الموسوعة الحديثية

نتائج البحث
no-result لا توجد نتائج

1 - صلَّى بنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصُّبحَ، فخَطَبَنا إلى الظُّهرِ، ثمَّ نزَلَ فصلَّى الظُّهرَ، ثمَّ خَطَبَنا إلى العصرِ، فنزَلَ فصلَّى العصرَ، ثمَّ صَعِد فخطَبَنا إلى المغرِبِ، وحدَّثَنا بما هو كائنٌ، فأعْلَمُنا أحفَظُنا.

2 - صعِدَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المِنبَرَ، فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ قالَ: «مَن أنا؟» قُلْنا: رَسولُ اللهِ، قالَ: «نعمْ، ولكنْ مَن أنا؟» قُلْنا: أنتَ محمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ عَبدِ المطَّلِبِ بنِ هاشِمِ بنِ عَبدِ مَنافٍ، قالَ: «أنا سيِّدُ ولَدِ آدَمَ ولا فَخرَ».

3 - بَعَثَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لحاجةٍ، ثمَّ عارَضَني في بعضِ طُرقِ المدينةِ، ثمَّ صَعِدَ على أُحدٍ وصَعِدتُ معه، فأقبَلَ بوَجْهِه نحْوَ المدينةِ، فقال لها قوْلًا، ثمَّ قال: ويْلَ أُمِّك! -أو وَيْحَ أُمِّها- قَرْيةٌ يَدَعُها أهلُها أيْنَعَ ما يكونُ، يَأكُلُها عافيةُ الطَّيرِ والسِّباعِ، يَأكُلُ ثَمرَها، فلا يَدخُلُها الدَّجَّالُ إنْ شاء اللهُ، كلَّما أراد دُخولَها تَلقَّاهُ بكلِّ نَقْبٍ مِن نِقابِها مَلَكٌ مُصْلِتٍ يَمنَعُه عنها.

4 - عن عَليٍّ في قَولِه عزَّ وجلَّ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا} [الأحزاب: 69]، قالَ: "صعِدَ موسَى وهارونُ الجبَلَ، فماتَ هارونُ، فقالَتْ بَنو إسْرائيلَ لموسَى: أنتَ قتَلْتَه، كان أشَدَّ حبًّا لنا منكَ وأليَنَ لنا منكَ، فآذَوْه في ذلك، فأمَرَ اللهُ المَلائكةَ فحمَلَتْه، فمَرُّوا به على مجالِسِ بَني إسْرائيلَ حتَّى عَلِموا بمَوْتِه فدَفَنوه، ولم يَعرِفْ قَبرَه إلَّا الرَّخَمُ ، وإنَّ اللهَ جعَلَه أصمَّ أبكَمَ .
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4161
التصنيف الموضوعي: أنبياء - موسى تفسير آيات - سورة الأحزاب إيمان - الملائكة
| شرح حديث مشابه

5 - خَرَج إلينا رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مَرَضِه الَّذي ماتَ فيه وهو مُعَصَّبُ الرَّأسِ، قالَ: فاتَّبَعتُه حتَّى صَعِد المِنبَرَ، قالَ: فقالَ: إنِّي السَّاعةَ لَقائمٌ على الحَوضِ. ثمَّ قالَ: إنَّ عَبْدًا عُرِضَت عليه الدُّنيا وزِينَتُها، فاختار الآخِرةَ. فلم يَفطِنْ في القَومِ لذلكَ أحَدٌ إلَّا أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، فقالَ: بأبي أنتَ وأُمِّي، بل نَفْديكَ بأنفُسِنا، وأولادِنا، وأموالِنا، ومَوالينا، قالَ: ثمَّ هَبَط منَ المِنبَرِ، فما رُئِيَ حتَّى السَّاعةِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7965
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مرض النبي وموته قيامة - الحوض مريض - شدة المرض مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق أدعية وأذكار - التفدية

6 - جاءَ رَجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ البِقاعِ خيرٌ؟ فقالَ: لا أَدْري. قالَ: فأيُّ البِقاعِ شرٌّ؟ فقالَ: لا أَدْري. فقالَ: سَلْ ربَّكَ. فقالَ جِبريلُ: ما نَسألُه عنْ شيءٍ، قالَ: فانتَفَضَ انتِفاضةً، كادَ أنْ يُصعَقَ منها مُحمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا صَعِدَ جِبريلُ قالَ اللهُ تَعالَى: سَألَكَ مُحمَّدٌ أيُّ البِقاعِ خيرٌ؟ فقلتَ: لا أَدْري، وسَألَكَ: أيُّ البقاعِ شرٌّ؟ فقلتَ: لا أَدْري، قالَ: فقالَ: نَعَمْ، قالَ: فحدِّثْهُ أنَّ خيرَ البِقاعِ المساجدُ، وأنَّ شرَّ البِقاعِ الأَسواقُ.

7 - بيْنَما رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالِسٌ وأسْماءُ بنتُ عُمَيسٍ قَريبةٌ منه؛ إذ ردَّ السَّلامَ، فأشارَ بيَدِه، ثمَّ قالَ: «يا أسْماءُ، هذا جَعفَرُ بنُ أبي طالِبٍ معَ جِبْريلَ عليه السَّلامُ ومِيكائيلَ مَرُّوا فسَلَّموا علينا، فرُدِّي عليهمُ السَّلامَ»، وقد أخبَرَ أنَّه لَقيَ المُشْرِكينَ يومَ كذا وكذا قبلَ ثَلاثٍ أو أربَعٍ، فقالَ: لَقيتُ المُشْرِكينَ فأُصِبْتُ من مَقاديمي ثَلاثًا وسَبعينَ بيْنَ طَعْنةٍ ورَمْيةٍ، فأخَذْتُ اللِّواءَ بيَدي اليُمْنى فقُطِعَتْ، ثمَّ أخَذْتُه بيَدي اليُسْرى فقُطِعَتْ، فعَوَّضَني اللهُ من يَدي جَناحَينِ أطيرُ بهما في الجنَّةِ معَ جِبْريلَ ومِيكائيلَ صلَّى اللهُ عليهِما، فآكُلُ من ثِمارِها ما شِئْتُ، قالَتْ أسْماءُ: هَنيئًا لجَعفَرٍ ما رَزَقَه اللهُ من الخير، قالَ: ثمَّ صعِدَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المِنبَرَ فأخبَرَه النَّاسُ، قالَ: فاسْتَبانَ النَّاسُ بعدَ ذلك ما أخبَرَ به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فسُمِّيَ جَعفَرٌ الطَّيَّارَ.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5019
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - جعفر بن أبي طالب مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل المهاجرين ومناقبهم مناقب وفضائل - فضائل قرابة النبي صلى الله عليه وسلم إيمان - الملائكة

