كَبيرٌ... وذكَرَتِ الحَديثَ.

162 - لمَّا أسلَمَ عُمَرُ قال: أيُّ قُرَيشٍ أنقَلُ للحديثِ؟ فقيلَ له: جَميلُ بنُ مَعمَرٍ الجُمَحيُّ. فغَدا عليه، قال عبدُ اللهِ: وغَدَوتُ أتبَعُ أثَرَه وأنظُرُ ما يَفعَلُ، وأنا غُلامٌ أعقِلُ كلَّ ما رأَيتُ، حتى جاءَه فقال له: أعَلِمتَ يا جَميلُ أنِّي أسلَمتُ، ودَخَلتُ في دِينِ محمَّدٍ؟ قال: فواللهِ ما راجَعَه حتى قامَ يَجُرُّ رِداءَه، واتَّبَعَه عُمَرُ، واتَّبَعتُه أنا، حتى قامَ على بابِ المسجِدِ صَرَخَ بأعلى صَوتِه: يا مَعشَرَ قُرَيشٍ -وهم في أنديَتِهم حَولَ الكَعبةِ-: ألَا إنَّ ابنَ الخطَّابِ قد صبَأَ. قال: يقولُ عُمَرُ مِن خَلفِه: كَذَبَ، ولكِنِّي قد أسلَمتُ، وشَهِدتُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ. وثاروا إليه، فما بَرِحَ يُقاتِلُهم ويُقاتِلونَه حتى قامَتِ الشَّمسُ على رُؤوسِهم، قال: وطَلَحَ فقَعَدَ، وقاموا على رأْسِه وهو يقولُ: افعَلوا ما بَدا لكم، فأحلِفُ باللهِ أنْ لو قد كُنَّا ثلاثَ مئةِ رجُلٍ لقد تَرَكناها لكم، أو تَرَكتُموها لنا. قال: فبَينَما هم على ذلكَ إذْ أقبَلَ شَيخٌ مِن قُرَيشٍ عليه حُلَّةُ حَريرٍ وقَميصٌ قُومَسيٌّ، حتى وَقَفَ عليهم، فقال: ما شأْنُكم؟ فقالوا: صَبأ عُمَرُ. قال: فمَهْ؟ رجُلٌ اختارَ لنَفْسِه أمْرًا، فماذا تُريدونَ؟ أتَرَوْنَ بني عَديٍّ يُسْلِمونَ لكم صاحِبَهم هكذا؟ خَلُّوا عنِ الرجُلِ. قال: فوَاللهِ لَكأنَّما كانوا ثَوبًا كُشِطَ عنه، قال: فقلتُ لأبي بعدَ أنْ هاجَرَ إلى المَدينةِ: يا أبةِ، مَنِ الرجُلُ الذي زَجَرَ القَومَ عنكَ بمَكَّةَ يَومَ أسلَمتَ وهم يُقاتِلونَكَ؟ قال: ذاكَ أيْ بُنَيَّ العاصِ بنُ وائلٍ السَّهميُّ.

163 - انطَلَق ثلاثةُ رهْطٍ ممن كان قبلَكم؛ حتى أووا المبيتَ إلى غارٍ، فدخلوه، فانْحدَرتْ عليهم صخرةٌ من الجبلِ، فسدَّتْ عليهم الغارَ، فقالوا : إنَّه لا يُنجيكم من هذا الصخرةِ إلا أن تدعوا اللهَ بصالحِ أعمالِكم، قال رجلٌ منهم : اللهمَّ كان لي أبوانِ شيخانِ كبيرانِ، وكنتُ لا أغْبِقُ قبلَهما أهلًا ولا مالًا، فنأى بي في طلبِ شيءٍ يومًا فلم أُرِحْ عليهما حتى ناما، فحلبتُ لهما غبوقَهُما فوجدتُهما نائمينِ، فكَرِهتُ أن أغْبِقَ قبلَهما أهلًا أو مالًا، فلبِثْتُ والقدحُ على يدَيَّ أنتظرُ اسْتيقاظَهما حتى برَق الفجرُ، فاستيقظا، فشرِبا غبوقَهُما، اللهمَّ إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجْهِك ، ففرِّجْ عنَّا ما نحن فيه من هذه الصخرةِ ؟ فانفرجتْ شيئًا لا يستطيعونَ الخروجَ. وقال الآخرُ : اللهمَّ كانتْ لي ابنةُ عمٍّ، كانتْ أحبَّ الناسِ إليَّ، فأردتُها على نفسِها، فامْتَنعتْ منِّي، حتى ألَمَّتْ بها سنةٌ من السنينِ فجاءتني، فأعطيتُها عشرينَ ومائةَ دينارٍ؛ على أن تُخَلِّي بيني وبين نفسِها، ففعلتْ حتى إذا قدَرْتُ عليها قالتْ : لا أُحِلُّ لك أن تفضَّ الخاتمَ إلا بحقِّه، فتحرَّجتُ من الوقوعِ عليها، فانصرفتُ عنها، وهي أحبُّ الناسِ إليَّ، وتركتُ الذهبَ الذي أعطيتُها، اللهمَّ إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجْهكَ، فأَفْرجْ عنَّا ما نحن فيه، فانفرجتِ الصخرةُ غيرَ أنَّهم لا يستطعيونَ الخروجَ منها. وقال الثالثُ : اللهم اسْتأجرتُ أجراءَ، فأعطيتُهم أجرَهم، غيرَ رجلٍ واحدٍ ترك الذي له وذهب، فَثَمَّرْتُ أجرَه حتى كثُرتْ منه الأموالُ، فجاءني بعد حينٍ فقال : يا عبدَ اللهِ أدِّني أجري، فقلتُ له : كل ما ترى من أجرِك من الإبلِ والبقرِ والغنمِ والرقيقِ، فقال : يا عبدَ اللهِ لا تستهزئُ بي، فقلتُ : إني لا أستهزئُ بك، فأخذَه كلَّه فاستاقَه فلم يتركْ منه شيئًا، اللهمَّ فإن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجْهِك فأفْرِجْ عنَّا ما نحن فيه، فانفرَجتِ الصخرةُ، فخرجوا يمشونَ

164 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقَف بعَرَفةَ، وهو مُردِفٌ أُسامةَ بنَ زَيدٍ، فقال: هذا المَوقِفُ، وكلُّ عَرَفةَ مَوقِفٌ، ثُم دفَع يَسيرُ العَنَقَ، وجعَل النَّاسُ يَضرِبونَ يَمينًا وشِمالًا، وهو يلتَفِتُ ويقولُ: السَّكينةَ أيُّها النَّاسُ، السَّكينةَ أيُّها النَّاسُ، حتى جاء المُزدَلِفةَ ، وجمَع بيْنَ الصَّلاتيْنِ، ثُم وقَف بالمُزدَلِفةِ ، فوقَف على قُزَحَ ، وأردَف الفضْلَ بنَ عبَّاسٍ، وقال: هذا المَوقِفُ، وكلُّ المُزدَلِفةِ مَوقِفٌ، ثُم دفَع وجعَل يَسيرُ العَنَقَ، والنَّاسُ يَضرِبونَ يَمينًا وشِمالًا، وهو يلتَفِتُ ويقولُ: السَّكينةَ السَّكينةَ أيُّها النَّاسُ، حتى جاء مُحَسِّرًا فقرَع راحلتَهُ فخبَّتْ، حتى خرَج، ثُم عاد لسَيْرِهِ الأَوَّلِ، حتى رمى الجَمْرةَ، ثُم جاء المَنحَرَ ، فقال: هذا المَنحَرُ ، وكلُّ مِنًى مَنحَرٌ، ثُم جاءتْه امرأةٌ شابَّةٌ من خَثْعَمَ ، فقالت: إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ، وقد أَفنَد، وأدرَكتْه فريضةُ اللهِ في الحَجِّ، ولا يستطيعُ أداءَها، فيُجزِئُ عنه أنْ أُؤدِّيَها عنه؟ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَعمْ، وجعَل يصرِفُ وجهَ الفضْلِ بنِ العبَّاسِ عنها. ثُم أتاه رجُلٌ فقال: إنِّي رمَيْتُ الجَمْرةَ، وأفضْتُ ولبِسْتُ، ولم أحلِقْ. قال: فلا حرَجَ، فاحلِقْ، ثُم أتاه رجُلٌ آخَرُ، فقال: إنِّي رمَيْتُ وحلَقْتُ ولبِسْتُ، ولم أنحَرْ؟ فقال: لا حرَجَ؛ فانحَرْ، ثُم أفاض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فدعا بسَجْلٍ من ماءِ زَمزَمَ، فشرِب منه وتوضَّأ، ثُم قال: انزِعوا يا بَني عبدِ المُطَّلبِ، فلولا أنْ تُغلَبوا عليها لنزَعْتُ، قال العبَّاسُ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي رأيْتُكَ تصرِفُ وجهَ ابنِ أخيكَ؟ قال: إنِّي رأيْتُ غُلامًا شابًّا، وجاريةً شابَّةً، فخَشِيتُ عليهما الشَّيطانَ.

