الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

61 - شكا النَّاسُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَحْطَ المطَرِ فأمَر بالمِنبَرِ فوُضِع له في المُصلَّى ووعَد النَّاسَ يومًا يخرُجونَ فيه قالت عائشةُ : فخرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ بدَأ حاجبُ الشَّمسِ فقعَد على المِنبَرِ فحمِد اللهَ وأثنى عليه ثمَّ قال : ( إنَّكم شكَوْتُم جَدْبَ جِنانِكم واحتباسَ المطَرِ عن إبَّانِ زمانِه عنكم وقد أمَركم اللهُ أنْ تدعُوه ووعَدكم أنْ يستجيبَ لكم ثمَّ قال : الحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ الرَّحمنِ الرَّحيمِ مالِكِ يومِ الدَّينِ لا إلهَ إلَّا أنتَ تفعَلُ ما تُريدُ اللَّهمَّ أنتَ اللهُ لا إلهَ إلَّا أنتَ الغَنيُّ ونحنُ الفُقَراءُ أنزِلْ علينا الغيثَ واجعَلْ ما أنزَلْتَ لنا قوَّةً وبَلاغًا إلى حينٍ ) ثمَّ رفَع يدَيْهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى رأَيْنا بياضَ إِبْطَيْهِ ثمَّ حوَّل إلى النَّاسِ ظَهرَه وقلَب أو حوَّل رِداءَه وهو رافعٌ يدَيْهِ ثمَّ أقبَل على النَّاسِ ونزَل فصلَّى ركعتَيْنِ فأنشَأ اللهُ سَحابًا فرعَدَتْ وأبرَقَتْ وأمطَرَتْ بإذنِ اللهِ فلَمْ يلبَثْ في مسجِدِه حتَّى سالتِ السُّيولُ فلمَّا رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَثَقَ الثِّيابِ على النَّاسِ ضحِك حتَّى بدَتْ نواجِذُه وقال : ( أشهَدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ وأنِّي عبدُ اللهِ ورسولُه )

62 - شكا النَّاسُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قحطَ المطرِ فأمَر بالمنبرِ فوُضِع له في المصلَّى ووعَد النَّاسَ يومًا يخرُجون فيه قالت عائشةُ: فخرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ بدا حاجبُ الشَّمسِ فقعَد على المنبرِ فحمِد اللهَ وأثنى عليه ثمَّ قال: ( إنَّكم شكَوْتُم جَدْبَ جِنانِكم واحتباسَ المطرِ عن إبَّانِ زمانِه عنكم وقد أمَركم اللهُ أنْ تدعوه ووعَدكم أنْ يستجيبَ لكم ) ثمَّ قال: ( {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} لا إلهَ إلَّا أنتَ تفعَلُ ما تُريدُ اللَّهمَّ أنتَ اللهُ لا إلهَ إلَّا أنتَ الغنيُّ ونحنُ الفقراءُ أنزِلْ علينا الغَيْثَ واجعَلْ ما أنزَلْتَ لنا قوَّةً وبلاغًا إلى خيرٍ ) ثمَّ رفَع يدَيْهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى رأَيْنا بياضَ إِبْطَيْهِ ثمَّ حوَّل إلى النَّاسِ ظهرَه وقلَب أو حوَّل رداءَه وهو رافعٌ يدَيْهِ ثمَّ أقبَل على النَّاسِ ونزَل فصلَّى ركعتينِ فأنشَأ اللهُ سحابًا فرَعَدت وأبرَقت وأمطَرت بإذنِ اللهِ فلم نلبَثْ في مسجدِه حتَّى سالت السُّيولُ فلمَّا رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَثَقَ الثِّيابِ على النَّاسِ ضحِك حتَّى بدت نواجِذُه وقال: ( أشهَدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ وأنِّي عبدُ اللهِ ورسولُه )

63 - شَكا النَّاسُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قُحوطَ المطرِ، فأمَرَ بمِنْبَرٍ، فوُضِعَ لهُ في المُصلَّى، ووعَدَ النَّاسَ يومًا يَخرُجونَ فيهِ، قالتْ عائشةُ: فخرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ بَدَا حاجِبُ الشَّمسِ ، فقعَدَ على المِنْبَرِ، فكبَّرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وحمِدَ اللهَ عزَّ وجلَّ، ثُمَّ قالِ: إنَّكُمْ شكَوْتُمْ جَدْبَ ديارِ?ُمْ، واستِئْخارَ المطرِ عنْ إبَّانِ زمانِهِ عنكُمْ، وقَدْ أمَرَكُمُ اللهُ عزَّ وجلَّ أنْ تَدْعوهُ، ووعَدَكُمْ أنْ يستجيبَ لكُمْ، ثُمَّ قالَ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 2 - 4]، لا إلهَ إلَّا اللهُ يفعَلُ ما يُرِيدُ، اللَّهمَّ أنتَ اللهُ لا إلهَ إلَّا أنتَ، أنتَ الغَنيُّ ونحنُ الفقراءُ، أنزِلْ عليْنا الغَيثَ، واجعَلْ ما أنزلتَ لَنا قوَّةً وبلاغًا إلى حِينٍ ، ثُمَّ رفَعَ يدَيْهِ فلَمْ يزَلْ في الرَّفعِ حتَّى بَدَا بَياضُ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ حوَّلَ إلى النَّاسِ ظَهرَهُ، وقلَبَ أو حوَّلَ رِداءَهُ وهو رافِعٌ يدَيْهِ، ثُمَّ أقبَلَ على النَّاسِ، ونزَلَ، فصلَّى ركعتَيْنِ، فأنشَأَ اللهُ سحابةً، فرَعَدَتْ وبَرَقَتْ، ثُمَّ أمطرَتْ بإذنِ اللهِ، فلَمْ يأتِ مسجِدَهُ حتَّى سالَتِ السُّيولُ، فلمَّا رأى سرعتَهُمْ إلى الكِنِّ ضحِكَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ نواجِذَهُ ، فقالَ: أشهَدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأنِّي عبدُ اللهِ ورسولُهُ.

64 - شكا الناسُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قُحوطَ المطرِ، فأمَرَ بمِنبرٍ فوُضِع له في المُصلَّى، ووعَد الناسَ يومًا يَخرُجونَ فيه، قالتْ عائشةُ: فخرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حينَ بدا حاجبُ الشَّمسِ ، فقعَد على المنبرِ، فكبَّرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وحَمِد اللهَ عزَّ وجلَّ، ثمَّ قال: إنَّكم شكَوتُم جَدْبَ ديارِكم، واستئخارَ المطرِ عن إبَّانِ زمانِه عنكم، وقد أمَرَكم اللهُ عزَّ وجلَّ أنْ تدْعوه، ووعَدَكم أنْ يَستجيبَ لكم، ثمَّ قال: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ)) [الفاتحة: 2 - 4]، لا إلهَ إلَّا اللهُ يَفعَلُ ما يُريدُ، اللَّهمَّ أنت اللهُ لا إلهَ إلَّا أنت الغنيُّ ونحن الفقراءُ، أَنزِلْ علينا الغَيثَ، واجعَلْ ما أَنزَلتَ لنا قوَّةً وبلاغًا إلى خيرٍ، ثمَّ رفَع يدَيْه، فلم يزَلْ في الرفعِ حتى بدا بياضُ إبْطَيْه، ثمَّ حوَّل إلى الناسِ ظَهْرَه، وقلَب -أو حوَّل- رِداءَه وهو رافعٌ يدَيْه، ثمَّ أقبَلَ على الناسِ، ونزَلَ فصلَّى ركعتينِ، فأنشَأَ اللهُ سحابةً فرَعَدَتْ وبَرَقَتْ، ثمَّ أمطَرتْ بإذنِ اللهِ، فلم يأتِ مسجدَه حتى سالتِ السُّيولُ، فلمَّا رأى سُرعتَهم إلى الكِنِّ ، ضَحِك صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى بدَتْ نَواجِذُه ، فقال: أَشهَدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأنِّي عبدُ اللهِ ورسولُه. قال أبو داودَ: وهذا حديثٌ غريبٌ إسنادُه جيِّدٌ، أهلُ المدينةِ يَقرَؤونَ: {مَلِكِ يومِ الدِّينِ}، وإنَّ هذا الحديثَ حُجَّةٌ لهم.

65 - إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَّمه [زيد بن ثابت] دُعاءً، وأمَرَه أنْ يتعاهَدَ به أهلَه كلَّ يومٍ، قال: قُلْ كلَّ يومٍ حينَ تُصبِحُ: لبَّيك اللهمَّ لبَّيك وسعدَيْكَ والخيرُ في يديْكَ، ومنكَ وإليكَ، اللهمَّ ما قُلتُ من قولٍ أو نَذرتُ من نَذرٍ أو حَلفتُ من حَلِفٍ، فمَشيئتُكَ بين يديْهِ، ما شِئتَ كان، وما لم تشأْ لم يكن، ولا حولَ ولا قُوةَ إلَّا بكَ، إنَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ، اللهمَّ وما صلَّيتُ من صَلاةٍ، فعلى مَن صلَّيتُ، وما لَعنتُ من لَعنةٍ، فعلى مَن لَعنتُ، أنتَ وليِّي في الدُّنيا والآخِرَةِ، تَوَّفَني مُسلمًا، وألْحِقْني بالصالِحينَ، أسأَلُك اللهمَّ الرِّضا بعدَ القَضاءِ، وبَرَدَ العيشِ بعدَ الموتِ، ولذَّةَ النَّظَرِ إلى وجهِك، والشَّوقَ إلى لقائِكَ من غيرِ ضرَّاءَ مُضِرَّةٍ، ولا فِتنةٍ مُضلَّةٍ، أعوذُ بكَ -اللهمَّ- أنْ أظلِمَ أو أُظلَمَ، أو أعتديَ أو يُعتدَى عليَّ، أو أكسِبَ خطيئةً مُحبِطَةً، أو ذنبًا لا يُغفَرُ. اللهمَّ فاطِرَ السَّمواتِ والأرضِ ، عالِمَ الغيبِ والشَّهادةِ، ذا الجَلالِ والإكرامِ، فإنِّي أعهَدُ إليك في هذه الحَياةِ الدُّنيا، وأُشهِدُك -وكفى بِكَ شهيدًا- أنِّي أشهَدُ أنَّه لا إلهَ إلَّا أنتَ وحدَك لا شريكَ لك، لك المُلكُ، ولك الحمدُ، وأنتَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا عبدُك ورسولُك، وأشهَدُ أنَّ وَعدَك حقٌّ، ولقاؤٌكَ حقٌّ ، والجَنَّةُ حقٌّ، والساعةُ آتيةٌ لا ريبَ فيها، وأنتَ تبعَثُ مَن في القُبورِ، وأشهَدُ أنَّك إنْ تَكِلْني إلى نَفْسي تَكِلْني إلى ضَيعةٍ وعورةٍ وذنبٍ وخطيئةٍ، وإنِّي لا أثِقُ إلَّا برحمتِك، فاغفِرْ لي ذَنْبي، إنَّه لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ، وتُبْ عليَّ ، إنَّك أنتَ التَّوابُ الرحيمُ.

66 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَّمَه دُعاءً، وأمَرَه أنْ يَتعاهَدَ به أهلَه كلَّ يومٍ، قال: قُلْ حينَ تُصبِحُ: لبَّيْكَ اللَّهُمَّ لبَّيْكَ وسَعدَيْكَ، والخَيرُ في يَديْكَ، ومنكَ وبكَ وإليكَ، اللَّهُمَّ ما قُلْتُ من قولٍ، أو نذَرْتُ من نَذرٍ، أو حلَفْتُ من حَلِفٍ، فمَشيئَتُكَ بينَ يَدَيْه، ما شِئْتَ كان، وما لم تَشأْ لم يكنْ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلَّا بكَ، إنَّكَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، اللَّهُمَّ وما صلَّيْتُ من صلاةٍ، فعلى مَن صلَّيْتَ، وما لعَنْتُ من لعنةٍ، فعلى مَن لعَنْتَ، إنَّكَ أنتَ وَليِّي في الدُّنْيا والآخِرةِ، تَوفَّني مُسلمًا، وألْحِقْني بالصالِحينَ، أسأَلُكَ اللَّهُمَّ الرِّضا بعدَ القَضاءِ، وبَردَ العَيشِ بعدَ المَماتِ، ولذَّةَ نَظرٍ إلى وَجهِكَ، وشَوقًا إلى لِقائِكَ، من غيرِ ضرَّاءَ مُضِرَّةٍ، ولا فِتْنةٍ مُضِلَّةٍ، أعوذُ بكَ اللَّهُمَّ أنْ أَظلِمَ أو أُظلَمَ، أو أَعتَديَ أو يُعْتَدى عليَّ، أو أكتَسِبَ خَطيئةً مُحبِطةً، أو ذَنبًا لا يُغفَرُ، اللَّهُمَّ فاطرَ السمَواتِ والأرضِ ، عالِمَ الغَيبِ والشَّهادةِ، ذا الجَلالِ والإكرامِ، فإنِّي أعهَدُ إليكَ في هذه الحَياةِ الدُّنْيا، وأُشهِدُكَ -وكَفى بكَ شَهيدًا- أنِّي أَشهَدُ أنَّه لا إلهَ إلَّا أنتَ وَحدَكَ لا شَريكَ لكَ، لكَ المُلكُ، ولكَ الحَمدُ، وأنتَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأَشهَدُ أنَّ محمَّدًا عبدُكَ ورَسولُكَ، وأَشهَدُ أنَّ وَعدَكَ حقٌّ، ولقاءَكَ حقٌّ، والجَنَّةَ حقٌّ، والساعةَ آتيةٌ لا رَيبَ فيها، وأنتَ تَبعَثُ مَن في القُبورِ، وأَشهَدُ أنَّكَ إنْ تَكِلْني إلى نَفْسي، تَكِلْني إلى ضَيْعةٍ وعَورةٍ وذَنبٍ وخَطيئةٍ، وإنِّي لا أَثِقُ إلَّا برَحمتِكَ، فاغفِرْ لي ذَنْبي كلَّه، إنَّه لا يَغفِرُ الذنوبَ إلَّا أنتَ، وتُبْ عليَّ ، إنَّكَ أنتَ التوَّابُ الرحيمُ.

67 - عن موسى الأنصاريِّ: شَكى أبو دُجانةَ الأنصاريُّ، فقال: يا رسولَ اللهِ، بيْنَما أنا البارحةَ نائمٌ إذ فتَحتُ عَيني، فإذا عندَ رَأْسي شَيطانٌ، فجعَلَ يَعلو ويَطولُ، فضرَبتُ بيَدي إليه، فإذا جِلدُه كجِلدِ القُنفُذِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ومِثلُكَ يُؤذى يا أبا دُجانةَ! عامِرُكَ عامِرُ سُوءٍ وربِّ الكَعبةِ، ادْعُ لي عليَّ بنَ أبي طالبٍ، فدعاه، فقال: يا أبا الحَسنِ، اكتُبْ لأبي دُجانةَ كِتابًا لا شيءَ يُؤذيه مِن بعدِه. فقال: وما أكتُبُ؟ قال: اكتُبْ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، هذا كِتابٌ مِن محمَّدٍ النَّبيِّ العَربيِّ الأُمِّيِّ، التِّهاميِّ، الأبطَحيِّ، المَكِّيِّ، المَدنيِّ، القُرَشيِّ، الهاشميِّ، صاحبِ التَّاجِ والهِراوةِ والقَضيبِ والنَّاقةِ، والقُرآنِ، والقِبلةِ، صاحبِ قَولِ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، إلى مَن طرَقَ الدَّارَ مِن الزُّوَّارِ والعُمَّارِ، إلَّا طارقًا يَطرُقُ بخَيرٍ، أمَّا بعدُ: فإنَّ لنا ولكم في الحَقِّ سَعةً، فإنْ يَكُنْ عاشقًا مُولَعًا، أو مُؤذيًا مُقتحِمًا، أو فاجرًا يَجهَرُ، أو مُدَّعيًا مُحِقًّا أو مُبطِلًا- فهذا كِتابُ اللهِ يَنطِقُ علينا وعليكم بالحَقِّ، ورُسُلُنا لَدَينا يَكتُبونَ ما تَمكُرونَ. اترُكوا حَمَلةَ القُرآنِ، وانطَلِقوا إلى عَبَدةِ الأوثانِ ، إلى مَن اتَّخَذَ مع اللهِ إلهًا آخَرَ، لا إلهَ إلَّا هو ربُّ العَرشِ العَظيمِ ، يُرسَلُ عليكما شُواظٌ مِن نارٍ ونُحاسٌ فلا تَنتصِرانِ، فإذا انشقَّتِ السَّماءُ فكانت وَردةً كالدِّهانِ، فيَومَئِذٍ لا يُسألُ عن ذَنبِه إنسٌ ولا جانٌّ. ثُمَّ طَوى الكِتابَ، وقال: ضَعْه عندَ رَأْسِكَ. فوَضَعَه، فإذا هم يُنادونَ: النَّارَ، النَّارَ! أحرَقْتَنا بالنَّارِ، واللهِ ما أردْناكَ، ولا طلَبْنا أذاكَ، ولكنْ زائرٌ زارنا وطرَقَ؛ فارفَعْ عنَّا الكِتابَ. فقال: والذي نَفْسُ محمَّدٍ بيَدِه، لا أرفَعُه عنكم حتى أستأذِنَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا أصبَحَ أخبَرَه، فقال: ارفَعْ عنهم، فإنْ عادوا بالسَّيِّئةِ فعُدْ إليهم بالعَذابِ، فوالذي نَفْسُ محمَّدٍ بيَدِه، ما دخَلَتْ هذه الأسماءُ دارًا ولا مَوضِعًا ولا مَنزِلًا، إلَّا هرَبَ إبليسُ وجُنودُه وذُرِّيَّتُه، والغاوُونَ.
خلاصة حكم المحدث : موضوع، وإسناده مقطوع وأكثر رجاله مجهولون. وليس في الصحابة من يسمى بموسى أصلا.
الراوي : موسى الأنصاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/245
التصنيف الموضوعي: طب - الرقية إيمان - أعمال الجن والشياطين إيمان - الجن والشياطين إيمان - مس الجن والشياطين وعلاجه فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خصائصه صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

68 - كتابُ عمرِو بنِ حزمٍ [يعني حديث: عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّه كَتَب إلى أهلِ اليَمَنِ بكِتابٍ فيه الفَرائضُ، والسُّنَنُ، والدِّيَاتُ، وبَعَث مع عَمرِو بنِ حَزمٍ، فقُرِئَت على أهلِ اليَمَنِ، وهذه نُسخَتُها: بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ، من مُحَمَّدٍ النَّبيِّ إلى شُرَحْبيلَ بنِ عَبدِ كُلالٍ، والحارِثِ بنِ عَبدِ كُلالٍ، ونُعَيمِ بنِ عَبدِ كُلالِ قَيلِ ذي رُعَينٍ، ومَعافِرَ، وهَمْدانَ، أما بعد: فقد رَجَع رَسولُكم، وأعطَيتُم منَ المَغانِمِ خُمُسَ اللهِ، وما كَتَب اللهُ على المُؤمِنين منَ العُشرِ في العَقَارِ ما سَقتِ السَّماءُ، أو كان سَيحًا، أو كان بَعلًا ففيه العُشرُ إذا بَلَغت خَمسةَ أوسُقٍ، وما سُقِي بالرَّشاءِ والدَّالِيةِ ففيه نِصفُ العُشرِ إذا بَلَغ خَمسةَ أوسُقٍ، وفي كلِّ خَمسٍ منَ الإِبِلِ سائمةً شاةٌ إلى أن تَبلُغَ أربَعًا وعِشرين، فإذا زادت واحِدةً على أربَعٍ وعِشرين ففيها ابنةُ مَخاضٍ، فإن لم توجُدِ ابنةُ مَخاضٍ فابنُ لَبونٍ ذَكَرٌ إلى أن تَبلُغَ خَمسةً وَثلاثين، فإذا زادت على خَمسةٍ وَثلاثين واحِدةً ففيها ابنَةُ لَبونٍ إلى أن تَبلُغَ خَمسةً وأربَعين، فإن زادت واحِدةً على خَمسةٍ وأربَعين ففيها حِقَّةٌ طَروقةُ الفَحلِ إلى أن تَبلُغَ سِتِّين، فإن زادت على سِتِّين واحِدةً ففيها جَذَعةٌ إلى أن تَبلُغَ خَمسًة وسَبعين، فإن زادت على خَمسةٍ وسَبعين واحِدةً ففيها ابنةُ لَبونٍ إلى أن تَبلُغَ تِسعين، فإنْ زادت واحِدةً على تِسعين ففيها حِقَّتان طَروقَتا الجَمَلِ إلى أن تَبلُغَ عِشرين ومِئَةً، فما زادت على عِشرين ومِئَةً ففي كلِّ أربَعين ابنةُ لَبونٍ، وفي كلِّ خَمسين حِقَّةٌ طَروقةُ الجَمَلِ، وفي كلِّ ثَلاثين باقورةً تَبيعٌ جَذَعٌ أو جَذَعةٌ، وفي كلِّ أربَعين باقورةً بَقَرةٌ، وفي كلِّ أربَعين شاةً سائمةً شاةٌ إلى أن تَبلُغَ عِشرين ومِئَةً، فإن زادت على العِشرين ومِئَةٍ واحِدةً ففيها شاتانِ إلى أن تَبلُغَ مِئَتَينِ، فإن زادت واحِدةً ففيها ثَلاثُ شِياهٍ إلى أن تَبلُغَ ثَلاثَمِئَةٍ، فإن زادت فما زاد ففي كلِّ مِئَةِ شاةٍ شاةٌ، ولا يُؤخَذُ في الصَّدَقِة هَرِمةٌ ولا عَجْفاءُ، ولا ذاتُ عَوارٍ، ولا تَيسُ الغَنَمِ إلَّا أن يَشاءَ المُصَّدِّقُ، ولا يُجمَعُ بيْنَ مُتَفَرِّقٍ، ولا يُفَرَّقُ بيْنَ مُجَتِمٍع خِيفةَ الصَّدَقةِ، وما أُخِذ منَ الخَليطَينِ فإنَّهُما يَتَراجَعانِ بيْنَهما بالسَّوِيَّةِ، وفي كلِّ خَمسِ أواقٍ منَ الوَرِقِ خَمسةُ دَراهِمَ، وما زاد ففي كلِّ أربَعين دِرهَمًا دِرهَمٌ، وليس فيما دُونَ خَمسِ أواقٍ شَيءٌ، وفي كلِّ أربعين دينارًا دينارٌ، إنَّ الصَّدَقةَ لا تَحِلُّ لمُحَمَّدٍ، ولا لأهلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ، إنَّما هي الزَّكاةُ تُزَكَّى بها أنفُسُهم ولفُقَراءِ المُؤمِنين، وفي سَبيلِ اللهِ، وابنِ السَّبيلِ، وليس في رَقيقٍ، ولا مَزرعةٍ، ولا عُمَّالِها شَيءٌ إذا كانتْ تُؤَدَّى صَدَقَتُها منَ العُشرِ، وأنَّه ليس في عَبدٍ مُسلِمٍ ولا في فَرَسِه شَيءٌ قالَ: وكان في الكِتابِ: إنَّ أكبَرَ الكَبائرِ عِندَ اللهِ يَومَ القِيامةِ إشراكٌ باللهِ، وقَتلُ النَّفسِ المُؤمِنِ بغَيرِ حَقٍّ، والفِرارُ في سَبيلِ اللهِ يَومَ الزَّحفِ، وعُقوقُ الوالِدَينِ، ورَميُ المُحصَنةِ، وتَعَلُّمُ السِّحرِ، وأكلُ الرِّبا، وأكلُ مالِ اليَتيمِ، وأنَّ العُمرةَ الحَجُّ الأصغرُ، ولا يَمَسَّ القُرآنَ إلَّا طاهرٌ، ولا طَلاقَ قَبْلَ إملاكٍ، ولا عَتاقَ حتَّى يَبتاعَ، ولا يُصَلِّيَنَّ أحَدٌ منكم في ثَوبٍ واحِدٍ وشِقُّه بادي، ولا يُصَلِّيَنَّ أحَدٌ منكم عاقِصٌ شَعَرَه، ولا يُصَلِّيَنَّ أحَدٌ منكم في ثَوبٍ واحِدٍ ليس على مَنكِبه شَيءٌ. وكان في الكِتابِ: أنَّ مَنِ اعتَبَط مُؤمِنًا قَتلًا عنْ بَيِّنةٍ فله قَوَدٌ إلَّا أن يَرضى أولِياءُ المَقتولِ، وإنَّ في النَّفسِ الدِّيَةَ مِئَةً منَ الإِبِلِ، وفي الأنفِ الَّذي أُوعِبَ جَدْعُه الدِّيَةُ، وفي اللِّسانِ الدِّيَةُ، وفي الشَّفَتَينِ الدِّيَةُ، وفي البَيضَتَينِ الدِّيَةُ، وفي الذَّكَرِ الدِّيَةُ، وفي الصُّلْبِ الدِّيَةُ، وفي العَينَينِ الدِّيَةُ، وفي الرِّجْلِ الواحِدةِ نِصفُ الدِّيَةِ، وفي المَأمومةِ ثُلُثُ الدِّيَةِ، وفي الجائفةِ ثُلُثُ الدِّيَةِ، وفي المُنَقِّلةِ خَمسَ عَشْرةَ منَ الإِبِلِ، وفي كلِّ إصبَعٍ منَ الأصابِعِ منَ اليَدِ والرِّجلِ عَشْرٌ منَ الإِبِلِ، وفي السِّنِّ خَمسٌ منَ الإِبِلِ، وفي المُوضِحةِ خَمسٌ منَ الإِبِلِ، وإنَّ الرَّجُلَ يُقتَلُ بالمَرأِة، وعلى أهلِ الذَّهَبِ ألفُ دينارٍ.]

69 - انطلَقْتُ في المدَّةِ الَّتي كانتْ بيْنَنا وبيْنَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبيْنَا أنا بالشَّامِ إذ جِيء بكتابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى هِرَقْلَ جاء به دِحْيَةُ الكَلبيُّ فدفَعه إلى عظيمِ بُصرَى فدفَعه عظيمُ بُصرَى إلى هِرَقْلَ فقال هِرَقْلُ : هل ها هنا أحَدٌ مِن قومِ هذا الرَّجُلِ الَّذي يزعُمُ أنَّه نبيٌّ ؟ قالوا : نَعم فدُعِيتُ في نفَرٍ مِن قُرَيشٍ فدخَلْنا على هِرَقْلَ فأجلَسَنا بيْنَ يدَيْهِ فقال : أيُّكم أقرَبُ نسَبًا مِن هذا الرَّجُلِ الَّذي يزعُمُ أنَّه نبيٌّ ؟ قال أبو سُفيانَ : فقُلْتُ : أنا، فأجلَسوني بيْنَ يدَيْه وأجلَسوا أصحابي خَلْفي ثمَّ دعا تَرْجُمانَه فقال : قُلْ لهم : إنِّي سائلٌ هذا الرَّجُلَ عن هذا الَّذي يزعُمُ أنَّه نبيٌّ فإنْ كذَبني فكذِّبوه قال أبو سُفيانَ : واللهِ لولا مخافةُ أنْ يُؤثَرَ عنِّي الكذِبُ لكذَبْتُه ثمَّ قال لِتَرجُمانِه : سَلْه كيف حَسَبُه فيكم ؟ قال : قُلْتُ : هو فينا ذو حَسَبٍ قال : فهل كان مِن آبائِه مَلِكٌ ؟ قُلْتُ : لا، قال : فهل أنتم تتَّهمونَه بالكذِبِ قبْلَ أنْ يقولَ ما قال ؟ قُلْتُ : لا قال : مَن تبِعه : أشرافُ النَّاسِ أم ضُعفاؤُهم ؟ قُلْتُ : بل ضُعفاؤُهم قال : فهل يَزيدونَ أم ينقُصونَ ؟ قال : قُلْتُ : بل يَزيدونَ قال : فهل يرتَدُّ أحَدٌ منهم عن دِينِه بعدَ أنْ يدخُلَ فيه سَخْطَةً له ؟ قال : قُلْتُ : لا قال : فهل قاتَلْتُموه ؟ قال : قُلْتُ : نَعم قال : كيف كان قِتالُكم إيَّاه ؟ قال : قُلْتُ : تكونُ الحربُ سِجالًا بيْنَنا وبيْنَه يُصيبُ منَّا ونُصيبُ منه قال : فهَلْ يغدِرُ ؟ قال : قُلْتُ : لا، ونحنُ منه في مدَّةٍ - أو قال : هُدنةٍ - لا ندري ما هو صانعٌ فيها ما أمكَنني مِن كلمةٍ أُدخِلُ فيها شيئًا غيرَ هذه قال : فهل قال هذا القولَ أحَدٌ قبْلَه ؟ قال : قُلْتُ : لا ثمَّ قال لِتَرجُمانِه : قُلْ له : إنِّي سأَلْتُك عن حَسَبِه فيكم فزعَمْتَ أنَّه فيكم ذو حَسَبٍ فكذلك الرُّسُلُ تُبعَثُ في أحسابِ قومِها وسأَلْتُك : هل كان في آبائِه مَلِكٌ فزعَمْتَ أنْ لا فقُلْتُ : لو كان في آبائِه مَلِكٌ قُلْتُ : رجُلٌ يطلُبُ مُلْكَ آبائِه وسأَلْتُك عن أتباعِه : أضُعفاءُ النَّاسِ أم أشرافُهم ؟ فقُلْتَ : بل ضُعفاؤُهم وهم أتباعُ الرُّسُلِ وسأَلْتُك : هل كُنْتُم تتَّهِمونَه قبْلَ أنْ يقولَ ما قال ؟ فزعَمْتَ أنْ لا وقد عرَفْتُ أنَّه لم يكُنْ لِيدَعَ الكذِبَ على النَّاسِ ثمَّ يذهَبُ فيكذِبَ على اللهِ وسأَلْتُك : هل يرتَدُّ أحَدٌ منهم عن دِينِه بعدَ أنْ يدخُلَه سَخْطةً له فزعَمْتَ أنْ لا وكذلك الإيمانُ إذا خالَطه بَشاشةُ القلوبِ وسأَلْتُك : هل يَزيدونَ أم ينقُصونَ ؟ فزعَمْتَ أنَّهم يَزيدونَ وكذلك الإيمانُ حتَّى يتِمَّ وسأَلْتُك : هل قاتَلْتُموه ؟ فزعَمْتَ أنَّ الحربَ بيْنَكم وبيْنَه سِجالٌ تنالونَ منه وينالُ منكم وكذلك الرُّسُلُ تُبتَلى ثمَّ تكونُ لهم العاقبةُ وسأَلْتُك : هل يغدِرُ ؟ فزعَمْتَ أنْ لا وكذلك الأنبياءُ لا تغدِرُ وسأَلْتُك : هل قال هذا القولَ أحَدٌ قبْلَه ؟ فزعَمْتَ أنْ لا فقُلْتُ : لو كان قال هذا القولَ أحَدٌ قبْلَه قُلْتُ : رجُلٌ يأتَمُّ بقولٍ قبْلَ قولِه قال : ثمَّ ما يأمُرُكم ؟ قال : قُلْتُ : يأمُرُنا بالصَّلاةِ والزَّكاةِ والصِّلةِ والعَفافِ قال : إنْ يَكُنْ ما تقولُ فيه حقًّا فإنَّه نبيٌّ وقد كُنْتُ أعلَمُ أنَّه خارجٌ ولم أظُنَّ أنَّه منكم ولو أنِّي أعلَمُ أنِّي أخلُصُ إليه لَأحبَبْتُ لقاءَه ولو كُنْتُ عندَه لَغسَلْتُ عن قدمَيْهِ ولَيبلُغَنَّ مُلْكُه ما تحتَ قدَميَّ قال : ثمَّ دعا بكتابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقرَأ فإذا فيه : ( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ مِن محمَّدٍ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى هِرَقْلَ عظيمِ الرُّومِ سلامٌ على مَنِ اتَّبَع الهدى أمَّا بعدُ فإنِّي أدعوك بدِعايةِ الإسلامِ أسلِمْ تسلَمْ وأسلِمْ يُؤتِك اللهُ أَجْرَك مرَّتينِ فإنْ تولَّيْتَ فإنَّ عليك إِثْمَ الأَرِيسيِّينَ : {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ} [آل عمران: 64] إلى قولِه : {اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64] فلمَّا فرَغ مِن قراءةِ الكتابِ ارتفَعتِ الأصواتُ عندَه وكثُر اللَّغَطُ فأمَر بنا فأُخرِجْنا فقُلْتُ لِأصحابي حينَ خرَجْنا : لقد جَلَّ أمرُ ابنِ أبي كَبْشةَ، إنَّه لَيخافُه مَلِكُ بني الأصفرِ قال : فما زِلْتُ مُوقنًا بأمرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه سيظهَرُ حتَّى أدخَل اللهُ علَيَّ الإسلامَ

70 - خرَج النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زمَنَ الحُديبيَةِ في بضعَ عشر مئةً مِن أصحابِه حتَّى إذا كانوا بذي الحُليفةِ قلَّد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأشعَر ثمَّ أحرَم بالعمرةِ وبعَث بيْنَ يدَيْهِ عينًا له رجُلًا مِن خُزاعةَ يجيئُه بخبرِ قريشٍ وسار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا كان بغَديرِ الأشطاطِ قريبًا مِن عُسْفانَ أتاه عينُه الخُزاعيُّ فقال: إنِّي ترَكْتُ كعبَ بنَ لُؤيٍّ وعامرَ بنَ لؤيٍّ قد جمَعوا لك الأحابيشَ وجمَعوا لك جموعًا كثيرةً وهم مقاتِلوك وصادُّوك عن البيتِ الحرامِ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أشيروا علَيَّ أترَوْنَ أنْ نميلَ إلى ذراريِّ هؤلاء الَّذين أعانوهم فنُصيبَهم فإنْ قعَدوا قعَدوا مَوتورين محزونين وإنْ نجَوْا يكونوا عُنقًا قطَعها اللهُ أم ترَوْنَ أنْ نؤُمَّ البيتَ فمَن صدَّنا عنه قاتَلْناه ) ؟ فقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضوانُ اللهِ عليه: اللهُ ورسولُه أعلمُ يا نبيَّ اللهِ إنَّما جِئْنا مُعتمرينَ ولم نجِئْ لقتالِ أَحدٍ ولكنْ مَن حال بينَنا وبيْنَ البيتِ قاتَلْناه فقال النَّبيُّ ـ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فرُوحوا إذًا ) قال الزُّهريُّ في حديثِه: وكان أبو هُريرةَ يقولُ: ما رأَيْتُ أحدًا أكثرَ مشاورةً لأصحابِه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال الزُّهريُّ في حديثِه عن عُروةَ عن المِسوَرِ ومَروانَ في حديثِهما: فراحوا حتَّى إذا كانوا ببعضِ الطَّريقِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّ خالدَ بنَ الوليدِ بالغَميمِ في خيلٍ لقريشٍ طليعةً فخُذوا ذاتَ اليمينِ ) فواللهِ ما شعَر بهم خالدُ بنُ الوليدِ حتَّى إذا هو بقَترةِ الجيشِ فأقبَل يركُضُ نذيرًا لقريشٍ وسار النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا كان بالثَّنيَّةِ الَّتي يُهبَطُ عليهم منها فلمَّا انتهى إليها برَكتْ راحلتُه فقال النَّاسُ: حَلْ حَلْ فألحَّتْ فقالوا: خلَأتِ القصواءُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ما خلَأتِ القصواءُ وما ذلك لها بخُلُقٍ ولكنْ حبَسها حابسُ الفيلِ ) ثمَّ قال: ( والَّذي نفسي بيدِه لا يسأَلوني خُطَّةً يُعظِّمون فيها حُرماتِ اللهِ إلَّا أعطَيْتُهم إيَّاها ) ثمَّ زجَرها فوثَبتْ به قال: فعدَل عنهم حتَّى نزَل بأقصى الحُديبيَةِ على ثَمَدٍ قليلِ الماءِ إنَّما يتبَرَّضُه النَّاسُ تبرُّضًا فلم يلبَثْ بالنَّاسِ أنْ نزَحوه فشُكي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم العطشُ فانتزَع سهمًا مِن كِنانتِه ثمَّ أمَرهم أنْ يجعَلوه فيه قال: فما زال يَجيشُ لهم بالرِّيِّ حتَّى صدَروا عنه: فبينما هم كذلك إذ جاءه بُدَيْلُ بنُ ورقاءَ الخزاعيُّ في نفرٍ مِن قومِه مِن خُزاعةَ وكانت عَيْبَةَ نُصحِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أهلِ تِهامةَ فقال: إنِّي ترَكْتُ كعبَ بنَ لؤيٍّ وعامرَ بنَ لؤيٍّ نزَلوا أعدادَ مياهِ الحُديبيَةِ معهم العُوذُ المَطافيلُ وهم مقاتلوك وصادُّوك عن البيتِ الحرامِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّا لم نجِئْ لقتالِ أَحدٍ ولكنَّا جِئْنا مُعتمرينَ فإنَّ قريشًا قد نهَكَتْهم الحربُ وأضرَّت بهم فإنْ شاؤوا مادَدْتُهم مدَّةً ويُخلُّوا بيني وبيْنَ النَّاسِ فإنْ ظهَرْنا وشاؤوا أنْ يدخُلوا فيما دخَل فيه النَّاسُ فعَلوا وقد جَمُّوا وإنْ هم أبَوْا فوالَّذي نفسي بيدِه لأُقاتِلَنَّهم على أمري هذا حتَّى تنفرِدَ سالفتي أو لَيُبْدِيَنَّ اللهُ أمرَه ) قال بُدَيْلُ بنُ وَرْقاءَ: سأُبلِغُهم ما تقولُ: فانطلَق حتَّى أتى قريشًا فقال: إنَّا قد جِئْناكم مِن عندِ هذا الرَّجُلِ وسمِعْناه يقولُ قولًا فإنْ شِئْتم أنْ نعرِضَه عليكم فعَلْنا فقال سفهاؤُهم: لا حاجةَ لنا في أنْ تُخبِرونا عنه بشيءٍ وقال ذو الرَّأيِ: هاتِ ما سمِعْتَه يقولُ قال: سمِعْتُه يقولُ كذا وكذا فأخبَرْتُهم بما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقام عندَ ذلك أبو مسعودٍ عُروةُ بنُ مسعودٍ الثَّقفيُّ فقال: يا قومِ ألَسْتُم بالولدِ ؟ قالوا: بلى قال: ألَسْتُ بالوالدِ ؟ قالوا: بلى قال: فهل تتَّهموني ؟ قالوا: لا قال: ألَسْتُم تعلَمون أنِّي استنفَرْتُ أهلَ عُكاظٍ فلمَّا بلَّحوا عليَّ جِئْتُكم بأهلي وولَدي ومَن أطاعني ؟ قالوا: بلى قال: فإنَّ هذا امرؤٌ عرَض عليكم خُطَّةَ رُشدٍ فاقبَلوها ودعوني آتِهِ قالوا: ائتِه فأتاه قال: فجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نحوًا مِن قولِه لبُدَيْلِ بنِ وَرْقاءَ فقال عروةُ بنُ مسعودٍ عندَ ذلك يا محمَّدُ أرأَيْتَ إنِ استأصَلْتَ قومَك هل سمِعْتَ أحدًا مِن العربِ اجتاح أصلَه قبْلَك وإنْ تكُنِ الأخرى فواللهِ إنِّي أرى وجوهًا وأرى أشوابًا مِن النَّاسِ خُلَقاءَ أنْ يفِرُّوا ويدَعوك فقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضوانُ اللهِ عليه: امصُصْ ببَظْرِ اللَّاتِ أنحنُ نفِرُّ وندَعُه ؟ فقال أبو مسعودٍ: مَن هذا ؟ قالوا: أبو بكرِ بنُ أبي قُحافةَ فقال: أمَا والَّذي نفسي بيدِه لولا يدٌ كانت لك عندي لم أَجْزِك بها لأجَبْتُك وجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكلَّما كلَّمه أخَذ بلِحيتِه والمغيرةُ بنُ شُعبةَ الثَّقفيُّ قائمٌ على رأسِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعليه السَّيفُ والمِغفَرُ فكلَّما أهوى عُروةُ بيدِه إلى لحيةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ضرَب يدَه بنَعْلِ السَّيفِ، وقال: أخِّرْ يدَك عن لحيةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فرفَع عروةُ رأسَه وقال: مَن هذا ؟ فقالوا: المغيرةُ بنُ شُعبةَ الثَّقفيُّ فقال: أيْ غُدَرُ، أولَسْتُ أسعى في غَدرَتِك وكان المغيرةُ بنُ شُعبةَ صحِب قومًا في الجاهليَّةِ فقتَلهم وأخَذ أموالَهم ثمَّ جاء فأسلَم فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أمَّا الإسلامُ فأقبَلُ وأمَّا المالُ فلَسْتُ منه في شيءٍ ) قال: ثمَّ إنَّ عروةَ جعَل يرمُقُ صحابةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعينِه فواللهِ ما يتنخَّمُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نُخامةً إلَّا وقَعتْ في كفِّ رجُلٍ منهم فدلَك بها وجهَه وجِلدَه وإذا أمَرهم انقادوا لأمرِه وإذا توضَّأ كادوا يقتتلون على وَضوئِه وإذا تكلَّم خفَضوا أصواتَهم عندَه وما يُحِدُّون إليه النَّظرَ تعظيمًا له فرجَع عروةُ بنُ مسعودٍ إلى أصحابِه فقال: أيْ قومِ واللهِ لقد وفَدْتُ إلى الملوكِ ووفَدْتُ إلى كسرى وقيصرَ والنَّجاشيِّ واللهِ ما رأَيْتُ ملِكًا قطُّ يُعظِّمُه أصحابُه ما يُعظِّمُ أصحابُ محمَّدٍ محمَّدًا وواللهِ إنْ يتنخَّمُ نُخامةً إلَّا وقَعت في كفِّ رجُلٍ منهم فدلَك بها وجهَه وجِلْدَه وإذا أمَرهم ابتدَروا أمرَه وإذا توضَّأ اقتتلوا على وَضوئِه وإذا تكلَّم خفَضوا أصواتَهم عندَه وما يُحِدُّون إليه النَّظرَ تعظيمًا له وإنَّه قد عرَض عليكم خُطَّةَ رُشدٍ فاقبَلوها فقال رجُلٌ مِن بني كِنانةَ دعوني آتِه فلمَّا أشرَف على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هذا فلانٌ مِن قومٍ يُعظِّمون البُدنَ فابعَثوها له قال: فبُعِثَتْ واستقبَله القومُ يُلَبُّون فلمَّا رأى ذلك قال: سُبحانَ اللهِ لا ينبغي لهؤلاء أنْ يُصَدُّوا عن البيتِ فلمَّا رجَع إلى أصحابِه قال: رأَيْتُ البُدْنَ قد قُلِّدتْ وأُشعِرَتْ فما أرى أنْ يُصَدُّوا عن البيتِ فقام رجُلٌ منهم يُقالُ له: مِكرَزٌ فقال: دعوني آتِهِ فقالوا: ائتِه فلمَّا أشرَف عليهم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هذا مِكرَزٌ وهو رجُلٌ فاجرٌ ) فجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبينما هو يُكلِّمُه إذ جاءه سُهيلُ بنُ عمرٍو قال مَعْمَرٌ: فأخبَرني أيُّوبُ السَّخْتِيانيُّ عن عِكرمةَ قال: فلمَّا جاء سُهيلٌ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هذا سُهيلٌ قد سهَّل اللهُ لكم أمرَكم ) قال مَعْمَرٌ في حديثِه عن الزُّهريِّ عن عُروةَ عن المِسوَرِ ومَروانَ: فلمَّا جاء سُهيلٌ قال: هاتِ اكتُبْ بينَنا وبينَكم كتابًا فدعا الكاتبَ فقال: اكتُبْ بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فقال سُهيلٌ: أمَّا الرَّحمنُ فلا أدري واللهِ ما هو ولكِنِ اكتُبْ باسمِك اللَّهمَّ ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( اكتُبْ هذا ما قاضى عليه محمَّدٌ رسولُ اللهِ ) فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: لو كنَّا نعلَمُ أنَّك رسولُ اللهِ ما صدَدْناك عن البيتِ ولا قاتَلْناك ولكِنِ اكتُبْ: محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( واللهِ إنِّي لَرسولُ اللهِ وإنْ كذَّبْتُموني اكتُبْ محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ ) قال الزُّهريُّ: وذلك لقولِه: لا يسأَلوني خُطَّةً يُعظِّمون فيها حُرماتِ اللهِ إلَّا أعطَيْتُهم إيَّاها وقال في حديثِه عن عُروةَ عنِ المِسوَرِ ومَروانَ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( على أنْ تُخَلُّوا بينَنا وبيْنَ البيتِ فنطوفَ به فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: إنَّه لا يتحدَّثُ العربُ أنَّا أُخِذْنا ضُغطةً ، ولكِنْ لك مِن العامِ المقبِلِ، فكتَب، فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: على أنَّه لا يأتيك منَّا رجُلٌ وإنْ كان على دِينِك أو يُريدُ دينَك إلَّا ردَدْتَه إلينا فقال المسلِمونَ: سُبحانَ اللهِ كيف يُرَدُّ إلى المشركينَ وقد جاء مسلِمًا فبينما هم على ذلك إذ جاء أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو يرسُفُ في قيودِه قد خرَج مِن أسفلِ مكَّةَ حتى رمى بنفسِه بيْنَ المسلمينَ فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: يا محمَّدُ هذا أوَّلُ مَن نُقاضيك عليه أنْ ترُدَّه إليَّ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّا لم نُمضِ الكتابَ بعدُ فقال: واللهِ لا أُصالِحُك على شيءٍ أبدًا فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فأَجِزْه لي ) فقال: ما أنا بمُجيزِه لك قال: فافعَلْ قال: ما أنا بفاعلٍ قال مِكرَزٌ: بل قد أجَزْناه لك فقال أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو: يا معشرَ المسلمينَ أُرَدُّ إلى المشركين وقد جِئْتُ مسلِمًا ألا ترَوْنَ إلى ما قد لقيتُ وكان قد عُذِّب عذابًا شديدًا في اللهِ - فقال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضوانُ اللهِ عليه: واللهِ ما شكَكْتُ منذُ أسلَمْتُ إلَّا يومَئذٍ فأتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ: ألَسْتَ رسولَ اللهِ حقًّا ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: ألَسْنا على الحقِّ وعدوُّنا على الباطلِ ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: فلِمَ نُعطي الدَّنيَّةَ في دِيننِا إذًا ؟ قال: ( إنِّي رسولُ اللهِ ولَسْتُ أعصي ربِّي وهو ناصري ) قُلْتُ: أوليسَ كُنْتَ تُحدِّثُنا أنَّا سنأتي البيتَ فنطوفُ به ؟ قال ( بلى فخبَّرْتُك أنَّك تأتيه العامَ ؟ ) قال: لا قال: ( فإنَّك تأتيه فتطوفُ به قال: فأتَيْتُ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ رضوانُ اللهِ عليه فقُلْتُ: يا أبا بكرٍ أليس هذا نبيَّ اللهِ حقًّا ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: أولَسْنا على الحقِّ وعدوُّنا على الباطلِ ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: فلِمَ نُعطي الدَّنيَّةَ في دِينِنا إذًا ؟ قال: أيُّها الرَّجلُ إنَّه رسولُ اللهِ وليس يعصي ربَّه وهو ناصرُه فاستمسِكْ بغَرْزِه حتَّى تموتَ فواللهِ إنَّه على الحقِّ قُلْتُ: أوليس كان يُحدِّثُنا أنَّا سنأتي البيتَ ونطوفُ به ؟ قال: بلى قال فأخبَرك أنَّا نأتيه العامَ ؟ قُلْتُ: لا قال: فإنَّك آتيه وتطوفُ به قال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضوانُ اللهِ عليه فعمِلْتُ في ذلك أعمالًا - يعني في نقضِ الصَّحيفةِ - فلمَّا فرَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن الكتابِ أمَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصحابَه فقال: ( انحَروا الهَدْيَ واحلِقوا ) قال: فواللهِ ما قام رجُلٌ منهم رجاءَ أنْ يُحدِثَ اللهُ أمرًا فلمَّا لم يقُمْ أحَدٌ منهم قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدخَل على أمِّ سلَمةَ فقال: ما لقيتُ مِن النَّاسِ قالت أمُّ سلَمةَ: أوَتُحِبُّ ذاك، اخرُجْ ولا تُكلِّمَنَّ أحدًا منهم كلمةً حتَّى تنحَرَ بُدنَكَ وتدعوَ حالقَك فقام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخرَج ولم يُكلِّمْ أحدًا منهم حتَّى نحَر بُدْنَه ثمَّ دعا حالقَه فحلَقه فلمَّا رأى ذلك النَّاسُ جعَل بعضُهم يحلِقُ بعضًا حتَّى كاد بعضُهم يقتُلُ بعضًا قال: ثمَّ جاء نِسوةٌ مؤمناتٌ فأنزَل اللهُ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} [الممتحنة: 10] إلى آخِرِ الآيةِ قال: فطلَّق عمرُ رضوانُ اللهِ عليه امرأتينِ كانتا له في الشِّركِ فتزوَّج إحداهما معاويةُ بنُ أبي سُفيانَ والأخرى صفوانُ بنُ أميَّةَ قال: ثمَّ رجَع صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى المدينةِ فجاءه أبو بَصيرٍ رجُلٌ مِن قريشٍ وهو مسلِمٌ فأرسَلوا في طلبِه رجُلينِ وقالوا: العهدَ الَّذي جعَلْتَ لنا فدفَعه إلى الرَّجُلينِ فخرَجا حتَّى بلَغا به ذا الحليفةِ فنزَلوا يأكُلون مِن تمرٍ لهم فقال أبو بَصيرٍ لأَحدِ الرَّجُلينِ: واللهِ لَأرى سيفَك هذا يا فلانُ جيِّدًا فقال: أجَلْ واللهِ إنَّه لَجيِّدٌ لقد جرَّبْتُ به ثمَّ جرَّبْتُ فقال أبو بَصيرٍ: أَرِني أنظُرْ إليه فأمكَنه منه فضرَبه حتَّى برَد وفرَّ الآخَرُ حتَّى أتى المدينةَ فدخَل المسجدَ يعدو فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لقد رأى هذا ذُعْرًا فلمَّا انتهى إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: قُتِل واللهِ صاحبي وإنِّي لَمقتولٌ فجاء أبو بَصيرٍ فقال: يا نبيَّ اللهِ قد واللهِ أوفى اللهُ ذمَّتَك قد ردَدْتَني إليهم ثمَّ أنجاني اللهُ منهم فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ويلُ امِّه لو كان معه أحَدٌ فلمَّا سمِع بذلك عرَف أنَّه سيرُدُّه إليهم مرَّةً أخرى فخرَج حتَّى أتى سِيفَ البحرِ قال: وتفلَّت منهم أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو فلحِق بأبي بَصيرٍ فجعَل لا يخرُجُ مِن قريشٍ رجُلٌ أسلَم إلَّا لحِق بأبي بَصيرٍ حتَّى اجتمَعت منهم عصابةٌ قال: فواللهِ ما يسمَعون بِعِيرٍ خرَجتْ لقريشٍ إلى الشَّامِ إلَّا اعترَضوا لها فقتَلوهم وأخَذوا أموالَهم فأرسَلتْ قريشٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تُناشِدُه اللهَ والرَّحِمَ لَمَا أرسَل إليهم ممَّن أتاه فهو آمِنٌ فأرسَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليهم فأنزَل اللهُ جلَّ وعلا: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ} [الفتح: 24] حتَّى بلَغ {حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [الفتح: 26] وكانت حميَّتُهم أنَّهم لم يُقِرُّوا أنَّه نبيُّ اللهِ ولم يُقِرُّوا ببِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

71 - لم أتخلَّفْ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غزوةٍ غزاها حتَّى كانت غزوةُ تبوكَ إلَّا بدر، ولم يُعاتِبِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحدًا تخلَّف عن بدرٍ إنَّما خرَج النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُريدُ العيرَ وخرَجَت قريشٌ مُغيثينَ لعيرِهم فالتقَوا على غيرِ موعدٍ كما قال اللهُ ولعَمْري إنَّ أشرفَ مشاهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في النَّاسِ لَبدرٌ وما أُحِبُّ أنِّي كُنْتُ شهِدْتُها مكانَ بيعتي ليلةَ العَقبةِ حينَ تواثَقْنا على الإسلامِ ولم أتخلَّفْ بعدُ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غزوةٍ غزاها حتَّى كانت غزوةُ تبوكَ وهي آخِرُ غزوةٍ غزاها، آذَن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم [ النَّاسَ ] بالرَّحيلِ وأراد أنْ يتأهَّبوا أُهبةَ غزوِهم وذلك حين طاب الظِّلالُ وطابتِ الثِّمارُ وكان قلَّما أراد غزوةً إلَّا ورَّى غيرَها وكان يقولُ: ( الحربُ خَدْعةٌ ) فأراد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غزوةِ تبوكَ أنْ يتأهَّبَ النَّاسُ أُهبَتَه وأنا أيسَرُ ما كُنْتُ قد جمَعْتُ راحلتينِ لي فلم أزَلْ كذلك حتَّى قام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غاديًا بالغداةِ وذلك يومَ الخميسِ ـ وكان يُحِبُّ أنْ يخرُجَ يومَ الخميسِ ـ فأصبَح غاديًا فقُلْتُ: أنطلِقُ إلى السُّوقِ وأشتري جَهازي ثمَّ ألحَقُ بها فانطلَقْتُ إلى السُّوقِ مِن الغدِ فعسُر علَيَّ بعضُ شأني فرجَعْتُ فقُلْتُ: أرجِعُ غدًا إنْ شاء اللهُ فألحَقُ بهم فعسُر علَيَّ بعضُ شأني أيضًا فلم أزَلْ كذلك حتَّى لبَّس بي الذَّنبُ وتخلَّفْتُ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجعَلْتُ أمشي في الأسواقِ وأطرافِ المدنيةِ فيُحزِنُني ألَّا أرى أحدًا تخلَّف عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا رجلًا مغموصًا عليه في النِّفاقِ وكان ليس أحدٌ تخلَّف إلَّا أرى ذلك سيَخفى له وكان النَّاسُ كثيرًا لا يجمَعُهم ديوانٌ وكان جميعُ مَن تخلَّف عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بضعةً وثمانينَ رجلًا ولم يذكُرْني النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى بلَغ تبوكًا فلمَّا بلَغ تبوكًا قال: ( ما فعَل كعبُ بنُ مالكٍ ) ؟ فقال رجلٌ مِن قومي: خلَّفه يا رسولَ اللهِ بُرداهُ والنَّظرُ في عِطْفَيه فقال معاذُ بنُ جبلٍ: بئس ما قُلْتَ واللهِ يا نبيَّ اللهِ ما نعلَمُ إلَّا خيرًا قال: فبَيْنا هم كذلك إذا رجلٌ يزولُ به السَّرابُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( كُنْ أبا خَيثمةَ ) فإذا هو أبو خَيثمةَ فلمَّا قضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غزوةَ تبوكٍ وقفَل ودنا مِن المدينةِ جعَلْتُ أتذكَّرُ ماذا أخرُجُ به مِن سخَطِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأستعينُ على ذلك بكلِّ ذي رأيٍ مِن أهلِ بيتي حتَّى إذا قيل: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُصبِّحُكم بالغداةِ راح عنِّي الباطلُ وعرَفْتُ أنِّي لا أنجو إلَّا بالصِّدْقِ فدخَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضُحًى فصلَّى في المسجدِ ركعتينِ ـ وكان إذا قدِم مِن سفرٍ فعَل ذلك: دخَل المسجدَ فصلَّى فيه ركعتينِ ثمَّ جلَس ـ فجعَل يأتيه مَن تخلَّف فيحلِفون له ويعتذِرون إليه فيستغفرُ لهم ويقبَلُ علانيتَهم ويكِلُ سرائرَهم إلى اللهِ فدخَلْتُ المسجدَ فإذا هو جالسٌ فلمَّا رآني تبسَّم تبسُّمَ المُغضَبِ فجِئْتُ فجلَسْتُ بينَ يدَيهِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ألم تكُنِ ابتَعْتَ ظَهرًا ) ؟ قُلْتُ: بلى يا نبيَّ اللهِ فقال ( ما خلَّفك عنِّي ) ؟ فقُلْتُ: واللهِ لو بينَ يدَيْ أحَدٍ مِن النَّاسِ غيرِك جلَسْتُ لخرَجْتُ مِن سخَطِه عليَّ بعُذْرٍ ولقد أوتيتُ جدَلًا ولكنِّي قد علِمْتُ ـ يا نبيَّ اللهِ ـ أنِّي إنْ حدَّثْتُك اليومَ بقولٍ تجِدُ عليَّ فيه وهو حقٌّ فإنِّي أرجو فيه عقبى اللهِ وإنْ حدَّثْتُك اليومَ بحديثٍ ترضى عنِّي فيه وهو كذِبٌ أوشَك أنْ يُطلِعَك اللهُ علَيَّ واللهِ يا نبيَّ اللهِ ما كُنْتُ قطُّ أيسَرَ ولا أخفَّ حاذًا منِّي حيثُ تخلَّفْتُ عليك فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أمَّا هذا فقد صدَقكم الحديثَ قُمْ حتَّى يقضيَ اللهُ فيك) فقُمْتُ فثار على أثري ناسٌ مِن قومي يؤنِّبونَني فقالوا: واللهِ ما نعلَمُك أذنَبْتَ ذنبًا قطُّ قبْلَ هذا فهلَّا اعتذَرْتَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعُذْرٍ يرضاه عنك فيه وكان استغفارُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سيأتي مِن وراءِ ذلك ولم تقِفْ موقفًا لا ندري ماذا يُقضى لك فيه فلم يزالوا يؤنِّبونَني حتَّى همَمْتُ أنْ أرجِعَ فأُكذِّبَ نفسي فقُلْتُ: هل قال هذا القولَ أحدٌ غيري ؟ قالوا: نَعم قاله هلالُ بنُ أُميَّةَ ومُرارةُ بنُ ربيعةَ فذكَروا رجلينِ صالحينِ شهِدا بدرًا لي فيهما أُسوةٌ فقُلْتُ: واللهِ لا أرجِعُ إليه في هذا أبدًا ولا أُكذِّبُ نفسي ونهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن كلامِنا أيُّها الثَّلاثةُ فجعَلْتُ أخرُجُ إلى السُّوقِ ولا يُكلِّمُني أحدٌ وتنكَّر لنا النَّاسُ حتَّى ما هم بالَّذينَ نعرِفُ وتنكَّر لنا الحيطانُ حتَّى ما هي بالحيطانِ الَّتي نعرِفُ وتنكَّرَت لنا الأرضُ حتَّى ما هي بالأرضِ الَّتي نعرِفُ وكُنْتُ أقوى أصحابي فكُنْتُ أخرُجُ فأطوفُ في الأسواقِ فآتي المسجدَ وآتي النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأُسلِّمُ عليه وأقولُ: هل حرَّك شفَتَيهِ بالسَّلامِ فإذا قُمْتُ أُصلِّي إلى ساريةٍ وأقبَلْتُ على صلاتي نظَر إليَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمؤخِرِ عينَيْه وإذا نظَرْتُ إليه أعرَض عنِّي واشتكى صاحباي فجعَلا يبكيانِ اللَّيلَ والنَّهارَ ولا يُطلِعانِ رؤوسَهما قال: فبَيْنا أنا أطوفُ في الأسواقِ إذا رجلٌ نصرانيٌّ قد جاء بطعامٍ له يبيعُه يقولُ: مَن يدُلُّ على كعبِ بنِ مالكٍ فطفِق النَّاسُ يُشيرونَ له إليَّ فأتاني وأتى بصحيفةٍ مِن ملِكِ غسَّانَ فإذا فيها: أمَّا بعدُ فإنَّه بلَغني أنَّ صاحبَك قد جفاك وأقصاك ولسْتَ بدارِ هوانٍ ولا مَضيعةٍ فالحَقْ بنا نواسِكَ فقُلْتُ: هذا أيضًا مِن البلاءِ فسجَرْتُ لها التَّنُّورَ فأحرَقْتُها فيه فلمَّا مضَت أربعونَ ليلةً إذا رسولٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد أتاني فقال: اعتزِلِ امرأتَك فقُلْتُ: أُطلِّقُها ؟ قال: لا ولكنْ لا تقرَبْها فجاءَتِ امرأةُ هلالِ بنِ أميَّةَ فقالت: يا نبيَّ اللهِ إنَّ هلالَ بنَ أميَّةَ شيخٌ ضعيفٌ فهل تأذَنُ لي أنْ أخدُمَه قال: ( نَعم ولكنْ لا يقرَبَنَّكِ ) قالت: يا نبيَّ اللهِ ما به حركةٌ لشيءٍ ما زال متَّكئًا يبكي اللَّيلَ والنَّهارَ مُذْ كان مِن أمرِه ما كان قال كعبٌ: فلمَّا طال علَيَّ البلاءُ اقتحَمْتُ على أبي قتادةَ حائطَه ـ وهو ابنُ عمِّي ـ فسلَّمْتُ عليه فلم يرُدَّ علَيَّ فقُلْتُ: أنشُدُكَ اللهَ يا أبا قتادةَ أتعلَمُ أنِّي أحب الله ورسوله ؟ فسكَت فقُلْتُ: أنشُدُك اللهَ يا أبا قتادةَ أتعلَمُ أنِّي أُحِبُّ اللهَ ورسولَه ؟ فسكَت فقُلْتُ: أنشُدُك اللهَ يا أبا قتادةَ أتعلَمُ أنِّي أُحِبُّ اللهَ ورسولَه فقال: اللهُ ورسولُه أعلَمُ قال: فلم أملِكْ نفسي أنْ بكَيْتُ ثمَّ اقتحَمْتُ الحائطَ خارجًا حتَّى إذا مضَتْ خمسونَ ليلةً مِن حينِ نهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن كلامِنا صلَّيْتُ على ظهرِ بيتٍ لنا صلاةَ الفجرِ وأنا في المنزلةِ الَّتي قال اللهُ: قد ضاقَت علينا الأرضُ بما رحُبَت وضاقت علينا أنفسُنا إذ سمِعْتُ نداءً مِن ذِروةِ سَلْعٍ أنْ أبشِرْ يا كعبُ بنَ مالكٍ فخرجت ساجدًا وعرَفْتُ أنَّ اللهَ قد جاءنا بالفرَجِ ثمَّ جاء رجلٌ يركُضُ على فرسٍ يُبشِّرُني فكان الصَّوتُ أسرَعَ مِن فرسِه فأعطَيْتُه ثوبيَّ بشارةً ولبِسْتُ ثوبينِ آخَرينِ وكانت توبتُنا نزَلت على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثُلُثَ اللَّيلِ فقالت أمُّ سلَمةَ: يا نبيَّ اللهِ ألا نُبشِّرُ كعبَ بنَ مالكٍ فقال: ( إذًا يحطِمُكم النَّاسُ ويمَنعونَكم النَّومَ سائرَ اللَّيلةِ ) قال: وكانت أمُّ سلَمةَ محسنةً في شأني تُخبِرُني بأمري فانطلَقْتُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هو جالسٌ في المسجدِ وحولَه المسلمونَ وهو يستنيرُ كاستنارِ القمرِ وكان إذا سُرَّ بالأمرِ استنار فجِئْتُ فجلَسْتُ بينَ يدَيْهِ فقال: ( يا كعبُ بنَ مالكٍ أبشِرْ بخيرِ يومٍ أتى عليك منذُ ولدَتْك أمُّك ) قال: فقُلْتُ: يا نبيَّ اللهِ أمِن عندِ اللهِ أم مِن عندِك ؟ قال: ( بل مِن عندِ اللهِ ) ثمَّ تلا عليهم: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} [التوبة: 117] حتَّى بلَغ {هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 118] قال: وفينا نزَلت {اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] قال: فقُلْتُ: يا نبيَّ اللهِ إنَّ مِن توبتي أنِّي لا أُحدِّثُ إلَّا صدقًا وأنْ أنخلَعَ مِن مالي كلِّه صدقةً إلى اللهِ وإلى رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال ( أمسِكْ عليك بعضَ مالِك فهو خيرٌ لك ) قال: فقُلْتُ: فإنِّي أُمسِكُ سهمي الَّذي بخيبرَ قال: فما أنعَمَ اللهُ علَيَّ مِن نعمةٍ بعدَ الإسلامِ أعظَمَ في نفسي مِن صدقي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ صدَقْتُه أنا وصاحباي ألَّا نكونَ كذَبْنا فهلَكْنا كما هلَكوا، وما تعمَّدْتُ لكذبةٍ بعدُ وإنِّي لأرجو أنْ يحفَظَني اللهُ فيما بقي قال الزُّهريُّ: فهذا ما انتهى إلينا مِن حديثِ كعبِ بنِ مالكٍ
 

1 - إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ أنزَلَ القُرآنَ على سَبعةِ أحرُفٍ: عَليمٌ حَكيمٌ، غَفورٌ رَحيمٌ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 9678 التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (8093) أوله في أثناء حديث، وأحمد (9678) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: قرآن - نزول القرآن على سبعة أحرف
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - أهلُ الجنَّةِ ثلاثةٌ : ذو سلطانٍ مُقسِطٌ موفَّقٌ ورجُلٌ رحيمٌ رقيقُ القلبِ بكلِّ ذي قُربى ومُسلِمٍ ورجُلٌ فقيرٌ عفيفٌ مُتصدِّقٌ )
خلاصة حكم المحدث : إسناده على شرط مسلم
الراوي : عياض بن حمار | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7453 التخريج : أخرجه ابن حبان (7453)، واللفظ له، ومسلم (2865)، وأحمد (17484)، باختلاف يسير مطولا، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8016)، بلفظ مقارب مطولا.
التصنيف الموضوعي: إمامة وخلافة - فضيلة الإمام العادل بر وصلة - صلة الرحم وتحريم قطعها إحسان - الحث على الأعمال الصالحة جنة - الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

3 - عن ابنِ عبَّاسٍ قال: {لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [التوبة: 44]، نسَخَتْها التي في النورِ: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} إلى قولِه: {غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 62].
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عكرمة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم : 2771 التخريج : أخرجه أبو داود (2771)، وابن أبي حاتم في ((التفسير)) (14917)، والبيهقي (18622) جميعهم بلفظه.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة التوبة تفسير آيات - سورة النور قرآن - تعلم القرآن وتعليمه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

4 - أَتى رَجُلٌ ابنَ مَسعودٍ بابنِ أخٍ له، فقال: إنَّ هذا ابنُ أخي، وقد شَرِبَ، فقال عبدُ اللهِ: لقد علِمْتُ أوَّلَ حَدٍّ كان في الإسلامِ، امرأةٌ سرَقَتْ، فقُطِعَتْ يدُها، فتَغيَّرَ لذلك وَجهُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَغيُّرًا شديدًا، ثُمَّ قال: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22]".
خلاصة حكم المحدث : إسناده مسلسل بالضعفاء
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 3711 التخريج : أخرجه أحمد (3711) واللفظ له، وعبدالرزاق (13519)، والحميدي (89) مطولاً
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة النور حدود - حد السرقة ونصابها فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - شفقته على أمته حدود - إقامة الحدود في الحضر والسفر حدود - في كم تقطع يد السارق
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

5 - عنِ ابنٍ عبَّاسٍ، {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ...} إلى قولِه: {غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 33-34]: نزَلتْ هذه الآيةُ في المشركينَ، فمَن تاب منهم قبلَ أنْ يُقدَرَ عليه لم يمنَعْه ذلك أنْ يُقامَ فيه الحدُّ الذي أصابَه.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عكرمة مولى ابن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم : 4372 التخريج : أخرجه أبو داود (4372) بلفظه، والنسائي (4046)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (1796) كلاهما باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة المائدة حدود - الحث على إقامة الحدود حدود - حد المحاربين توبة - ما يقبل فيه التوبة وما لا يقبل حدود - قتل الخوارج وأهل البغي
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

6 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ في قَولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} [التغابن: 14] قال: هؤلاء قومٌ من أهلِ مكَّةَ أسلَموا، فأبى أزواجُهم وأولادُهم أنْ يَدَعوهم يُهاجِروا، فلمَّا قَدِموا المدينةَ، فرَأَوُا الناسَ قد تَفقَّهوا في الدِّينِ، هَمُّوا أنْ يُعاقِبوهم، فنَزَلتْ هذه الآيةُ: {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التغابن: 14].
خلاصة حكم المحدث : [فيه] سماك بن حرب في روايته عن عكرمة اضطراب
الراوي : عكرمة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار
الصفحة أو الرقم : 6/ 140 التخريج : أخرجه الطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (6/ 140) بلفظه، والترمذي (3317)، والحاكم (3814 ) كلاهما باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة التغابن علم - الفقه في الدين علم - فضل العالم على الجاهل علم - فضل العلم قرآن - أسباب النزول
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

7 - بيْنا أهلُ الجَنَّةِ في نعيمِهم؛ إذْ سَطَعَ لهم نورٌ، فرَفَعوا رُؤُوسَهم، فإذا الربُّ جلَّ جلالُه قد أشرَفَ عليهم من فوقِهم، فقال: السَّلامُ عليكم يا أهلَ الجَنَّةِ، وهو قولُهُ عزَّ وجلَّ: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [يس: 58]. فلا يلتَفِتون إلى شَيءٍ مما هم فيه من النَّعيمِ ما داموا ينْظُرون إليه حتى يَحتجِبَ عنهم، ويَبقى فيهم بركَتُه ونورُه.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج العواصم والقواصم
الصفحة أو الرقم : 5/ 168 التخريج : أخرجه ابن ماجه (184)، والعقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (2/274)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (6/13)
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة يس جنة - دوام نعيم أهل الجنة وخلودهم جنة - رؤية الله تبارك وتعالى في الجنة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات آداب السلام - كيفية السلام
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

8 - كان رجلٌ مِن الأنصارِ أسلَم ثمَّ ارتدَّ فلحِق بالشِّركِ ثمَّ ندِم فأرسَل إلى قومِه: أنْ سَلوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هل لي مِن توبةٍ ؟ قال: فنزَلت {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} [آل عمران: 86] إلى قولِه: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 89] فأرسَل إليه قومُه فأسلَم
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4477 التخريج : أخرجه النسائي (4068) باختلاف يسير، وأحمد (2218) بنحوه
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة آل عمران ردة - توبة المرتد قرآن - أسباب النزول ردة - أخبار الردة والمرتدين ردة - حد الردة وما يتعلق به
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

9 - إنِّي لأَذكُرُ أوَّلَ رَجُلٍ قَطَعَه؛ أُتِيَ بسارقٍ، فأَمَرَ بقَطعِه، وكأنَّما أُسِفَّ وَجهُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: قالوا: يا رسولَ اللهِ، كأنَّكَ كَرِهتَ قَطعَه؟ قال: وما يَمنَعُني؟! لا تكونوا عَونًا للشَّيطانِ على أخيكم، إنَّه يَنبَغي للإمامِ إذا انتَهى إليه حَدٌّ أنْ يُقيمَه، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ عَفوٌّ يُحِبُّ العَفوَ: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22].
خلاصة حكم المحدث : حسن بشواهده
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 4168 التخريج : أخرجه أحمد (4168) واللفظ له، وعبدالرزاق (13519)، والحميدي (89)
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة النور حدود - الحث على إقامة الحدود حدود - الستر على أهل الحدود حدود - العفو عن الحدود ما لم يبلغ السلطان حدود - في كم تقطع يد السارق
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

10 - عنِ ابنٍ عبَّاسٍ، {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا} [المائدة: 33] إلى قولِه: {غَفُورٍ رَحِيمٍ} [البقرة: 173] نَزَلتْ هذه الآيةُ في المُشرِكينَ، فمَن تابَ منهم من قَبلِ أنْ تَقدِروا عليه، لم يكُنْ عليه سبيلٌ، وليستْ تُحرِّزُ هذه الآيةُ الرَّجُلَ المُسلِمَ مِن الحَدِّ إنْ قَتَلَ أو أفسَدَ في الأرضِ أو حارَبَ اللهَ ورسولَه، ثم لَحِقَ بالكُفارِ قبلَ أنْ يُقدَرَ عليه، لم يَمنَعْه ذلك أنْ يُقامَ فيه الحَدُّ الذي أصابَه.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عكرمة مولى ابن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار
الصفحة أو الرقم : 1795 التخريج : أخرجه أبو داود (4372)، والنسائي (4046)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (1795) واللفظ لهم جميعا.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة المائدة حدود - الحث على إقامة الحدود حدود - حد المحاربين قرآن - أسباب النزول
|أصول الحديث

11 - إنَّ اللهَ ليُلَيِّنُ قُلوبَ رجالٍ فيه حتى تكونَ أليَنَ من اللَّبَنِ، وإنَّ اللهَ ليُشدِّدُ قُلوبَ رجالٍ فيه حتى تكونَ أشَدَّ من الحجارةِ، وإنَّ مَثَلَك يا أبا بكرٍ كمَثَلِ إبراهيمَ، قال: {وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [إبراهيم: 26]، وكمَثَلِ عيسى قال: {وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيرُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]، وإنَّ مَثَلَك يا عُمَرُ كمَثَلِ نوحٍ قال: {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح: 26]، وكمَثَلِ موسى قال: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ}... الآيةَ إلى: {الْعَذِابَ الْأَلِيمَ} [يونس: 88].
خلاصة حكم المحدث : أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج العواصم والقواصم
الصفحة أو الرقم : 8/ 148 التخريج : أخرجه أحمد (3632)، وابن أبي شيبة (37845)، وأبو يعلى (5187) مطولاً باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أنبياء - إبراهيم أنبياء - عيسى مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب مغازي - أسرى غزوة بدر
|أصول الحديث

12 - عن ابْنِ عَبَّاسٍ أنَّ نَفَرًا من أهلِ العِراقِ قالوا لابنِ عبَّاسٍ: يا ابنَ عبَّاسٍ، كيف تَرى هذه الآيةَ التي أُمِرْنا فيها بما أُمِرْنا، ولا يَعمَلُ بها أحَدٌ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النور: 58] الآيةَ، فقال ابنُ عبَّاسٍ: إنَّ اللهَ حَكيمٌ رَحيمٌ بالمُؤمِنينَ، يُحِبُّ السِّترَ، وكان الناسُ ليس لبُيوتِهم سُتورٌ ولا حِجالٌ ، فربَّما دخَلَ الخادمُ، أوِ الولَدُ، أو يَتيمةُ الرجُلِ، والرجُلُ على أهلِه، فأمَرَهمُ اللهُ بالاستِئذانِ في تلك العَوْراتِ، فجاءَهمُ اللهُ بالسُّتورِ والخَيرِ، فلم أرَ أحدًا يَعمَلُ بذلك بعدُ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عكرمة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج زاد المعاد
الصفحة أو الرقم : 2/396 التخريج : أخرجه أبو داود (5192) بلفظه، والقاسم بن سلام في ((الناسخ والمنسوخ)) (406)، والضياء المقدسي في ((المختارة)) (12/ رقم229) كلاهما باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: استئذان - الاستئذان في العورات الثلاث تفسير آيات - سورة النور عقيدة - إثبات صفات الله تعالى إيمان - توحيد الأسماء والصفات علم - سؤال العالم عما لا يعلم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

13 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تلا قولَ اللهِ جلَّ وعلا في إبراهيمَ : {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [إبراهيم: 36] وقال عيسى : {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} [المائدة: 118] فرفَع يدَيْهِ وقال : ( اللَّهمَّ أُمَّتي أُمَّتي ) وبكى فقال اللهُ : يا جِبريلُ اذهَبْ إلى مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ـ وربُّكَ أعلَمُ ـ فسَلْه ما يُبكيه ؟ فأتاه جِبريلُ فسأَله فأخبَره بما قال واللهُ أعلَمُ فقال اللهُ : يا جِبريلُ اذهَبْ إلى مُحمَّدٍ فقُلْ : إنَّا سنُرضِيكَ في أُمَّتِكَ ولا نَسوؤُكَ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7235 التخريج : أخرجه مسلم (202) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - شفقته على أمته قيامة - الشفاعة فضائل سور وآيات - سورة إبراهيم فضائل سور وآيات - سورة المائدة مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

14 - عن أبي ماجدٍ الحَنفيِّ، فذَكَرَ معناه، وقال: وكأنَّما أُسِفَّ وَجهُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يقولُ: ذُرَّ عليه رَمادٌ. [كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: إِنِّي لَأَذْكُرُ أَوَّلَ رَجُلٍ قَطَعَهُ، أُتِيَ بِسَارِقٍ، فَأَمَرَ بِقَطْعِهِ، وَكَأَنَّمَا أُسِفَّ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّكَ كَرِهْتَ قَطْعَهُ؟ قَالَ: " وَمَا يَمْنَعُنِي، لَا تَكُونُوا عَوْنًا لِلشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ، إِنَّهُ يَنْبَغِي لِلْإِمَامِ إِذَا انْتَهَى إِلَيْهِ حَدٌّ أَنْ يُقِيمَهُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَفُوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ]
خلاصة حكم المحدث : حسن بشواهده
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 4169 التخريج : أخرجه أحمد (4169) واللفظ له، وعبدالرزاق (13519)، والحميدي (89)
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة النور حدود - حد السرقة ونصابها فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - شفقته على أمته إيمان - توحيد الأسماء والصفات حدود - العفو عن الحدود ما لم يبلغ السلطان
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

15 - عن أبي الماجدِ قال: جاء رَجُلٌ إلى عبدِ اللهِ، فذَكَرَ القِصَّةَ، وأنشَأَ يُحدِّثُ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: إنَّ أوَّلَ رَجُلٍ قُطِعَ في الإسلامِ -أو مِن المُسلمينَ- رَجُلٌ أُتِيَ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقيلَ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا سرَقَ، فكأنَّما أُسِفَّ وَجهُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَمادًا، فقال بعضُهم: يا رسولَ اللهِ، أيْ يقولُ: ما لكَ؟ فقال: وما يَمنَعُني وأنتم أعْوانُ الشَّيطانِ على صاحبِكم؟! واللهُ عزَّ وجلَّ عَفوٌّ يُحِبُّ العَفوَ، ولا يَنبَغي لوالي أمْرٍ أنْ يُؤتَى بحَدٍّ إلَّا أقامَه، ثُمَّ قَرَأَ: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22]. قال يَحيى: أمْلاه علينا سُفْيانُ إملاءً.
خلاصة حكم المحدث : حسن بشواهده
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 3977 التخريج : أخرجه أحمد (3977) واللفظ له، وعبدالرزاق (13519)، والحميدي (89)
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة النور حدود - الحث على إقامة الحدود حدود - الستر على أهل الحدود حدود - حد السرقة ونصابها فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أحوال النبي
|أصول الحديث

16 - لَمَّا نزلتْ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ} [النساء: 97] قال: كان قومٌ بمكَّةَ قد أسلَموا، وكانوا مُستَخْفينَ بالإسلامِ، فلما خَرَجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى بدرٍ وخَرَجَ المُشرِكون، أخرَجوهم معهم مُكرَهينَ، فأُصيبَ بعضُهُم يومَ بدرٍ مع المُشرِكينَ، فقال المُسلِمونُ: أصحابُنا هؤلاءِ كانوا مُسلِمينَ، أخرَجوهم مُكرَهينَ، فاسْتغفِروا لهم، فنَزَلَتْ، كَتَبوها إلى مَنْ بَقِيَ منهم بمكَّةَ، فخَرَجوا حتى إذا كانوا ببعضِ الطَّريقِ ظَهَرَ عليهم المُشرِكون وعلى خُروجِهم، فلَحِقوهم، فرَدُّوهم، فرَجَعوا معهم فنزلتْ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} [العنكبوت: 10]، فكَتَبَ المُسلِمونَ إليهم بذلك، فنزلتْ: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِن بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل: 110]، فكَتَبوا إليهم بذلك.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج العواصم والقواصم
الصفحة أو الرقم : 1/ 341 التخريج : أخرجه البزار كما في ((مجمع الزوائد)) للهيثمي (7/12)
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة النحل تفسير آيات - سورة النساء تفسير آيات - سورة العنكبوت إيمان - الإيمان بالوحي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم
| شرح الحديث

17 - أنَّ نَفَرًا من أهْلِ العِراقِ قالوا: يا ابنَ عبَّاسٍ، كيف تَرى في هذه الآيةِ التي أُمِرْنا فيها بما أُمِرْنا، ولا يعمَلُ بها أحَدٌ، قَولُ اللهِ عزَّ وجلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم} قرَأَ القَعنَبيُّ إلى {عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النور: 58]؟ قال ابنُ عبَّاسٍ: إنَّ اللهَ حَليمٌ رَحيمٌ بالمُؤمِنينَ، يُحِبُّ السَّترَ، وكان النَّاسُ ليس لبُيوتِهم سُتورٌ ولا حِجالٌ ، فرُبَّما دخَلَ الخادِمُ، أو الوَلَدُ، أو يتيمةُ الرَّجُلِ، والرَّجُلُ على أهْلِه، فأمَرَهمُ اللهُ بالاستِئْذانِ في تلك العَوراتِ، فجاءَهم اللهُ بالسُّتورِ والخَيرِ، فلم أرَ أحدًا يعمَلُ بذلك بعدُ.
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
الراوي : عكرمة مولى ابن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم : 5192 التخريج : أخرجه أبو داود (5192) واللفظ له، والضياء المقدسي في ((المختارة)) (230) باختلاف يسير، وأبو عبيد في ((الناسخ والمنسوخ)) (406) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: استئذان - الاستئذان في العورات الثلاث تفسير آيات - سورة النور إيمان - توحيد الأسماء والصفات بر وصلة - تأديب الأولاد علم - سؤال العالم عما لا يعلم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

18 - أنَّهم جَمَعوا القُرآنَ في مَصاحِفَ في خِلافةِ أبي بَكرٍ، فكان رِجالٌ يَكتُبونَ ويُمْلي عليهم أُبَيُّ بنُ كَعبٍ، فلمَّا انتَهَوْا إلى هذه الآيةِ من سورةِ بَراءةٌ: {ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} [التوبة: 127]، فظَنُّوا أنَّ هذا آخِرُ ما أُنزِلَ منَ القُرآنِ، فقال لهم أُبَيُّ بنُ كَعبٍ: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أقرَأَني بعدَها آيتَيْنِ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]، إلى {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة: 129]، ثُم قال: هذا آخِرُ ما أُنزِلَ منَ القُرآنِ، قال: فخُتِمَ بما فُتِحَ به، باللهِ الذي لا إلهَ إلَّا هو، وهو قولُ اللهِ تَبارَكَ وتعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25].
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : أبي بن كعب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 21226 التخريج : أخرجه عبدالله بن أحمد في ((زوائد المسند)) (21226) واللفظ له، والضياء في ((الأحاديث المختارة)) (1155)
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الأنبياء قرآن - تأليف القرآن قرآن - جمع القرآن قراءات - سورة التوبة قرآن - تسمية السور
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

19 - عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنه بعَثَ رَهْطًا، وبعَثَ عليهم أبا عُبَيْدةَ، فلمَّا ذهَبَ لِينطلِقَ بكَى صَبابةً إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فجلَسَ، فبعَثَ عليهم عبدَ اللهِ بنَ جَحْشٍ مَكانَه، وكتَبَ له كِتابًا، وأمَرَه ألَّا يَقرَأَ الكِتابَ حتى يبلُغَ مَكانَ كذا وكذا، وقال: لا تُكْرِهَنَّ أحَدًا من أصحابِكَ على المَسيرِ معك، فلمَّا قرَأَ الكِتابَ استرْجَعَ ، وقالَ: سَمْعٌ وطاعةٌ للهِ ولرَسولِه، فخبَّرَهم الخَبَرَ، وقرَأَ عليهم الكِتابَ، فرجَعَ رجُلانِ، ومضى بقِيَّتُهم، فلَقُوا ابنَ الحَضْرمِيِّ، فقَتَلوه، ولم يَدْروا أنَّ ذلك اليومَ من رجَبٍ أو جُمادَى، فقال المُشرِكونَ للمُسلِمينَ: قتَلْتُم في الشَّهْرِ الحَرامِ. فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجَلَّ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ} [البقرة: 217] الآيةَ، فقال بَعضُهم: إنْ لم يكونوا أصابوا وِزْرًا فليس لهم أجْرٌ، فأنزلَ اللهُ عزَّ وجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 218].
خلاصة حكم المحدث :  [له طرق بمجموعها يكون صحيحا]
الراوي : جندب بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم :  7/ 42   التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (2/ 162) (1670) واللفظ له، والنسائي في ((الكبرى)) (8752)، وأبو يعلى (1534) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة البقرة حج - الأشهر الحرم قرآن - أسباب النزول مغازي - سرية عبد الله بن جحش جهاد - لا يغزى في الشهر الحرام
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

20 - إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ أمَرَني أنْ أُعلِّمَكم ما جَهِلتُم.. فذَكَرَ الحديثَ، وقال: الضَّعيفُ الذي لا زَبْرَ له، الذين هم فيكم تَبَعٌ، لا يَبتَغونَ أهلًا، ولا مالًا، قال: قال رَجُلٌ لمُطرِّفٍ: يا أبا عبدِ اللهِ، أمِن المَوالي هو، أو مِن العَرَبِ؟ قال: هو التَّابعةُ يكونُ للرَّجُلِ، يُصيبُ مِن خَدَمِه سِفاحًا غيرَ نِكاحٍ، وقال: أهلُ الجنَّةِ ثلاثةٌ: ذو سُلطانٍ مُقسِطٌ مُصدِّقٌ مُوقِنٌ، ورَجُلٌ رَحيمٌ رَقيقُ القَلبِ بكل ذي قُربى ومُسلمٍ، ورَجُلٌ عَفيفٌ فَقيرٌ مُتصدِّقٌ، قال هَمَّامٌ: قال بعضُ أصحابِ قَتادةَ، ولا أعلَمُه إلَّا قال يونُسُ الإسْكافُ: قال لي: إنَّ قَتادةَ لم يَسمَعْ حديثَ عياضِ بنِ حِمارٍ، مِن مُطرِّفٍ، قُلتُ: هو حَدَّثَنا عن مُطرِّفٍ، وتقولُ أنت: لم يَسمَعْه مِن مُطرِّفٍ؟! قال: فجاء أعْرابيٌّ، فجَعَلَ يَسأَلُه، واجترَأَ عليه، قال: فقُلْنا للأعْرابيِّ: سَلْه: هل سَمِعَ حديثَ عياضِ بنِ حِمارٍ، مِن مُطرِّفٍ، فسَأَلَه، فقال: لا، حَدَّثَني أربعةٌ عن مُطرِّفٍ، فسَمَّى ثلاثةً، الذي قُلتُ لكم.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : عياض بن حمار | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 18340 التخريج : أخرجه مسلم (2865)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8070)، وأحمد (18340) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: إمامة وخلافة - فضيلة الإمام العادل سؤال - فضل التعفف والتصبر آداب عامة - الأخلاق الحميدة الحسنة اعتصام بالسنة - تعليم النبي السنن لأصحابه جنة - الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

21 - بينا أهلُ الجَنَّةِ في مجلِسٍ لهم؛ إذ سَطَعَ لهم نورٌ على بابِ الجَنَّةِ فيَرفَعون رُؤُوسَهم، فإذا الربُّ تَبارك وتَعالى قد أشرَفَ، قال: يا أهلَ الجَنَّةِ، سَلوني، قالوا: نَسأَلُك الرِّضا عنا، قال: رِضاي: أُحِلُّكم داري، وأنالُكم كَرامَتي، هذا أوانُها، فسَلوني، قالوا: نسأَلُك الزِّيادةَ، قال: فيُؤتَوْن بنَجائِبَ من ياقوتٍ أحمَرَ، أزِمَّتُها زُمُرُّدٌ أخضَرُ، وياقوتٌ أحمَرُ، فجاؤوا عليها تضَعُ حوافِرَها عندَ مُنتهى طَرَفِها، فيأمُرُ اللهُ عزَّ وجلَّ بأشجارٍ عليها الثِّمارُ، فتَجيءُ جَواري الحورِ العِينِ، وهُن يَقُلْنَ: نحنُ الناعِماتُ فلا نَبأَسُ ، ونحنُ الخالِداتُ فلا نموتُ، أزواجُ قومٍ مُؤمِنينَ كِرامٍ، ويأمُرُ اللهُ عزَّ وجلَّ بكُثبانٍ من مِسكٍ أبيضَ أذفَرَ، فيُثيرُ عليهم رِيحًا يُقالُ لها: المثيرةُ حتى تَنتهيَ بهم إلى جَنَّةِ عَدنٍ ، وهي قَصبةُ الجَنَّةِ، فتقولُ الملائكةُ: يا ربَّنا، قد جاءَ القومُ، فيقولُ: مرحبًا بالصادِقينَ، مرحبًا بالطائِعينَ، قال: فيُكشَفُ لهم الحِجابُ، فينْظُرون اللهَ تَبارك وتَعالى، فيتمَتَّعون بنُورِ الرحمنِ حتى لا ينظُرَ بعضُهم بعضًا، ثم يقولُ: أَرجِعوهم إلى قُصورٍ بالتُّحفِ، فيَرجِعون وقد أبصَرَ بعضُهم بعضًا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فذلِك قولُه تَعالى: {نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} [فصلت: 32].
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج العواصم والقواصم
الصفحة أو الرقم : 5/ 168 التخريج : أخرجه ابن ماجه (184)، والعقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (2/274) بنحوه مختصراً، والبيهقي في ((البعث والنشور)) (448) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: جنة - إحلال الرضوان على أهل الجنة جنة - شجر الجنة جنة - صفة الجنة جنة - نساء الجنة جنة - رؤية الله تبارك وتعالى في الجنة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

22 - إنَّ اللهَ أمَرني أنْ أُعلِّمَكم ما جهِلْتُم ممَّا علَّمني يومي هذا : إنَّ كلَّ ما أنحَلْتُه عبدي حلالٌ وإنِّي خلَقْتُ عبادي حُنفاءَ كلَّهم وإنَّه أتَتْهم الشَّياطينُ فاجتالَتْهم عن دِينِهم وحرَّمتْ عليهم ما أحلَلْتُ لهم فأمَرَتْهم أنْ يُشرِكوا بي ما لم أُنزِّلْ به سُلطانًا وإنَّ اللهَ اطَّلَع إلى أهلِ الأرضِ فمقَتهم عرَبَهم وعجَمَهم غيرَ بقايا مِن أهلِ الكتابِ فقال : يا مُحمَّدُ إنَّما بعَثْتُك لِأبتليَك وأبتليَ بك وأُنزِلَ عليك كتابًا لا يغسِلُه الماءُ تقرَؤُه يقظانَ ونائمًا وإنَّ اللهَ جلَّ وعلا أمَرني أنْ أُخبِرَ قُريشًا فقُلْتُ : إذَنْ يثلَغوا رأسي فيترُكوه خُبزةً قال فاستخرِجْهم كما استخرَجوك واغزُهم يستَغْزُوك وأنفِقْ يُنفَقْ عليك وابعَثْ جيشًا نبعَثْ خمسةً أمثالَهم وقاتِلْ بمَنْ أطاعك مَنْ عصاك وقال : أصحابُ الجنَّةِ ثلاثةٌ : إمامٌ مُقسِطٌ مُصَّدِّقٌ موفَّقٌ ورجُلٌ رحيمٌ رقيقُ القلبِ بكلِّ ذي قُربى ومسلمٍ ورجُلٌ عفيفٌ فقيرٌ مُصَّدِّقٌ وقال : أصحابُ النَّارِ خمسةٌ : رجُلٌ جائرٌ لا يخفَى له طمَعٌ وإنْ دقَّ ورجُلٌ لا يُمسي ولا يُصبِحُ إلَّا وهو يُخادِعُك عن أهلِك ومالِك، والضَّعيفُ الَّذينَ هم فيكم تَبَعٌ لا يَبْغُونَ أهلًا ولا مالًا ) فقال له رجُلٌ : يا أبا عبدِ اللهِ أمِنَ الموالي هو أو مِن العرَبِ ؟ قال : هو التَّابعةُ يكونُ للرَّجُلِ فيُصيبُ مِن حُرمتِه سِفاحًا غيرَ نكاحٍ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عياض بن حمار | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 653 التخريج : أخرجه ابن حبان (653)، واللفظ له، ومسلم (2865)، وأحمد (17484)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (17/ 358) (987)، وأبو داود الطيالسي (1175)، باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: جهاد - فضل الجهاد إمامة وخلافة - فضيلة الإمام العادل قرآن - فضل القرآن على سائر الكلام إيمان - كلام الله بر وصلة - رحمة الناس عامة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

23 - وقال العبَّاسُ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي كنتُ مُسلِمًا. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اللهُ أَعلَمُ بإسلامِكَ، فإنْ يَكنْ كما تَقولُ؛ فاللهُ يَجزيكَ، فافدِ نَفْسَك، وابنَيْ أَخوَيْكَ: نَوفَلَ بنَ الحارِثِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ، وعَقيلَ بنَ أبي طالِبِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ، وحَليفَكَ عُتبَةَ بنَ عَمرِو بنِ جَحدَمٍ، أخا بَني الحارِثِ بنِ فِهرٍ. فقال: ما ذاك عِندي يا رسولَ اللهِ، قال: فأين المالُ الَّذي دفَنتَ أنت وأُمُّ الفَضلِ، فقلتَ لها: إنْ أُصِبتُ؛ فهذا المالُ لِبَنِيَّ: الفَضلِ، وعبدِ اللهِ، وقُثَمَ؟! فقال: واللهِ يا رسولَ اللهِ، إنِّي أَشهَدُ أنَّكَ رسولُ اللهِ، إنَّ هذا لَشيءٌ ما علِمَه أَحَدٌ غَيري، وغَيرُ أُمِّ الفَضلِ! فاحسُب لي يا رسولَ اللهِ ما أصَبتُم مِنِّي عِشرين أوقيَّةً مِن مالٍ كان معي. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: [لا] أَفعَلُ. ففَدى العبَّاسُ نَفسَه، وابنَيْ أَخوَيْه، وحَليفَه، وأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال: 70] فأَعطاني مَكانَ العِشرين الأوقيَّةِ في الإسلامِ عِشرين عَبدًا، كُلُّهم في يَدِه مالٌ يَضرِبُ به، مع ما أَرجو مِن مَغفِرَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 5/336 التخريج : أخرجه الحاكم (5409)، والبيهقي (13229)
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي قرآن - أسباب النزول جهاد - فداء الأسارى مناقب وفضائل - العباس بن عبد المطلب
|أصول الحديث

24 - لمَّا كان يومُ بَدرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ما تقولونَ في هؤلاء الأَسْرى؟"، قال: فقال أبو بَكرٍ: يا رسولَ اللهِ، قَومُكَ وأهلُكَ، استبْقِهم، واسْتأْنِ بهم؛ لعلَّ اللهَ أنْ يتوبَ عليهم، قال: وقال عُمَرُ: يا رسولَ اللهِ، أَخرَجوكَ وكذَّبوكَ، قرِّبْهم فاضْرِبْ أَعناقَهم، قال: وقال عبدُ اللهِ بنُ رَواحةَ: يا رسولَ اللهِ، انظُرْ واديًا كثيرَ الحَطبِ، فأَدخِلْهم فيه، ثُمَّ أَضرِمْ عليهم نارًا، قال: فقال العبَّاسُ: قطَعْتَ رَحِمَكَ، قال: فدخَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولم يرُدَّ عليهم شيئًا، قال: فقال ناسٌ: يأخُذُ بقَولِ أبي بَكرٍ، وقال ناسٌ: يأخُذُ بقَولِ عُمَرَ، وقال ناسٌ: يأخُذُ بقَولِ عبدِ اللهِ بنِ رَواحةَ، قال: فخرَجَ عليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: "إنَّ اللهَ ليُلينُ  قلوبَ رجالٍ فيه، حتى تكونَ أليَنَ مِن اللَّبَنِ، وإنَّ اللهَ ليَشُدُّ قلوبَ رجالٍ فيه، حتى تكونَ أشدَّ مِن الحِجارةِ، وإنَّ مَثلَكَ يا أبا بَكرٍ كمَثلِ إبراهيمَ عليه السَّلامُ، قال: {مَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [إبراهيم: 36]، ومَثلُكَ يا أبا بَكرٍ كمَثلِ عيسى، قال: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]، وإنَّ مَثلَكَ يا عُمَرُ كمَثلِ نوحٍ، قال: {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح: 26]، وإنَّ مَثلَكَ يا عُمَرُ كمَثلِ موسى، قال: ربِّ {اشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [يونس: 88]، أنتم عالَةٌ، فلا ينفلِتَنَّ منهم أحدٌ إلَّا بفِداءٍ، أو ضَربةِ عُنُقٍ"، قال عبدُ اللهِ: فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، إلَّا سُهَيلُ ابنَ بَيضاءَ، فإنِّي قد سمِعْتُه يذكُرُ الإسلامَ، قال: فسكَتَ، قال: فما رأَيْتُني في يومٍ، أخوَفَ أنْ تقَعَ عليَّ حِجارةٌ مِن السَّماءِ في ذلك اليومِ، حتى قال: "إلَّا سُهيلُ ابنَ بَيضاءَ"، قال: فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 67]، إلى قَولِه: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 68].
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 3632 التخريج : أخرجه الترمذي (1714، 3084) مفرقاً مختصراً، وأحمد (3632) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: أنبياء - إبراهيم مغازي - غزوة بدر جهاد - الأسرى جهاد - فداء الأسارى مغازي - أسرى غزوة بدر
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

25 - عن عائشةَ زوجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ قال لها أهلُ الإفكِ ما قالوا فبرَّأها اللهُ منه قال الزُّهريُّ : وكلُّهم حدَّثني طائفةً مِن حديثِها وبعضُهم أوعى مِن بعضٍ وأثبَتُ له اقتصاصًا وقد وعَيْتُ عن كلِّ واحدٍ منهم الحديثَ الَّذي حدَّثني عن عائشةَ وبعضُ حديثِهم يُصدِّقُ بعضًا زعَموا أنَّ عائشةَ رضِي اللهُ عنها قالت : كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أراد أنْ يخرُجَ سفَرًا أقرَع بَيْنَ أزواجِه فأيَّتُهنَّ خرَج سهمُها خرَج بها معه فأقرَع بَيْنَنا في غَزاةٍ غزاها فخرَج سهمي فخرَجْتُ معه بعدَما أُنزِل الحجابُ وأنا أُحمَلُ في هَوْدجي وأنزِلُ فيه فسِرْنا حتَّى إذا فرَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن غزوتِه تلك قفَل ودنَوْنا مِن المدينةِ فآذَن ليلةً بالرَّحيلِ فقُمْتُ فمشَيْتُ حتَّى جاوَزْتُ الجيشَ فلمَّا قضَيْتُ شأني أقبَلْتُ إلى الرَّحْلِ فلمَسْتُ صدري فإذا عِقْدٌ لي مِن جَزْعِ أظفارٍ قدِ انقطَع فرجَعْتُ فالتمَسْتُ عِقدي فحبَسني ابتغاؤُه فأقبَل الَّذينَ يرحَلونَ بي فاحتمَلوا هَوْدجي فرحَلوه على بعيري الَّذي كُنْتُ أركَبُ وهم يحسَبونَ أنِّي فيه وكان النِّساءُ إذ ذاكَ خِفافًا لَمْ يثقُلْنَ ولَمْ يغشَهنَّ اللَّحمُ وإنَّما يأكُلْنَ العُلقةَ مِن الطَّعامِ فلَمْ يستنكِرِ القومُ حينَ رفَعوه ثِقَلَ الهَوْدجِ فاحتمَلوه وكُنْتُ جاريةً حديثةَ السِّنِّ فبعَثوا الجمَلَ وساروا فوجَدْتُ عِقدي بعدَما استمرَّ الجيشُ فجِئْتُ منزِلَهم وليس فيه أحَدٌ فأقمَتْ منزِلي الَّذي كُنْتُ به وظنَنْتُ أنَّهم سيفقِدوني فيرجِعونَ إلَيَّ فبَيْنا أنا جالسةٌ غلَبَتْني عينايَ فنِمْتُ وكان صفوانُ بنُ المعطَّلِ السُّلَميُّ ثمَّ الذَّكوانيُّ مِن وراءِ الجيشِ فأصبَح عندَ منزلي فرأى سوادَ إنسانٍ نائمٍ وكان يراني قبْلَ الحجابِ فاستيقَظْتُ باسترجاعِه حينَ عرَفني فخمَّرْتُ وجهي بجِلْبابي واللهِ ما تكلَّمْتُ بكلمةٍ ولا سمِعْتُ منه كلمةً غيرَ استرجاعِه حتَّى أناخ راحلتَه فوطِئ يدَها فركِبْتُها فانطلَق يقودُ بي الرَّاحلةَ حتَّى أتَيْنا الجيشَ بعدَما نزَلوا معرِّسينَ في نحرِ الظَّهيرةِ فهلَك مَن هلَك وكان الَّذي تولَّى كِبْرَ الإفكِ عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلولٍ فقدِمْنا المدينةَ فاشتكَيْتُ بها شهرًا والنَّاسُ يُفيضونَ في قولِ أصحابِ الإفكِ ويَريبني في وجَعي أنِّي لا أرى مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللُّطْفَ الَّذي كُنْتُ أرى منه حينَ أمرَضُ إنَّما يدخُلُ فيُسلِّمُ ثمَّ يقولُ : ( كيفَ تِيكُمْ ) ؟ ولا أشعُرُ بشيءٍ مِن ذلك حتَّى نقِهْتُ فخرَجْتُ أنا وأمُّ مِسطَحٍ بنتُ أبي رُهْمٍ قِبَلَ المَناصِعِ وكان مُتبرَّزَنا لا نخرُجُ إلَّا ليلًا إلى ليلٍ وذلكَ قبْلَ أنْ نتَّخِذَ الكُنُفَ قريبًا مِن بيوتِنا وأمرُنا أمرُ العرَبِ الأُوَلِ في البَرِّيَّةِ أو في التَّبرُّزِ فأقبَلْتُ أنا وأمُّ مِسطَحٍ بنتُ أبي رُهْمٍ نمشي فعثَرَتْ في مِرْطِها فقالت : تعِس مِسطَحٌ فقُلْتُ : بِئس ما قُلْتِ أتسُبُّينَ رجُلًا شهِد بدرًا ؟ فقالت : يا هَنْتاه ألَمْ تسمَعي ما قالوا ؟ فأخبَرَتْني بما يقولُ أهلُ الإفكِ فازدَدْتُ مرَضًا على مرضٍ فلمَّا رجَعْتُ إلى بيتي دخَل علَيَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( كيف تِيكم ) ؟ فقُلْتُ : ائذَنْ لي آتي أبويَّ قالت : وأنا حينَئذٍ أُريدُ أنْ أستيقِنَ الخبَرَ مِن قِبَلِهما فأذِن لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتَيْتُ أبويَّ فقُلْتُ لِأُمِّي : ما يتحدَّثُ به النَّاسُ ؟ فقالت : يا بُنيَّةُ هوِّني على نفسِك الشَّأنَ فواللهِ لقلَّما كانتِ امرأةٌ قطُّ وضيئةٌ عندَ رجُلٍ يُحِبُّها ولها ضرائرُ إلَّا أكثَرْنَ عليها فقُلْتُ : سُبحانَ اللهِ لقد تحدَّث النَّاسُ بهذا ؟ قالت : نَعم فبِتُّ تلكَ اللَّيلةَ حتَّى أصبَحْتُ لا يرقَأُ لي دَمْعٌ ولا أكتحِلُ بنومٍ ثمَّ أصبَحْتُ فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم علِيَّ بنَ أبي طالبٍ وأُسامةَ بنَ زيدٍ حينَ استَلْبَث الوحيُ يستشيرُهما في فِراقِ أهلِه فأمَّا أُسامةُ فأشار عليه بالَّذي يعلَمُ في نفسِه مِن الوُدِّ لهم فقال : أهلُك يا رسولَ اللهِ ولا نعلَمُ واللهِ إلَّا خيرًا وأمَّا علِيٌّ فقال : يا رسولَ اللهِ لَمْ يُضيِّقِ اللهُ عليكَ والنِّساءُ سواها كثيرٌ وسَلِ الجاريةَ تصدُقْكَ فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَريرةَ فقال : ( يا بَريرةُ هل رأَيْتِ فيها شيئًا ما يريبُكِ ) ؟ فقالت : لا والَّذي بعَثكَ بالحقِّ إنْ رأَيْتُ منها أمرًا أغمِصُه عليها أكثَرَ مِن أنَّها جاريةٌ حديثةُ السِّنِّ تنامُ عنِ العجينِ فتأتي الدَّاجنُ فتأكُلُه فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن يومِه فاستعذَر مِن عبدِ اللهِ بنِ أُبَيٍّ ابنِ سَلولٍ فقال : ( مَن يعذِرُني مِن رجُلٍ بلَغ أذاه في أهلي وواللهِ ما علِمْتُ على أهلي إلَّا خيرًا وقد ذكَروا رجُلًا ما علِمْتُ عليه إلَّا خيرًا وما كان يدخُلُ على أهلي إلَّا معي ) فقام سعدُ بنُ مُعاذٍ فقال : يا رسولَ اللهِ وأنا واللهِ أعذِرُك منه إنْ كان مِن الأوسِ ضرَبْنا عُنُقَه وإنْ كان مِن إخوانِنا مِن الخَزرجِ أمَرْتَنا ففعَلْنا فيه أمرَك فقام سعدُ بنُ عُبادةَ وكان قبْلَ ذلكَ رجُلًا صالِحًا ولكِنِ احتمَلَتْه الحَميَّةُ فقال : كذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لا تقتُلُه ولا تقدِرُ على ذلكَ فقام أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ فقال كذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لَنقتُلَنَّه فإنَّكَ مُنافِقٌ تُجادِلُ عنِ المُنافِقينَ فثار الحيَّانِ الأوسُ والخَزرجُ حتَّى همُّوا ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على المِنبَرِ فجعَل يُخفِّضُهم حتَّى سكَتوا ومكَثْتُ يومي لا يرقَأُ لي دمعٌ ولا أكتحِلُ بنومٍ فأصبَح عندي أبواي وقد بكَيْتُ ليلتي ويومي حتَّى أظُنَّ أنَّ البكاءَ فالِقٌ كبِدي قالت : فبَيْنا هما جالسانِ عندي وأنا أبكي إذِ استأذَنَتِ امرأةٌ مِن الأنصارِ فأذِنْتُ لها فجلَسَتْ تبكي معي فبَيْنا نحنُ كذلك إذ دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجلَس ولَمْ يجلِسْ عندي مِن يومِ قيل لي ما قيل قبْلَها وقد مكَث شهرًا لا يُوحَى إليه في شأني شيءٌ قالت : فتشهَّد ثمَّ قال : ( يا عائشةُ أمَّا بعدُ فإنَّه قد بلَغني عنكِ كذا وكذا فإنْ كُنْتِ بريئةً فسيُبرِّئُكِ اللهُ وإنْ كُنْتِ ألمَمْتِ فاستغفِري اللهَ وتُوبي إليه فإنَّ العبدَ إذا اعترَف بذَنبِه ثمَّ تاب تاب اللهُ عليه ) فلمَّا قضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مقالتَه قلَص دمعي حتَّى ما أُحِسُّ منه بقَطرةٍ وقُلْتُ لِأَبي : أجِبْ عنِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : واللهِ ما أدري ما أقولُ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ لِأمِّي : أجيبي عنِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيما قال قالت : واللهِ ما أدري ما أقولُ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت : وأنا جاريةٌ حديثةُ السِّنِّ لا أقرَأُ كثيرًا مِن القُرآنِ فقُلْتُ : إي واللهِ لقد علِمْتُ أنَّكم سمِعْتُم ما تحدَّث النَّاسُ ووقَر في أنفسِكم وصدَّقْتُم به ولئِنْ قُلْتُ لكم : إنِّي بريئةٌ واللهُ يعلَمُ أنِّي بريئةٌ ـ لا تُصدِّقوني بذلكَ وإنِ اعترَفْتُ لكم بأمرٍ ـ واللهُ يعلَمُ أنِّي بريئةٌ ـ لَتُصدِّقُنِّي واللهِ ما أجِدُ لي ولكم مَثَلًا إلَّا أبا يوسُفَ إذ قال : {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] ثمَّ تحوَّلْتُ على فِراشي وأنا أرجو أنْ يُبرِّئَني اللهُ ولكِنْ واللهِ ما ظنَنْتُ أنْ ينزِلَ في شأني وحيٌ ولَأنا أحقَرُ في نفسي مِن أنْ يُتكلَّمَ بالقُرآنِ في أمري ولكنِّي كُنْتُ أرجو أنْ يرى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في النَّومِ رؤيا تُبرِّئُني فواللهِ ما رام في مجلسِه ولا خرَج أحَدٌ مِن البيتِ حتَّى أُنزِل عليه فأخَذه ما كان يأخُذُه مِن البُّرَحاءِ حتَّى إنَّه لَينحدِرُ منه مِثلُ الجُمَانِ مِن العَرَقِ في يومٍ شاتٍ فلمَّا سُرِّي عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يضحَكُ فكان أوَّلَ كلمةٍ تكلَّم بها أنْ قال : ( يا عائشةُ احمَدي اللهَ فقد برَّأكِ اللهُ ) فقالت لي أُمِّي : قومي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ : لا واللهِ لا أقومُ إليه ولا أحمَدُ إلَّا اللهَ فأنزَل اللهُ تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] الآياتِ فلمَّا أنزَل اللهُ هذا في براءتي قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضِي اللهُ عنه وكان يُنفِقُ على مِسطَحٍ لقَرابتِه منه : واللهِ لا أُنفِقُ على مِسطَحٍ شيئًا أبدًا بعدَما قال لِعائشةَ فأنزَل اللهُ : {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} [النور: 22] إلى قولِه : {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] فقال أبو بكرٍ : واللهِ إنِّي لَأُحِبُّ أنْ يغفِرَ اللهُ لي فرجَع إلى مِسطَحٍ بالَّذي كان يُجري عليه وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سأَل زينبَ بنتَ جَحْشٍ عن أمري فقالت : يا رسولَ اللهِ [ أحمي ] سَمْعي وبصَري وكانت تُساميني فعصَمها اللهُ بالوَرَعِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7099 التخريج : أخرجه ابن حبان (7099)، والبخاري (2661) كلاهما بلفظه، ومسلم (2770) بزيادة في آخره.
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - عائشة بنت أبي بكر الصديق حدود - التشديد في قذف المحصنات رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال مناقب وفضائل - أهل البيت صلوات الله عليهم مناقب وفضائل - فضائل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

26 - كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُقطِّعُ قراءَتَه: ((بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ)).

27 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قرَأَ في الصلاةِ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1]؛ فعَدَّها آيةً، و {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] آيتينِ، {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 3] ثلاثَ آياتٍ.

28 - سُئِلَ أنَسُ بنُ مالكٍ: كيف كانتْ قِراءةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قال: كانتْ مَدًّا، ثم قرَأَ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1]، يَمُدُّ {بِسْمِ اللهِ}، ويَمُدُّ {الرَّحْمَنِ}، ويَمُدُّ {الرَّحِيمِ}.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن الدارقطني
الصفحة أو الرقم : 1177 التخريج : أخرجه الدارقطني (1177) بلفظه، والبخاري (5045)، وأبو داود (1465)، والنسائي (1014) جميعهم بمعناه.
التصنيف الموضوعي: قرآن - الترتيل والتجويد والمدود وما شابهها قرآن - فضل القرآن على سائر الكلام فضائل سور وآيات - سورة الفاتحة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

29 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَقرَأُ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 1-7]، فقطَعَها آيةً آيةً، وعَدَّها عَدَّ الأعْرابِ، وعَدَّ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1]، آيةً، ولم يَعُدَّ {عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 7].

30 - وكانوا يُسِرُّونَ بـ(بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ).
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 21/ 171 التخريج : أخرجه الطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (1203)، والبيهقي في ((الخلافيات)) (1588) واللفظ لهما.
التصنيف الموضوعي: صلاة - بسم الله الرحمن الرحيم صلاة - صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم آداب عامة - المباحات من الأفعال والأقوال صلاة - القراءة في السرية والجهرية للإمام والمأموم والمنفرد
|أصول الحديث