8 - لمَّا كانَ اللَّيلةَ الَّتي أمَرَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ أَبيتَ على فِراشِه، وخرَجَ من مكَّةَ مُهاجِرًا، انطلَقَ بي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى الأصْنامِ، فقالَ: «اجلِسْ»، فجلَسْتُ إلى جَنبِ الكَعْبةِ، ثمَّ صُعِدَ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على مَنْكِبي، ثمَّ قالَ: «انهَضْ»، فنهَضْتُ به، فلمَّا رَأى ضَعْفي تَحتَه، قالَ: اجلِسْ، فجلَسْتُ، فأنزَلْتُه عنِّي، وجلَسَ لي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ قالَ لي: «يا عَليُّ، اصعَدْ على مَنْكِبي»، فصعَدْتُ على مَنكِبِه، ثمَّ نهَضَ بي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، خُيِّلَ إليَّ أنِّي لو شِئْتُ نِلْتُ السَّماءَ، وصعِدْتُ إلى الكَعْبةِ، وتَنحَّى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فألقَيْتُ صَنمَهمُ الأكْبَرَ، وكانَ من نُحاسٍ موَتَّدًا بأوْتادٍ من حَديدٍ إلى الأرْضِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «عالِجْه؟» فعالَجْتُه فما زِلْتُ أُعالِجُه، ورَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: «إيهْ إيهْ»، فلم أزَلْ أُعالِجُه حتَّى استَمكَنْتُ منه، فقالَ: «دُقَّه»، فدقَقْتُه فكسَرْتُه ونزَلْتُ.

9 - ذكره: [انطَلَقَ بي رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى أَتى بي الكعبةَ، فقالَ لي: «اجلِسْ»، فجَلَسْتُ إلى جَنبِ الكعبةِ، فصَعِدَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمَنكِبي، ثُمَّ قالَ لي: «انهَضْ»، فنهَضتُ، فلمَّا رأى ضَعْفي تحتَهُ قالَ لي: «اجلِسْ»، فنَزَلتُ وجَلَسْتُ، ثُمَّ قالَ لي: «يا عَليُّ، اصعَدْ على مَنكِبي»، فصَعِدْتُ على مَنكِبيهِ، ثُمَّ نَهَضَ بي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا نَهَضَ بي خُيِّلَ إليَّ لوْ شئتُ نِلتُ أُفقَ السَّماءِ، فصَعِدتُ فوقَ الكعبةِ، وتَنحَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ لي: «ألقِ صنَمَهُم الأكبرَ صنمَ قريشٍ». وكان مِن نُحاسٍ مُوتَّدًا بأوْتادٍ مِن حديدٍ إلى الأرضِ، فقالَ لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «عالِجْهُ». ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ لي: «إيهٍ إيهٍ {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81]». فلمْ أزلْ أُعالجُهُ حتَّى استمْكنتُ منه، فقالَ: «اقذِفْهُ»، فقذفْتُهُ فتكَسَّرَ، ونَزوتُ مِن فوقِ الكعبةِ، فانطلقتُ أنا والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فسعى، وخَشِينا أنْ يرانا أَحَدٌ مِن قريشٍ أو غيرِهِم. قالَ عَليٌّ: فما صَعِدَ به حتَّى السَّاعةِ.].

10 - انطَلَقَ بي رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى أَتى بي الكعبةَ، فقالَ لي: «اجلِسْ»، فجَلَسْتُ إلى جَنبِ الكعبةِ، فصَعِدَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمَنكِبي، ثُمَّ قالَ لي: «انهَضْ»، فنهَضتُ، فلمَّا رأى ضَعْفي تحتَهُ قالَ لي: «اجلِسْ»، فنَزَلتُ وجَلَسْتُ، ثُمَّ قالَ لي: «يا عَليُّ، اصعَدْ على مَنكِبي»، فصَعِدْتُ على مَنكِبيهِ، ثُمَّ نَهَضَ بي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا نَهَضَ بي خُيِّلَ إليَّ لوْ شئتُ نِلتُ أُفقَ السَّماءِ، فصَعِدتُ فوقَ الكعبةِ، وتَنحَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ لي: «ألقِ صنَمَهُم الأكبرَ صنمَ قريشٍ». وكان مِن نُحاسٍ مُوتَّدًا بأوْتادٍ مِن حديدٍ إلى الأرضِ، فقالَ لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «عالِجْهُ». ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ لي: «إيهٍ إيهٍ {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81]». فلمْ أزلْ أُعالجُهُ حتَّى استمْكنتُ منه، فقالَ: «اقذِفْهُ»، فقذفْتُهُ فتكَسَّرَ، ونَزوتُ مِن فوقِ الكعبةِ، فانطلقتُ أنا والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فسعى، وخَشِينا أنْ يرانا أَحَدٌ مِن قريشٍ أو غيرِهِم. قالَ عَليٌّ: فما صَعِدَ به حتَّى السَّاعةِ.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3431
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الإسراء فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - تواضعه صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - علي بن أبي طالب مساجد ومواضع الصلاة - ما كان عند البيت من الأصنام في الجاهلية مناقب وفضائل - أهل البيت صلوات الله عليهم

11 - عنْ زَيدِ بنِ صُوحانَ، أنَّ رَجُلينِ مِن أهْلِ الكوفةِ كانَا صَديقَينِ لزَيدِ بنِ صُوحانَ أتَياهُ؛ ليُكلِّمَ لهما سَلْمانَ أنْ يُحدِّثَهما حَديثَه، كيف كانَ إسْلامُه فأقْبَلا معَه حتَّى لَقُوا سَلْمانَ، وهو بالمَدائنِ أميرًا عليها، وإذا هو على كُرسيٍّ قاعِدٌ، وإذا خُوصٌ بيْنَ يدَيْه وهو يُسِفُّه، قالَا: فسَلَّمْنا وقعَدْنا، فقالَ له زَيدٌ: يا أبا عَبدِ اللهِ، إنَّ هذين لي صَديقانِ ولهُما إخاءٌ، وقد أحَبَّا أنْ يَسمَعا حَديثَكَ كيف كانَ بَدءُ إسْلامِكَ؟ قالَ: فقالَ سَلْمانُ: كنْتُ يَتيمًا مِن رامَ هُرْمُزَ ، وكانَ أبي دِهْقانَ رامَ هُرْمُزَ يَختلِفُ إلى مُعلِّمٍ يُعلِّمُه، فلَزِمْتُه؛ لأكونَ في كَنَفِه، وكانَ لي أخٌ أكبَرُ منِّي، وكانَ مُستَغْنيًا بنَفْسِه، وكنْتُ غُلامًا قَصيرًا، وكانَ إذا قامَ مِن مَجلِسِه تَفرَّقَ مَن يُحفِّظُهم، فإذا تَفرَّقوا خرَجَ فتَقنَّعَ بثَوبِه، ثمَّ صعِدَ الجبَلَ، وكانَ يفعَلُ ذلك غيرَ مرَّةٍ مُتنكِّرًا، قالَ: فقُلْتُ له: إنَّكَ تَفعَلُ كذا وكذا، فلمَ لا تذهَبُ بي معَكَ؟ قالَ: أنتَ غُلامٌ، وأخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، قالَ: قُلْتُ: لا تَخَفْ، قالَ: فإنَّ في هذا الجبَلِ قَوما في بِرْطيلٍ لهم عِبادةٌ، ولهُم صَلاحٌ يَذْكُرونَ اللهَ تَعالَى، ويَذْكُرونَ الآخِرةَ، ويَزعُمونَ أنَّا عَبَدةُ النِّيرانِ، وعَبَدةُ الأوْثانِ ، وأنَّا على غَيرِ دينِهم، قالَ: قُلْتُ: فاذهَبْ بي معَكَ إليهم، قالَ: لا أقدِرُ على ذلك حتَّى أسْتَأْمِرَهم، وأنا أخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، فيَعلَمَ أبي فيَقتُلَ القَومَ، فيَكونُ هَلاكُهم على يَدي، قالَ: قُلْتُ: لن يَظهَرَ منِّي ذلك، فاسْتَأْمِرْهم، فأتاهُم، فقالَ: غُلامٌ عِنْدي يَتيمٌ، فأُحِبُّ أنْ يَأتيَكم ويَسمَعَ كَلامَكم، قالوا: إنْ كنْتَ تثِقُ به، قالَ: أرْجو ألَّا يَجيءَ منه إلَّا ما أُحِبُّ، قالوا: فجِئْ به، فقالَ لي: لقدِ اسْتأذَنْتُ القَومَ في أنْ تَجيءَ مَعي، فإذا كانتِ السَّاعةُ الَّتي رَأيْتَني أخرُجُ فيها فأْتِني، ولا يَعلَمْ بكَ أحَدٌ، فإنَّ أبي إذا علِمَ بهِم قتَلَهم، قالَ: فلمَّا كانَتِ السَّاعةُ الَّتي يخرُجُ تَبِعْتُه فصَعِدْنا الجبَلَ، فانْتَهَيْنا إليهم، فإذا هُم في بِرْطِيلِهم، قالَ عَليٌّ: وأُراهُ قالَ: وهُم ستَّةٌ أو سَبعةٌ، قالَ: وكأنَّ الرُّوحَ قد خرَجَ منهم منَ العِبادةِ يَصومونَ النَّهارَ، ويَقومونَ اللَّيلَ، ويَأْكُلونَ الشَّجَرَ، ما وَجَدوا، فقَعَدْنا إليهم، فأثْنى الدِّهْقانُ على حَبرٍ ، فتَكَلَّموا، فحَمِدوا اللهَ، وأثْنَوْا عليه، وذَكَروا مَن مَضى منَ الرُّسلِ والأنْبياءِ حتَّى خَلُصوا إلى ذِكْرِ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، فقالوا: بعَثَ اللهُ عيسَى عليه السَّلامُ رَسولًا، وسخَّرَ له ما كانَ يَفعَلُ مِن إحْياءِ المَوْتى، وخَلْقِ الطَّيرِ، وإبْراءِ الأكْمَهِ ، والأبْرَصِ، والأعْمَى، فكفَرَ به قَومٌ وتَبِعَه قَومٌ، وإنَّما كانَ عَبدَ اللهِ ورَسولَه ابْتَلى به خَلْقَه، قالَ: وقالوا قبلَ ذلك: يا غُلامُ، إنَّ لكَ لَرَبًّا، وإنَّ لكَ مَعادًا، وإنَّ بيْنَ يدَيْكَ جنَّةً ونارًا، إليها تَصيرُ، وإنَّ هؤلاء القَومَ الَّذين يَعبُدونَ النِّيرانَ أهْلُ كُفرٍ وضَلالةٍ، لا يَرْضى اللهُ ما يَصنَعونَ، ولَيْسوا على دِينٍ، فلمَّا حضَرَتِ السَّاعةُ الَّتي يَنصرِفُ فيها الغُلامُ انصرَفَ وانصرَفْتُ معَه، ثمَّ غدَوْنا إليهم، فقالوا مثلَ ذلك وأحسَنَ، ولَزِمْتُهم، فقالوا لي: يا سَلْمانُ، إنَّكَ غُلامٌ، وإنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تصنَعَ كما نصنَعُ فصَلِّ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، قالَ: فاطَّلَعُ الملِكُ على صَنيعِ ابنِه، فركِبَ في الخَيلِ حتَّى أتاهُم في بِرْطيلِهم، فقالَ: يا هؤلاء، قد جاوَرْتُموني فأحسَنْتُ جِوارَكُم، ولم تَرَوْا منِّي سوءًا، فعمَدْتُم إلى ابْني فأفْسَدْتُموه عليَّ، قد أجَّلْتُكم ثَلاثًا، فإنْ قدِرْتُ عليكم بعدَ ثلاثٍ أحرَقْتُ عليكم بِرْطيلَكم هذا، فالْحَقوا ببِلادِكم؛ فإنِّي أكْرَهُ أنْ يَكونَ منِّي إليكم سوءٌ، قالوا: نعمْ، ما تَعمَّدْنا مَساءَتَكَ، ولا أرَدْنا إلَّا الخَيرَ، فكَفَّ ابنَه عنْ إتْيانِهم. فقُلْتُ له: اتَّقِ اللهَ؛ فإنَّكَ تَعرِفُ أنَّ هذا الدِّينَ دِينُ اللهِ، وأنَّ أباكَ ونحن على غَيرِ دينٍ، إنَّما هُم عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعبُدونَ اللهَ، فلا تَبِعْ آخِرَتَكَ بدُنْيا غَيرِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، هو كما تقولُ: وإنَّما أتخَلَّفُ عنِ القَومِ بَغيًا عليهم، إنْ تَبِعْتُ القَومَ طَلَبَني أبي في الجبَلِ، وقد خرَجَ في إتْياني إيَّاهُم حتَّى طَرَدَهم، وقد أعرِفُ أنَّ الحَقَّ في أيْديهِم فأتَيْتُهم في اليومِ الَّذي أرادُوا أنْ يَرْتَحِلوا فيه، فقالوا: يا سَلْمانُ: قد كنَّا نَحذَرُ مَكانَ ما رَأيْتَ فاتَّقِ اللهَ، واعلَمْ أنَّ الدِّينَ ما أوْصَيْناكَ به، وأنَّ هؤلاء عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعْرِفونَ اللهَ، ولا يَذْكُرونَه، فلا يَخدَعَنَّكَ أحَدٌ عنْ دينِكَ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالوا: أنتَ لا تَقدِرُ أنْ تكونَ مَعَنا، نحن نَصومُ النَّهارَ، ونَقومُ اللَّيلَ، ونأكُلُ عندَ السَّحَرِ ، ما أصَبْنا، وأنتَ لا تَستَطيعُ ذلك، قالَ: فقُلْتُ: لا أُفارِقُكم، قالوا: أنتَ أعلَمُ، وقد أعْلَمْناكَ حالَنا، فإذا أتيْتَ خُذْ مِقْدارَ حِملٍ يكونُ معَكَ شَيءٌ تَأْكُلُه؛ فإنَّكَ لا تَستَطيعُ ما نَستَطيعُ بحقٍّ قالَ: ففعَلْتُ ولَقيتُ أخي، فعرَضْتُ عليه، ثمَّ أتَيْتُهم، فأتَيْتُهم يَمْشونَ وأمْشي معَهم، فرزَقَ اللهُ السَّلامةَ إلى أنْ قَدِمْنا المَوصِلَ، فأَتَيْنا بِيعةً بالمَوصِلِ، فلمَّا دَخَلوا احْتَفَوْا بهِم، وقالوا: أين كُنْتم؟ قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، بها عَبَدةُ النِّيرانِ، فطَرَدونا، فقَدِمْنا عليكم، فلمَّا كانَ بعدُ قالوا: يا سَلْمانُ، إنَّ ها هُنا قَومًا في هذه الجِبالِ هُم أهْلُ دِينٍ، وإنَّا نُريدُ لِقاءَهُم، فكُنْ أنتَ ها هنا معَ هؤلاء؛ فإنَّهم أهْلُ دينٍ وسَتَرَى منهم ما تُحِبُّ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: وأوْصَوْا بي أهْلَ البِيعةَ ، فقالوا: قُمْ معَنا يا غُلامُ؛ فإنَّه لا يُعجِزُكَ شَيءٌ، قُلْتُ لهم: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: فخَرَجوا وأنا معَهم، فأصْبَحوا بيْنَ جِبالٍ، وإذا صَخْرةٌ وماءٌ كَثيرٌ في جِرارٍ وخَيرٌ كَثيرٌ، فقَعَدْنا عندَ الصَّخْرةِ، فلمَّا طلَعَتِ الشَّمسُ خَرَجوا منَ الجِبالَ، يَخرُجُ رَجُلٌ مِن مَكانِه، كأنَّ الأرْواحَ قدِ انتُزِعَتْ منهم، حتَّى كَثُروا فرَحَّبوا بهم، وحَفُّوا، وقالوا: أين كُنْتم لم نَرَكم، قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، فيها عَبَدةُ نِيرانٍ، وكنَّا نَعبُدُ اللهَ، فطَرَدونا، فقالوا: ما هذا الغُلامُ؟ فطَفِقوا يُثْنونَ عليَّ، وقالوا: صَحِبَنا مِن تلك البِلادِ، فلم نَرَ منه إلَّا خَيرًا، قالَ سَلَمانُ فوَاللهِ: إنَّهم لَكذلكَ إذا طلَعَ عليهم رَجُلٌ مِن كَهفِ جَبلٍ، قالَ: فجاء حتَّى سلَّمَ وجلَسَ فحَفُّوا به، وعَظَّموه أصْحابي الَّذين كنْتُ معَهم وأحْدَقوا به، فقالَ: أين كُنْتم؟ فأخْبَروه، فقالَ: ما هذا الغُلامُ معَكم؟ فأثْنَوْا عليَّ خَيرًا وأخْبَروه باتِّباعي إيَّاهم، ولم أرَ مِثلَ إعْظامِهم إيَّاه، فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ ذكَرَ مَن أُرسِلَ مِن رُسلِه وأنْبيائِه وما لَقُوا، وما صنَعَ به، وذكَرَ مَولِدَ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه وُلِدَ بغَيرِ ذَكَرٍ فبعَثَه اللهُ عزَّ وجلَّ رَسولًا، وعلى يدَيْه إحْياءُ المَوْتى، وأنَّه يَخلُقُ منَ الطِّينِ كهَيئةِ الطَّيرِ، فيَنفُخُ فيه فيَكونُ طَيرًا بإذْنِ اللهِ، وأنزَلَ عليه الإنْجيلَ وعلَّمَه التَّوْراةَ، وبعَثَه رَسولًا إلى بَني إسْرائيلَ، فكفَرَ به قَومٌ وآمَنَ به قَومٌ، وذكَرَ بعض ما لَقِيَ عيسَى ابنُ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه كانَ عَبدَ اللهِ أنعَمَ اللهُ عليه، فشكَرَ ذلك له، ورَضيَ اللهُ عنه حتَّى قبَضَه اللهُ عزَّ وجلَّ وهو يَعِظُهم ويَقولُ: اتَّقوا اللهَ، والْزَموا ما جاءَ به عيسَى عليه السَّلامُ، ولا تُخالِفوا فيُخالَفَ بكم، ثمَّ قالَ: مَن أرادَ أنْ يأخُذَ مِن هذا شَيئًا، فلْيأخُذْ، فجعَلَ الرَّجلُ يَقومُ فيأخُذُ الجَرَّةَ منَ الماءِ والطَّعامِ والشَّيءِ، فقامَ أصْحابي الَّذين جِئْتُ معَهم، فسَلَّموا عليه، وعَظَّموه، وقالَ لهمُ: الْزَموا هذا الدِّينَ، وإيَّاكم أنْ تَفَرَّقوا واسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وقالَ لي: يا غُلامُ، هذا دِينُ اللهِ الَّذي تَسمَعُني أقولُه، وما سِواهُ الكُفرُ، قالَ: قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تكونَ مَعي؛ إنِّي لا أخرُجُ مِن كَهْفي هذا إلَّا كلَّ يومِ أحَدٍ، ولا تَقدِرُ على الكَيْنونةِ مَعي، قالَ: وأقبَلَ على أصْحابِه، وقالوا: يا غُلامُ، إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تَكونَ معَه، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ له أصْحابُه: يا فلانُ، إنَّ هذا غُلامٌ ويُخافُ عليه، فقالَ لي: أنتَ أعلَمُ، قُلْتُ: فإنِّي لا أُفارِقُكَ، فبَكى أصْحابي الأوَّلونَ الَّذين كنْتُ معَهم عندَ فِراقِهم إيَّايَ، فقالوا: يا غُلامُ، خُذْ مِن هذا الطَّعامِ ما تَرى أنَّه يَكْفيكَ إلى الأحَدِ الآخَرِ، وخُذْ منَ الماءِ ما تَكْتَفي له، ففعَلْتُ، فما رَأيْتُه نائمًا ولا طاعِمًا إلَّا راكِعًا وساجِدًا إلى الأحَدِ الآخَرِ، فلمَّا أصْبَحْنا، قالَ لي: خُذْ جرَّتَكَ هذه، وانطَلِقْ، فخرَجْتُ معَه أتْبَعُه، حتَّى انْتَهَيْنا إلى الصَّخْرةِ، وإذا هُم قد خَرَجوا مِن تلك الجِبالِ يَنتَظِرونَ خُروجَه، فقَعَدوا، وعادَ في حَديثِه نحوَ المرَّةِ الأُولى، فقالَ: الْزَموا هذا الدِّينَ ولا تَفَرَّقوا، واذْكُروا اللهَ واعْلَموا أنَّ عيسَى ابنَ مَريمَ عليه السَّلامُ كانَ عَبدًا، أنعَمَ اللهُ عليه، ثمَّ ذَكَرَني، فقالوا له: يا فُلانُ، كيف وجَدْتَ هذا الغُلامَ؟ فأثْنى عليَّ، وقالَ خَيرًا، فحَمِدوا اللهَ تَعالى، وإذا خُبزٌ كَثيرٌ، وماءٌ كَثيرٌ، فأخَذوا، وجعَلَ الرَّجلُ يأخُذُ ما يَكْتَفي به، وفعَلْتُ فتَفَرَّقوا في تلك الجِبالِ، ورجَعَ إلى كَهْفِه، ورجَعْتُ معَه، فلَبِثْنا ما شاءَ اللهُ، يخرُجُ في كلِّ يومِ أحَدٍ، ويَخرُجونَ معَه، ويَحُفُّونَ به ويُوصِيهم بما كانَ يُوصِيهم به، فخرَجَ في أحَدٍ، فلمَّا اجْتَمَعوا حمِدَ اللهَ ووعَظَهم وقالَ مِثلَ ما كانَ يَقولُ لهُم، ثمَّ قالَ لهُم آخِرَ ذلك: يا هؤلاء، إنَّه قد كبِرَ سِنِّي، ورَقَّ عَظْمي، واقتَرَبَ أجَلي، وأنَّه لا عَهدَ لي بهذا البيتِ منذُ كذا وكذا، ولا بُدَّ مِن إتْيانِه، فاسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا؛ فإنِّي رأيْتُه لا بأْسَ به، قالَ: فجَزِعَ القَومُ، فما رأيْتُ مثلَ جَزَعِهم، وقالوا: يا فلانُ، أنتَ كَبيرٌ، وأنتَ وَحدَكَ، ولا نأمَنُ مِن أنْ يُصيبَكَ الشَّيءُ، يُساعِدُكَ أحوَجُ ما كنَّا إليكَ، قالَ: فلا تُراجِعوني، لا بُدَّ مِن إتْيانِه، ولكنِ اسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وافْعَلوا وافْعَلوا، قالَ: فقُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، قد رأيْتَ حَالي، وما كنْتُ عليه، وليس هذا كذلك، أنا أمْشي أصومُ النَّهارَ وأقومُ اللَّيلَ، ولا أستَطيعُ أنْ أحمِلَ مَعي زادًا ولا غيرَه، وأنتَ لا تَقدِرُ على هذا، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: أنتَ أعلَمُ، قالَ: فقالوا: يا فلانُ، فإنَّا نَخافُ على هذا الغُلامِ، قالَ: فهو أعلَمُ، قد أعلَمْتُه الحالَ، وقد رَأى ما كانَ قبلَ هذا، قُلْتُ: لا أُفارِقُكَ، قالَ: فبَكَوْا، ووَدَّعوهُ، وقالَ لهمُ: اتَّقُوا اللهَ وكونُوا على ما أوْصَيْتُكم به، فإنْ أعِشْ فعَلَيَّ أرجِعُ إليكم، وإنْ مُتُّ، فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يَموتُ، فسلَّمَ عليهم، وخرَجَ وخرَجْتُ معَه، وقالَ لي: احمِلْ معَكَ مِن هذا الخُبزِ شَيئًا تَأْكُلُه، فخرَجَ وخرَجْتُ معَه يَمْشي، واتَّبَعْتُه يَذكُرُ اللهَ ولا يَلتَفِتُ، ولا يقِفُ على شَيءٍ، حتَّى إذا أمْسَيْنا، قالَ: يا سَلْمانُ، صَلِّ أنتَ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، ثمَّ قامَ وهو يُصلِّي حتَّى إذا انْتَهى إلى بيتِ المَقدِسِ ، وكانَ لا يَرفَعُ طَرْفَه إلى السَّماءِ، حتَّى إذا انْتَهَيْنا إلى بابِ المَسجِدِ، وإذا على البابِ مُقعَدٌ، فقالَ: يا عبدَ اللهِ، قد تَرى حَالي، فتَصدَّقْ عليَّ بشَيءٍ، فلم يَلتفِتْ إليه، ودخَلَ المَسجِدَ، ودخَلْتُ معَه، فجعَلَ يتَّبِعُ أمْكِنةً في المَسجِدِ فصَلَّى فيها، فقالَ: يا سَلْمانُ، إنِّي لم أجِدْ طَعْمَ النَّومِ منذُ كذا وكذا، فإنْ أنتَ جعَلْتَ أنْ توقِظَني إذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا نِمْتُ؛ فإنِّي أُحِبُّ أنْ أنامَ في هذا المَسجِدِ، وإلَّا لم أنَمْ، قالَ: قُلْتُ: فإنِّي أفعَلُ، قالَ: فإذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا فأيْقِظْني إذا غلَبَتْني عَيْني، فقامَ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا لم ينَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رأيْتُ بعضَ ذلك، لأدَعَنَّه يَنامُ حتَّى يَشتَفيَ منَ النَّومِ، قالَ: وكانَ فيما يَمْشي وأنا معَه يُقبِلُ عليَّ فيَعِظُني، ويُخبِرُني أنَّ لي ربًّا، وأنَّ بيْنَ يدَيَّ جنَّةً ونارًا وحسابًا، ويُعلِّمُني ويُذَكِّرُني نحوَ ما يُذكِّرُ القَومَ يومَ الأحَدِ، حتَّى قالَ فيما يَقولُ: يا سَلْمانُ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ سوف يَبعَثُ رَسولًا اسمُه أحمَدُ، يَخرُجُ بتِهامةَ -وكانَ رَجُلًا أعْجميًّا لا يُحسِنُ أنْ يقولَ: مُحمَّدٌ- علامَتُه أنَّه يأكُلُ الهَديَّةَ، ولا يأكُلُ الصَّدَقةَ، بيْنَ كَتِفَيْه خاتَمٌ، وهذا زَمانُه الَّذي يخرُجُ فيه قد تَقارَبَ، فأمَّا أنا؛ فإنِّي شَيخٌ كَبيرٌ، ولا أحْسَبُني أُدرِكُه، فإنْ أدْرَكْتَه فصَدِّقْه واتَّبِعْه ، قالَ: قُلْتُ: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ فيما يأمُرُ به، ورِضا الرَّحمَنِ فيما قالَ، فلم يَمضِ إلَّا يَسيرًا حتَّى استَيقَظَ فَزِعًا يَذكُرُ اللهَ، فقالَ لي: يا سَلْمانُ، مَضى الفَيْءُ مِن هذا المَكانِ، ولم أذكُرِ اللهَ، أين ما كُنْتَ جعَلْتَ على نفْسِكَ؟ قالَ: أخْبَرْتَني أنَّكَ لم تَنَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رَأيْتُ بَعضَ ذلك، فأحبَبْتُ أنْ تَشتَفيَ منَ النَّومِ، فحمِدَ اللهَ، وقامَ، فخرَجَ، وتَبِعْتُه، فمَرَّ بالمُقعَدِ، فقالَ المُقعَدُ: يا عَبدَ اللهِ، دخلْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، وخرَجْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، فقامَ يَنظُرُ، هل يَرى أحَدًا؟ فلم يَرَه، فدَنا منه، فقالَ له: ناوِلْني يدَكَ فناوَلَه، فقالَ: بسمِ اللهِ، فقامَ كأنَّه أُنشِطَ مِن عِقالٍ صَحيحًا لا عَيبَ به، فخَلَّا عنْ يَدِه، فانطلَقَ ذاهِبًا، فكانَ لا يَلْوي على أحَدٍ، ولا يَقومُ عليه، فقالَ لي المُقعَدُ: يا غُلامُ، احمِلْ عليَّ ثِيابي حتَّى أنطَلِقَ أُبشِّرُ أهْلي، فحمَلْتُ عليه ثيابَه، وانطلَقَ لا يَلْوي عليَّ، فخرَجْتُ في إثْرِه أطلُبُه، فكلَّما سألْتُ عنه قالوا: أمامَكَ حتَّى لَقِيَني رَكْبٌ مِن كَلبٍ، فسألْتُهم، فلمَّا سَمِعوا، أناخَ رَجُلٌ مِنهم عليَّ بَعيرَه، فحمَلَني خَلفَه، حتَّى أتَوْا بلادَهُم فباعُوني، فاشْتَرَتْني امْرأةٌ منَ الأنْصارِ، فجعَلَتْني في حائطٍ لها، فقدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأُخبِرْتُ به، فأخذْتُ أشْياءَ مِن ثَمرِ حائِطي، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتَيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ النَّاسِ إليه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ: ما هذا؟ قُلْتُ: صَدَقةٌ، قالَ للقَومِ: كُلوا، ولم يأكُلْ، ثمَّ لبِثْتُ ما شاءَ اللهُ، ثمَّ أخذْتُ مثلَ ذلك، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ القَومِ منه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ لي: ما هذا؟ فقُلْتُ: هَديَّةٌ، قالَ: بسمِ اللهِ، وأكَلَ وأكَلَ القَومُ، قُلْتُ في نَفْسي: هذه مِن آياتِه، كانَ صاحِبي رَجُلًا أعْجميًّا لم يُحسِنْ أنْ يَقولَ: تِهامةَ ، فقالَ: تِهْمةَ، وقالَ: أحمَدُ، فدُرْتُ خَلفَه، ففَطِنَ بي، فأرْخى ثوبَه، فإذا الخاتَمُ في ناحيةِ كَتِفِه الأيسَرِ فتَبيَّنْتُه، ثمَّ دُرْتُ حتَّى جلَسْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رَسولُ اللهِ، قالَ: مَن أنتَ؟ قُلْتُ: مَمْلوكٌ، قالَ: فحَدَّثْتُه حَديثي، وحَديثَ الرَّجلِ الَّذي كنْتُ معَه، وما أمَرَني به، قالَ: لمَن أنتَ؟ قُلْتُ: لامْرأةٍ منَ الأنْصارِ جعَلَتْني في حائطٍ لها، قالَ: يا أبا بَكرٍ، قالَ: لبَّيكَ ، قالَ: اشْتَرِه، فاشْتَراني أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، فأعْتَقَني، فلَبِثْتُ ما شاءَ اللهُ أنْ ألبَثَ، فسلَّمْتُ عليه، وقعَدْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما تَقولُ في دينِ النَّصارى، قالَ: لا خَيرَ فيهم، ولا في دِينِهم، فدَخَلَني أمرٌ عَظيمٌ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا الَّذي كنْتُ معَه ورأيْتُ ما رَأيْتُه، ثمَّ رأيْتُه أخَذَ بيَدِ المُقعَدِ فأقامَه اللهُ على يدَيْه لا خيرَ في هؤلاء، ولا في دينِهم، فانصرَفْتُ وفي نَفْسي ما شاءَ اللهُ، فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عليَّ بسَلْمانَ، فأتَى الرَّسولُ وأنا خائفٌ، فجِئْتُ حتَّى قعَدْتُ بيْنَ يدَيْه فقَرَأَ بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، يا سَلْمانُ، إنَّ أولئك الَّذين كنْتَ معَهم وصاحِبَكَ لم يَكونوا نَصارى، إنَّما كانُوا مُسلِمينَ، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، والَّذي بعَثَكَ بالحَقِّ لَهوَ الَّذي أمَرَني باتِّباعِكَ، فقُلْتُ له: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ وما يجِبُ فيما يَأمُرُكَ به.

12 - لو تَعلَمون ما أعلَمُ لَبَكَيْتُم كَثيرًا، ولَضَحِكْتُم قَليلًا، ولَخرَجْتُم إلى الصُّعُداتِ تَجْأَرون إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، لا تَدْرون تَنْجُونَ أوْ لا تَنْجُون.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : أبو الدرداء | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8118 التخريج : أخرجه البزار (4124)، وعبد بن حميد (210)، والبيهقي في ((الشعب)) (772) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الحزن والبكاء رقائق وزهد - الخوف من الله رقائق وزهد - الزهد في الدنيا رقائق وزهد - الإيجاز في الموعظة رقائق وزهد - الوصايا النافعة
|أصول الحديث

13 - عن أبي ذَرٍّ رَضيَ اللهُ عنه، قال: لوْ تَعلَمون ما أعلَمُ لَضَحِكْتُم قَليلًا، ولَبَكيتُم كَثيرًا، ولَما ساغ الطَّعامُ ولا الشَّرابَ، ولَما نَمْتُم على الفُرشِ، ولَهجَرْتُم النِّساءَ، ولَخَرجْتُم إلى الصُّعُداتِ تَجْأَرون وتَبْكُون، ولَوَدِدتُ أنَّ اللهَ خَلَقني شَجرةً تُعضَدُ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
الراوي : مجاهد | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8950
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الحزن والبكاء رقائق وزهد - الخوف من الله رقائق وزهد - الزهد في الدنيا إيمان - عظمة الله وصفاته

14 - نَهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ النَّاسَ أنْ يَجلِسوا بأفْنِيةِ الصُّعُداتِ، قالوا: إنَّا لا نَستطيعُ ذاكَ ولا نُطيقُهُ يا رسولَ اللهِ، قالَ: أمَّا لا، فأدُّوا حَقَّها، قالوا: وما حَقُّها يا رسولَ الله؟ قالَ: رَدُّ التَّحيةِ، وتَشميتُ العاطِسِ إذا حَمِدَ اللهَ، وغَضُّ البَصَرِ، وإرشادُ السَّبيلِ.

15 - إنِّي أَرى ما لا تَرَون، وأسْمَعُ ما لا تَسْمَعون، أطَّتِ السَّماءَ ، وحُقَّ لها أنْ تَئِطَّ؛ ما فيها مَوضعُ أربعِ أصابعَ إلَّا ومَلَكٌ واضعٌ جَبْهتَه ساجدًا للهِ، واللهِ لوْ تَعلَمون ما أعلَمُ، لَضَحِكْتُم قليلًا ولَبَكيْتُم كَثيرًا، وما تَلذَّذْتُم بالنِّساءِ على الفُرشِ، ولَخَرجْتُم إلى الصُّعداتِ تَجْأَرون إلى اللهِ ، واللهُ لَوَدِدتُ أنِّي كُنتُ شَجرةً تُعضَدُ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه
الراوي : أبو  ذر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8952 التخريج : أخرجه الترمذي (2312)، وابن ماجه (1402)، وأحمد (21516) بلفظه.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الحزن والبكاء رقائق وزهد - الخوف من الله فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خشيته لله وتقواه إيمان - الملائكة إيمان - عظمة الله وصفاته
|أصول الحديث

16 - إنِّي أرَى ما لا تَرَونَ، وأسمَعُ ما لا تَسمَعون، إنَّ السَّماءَ أطَّتْ، وحُقَّ لها أنْ تَئِطَّ؛ ما فيها -أو ما منها- مَوضعُ أربعِ أصابعَ إلَّا وملَكٌ واضعٌ جَبْهتَه ساجدٌ للهِ تعالَى، واللهِ لوْ تَعلَمون ما أعلَمُ لَضَحِكْتُم قليلًا ولَبَكيْتُم كثيرًا، وما تَلذَّذْتُم بالنِّساءِ على الفُرشاتِ، ولَخرَجْتُم إلى الصُّعُداتِ تَجْأَرون إلى اللهِ ، واللهِ لَودِدتُ أنِّي كُنتُ شَجرةً تُعضَدُ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد، ولم يخرجاه
الراوي : أبو  ذر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8858 التخريج : أخرجه الترمذي (2312)، وابن ماجه (1402)، وأحمد (21516) بلفظه.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الحزن والبكاء رقائق وزهد - الخوف من الله فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خشيته لله وتقواه إيمان - الملائكة إيمان - عظمة الله وصفاته
|أصول الحديث

17 - شَهِدتُ ابنَ الزُّبَيرِ بمَكَّةَ وهو أميرٌ، فوافَقَ يَومُ فِطرٍ، أو أضحى يَومَ الجُمُعةِ، فأخَّر الخُروجَ حتَّى ارتَفَع النَّهارُ، فخَرَج وصَعِدَ المِنبَرَ، فخَطَب وأطالَ، ثمَّ صَلَّى رَكعَتَينِ ولم يُصَلِّ الجُمُعةَ، فعاتَبَه عليه ناسٌ من بَني أُمَيَّةَ بنِ عَبدِ شَمسٍ، فبَلَغ ذلكَ ابنَ عَبَّاسٍ، فقالَ: أصابَ ابنُ الزُّبَيرِ السُّنَّةَ، فبَلَغ ابنَ الزُّبَيرِ، فقالَ: رَأيتُ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ إذا اجتَمَع عيدانِ صَنَع مِثلَ هذا.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : وهب بن كيسان | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1111
التصنيف الموضوعي: جمعة - الخطبة على المنبر جمعة - إذا اجتمع عيد وجمعة علم - الحث على الأخذ بالسنة

18 - قَرَأَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} [الإنسان: 1] حتَّى خَتَمَها، ثُمَّ قالَ: «إنِّي أرى ما لا تَرَوْنَ، وأَسمعُ ما لا تَسمعونَ، أَطَّتِ السَّماءُ ، وحُقَّ لها أنْ تَئِطَّ، ما فيها مَوضعُ قدمِ أربعِ أصابعَ إلَّا ملَكٌ واضِعٌ جبهَتَهُ ساجدًا للهِ، واللهِ لوْ تَعلَمونَ ما أَعلمُ لضَحِكْتُم قليلًا ولبكَيْتُم كثيرًا، وما تلذَّذْتُم بالنِّساءِ على الفُرُشِ، ولخرَجْتُم إلى الصُّعُداتِ تَجأَرونَ إلى اللهِ ، واللهِ لوَدِدتُ أنِّي شجرةٌ تُعضَدُ».

19 - عنْ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه قالَ: إذا حدَّثْناكم بحديثٍ أتَيْناكم بتَصديقِ ذلك في كتابِ اللهِ؛ إنَّ العبدَ إذا قالَ: سُبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، وتباركَ اللهُ، قَبَضَ عَليهِنَّ ملَكٌ فضمَّهُنَّ تحتَ جَناحِهِ وصَعِدَ بهنَّ لا يمُرُّ بهنَّ على جمْعٍ مِنَ الملائكةِ إلَّا استغْفَروا لقائلِهنَّ حتَّى يَجيءَ بهِنَّ وجهُ الرَّحمنِ، ثُمَّ تلا عبدُ اللهِ: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10].

20 - قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن يصْعَدْ ثَنِيَّةَ المُرارِ -أو المِرارِ- فإنَّه يُحَطُّ عنْهُ ما حُطَّ عنْ بَني إسرائيلَ، فكانَ أوَّلَ مَن صَعِدَها خَيْلُنا خَيْلُ بَني الخَزْرجِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كُلُّكُم مَغْفورٌ لهُ إلَّا صاحِبَ الجَمَلِ الأحْمَرِ قالَ: وإذا هُو أعْرابيٌّ يَنْشُدُ ضالَّةً لَهُ، قُلْنا لهُ: تعالَ يَستَغْفِرْ لكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: لَأنْ أجِدَ ضالَّتِي أحَبُّ إلَيَّ مِن أنْ يَسْتَغْفِرَ لي صاحبُكُم.

21 - أنَّ أمَّ حَبيبةَ بِنتَ أبي سُفْيانَ زَوْجةَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجَّهتْ رَسولًا إلى عبدِ اللهِ بنِ أبي رَبيعةَ أخِي عيَّاشِ بن أبي رَبيعةَ رَسولًا يُخبِرُه بقَتلِ عُثْمانَ، ووجَّهَتْ إليه بقَميصِه الَّذي فيه قُتِلَ، وأثْوابُه مُضرَّجاتٌ بدَمِه، فلمَّا ورَدَ عليه الرَّسولُ، خرَجَ إلى النَّاسِ، وصعِدَ المِنبَرَ، وأخْبَرَهم بقَتْلِه، ونشَرَ قَميصَه على المِنبَرِ، وبَكى، وبَكى النَّاسُ معَه، وأنْشأَ يَقولُ: أتانيَ أمرٌ فيه للنَّاسِ غُمَّةٌ... وفيه بُكاءٌ للعُيونِ طَويلُ وفيه مَتاعٌ للحَياةِ بذِلَّةٍ... وفيه اجْتِداعٌ للأُنوفِ أصيلُ مُصابُ أميرِ المؤمِنينَ، وهذه... تَكادُ لها شُمُّ الجبالِ تَزولُ تَداعَتْ عليه بالمَدينةِ عُصْبةٌ... فَريقانِ منهم قاتِلٌ وخَذولُ سأبْقى أبا عَمرٍو بكلِّ مُهنَّدٍ... وبيضٍ لها في الدَّارِعينَ هَليلُ ولا نَومَ حتَّى يُسجَنَ القَومُ بالقَنا... ويُشْفى منَ القَومِ الغُواةِ غَليلُ ولسْتُ مُقيمًا ما حَييتُ ببَلدةٍ... أجُرُّ بها ذَيلًا، وأنتَ قَتيلُ». قالَ: فخرَجَ لنُصرَتِه بمَن كانَ معَه، فلمَّا قرُبَ من مكَّةَ سقَطَ عن راحِلَتِه فماتَ.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : شيوخ محمد بن إسحاق بن بشار | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4621
التصنيف الموضوعي: فتن - ظهور الفتن فتن - فتنة قتل عثمان جنائز وموت - الحزن لموت الأفاضل فتن - بدء الفتنة فتن - ما يفعل في الفتن