165 - عن رَجُلٍ من بَني عامرٍ، قال: كُنْتُ كافرًا، فهَداني اللهُ للإسلامِ، وكُنْتُ أعزُبُ عنِ الماءِ، ومعي أَهْلي، فتُصيبُني الجَنابةُ، فوقَعَ ذلك في نَفْسي، وقد نُعِتَ لي أبو ذَرٍّ، فحجَجْتُ فدخَلْتُ مسجِدَ مِنًى، فعرَفْتُه بالنعْتِ، فإذا شيخٌ مَعروقٌ آدَمُ، عليه حُلَّةُ قِطْريٌّ ، فذهَبْتُ حتى قُمْتُ إلى جَنبِه، وهو يُصلِّي، فسلَّمْتُ عليه، فلم يَرُدَّ عليَّ، ثُم صلَّى صلاةً أتَمَّها وأحسَنَها، وأطْوَلَها، فلمَّا فرَغَ ردَّ عليَّ، قُلْتُ: أنتَ أبو ذَرٍّ؟ قال: إنَّ أَهْلي لَيزعُمونَ ذلك، قال: كُنْتُ كافرًا فهَداني اللهُ للإسلامِ، وأهَمَّني دِيني، وكُنْتُ أعزُبُ عنِ الماءِ ومعي أَهْلي، فتُصيبُني الجَنابةُ، فوقَعَ ذلك في نَفْسي، قال: هل تَعرِفُ أبا ذَرٍّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قال: فإنِّي اجتَوَيْتُ المدينةَ، قال أيُّوبُ: أو كلمةً نَحوَها، فأمَرَ لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذَوْدٍ من إبلٍ وغَنَمٍ، فكُنْتُ أكونُ فيها، فكُنْتُ أعزُبُ منَ الماءِ، ومعي أَهْلي فتُصيبُني الجَنابةُ، فوقَعَ في نَفْسي أنِّي قد هلَكْتُ، فقعَدْتُ على بَعيرٍ منها، فانتَهَيْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نِصفَ النهارِ، وهو جالسٌ في ظِلِّ المسجِدِ في نَفرٍ من أصحابِه، فنزَلْتُ عنِ البَعيرِ، وقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، هلَكْتُ، قال: وما أهلَكَكَ؟ فحدَّثْتُه، فضَحِكَ، فدَعا إنسانًا من أَهْله، فجاءَتْ جاريةٌ سَوداءُ بعُسٍّ فيه ماءٌ، ما هو بمَلْآنَ، إنَّه لَيَتخَضخَضُ، فاستَتَرْتُ بالبَعيرِ، فأمَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلًا منَ القَومِ فسَتَرَني فاغتَسَلْتُ، ثُم أتَيْتُه، فقال: إنَّ الصعيدَ الطيِّبَ طَهورٌ ما لم تَجِدِ الماءَ، ولو إلى عَشْرِ حِجَجٍ، فإذا وجَدْتَ الماءَ، فأمِسَّ بَشَرَتَكَ.

166 - خَرَجَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ فأصابَهُمُ المَطَرُ، فَدَخَلُوا في غارٍ في جَبَلٍ ، فانْحَطَّتْ عليهم صَخْرَةٌ، قالَ: فقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: ادْعُوا اللَّهَ بأَفْضَلِ عَمَلٍ عَمِلْتُمُوهُ، فقالَ أحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إنِّي كانَ لي أبَوانِ شيخانِ كَبِيرانِ، فَكُنْتُ أخْرُجُ فأرْعَى، ثُمَّ أجِيءُ فأحْلُبُ فأجِيءُ بالحِلابِ، فَآتي به أبَوَيَّ فَيَشْرَبانِ، ثُمَّ أسْقِي الصِّبْيَةَ وأَهْلِي وامْرَأَتِي، فاحْتَبَسْتُ لَيْلَةً، فَجِئْتُ فإذا هُما نائِمانِ، قالَ: فَكَرِهْتُ أنْ أُوقِظَهُما، والصِّبْيَةُ يَتَضاغَوْنَ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ ذلكَ دَأْبِي ودَأْبَهُما، حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ ، فافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً نَرَى مِنْها السَّماءَ، قالَ: فَفُرِجَ عنْهمْ، وقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي كُنْتُ أُحِبُّ امْرَأَةً مِن بَناتِ عَمِّي كَأَشَدِّ ما يُحِبُّ الرَّجُلُ النِّساءَ، فقالَتْ: لا تَنالُ ذلكَ مِنْها حتَّى تُعْطِيَها مِئَةَ دِينارٍ، فَسَعَيْتُ فيها حتَّى جَمَعْتُها، فَلَمَّا قَعَدْتُ بيْنَ رِجْلَيْها قالَتْ: اتَّقِ اللَّهَ ولا تَفُضَّ الخاتَمَ إلَّا بحَقِّهِ، فَقُمْتُ وتَرَكْتُها، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ ، فافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً، قالَ: فَفَرَجَ عنْهمُ الثُّلُثَيْنِ، وقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي اسْتَأْجَرْتُ أجِيرًا بفَرَقٍ مِن ذُرَةٍ فأعْطَيْتُهُ، وأَبَى ذاكَ أنْ يَأْخُذَ، فَعَمَدْتُ إلى ذلكَ الفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ، حتَّى اشْتَرَيْتُ منه بَقَرًا وراعِيها، ثُمَّ جاءَ فقالَ: يا عَبْدَ اللَّهِ أعْطِنِي حَقِّي، فَقُلتُ: انْطَلِقْ إلى تِلكَ البَقَرِ وراعِيها فإنَّها لَكَ، فقالَ: أتَسْتَهْزِئُ بي؟ قالَ: فَقُلتُ: ما أسْتَهْزِئُ بكَ ولَكِنَّها لَكَ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ ، فافْرُجْ عَنَّا فَكُشِفَ عنْهمْ.

167 - خرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو مُردِفي ثم أقبل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في يومٍ حارٍّ من أيامِ مكةَ، حتى إذا كنا بأعلى الوادي لقِيه زيدُ بنُ عَمرو بنُ نُفَيلٍ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : يا ابنَ عَمرو ما لي أرى قومَك قد شنَفوك ؟ قال : أما واللهِ إنَّ ذلك لغيرِ ثائرةٍ كانت مني فيهم، لكن أراهم على ضلالٍ، فخرجتُ أبتغي هذا الدِّينَ فأتيتُ إلى أحبارِ يثربَ فوجدتُهم يعبدون اللهَ ويشركون به، فقلتُ : ما هذا بالدِّينِ الذي أبتغي، فخرجتُ حتى آتي أحبارَ خَيبرَ، فوجدتُهم يعبدون اللهَ ويشركون به، فقلتُ : ما هذا بالدِّينِ الذي أبتغي، فقال لي حبرٌ من أحبار ِالشامِ : إنك لتسألُ عن دينٍ ما نعلمُ أحدًا يعبد اللهَ به إلا شيخٌ بالجزيرةِ، فخرجتُ فقدمتُ عليه فأخبرتُه بالذي خرجتُ له، فقال : إنَّ كلَّ من رأيتَ في ضلالةٍ، فمن أنت ؟ قلت : أنا من أهلِ بيت ِاللهِ، ومن أهلِ الشوكِ والقَرَظِ، فقال : إنه قد خرج في بلدك نبيٌّ، أو خارجٌ قد خرج نجمُه، فارجع فصدِّقْه واتَّبِعْه وآمن به، فرجعتُ فلم أُحِسُّ شيئًا بعدُ، قال : فأناخ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعيرَه فقدَّمْنا إليه السُّفْرةَ، قال زيدٌ : ما آكلُ شيئًا ذُبِحَ لغيرِ اللهِ، فتفرَّقا، فجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فطاف بالبيتِ، قال زيدٌ : وأنا معه، وكان صَنمانِ من نحاس ٍيقالُ لهما : إسافٌ ونائلةٌ مُستقبلَ الكعبةِ يتمسَّحُ بهما الناسُ إذا طافوا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا تمَسَّهما ولا تمَسَّحْ بهما، قال زيدٌ : فقلتُ في نفسي وقد طُفنا : لأَمَسَّنَّهما حتى أنظرَ ما يقول، فمَسَسْتُهما فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : ألم تنْهَه ؟ فلا والذي أكرمَه ما مسَسْتُهما حتى أنزل اللهُ عليه الكتابَ، ومات زيدُ بنُ عَمرو بنُ نُفَيلٍ قبلَ الإسلامِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إنه يُبعَثُ أمَّةً وحدَه

168 - بينما ثلاثةُ نفرٍ يمشونَ أخذهمُ المطرُ، فآووا إلى غارٍ في جبلٍ ، فانْحطَّتْ على فمِ غارِهم صخرةٌ من الجبلِ فانطبَقتْ عليهم، فقال بعضُهم لبعضٍ : انظروا أعمالًا عمِلْتُموها صالحةً للهِ، فادعوا بها لعلَّه يُفرِّجُها عنكم، فقال أحدُهم : اللهمَّ إنه كان لي والدانِ شيخانِ كبيرانِ وامرأتي، ولي صبيةٌ صغارٌ أرعى عليهم، فإذا أرَحْتُ عليهم حلبتُ، فبدأتُ بوالدي فسقيتُهما قبلَ بَنِيَّ، وإن نأى بي ذاتَ يومٍ الشجرَ، فلم آتِ حتى أمسيتُ فوجدتُهما قد ناما، فحلبتُ كما كنتُ أحلبُ، فجئتُ بالحلابِ، فقمت عند رؤوسِهما، أكره أنْ أوقظَهما من نومِهما، وأكره أنْ أُسْقي الصبيةَ قبلَهما، والصبيةُ يتضاغونَ عند قدمي، فلم يزلْ ذلك دأْبي ودأبَهم حتى طلع الفجرُ، فإنْ كنتَ تعلمُ أني فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجْهِك فافْرُج لنا فرجةً نرى منها السماءَ، ففرَّجَ اللهُ منها فرجةً فرأوا منها السماءَ. وقال الآخرُ : اللهمَّ إنه كانتْ لي ابنةُ عمٍّ، أحببتُها كأشدِّ ما يُحبُّ الرجالُ النساءَ، وطلبتُ إليها نفسَها فأَبتْ حتى آتيها بمائةِ دينارٍ، فتعبتُ حتى جمعتُ مائةَ دينارٍ، فجئتُها بها، فلمَّا وقعتُ بين رجْلَيْها، قالتْ : يا عبدَ اللهِ اتقِّ اللهَ ولا تفتحِ الخاتَمَ إلا بحقِّه، فقمتُ عنها، فإنْ كنتَ تعلمُ أني فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجْهِك فافْرُجْ لنا منها فرجةً، ففرج لهم فرجةً. و قال الآخرُ : اللهمَّ إنى كنتُ استأجرْتُ أجيرًا بِفَرَقِ أرُزٍّ، فلمَّا قضى عملَه، قال لى : أعطنى حقِّي، فعرضتُ عليه فَرَقَهُ، فرغِبَ عنه، فلم أزلْ أزرعُه حتى جمعتُ منه بقرًا و رِعاءَها، فجاءني فقال : اتقِّ اللهَ و لا تظْلمْنى حقِّي، قلتُ : اذهبْ إلى تلك البقرِ و رِعائِها فخذْها، فقال : اتقِّ اللهَ و لا تستهزئْ بى، فقلت : إني لا أستهزئُ بك، خذْ ذلك البقرَ و رِعاءَها، فأخذه و ذهب به، فإنْ كنتَ تعلمُ أني فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجْهِك ، فافْرُجْ ما بقيَ، ففَرَجَ اللهُ ما بقيَ.

169 - بيْنَما ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ، أَخَذَهُمُ المَطَرُ، فأوَوْا إلى غَارٍ في جَبَلٍ ، فَانْحَطَّتْ علَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ، فَانْطَبَقَتْ عليهم، فَقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أَعْمَالًا عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ، فَادْعُوا اللَّهَ بهَا لَعَلَّهُ يُفَرِّجُهَا عَنْكُمْ، قالَ أَحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إنَّه كانَ لي وَالِدَانِ شيخَانِ كَبِيرَانِ، وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ، كُنْتُ أَرْعَى عليهم، فَإِذَا رُحْتُ عليهم حَلَبْتُ، فَبَدَأْتُ بوَالِدَيَّ أَسْقِيهِما قَبْلَ بَنِيَّ، وإنِّي اسْتَأْخَرْتُ ذَاتَ يَومٍ، فَلَمْ آتِ حتَّى أَمْسَيْتُ، فَوَجَدْتُهُما نَامَا، فَحَلَبْتُ كما كُنْتُ أَحْلُبُ، فَقُمْتُ عِنْدَ رُؤُوسِهِما أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، فَافْرُجْ لَنَا فَرْجَةً نَرَى منها السَّمَاءَ، فَفَرَجَ اللَّهُ، فَرَأَوُا السَّمَاءَ، وَقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنَّهَا كَانَتْ لي بنْتُ عَمٍّ أَحْبَبْتُهَا كَأَشَدِّ ما يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ، فَطَلَبْتُ منها، فأبَتْ عَلَيَّ حتَّى أَتَيْتُهَا بمِئَةِ دِينَارٍ، فَبَغَيْتُ حتَّى جَمَعْتُهَا، فَلَمَّا وَقَعْتُ بيْنَ رِجْلَيْهَا، قالَتْ: يا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَفْتَحِ الخَاتَمَ إِلَّا بحَقِّهِ، فَقُمْتُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، فَافْرُجْ عَنَّا فَرْجَةً، فَفَرَجَ، وَقالَ الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إنِّي اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بفَرَقِ أَرُزٍّ، فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ، قالَ: أَعْطِنِي حَقِّي، فَعَرَضْتُ عليه، فَرَغِبَ عنْه، فَلَمْ أَزَلْ أَزْرَعُهُ حتَّى جَمَعْتُ منه بَقَرًا وَرَاعِيَهَا، فَجَاءَنِي فَقالَ: اتَّقِ اللَّهَ، فَقُلتُ: اذْهَبْ إلى ذلكَ البَقَرِ وَرُعَاتِهَا، فَخُذْ، فَقالَ: اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَسْتَهْزِئْ بي، فَقُلتُ: إنِّي لا أَسْتَهْزِئُ بكَ، فَخُذْ، فأخَذَهُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ ما بَقِيَ، فَفَرَجَ اللَّهُ. وقال إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن نافع (فسعيت)

170 -  مَنِ استَطاعَ منكم أنْ يَكونَ مِثلَ صاحِبِ فَرَقِ الأرُزِّ، فليكن مِثلَه، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما صاحِبُ فَرَقِ الأرُزِّ؟ قال: خرَجَ ثلاثَةٌ فغَيَّمَتْ عليهمُ السَّماءُ، فدَخَلوا غارًا، فجاءَتْ صَخرَةٌ من أعْلى الجَبَلِ حتى طَبَّقَتِ البابَ عليهم، فعالَجوها، فلم يَسْتَطيعوها، فقال بعضُهم لِبعضٍ: لقد وَقَعْتم في أمْرٍ عَظيمٍ، فلْيَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ بأحسَنِ ما عَمِلَ؛ لعلَّ اللهَ تَعالى أنْ يُنْجيَنا من هذا، فقال أحَدُهم: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنَّه كان لي أبَوانِ شَيْخانِ كَبيرانِ، وكُنتُ أحلُبُ حِلابَهما، فأجيئُهما، وقد نامَا، فكُنتُ أبيتُ قائِمًا، وحِلابُهما على يَدي أكرَه أنْ أبدَأَ بأحَدٍ قَبلَهما، أو أنْ أُوقِظَهما من نَوْمِهما، وصِبْيَتي يَتَضاغَوْنَ حَوْلي، فإنْ كُنتَ تَعلَمُ أنِّي إنَّما فَعَلتُه من خَشيَتِكَ ؛ فافْرُجْ عَنَّا، قال: فتحَرَّكَتِ الصَّخرَةُ. قال: وقال الثَّاني: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنَّه كانت لي ابنَةُ عَمٍّ، لم يكن شَيءٌ مِمَّا خَلَقتَ أحَبَّ إليَّ منها، فسُمْتُها نَفْسَها، فقالت: لا واللهِ دونَ مِئَةِ دينارٍ، فجَمَعتُها ودَفَعتُها إليها، حتى إذا أنا جَلَستُ منها مَجلِسَ الرَّجُلِ، فقالت: اتَّقِ اللهَ، ولا تَفُضَّ الخاتَمَ إلَّا بِحَقِّه، فقُمتُ عَنْها، فإنْ كُنتَ تَعلَمُ أنَّما فَعَلتُه من خَشْيَتِكَ؛ فافْرُجْ عَنَّا، قال: فزالَتِ الصَّخرَةُ حتى بَدَتِ السَّماءُ. وقال الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنِّي كُنتُ استَأجَرْتُ أجيرًا بِفَرَقٍ من أرُزٍّ، فلمَّا أمْسى عَرَضتُ عليه حَقَّه، فأبى أنْ يَأخُذَه، وذَهَبَ وتَرَكَني، فتحَرَّجتُ منه وثَمَّرتُه له، وأصْلَحتُه حتى اشتَرَيتُ منه بَقَرًا وراعيَها، فلَقِيَني بعدَ حينٍ، فقال: اتَّقِ اللهَ، وأعْطِني أجْري، ولا تَظلِمْني، فقُلتُ: انطَلِقْ إلى ذلك البَقَرِ وراعيها، فخُذْها، فقال: اتَّقِ اللهَ، ولا تَسْخَرْ بي، فقُلتُ: إنِّي لستُ أسخَرُ بِكَ، فانطَلَقَ فاسْتاقَ ذلك، فإنْ كُنتَ تَعلَمُ أنِّي إنَّما فَعَلتُه ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ خَشْيَةً مِنكَ؛ فافْرُجْ عَنَّا، فتَدَحرَجَتِ الصَّخرَةُ، فخَرَجوا يَمْشونَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره دون قوله: "من استطاع منكم أن يكون مثل صاحب فرق الأرز فليكن مثله "
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 5973
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الأمانة رقائق وزهد - تقوى الله إحسان - الإخلاص إحسان - شفاعة الأعمال الصالحة لأهلها بر وصلة - بر الوالدين وحقهما
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

171 - بيْنَما ثَلاثَةُ نَفَرٍ يَتَماشَوْنَ أخَذَهُمُ المَطَرُ، فَمالُوا إلى غارٍ في الجَبَلِ، فانْحَطَّتْ علَى فَمِ غارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ فأطْبَقَتْ عليهم، فقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أعْمالًا عَمِلْتُمُوها لِلَّهِ صالِحَةً، فادْعُوا اللَّهَ بها لَعَلَّهُ يَفْرُجُها. فقالَ أحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إنَّه كانَ لي والِدانِ شيخانِ كَبِيرانِ، ولِي صِبْيَةٌ صِغارٌ، كُنْتُ أرْعَى عليهم، فإذا رُحْتُ عليهم فَحَلَبْتُ بَدَأْتُ بوالِدَيَّ أسْقِيهِما قَبْلَ ولَدِي، وإنَّه ناءَ بيَ الشَّجَرُ، فَما أتَيْتُ حتَّى أمْسَيْتُ فَوَجَدْتُهُما قدْ ناما، فَحَلَبْتُ كما كُنْتُ أحْلُبُ، فَجِئْتُ بالحِلابِ فَقُمْتُ عِنْدَ رُؤُوسِهِما، أكْرَهُ أنْ أُوقِظَهُما مِن نَوْمِهِما، وأَكْرَهُ أنْ أبْدَأَ بالصِّبْيَةِ قَبْلَهُما، والصِّبْيَةُ يَتَضاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ ذلكَ دَأْبِي ودَأْبَهُمْ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ فافْرُجْ لنا فُرْجَةً نَرَى مِنْها السَّماءَ. فَفَرَجَ اللَّهُ لهمْ فُرْجَةً حتَّى يَرَوْنَ مِنْها السَّماءَ. وقالَ الثَّانِي: اللَّهُمَّ إنَّه كانَتْ لي ابْنَةُ عَمٍّ أُحِبُّها كَأَشَدِّ ما يُحِبُّ الرِّجالُ النِّساءَ، فَطَلَبْتُ إلَيْها نَفْسَها، فأبَتْ حتَّى آتِيَها بمِئَةِ دِينارٍ، فَسَعَيْتُ حتَّى جَمَعْتُ مِئَةَ دِينارٍ فَلَقِيتُها بها، فَلَمَّا قَعَدْتُ بيْنَ رِجْلَيْها قالَتْ: يا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ، ولا تَفْتَحِ الخاتَمَ، فَقُمْتُ عَنْها، اللَّهُمَّ فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي قدْ فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ فافْرُجْ لنا مِنْها. فَفَرَجَ لهمْ فُرْجَةً. وقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنِّي كُنْتُ اسْتَأْجَرْتُ أجِيرًا بفَرَقِ أرُزٍّ، فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ قالَ: أعْطِنِي حَقِّي، فَعَرَضْتُ عليه حَقَّهُ فَتَرَكَهُ ورَغِبَ عنْه، فَلَمْ أزَلْ أزْرَعُهُ حتَّى جَمَعْتُ منه بَقَرًا وراعِيَها، فَجاءَنِي فقالَ: اتَّقِ اللَّهَ ولا تَظْلِمْنِي وأَعْطِنِي حَقِّي، فَقُلتُ: اذْهَبْ إلى ذلكَ البَقَرِ وراعِيها، فقالَ: اتَّقِ اللَّهَ ولا تَهْزَأْ بي، فَقُلتُ: إنِّي لا أهْزَأُ بكَ، فَخُذْ ذلكَ البَقَرَ وراعِيَها، فأخَذَهُ فانْطَلَقَ بها، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ ، فافْرُجْ ما بَقِيَ. فَفَرَجَ اللَّهُ عنْهمْ.

172 - أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: بيْنَما ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ يَمْشُونَ، إذْ أصَابَهُمْ مَطَرٌ، فأوَوْا إلى غَارٍ فَانْطَبَقَ عليهم، فَقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إنَّه واللَّهِ يا هَؤُلَاءِ، لا يُنْجِيكُمْ إلَّا الصِّدْقُ، فَليَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنكُم بما يَعْلَمُ أنَّه قدْ صَدَقَ فِيهِ، فَقالَ واحِدٌ منهمْ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه كانَ لي أجِيرٌ عَمِلَ لي علَى فَرَقٍ مِن أرُزٍّ، فَذَهَبَ وتَرَكَهُ، وأَنِّي عَمَدْتُ إلى ذلكَ الفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ، فَصَارَ مِن أمْرِهِ أنِّي اشْتَرَيْتُ منه بَقَرًا، وأنَّهُ أتَانِي يَطْلُبُ أجْرَهُ، فَقُلتُ له: اعْمِدْ إلى تِلكَ البَقَرِ فَسُقْهَا، فَقالَ لِي: إنَّما لي عِنْدَكَ فَرَقٌ مِن أرُزٍّ، فَقُلتُ له: اعْمِدْ إلى تِلكَ البَقَرِ، فإنَّهَا مِن ذلكَ الفَرَقِ فَسَاقَهَا، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ مِن خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَانْسَاحَتْ عنْهمُ الصَّخْرَةُ، فَقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه كانَ لي أبَوَانِ شيخَانِ كَبِيرَانِ، فَكُنْتُ آتِيهِما كُلَّ لَيْلَةٍ بلَبَنِ غَنَمٍ لِي، فأبْطَأْتُ عليهما لَيْلَةً، فَجِئْتُ وقدْ رَقَدَا وأَهْلِي وعِيَالِي يَتَضَاغَوْنَ مِنَ الجُوعِ، فَكُنْتُ لا أسْقِيهِمْ حتَّى يَشْرَبَ أبَوَايَ فَكَرِهْتُ أنْ أُوقِظَهُمَا، وكَرِهْتُ أنْ أدَعَهُمَا، فَيَسْتَكِنَّا لِشَرْبَتِهِمَا، فَلَمْ أزَلْ أنْتَظِرُ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ مِن خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَانْسَاحَتْ عنْهمُ الصَّخْرَةُ حتَّى نَظَرُوا إلى السَّمَاءِ، فَقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه كانَ لي ابْنَةُ عَمٍّ، مِن أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ، وأَنِّي رَاوَدْتُهَا عن نَفْسِهَا فأبَتْ، إلَّا أنْ آتِيَهَا بمِئَةِ دِينَارٍ، فَطَلَبْتُهَا حتَّى قَدَرْتُ، فأتَيْتُهَا بهَا فَدَفَعْتُهَا إلَيْهَا، فأمْكَنَتْنِي مِن نَفْسِهَا، فَلَمَّا قَعَدْتُ بيْنَ رِجْلَيْهَا، فَقالَتْ: اتَّقِ اللَّهَ ولَا تَفُضَّ الخَاتَمَ إلَّا بحَقِّهِ، فَقُمْتُ وتَرَكْتُ المِئَةَ دِينَارٍ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ مِن خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَفَرَّجَ اللَّهُ عنْهمْ فَخَرَجُوا.

173 - خَرجتُ معَ رسولِ اللَّهِ - صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - وَهوَ مُردفي في يومٍ حارٍّ من أيَّامِ مَكَّةَ، ومعَنا شاه قد ذبَحناها وأصلَحناها، فجَعلَناها في سُفرةٍ، فلَقيَهُ زيدُ بنُ عمرو بنِ نُفَيْلٍ، فحيَّا كلُّ واحدٍ مِنهُما صاحبَهُ بتَحيَّةِ الجاهليَّةِ، فَقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ يا زَيدُ، يَعني ابنَ عمرٍو، ما لي أرى قومَكَ قد شَنَّفَوا لَكَ، قالَ: واللَّهِ يا محمَّدُ إنَّ ذلِكَ لغيرِ تِرةٍ لي فيهم، ولَكِن خَرجتُ أطلُبُ هذا الدِّينَ حتَّى أقدُمَ علَى أحبارِ خيبرَ فوجدتُهُم يَعبُدونَ اللَّهَ، ويُشرِكونَ بِهِ، فقُلتُ: ما هذا بالدِّينِ الَّذي أبتَغي، فخَرجتُ حتَّى أقدَمَ على أحبارِ الشَّامِ، فوجدتُهُم يعبدونَ اللَّهَ ويشرِكونَ بِهِ، فقُلتُ ما هذا الدِّينُ الَّذي أبتغي فقالَ الرجلُ منهم: إنَّكَ لتسألُ عن دينٍ ما نعلمُ أحدًا يعبدُ اللَّهَ بِهِ إلَّا شيخٌ بالجزيرةِ، فخرجتُ حتَّى أقدَمَ عليهِ فلمَّا رآني، قالَ: إنَّ جميعَ من رأيتَ في ضلالٍ، فمن أينَ أنتَ ؟، فقُلتُ: أَنا من أَهْلِ بيتِ اللَّهِ، من أَهْلِ الشَّوكِ والقَرَظِ، قالَ: إنَّ الَّذي تطلبُ قد ظَهْرَ ببلادِكَ، قد بعثَ نبيُّ قد طلعَ نجمُهُ، فلَو أُحسُّ بشيءٍ يا محمَّدُ، فقرَّبَ إليهِ السُّفرَةَ فقالَ: ما هذا ؟، قالَ: شاةٌ ذبَحناها لنُصُبٍ من هذِهِ الأنصابِ، فقالَ: ما كُنتُ لأكل شيئًا ذبحَ لغَيرِ اللَّهِ وتفرَّقا قالَ زيدُ بنُ حارثةَ: فأتى النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ البيتَ وأَنا معَهُ، فَطافَ بِهِ وَكانَ عندَ البيتِ صنَمانِ، أحدُهُما من نُحاسِ، يقالُ لأحدِهِما: يِسافٌ، وللآخرِ نائلةٌ، وَكانَ المشرِكونَ إذا طافوا تمسَّحوا بِهِما، فقالَ: النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ لا تَمسَحْهما فإنَّهما رِجسٌ ، قالَ: فقلتُ في نفسي لَأمَسحُهُما حتَّى أنظرَ ما يقولُ: فمَسحتُهُا، فقالَ: يا زيدُ ألم تُنهَ ؟، قالَ: وأُنْزِلَ على النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ، وماتَ زيدُ بنُ عمرٍو، فقالَ: النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ يبعثُ أمَّةً واحدة

174 - جلسَ إليَّ شيخٌ من بَني تميمٍ في مسجدِ البصرةِ ومعَهُ صحيفةٌ لَهُ في يدِهِ - قالَ وفي زمانِ الحجَّاجِ - فقالَ لي: يا عبدَ اللَّهِ أترى هذا الْكتابَ مُغنيًا عنِّي شيئًا عندَ هذا السُّلطانِ؟ قالَ فقلتُ: وما هذا الْكتابُ؟ قالَ: هذا كتابٌ من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كتبَهُ لَنا أن لا يتعدَّى علينا في صدقاتِنا. قالَ فقلتُ: لا واللَّهِ ما أظنُّ أن يُغنِيَ عنْكَ شيئًا، وَكيفَ كانَ شأنُ هذا الْكتابِ قالَ: قدمتُ المدينةَ معَ أبي وأَنا غلامٌ شابٌّ بإبلٍ لَنا نبيعُها، وَكانَ أبي صديقًا لطلحةَ بنِ عبيدِ اللَّهِ التَّيميِّ فنزلنا عليْهِ فقالَ لَهُ أبي: اخرُج معي فبِع لي إبلي هذِهِ. قالَ فقالَ: إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ قد نَهى أن يبيعَ حاضرٌ لبادٍ ، ولَكن سأخرجُ معَكَ فأجلسُ وتعرضُ إبلَكَ، فإذا رضيتُ من رجلٍ وفاءً وصدقًا مِمَّن ساومَكَ أمرتُكَ ببيعِهِ. قالَ: فخرَجنا إلى السُّوقِ فوقفنا ظُهرَنا وجلسَ طلحةُ قريبًا فساومَنا الرِّجالُ حتَّى إذا أعطانا رجلٌ ما نَرضى قالَ لَهُ أبي: أبايعُهُ؟ قالَ: نعم رضيتُ لَكم وفاءَهُ فبايَعوهُ فبايعناهُ، فلمَّا قبَضنا ما لَنا وفرَغنا من حاجتِنا. قالَ أبي لطلحةَ: خذ لَنا من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كتابًا أن لا يُتعدَّى علينا في صدقاتِنا. قالَ فقالَ: هذا لَكم ولِكلِّ مسلمٍ. قالَ: على ذلِكَ إنِّي أحبُّ أن يَكونَ عندي من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كتابٌ، فخرجَ حتَّى جاءَ بنا إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ إنَّ هذا الرَّجلَ من أَهلِ الباديةِ صديقٌ لَنا وقد أحبَّ أن تَكتُبَ لَهُ كتابًا لا يُتعدَّى عليْهِ في صدقتِهِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ هذا لَهُ ولِكلِّ مسلمٍ قالَ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي قد أحبُّ أن يَكونَ عندي منْكَ كتابٌ على ذلِكَ قالَ فَكتبَ لَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ هذا الْكتابَ

175 - عنِ ابنِ إسحاقَ، حدَّثَنا سالِمُ بنُ أبي أُمَيَّةَ أبو النَّضرِ، قال: جلَسَ إليَّ شَيخٌ مِن بَني تَميمٍ في مَسجِدِ البَصرةِ، ومعه صَحيفةٌ له في يَدِهِ -قال: وفي زمانِ الحَجَّاجِ-، فقال لي: يا عَبدَ اللهِ، أتَرى هذا الكِتابَ مُغنيًا عَنِّي شَيئًا عِندَ هذا السُّلطانِ؟ قال: فقلتُ: وما هذا الكِتابُ؟ قال: هذا كِتابٌ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كتَبَهُ لنا: ألَّا يُتَعَدَّى علينا في صَدَقاتِنا. قال: فقلتُ: لا، وَاللهِ ما أظُنُّ أنْ يُغنيَ عنكَ شَيئًا، وكيف كان شَأنُ هذا الكِتابِ؟ قال: قَدِمتُ المَدينةَ مع أبي، وأنا غُلامٌ شابٌّ بإبِلٍ لنا نَبيعُها، وكان أبي صَديقًا لِطَلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ التَّيميِّ، فنزَلْنا عليه، فقال له أبي: اخرُجْ معي فبِعْ لي إبِلي هذه. قال: فقال: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد نَهى أنْ يَبيعَ حاضِرٌ لِبادٍ ، ولكنْ سأخرُجُ معكَ، فأجلِسُ، وتَعرِضُ إبِلَكَ، فإذا رَضيتُ مِن رَجُلٍ وفاءً وصِدقًا ممَّن ساوَمَكَ، أمَرتُكَ بِبَيعِهِ. قال: فخرَجْنا إلى السُّوقِ، فوقَفْنا ظَهرَنا، وجلَسَ طَلحةُ قَريبًا، فساوَمَنا الرِّجالُ، حتى إذا أعطانَا رَجُلٌ ما نَرضَى، قال له أبي: أُبايِعُهُ؟ قال: نَعَمْ، قد رَضيتُ لكم وفاءَهُ؛ فبايِعوهُ. فبايَعْناهُ، فلما قبَضْنا ما لنا، وفرَغْنا مِن حاجَتِنا، قال أبي لِطَلحةَ: خُذْ لنا مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كِتابًا ألَّا يُتَعَدَّى علينا في صَدَقاتِنا. قال: فقال: هذا لكم، ولِكُلِّ مُسلِمٍ. قال: على ذلك إنِّي أُحِبُّ أنْ يَكونَ عِندي مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كِتابٌ. قال: فخرَجَ حتى جاءَ بنا إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ هذا الرَّجُلَ مِن أهلِ الباديةِ ، صَديقٌ لنا، وقد أحَبَّ أنْ تَكتُبَ له كِتابًا، ألَّا يُتَعَدَّى عليه في صَدَقَتِهِ. فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا له، ولِكُلِّ مُسلِمٍ. قال: يا رَسولَ اللهِ، إنَّهُ قد أحَبَّ أنْ يَكونَ عِندَهُ منكَ كِتابٌ على ذلك. قال: فكتَبَ لنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذا الكِتابَ.

176 - سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: انْطَلَقَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ حتَّى أوَوُا المَبِيتَ إلى غَارٍ، فَدَخَلُوهُ فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ، فَسَدَّتْ عليهمُ الغَارَ، فَقالوا: إنَّه لا يُنْجِيكُمْ مِن هذِه الصَّخْرَةِ إلَّا أنْ تَدْعُوا اللَّهَ بصَالِحِ أعْمَالِكُمْ، فَقالَ رَجُلٌ منهمْ: اللَّهُمَّ كانَ لي أبَوَانِ شَيخَانِ كَبِيرَانِ، وكُنْتُ لا أَغْبِقُ قَبْلَهُما أهْلًا ولَا مَالًا، فَنَأَى بي في طَلَبِ شَيءٍ يَوْمًا، فَلَمْ أُرِحْ عليهما حتَّى نَامَا، فَحَلَبْتُ لهما غَبُوقَهُمَا، فَوَجَدْتُهُما نَائِمَيْنِ وكَرِهْتُ أنْ أَغْبِقَ قَبْلَهُما أهْلًا أوْ مَالًا، فَلَبِثْتُ والقَدَحُ علَى يَدَيَّ، أنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُما حتَّى بَرَقَ الفَجْرُ، فَاسْتَيْقَظَا، فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغَاءَ وجْهِكَ ، فَفَرِّجْ عَنَّا ما نَحْنُ فيه مِن هذِه الصَّخْرَةِ. فَانْفَرَجَتْ شيئًا لا يَسْتَطِيعُونَ الخُرُوجَ. قالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ كَانَتْ لي بنْتُ عَمٍّ، كَانَتْ أحَبَّ النَّاسِ إلَيَّ، فأرَدْتُهَا عن نَفْسِهَا، فَامْتَنَعَتْ مِنِّي حتَّى ألَمَّتْ بهَا سَنَةٌ مِنَ السِّنِينَ، فَجَاءَتْنِي، فأعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ ومِئَةَ دِينَارٍ علَى أنْ تُخَلِّيَ بَيْنِي وبيْنَ نَفْسِهَا، فَفَعَلَتْ، حتَّى إذَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا، قالَتْ: لا أُحِلُّ لكَ أنْ تَفُضَّ الخَاتَمَ إلَّا بحَقِّهِ، فَتَحَرَّجْتُ مِنَ الوُقُوعِ عَلَيْهَا، فَانْصَرَفْتُ عَنْهَا وهي أحَبُّ النَّاسِ إلَيَّ، وتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذي أعْطَيْتُهَا، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ابْتِغَاءَ وجْهِكَ ، فَافْرُجْ عَنَّا ما نَحْنُ فِيهِ. فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ، غيرَ أنَّهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ الخُرُوجَ منها. قالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وقالَ الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إنِّي اسْتَأْجَرْتُ أُجَرَاءَ، فأعْطَيْتُهُمْ أجْرَهُمْ غيرَ رَجُلٍ واحِدٍ تَرَكَ الَّذي له وذَهَبَ، فَثَمَّرْتُ أجْرَهُ حتَّى كَثُرَتْ منه الأمْوَالُ، فَجَاءَنِي بَعْدَ حِينٍ فَقالَ: يا عَبْدَ اللَّهِ، أدِّ إلَيَّ أجْرِي، فَقُلتُ له: كُلُّ ما تَرَى مِن أجْرِكَ مِنَ الإبِلِ والبَقَرِ والغَنَمِ والرَّقِيقِ، فَقالَ: يا عَبْدَ اللَّهِ، لا تَسْتَهْزِئُ بي! فَقُلتُ: إنِّي لا أسْتَهْزِئُ بكَ، فأخَذَهُ كُلَّهُ، فَاسْتَاقَهُ، فَلَمْ يَتْرُكْ منه شيئًا، اللَّهُمَّ فإنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغَاءَ وجْهِكَ ، فَافْرُجْ عَنَّا ما نَحْنُ فِيهِ. فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ، فَخَرَجُوا يَمْشُونَ.

177 - كُنْتُ جَالِسًا في حَلَقَةٍ في مَسْجِدِ المَدِينَةِ، قالَ: وَفِيهَا شيخٌ حَسَنُ الهَيْئَةِ، وَهو عبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ، قالَ: فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُمْ حَدِيثًا حَسَنًا، قالَ فَلَمَّا قَامَ قالَ القَوْمُ: مَن سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إلى رَجُلٍ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إلى هذا، قالَ فَقُلتُ: وَاللَّهِ لأَتْبَعَنَّهُ فَلأَعْلَمَنَّ مَكانَ بَيْتِهِ، قالَ فَتَبِعْتُهُ، فَانْطَلَقَ حتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ المَدِينَةِ، ثُمَّ دَخَلَ مَنْزِلَهُ، قالَ: فَاسْتَأْذَنْتُ عليه فأذِنَ لِي، فَقالَ: ما حَاجَتُكَ؟ يا ابْنَ أَخِي قالَ: فَقُلتُ له: سَمِعْتُ القَوْمَ يقولونَ لَكَ، لَمَّا قُمْتَ: مَن سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إلى رَجُلٍ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إلى هذا، فأعْجَبَنِي أَنْ أَكُونَ معكَ، قالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ بأَهْلِ الجَنَّةِ، وَسَأُحَدِّثُكَ مِمَّ قالوا ذَاكَ، إنِّي بيْنَما أَنَا نَائِمٌ، إذْ أَتَانِي رَجُلٌ فَقالَ لِي: قُمْ، فأخَذَ بيَدِي فَانْطَلَقْتُ معهُ، قالَ: فَإِذَا أَنَا بجَوَادَّ عن شِمَالِي ، قالَ: فأخَذْتُ لِآخُذَ فِيهَا، فَقالَ لي لا تَأْخُذْ فِيهَا فإنَّهَا طُرُقُ أَصْحَابِ الشِّمَالِ، قالَ فَإِذَا جَوَادُّ مَنْهَجٌ علَى يَمِينِي، فَقالَ لِي: خُذْ هَاهُنَا، فأتَى بي جَبَلًا، فَقالَ لِيَ: اصْعَدْ، قالَ: فَجَعَلْتُ إذَا أَرَدْتُ أَنْ أَصْعَدَ خَرَرْتُ علَى اسْتِي، قالَ: حتَّى فَعَلْتُ ذلكَ مِرَارًا، قالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ بي حتَّى أَتَى بي عَمُودًا، رَأْسُهُ في السَّمَاءِ وَأَسْفَلُهُ في الأرْضِ، في أَعْلَاهُ حَلْقَةٌ، فَقالَ لِيَ: اصْعَدْ فَوْقَ هذا، قالَ قُلتُ: كيفَ أَصْعَدُ هذا؟ وَرَأْسُهُ في السَّمَاءِ، قالَ: فأخَذَ بيَدِي فَزَجَلَ بي ، قالَ: فَإِذَا أَنَا مُتَعَلِّقٌ بالحَلْقَةِ، قالَ: ثُمَّ ضَرَبَ العَمُودَ فَخَرَّ، قالَ وَبَقِيتُ مُتَعَلِّقًا بالحَلْقَةِ حتَّى أَصْبَحْتُ ، قالَ: فأتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقَصَصْتُهَا عليه، فَقالَ: أَمَّا الطُّرُقُ الَّتي رَأَيْتَ عن يَسَارِكَ، فَهي طُرُقُ أَصْحَابِ الشِّمَالِ، قالَ: وَأَمَّا الطُّرُقُ الَّتي رَأَيْتَ عن يَمِينِكَ فَهي طُرُقُ أَصْحَابِ اليَمِينِ، وَأَمَّا الجَبَلُ فَهو مَنْزِلُ الشُّهَدَاءِ، وَلَنْ تَنَالَهُ، وَأَمَّا العَمُودُ فَهو عَمُودُ الإسْلَامِ، وَأَمَّا العُرْوَةُ فَهي عُرْوَةُ الإسْلَامِ، وَلَنْ تَزَالَ مُتَمَسِّكًا بهَا حتَّى تَمُوتَ.

178 -  كُنْتُ أُصَلِّي لِقَوْمي ببَنِي سَالِمٍ، وكانَ يَحُولُ بَيْنِي وبيْنَهُمْ وادٍ إذَا جَاءَتِ الأمْطَارُ، فَيَشُقُّ عَلَيَّ اجْتِيَازُهُ قِبَلَ مَسْجِدِهِمْ، فَجِئْتُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ له: إنِّي أنْكَرْتُ بَصَرِي، وإنَّ الوَادِيَ الذي بَيْنِي وبيْنَ قَوْمِي يَسِيلُ إذَا جاءَتِ الأمْطارُ، فَيَشُقُّ عَلَيَّ اجْتِيازُهُ، فَوَدِدْتُ أنَّكَ تَأْتي فَتُصَلِّي مِن بَيْتي مَكَانًا، أتَّخِذُهُ مُصَلًّى، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: سَأَفْعَلُ. فَغَدَا عَلَيَّ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَبُو بَكْرٍ رَضيَ اللهُ عنه بَعْدَ ما اشْتَدَّ النَّهَارُ، فَاسْتَأْذَنَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأذِنْتُ له، فَلَمْ يَجْلِسْ حتَّى قالَ: أيْنَ تُحِبُّ أنْ أُصَلِّيَ مِن بَيْتِكَ؟ فأشَرْتُ له إلى المَكَانِ الذي أُحِبُّ أنْ أُصَلِّيَ فِيهِ، فَقَامَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَكَبَّرَ، وصَفَفْنَا ورَاءَهُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ وسَلَّمْنَا حِينَ سَلَّمَ، فَحَبَسْتُهُ علَى خَزِيرٍ يُصْنَعُ له، فَسَمِعَ أهْلُ الدَّارِ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بَيْتِي، فَثَابَ رِجَالٌ منهمْ حتَّى كَثُرَ الرِّجَالُ في البَيْتِ، فَقالَ رَجُلٌ منهمْ: ما فَعَلَ مَالِكٌ؟ لا أرَاهُ. فَقالَ رَجُلٌ منهمْ: ذَاكَ مُنَافِقٌ لا يُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَقُلْ ذَاكَ؛ ألَا تَرَاهُ قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بذلكَ وجْهَ اللَّهِ، فَقالَ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، أمَّا نَحْنُ، فَوَاللَّهِ لا نَرَى وُدَّهُ ولَا حَدِيثَهُ إلَّا إلى المُنَافِقِينَ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فإنَّ اللَّهَ قدْ حَرَّمَ علَى النَّارِ مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بذلكَ وجْهَ اللَّهِ. قالَ مَحْمُودُ بنُ الرَّبِيعِ: فَحَدَّثْتُهَا قَوْمًا فيهم أبو أيُّوبَ صَاحِبُ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوَتِهِ الَّتي تُوُفِّيَ فِيهَا، ويَزِيدُ بنُ مُعاوِيةَ عليهم بأَرْضِ الرُّومِ، فأنْكَرَها عَلَيَّ أبو أيُّوبَ، قالَ: واللَّهِ ما أظُنُّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: ما قُلْتَ قَطُّ، فَكَبُرَ ذلكَ عَلَيَّ، فَجَعَلْتُ لِلَّهِ عَلَيَّ إنْ سَلَّمَنِي حتَّى أقْفُلَ مِن غَزْوَتي أنْ أسْأَلَ عَنْهَا عِتْبَانَ بنَ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه، إنْ وجَدْتُهُ حَيًّا في مَسْجِدِ قَوْمِهِ، فَقَفَلْتُ، فأهْلَلْتُ بحَجَّةٍ أوْ بعُمْرَةٍ، ثُمَّ سِرْتُ حتَّى قَدِمْتُ المَدِينَةَ، فأتَيْتُ بَنِي سَالِمٍ، فإذَا عِتْبَانُ شيخٌ أعْمَى يُصَلِّي لِقَوْمِه، فلَمَّا سَلَّمَ مِنَ الصَّلَاةِ سَلَّمْتُ عليه وأَخْبَرْتُهُ مَن أنَا، ثُمَّ سَأَلْتُه عن ذلكَ الحَديثِ، فَحدَّثَنيهِ كما حدَّثَنيهِ أوَّلَ مَرَّةٍ.

179 - لمَّا ماتَت خديجةُ رضيَ اللَّهُ عنْهما جاءت خولةُ بنتُ حَكيمٍ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فقالت: ألا تزوَّجُ؟ قالَ: ومن؟ قالَت: إن شئتَ بِكرًا وإن شئتَ ثيِّبًا. قالَ: منِ البِكرُ ومَنِ الثَّيِّبُ . فقالت: أمَّا البِكرُ فعائشةُ بنتُ أحبِّ خلقِ اللَّهِ إليْكَ. وأمَّا الثَّيِّبُ فسودةُ بنتُ زمعةَ قد آمنَت بِكَ واتَّبعتْكَ قالَ اذْكريهما عليَّ. قالت: فأتيتُ أمَّ رومانَ فقلتُ: يا أمَّ رومانَ ماذا أدخلَ اللَّهُ عليْكم منَ الخيرِ والبرَكةِ قالت: ماذا؟ قالت: رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ يذكرُ عائشَةَ. قالتِ: انتظري فإنَّ أبا بَكرٍ آتٍ فجاءَ أبو بكر فذكرت ذلك لهُ. فقال أوَ تصلُح لَهُ وَهيَ ابنةُ أخيهِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ أنا أخوهُ وَهوَ أخي وابنتُهُ تصلحُ لي. قالت: وقامَ أبو بَكرٍ فقالت لي أمُّ رومانَ إنَّ المطعِمَ بنَ عديٍّ قد كانَ ذَكرَها على ابنِهِ واللَّهِ ما أَخلفَ وعدًا قطُّ تعني أبا بَكرٍ. قالت فأتى أبو بَكرٍ المطعمَ فقالَ ما تقولُ في أمرِ هذِهِ الجاريةِ. قالَ فأقبلَ على امرأتِهِ فقالَ لَها ما تقولينَ فأقبلت على أبي بَكرٍ فقالت: لعلَّنا إن أنْكحنا هذا الفتى إليْكَ تُصبئْهُ وتدخلْهُ في دينِكَ فأقبلَ عليْهِ أبو بَكرٍ فقالَ: ما تقولُ أنتَ؟ فقالَ: إنَّها لتقولُ ما تسمعُ فقامَ أبو بَكرٍ وليسَ في نفسِهِ منَ الموعدِ شيءٌ فقالَ لَها: قولي لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فليأتِ فجاءَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فملَكَها قالت ثمَّ انطلقتُ إلى سودةَ بنتِ زمعةَ وأبوها شيخٌ كبيرٌ قد جلسَ عنِ الموسم فحيَّيتُهُ بتحيَّةِ أَهلِ الجاهليَّةِ وقلتُ: أنعِم صباحًا قالَ من أنتِ؟ قلتُ: خولةُ بنتُ حَكيمٍ فرحَّبَ بي وقالَ ما شاءَ اللَّهُ أن يقولَ قلتُ: محمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ المطَّلبِ يذْكرُ سودةَ بنتَ زمعةَ قالَ كفؤٌ كريمٌ ماذا تقولُ صاحبتُكِ قلتُ تحبُّ ذلِكَ قالَ قولي لَهُ: فليأتِ قالت: فجاءَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فملَكَها. قالت: وقدمَ عبدُ بنُ زمعةَ فجعلَ يحثو على رأسِهِ التُّرابَ فقالَ بعدَ أن أسلمَ إنِّي لسفيهٌ يومَ أحثو على رأسي التُّرابَ أن تزوَّجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ سودَةَ.

180 - إنَّ ثلاثةَ نَفَرٍ كانوا في كَهفٍ، فوَقَعَ الجَبلُ على بابِ الكَهفِ، فأُوصِدَ عليهم، قال قائلٌ منهم: تَذاكَروا أيُّكم عَمِلَ حسنةً، لعلَّ اللهَ عزَّ وجلَّ برَحمتِه يَرحَمُنا، فقال رَجُلٌ منهم: قد عَمِلتُ حسنةً مَرَّةً: كان لي أُجَراءُ يَعمَلونَ، فجاءني عُمَّالٌ لي، استأجَرتُ كُلَّ رَجُلٍ منهم بأجرٍ مَعلومٍ، فجاءني رَجُلٌ ذاتَ يومٍ وسَطَ النَّهارِ، فاستأجَرتُه بشَرطِ أصحابِه، فعَمِلَ في بَقيَّةِ نهارِه، كما عَمِلَ كُلُّ رَجُلٍ منهم في نهارِه كلِّه، فرَأَيتُ علَيَّ في الذِّمامِ ألَّا أُنقِصَه ممَّا استأجَرتُ به أصحابَه، لِمَا جَهِدَ في عملِه، فقال رَجُلٌ منهم: أتُعطي هذا مِثلَ ما أعطَيتَني، ولم يَعمَلْ إلَّا نِصفَ نهارٍ؟ فقُلتُ: يا عبدَ اللهِ، لم أبخَسْكَ شيئًا مِن شَرطِكَ؛ وإنَّما هو مالي أحكُمُ فيه ما شِئتُ، قال: فغَضِبَ، وذَهَبَ، وتَرَكَ أجرَه، قال: فوَضَعتُ حَقَّه في جانبٍ مِن البَيتِ ما شاء اللهُ، ثُمَّ مَرَّتْ بي بعدَ ذلك بَقرٌ، فاشترَيتُ به فَصيلةً مِن البَقرِ، فبَلَغَتْ ما شاء اللهُ، فمَرَّ بي بعدَ حينٍ شَيخًا ضَعيفًا لا أعرِفُه، فقال: إنَّ لي عندَكَ حَقًّا فذَكَّرَنيه حتى عَرَفتُه، فقُلتُ: إيَّاكَ أبْغي، هذا حَقُّكَ، فعَرَضتُها عليه جَميعَها، فقال: يا عبدَ اللهِ، لا تَسخَرْ بي إنْ لم  تَصَّدَّقْ عليَّ، فأعطِني حَقِّي، قال: واللهِ ما أسخَرُ بك، إنَّها لحَقُّكَ، ما لي منها شيء، فدَفَعتُها إليه جَميعًا؛ اللَّهُمَّ إنْ كنتُ فَعَلتُ ذلك لوَجهِكَ، فافرُجْ عنَّا. قال: فانصدَعَ الجَبلُ حتى رَأَوْا منه، وأبصَروا، قال الآخَرُ: قد عَمِلتُ حسنةً مَرَّةً: كان لي فضلٌ، فأصابَتِ النَّاسَ شِدَّةٌ، فجاءتْني امرأةٌ تَطلُبُ منِّي مَعروفًا، قال: فقُلتُ: واللهِ ما هو دونَ نفْسِكَ، فأبَتْ علَيَّ، فذَهَبَتْ، ثُمَّ رَجَعَتْ، فذَكَّرَتْني باللهِ، فأبَيتُ عليها، وقُلتُ: لا واللهِ ما هو دونَ نفْسِكَ، فأبَتْ علَيَّ، وذَهَبَتْ، فذَكَرَتْ لزَوجِها، فقال لها: أعْطيه نفْسَكِ! وأغْني عيالَكِ، فرَجَعَتْ إليَّ، فناشَدَتْني باللهِ، فأبَيتُ عليها، وقُلتُ: واللهِ ما هو دونَ نفْسِكِ، فلمَّا رَأَتْ ذلك أسلَمَتْ إليَّ نفْسَها، فلمَّا تَكشَّفتُها، وهَمَمتُ بها؛ ارتعَدَتْ مِن تَحتي! فقُلتُ لها: ما شَأنُكِ؟! قالتْ: أخافُ اللهَ ربَّ العالمينَ، قُلتُ لها: خِفْتيه في الشِّدَّةِ، ولم أخَفْه في الرَّخاءِ! فتَرَكتُها وأعطَيتُها ما يَحِقُّ علَيَّ بما تَكشَّفتُها، اللَّهُمَّ إنْ كنتُ فَعَلتُ ذلك لوَجهِكَ، فافرُجْ عنَّا، قال: فانصدَعَ حتى عَرَفوا وتَبيَّنَ لهم، قال الآخَرُ: عَمِلتُ حسنةً مَرَّةً، كان لي أبَوانِ شَيخانِ كَبيرانِ، وكانتْ لي غَنمٌ، فكنتُ أُطعِمُ أبَوَيَّ وأَسقيهما، ثُمَّ رَجَعتُ إلى غَنمي، قال: فأصابَني يومًا غَيثٌ حَبَسَني، فلمْ أبرَحْ حتى أمسَيتُ، فأتَيتُ أهلي وأخَذتُ مِحلَبي، فحَلَبتُ وغَنمي قائمةٌ، فمَضَيتُ إلى أبَوَيَّ، فوَجَدتُهما قد ناما، فشَقَّ علَيَّ أنْ أُوقِظَهما وشَقَّ علَيَّ أنْ أترُكَ غَنمي، فما بَرِحتُ جالسًا، ومِحلَبي على يدي حتى أيقَظَهما الصُّبحُ، فسَقَيْتُهما، اللَّهُمَّ إنْ كنتُ فَعَلتُ ذلك لوَجهِكَ؛ فافرُجْ عنَّا، قال النُّعمانُ: لكأنِّي أسمَعُ هذه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال الجَبلُ: طاقْ، ففَرَّجَ اللهُ عنهم، فخَرَجوا.
 

1 - قال عمرُ قد خشيتُ أن يَطولَ بالناسِ زمانٌ حتى يقولَ القائلُ ما نجدُ الرَّجْمَ في كتابِ اللهِ فيَضلُّوا بتركِ فريضةٍ أَنزلَهَا اللهُ ألا وإنَّ الرَّجْمَ حقٌّ إذا أُحْصِنَ أو قامتْ البَيِّنَةُ أو كان حملٌ أو اعترافٌ وقد قرأتُها الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ... الحديثُ رَجَمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ورَجَمْنَا بعدَهُ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم : 6/972 التخريج : أخرجه ابن ماجة (2553)، والنسائي في ((الكبرى)) (7118) باختلاف يسير، والبخاري (6829)، ومسلم (1691) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: أقضية وأحكام - الإقرار حدود - حد الرجم حدود - من أقر بالحد قرآن - نسخ التلاوة حدود - حد الزنا
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - عمرُ يقولُ : قد خشيتُ أن يطولَ بالنَّاسِ زمانٌ حتَّى يقولَ قائلٌ : ما نجدُ الرَّجمَ في كتابِ اللَّهِ، فيضلُ بتركِ فريضةٍ أنزلَها اللَّهُ، ألَا وإنَّ الرَّجمَ حقٌّ علَى مَن زنَى إذا أُحصنَ ، وكانت البَيِّنةُ، أو كانَ الحبلُ أوِ الاعترافُ وقد قرأناها ( الشَّيخُ والشَّيخةُ فارجُموهُما البَتَّةَ ) وقد رجمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ورجَمْنا بعدَهُ
خلاصة حكم المحدث : احتج به ، وقال في المقدمة: (لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند)
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : ابن حزم | المصدر : المحلى
الصفحة أو الرقم : 11/236 التخريج : أخرجه البخاري (6829)، ومسلم (1691) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أقضية وأحكام - الإقرار حدود - حد الرجم حدود - من أقر بالحد قرآن - نسخ التلاوة حدود - حد الزنا علم - النسخ في القرآن والسنة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

3 - قالَ عمرُ بنُ الخطَّابِ : لقد خَشيتُ أن يطولَ بالنَّاسِ زمانٌ حتَّى يقولَ قائلٌ : ما أجدُ الرَّجمَ في كتابِ اللَّهِ، فيضلُّوا بتركِ فريضةٍ من فَرائضِ اللَّهِ، ألا وإنَّ الرَّجمَ حقٌّ، إذا أُحْصِنَ الرَّجلُ وقامتِ البيِّنةُ، أو كانَ حَملٌ أوِ اعترافٌ، وقد قرأتُها الشَّيخُ والشَّيخةُ إذا زَنَيا فارجُموهما البتَّةَ رجمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ورجَمنا بَعدَهُ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم : 2083 التخريج : أخرجه ابن ماجه (2553) واللفظ له، وأخرجه البخاري (6829)، ومسلم (1691) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أقضية وأحكام - الإقرار حدود - حد الرجم حدود - من أقر بالحد قرآن - النسخ قرآن - نسخ التلاوة حدود - حد الزنا علم - النسخ في القرآن والسنة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

4 - قَلْبُ الشَّيْخِ شابٌّ علَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ: حُبِّ العَيْشِ، والْمالِ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 1046 التخريج : أخرجه البخاري (6420)، ومسلم (1046).
التصنيف الموضوعي: خلق - صفة بني آدم زينة - الشيخ الكبير يتشبه بالشباب رقائق وزهد - ذم حب الدنيا جنائز وموت - الأمل والأجل فتن - فتنة المال
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

5 - قلبُ الشيخِ شابٌّ على حبٍّ اثنتينِ : حبُّ العيشِ و المالِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم : 4407 التخريج : أخرجه البخاري (6420)، ومسلم (1046) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: خلق - صفة بني آدم زينة - الشيخ الكبير يتشبه بالشباب رقائق وزهد - ذم حب الدنيا جنائز وموت - الأمل والأجل فتن - فتنة المال
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

6 - قلبُ الشيخِ شابٌ على حبِّ اثنتين طولُ الحياةِ وكثرةُ المالِ
خلاصة حكم المحدث : مشهور
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن عدي | المصدر : الكامل في الضعفاء
الصفحة أو الرقم : 4/419 التخريج : أخرجه ابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (3/374)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (53/118)
التصنيف الموضوعي: خلق - صفة بني آدم زينة - الشيخ الكبير يتشبه بالشباب رقائق وزهد - ذم حب الدنيا جنائز وموت - الأمل والأجل فتن - فتنة المال
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

7 - قلبُ الشيخِ شابٌّ على حبِّ اثنتينِ طولِ الحياةِ وكثرةِ المالِ

8 - ثلاثةٌ لا يَدخلُونَ الجنَّةَ؛ الشَّيخُ الزَّاني، والإمامُ الكذَّابُ، والعائلُ المزهُوُّ

9 - ثلاثةٌ لا يدخلون الجنَّةَ : الشيخُ الزَّاني، والإمامُ الكذَّابُ، والعائلُ المزْهُوُّ.

10 - ثلاثةٌ لا يدخلون الجنةَ : الشيخُ الزَّاني، والإمامُ الكذَّابُ، والعائلُ المزْهُوُّ

11 -  قَلبُ الشيخِ شابٌّ في حُبِّ اثنتَيْن: طُولِ الحياةِ، وكثرةِ المالِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 8934 التخريج : أخرجه البخاري (6420)، ومسلم (1046)، والترمذي (2338)، وابن ماجه (4233)، وأحمد (8934) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - الأمل والأجل رقائق وزهد - حب المال والشرف رقائق وزهد - من لا يشبع من الدنيا فتن - فتنة المال
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

12 -  قلبُ الشيخِ شابٌّ في حُبِّ اثنتَيْن: طُولِ الحياةِ، وكثرةِ المالِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 8946 التخريج : أخرجه البخاري (6420)، ومسلم (1046)، والترمذي (2338)، وابن ماجه (4233)، وأحمد (8946) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - الأمل والأجل رقائق وزهد - حب المال والشرف رقائق وزهد - من لا يشبع من الدنيا فتن - فتنة المال
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

13 - قَلْبُ الشَّيْخِ شابٌّ علَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ: طُولُ الحَياةِ، وحُبُّ المالِ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 1046 التخريج : أخرجه البخاري (6420)، ومسلم (1046).
التصنيف الموضوعي: خلق - صفة بني آدم زينة - الشيخ الكبير يتشبه بالشباب رقائق وزهد - ذم حب الدنيا جنائز وموت - الأمل والأجل فتن - فتنة المال
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

14 - الثَّلاثةُ الَّذين يُبغِضُهم اللهُ : الشَّيخُ الزَّاني، والفقيرُ المُختالُ ، والغنيُّ الظَّلومُ

15 - قلبُ الشَّيخِ شابٌّ علَى حبِّ اثنتينِ طولِ الحياةِ وَكثرةِ المال.
خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم : 2338 التخريج : أخرجه الترمذي (2338) واللفظ له، وأخرجه البخاري (6420)، ومسلم (1046) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: خلق - صفة بني آدم زينة - الشيخ الكبير يتشبه بالشباب رقائق وزهد - ذم حب الدنيا جنائز وموت - الأمل والأجل فتن - فتنة المال
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

16 - قلبُ الشَّيخِ شابٌّ في حبِّ اثنتينِ: في حبِّ الحياةِ، وَكَثرةِ المالِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح رجاله ثقات وله شاهد
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : مصباح الزجاجة
الصفحة أو الرقم : 4/243
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الطمع رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال رقائق وزهد - حب المال والشرف رقائق وزهد - من لا يشبع من الدنيا فتن - فتنة المال
| شرح حديث مشابه

17 - قلبُ الشيخِ شابَ في حبِّ اثنتيْنِ في حبِّ الحياةِ وكثرةِ المالِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم : 3430 التخريج : أخرجه البخاري (6420)، ومسلم (1046)، والترمذي (2338)، وابن ماجه (4233) واللفظ له، وأحمد (8699)
التصنيف الموضوعي: خلق - صفة بني آدم زينة - الشيخ الكبير يتشبه بالشباب رقائق وزهد - ذم حب الدنيا جنائز وموت - الأمل والأجل فتن - فتنة المال
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

18 - قلبُ الشيخِ شابٌّ على حبِّ اثنتينِ طولُ الحياةِ و كثرةُ المالِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أنس بن مالك وأبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم : 4408
التصنيف الموضوعي: خلق - صفة بني آدم زينة - الشيخ الكبير يتشبه بالشباب رقائق وزهد - ذم حب الدنيا جنائز وموت - الأمل والأجل فتن - فتنة المال
| شرح حديث مشابه

19 - أربعةٌ يُبغِضُهم اللهُ : البيَّاعُ الحلَّافُ ، والفقيرُ المخْتالُ ، الشيخُ الزَّاني، والإمامُ الجائرُ.
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم : 2907 التخريج : أخرجه النسائي (2576)، والبزار (8453)، وابن حبان (5558)
التصنيف الموضوعي: بيوع - اليمين في البيع حدود - ذم الزنا وتحريمه رقائق وزهد - الكبر والتواضع عقيدة - إثبات صفات الله تعالى فتن - أمراء الجور
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

20 - أربعةٌ يُبغِضُهم اللهُ : البيَّاعُ الحلَّافُ ، والفقيرُ المخْتالُ ، الشيخُ الزَّاني، والإمامُ الجائرُ.
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم : 2186 التخريج : أخرجه النسائي (2576)، والبزار (8453)، وابن حبان (5558)
التصنيف الموضوعي: بيوع - اليمين في البيع حدود - ذم الزنا وتحريمه رقائق وزهد - الكبر والتواضع عقيدة - إثبات صفات الله تعالى فتن - أمراء الجور
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

21 - أربعةٌ يُبغِضُهم اللهُ : البيَّاعُ الحلَّافُ ، والفقيرُ المخْتالُ ، الشيخُ الزَّاني، والإمامُ الجائرُ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم : 1790 التخريج : أخرجه النسائي (2576)، والبزار (8453)، وابن حبان (5558)
التصنيف الموضوعي: بيوع - اليمين في البيع حدود - ذم الزنا وتحريمه رقائق وزهد - الكبر والتواضع عقيدة - إثبات صفات الله تعالى فتن - أمراء الجور
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

22 - أربعةٌ يُبغِضُهم اللهُ : البيَّاعُ الحلَّافُ ، والفقيرُ المخْتالُ ، الشيخُ الزَّاني، والإمامُ الجائرُ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم : 2397 التخريج : أخرجه النسائي (2576)، والبزار (8453)، وابن حبان (5558)
التصنيف الموضوعي: بيوع - اليمين في البيع حدود - ذم الزنا وتحريمه رقائق وزهد - الكبر والتواضع عقيدة - إثبات صفات الله تعالى فتن - أمراء الجور
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

23 - أنه قال للنبيِّ إن عمَّك الشيخَ الضالَّ قد مات. قال : اذهبْ فوَارِه
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل
الصفحة أو الرقم : 717 التخريج : أخرجه النسائي (190)، وأحمد (759)، والطيالسي (122) بلفظه تامًا.
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - اتباع المسلم جنازة الكافر دفن ومقابر - مواراة المشرك غسل - المسلم يغسل ذا قرابته من المشركين ويتبع جنازته ويدفنه ولا يصلي عليه
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

24 - الشيخُ يضعُفُ جسمُهُ؛ وقَلْبُهُ شابٌّ على حُبِّ اثنتينِ؛ طولُ الحياةِ، وحبُّ المالِ
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم : 3749 التخريج : أخرجه عبدالغني بن سعد في ((الإيضاح)) كما في ((الجامع الصغير)) للسيوطي (4971)
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - ذم حب الدنيا جنائز وموت - الأمل والأجل رقائق وزهد - حب المال والشرف فتن - فتنة المال
| شرح حديث مشابه

25 -  الشيخُ يَكبَرُ، ويَضعُفُ جِسمُه، وقَلبُه شابٌّ على حُبِّ اثنَيْن: طولِ العُمُرِ، والمالِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 8422 التخريج : أخرجه البخاري (6420)، ومسلم (1046)، والترمذي (2338)، وابن ماجه (4233) بنحوه، وأحمد (8422) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: آداب عامة - الأخلاق المذمومة جنائز وموت - الأمل والأجل رقائق وزهد - الازدياد من الخير في أواخر العمر رقائق وزهد - حب المال والشرف
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

26 - ثلاثةٌ لا ينظرُ اللهُ إليهم يومَ القيامةِ : الشيخُ الزاني، والإمامُ الكذابُ، والعائلُ المزهُوُّ
خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الموارد
الصفحة أو الرقم : 48 التخريج : أخرجه ابن حبان (4413) واللفظ له، وأخرجه مسلم (107) بنحوه
التصنيف الموضوعي: آفات اللسان - الكذب وما جاء فيه إمامة وخلافة - خيار الأئمة وشرارهم حدود - ذم الزنا وتحريمه رقائق وزهد - الكبر والتواضع عقيدة - إثبات صفات الله تعالى رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

27 - قلبُ الشيخِ شابٌّ على حُبِّ اثنتَينِ : حبِّ العَيشِ أو قال : طولِ الحياةِ، كثرةِ المالِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم : 1711 التخريج : أخرجه البخاري (6420)، ومسلم (1046) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: خلق - صفة بني آدم زينة - الشيخ الكبير يتشبه بالشباب رقائق وزهد - ذم حب الدنيا جنائز وموت - الأمل والأجل فتن - فتنة المال
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

28 - ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهمُ اللَّهُ عزَّ وجَلَّ يومَ القيامة: الشَّيخُ الزَّاني، والعائلُ المزْهوُّ، والإمامُ الكذَّابُ
خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم : 2574 التخريج : أخرجه النسائي (2575) واللفظ له، وأخرجه مسلم (107) بنحوه
التصنيف الموضوعي: آفات اللسان - الكذب وما جاء فيه إمامة وخلافة - خيار الأئمة وشرارهم حدود - ذم الزنا وتحريمه رقائق وزهد - الكبر والتواضع عقيدة - ما جاء في إثبات صفة الكلام لله تبارك وتعالى
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

29 - أربعةٌ يبغضُهم اللهُ تعالى : البيَّاعُ الحلَّافُ ، و الفقيرُ المختالُ ، و الشيخُ الزانى، و الإمامُ الجائرُ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم : 926 التخريج : أخرجه النسائي (2576) واللفظ له، وأحمد (9594) بنحوه
التصنيف الموضوعي: تجارة - ما يجب على التجار توقيه مظالم - تحريم الظلم إمامة وخلافة - ذم الإمام الجائر بيوع - بعض البيوع المنهي عنها لعان وتلاعن - تعظيم الزنا والتشديد فيه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

30 - أربعةٌ يبغضُهم اللهُ تعالى : البيَّاعُ الحلَّافُ ، و الفقيرُ المختالُ ، و الشيخُ الزانى، و الإمامُ الجائرُ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم : 880 التخريج : أخرجه النسائي (2576)، والبزار (8453)، وابن حبان (5558)
التصنيف الموضوعي: بيوع - اليمين في البيع حدود - ذم الزنا وتحريمه رقائق وزهد - الكبر والتواضع عقيدة - إثبات صفات الله تعالى فتن - أمراء الجور
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه