الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

31 - استأذَنَ أبو ذَرٍّ على عُثمانَ وأنا عندَهُ، قال: فتَغافَلوا عنه ساعةً، فقُلْتُ: يا أميرَ المُؤمنينَ، هذا أبو ذَرٍّ على البابِ يَستأذِنُ، قال: ائذَنْ له إنْ شِئْتَ؛ إنَّه يُؤذِينَا ويَبرَحُ بنا، قال: فأذِنْتُ، فجلَسَ على سَريرٍ مِن مولٍ مِن هذه النَّمِرِيَّةِ، فرَجَفَ به السَّريرُ، وكان عظيمًا طويلًا، فقال عُثمانُ: أمَا إنَّك الزَّاعِمُ أنَّك خيرٌ مِن أبي بكرٍ وعُمرَ؟ قال: ما قُلْتُ، قال عُثمانُ: إنِّي أنْزِعُ عليك بالبيِّنةِ، قال: واللهِ ما أدري ما بَيِّنَتُك، وما تأْتي به، وقد علِمْتَ ما قُلْتُ، قال: فكيف قُلْتَ إذًا؟ قال: قُلْتُ: سمِعْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ أحبَّكم إليَّ وأقرَبَكم مِنِّي الَّذي يَلْحَقُني على العَهْدِ الَّذي عاهَدْتُه عليه، وكلُّكم قد أصاب مِن الدُّنيا، وأنا على ما عاهَدَني عليه، وعلى اللهِ تَمامُ النِّعمةِ، وسألَهُ عن أشياءَ، فأخبَرَهُ بالَّذي يَعلمُهُ، وبالَّذي بلَغَهُ، فأمَرَهُ أنْ يَرتحِلَ إلى الشَّامِ، فلَحِقَ بمُعاويةَ، فكان يُحدِّثُ بالشَّامِ، فاستَهْوى قُلوبَ الرِّجالِ، كأنَّ مُعاويةَ يُنكِرُ بعْضَ شأْنِ رَعيَّتِه، وكان يقولُ: لا يَبِيتَنَّ عندَ أحدِكم دِينارٌ ولا دِرهمٌ ولا شَيءٌ مِن فِضَّةٍ، إلَّا شَيءٌ يُنفِقُه في سَبيلِ اللهِ، أو يَعُدُّه لِغَريمٍ. وإنَّ مُعاويةَ بعَثَ إليه بألْفِ دِينارٍ في جُنحِ اللَّيلِ ، فأنفَقَها، فلمَّا صَلَّى مُعاويةُ الصُّبحَ دعا رسولَهُ الَّذي أرسلَهُ إليه، فقال: اذهَبْ إلى أبي ذَرٍّ، فقُلْ: أنْقِذْ جَسَدي مِن عذابِ مُعاويةَ، أنقَذَك اللهُ مِن عذابِ النَّارِ؛ فإنِّي أخطأْتُ لك، قال: بُنَيَّ قُلْ له: يقولُ لك أبو ذَرٍّ: واللهِ ما أصبَحَ عندنا منه دِينارٌ، ولكنْ أنظِرْنا ثلاثًا حتَّى نَجمَعَ لك دَنانيرَك، فلمَّا رأى مُعاويةُ أنَّ قولَه يُصدِّقُ فِعْلَه، كتَبَ إلى عُثمانَ: أمَّا بعدُ، إنْ كان لك بالشَّامِ حاجةٌ أو بأهْلِه، فابعَثْ إلى أبي ذَرٍّ؛ فإنَّه قد أوغَلَ صَدقةَ النَّاسِ، فكتَبَ إليه عُثمانُ: أقْدِمَ عليَّ، فقَدِمَ عليه بالمدينةِ.

32 - أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أقام أيَّامًا لم يَطعَمْ طعامًا حتَّى شَقَّ ذلك عليه، فطافَ في مَنازلِ أزواجِه، فلم يُصِبْ عندَ واحدةٍ منهنَّ شيئًا، فأتَى فاطمةَ فقال: يا بُنَيَّةُ، هلْ عندَكِ ما آكلُهُ؛ فإنِّي جائعٌ؟ فقالت: لا واللهِ بأبي أنت وأُمِّي، فلمَّا خرَجَ مِن عندِها رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعثَتْ إليها جارةٌ لها برَغيفينِ وقِطْعةِ لَحْمٍ، فأخذَتْهُ منها، فوضَعَتْه في جَفْنةٍ لها وغطَّتْ عليها، وقالت: واللهِ لَأُوثِرَنَّ بهذا رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على نَفْسي ومَن عندي، وكانوا جميعًا مُحتاجينَ إلى شَبعةِ طَعامٍ، فبعَثَتْ حسَنًا أو حُسينًا إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فرجَعَ إليها، فقالت له: بأبي وأُمِّي، قد أتى اللهُ بشَيءٍ، فخَبَأْتُه لك، قال: هَلُمِّي ، فأتَتْهُ، فكشَفَ عن الجَفْنةِ، فإذا هي مَملوءةٌ خُبزًا ولَحمًا، فلمَّا نظَرَتْ إليها بُهِتَتْ وعرَفَتْ أنَّها بركةٌ مِن اللهِ عَزَّ وجَلَّ، فحَمِدَتِ اللهَ وصَلَّتْ على نَبِيِّه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقدَّمَتْهُ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا رآهُ حَمِدَ اللهَ وقال: مِن أين لكِ هذا يا بُنَيَّةُ؟ فقلْتُ: يا أبَهْ {هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 37]، فحمِدَ اللهَ، وقال: الحمْدُ للهِ الَّذي جعَلَكِ يا بُنَيَّةُ شَبيهةَ سيِّدةِ نِساءِ بني إسرائيلَ، فإنَّها كانت إذا رزَقَها اللهُ شيئًا، فسُئِلَتْ عنه، قالت: {هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 37]، فبعَثَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى عليٍّ، ثمَّ أكَلَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعليٌّ وفاطمةُ، وحسَنٌ وحُسينٌ، وجميعُ أزواجِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأهْلُ بَيتِه جميعًا حتَّى شَبِعوا، قال: وبقِيَتِ الجَفْنةُ كما هي، قالت: فأوسَعْتُ ببَقيَّتِها على جَميعِ جِيراني، وجعَلَ اللهُ فيها بَركةً وخيرًا كثيرًا.

33 - أتَيْنا عُثمانَ بنَ أبي العاصِ رضِيَ اللهُ عنه يومَ جُمعةٍ لِنَعرِضَ مُصْحفًا بمُصْحَفِه، فلمَّا حضَرَتِ الجُمعةُ أمَرَنَا، فاغْتَسَلْنا وتطيَّبْنا، ورُحْنا إلى الجُمعةِ، فجلَسْنا إلى رجُلٍ يُحدِّثُ، ثمَّ جاء عُثمانُ بنُ أبي العاصِ، فتحوَّلْنا إليه، فقال عُثمانُ: سمِعْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: سيكونُ للمسلمينَ ثلاثةُ أمصارٍ: مِصرٍ بمُلْتقى البحرينِ، ومِصرٍ بالجزيرةِ، ومِصرٍ بالشَّامِ، فيَفزَعُ النَّاسُ ثلاثَ فَزعاتٍ، فيَخرُجُ الدَّجَّالُ في أعراضِ جَيشٍ، فيَنهزِمُ مِن قِبَلِ المشرِقِ، فأوَّلُ مِصرٍ يَرِدُونَ المِصْرُ الَّذي بمُلْتقى البحرينِ، فيَصيرُ النَّاسُ ثلاثَ فِرَقٍ: فِرقةٍ تُقِيمُ وتقولُ: نُشامُّهُ ونَنظُرُ ما هو، وفِرقةٍ تَلحَقُ بالأعرابِ، وفِرقةٍ تَلحَقُ بالمِصْرِ الَّذي يَلِيهم، ومع الدَّجَّالِ سَبْعونَ ألْفًا عليهم السِّيجانُ، فأكثَرُ  تَبَعِه اليهودُ والنِّساءُ، ثمَّ يأتي المِصْرَ الَّذي يَلِيهم، فيَفترِقُ أهْلُه ثلاثَ فِرَقٍ: فرقةٍ تقولُ: نُشامُّهُ نَنظُرُ ما هو، وفِرقةٍ تَلْحَقُ بالأعرابِ، وفِرقةٍ تَلحَقُ بالمِصْرِ الَّذي يَلِيهم بغَربيِ الشَّامِ، ويَنحازُ المُسلمونَ إلى عَقَبةِ أَفِيقَ، فيَبْعثونَ سَرْحًا لهم، فيُصابُ سَرْحُهم، فيَشتَدُّ ذلك عليهم، أو تُصيبُهم مَجاعةٌ شَديدةٌ وجَهدٌ شَديدٌ، حتَّى إنَّ أحَدَهم لَيُحْرِقُ وَتَرَ قَوسِه فيَأْكُلُه، فبيْنما هم كذلك إذ نادى مُنادٍ مِن السَّحرِ: يا أيُّها النَّاسُ، أتاكمُ الغوثُ -ثلاثَ مرَّاتٍ-، فيقولُ بعضُهم لبعضٍ: إنَّ هذا لَصوتُ رجُلٍ شَبعانَ، فيَنزِلُ عيسى ابنُ مَريمَ عندَ صَلاةِ الفجْرِ، فيقولُ له أميرُ النَّاسِ: تقدَّمْ يا رُوحَ اللهِ فصَلِّ بِنا، فيقولُ: هذه الأُمَّةُ أُمَراءُ بعْضُهم على بعضٍ، تقدَّمْ أنت فصَلِّ بنا، فيَتقدَّمُ الأميرُ فيُصلِّي بهم، فإذا قَضى صَلاتَه أخَذَ عيسى ابنُ مريمَ حَرْبَتَه، فيَذهَبُ نحْوَ الدَّجَّالِ، فإذا رآهُ الدَّجَّالُ ذابَ كما يَذوبُ الرُّصاصُ، فيَضَعُ حَربَتَه بيْن ثُنْدوتِه ، فيَقتُلُه، ويَهزِمُ اللهُ أصحابَه، فليس شَيءٌ يُواري منهم أحدًا، حتَّى إنَّ الحجَرَ والشَّجرَ لَيقولونَ: يا مُؤمِنُ، هذا كافِرٌ.

34 - واللهِ إنَّا لَجُلوسٌ عندَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذ جاءهُ أعرابيٌّ، فقال: يا رسولَ اللهِ، أهلَكَني الشَّبَقُ والجوعُ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا أعرابيُّ، الشَّبَقُ والجوعُ؟! قال: هو ذاك، قال: فاذهَبْ، فأوَّلُ امرأةٍ تَلْقاها، ليس لها زوجٌ، فهي امرأتُك، قال الأعرابيُّ: فدَخلْتُ نَخلَ بني النَّجَّارِ، فإذا جاريةٌ تَخترِفُ في زِنْبِيلٍ، فقلْتُ لها: يا ذاتَ الزِّنْبِيلِ، هلْ لك زوجٌ؟ قالت: لا، قُلْتُ: انزِلي؛ فقد زوَّجَنيكِ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: فنزَلَت، فانطلَقْتُ معها إلى مَنزلِها، فقالت لِأبيها: إنَّ هذا الأعرابيَّ أتانَا، وأنا أخترِفُ في الزِّنْبِيلِ، فسأَلَني: هلْ لكِ زوجٌ؟ فقلْتُ: لا، فقال: انزِلي؛ فقد زوَّجَنيكِ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فخرَجَ أبو الجاريةِ إلى الأعرابيِّ، فقال له الأعرابيُّ: ما ذاتُ الزِّنْبِيلِ منك؟ قال: ابْنَتي، قال: هلْ لها زوجٌ؟ قال: لا، قال: فقد زوَّجَنيها رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فانطلَقَتِ الجاريةُ وأبو الجاريةِ إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخبَرَهُ، فقال له رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ لها زوجٌ؟ قال: لا، قال: اذهَبْ، فأحسِنْ جهازَها، ثمَّ ابعَثْ بها إليه، فانطلَقَ أبو الجاريةِ، فجهَّزَ ابنتَه، وأحسَنَ القيامَ عليها، ثمَّ بعَثَ معها بتَمْرٍ ولَبنٍ، فجاءت به إلى بيتِ الأعرابيِّ، وانصرَفَ الأعرابيُّ إلى بَيتِه، فرأى جاريةً مُصنَّعةً، ورأَى تمْرًا ولَبِنًا، فقام إلى الصَّلاةِ، فلمَّا طلَعَ الفجرُ، غدَا إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وغدَا أبو الجاريةِ إلى ابنتِه، فقالت: واللهِ ما قَرُبَنا، ولا قَرُبَ تمْرنًا، ولا لَبَنَنا، قال: فانطلَقَ أبو الجاريةِ إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخبَرَهُ، فدعَا الأعرابيَّ، فقال: يا أعرابيُّ، ما منَعَك مِن أنْ تكونَ ألْمَمْتَ بأهلِك؟ قال: يا رسولَ اللهِ، انصرَفْتُ مِن عندِك، ودخلْتُ المنزلَ، فإذا جاريةٌ مُصنَّعةٌ، ورأيتُ تمْرًا ولَبِنًا، فكان يَجِبُ للهِ عليَّ أنْ أُحْيِيَ لَيْلتي إلى الصُّبحِ، فقال: يا أعرابيُّ، اذهَبْ، فأَلِمَّ بأهلِك.

35 - خرَجتُ منَ المسجدِ، فإذا رجلٌ يُنادي مِن خَلفي : ارفَعْ إزارَكَ، فإنه أنقى لثوبِكَ، وأبقى لكَ، وخُذْ مِن رأسِكَ إن كنتَ مسلمًا فمشيتُ خلفَه، وهو بين يديَّ مؤتزرٌ بإزارٍ متردٍّ برداءٍ، ومعه الدرةُ، كأنه أعرابيٌّ بدويٌّ، فقلتُ : مَن هذا ؟ فقال لي رجلٌ : أراكَ غريبًا بهذا البلدِ ؟ فقلتُ : أجَل، رجلٌ مِن أهلِ البصرةِ فقال : هذا عليٌّ أميرُ المؤمنينَ، حتى انتَهى إلى دارِ بني أبي مُعَيطٍ، وهو سوقُ الإبلِ، فقال : بيعوا، ولا تحلِفوا، فإنَّ اليمينَ تنفقُ السلعةَ، وتمحقُ البركةَ ، ثم أتى أصحابَ التمرِ فإذا خادمٌ تَبكي، فقال : ما يُبكيكِ ؟ فقالتْ : باعَني هذا الرجلُ تمرًا بدرهمٍ ورآه مولاي، فأبى أن يقبَلَه، فقال له عليٌّ : خُذْ تمرَكَ وأعطِها درهمَها، فإنَّها ليس لها أمرٌ، فدفَعه، فقلتُ : أتَدري مَن هذا ؟ فقال : لا قلتُ : هذا عليٌّ أميرُ المؤمنينَ، فعبَّ تمرَه وأعطاها درهَمَها قال : أحبُّ أن ترضى عني يا أميرَ المؤمنينَ قال : أما أرضى عنكَ إذا أوفيتَهم ثم مرَّ مجتازًا بأصحابِ التمرِ، فقال : يا أصحابَ التمرِ أطعِموا المساكينَ يربو كسبُكم، ثم مرَّ مجتازًا ومعه المسلمونَ حتى انتَهى إلى أصحابِ السمكِ، فقال : لا يُباعُ في سوقِنا طافي ثم أتى دارَ فراتٍ، وهي سوقُ الكرابيسِ ، فأتى شيخًا، فقال : يا شيخُ، أحسِنْ بيعي في قميصٍ بثلاثةِ دراهمَ، فلما عرَفه لم يشتَرِ منه، ثم إنه أتى آخَرَ، فلما عرَفَه لم يشتَرِ منه شيئًا، فأتى غلامًا حدَثًا، فاشتَرى منه قميصًا بثلاثةِ دراهمَ، ولبِسَه ما بين الرُّسغَينِ إلى الكعبَينِ، يقولُ في لبسِه : الحمدُ للهِ الذي رزَقني منَ اللباسِ ما أتجملُ به في الناسِ، وأُواري به عورَتي فقيل له : يا أميرَ المؤمنينَ هذا شيءٌ تَرويه عن نفسِكَ، أو شيءٌ سمعتَه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقال : لا، بل شيءٌ سمعتُه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُه عندَ الكسوةِ، فجاء أبو الغلامِ صاحبِ الثوبِ، فقيل له : يا فلانُ، قد باع ابنُكَ اليومَ مِن أميرِ المؤمنينَ قميصًا بثلاثةِ دراهمَ قال : أفلا أخَذتَ منه درهمَينِ ؟ فأخَذ أبوه درهمًا، ثم جاء به إلى أميرِ المؤمنينَ وهو جالسٌ مع المسلمينَ على بابِ الرحبةِ، فقال : أمسِكْ هذا الدرهمَ فقال : ما شأنُ هذا الدرهمِ ؟ فقال : كان قميصًا ثمنُه درهمَينِ فقال : باعَني برِضائي، وأخَذ برِضاه

36 - يُحْشَرُ النَّاسُ يومَ القيامةِ كما ولَدَتْهُم أُمَّهاتُهم: حُفاةً، عُراةً، غُرْلًا ، فقالت عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: والنِّساءُ بأبي أنت وأُمِّي؟ فقال: نعمْ، فقالت: واسوأَتاهُ! فقال: ومِن أيِّ شَيءٍ عجِبْتِ يا بِنتَ أبي بكرٍ؟ قلْتُ: عجِبْتُ مِن حَديثِك: يُحشَرُ الرِّجالُ والنِّساءُ عُراةً حُفاةً غُرْلًا ، يَنظُرُ بعضُهم إلى بعضٍ، قال: فضرَبَ على مَنْكِبِها، فقال: يا بِنتَ أبي قُحافةَ، شُغِلَ النَّاسُ يومئذٍ عن النَّظرِ، وتَسْمو أبصارُهم، مَوقوفونَ أربعينَ سَنةً، لا يأْكُلون ولا يَشْربون، مُتآمِّينَ بأبصارِهم إلى السَّماءِ أربعينَ سنةً، فمنهم مَن يَبلُغُ العرَقُ قدَمَيْه، ومنهم مَن يَبلُغُ ساقَهُ، ومنهم مَن يَبلُغُ بطْنَه، ومنهم مَن يُلْجِمُه العرَقُ مِن طُولِ الوُقوفِ، ثمَّ يَرحَمُ اللهُ بعْدَ ذلك العِبادَ، فيأمُرُ الملائكةَ المُقرَّبينَ، فيَحْمِلون عرْشَه مِن السَّمواتِ إلى الأرضِ، حتَّى يُوضَعَ عرْشُه في أرضٍ بَيضاءَ، لم يُسْفَكْ عليها دَمٌ، ولم يُعْمَلْ فيها خَطيئةٌ، كأنَّها الفِضَّةُ البيضاءُ، ثمَّ تقومُ الملائكةُ حافِّينَ مِن حولِ العرشِ، وذلك أوَّلُ يومٍ نظَرَتْ فيه عينٌ إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ، ثمَّ يأمُرُ مُنادِيًا فيُنادي بصَوتٍ يَسمَعُه الثَّقلانِ مِن الجنِّ والإنسِ: أين فُلانُ بنُ فلانِ بنِ فُلانِ بنِ فُلانٍ؟ فيَشْرَئِبُّ لذلك، ويَخرُجُ ذلك المُنادي مِن الموقِفِ، فيُعرِّفُه اللهُ النَّاسَ، ثمَّ يُقال: تَخرُجُ معه حَسناتُه، فيُعرِّفُ اللهُ أهْلَ الموقفِ تلك الحَسناتِ، فإذا وقَفَ بيْن يدَيْ ربِّ العالمينَ تبارَكَ وتعالى، قِيل: أينَ صاحِبُ المظالِمِ؟ فيَجيئونَ رجُلًا رجُلًا، فيُقالُ له: أظلمْتَ فُلانًا بكذا وكذا؟ فيقولُ: نعمْ يا ربِّ، فذلك اليومُ الَّذي تَشهَدُ عليهم ألْسِنَتُهم وأيدِيهم وأرجُلُهم بما كانوا يَعْمَلون، فتُؤخَذُ حَسناتُه، فتُدْفَعُ إلى مَن ظلَمَه يومَ لا دِينارٌ ولا دِرهمٌ، إلَّا أخْذٌ مِن الحَسناتِ ورَدٌّ مِن السَّيِّئاتِ، فلا تَزالُ أصحابُ المظالمِ يَسْتوفون مِن حَسناتِه، حتَّى لا تَبْقى له حَسنةٌ، ثمَّ يقومُ مَن بقِيَ ممَّن لم يأخُذْ شيئًا، فيقولونَ: ما بالُ غَيرِنا اسْتوفى وبقِينَا؟ فيُقال لهم: لا تَعْجَلوا، فيُؤخَذُ مِن سيِّئاتِهم، فتُرَدُّ عليه حتَّى لا يَبْقى أحدٌ ظُلِمَ بمَظلمةٍ، فيُعرِّفُ اللهُ أهْلَ الموقفِ أجمعينَ ذلك، فإذا فرَغَ مِن حَسناتِه، قِيل: ارجِعْ إلى أُمِّك الهاويةِ؛ فإنَّه لا ظُلْمَ اليومَ، إنَّ اللهَ سريعُ الحسابِ، فلا يَبْقى يومئذٍ مَلَكٌ ولا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، ولا صِدِّيقٌ ولا شهيدٌ، ولا بَشرٌ؛ إلَّا ظَنَّ- ممَّا رأى مِن شِدَّةِ الحسابِ- أنَّه لا يَنْجو، إلَّا مَن عصَمَهُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ.

37 - قال عبدالله بن مسعود: إذا حُشِر الناسُ يومَ القيامةِ قاموا أربعينَ سنةً على رؤوسِهم الشمسُ شاخصةٌ أبصارُهم إلى السماءِ ينتظِرونَ الفصلَ كلُّ برٍّ منهم وفاجرٍّ لا يتكلَّمُ منهم بشرٌ ثم ينادي منادٍ: أليس عدلًا مِن ربِّكم الذي خلَقكم وصوَّركم ورزَقكم ثم عبَدتُم غيرَه أن يوليَ كلَّ قومٍ ما توَلَّوْا ؟ فيقولونَ: بَلى فينادي بذلك ملكٌ ثلاثَ مراتٍ ثم يمثلُ لكلِّ قومٍ آلهتُهم التي كانوا يعبُدونَها فيتبَعونَها حتى تورِدَهم النارَ ويَبقى المؤمنونَ والمُنافِقونَ فيخِرُّ المؤمنونَ سُجَّدًا وتدمجُ أصلابُ المنافقينَ فتكونُ عظمًا واحدًا كأنَّها صياصيُّ البقرِ ويخِرُّونَ على أقفيتِهِم فيقولُ اللهُ لهم: ارفَعوا رؤوسَكم إلى نورِكم بقدرِ أعمالِكم فيَرفَعُ الرجلُ رأسَه ونورَه بين يدَيه مثلَ الجبلِ ويَرفَعُ الرجلُ رأسَه ونورَه بين يدَيه مثلَ القصرِ ويَرفَعُ الرجلُ رأسَه ونورَه بين يدَيه مثلَ البيتِ حتى ذكَر مثلَ الشجرةِ فينصرِفُ على الصراطِ كالبرقِ الخاطفِ وكالريحِ وكحضرِ الفرسِ وكأشدادِ الرجالِ حتى يَبقى آخِرُ الناسِ نورُه على إبهامِ رِجلِه مثلَ السراجِ فأحيانا يُضيءُ له وأحيانًا يَخفى عليه فتنفثُ منه النارُ فلا يزالُ كذلك حتى يخرجَ فيقولَ: ما يدري أحدٌ ما نَجا منه غيري ولا أصاب أحدًا مثلَ ما أصبتُ إنما أصابني حرُّها ونجوتُ منها قال: فيفتحُ له بابٌ منَ الجنةِ فيقولُ: يا ربِّ أدخِلْني هذا البابَ فيقولُ: عبدي لعلي إذا أدخَلتُكَ تَسألُني غيرَه فيقولُ: وعِزَّتِكَ وجلالِكَ إن أدخَلتَنيه لا أسألُكَ غيرَه قال: فيدخلُه فبينما هو معجبٌ بما هو فيه إذ فُتِح له بابٌ آخرُ فيستحقِرُ في عينِه الذي هو فيه فيقولُ: يا ربِّ أدخِلْني هذا فيقولُ: أولم تَزعُمْ أنَّكَ لا تسألُني غيرَه ؟ فيقولُ: وعزتِكَ وجلالِكَ إن أدخَلْتَني لا أسألُكَ غيرَه قال: فيُدخِلُه حتى يُدخِلَه أربعَ أبوابٍ كلُّها يسألهُا ثم يستقبِلُه رجلٌ مثلُ النورِ فإذا رآه هوى يسجُدُ له فيقولُ: ما شأنُكَ ؟ فيقولُ: ألستَ بربي ؟ فيقولُ: إنما قَهرَمانُ لكَ في الجنةِ ألفُ قهرمانَ على ألفِ قصرٍ بين كلِّ قصرينِ مسيرةُ السنةِ يُرى أقصاها كما يُرى أدناها ثم يُفتَحُ له بابٌ مِن زُمُرُّدَةٍ خضراءَ فيها سبعونَ بابًا في كلِّ بابٍ منها أبوابٌ أزواجٌ وسررٌ ومناصفُ فيقعدُ مع زوجتِه فتُناوِلُه الكأسَ فتقولُ: لأنتَ منذُ ناوَلتُكَ الكأسَ أحسنُ مِنكَ قبل ذلك بسبعينَ ضِعفًا ويقولُ لها: لأنتِ منذُ ناوَلتيني الكأسَ أحسنُ مِنكِ قبلَ ذلك بسبعينَ ضِعفًا وعليها سبعونَ حلةً ألوانُها شَتَّى يُرى مخُّ ساقِها ويَلبَسُ الرجلُ ثيابَه على كبدِها وكبدُها مرآتُه
خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح
الراوي : أبو عبيدة بن عبدالله بن مسعود | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/155
التصنيف الموضوعي: جنة - صفة أهل الجنة جنة - صفة الجنة قيامة - الحساب والقصاص جنة - آخر من يدخل الجنة قيامة - أهوال يوم القيامة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

38 - خرَجْنا مع رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في جنازةِ رجُلٍ مِن الأنصارِ، فانتهَيْنا إلى القبرِ ولمَّا يُلْحَدْ، فجلَسَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وجلَسْنا حولَه كأنَّما على رُؤوسِنا الطَّيرُ -قال عمرُو بنُ ثابتٍ: وُقَّعٌ، ولم يقُلْه أبو عوانةَ- فجعَلَ يرفَعُ بصَرَه وينظُرُ إلى السَّماءِ، ويخفِضُ بصَرَه وينظُرُ إلى الأرضِ، ثمَّ قال: أعوذُ باللهِ مِن عذابِ القبرِ، قالها مِرارًا. ثمَّ قال: إنَّ المُؤمِنَ إذا كان في قُبُلٍ مِن الآخرةِ وانقطاعٍ مِن الدُّنيا، جاءه ملَكٌ فجلَسَ عند رأسِه، فيقولُ: اخْرُجي أيَّتُها النَّفسُ الطَّيِّبةُ إلى مغفرةٍ مِن اللهِ ورضوانٍ، فتخرُجُ نفْسُه وتسيلُ كما يسيلُ قَطْرُ السِّقاءِ -قال عمرٌو في حديثِه، ولم يقُلْه أبو عوانةَ: وإنْ كنتُمْ تَرَونَ غيرَ ذلك- وتنزِلُ ملائكةٌ مِن الجنَّةِ بِيضُ الوُجوهِ، كأنَّ وُجوهَهم الشَّمسُ، معهم أكفانٌ مِن أكفانِ الجنَّةِ، وحَنوطٌ مِن حَنوطِ الجنَّةِ، فيجلِسونَ منه مَدَّ البصَرِ، فإذا قبَضَها الملَكُ لم يَدَعوها في يَدِه طرفةَ عَينٍ، فذلك قولُه تعالى: {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} [الأنعام: 61]. قال: فتخرُجُ نفْسُه كأطيبِ ريحٍ وُجِدَت، فتعرُجُ به الملائكةُ فلا يأتونَ على جُندٍ فيما بين السَّماءِ والأرضِ إلَّا قالوا: ما هذا الرُّوحُ؟! فيقال: فُلانٌ -بأحسَنِ أسمائِه- حتَّى يَنْتهوا به إلى أبوابِ سماءِ الدُّنيا، فيُفْتَحُ له، ويُشيِّعُه مِن كلِّ سماءٍ مُقرَّبوها حتَّى يُنْتَهَى به إلى السَّماءِ السَّابعةِ، فيقالُ: اكْتُبوا كتابَه في عِلِّيينَ: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين: 19 - 21]، فيُكْتَبُ كتابُه في عِلِّيينَ ، ثمَّ يُقالُ: رُدُّوه إلى الأرضِ؛ فإنِّي وعدْتُهم أنِّي منها خلقْتُهم، وفيها نُعيدُهم، ومنها نُخرِجُهم تارةً أُخرى. قال: فيُرَدُّ إلى الأرضِ، وتُعادُ رُوحُه في جسَدِه، فيأتيه مَلَكانِ شديدَا الانتهارِ، فيَنْتهِرانِه ويُجْلسانِه، فيَقولانِ: مَن ربُّك؟ وما دِينُك؟ فيقولُ: ربِّيَ اللهُ، ودِيني الإسلامُ. فيقولانِ: ما تقولُ في هذا الرَّجلِ الَّذي بُعِثَ فيكم؟ فيقولُ: هو رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فيقولانِ: وما يُدْريك؟ فيقولُ: جاءنا بالبيِّناتِ مِن رَبِّنا، فآمنْتُ به وصدَّقْتُه، وذلك قولُه عَزَّ وجَلَّ: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27]، ويُنادي مُنادٍ مِن السَّماءِ: قد صدَقَ عبْدي، فأَلْبِسُوه مِن الجنَّةِ، وأفْرِشوه مِن الجنَّةِ، وأَرُوه منزلَه منها. فيُلْبَسُ مِن الجنَّةِ، ويُفْرَشُ منها، ويَرَى مَنزلَه منها، ويُفْسَحُ له مَدَّ بصَرِه، ويُمَثَّلُ له عمَلُه في صُورةِ رجُلٍ حسَنِ الوجهِ، طيِّبِ الرِّيحِ، حسَنِ الثِّيابِ، فيقولُ: أبشِرْ بما أعَدَّ اللهُ لك، أبشِرْ برِضوانٍ مِن اللهِ وجنَّاتٍ فيها نَعيمٌ مُقيمٌ، فيقولُ: بشَّرَك اللهُ بخَيرٍ، مَن أنتَ؟ فوجْهُك الوجْهُ الحسَنُ الَّذي جاء بالخيرِ، فيقولُ: هذا يومُك الَّذي كنْتَ تُوعَدُ -أو الأمْرُ الَّذي كنْتَ تُوعَدُ- أنا عمَلُك الصَّالحُ، فواللهِ ما علِمْتُك إلَّا كنْتَ سريعًا في طاعةِ اللهِ، بطيئًا عن معصيتِه، فجزاكَ اللهُ خيرًا. فيقولُ: يا رَبِّ، أقِمِ السَّاعةَ؛ كي أرجِعَ إلى أهلي ومالي. قال: وإنْ كان فاجرًا، فكان في قُبُلٍ مِن الآخرةِ وانقطاعٍ مِن الدُّنيا، جاءه ملَكٌ فجلَسَ عند رأسِه، فقال: اخْرُجي أيَّتُها النَّفْسُ الخبيثةُ، أبشِري بسَخطٍ مِن اللهِ وغضَبِه، فتنزِلُ ملائكةٌ سُودُ الوُجوهِ، معهم مُسوحٌ، فإذا قبَضَها الملَكُ، قاموا فلم يَدَعوها في يَدِه طرفةَ عَينٍ، فتُفَرَّقُ في جسَدِه، فيستخرِجُها، فتُقْطَعُ معها العُروقُ والعصبُ، كالسُّفُّودِ الكثيرِ الشُّعَبِ في الصُّوفِ المبلولِ، فتُؤْخَذُ مِن الملَكِ، فيخرُجُ كأنتَنِ ريحٍ وُجِدَت، فلا تمُرُّ على جُندٍ فيما بين السَّماءِ والأرضِ إلَّا قالوا: ما هذا الرُّوحُ الخبيثُ؟! فيقولونَ: فُلانٌ -بأسوأِ أسمائِه- حتَّى يَنْتهونَ به إلى سماءِ الدُّنيا، فلا تُفَتَّحُ له، فيقولُ: رُدُّوه إلى الأرضِ؛ إنِّي وَعَدْتهم أنِّي منها خلقْتُهم، وفيها نُعيدُهم، ومنها نُخرِجُهم تارةً أُخرى. قال: فيُرْمَى به مِن السَّماءِ، وتلا هذه الآيةَ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: 31]. قال: فيُعادُ إلى الأرضِ وتُعادُ فيه رُوحُه، ويأتيه ملَكانِ شديدَا الانتهارِ، فيَنْتهرانِه ويُجْلسانِه فيقولانِ: مَن ربُّك؟ وما دِينُك؟ فيقولُ: لا أدري. فيقولانِ: فما تقولُ في هذا الرَّجلِ الَّذي بُعِثَ فيكم؟ فلا يَهْتدي لاسمِه، فيقولُ: لا أدري، سمِعْتُ النَّاسَ يقولون ذلك، فيقولونَ: لا دَرَيْتَ ، فيُضَيَّقُ عليه قبْرُه حتَّى تختلِفَ أضلاعُه، ويُمَثَّلُ له عمَلُه في صُورةِ رجُلٍ قبيحِ الوجهِ، مُنتِنِ الرِّيحِ، قَبيحِ الثِّيابِ، فيقولُ: أبشِرْ بعذابِ اللهِ وسَخطِه، فيقولُ: مَن أنت؟ فوجْهُك الوجْهُ الَّذي جاء بالشَّرِّ، فيقولُ: أنا عمَلُك الخبيثُ ، واللهِ ما علِمْتُك إلَّا كنْتَ بطيئًا عن طاعةِ اللهِ، سريعًا إلى معصيتِه. قال عمرٌو في حديثِه: عن المنهالِ، عن زَاذانَ، عن البَراءِ، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فيُقيَّضُ له ملَكٌ أصَمُّ أبكَمُ ، معه مِرزبَّةٌ لو ضُرِبَ بها جبلٌ صار تُرابًا -أو قال: رَمِيمًا- فيضرِبُه ضربةً يسمَعُها الخلائقُ إلَّا الثَّقلينِ، ثمَّ تعاد فيه الرُّوحُ، فيضرِبُه ضربةً أُخرى.

39 - شَهِدْتُ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ - رضِي اللهُ عنه - غَداةَ طُعِنَ، فكنتُ في الصَّفِّ الثاني، وما يَمنَعُني أنْ أَكُونَ في الصَّفِّ الأوَّلِ إلَّا هَيْبَتُه، كان يَستَقْبِلُ الصَّفَّ إذا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فإنْ رأى إنسانًا مُتقدِّمًا أو مُتأخِّرًا أصابَه بالدِّرَّةِ، فذلك الَّذي مَنَعَني أنْ أَكُونَ في الصَّفِّ الأَوَّلِ، فكنتُ في الصَّفِّ الثاني، فجاءَ عُمَرُ يُريدُ الصَّلاةَ، فعَرَضَ له أبو لُؤْلُؤَةَ غلامُ المُغيرةِ بنِ شُعبةَ، فناجاهُ عُمَرُ غيرَ بعيدٍ ثمَّ تَرَكَه، ثمَّ ناجاهُ ثمَّ تَرَكَه، ثمَّ ناجاهُ ثمَّ تَرَكَه ثمَّ طَعَنَه. قال: رأيتُ عُمَرَ قائلًا بيدِه هكذا، يقولُ: دُونَكُمُ الكلبَ قد قَتَلَني. وماجَ النَّاسُ. قال: فجَرَحَ ثلاثةَ عشرَ رجُلًا، فماتَ منهم سِتَّةٌ, أو سبعةٌ, وماجَ النَّاسُ بعضُهم في بعضٍ، فشَدَّ عليه رَجُلٌ مِن خلْفِه فاحتَضَنَه. قال قائلٌ: الصَّلاةَ عبادَ اللهِ، قد طلَعَتِ الشَّمسُ، فتدافَعَ النَّاسُ، فدفَعوا عبدَ الرَّحمنِ بنَ عَوْفٍ فصَلَّى بهم بأَقصَرِ سورتيْنِ في القُرْآنِ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ}، و: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}. واحتُمِلَ، فدَخَلَ عليه النَّاسُ، قال: يا عبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ، اخرُجْ فنادِ في النَّاسِ: عن مَلأٍ منكم كان هذا ؟ قالوا: مَعاذَ اللهِ، ولا عَلِمْنا ولا اطَّلَعْنا، قال: ادْعُوا ليَ الطَّبِيبَ، فدُعِيَ، فقال: أيُّ الشَّرابِ أَحَبُّ إليكَ ؟ قال: النَّبِيذُ، قال: فشَرِبَ نَبِيذًا، فخَرَج مِن بعضِ طَعَناتِه، فقال النَّاسُ: هذا صَدِيدٌ ، فقال: اسْقُوه لَبَنًا، فشَرِبَ لَبَنًا فخَرَج مِن بعضِ طَعَناتِه، قال: ما أرَى أنْ يَمشي، فما كنتَ فاعِلًا فافعَلْ. فقال: يا عبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ، ناوِلْني الكَتِفَ، فلو أراد اللهُ أن يُمضِيَ ما فيها أَمضاهُ. قال عبدُ اللهِ: أنا أَكفِيكَ مَحْوَها، فقال: لا واللهِ لا يَمحُوها أحدٌ غيري. قال: فمَحاها عُمَرُ بيدِه. قال: وكان فيها فريضةُ الجَدِّ. قال: ادْعُوا لي عليًّا وعثمانَ وطَلْحةَ والزُّبَيرَ وعبدَ الرَّحمنِ بنَ عَوْفٍ وسعدًا. قال: فدُعُوا، قال: فلم يُكَلِّمْ أحدًا مِنَ القومِ إلَّا عليًّا وعثمانَ، فقال: يا عليُّ، هؤلاء القومُ لعلَّهم أنْ يَعرِفوا لك قَرابَتَكَ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وما أَعطاكَ اللهُ مِنَ الفِقهِ والعِلمِ، فإنْ ولَّوْكَ هذا الأمرَ فاتَّقِ اللهَ فيه، ثمَّ قال: يا عثمانُ، إنْ هؤلاء القومَ لعلَّهم أنْ يَعرِفُوا لك صِهْرَكَ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وشَرَفَك، فإنْ ولَّوْكَ هذا الأمرَ فاتَّقِ اللهِ، ولا تَحمِلَنَّ بَنِي أَبي مُعَيْطٍ على رِقابِ النَّاسِ. يا صُهَيبُ، صَلِّ بالنَّاس ثلاثًا، وأَدخِلَ هؤلاء في بيتٍ، فإذا اجتَمَعوا على رَجُلٍ فمَن خالَفَهم فليَضرِبُوا رأسَه. قال: فلمَّا خَرَجوا، قال: إنْ وَلَّوُا الأَجْلَحَ سلَكَ بهمُ الطَّريقَ. قال: فقال عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ: ما يَمنَعُكَ ؟ قال: أَكرَهُ أنْ أَحمِلَها حيًّا وميِّتًا.

40 - أنَّ رجُلًا مِن بني زُهرةَ لَقِيَ عُمرَ قبْلَ أنْ يُسلِمَ وهو مُتقلِّدٌ السَّيفَ، فقال له: أين تَعمِدُ يا عُمَرُ؟ فقال: أُرِيدُ أنْ أقتُلَ محمَّدًا، قال: وكيف تأمَنُ في بني هاشمٍ -أو بني زُهرةَ- وقد قتَلْتَ مُحمَّدًا؟ قال: ما أَراكَ إلَّا قد صَبَوتَ وتركْتَ دِينَك الَّذي أنت عليه، قال: أفلَا أدُلُّك على العجَبِ يا عُمَرُ؟ إنَّ خَتَنَكَ وأخْتَك قد صَبَوَا وترَكَا دِينَهما الَّذي هُما عليه، قال: فمَشى إليهما ذامِرًا -قال إسحاقُ: يعني: مُتغضِّبًا- حتَّى دنا مِن البابِ، قال: وعندهما رجُلٌ يُقالُ له: خبَّابٌ يُقرِئُهما سُورةَ (طه)، قال: فلمَّا سمِعَ خبَّابٌ حِسَّ عُمَرَ دخَلَ تحتَ سَريرٍ لهما، فقال: ما هذه الهَيْنَمةُ الَّتي سَمِعْتُها عندكم؟ قالَا: ما عندَنا حديثٌ، تَحدَّثْنا بيْنَنا، فقال: لعلَّكما صَبَوْتُما وترَكْتُما دِينَكما الَّذي أنتما عليه، فقال خَتَنُهُ: يا عُمَرُ، أرأيتَ إنْ كان الحقُّ في غَيرِ دِينِك، قال: فأقبَلَ على خَتَنِه، فوَطِئَه وَطئًا شديدًا، قال: فدفَعَتْه أخْتُه عن زَوجِها، فضرَبَ وجْهَها، فدمَى وَجْهُها، قال: فقالَتْ له: أرأيتَ إنْ كان الحقُّ في غَيرِ دِينِك، أتشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا عبْدُه ورسولُه؟ قال: فقال عمرُ: أَرُوني هذا الكتابَ الَّذي كنتُمْ تَقرؤونَ. قال: وكان عُمَرُ -يعني: ابنَ الخطَّابِ- يَقرَأُ الكُتبَ. قال: فقالَتْ أُخْتُه: لا؛ أنت رِجْسٌ ، أعْطِنا مَوثِقًا مِن اللهِ لَتَرُدَّنَّه علينا، وقُمْ فاغتسِلْ وتوضَّأْ، قال: ففعَلَ، قال: فقرَأَ عُمَرُ: {طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} [طه: 1، 2]، إلى قولِه: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا} [طه: 14، 15]، قال: فقال عُمَرُ: دُلُّوني على محمَّدٍ، قال: فلمَّا سمِعَ خبَّابٌ قولَ عُمرَ: دُلُّوني على محمَّدٍ، خرَجَ إليه، فقال: أبشِرْ يا عُمْرُ؛ فإنِّي أرجو أنْ تكونَ دعوةَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لك عشيَّةَ الخميسِ: اللَّهُمَّ أعِزَّ الدِّينَ بعُمَرَ بنِ الخطَّابِ أو بعَمرِو بنِ هِشامٍ، قال: فقالوا: هو في الدَّارِ الَّتي في أصْلِ الصَّفا -قال إسحاقُ: يعني: النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُوحى إليه، فانطلَقَ عُمَرُ وعلى البابِ حمزةُ بنُ عبدِ المُطَّلبِ وأُناسٌ مِن أصحابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: فلمَّا رأى حمزةُ وَجَلَ القومِ مِن عُمَرَ، قال: نعَمْ، فهذا عُمَرُ، فإنْ يُرِدِ اللهُ به خيرًا يُسلِمْ ويَتَّبِعِ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإنْ يكُنْ غيرَ ذلك يكُنْ قتْلُه علينا هيِّنًا، قال: فخرَجَ إليه رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأخَذَ بمَجامِعِ ثَوبِه وحمائلِ السَّيفِ، فقال: ما أنت مُنْتهي يا عُمَرُ حتَّى يُنزِلَ اللهُ بك مِن الخِزْيِ والنَّكالِ ما أنزَلَ بالوليدِ بنِ المُغيرةِ؟! اللَّهُمَّ هذا عُمَرُ بنُ الخطَّابِ، اللَّهُمَّ أعِزَّ الدِّينَ بعُمَرَ، فقال عُمَرُ: أشهَدُ أنَّك رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأسلَمَ، ثمَّ قال: اخرُجْ يا رسولَ اللهِ.

41 - يقولُ اللهُ تبارَكَ وتعالى لِمَلَكِ الموتِ: انطلِقْ إلى عَدُوِّي فأْتِني به؛ فإنِّي قد بسَطْتُ له في رِزقي، وسَرْبَلْتُه نِعْمتي، فأبى إلَّا مَعْصيتي، فأْتِني به لِأنتقِمَ منه، قال: فينطلِقُ إليه مَلَكُ الموتِ في أكْرَهِ صُورةٍ رآها أحدٌ منَ النَّاسِ قطُّ، لهُ اثْنتا عشْرَة عينًا، ومعه سَفُّودٌ مِن حديدٍ كثيرِ الشَّوكِ، ومعه خمسُ مئةٍ منَ الملائكةِ، معهم نُحاسٌ وجَمْرٌ مِن جَمْرِ جهنَّمَ، ومعهم سِياطٌ مِن نارٍ، لِينُها لِينُ السِّياطِ، وهي نارٌ تأجَّجُ، قال: فيَضرِبُه مَلَكُ الموتِ بذلك السَّفُّودِ ضَربةً يَغيبُ أصْلُ كلِّ شَوكةٍ مِن ذلك السَّفُّودِ في أصْلِ كلِّ شَعرةٍ وعِرْقٍ وظُفرٍ، قال: ثمَّ يَلْويهِ لَيًّا شديدًا، قال: فيَنزِعُ رُوحَه مِن أظافرِ قَدَميهِ، قال: فيُلْقِيها في عَقِبَيْه، قال: فيَسْكَرُ عَدُوُّ اللهِ عندَ ذلك سَكْرةً، فيُرَفِّهُ مَلَكُ الموتِ عنهُ، قال: فتَضرِبُ الملائكةُ وجْهَهُ ودُبُرَهُ بتِلْكَ السِّياطِ، قال: ثمَّ يَنثُرُه مَلَكُ الموتِ نَثرةً، قال: فيَنزِعُ رُوحَه مِن عَقِبَيْه، فيُلْقيها في رُكْبَتَيْه، ثمَّ يَسكَرُ عَدُوُّ اللهِ عند ذلك سَكْرةً، فيُرَفِّه مَلَكُ الموتِ عنه، قال: فتَضرِبُ الملائكةُ وجهَهُ ودُبُرَه بتلك السِّياطِ، فيَنثُرُه مَلَكُ الموتِ نَثرةً، قال: فيَنزِع رُوحَه مِن رُكْبَتَيْه، فيُلْقيها في حَقْوَيْه، قال: فيَسْكَرُ عَدُوُّ اللهِ عندَ ذلك سَكْرةً، فيُرَفِّهُ مَلَكُ الموتِ عنه، قال: وتَضرِبُ الملائكةُ وجْهَه ودُبُرَه بتلك السِّياطِ، قال: كذلك إلى صَدْرِه، ثمَّ كذلك إلى حَلْقِه، قال: تَبسُطُ الملائكةُ النُّحاسَ وجَمْرَ جهنَّمَ تحتَ ذَقَنِه، قال: ويقولُ مَلَكُ الموتِ: اخْرُجي أيَّتُها الرُّوحُ اللَّعينةُ الملعونةُ إلى سَمُومٍ وحَميمٍ، وظِلٍّ مِن يَحمومٍ، لا باردٍ ولا كريمٍ، قال: فإذا قبَضَ مَلَكُ الموتِ رُوحَهُ، قال الرُّوحُ للجسَدِ: جزاكَ اللهُ عنِّي شَرًّا؛ فقد كنْتَ سَريعًا بي إلى مَعصيةِ اللهِ، بطيئًا بي عن طاعةِ اللهِ، فقد هلَكْتَ وأهلَكْتَ، قال: ويقولُ الجسدُ للرُّوحِ مِثْلَ ذلك، وتلْعَنُه بِقاعُ الأرضِ الَّتي كان يَعْصي اللَّهَ عليها، ويَنطلِقُ جُنودُ إبليسَ يُبَشِّرونَهُ بأنَّهم قد أوْرَدوا عبدًا مِن وَلَدِ آدمَ النَّارَ. قال: فإذا وُضِعَ في قبْرِه، ضُيِّقَ عليه قبْرُه حتَّى تَختلِفَ أضلاعُه؛ حتَّى تدخُلَ اليُمنى في اليُسرى، واليُسرى في اليُمنى، قال: ويبعَثُ اللهُ تبارَكَ وتعالى إليه أفاعِيَ كأعناقِ الإبلِ، يأخُذونَه بأرْنَبتِه وإبهامَيْ قَدَمَيْه،  فتَقرِضُه حتَّى يَلْتقِينَ في وسَطِه، قال: ويَبعَثُ اللهُ تبارَكَ وتعالى ملَكَيْنِ أيضًا وهما كالبرقِ الخاطفِ، وأصواتُهما كالرَّعدِ القاصِفِ، وأنيابُهما كالصَّياصِي ، وأنفاسُهما كاللَّهَبِ، يَطَآنِ في شُعورِهما، بيْن مَنْكِبَيْ كلِّ واحدٍ منهما مسيرةُ كذا وكذا، قد نُزِعَت منهما الرَّأفةُ والرَّحمةُ، يُقالُ لهما: مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ، في يَدِ كلِّ واحدٍ منهما مِطْرقةٌ، لوِ اجتمَعَ عليها ربيعةُ ومُضَرُ لمْ يُقِلُّوها، قال: فيَقولانِ لهُ: اجلِسْ، قال: فيَجلِسُ، فيَسْتوي جالسًا، قال: وتقَعُ أكفانُه إلى حَقْوَيْه، قال: فيقولانِ له: مَنْ رَبُّك؟ وما دِينُك؟ ومَنْ نبيُّكَ؟ فيقولُ: لا أدْري، قال: فيقولانِ له: لا دَرَيْتَ ولا تَلَيْتَ ، قال: فيَضرِبانِه ضَربةً يتطايرُ شَرَرُها في قبرِه، ثمَّ يَعودانِ فيقولانِ لهُ: انظُرْ فوقَك، قال: فينظُرُ فإذا بابٌ مفتوحٌ منَ الجنَّةِ، قال: فيقولانِ: عَدُوَّ اللَّهِ، هذا مَنزلُك لو كنْتَ أطَعْتَ اللهَ. قال: قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: والَّذي نَفْسُ محمَّدٍ بيَدِه، إنَّهُ لَيَصِلُ إلى قَلْبِه عندَ ذلك حَسرةٌ لا ترتَدُّ أبدًا. قال: فيقولانِ لهُ: انظُرْ تحتَك، قال: فيَنظُرُ تحتَه، فإذا بابٌ مفتوحٌ إلى النَّارِ، قال: فيقولانِ: عَدُوَّ اللهِ، هذا مَنزلُك إذْ عصَيْتَ اللهَ. فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: والَّذي نَفْسُ محمَّدٍ بيَدِه، إنَّهُ لَيَصِلُ إلى قَلْبِه عند ذلك حَسرةٌ لا ترتَدُّ أبدًا. قال: وقالت عائشةُ: ويُفْتَحُ لهُ سَبعةٌ وسبعونَ بابًا إلى النَّارِ يأْتيهِ حَرُّها وسَمُومُها حتَّى يَبعثَهُ اللهُ تبارَكَ وتعالى إليها.

42 - إنَّ كلَّ نَبِيٍّ قد أنذَرَ قَومَه الدَّجَّالَ، ألَا وإنَّه قد أكَلَ الطَّعامَ، ألَا إنِّي عاهِدٌ إليكم فيه عهْدًا لم يَعهَدْهُ نَبِيٌّ إلى أُمَّتِه، ألَا وإنَّ عَينَهُ اليُمْنى مَمسوحةٌ كأنَّها نُخاعةٌ في جانبِ حائطٍ، ألَا وإنَّ عينَهُ اليُسرى كأنَّها كوكبٌ دُرِّيٌّ ، معه مِثْلُ الجنَّةِ والنَّارِ؛ فالنَّارُ رَوضةٌ خضراءُ، والجنَّةُ غَبراءُ ذاتُ دُخَانٍ، وبيْن يَدَيه رجُلانِ يُنذِرانِ أهْلَ القُرى كلِّها، غيرَ مكَّةَ والمدينةِ حُرِّمَتا عليه، والمُؤمنونَ مُتفرِّقونَ في الأرضِ، فيَجمَعُهم اللهُ، فيقولُ رجُلٌ منهم: واللهِ لَأنطلِقَنَّ، فلَأنْظُرَنَّ هذا الَّذي أنذَرَناهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيقولُ له أصحابُه: إنَّا لا نَدَعُك تأْتيهِ، ولو علِمْنا أنَّه لا يَفتِنُك لَخلَّيْنا سبيلَك، ولكنَّا نخافُ أنْ يَفتِنَك فتَتْبَعَهُ، فيأْبى إلَّا أنْ يأْتِيَهُ، فيَنطلِقُ حتَّى إذا أتى أدْنى مَسْلحةٍ مِن مَسالحِهِ، أخَذوهُ فسَألوهُ: ما شأْنُه؟ وأين يُريدُ؟ فيقولُ: أُرِيدُ الدَّجَّالَ الكذَّابَ، فيقولونَ: أنت تقولُ ذلك؟! فيكتُبونَ إليه: إنَّا أخذْنَا رجُلًا يقولُ: كذا وكذا، فنَقتلُهُ أمْ نَبعَثُ به إليك؟ فيقولُ: أرْسِلوا به إليَّ، فانطَلَقوا به إليه، فلمَّا رآهُ عرَفَه بنَعْتِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له: أنت الدَّجَّالُ الكذَّابُ الَّذي أنذَرَناهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له الدَّجَّالُ: أنت الَّذي تقولُ ذلك؟ لَتُطِيعُني فيما آمُرُك به، أو لَأشُقَّنَّك شِقَّينِ، فيُنادي العبْدُ المُؤمِنُ في النَّاسِ: يا أيُّها النَّاسُ، هذا المسيحُ الكذَّابُ، فأمَرَ به، فمَدَّ رِجْلَيه، ثمَّ أمَرَ بحَديدةٍ، فوُضِعَت على عجَبِ ذَنَبِه، فشَقَّه شِقَّينِ، ثمَّ قال الدَّجَّالُ لِأوليائِه: أرأيتُمْ إنْ أحيَيْتُ هذا، ألسْتُم تَعلمونَ أنِّي ربُّكم؟ فيقولونَ: نعمْ، فيأخُذُ عصًا، فيَضرِبُ إحدى شِقَّيْه، أو الصَّعيدَ، فاسْتَوى قائمًا، فلمَّا رأى ذلك أولياؤُهُ صَدَّقوه وأحَبُّوه، وأيْقَنوا به أنَّه ربُّهم واتَّبَعوه، فيقولُ الدَّجَّالُ للعبْدِ المُؤمنِ: ألَا تُؤمِنُ بي؟ فقال: أنا الآنَ فيكَ أشَدُّ بصيرةً ، ثمَّ نادى في النَّاسِ: يا أيُّها النَّاسُ، هذا المسيحُ الكذَّابُ، مَن أطاعَهُ فهو في النَّارِ، ومَن عصاهُ فهو في الجنَّةِ، فقال الدَّجَّالُ: لَتُطِيعُني أو لَأذبحَنَّك، فقال: واللهِ لا أُطِيعُك أبدًا؛ إنَّك لأنتَ الكذَّابُ، فأمَرَ به، فاضْطجعَ، وأمَرَ بذَبْحِه، فلا يَقدِرُ عليه ولا يُسلَّطُ عليه إلَّا مرَّةً واحدةً، فأخَذَ بيَدَيْهِ ورِجْليه، فأُلْقِيَ في النَّارِ، وهي غَبراءُ ذاتُ دُخَانٍ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ذلك الرَّجلُ أقرَبُ أُمَّتي مِنِّي، وأرفَعُهم دَرجةً يومَ القيامةِ. قال أبو سعيدٍ: كان يَحسَبُ أصحابُ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ ذلك الرَّجلَ عُمرُ بنُ الخطَّابِ، حتَّى مَضى لِسَبيلِه رضِيَ اللهُ عنه. قلْتُ: فكيف يَهلِكُ؟ قال: اللهُ أعلَمُ، قلْتُ: إنَّ عيسى ابنَ مَريمَ هو يُهلِكُه، قال: اللهُ أعلَمُ، غيرَ أنَّ اللهَ يُهلِكُه ومَن معه، قلْتُ: فماذا يكونُ بعْدَه؟ قال: حدَّثَنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ النَّاسَ يَغرِسونَ مِن بعْدِه الغُروسَ، ويتَّخِذون مِن بعْدِه الأموالَ، قلْتُ: سُبحانَ اللهِ! أبعْدَ الدَّجَّالِ؟ قال: نعمْ، فيَمكُثونَ ما شاء اللهُ أنْ يَمْكُثوا، ثمَّ يُفْتَحُ يأْجوجُ ومأْجوجُ ، فيُهلِكونَ مَن في الأرضِ إلَّا مَن تعلَّقَ بحِصْنٍ، فلمَّا فَرَغوا مِن أهْلِ الأرضِ، أقبَلَ بعضُهم على بعضٍ، فقالوا: إنَّما بقِيَ مَن في الحُصونِ ومَن في السَّماءِ، فيَرْمُونَ سِهامَهم، فخرَّتْ عليهم مُنغمِرةً دمًا، فقالوا: قدِ استرحتُمْ ممَّن في السَّماءِ، وبقِيَ مَن في الحُصونِ، فحاصَروهم حتَّى اشتَدَّ عليهم الحَصْرُ والبلاءُ، فبيْنما هم كذلك إذ أرسَلَ اللهُ عليهم نَغَفًا في أعناقِهم، فقصَمَتْ أعناقَهم، فمال بعضُهم على بعضٍ مَوتى، فقال رجُلٌ منهم: قتَلَهم اللهُ وربِّ الكعبةِ، قالوا: إنَّما يَفعلونَ هذا مُخادَعةً، فنَخرُجُ إليهم، فيُهلِكُونا كما أهْلَكوا إخوانَنا، فقال: افتَحوا لي البابَ، فقال أصحابُه: لا نَفتَحُ، فقال: دَلُّوني بحَبْلِ، فلمَّا نزَلَ وجَدَهم موتَى، فخرَجَ النَّاسُ مِن حُصونِهم. فحَدَّثني أبو سَعيدٍ: أنَّ مَواشِيَهم جعَلَ اللهُ لهم حياةً يَقْضَمونها ما يَجِدون غيرَها. قال: وحَدَّثنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّ النَّاسَ يَغرِسون بعْدَهم الغُروسَ ويتَّخِذون الأموالَ. قلْتُ: سُبحانَ اللهِ! أبعْدَ يأجوجَ ومأْجوجَ؟ قال: نعمْ، حدَّثنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فبيْنما هم في تِجارَتِهم، إذ نادى مُنادٍ مِن السَّماءِ: أتى أمْرُ اللهِ، ففَزِعَ مَن في الأرضِ حين سَمِعوا الدَّعوةَ، وأقبَلَ بعضُهم على بعضٍ، وفَزِعوا فزَعًا شديدًا، ثمَّ أقْبَلوا بعْدَ ذلك على تِجارَتِهم وأسواقِهم وضِياعِهم، فبيْنما هم كذلك إذ نُودوا ناديةً أُخرى: يا أيُّها النَّاسُ، أتى أمْرُ اللهِ، فانطَلَقوا نحوَ الدَّعوةِ الَّتي سَمِعوا، وجعَلَ الرَّجلُ يَفِرُّ مِن غنَمِهِ وبَيعِه، ودَخَلوا في مَواشيهم، وعندَ ذلك عُطِّلَتِ العِشارُ، فبيْنما هم كذلك يَسْعَون قِبَلَ الدَّعوةِ، إذ لَقُوا اللهَ في ظُللٍ مِن الغَمامِ {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: 68]، فمَكَثوا ما شاء اللهُ، {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}، ثمَّ يَجِيءُ بجهنَّمَ لها زَفيرٌ وشَهيقٌ، ثمَّ جاء آتٍ؛ عُنُقٌ مِن النَّارِ يَسيرُ، يُكلِّمُ يقولُ: إنِّي وُكِّلْتُ اليومَ بثلاثٍ: إنِّي وُكِّلْتُ بكلِّ جبَّارٍ عَنيدٍ ، ومَن دعَا مع اللهِ إلهًا آخَرَ، ومَن قتَلَ نفْسًا بغَيرِ نفْسٍ، فتُطْوى عليهم، فتَقْذِفُهم في غَمراتِ جهنَّمَ. وحدَّثَني: أنَّها أشَدُّ سَوادًا مِن اللَّيلِ، ثمَّ يُنادي آدَمَ، فيقولُ: لبَّيكَ وسَعْدَيك، فيُقالُ: أخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ مِن ولَدِك، قال: يا ربِّ وما هو؟ قال: مِن كلِّ ألْفٍ تِسعُ مئةٍ وتِسعةٌ وتِسعونَ إلى النَّارِ، وواحدٌ إلى الجنَّةِ، فذلك حين شابَ الوِلدانِ. وكَبُرَ ذلك في صُدورِنا حتَّى عرَفَهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في وُجوهِنا، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أبْشِروا؛ فإنَّ مَن سِواكم -أهْلَ الشِّرْكِ- كَثيرٌ، ويُحْبَسُ النَّاسُ حتَّى يَبلُغَ العرَقُ يَدَيْهُم، فبيْنما هم كذلك إذ عرَفَ رجُلٌ أباهُ وهو مُؤمِنٌ وأبوهُ كافرٌ، فقال: يا أبَهْ، ألمْ أكُنْ آمُرُك أنْ تُقدِّمَ ليَومِك هذا؟ فقال: يا بُنَيَّ، اليومَ لا أعْصيكَ شيئًا، والأُمَمُ جُثوًّا، كلُّ أُمَّةٍ على ناحيتِها، فأتى اليهودُ، فقِيلَ لهم: ما كنتُم تَعْبُدون؟ قالوا: كنَّا نَعبُدُ كذا وكذا، فقيل له وقِيلَ لهم: رِدُوا، فوَرَدوا يَحْسَبونه ماءً، فوَجَدوا اللهَ فوفَّاهم حِسابَه، واللهُ سَريعُ الحسابِ، ثمَّ فُعِلَ بالنَّصارى والمجوسِ وسائرِ الأُمَمِ ما فُعِلَ باليهودِ، ثمَّ أتى المُسلمونَ، فقيل لهم: مَن ربُّكم؟ فقالوا: اللهُ ربُّنا، قِيل: ومَن نَبِيُّكم؟ قالوا: نَبِيُّنا محمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعلى الصِّراطِ مَحاجِنُ مِن حَديدٍ، والملائكةُ يَختطِفونَ رِجالًا، فيُلْقونَهم في جهنَّمَ، وجعَلَتِ المحاجِنُ تُمسِكُ رِجالًا تأْكُلُهم النَّارُ، إلَّا صُورةَ وَجْهِه لا تَمسُّه النَّارُ، فإذا خلُصَ مِن جهنَّمَ ما شاء اللهُ أنْ يَخلُصَ، وخلُصَ ذلك الرَّجلُ بأبِيه فيمَن خلُصَ، قِيل له: هذه الجنَّةُ، فادخُلْ مِن أيِّ أبوابِها شِئْتَ، وأرسِلْ هذا الرَّجلَ، فقال: ربِّ، هذا أبي، ووصَّيتَ لي ألَّا تُخْزِيَني، فشَفِّعْني في أبي، فقيل: انظُرْ أسفَلَ منك، فإذا هو بدابَّةٍ خَبيثةِ الرِّيحِ، تُشبِهُ اللَّوْنَ في مَراغةٍ خَبيثةٍ. فرَأيتُه مُمْسِكًا بأنْفِه وَجَبْهتِه، قال: يقولُ ذلك الرَّجلُ وهو آخِذٌ بأنْفِه وَجبْهَتِه مِن خُبْثِ رِيحِه: أيْ ربِّ، ليس هذا أبي، فأُخِذَ أبوهُ، فأُلْقِيَ في النَّارِ، وحرَّمَ اللهُ الجنَّةَ على الكافرينَ، فلمَّا خلُصَ مَن شاء اللهُ أنْ يَخلُصَ، تَفقَّدَ النَّاسُ بعضُهم بعضًا، فقالوا: ربَّنا، إنَّ رِجالًا كانوا يُصلُّونَ ويَصومونَ ويُجاهِدون معنا، أين هم؟ فقيل لهم: ادْخُلوا، فمَن عرَفْتُم فأخْرِجُوه، فوَجَدوا المحاجِنَ الَّتي على الصِّراطِ قد أمسَكَتْ رِجالًا قد أكلَتْهُم النَّارُ، إلَّا صُورةَ أحَدِهم يُعْرَفُ بها، فالْتَبَسوا، فأُلْقُوا على الجنَّةِ، قالوا: ربَّنا نحن الآنَ في مَسألتِنا أشَدُّ رَغبةً، أرأيتَ رِجالًا كانوا يُصلُّون ويَصومونَ ويُجاهِدون معنا، أين هم؟ قيل لهم: ادْخُلوا، فمَن عرَفْتُم فأخرِجُوهُ، فثَلَجَتْ حتَّى بَرُدَتْ على المُؤمنينَ، فدَخَلوا ووَجَدوا الَّذين تَخطَفُهم الملائكةُ يَمينًا وشِمالًا قد أكلَتْهُم النَّارُ، إلَّا صُورةَ أحَدِهم يُعرَفُ بها، فألْبَسوهم، فأخْرَجُوهم، فأَلْقُوهم على بابِ الجنَّةِ. قال: وحدَّثَني أنَّ نَبِيَّ اللهَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: ألَا كلُّ نَبِيٍّ قد أُعْطِيَ عطيَّةً ويُنجِزُها، وإنِّي اختَبَأْتُ عَطيَّتي شَفاعةً لِأُمَّتي يومَ القيامةِ، ووُضِعَتِ الموازينُ، وأُذِنَ في الشَّفاعةِ، فأُعْطِيَ كلُّ مَلَكٍ، أو نَبِيٍّ، أو صِدِّيقٍ، أو شَهيدٍ شفاعَتَهُ حتَّى يَرْضى، فقال لهم ربُّهم: أقدْ رَضِيتُم؟ قالوا: نعمْ، قد رَضِينا ربَّنا، قال: أنا أرحَمُ بخَلْقي منكم، أخْرِجوا مِن النَّارِ مَن في قَلبِه وزْنُ خَردلةٍ مِن إيمانٍ، فأُخْرِجَ مِن ذلك شَيءٌ لا يَعْلَمُ بعَددِه إلَّا اللهُ، فأُلْقُوا على بابِ الجنَّةِ، فأرسَلَ عليهم مِن ماءِ الجنَّةِ، فيَنْبُتون فيها نَباتَ الثَّعاريرِ ، وأُدْخِلَ الَّذين أُخْرِجوا مِن النَّارِ الجنَّةَ كلُّهم إلَّا رجُلًا واحدًا، وأُغْلِقَ بابُ الجنَّةِ دُونَه، ووَجْهُه تِلْقاءَ النَّارِ، فقال ذلك الرَّجلُ: يا ربِّ، لا أكونُ أشْقى خَلْقِك، بلِ اصْرِفْ وَجْهي عن النَّارِ إلى الجنَّةِ، فقِيل له: لعلَّك تسأَلُ غيرَ هذا؟ فقال: لا، فصَرَفَ وَجْهَه عن النَّارِ إلى الجنَّةِ، فيقولُ: أيْ ربِّ، قَرِّبني مِن هذا البابِ، ألْزَقُ به وأكونُ في ظِلِّه، فقِيل له: ألمْ تَزعُمْ أنَّك لا تسأَلُ شيئًا إلَّا أنْ يُصرَفَ وَجْهُك عن النَّارِ؟ قال: يا ربِّ، لا أسأَلُك غيرَ هذا، فقُرِّبَ إلى البابِ، فلَزِقَ به، فكان في ظلِّه، ففُرِجَ مِن البابِ فُرجةٌ إلى الجنَّةِ. فحدَّثَني أنَّ فيها شِراط أبيضَ، في أدناهُ شَجرةٌ، وفي أوسَطِه شَجرةٌ، وفي أقصاهُ شَجرةٌ، فقال: يا ربِّ، أَدْنِني مِن هذه الشَّجرةِ، فأكونَ في ظِلِّها، فقِيلَ لهُ: ألمْ تَزعُمْ أنَّك لستَ تَسأَلُ شيئًا؟ قال: يا ربِّ، أسأَلُك هذا، ثمَّ لا أسأَلُك غيرَه، قال: قَرِّبني إلى تلك الشَّجرةِ، فكانت تلك مَسألَتَه، حتَّى صار إلى الوُسْطى، وإلى القُصوى، فلمَّا أتى القُصوى، أرسَلَ اللهُ رَسولينِ، فقالَا له: سَلْ ربَّك، فقال: فما أسأَلُه سِوى ما أنا فيه، فقالا: نعمْ، سَلْ ربَّك، فسألَهُ، وجعَلَ الرَّسولانِ يقولانِ له: سَلْ ربَّك مِن كذا وكذا، وسَلْ ربَّك مِن كذا وكذا، لشَيءٍ لم يَخطُرْ على قَلْبِه أنَّه خُلِقَ، أو أنَّه كان، فسأَلَ ربَّه ممَّا يَعلَمُ وممَّا يأمُرانِ الرَّسولانِ حتَّى انتهَتْ نَفْسُه، فقِيل له: فإنَّه لك وعشَرةَ أمثالِه. قال: وحدَّثني أبو سعيدٍ أنَّ ذلك الرَّجلَ هو أدْنى أهْلِ الجنَّةِ مَنزِلًا.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] عطية العوفي وهو ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/132
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - نزول عيسى ابن مريم أشراط الساعة - يأجوج ومأجوج فتن - ظهور الفتن فتن - فتنة الدجال
| أحاديث مشابهة

43 - بَيْنما نحن جُلوسٌ عندَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذ أتاهُ رجُلٌ مِن بني عامرٍ، وهو سيِّدُ قَومِه وكبيرُهم مِدْرَهُهُمْ، يَتوكَّأُ على عصًا، فقام بيْن يَدَيِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: ونسَبَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى جَدِّه، فقال: يا ابنَ عبْدِ المُطَّلبِ، إنِّي نُبِّئْتُ أنَّك تَزعُمُ أنَّك رسولُ اللهِ إلى النَّاسِ، أرسلَكَ بما أرسَلَ إبراهيمَ ومُوسى وعيسى وغيرَهم مِن الأنبياءِ، ألَا وإنَّك نَبَوتَ بعظيمٍ، إنَّما كان الأنبياءُ والمُلوكُ في بَيتينِ مِن بني إسرائيلَ: بَيتِ نُبوَّةٍ، وبَيتِ مُلْكٍ، ولا أنت مِن هؤلاء ولا مِن هؤلاءِ، إنَّما أنت مِن العرَبِ ممَّن يَعبُدُ الحِجارةَ والأوثانَ، فما لك والنُّبوَّةَ؟! ولكنْ لكلِّ أمْرٍ حَقيقةٌ، فأْتِني بحقيقةِ قَولِك وبَدْءِ شأْنِك، قال: فأعجَبَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَسألَتُه، ثمَّ قال: يا أخَا بَني عامرٍ، إنَّ للحديثِ الَّذي تَسأَلُ عنه نبَأً ومَجلِسًا، فاجلِسْ، فثَنَى رِجْلَه وبرَكَ كما يَبرُكُ البعيرُ، فقال له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا أخَا بَني عامرٍ، إنَّ حَقيقةَ قَولي وبُدُوَّ شَأْني دعوةُ أبي إبراهيمَ، وبُشْرى أخي عيسى ابنِ مريمَ، وإنِّي كنْتُ بِكْرًا لأُمِّي، وإنَّها حمَلَتْني كأثقَلِ ما تَحمِلُ النِّساءُ حتَّى جعَلَتْ تَشْتكي إلى صَواحبِها ثِقَلَ ما تَجِدُ، وإنَّ أُمِّي رأَتْ في المنامِ أنَّ الَّذي في بَطْنِها نُورٌ، قالت: فجعَلْتُ أتْبَعُ بَصري النُّورَ، فجعَلَ النُّورُ يَسبِقُ بَصَري حتَّى أضاء لي مشارِقَ الأرضِ ومَغارِبَها، ثمَّ إنَّها ولَدَتْني، فلمَّا نشَأْتُ بُغِّضَت إليَّ الأوثانُ ، وبُغِّضَ إليَّ الشِّعرُ، واسْتُرْضِعَ لي في بَني جُشَمِ بنِ بَكْرٍ، فبَينما أنا ذاتَ يومٍ في بَطْنِ وادٍ مع أتْرابٍ لي مِن الصِّبيانِ إذا أنا برَهْطٍ ثلاثٍ، معهم طِسْتٌ مِن ذهَبٍ ملآنَ نُورًا وثَلْجًا، فأخَذوني مِن بيْن أصحابي، وانطلَقَ أصحابي هرَبًا، حتَّى إذا انتَهَوا إلى شَفيرِ الوادي، أقْبَلوا على الرَّهطِ، فقالوا: ما لكمْ ولهذا الغُلامِ؟ إنَّه غُلامٌ ليس مِنَّا، وهو مِن بني سيِّدِ قُريشٍ، وهو مُسْتَرْضعٌ فِينا، غُلامٌ يَتيمٌ، ليس له أبٌ، فماذا يَرُدُّ عليكمْ قَتْلُه؟ ولكنْ إنْ كنتُمْ لا بُدَّ فاعلينَ، فاخْتاروا مِنَّا أيَّنا شِئْتُم، فلْنَأْتِكُم، فاقْتُلونا مكانَه، ودَعُوا هذا الغُلامَ، فلم يُجِيبوهم، فلمَّا رأى الصِّبيانُ أنَّ القومَ لا يُجيبونَهم، انطلَقُوا هرَبًا مُسرعينَ إلى الحيِّ يُؤذِنُوهم لهم ويَسْتصرِخوهم على القومِ، فعَمِدَ إليَّ أحدُهم، فأضْجَعني إلى الأرضِ إضجاعًا لَطيفًا، ثمَّ شَقَّ ما بيْن صَدْري إلى مُنتهى عانَتي، وأنا أنظُرُ لم أجِدْ لذلك مَسًّا، ثمَّ أخرَجَ أحشاءَ بَطْني فغسَلَهُ بذلك الثَّلجِ، فأنهى غَسْلَه، ثمَّ أعادهَا في مكانِها، ثمَّ قام الثَّاني، فقال لصاحبِه: تنَحَّ، ثمَّ أدخَلَ يَدَهُ في جَوفي، فأخرَجَ قَلْبي وأنا أنظُرُ، فصَدَعَهُ، فأخرَجَ منه مُضغةً سَوداءَ رَمى بها، ثمَّ قال بيَدِه يُمنةً مِنْه كأنَّه يَتناوَلُ شيئًا، ثمَّ إذا بالخاتمِ في يَدِه مِن نُورِ النُّبوَّةِ والحِكمةِ، تُخطَفُ أبصارُ النَّاظرينَ دونَه، فختَمَ قَلْبي، فامتلَأَ نُورًا وحِكمةً، ثمَّ أعادَهُ مكانَه، فوجَدْتُ بَرْدَ ذلك الخاتمِ في قَلْبي دَهْرًا، ثمَّ قام الثَّالثُ، فتَنحَّى صاحبُهُ، فأمَرَّ يَدَهُ بيْن ثَدْيِي ومُنْتهى عانَتِي، فالْتأَمَ ذلك الشَّقُّ بإذنِ اللهِ، ثمَّ أخَذَ بِيَدي، فأنْهَضني مِن مكاني إنْهاضًا لطيفًا، ثمَّ قال الأوَّلُ الَّذي شَقَّ بَطْني: زِنُوهُ بعشَرةٍ مِن أُمَّتِه، فوَزَنوني، فرجَحْتُهم، ثمَّ قال: زِنُوهُ بمئةٍ مِن أُمَّتِه، فوَزَنوني، فرجَحْتُهم، ثمَّ قال: زِنُوهُ بألْفٍ مِن أُمَّتِه، فوَزَنوني، فرجَحْتُهم، قال: دَعُوه؛ فلوْ وَزنْتُموه بأُمَّتِه جميعًا لَرجَحَ بهم، ثمَّ قاموا إليَّ فضَمُّوني إلى صُدورِهم، وقبَّلوا رأْسي وما بيْن عَينيَّ، ثمَّ قالوا: يا حبيبُ، لَمْ تُرَعْ ، إنَّك لو تَدْري ما يُرادُ بك مِن الخيرِ، لَقُرَّتْ عينُك، قال: فبيْنما نحنُ كذلك، إذ أقبَلَ الحيُّ بحَذافيرِهم، وإذا ظِئْري أمامَ الحيِّ تَهتِفُ بأعلى صَوتِها وهي تقولُ: يا ضَعيفاهُ، قال: فأكَبُّوا عليَّ يُقبِّلوني، ويقولون: يا حبَّذا أنت مِن ضَعيفٍ، ثمَّ قالت: يا وحيداهُ، قال: فأكَبُّوا عليَّ وَضمُّوني إلى صُدورِهم، وقالوا: يا حبَّذا أنت مِن وحيدٍ، ما أنت بوحيدٍ؛ إنَّ اللهَ معك وملائكتَه والمُؤمِنينَ مِن أهْلِ الأرضِ، ثمَّ قالت: يا يَتيماهُ، اسْتُضْعِفْتَ مِن بيْن أصحابِك، فقُتِلْتَ لِضَعْفِك، فأكَبُّوا عليَّ وَضمُّوني إلى صُدورِهم وقَبَّلوا رأْسي، وقالوا: يا حبَّذا أنت مِن يتيمٍ، ما أكرَمَك على اللهِ! لو تَعلَمُ ماذا يُرادُ بك مِن الخيرِ، قال: فوَصَلوا إلى شَفيرِ الوادي، فلمَّا بَصُرَتْ بي ظِئْري، قالت: يا بُنَيَّ، ألَا أراك حيًّا بعْدُ، فجاءت حتَّى أكبَّتْ عليَّ، فضَمَّتني إلى صَدْرِها، فوالَّذي نَفْسي بيَدِهِ، إنِّي لَفِي حِجْرِها قد ضَمَّتني إليها، وإنَّ يَدِي لفي يَدِ بعْضِهم، وظنَنْتُ أنَّ القومَ يُبْصِرُونهم، فإذا هم لا يُبصِرُونهم، فجاء بعْضُ الحيِّ، فقال: هذا الغلامُ أصابَهُ لَمَمٌ ، أو طائفٌ مِن الجِنِّ، فانْطَلِقوا به إلى الكاهِنِ يَنظُرُ إليه ويُداويهِ، فقلْتُ له: ما هذا؟! ليس بي شَيءٌ ممَّا تَذكرونَ، أرى نَفْسي سَليمةً، وفُؤادي صحيحًا، وليس بي قَلَبةٌ، فقال أبي -وهو زَوجُ ظِئْري-: ألَا تَرونَ ابْني كلامُه كلامٌ صحيحٌ، إنِّي لَأرْجو ألَّا يكونَ بابْنِي بأْسٌ، فاتَّفَقَ القومُ على أنْ يَذْهبوا بي إلى الكاهنِ ، فاحْتَملوني حتَّى ذَهَبوا بي إليه، فقَصُّوا عليه قِصَّتي، فقال: اسْكُتوا حتَّى أسمَعَ مِن الغُلامِ؛ فإنَّه أعلَمُ بأمْرِه، فقصَصْتُ عليه أمْري مِن أوَّلِه إلى آخرِهِ، فلمَّا سمِعَ مَقالَتي، ضَمَّني إلى صَدْرِه، ونادى بأعْلى صَوتِه: يا لَلعربِ، اقْتُلوا هذا الغُلامَ واقْتُلوني معه؛ فوَاللَّاتِ والعُزَّى: لئِنْ تَركتُموه، لَيُبدِّلَنَّ دِينَكم، ولَيُسفِّهَنَّ أحلامَكم وأحلامَ آبائِكم، ولَيُخالِفَنَّ أمْرَكم، ولَيأتِيَنَّ بدِينٍ لم تَسْمَعوا بمثْلِه، قال: فانْتَزَعني ظِئْري مِن يَدِه، قال: لَأنتَ أعتَهُ مِنْه وأجَنُّ، ولو علِمْتُ أنَّ هذا يكونُ مِن قولِك، ما أتيتُكَ به، ثمَّ احْتَملوني، ورَدُّوني إلى أهْلي، فأصبَحْتُ مَغمومًا ممَّا فُعِلَ بي، وأصبَحَ أثَرُ الشَّقِّ ما بيْن صَدْري إلى مُنْتهى عانَتِي كأنَّه شِراكٌ، فذلك حقيقةُ قولي وبُدُوُّ شَأْني، فقال العامريُّ: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ أمْرَك حَقٌّ، فأَنْبِئني بأشياءَ أسألُكَ عنها، قال: سَلْ عنك -وكان يقولُ للسَّائلينَ قبْلَ ذلك: سَلْ عمَّا بدَا لك، فقال يومئذٍ للعامريِّ: سَلْ عنك؛ فإنَّها لُغةُ بني عامرٍ، فكلَّمَه بمَا يَعرِفُ-، فقال العامريُّ: أخْبِرْني يا ابنَ عبْدِ المُطَّلبِ: ماذا يَزيدُ في الشَّرِّ؟ قال: التَّمادي، قال: فهلْ يَنفَعُ البِرُّ بعْدَ الفُجورِ؟ قال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نعمْ؛ التَّوبةُ تَغسِلُ الحَوبةَ ، وإنَّ الحَسناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ، وإذا ذكَرَ العبْدُ ربَّهُ في الرَّخاءِ أعانَهُ عندَ البلاءِ، قال العامريُّ: كيف ذلك يا ابنَ عبْدِ المُطَّلبِ؟ فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ذلك بأنَّ اللهَ يقولُ: لا أجمَعُ لِعَبْدي أمْنَينِ، ولا أجمَعُ له خَوفينِ؛ إنْ هو أمِنَني في الدُّنيا أخَفْتُه يومَ أجمَعُ عِبادي في حَظيرةِ القُدسِ، فيَدومُ له أمْنُه، ولا أمْحَقُه فيمَن أمحَقُ، فقال العامريُّ: يا ابنَ عبْدِ المُطَّلبِ، إلى ما تَدْعو؟ قال: إلى عِبادةِ اللهِ وحْدَه لا شريكَ له، وأنْ تخلَعَ الأندادَ وتَكفُرَ باللَّاتِ والعُزَّى، وتُقِرَّ بما جاء مِن اللهِ مِن كتابٍ ورسولٍ، وتُصلِّيَ الصَّلواتِ الخمسَ بحَقائقِهنَّ، وتصومَ شَهْرًا مِن السَّنةِ، وتُؤدِّيَ زكاةَ مالِكَ، فيُطهِّرَك اللهُ به، ويَطِيبَ لك مالُكَ، وتُقِرَّ بالبعثِ بعْدَ الموتِ، وبالجنَّةِ والنَّارِ، قال: يا ابنَ عبْدِ المُطَّلبِ، فإنْ أنا فعَلْتُ هذا، فما لي؟ قال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: جنَّاتُ عَدْنٍ تَجْري مِن تَحتِها الأنهارُ خالدينَ فيها أبدًا، وذلك جَزاءُ مَن تَزكَّى، قال: يا ابنَ عبْدِ المُطَّلبِ، هلْ مع هذا مِن الدُّنيا شَيءٌ؛ فإنَّه يُعجِبُنا الوطَأةُ في العيشِ؟ فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نعمْ؛ النَّصرُ والتَّمكينُ في البلادِ. قال: فأجاب العامريَّ وأنابَ.
 

1 - رأيْتُ فيما يَرى النَّائمُ غنَمًا سوداءَ، تَتبَعُها غنَمٌ عُفْرٌ؛ فأوَّلْتُ الغنَمَ السُّودَ العرَبَ، والعُفْرَ العجَمَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : عامر بن واثلة أبو الطفيل | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/364
التصنيف الموضوعي: رؤيا - تأويل الرؤيا رؤيا - رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل العجم مناقب وفضائل - فضائل العرب

2 - إذا كان يومُ الجمُعةِ خرَج الشياطينُ يُربِّثونَ الناسَ إلى أسواقِهِم ومعهُمُ الرَّاياتُ وتقعُدُ الملائكةُ على أبوابِ المساجدِ يكتُبونَ الناسَ على قدرِ منازِلِهم السابِقَ والمُصلِّيَ والذي يليهِ حتى يَخرُجَ الإمامُ فمنْ دنا منَ الإمامِ فأنصَتَ واستَمَع ولم يَلغُ كان له كِفلانِ منَ الأجرِ ومَن نأَى عنه فاستَمَع وأنصَتَ ولم يَلغُ كان له كِفلٌ منَ الأجرِ ومَن دَنا منَ الإمامِ فلَغا ولم يُنصِتْ ولم يَستَمِع كان عليه كِفلانِ منَ الوِزرِ ومَن نأَى عنه فلَغا ولم يُنصِتْ ولم يَستَمِعْ كان عليه كِفلٌ منَ الوِزرِ ومَن قالَ صَهٍ فقد تَكلَّم ومَن تَكلَّم فلا جمُعةِ له ثم قالَ هكذا سمِعتُ نبيَّكُم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
خلاصة حكم المحدث : في سنده راو لم يسم
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/279 التخريج : أخرجه أحمد (719)
التصنيف الموضوعي: جمعة - آداب من حضر الجمعة جمعة - فضل الجمعة جمعة - الإنصات للخطبة جمعة - فضل التهجير للجمعة جمعة - فضل التبكير إلى المسجد يوم الجمعة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

3 - عن أبيه سعدٍ: أنَّه خطَبَ امرأةً بمكَّةَ، وهو مع رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: ليتَ عندي مَن رآها، أو يُخْبِرُني عنها، فقال له رجُلٌ مُخنَّثٌ -يُقال له: هِيتٌ-: أنا أنعَتُها؛ إذا أقبَلَتْ، قُلْتَ: تَمْشي بأربعٍ، وإذا أدْبَرَتْ، قُلْتَ: تَمْشي بثَمانٍ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ألَا أرى هذا يَعرِفُ النِّساءَ. وكان يَدخُلُ على سَودةَ، فنَهاها أنْ يَدخُلَ عليها، فلمَّا قَدِمَ المدينةَ نفاهُ، وكان كذلك حتَّى كان إمرةُ عمَرَ فجَهِدَ ، فكان يُرخِّصُ له أنْ يَدخُلَ المدينةَ، فيَتصدَّقَ كلَّ جُمعةٍ.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] ابن أبي ليلى ضعيف
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 32
التصنيف الموضوعي: صدقة - فضل الصدقة والحث عليها نكاح - خطبة النكاح آداب عامة - المخنث وما يتعلق به فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أمهات المؤمنين وما يتعلق بهن من أحكام

4 - مِن شرِّ رقيقِكمُ السودانُ إن جاعوا سرَقوا وإن شبِعوا زنَوا
خلاصة حكم المحدث : له شاهد
الراوي : مولى لبني هاشم | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/451 التخريج : أخرجه الحميدي كما في ((المطالب العالية)) (1517) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الكبائر لعان وتلاعن - تعظيم الزنا والتشديد فيه مناقب وفضائل - بعض من ذمهم النبي وذم أفعالهم
|أصول الحديث

5 - إنَّ مِن شرِّ رقيقِكمُ السودانَ، إن جاعوا سرَقوا، وإن شبِعوا زنَوا
خلاصة حكم المحدث : له شاهد
الراوي : مولى لبني هاشم | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 268 التخريج : أخرجه الحميدي كما في ((المطالب العالية)) (2823) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: عتق وولاء - ما جاء في العبد الأسود عتق وولاء - ما جاء في ذم المماليك مناقب وفضائل - السودان لعان وتلاعن - تعظيم الزنا والتشديد فيه مناقب وفضائل - بعض من ذمهم النبي وذم أفعالهم
|أصول الحديث

6 - قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأزواجِه في حجةِ الوَداعِ : إنَّما هي هذه ثم ظُهورُ الحصرِ , قال : فكُنَّ كلُّهُنَّ يُسافِرنَ إلا زينبَ وسودَةَ، فإنَّهما قالتا : لا تُحرِّكُنا دابَّةٌ بعدَ ما سمِعْنا مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/240 التخريج : أخرجه أحمد (26751)، والطيالسي (1752)، والبيهقي (10437) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: حج - فرض الحج الواجب في العمر مرة حج - فضل الحج والعمرة حج - فضل الحج ووجوبه
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

7 - لما كان يومُ بدرٍ تعجَّل الناسُ إلى الغنائمِ فأصابوها، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : إنَّ الغنيمةَ لا تحِلُّ لأحدٍ سودِ الرؤوسِ غيرَِكم فكان النبيُّ إذا غنِموا الغنيمةَ جمَعوها، ونزلَتْ نارٌ منَ السماءِ فأكلَتْها، فأنزَل اللهُ عزَّ وجلَّ هذه الآيةَ : لولا كتابٌ منَ اللهِ سبَق... إلى آخِرِ الآيتَينِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده رواته ثقات
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/215 التخريج : أخرجه الطيالسي (2551)، وابن أبي حاتم في ((التفسير)) (9971)
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الأنفال قرآن - أسباب النزول مغازي - غزوة بدر إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام غنائم - حل الغنائم
|أصول الحديث

8 - عن أبانَ بنِ عثمانَ، أنه رأى جنازةً، فلما رآها، قام قال : رأيتُ عثمانَ، رضي اللهُ عنه، يفعلُ مثلَ ذلك، وأخبَرني أنه رأى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يفعلُه
خلاصة حكم المحدث : سنده رجاله ثقات
الراوي : عثمان بن عفان | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/486 التخريج : أخرجه أحمد (495)، والبزار (359)، وأبو يعلى كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (2/486) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - القيام للجنازة آداب عامة - المباحات من الأفعال والأقوال فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أحوال النبي
|أصول الحديث

9 - لَقِيتُ عمَّارَ بنَ ياسرٍ رضِيَ اللهُ عنه يومَ الجمَلِ وهو يَبولُ في قَرْنٍ، فقلْتُ له: أُقاتِلُ معك وأكونُ معك؟ فقال: قاتِلْ تحتَ رايةِ قَومِك؛ فإنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَستحِبُّ للرَّجلِ أنْ يُقاتِلَ تحتَ رايةِ قَومِه.
خلاصة حكم المحدث : سنده فيه راو لم يسم
الراوي : عمار بن ياسر | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/25 التخريج : أخرجه أبو يعلى (1641) واللفظ له، وأحمد (18316)، والبزار (1429) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: جهاد - الرايات والألوية جهاد - الترغيب في إعانة المجاهدين
|أصول الحديث

10 - المُسلِمُ مِرآةُ المُسلِمِ، فإذا رأى به شيئًا فلْيأخُذْه.

11 - رأى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ربَّهُ بقلبِهِ مرتينِ
خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/45 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (7/45)، والدارقطني في ((رؤية الله)) (259) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: إيمان - أمور الإيمان إيمان - توحيد الأسماء والصفات
|أصول الحديث

12 - رأى ابنُ عمرَ قومًا يتوضئون، فقال : خللوا - يعني : بين الأصابعِ
خلاصة حكم المحدث : له شاهد
الراوي : مصعب بن سعد | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/337 التخريج : أخرجه مسدد كما في ((المطالب العالية)) (92) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: وضوء - تخليل الأصابع وضوء - صفة الوضوء
|أصول الحديث

13 - رأيتُ ابنَ أمِّ مكتومٍ يومَ القادسيةِ وعليه دِرعٌ وبيدِه رايةٌ
خلاصة حكم المحدث : إسناده رجاله ثقات
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/104 التخريج : أخرجه الحارث في ((مسنده)) (661)
التصنيف الموضوعي: جهاد - الترغيب في الجهاد جهاد - الرايات والألوية جهاد - لبس الدروع مناقب وفضائل - ابن أم مكتوم
|أصول الحديث

14 - رأيتُ عمارَ بنَ ياسرٍ يومَ صِفِّينَ شيخًا آدمَ وإنَّ بيدِه حربةً وإنها لترعدُ فنظَرتُ إلى عمرِو بنِ العاصِ وبيدِه الرايةُ فقال: إنَّ هذه الرايةَ قد قاتَلتُ بها مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثلاثَ مراتٍ واللهِ لو ضرَبونا حتى بلَغوا بنا شعفاتِ هجرَ لعرَفتَ أنَّ مصلحينا على الحقِّ وإنَّهم على الضلالةِ
خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح
الراوي : عبدالله بن سلمة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/13 التخريج : أخرجه أحمد (18904)، والطيالسي (678)، وأبو يعلى (1610)
التصنيف الموضوعي: جهاد - الرايات والألوية فتن - موقعة صفين مناقب وفضائل - عمار بن ياسر مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث

15 - أنه رأى أبا هريرةَ بالَ قائمًا وعليه موردتانِ، فدعا بماءٍ فغسَل ما هُنالك
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : رجل من أخوال المحرر بن أبي هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/276 التخريج : أخرجه مسدد كما في ((المطالب العالية)) واللفظ له، وابن أبي شيبة (1314) مختصرا.
التصنيف الموضوعي: آداب قضاء الحاجة - البول قائما وقاعدا طهارة - إزالة النجاسات طهارة - تطهير الأرض المتنجسة بالغسل بالماء أو الجفاف
|أصول الحديث

16 - مَن قاتَل تحتَ رايةٍ عميةٍ يدعو عصبيةً ، أو ينصُرُ عصبيةً فقِتْلتُه جاهليةٌ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/146 التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (416) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: مظالم - الخصومة في الباطل مظالم - الفجور في الخصومة مظالم - تحريم الظلم مظالم - أنواع الذنوب والمعاصي مظالم - خطورة المظالم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

17 - مَن رأى شيئًا فأعْجَبَه، فقال: ما شاءُ اللهُ، لا قُوَّةَ إلَّا باللهِ؛ لم يضُرَّهُ.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] أبو بكر ضعيف، والراوي عنه كذلك
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 460 التخريج : أخرجه البزار (7339)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (3/325)، وابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (207) واللفظ له مطولاً
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - الذكر عند رؤية ما يعجبه طب - الرقية
|أصول الحديث

18 - أنَّه رأى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أكَل لِبَأً ثم صلَّى ولم يتوضَّأْ
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : معاوية بن أبي سفيان | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/366 التخريج : أخرجه أبو يعلى (7359) واللفظ له، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (19/ 395) (928) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: وضوء - ما لا ينقض الوضوء أطعمة - ما يحل من الأطعمة
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

19 - أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رأى سعدًا يدعو بأُصبُعَيه، فقال : أحدٌ أحدٌ
خلاصة حكم المحدث : له شاهد
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/459
التصنيف الموضوعي: صلاة - الإشارة في التشهد آداب الدعاء - الدعاء بكف واحد اعتصام بالسنة - تعليم النبي السنن لأصحابه

20 - رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلًا يتبعُ حمامةً، فقال شيطانٌ يتبعُ شيطانةً
خلاصة حكم المحدث : إسناده مرسل رجاله ثقات
الراوي : أبو سلمة بن عبدالرحمن | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/150 التخريج : أخرجه البزار عقب (7995)، والدارقطني في ((علله)) (3648) معلقًا بلفظه.
التصنيف الموضوعي: إيمان - أعمال الجن والشياطين إيمان - الجن والشياطين لعب ولهو - اللعب بالحمام والنظر إليه لعب ولهو - ما يحرم من اللعب
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

21 - عمَّن أخبَره أنه رأى أبا هريرةَ أدخَلَ أصبعَه في أنفِهِ فخرَجَتْ متلطخةً دمًا أو عليها دمٌ ثم صلَّى
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : منصور بن مهران | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/346 التخريج : أخرجه مسدد كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (1/346)
التصنيف الموضوعي: وضوء - ما لا ينقض الوضوء صلاة - ما يجتنب في الصلاة وما لا يجتنب صلاة - ما يعفى عنه في الصلاة لحاجة وضوء - الوضوء من الخارج من غير السبيلين
|أصول الحديث

22 - رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حمارًا موسومًا بين عينَيه، فكرِه ذلك، وقال فيه قولًا شديدًا
خلاصة حكم المحدث : ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/138 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (20292)
التصنيف الموضوعي: آداب عامة - الرفق بالحيوان والطير ونحوهما
|أصول الحديث

23 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رأى رجلًا سادلًا ثوبَه في الصلاةِ فعطَف إحداهما على الأُخرى
خلاصة حكم المحدث : إسناد رجاله ثقات خلا عبد الملك بن الحسين ، فإني لم أعرفه بعدالة ، ولا جرح ، لكن الحديث له شاهد
الراوي : وهب بن عبدالله السوائي أبو جحيفة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/123 التخريج : أخرجه البزار (4215) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: صلاة - لباس الرجل في الصلاة صلاة - ما ينهى عنه في الصلاة صلاة - ما يجتنب في الصلاة وما لا يجتنب
|أصول الحديث

24 - رأى رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِمارًا مَوسومًا بيْن عَينيْهِ، فكَرِهَ ذلك وقال فيه قولًا شَديدًا.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وهو ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/177 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (20292)
التصنيف الموضوعي: آداب عامة - الرفق بالحيوان والطير ونحوهما
|أصول الحديث

25 - بُعِثْتُ أنا وقِيامَ السَّاعةِ. قال أبو زَكريَّا: ورأى فِطْرَ بنَ خَليفةَ ضَمَّ أُصْبُعيهِ الوُسطى والسَّبَّابةَ.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] يحيى بن هاشم وهو ضعيف
الراوي : جابر بن سمرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/154 التخريج : أخرجه أحمد (20981)، والبزار (4294)، والطبراني (2/ 207)، (1848) جميعهم باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - أمارات الساعة وأشراطها فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مبعث النبي أشراط الساعة - علامات الساعة الصغرى
|أصول الحديث

26 - أنَّه رأى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ احتجَمَ تحتَ كَتِفِه اليُسرى؛ مِن الشَّاةِ الَّتي أكَلَ بخيبرَ.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] محمد بن عمر الواقدي ضعيف
الراوي : عبدالرحمن بن عثمان التيمي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 441 التخريج : أخرجه الحارث كما في ((بغية الباحث)) (553)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (4597) واللفظ لهما.
التصنيف الموضوعي: أطعمة - أكل اللحم طب - الحجامة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مرض النبي وموته أطعمة - ما يحل من الأطعمة طب - إباحة التداوي وتركه
|أصول الحديث

27 - رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلًا يصلِّي ركعتينِ وقد أُقيمَتِ الصلاةُ، فقال : أصلاتانِ معًا
خلاصة حكم المحدث : إسناده رجاله ثقات
الراوي : أبو سلمة بن عبدالرحمن | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/496 التخريج : أخرجه مسدد كما في ((المطالب العالية)) (248) واللفظ له، ومالك (421)، وعبد الرزاق (4004) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: صلاة - إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة صلاة - السنن الرواتب
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

28 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رأى رجلًا ساقِطًا يدَه في الصلاةِ فقال : لا تَجلِسْ هكذا، هذه جلسةُ الذين يُعَذَّبونَ
خلاصة حكم المحدث : روي موقوفا
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/218 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (2/218) واللفظ له، وأخرجه أحمد (5972) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: صلاة - صفة الجلوس في الصلاة صلاة - ما ينهى عنه في الصلاة صلاة - ما يجتنب في الصلاة وما لا يجتنب علم - تعليم الناس وفضل ذلك
|أصول الحديث

29 - أنه رأى ابنَ عُمرَ، وعبيدَ بنَ عميرٍ يمشيانِ أمامَ الجنازةِ بأعلى مكةَ يتقدَّمانِ فيجلِسانِ، فإذا جازَتْ بهما قاما
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
الراوي : عبيد مولى السائب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/481 التخريج : أخرجه مسدد كما في ((المطالب العالية)) لابن حجر (815) بلفظه، واالشافعي في ((مسنده- ترتيب سنجر)) (579)، والبيهقي (6944) كلاهما بنحوه.
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - القيام للجنازة جنائز وموت - المشي في الجنازة والركوب فيها
|أصول الحديث

30 - رأى عبدُ اللهِ في يدِ خَبَّابٍ خاتَمًا مِن ذهبٍ، فقال : أما يأنِ لهذا أن يُلقى بعدُ ؟ قال : بَلى، لا تَراه عليَّ بعدُ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : علقمة بن قيس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 527 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة (25144) واللفظ له، والشاشي في ((المسند)) (349) بنحوه مطولا، ومسدد ،كما في ((إتحاف الخيرة))، للبوصيري (4078)
التصنيف الموضوعي: زينة اللباس - خاتم الذهب زينة اللباس - الزينة المحرمة وما نهي عن التزين به
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه