الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

151 - أتى رسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ أعرابيٌّ فقال : يا رسولَ اللهِ جهدتِ الأنفسُ, وضاعتِ العيالُ ونهكتِ الأموالُ، وهلكتِ الأنعامُ، فاستسقِ اللهَ لنا، فإنَّا نستشفعُ بك على اللهِ ونستشفعُ باللهِ عليك. قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ : ويحكَ أتدري ما تقولُ ؟ وسبَّح رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ، فما زال يُسبِّحُ حتى عرف ذلك في وجوهِ أصحابِه، ثم قال : ويحك إنَّهُ لا يستشفعُ باللهِ على أحدٍ من خلقِه، شأنُ اللهِ أعظمُ من ذلك، ويحك أتدري ما اللهُ ؟ إنَّ عرشَه على سمواتِه لهكذا - وقال بأصبعِه مثلَ القبةِ - عليْهِ وإنَّهُ ليئطُّ به أطيطَ الرحلِ بالراكبِ. قال ابنُ بشارٍ في حديثِه : إنَّ اللهَ فوقَ عرشِه، وعرشُه فوق سمواتِه وساق الحديثَ.

152 - يُلقى علَى أَهلِ النَّارِ الجوعُ فيَعدِلُ ما هم فيهِ منَ العذابِ فيَستغيثونَ الطَّعامَ فيغاثونَ بطعامٍ ذي غُصَّةٍ ، فيذكُرونَ أنَّهم كانوا يُجيزونَ الغُصَصَ في الدُّنيا بالشَّرابِ فيستَغيثونَ بالشَّرابِ فيُدفَعُ إليهمُ الحميمُ بِكَلاليبِ الحديدِ، فإذا دنَت مِن وجوهِهم شوَتْ وجوهَهم، فإذا دخَلَت بطونَهم قطَّعَت ما في بطونِهم، فيقولونَ: ادعوا خزنةَ جَهنَّمَ، فيقولونَ: أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ قال: فيقولونَ: ادعوا مالِكًا، فيقولونَ: يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ فيجيبُهم إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ، فيقولون: ادعوا ربَّكم فلا أحدَ خيرٌ مِن ربِّكم، فيقولونَ: قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ فيجيبُهم قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ فعندَ ذلِك يئِسوا من كلِّ خيرٍ، وعندَ ذلِك يأخُذونَ في الزَّفيرِ والحسرَةِ والويلِ

153 - كنتُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في بعضِ سِكَكِ المدينةِ فمرَرْنا بخباءِ أعرابيٍّ فإذا ظبيةٌ مشدودةٌ إلى الخباءِ فقالت يا رسولَ اللَّهِ إنَّ هذا الأعرابيَّ اصطادني ولي خِشفانِ في البريَّةِ وقد تعقَّدَ اللَّبنُ في أخلافِي فلا هوَ يذبَحُني فأستريحُ ولا يدَعُني فأرجعُ إلى خِشفَيَّ في البريَّةِ فقالَ لها رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ إن تركتُكِ ترجعينَ قالت نعم وإلَّا عذَّبني اللَّهُ عذابَ العَشَّارِ فأطلَقها رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليهِ وسلَّمَ فلم تلبَثْ أن جاءت تلمَّظُ فشدَّها رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليهِ وسلَّمَ إلى الخباءِ وأقبلَ الأعرابيُّ ومعهُ قِربةٌ فقالَ لهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم أتبيعُنيها قالَ هيَ لكَ يا رسولَ اللَّهِ فأطلقَها رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليهِ وسلَّمَ قالَ زيدُ بنُ أرقمَ فأنا واللَّهِ رأيتُها تسيحُ في البريَّةِ وتقولُ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ محمَّدٌ رسولُ اللَّهِ

154 -  عن زيدِ بنِ أَرْقَمَ قال: كنتُ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بعضِ سِكَكِ المدينةِ ، قال: فمَرَرْنا بخِباءِ أعرابيٍّ، فإذا بظَبْيةٍ مَشْدودةٍ إلى الخِباءِ، فقالت: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا الأعرابيَّ اصْطادَني، وإنَّ لي خِشْفَينِ في البَرِّيَّةِ، وقد تَعقَّدَ اللَّبَنُ في أَخْلافِي، فلا هو يَذبحُني فأستَريحُ، ولا هو يَدَعُني فأرجِعُ إلى خِشْفِي في البَرِّيَّةِ، فقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنْ تَرَكتُكِ تَرجِعينَ؟ قالت: نعمْ، وإلَّا عذَّبَني اللهُ عذابَ العِشارِ، قال: فأَطلَقَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلم تَلبَثْ أنْ جاءَتْ تُلْمِظُ، فشَدَّها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى الخِباءِ، وأقبَلَ الأعرابيُّ ومعه قِرْبةٌ، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَتَبيعُنيها؟ قال: هي لكَ يا رسولَ اللهِ، فأَطلَقَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال زيدُ بنُ أَرْقَمَ: فأنا واللهِ رأيتُها تَسبَحُ في البَرِّيَّةِ وهي تقولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ محمَّدٌ رسولُ اللهِ.

155 - دعاني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ وقد أرادَ أن يبعَثَني بمالٍ إلى أبي سفيانَ يَقسمُهُ في قريشٍ بمَكَّةَ بعدَ الفَتحِ فقالَ التمِس صاحبًا قالَ فجاءني عَمرُو بنُ أميَّةَ الضَّمريُّ فقالَ بلغني أنَّكَ تريدُ الخروجَ وتلتمسُ صاحبًا قالَ قلتُ أجَلْ قالَ فأنا لَكَ صاحبٌ قالَ فجئتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ قلتُ قد وجدتُ صاحبًا قالَ فقالَ مَن قلتُ عمرُو بنُ أميَّةَ الضَّمريُّ قالَ إذا هَبطتَ بلادَ قومِهِ فاحذَرْهُ فإنَّهُ قد قالَ القائلُ أخوكَ البَكريُّ ولا تأمنْهُ فخَرجْنا حتَّى إذا كنتُ بالأبواءِ قالَ إنِّي أريدُ حاجةً إلى قومي بودَّانَ فتلبَّثْ لي قلتُ راشِدًا فلمَّا ولَّى ذَكرتُ قولَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ فشَددتُ على بعيري حتَّى خَرجتُ أوضعُهُ حتَّى إذا كنتُ بالأصافرِ إذا هوَ يعارِضُني في رَهطٍ قالَ وأوضَعتُ فسبقتُهُ فلمَّا رآني قد فتُّهُ انصرَفوا وجاءني فقالَ كانَت لي إلى قَومي حاجةٌ قالَ قلتُ أجَل ومضَينا حتَّى قدِمنا مَكَّةَ فدفعتُ المالَ إلى أبي سُفيانَ

156 - يُلقى على أهلِ النارِ الجوعُ، فيعدلَ ما هم فيه من العذابِ، فيستغيثونَ، فيُغاثون بطعامٍ من ضريعٍ لا يُسْمِنُ ولا يُغني من جوعٍ، فيستغيثونَ بالطعامِ، فيُغاثون بطعامٍ ذي غصَّةٍ ، فيذكرون أنَّهم ( كانوا ) يُجيزونَ الغُصصَ في الدنيا بالشرابِ، فيُدفعُ إليهم الحميمَ بكلاليبِ الحديدِ، فإذا دَنَتْ من وجوهِهم شَوَتْ، وجوهَهم، فإذا دخلتْ بطونَهم قَطَّعتْ ما في بطونِهم، فيقولون : ادعوا خزنةَ جهنمَ، فيقولونَ : ( أوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا: بَلَى، قَالُوا: فَادْعُوا ومَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا في ضَلَالٍ )، قال : فيقولون : ادعوا مالكًا فيقولونَ : (يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ) قال : فيجيبهم ( إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ) – قال الأعمشُ : نُبِّئْتُ أنَّ بين دعائِهم وبين إجابةِ مالكٍ إيَّاهم، ألفَ عامٍ – قال : فيقولونَ : ادعوا ربَّكم فلا أحدَ خيرٌ من ربِّكم، فيقولونَ : ( رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا، وكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ، رَبَّنَا أخْرِجْنَا مِنْهَا، فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ )، قال : فيجيبهم : (اخْسَئُوا فِيهَا ولَا تُكَلِّمُونِ ) قال : فعند ذلك يئِسوا من كلِّ خيرٍ، وعند ذلك يأخذونَ في الزفيرِ والحسرةِ والويلِ

157 - يُلقى على أهلِ النارِ الجوعُ، فيعدِلُ ما هم فيه من العذابِ، فيستغيثون فيُغاثون بطعامٍ من ضريعٍ لا يُسمِنُ، ولا يُغني من جوعٍ، فيستغيثون بالطعامِ فيُغاثون بطعامٍ ذي غُصَّةٍ فيذكرون: أنهم كانوا يُجيزون الغُصَصَ في الدنيا بالشرابِ، فيستغيثون بالشرابِ فيُدفعُ إليهمُ الحميمُ بكلاليبِ الحديدِ، فإذا دنت من وجوهِهم، شوت وجوهَهم فإذا دخلت بطونَهم، قطَّعت ما في بطونِهم فيقولون ادْعوا خَزَنةَ جهنمَ، فيقولون( ألم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ) قال: فيقولون: ادعوا مالِكًا، فيقولون: ( يا مالك ليقض علينا ربك ) قال: فيُجيبُهم ( إنكم ماكثون ) قال الأعمشُ: نُبِّئتُ أن بين دعائِهم، وبين إجابةش مالِكٍ إيذضاهم ألفَ عامٍ، قال: فيقولون: ادعوا ربَّكم فلا أحدَ خيرٌ من ربِّكم، فيقولون: ( ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ) قال: فيُجيبُهم: ( اخسئوا فيها ولا تكلمون ) قال: فعند ذلك يئسوا من كلِّ خيرٍ، وعند ذلك يأُخذون في الزفيرِ والحسرةِ والويلِ.

158 - عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قال عملنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الخندقِ وكانت عندي شُويهةٌ غيرُ جدٍّ سمينةً قال فقلتُ واللهِ لو صنَعْناها لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال وأمرتُ امرأتي فطحنتْ لنا شيئًا من شعير فصنعتْ لنا منه خبزًا وذبحت تلك الشاةَ فشوَيناها لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فلما أمسينا وأراد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الانصرافَ عن الخندقِ قال وكنا نعمل فيه نهارًا فإذا أمسينا رجعْنا إلى أهالينا فقلتُ يا رسولَ اللهِ إني قد صنعتُ لك شُويهةً كانت عندنا وصنعْنا معها شيئًا من خبزِ هذا الشعيرِ فأنا أحبُّ أن تنصرف معي إلى منزلي قال وإنما أريد أن ينصرفَ معي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وحدَه قال فلما أن قلتُ ذلك قال نعم ثم أمر صارخًا فصرخ أنِ انصرفوا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى بيتِ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قال قلتُ إنا لله وإنا إليه راجعونَ قال فأقبل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأقبل الناس ُمعه فجلس وأخرجْناها إليه قال فبرَّك وسمَّى اللهَ تعالى ثم أكل وتواردُها الناسُ كلما فرغ قومٌ قاموا وجاء ناسٌ حتى صدَر أهلُ الخندقِ عنها

159 - لمَّا أرادوا أن يحفِروا لرَسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ، بعثوا إلى أبي عُبَيْدةَ بنِ الجرَّاحِ، وَكانَ يضرَحُ كضريحِ أَهْلِ مَكَّةَ، وبعثوا إلى أبي طلحةَ, وَكانَ هوَ الَّذي يحفِرُ لأَهْلِ المدينةِ، وَكانَ يلحَدُ، فبعثوا إليهما رسولينِ، وقالوا : اللَّهمَّ خر لرسولِكَ، فوجدوا أبا طلحةَ، فجيءَ بِهِ، ولم يوجد أبو عُبَيْدةَ، فلَحدَ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ. قالَ : فلمَّا فرغوا من جِهازِهِ يومَ الثُّلاثاءِ، وُضِعَ على سريرِهِ في بيتِهِ، ثمَّ دخلَ النَّاسُ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ أرسالًا يصلُّونَ عليهِ، حتَّى إذا فرَغوا, أدخَلوا النِّساءَ، حتَّى إذا فرغوا, أدخَلوا الصِّبيانَ، ولم يؤمَّ النَّاسَ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ أحدٌ، لقدِ اختلفَ المسلمونَ في المَكانِ الَّذي يُحفَرُ لَهُ، فقالَ قائلونَ : يُدفَنُ في مسجدِهِ، وقالَ قائلونَ : يُدفَنُ معَ أصحابِهِ، فقالَ أبو بَكْرٍ : إنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ما قُبِضَ نبيٌّ, إلَّا دُفِنَ حيثُ يُقبَضُ, قالَ : فرفَعوا فراشَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ الَّذي توُفِّيَ عليهِ، فحفروا لَهُ، ثمَّ دُفِنَ صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ، وسطَ اللَّيلِ من ليلةِ الأربعاءِ، ونزلَ في حفرتِهِ عليُّ بنُ أبي طالبٍ، والفضلُ بنُ العبَّاسِ، وقُثمُ أخوهُ, وشَقرانُ, مولى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ، وقالَ أوسُ بنُ خوليٍّ, وَهوَ أبو ليلى، لعليِّ بنِ أبي طالبٍ : أنشدُكَ اللَّهَ , وحظَّنا من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ، قالَ لَهُ عليٌّ : انزِل، وَكانَ شَقرانُ مولاَهُ، أخذَ قطيفةً كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ يلبسُها، فدفنَها في القبرِ, وقالَ : واللَّهِ لَا يلبسُها أحدٌ بعدَكَ أبدًا، فدُفِنت معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ

160 - الشُّهداءُ ثلاثةٌ : رجلٌ خرجَ بِنفسِه ومالِه في سبيلِ اللهِ، لا يُريدُ أنْ يُقاتِلَ ولا يُقتَلُ؛ يُكَثِّرُ سوادَ المسلِمينَ، فإنْ ماتَ أو قُتِلَ؛ غُفِرَتْ لهُ ذنوبُهُ كلُّها، وأُجِيرَ من عذابِ القبرِ، ويُؤمَّنُ من الفَزَعِ، ويُزَوَّجُ من الحُورِ العِينِ ، وحُلَّتْ عليه حُلَّةُ الكرامةِ، ويُوضَعُ على رأسِه تاجُ الوقارِ والخُلْدِ. والثانِي : خرج بنفسِهِ ومالِهِ مُحتَسِبًا، يُريدُ أنْ يَقْتُلَ ولا يُقتلُ، فإنْ ماتَ أو قُتِلَ، كانتْ رُكْبَتُهُ مع إبراهِيمَ خَليلِ الرَّحمنِ، بين يَدَيِ اللهِ تباركَ وتَعالى، في مَقعدِ صِدقٍ عند مَليكٍ مُقتَدِرٍ. والثالِثُ : خرج بِنفسِه ومالِه مُحْتَسِبًا، يُريدُ أنْ يَقتُلَ ويُقتلَ، فإنْ ماتَ أو قُتِلَ؛ جاء يومَ القِيامةِ شاهِرًا سَيْفَهُ واضِعَهُ على عاتِقِهِ، والناسُ جاثُونَ على الرُّكَبِ، يَقولُ : ألا أفْسِحُوا لنا فإنَّا قدْ بَذَلْنا دِماءَنا وأموالَنا للهِ تَباركَ وتَعالى. قال رسولُ اللهِ : والَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ ! لو قال ذلِكَ لِإبراهِيمَ خليلِ الرحمنِ أو لِنّبيٍّ من الأنبياءِ لَزَحَلَ لَهمْ عنِ الطرِيقِ، لِما يَرَى من واجِبِ حقِّهِمْ، حتى يَأتُوا مَنابِرَ من نُورٍ تَحتَ العرشِ فيَجلِسونَ علَيها؛ يَنظرُونَ كيفَ يُقضَى بين الناسِ، لا يَجِدُونَ غَمَّ الموتِ، ولا يَغْتمُّونَ في البرْزَخِ، ولا تَفْزَعُهُمُ الصَّيْحَةُ، ولاَ يَهُمُّهُمُ الْحِسَابُ ولا المِيزانُ ولا الصِّراطُ، يَنظُرُونَ كيف يُقضَى بين الناسِ، ولا يَسألُونَ شيئًا إلا أُعطُوا، ولا يَشْفَعُونَ في شيءٍ إِلَّا شُفِّعُوا فيه، ويُعطَونَ من الجنةِ ما أحَبُّوا، ويَتَبَوَّؤُن من الجنةِ حيث أحَبُّوا
خلاصة حكم المحدث : موضوع
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف الترغيب
الصفحة أو الرقم : 849
التصنيف الموضوعي: جهاد - الترغيب في الجهاد جهاد - فضل الجهاد جهاد - فضل الشهيد قيامة - الحساب والقصاص قيامة - الشفاعة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

161 - زنى رجلٌ منَ اليَهودِ وامرأةٌ فقالَ بعضُهم لبعضٍ اذْهبوا بنا إلى هذا النَّبيِّ فإنَّهُ نبيٌّ بعثَ بالتَّخفيفِ فإن أفتانا بفتيا دونَ الرَّجمِ قبلناها واحتججنا بِها عندَ اللَّهِ قلنا فتيا نبيٍّ من أنبيائِكَ قالَ: فأتوا النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وَهوَ جالسٌ في المسجدِ في أصحابِهِ فقالوا يا أبا القاسمِ ما ترى في رجلٍ وامرأةٍ زنيا فلم يُكلِّمْهم كلمةً حتَّى أتى بيتَ مدراسِهم فقامَ على البابِ فقالَ: أنشدُكم باللَّهِ الَّذي أنزلَ التَّوراةَ على موسى ما تجدونَ في التَّوراةِ على من زنى إذا أحصنَ . قالوا: يحمَّمُ ويجبَّهُ ويجلدُ والتَّجبيةُ أن يحملَ الزَّانيانِ على حمارٍ وتقابلَ أقفيتُهما ويطافَ بِهما قالَ: وسَكتَ شابٌّ منْهم فلمَّا رآهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم سَكتَ ألظَّ بِهِ النِّشدةَ فقالَ: اللَّهمَّ إذ نشدتنا فإنَّا نجدُ في التَّوراةِ الرَّجم. فقالَ النَّبيُّ: صلى الله عليه وسلم: فما أوَّلُ ما ارتخصتم أمرَ اللَّهِ. قالَ: زنى ذو قرابةٍ معَ ملِكٍ من ملوكنا فأخَّرَ عنْهُ الرَّجمَ ثمَّ زنى رجلٌ في أسرةٍ منَ النَّاسِ فأرادَ رجمَهُ فحالَ قومُهُ دونَهُ وقالوا: لاَ يرجمُ صاحبنا حتَّى تجيءَ بصاحبِكَ فترجمَهُ فاصطلحوا على هذِهِ العقوبةِ بينَهم. فقالَ النَّبيُّ : صلى الله عليه وسلم: فإنِّي أحْكمُ بما في التَّوراةِ. فأمرَ بِهما فرجما. قالَ الزُّهريُّ: فبلغنا أنَّ هذِهِ الآيةَ نزلت فيهم (إنَّا أنزلنا التَّوراةَ فيها هدًى ونورٌ يحْكمُ بِها النَّبيُّونَ الَّذينَ أسلموا) كانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم منْهم.

162 - الشُّهداءُ ثلاثةٌ: رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ محتسِبًا في سبيلِ اللَّهِ لا يريدُ أن يقاتلَ ولا يقتلُ، يُكثِّرُ سوادَ المسلمينَ، فإن ماتَ أو قتلَ، غُفِرَت لَهُ ذنوبُهُ كلُّها، وأُجيرَ من عذابِ القبرِ، ويؤمَّنُ منَ الفزَعِ، ويزوَّجُ منَ الحورِ العينِ، وحلَّت عليْهِ حلَّةُ الْكرامةِ، ويوضَعُ على رأسِهِ تاجُ الوَقارِ والخُلدِ، والثَّاني: خَرجَ بنفسِهِ ومالِهِ محتَسِبًا يريدُ أن يقتلَ ولا يقتلَ، فإن ماتَ أو قتلَ، كانت رُكبتُهُ معَ إبراهيمَ خليلِ الرَّحمنِ بينَ يديِ اللَّهِ تَبارَكَ وتعالى في مَقعدِ صدقٍ عندَ مليكٍ مقتدرٍ، والثَّالثُ: خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ مُحتسِبًا يريدُ أن يقتلَ ويُقتلَ، فإن ماتَ أو قُتلَ جاءَ يومَ القيامةِ شاهِرًا سيفَهُ واضعَهُ على عاتقِهِ، والنَّاسُ جاثونَ على الرُّكَبِ يقولونَ: ألا أفسِحوا لنا، فإنَّا قد بذَلنا دماءنا للَّهِ تبارَكَ وتَعالى، قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ: والَّذي نَفسي بيدِهِ لو قالَ ذلِكَ لإبراهيمَ خليلِ الرَّحمنِ أو لنبيٍّ منَ الأنبياءِ لزحلَ لَهم عنِ الطَّريقِ لما يَرى من واجبِ حقِّهم، حتَّى يأتونَ منابرَ من نورٍ تحتَ العرشِ، فيجلِسونَ عليْها، ينظُرونَ كيفَ يُقضى بينَ النَّاسِ، لا يجِدونَ غمَّ الموتِ، ولا يُقيمونَ في البرزَخِ، ولا تفزعُهمُ الصَّيحةُ، ولا يُهمُّهمُ الحسابُ، ولا الميزانُ، ولا الصِّراطُ، ينظُرونَ كيفَ يُقضى بينَ النَّاسِ، ولا يَسألونَ شيئًا إلا أُعطوهُ، ولا يشفَعون في شيءٍ إلا شُفِّعوا فيهِ، ويُعطونَ من الجنَّةِ ما أحبُّوا ويتبووؤن منَ الجنَّةِ حيثُ أحبُّوا.

163 - أنَّ الشُّرَّابَ كانوا يُضرَبونَ في عَهدِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالأَيْدي والنِّعالِ وبالعِصيِّ، ثُمَّ تُوفِّيَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فكان في خِلافةِ أبي بَكرٍ أكثرُ منهم في عَهدِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فكان أبو بَكرٍ يَجلِدُهم أربعينَ حتى تُوفِّيَ، ثُمَّ كان عُمَرُ من بَعدِه فجلَدَهم كذلك أربعينَ، حتى أُتيَ برَجُلٍ منَ المُهاجرينَ الأوَّلينَ وقد شَرِبَ، فأمَرَ به أنْ يُجلَدَ، فقال: لِمَ تَجلِدُني؟ بيْني وبيْنَكَ كِتابُ اللهِ، فقال عُمَرُ: وأيَّ كِتابِ اللهِ تَجِدُ ألَّا أجلِدَكَ؟ فقال له: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ في كِتابِه: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] الآيةَ، فأنا منَ الذين آمَنوا وعَمِلوا الصَّالحاتِ، ثُمَّ اتَّقَوا وآمَنوا، ثُمَّ اتَّقَوا وأحسَنوا؛ شَهِدتُ مع رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَدرًا، وأُحُدًا، والخَندَقَ، والمَشاهِدَ، فقال عُمَرُ: ألَا تَرُدُّونَ عليه ما يقولُ؟ فقال ابنُ عَبَّاسٍ: إنَّ هؤلاء الآياتِ أُنزِلَتْ عُذرًا للماضينَ، وحُجَّةً على المُنافقينَ؛ لأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} [المائدة: 90] الآيةَ، ثُمَّ قرَأَ حتى أنفَذَ الآيةَ الأُخرى، فإنْ كان منَ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [المائدة: 93] الآيةَ، فإنَّ اللهَ قد نَهاه أنْ يَشرَبَ الخَمرَ، فقال عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه: صدَقتَ، ماذا تَرَونَ؟ قال عليٌّ رَضيَ اللهُ عنه: إنَّه إذا شَرِبَ سَكِرَ، وإذا سَكِرَ هَذى ، وإذا هَذى افتَرى، وعلى المُفتَري ثَمانونَ جَلدةً؛ فأمَرَ به فجُلِدَ ثَمانينَ.

164 - أنَّ أعرابيًّا جاء إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لَيَسْتَعِينَهُ في شيءٍ قال عِكْرِمَةُ : أَرَاهُ قال : في دَمٍ فَأعطاهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ شيئًا، ثُمَّ قال : أَحْسَنْتُ إليكَ ؟ قال الأَعْرَابِيُّ : لا ولا أَجْمَلْتَ. فَغَضِبَ بَعْضُ المسلمينَ، وهَمُّوا أنْ يَقُومُوا إليهِ، فأشارَ رسولُ اللهِ إليهِم : أنْ كُفُّوا . فلمَّا قامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وبَلَغَ إلى منزلِه، دعا الأَعْرَابِيَّ إلى البيتِ، فقال لهُ : إِنَّكَ جِئْتَنا فَسَأَلْتَنا فَأَعْطَيْناكَ، فقُلْتَ ما قُلْتَ. فَزَادَهُ رسولُ اللهِ شيئًا، وقال : أَحْسَنْتُ إليكَ ؟ فقال الأَعْرَابِيُّ : نَعَمْ، فَجَزَاكَ اللهُ من أهلِ عشيرةٍ خيرًا. قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : إِنَّكَ جِئْتَنا تسَأَلْتَنا فَأَعْطَيْناكَ، فقُلْتَ ما قُلْتَ، وفي أنْفُسِ أَصْحابي عليكَ من ذلكَ شيءٌ، فإذا جِئْتَ فقلْ بين أَيْدِيهِمْ ما قُلْتَ بين يَدِي،حَتَّى يَذْهَبَ عن صُدُورِهِمْ. قال : نَعَمْ. فلمَّا جاء الأَعْرَابِيُّ قال : إِنَّ صاحبَكُمْ كان جاءنا فَسألَنا فَأَعْطَيْناهُ، فقال ما قال، وإنَّا قد دَعَوْناهُ فَأَعْطَيْناهُ فَزعمَ أنَّهُ قد رضيَ، كذلكَ يا أعرابِيُّ ؟ قال الأعرابِيُّ : نَعَمْ، فَجَزَاكَ اللهُ من أهلِ عشيرةٍ خيرًا، فقال النبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : إِنَّ مَثَلِي ومَثَلَ هذا الأَعْرَابِيِّ كَمَثَلِ رجلٍ كانَتْ لهُ ناقَةٌ، فَشَرَدَتْ عليهِ، فَاتَّبَعَها الناسُ فلمْ يزيدُوها إلَّا نُفُورًا، فقال لهُمْ صاحِبُ النَّاقَةِ : خَلَّوْا بَيْنِي وبينَ ناقَتِي، فَأنا أَرْفَقُ بِها، وأعلمُ بِها. فَتَوَجَّهَ إليها وأخذَ لها من قتامِ الأرضِ، ودعاها حتى جاءتْ واسْتَجَابَتْ، وشَدَّ عليْها رَحْلَها وإنَّهُ لَوْ أطعتُكُمْ حيثُ قال ما قال لدخلَ النارَ
خلاصة حكم المحدث : ضعيف
الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 4/179
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الرفق فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - جود النبي وكرمه فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صبره
| أحاديث مشابهة

165 - عن لُهَيبِ بنِ مالكٍ الُّلهَبيِّ قال : حضرتُ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّمَ فذكرتُ عنده الكهانَةَ، قال : فقلتُ له : بأبي أنت وأمي ونحن أولُ مَن عرف حراسةَ السماءِ وخبرَ الشياطينِ ومنْعَهم استراقَ السمعِ عند قذْفِ النجومِ، وذلك أنا اجتمَعْنا إلى كاهنٍ يقال له خَطَرُ بنُ مالكٍ وكان شيخًا كبيرًا قد أتتْ عليه مائتا سنةٍ وثمانون سنةً وكان من أعلمِ كُهَّانِنا فقُلنا له : يا خَطَرُ هل عندك علمٌ من هذه النجومِ التي يُرمَى بها فإنا قد فزِعنا وخِفْنا سوءَ عاقبتِنا فقال : عودوا إلى السَّحَرِ ، ائتوني بسَحَرٍ، أخبرْكم الخبرَ، أبخيرٍ أم ضررٌ، أم لأَمنٍ أم حذَرٌ، قال : فأتيناه في وجه السَّحَرِ فإذا هو قائمٌ شاخصٌ نحوَ السماءِ، فناديناه يا خطرُ يا خَطرُ، فأومأَ إلينا أن أَمْسِكوا، فانقضَّ نجمٌ عظيمٌ من السماءِ فصرخ الكاهنُ رافعًا صوتَه : أصابَه أصابَه، خامرَه عقابُه، عاجلَه عذابُه، أحرقَه شهابُه، زايلَه جوابُه … الأبيات وذكر بقية رَجزِه وشعرِه ومن جملته : أقسمتُ بالكعبة والأركانِ، قد مُنِعَ السمعَ عُتاةُ الجانِّ، بثاقبٍ بكفِّ ذي سلطانٍ، من أجل مبعوثٍ عظيمِ الشانِ، يُبعَثُ بالتنزيل والفرقانِ. وفيه قال : فقُلْنا له : ويحك يا خطرُ إنك لتذكرُ أمرًا عظيمًا فماذا ترى لقومِك ؟ قال : أرى لقومي ما أرى لنفسي : أن يَتَّبِعوا خيرَ نبيِّ الإنسِ، شهابُه مثلُ شعاعِ الشمسِ. فذكر القصة وفي آخرها : فما أفاق خطَرٌ إلا بعد ثلاثةٍ وهو يقول : لا إلهَ إلا اللهُ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّمَ : لقد نطق عن مِثلِ نُبُوَّةٍ وإنه لَيُبعَثُ يومَ القيامةِ أمَّةً وحدَه

166 - خطبَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فَكانَ أَكْثرُ خطبتِهِ حديثًا، حدَّثَناهُ عنِ الدَّجَّالِ، وحذَّرَناهُ، فَكانَ من قولِهِ أن قالَ : إنَّهُ لم تَكُن فتنةٌ في الأرضِ، منذُ ذرأَ اللَّهُ ذرِّيَّةَ آدمَ، أعظمَ من فتنةِ الدَّجَّالِ، وإنَّ اللَّهَ لم يبعث نبيًّا إلَّا حذَّرَ أمَّتَهُ الدَّجَّالَ، وأَنا آخرُ الأنبياءِ، وأنتُمْ آخرُ الأممِ، وَهوَ خارجٌ فيكم لا محالةَ، وإن يخرُج وأَنا بينَ ظَهْرانيكم، فأَنا حجيجٌ لِكُلِّ مسلمٍ، وإن يخرج من بعدي، فَكُلُّ امرئٍ حجيجُ نفسِهِ، واللَّهُ خليفتي على كلِّ مسلمٍ، وإنَّهُ يخرجُ من خلَّةٍ بينَ الشَّامِ، والعراقِ، فيَعيثُ يمينًا ويعيثُ شِمالًا، يا عبادَ اللَّهِ فاثبُتوا، فإنِّي سأصفُهُ لَكُم صفةً لم يصفها إيَّاهُ نبيٌّ قبلي، إنَّهُ يبدأُ، فيقولُ : أَنا نبيٌّ ولا نبيَّ بعدي، ثمَّ يثنِّي فيقولُ : أَنا ربُّكم ولا ترونَ ربَّكم حتَّى تموتوا، وإنَّهُ أعوَرُ، وإنَّ ربَّكم ليسَ بأعوَرَ، وإنَّهُ مَكْتوبٌ بينَ عينيهِ كافرٌ، يقرؤُهُ كلُّ مؤمنٍ، كاتبٍ أو غيرِ كاتبٍ، وإنَّ من فتنتِهِ أنَّ معَهُ جنَّةً وَنارًا، فَنارُهُ جنَّةٌ، وجنَّتُهُ نارٌ، فمنِ ابتُلِيَ بنارِهِ، فليستغِث باللَّهِ، وليقرَأ فواتحَ الكَهْفِ فتَكونَ عليهِ بردًا وسلامًا، كما كانتِ النَّارُ على إبراهيمَ، وإنَّ مِن فتنتِهِ أن يقولَ لأعرابيٍّ : أرأَيتَ إن بعثتُ لَكَ أباكَ وأمَّكَ، أتشهدُ أنِّي ربُّكَ ؟ فيقولُ : نعَم، فيتمثَّلُ لَهُ شيطانانِ في صورةِ أبيهِ، وأمِّهِ، فيَقولانِ : يا بُنَيَّ، اتَّبِعْهُ، فإنَّهُ ربُّكَ، وإنَّ من فِتنتِهِ أن يسلَّطَ على نَفسٍ واحدةٍ، فيقتلَها، وينشُرَها بالمنشارِ، حتَّى يلقى شقَّتينِ، ثمَّ يَقولَ : انظُروا إلى عَبدي هذا، فإنِّي أبعثُهُ الآنَ، ثمَّ يزعُمُ أنَّ لَهُ ربًّا غيري، فيبعثُهُ اللَّهُ، ويقولُ لَهُ الخبيثُ : مَن ربُّكَ ؟ فيقولُ ربِّيَ اللَّهُ، وأنتَ عَدوُّ اللَّهِ، أنتَ الدَّجَّالُ، واللَّهِ ما كنتُ بعدُ أشدَّ بصيرةً بِكَ منِّي اليومَ

167 - إذا قامَ أحَدُكم مِنَ اللَّيلِ فليَجهَرْ بقِراءَتِه، فإنَّه يَطرُدُ بقِراءَتِه مَرَدةَ الشَّياطينِ وفُسَّاقَ الجِنِّ، وإنَّ المَلائِكةَ الذين في الهواءِ، وسُكَّانَ الدَّارِ يُصلُّونَ بصَلاتِه ويَستَمِعونَ لِقِراءَتِه، فإذا مَضَتْ هذه اللَّيلةُ أوصَتِ اللَّيلةَ المُستَأنَفةَ فقال: تَحَفَّظي لِساعاتِه وكُوني عليه خَفيفةً، فإذا حَضَرتْه الوفاةُ جاءَ القُرآنُ فوَقَفَ عِندَ رَأسِه وهم يُغَسِّلونَه، فإذا غَسَّلوه، وكَفَّنوه جاءَ القُرآنُ فدَخَلَ حتى صارَ بَينَ صَدرِه وكَفَنِه، فإذا دُفِنَ وجاءَه مُنكَرٌ ونَكيرٌ خَرَجَ حتى صارَ فيما بَينَه وبَينَهما فيَقولانِ: إليكَ عَنَّا فإنَّا نُريدُ أنْ نَسألَه، فيَقولُ: واللهِ ما أنا بمُفارِقِه أبَدًا حتى أُدخِلَه الجَنَّةَ، إنْ كُنتُما أُمِرتُما فيه بشَيءٍ فشَأنُكما. قال: ثم يَنظُرُ إليه فيَقولُ: هل تَعرِفُني؟ فيَقولُ: ما أعرِفُكَ. فيَقولُ: أنا القُرآنُ الذي كُنتُ أُسهِرُ لَيلَكَ وأُظمِئُ نَهارَكَ، وأمنَعُكَ شَهوَتَكَ، وسَمعَكَ، وبَصَركَ، فأبشِرْ، فما عليكَ بَعدَ مُساءَلةِ مُنكَرٍ ونَكيرٍ مِن هَمٍّ ولا حَزَنٍ، قال: ثم يَعرُجُ القُرآنُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ فيَسألُه له فِراشًا ودِثارًا وقِنديلًا، فيَأمُرُ له بفِراشٍ ودِثارٍ، وقِنديلٍ مِن نُورِ الجَنَّةِ، وياسَمينَ مِن ياسَمينِ الجَنَّةِ، فيَحمِلُه ألْفُ مَلَكٍ مِن مُقَرَّبي مَلائِكةِ سَماءِ الدُّنيا، قال: فيَسبِقُهم إليه القُرآنُ، فيَقولُ: هلِ استَوحَشتَ بَعدي؟ فإنِّي لم أزَلْ حتى أمَرَ اللهُ بفِراشٍ ودِثارٍ مِنَ الجَنَّةِ. وقِنديلٍ مِنَ الجَنَّةِ، وياسَمينَ مِنَ الجَنَّةِ، فيَحمِلونَه، ثم يَفرِشونَه ذلك الفِراشَ، ويَضَعونَ الدِّثارَ عِندَ رِجلَيْه، والياسَمينَ عِندَ صَدرِه، ثم يُضجِعونَه على شِقِّهِ الأيمَنِ، ثم يَخرُجونَ عنه، فلا يَزالُ يَنظُرُ إليهم حتى يَلِجوا في السَّماءِ، ثم يَدفَعُ له القُرآنُ في قِبلةِ القَبرِ، فيُوَسَّعُ له مَسيرةَ خَمسِ مِئةِ عامٍ، أو ما شاءَ اللهُ، ثم يَحمِلُ الياسمينَ فيَضَعُه عِندَ مَنخِرَيْه، ثم يأْتي أهلَه كُلَّ يَومٍ مَرَّةً أو مَرَّتَيْنِ، فيَأتيه بخَبَرِهم، ويَدعو لهم بالخَيرِ والثَّوابِ، فإنْ تَعَلَّمَ أحَدٌ مِن وَلَدِه القُرآنَ بَشَّرَه بذلك، وإنْ كان عَقِبُه عَقِبَ سُوءٍ أتاهم كُلَّ يَومٍ مَرَّةً أو مَرَّتَيْنِ فبَكى عليهم حتى يُنفَخَ [في] الصُّورِ .

168 - عن عامرِ بنِ واثلةَ قال : كنتُ مع عليٍّ عليهِ السلامُ يومَ الشورى يقول لهم : لأحتجَّنَّ عليكم بما لا يستطيعُ عربيُّكم ولا عجميُّكم تغييرَ ذلك، ثم قال : أنشدُكم باللهِ أيها النفرُ جميعًا، أفيكم أحدٌ وحَّدَ اللهَ تعالى قبلي ؟ قالوا اللهم لا. قال : فأنشدُكم باللهِ هل فيكم أحدٌ لهُ أخٌ مثلُ أخي جعفرٍ الطيارِ في الجنةِ مع الملائكةِ غيري ؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم باللهِ : هل فيكم أحدٌ لهُ عمٌّ مثلُ عمي حمزةُ أسدُ اللهِ وأسدُ رسولِه سيدُ الشهداءِ غيري ؟ قالوا اللهم لا. قال : فأنشدُكم باللهِ هل فيكم أحدٌ لهُ زوجةٌ مثلُ زوجتي فاطمةُ بنتُ محمدٍ سيدةُ نساءِ أهلِ الجنةِ غيري ؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم باللهِ هل فيكم أحدٌ لهُ سِبْطَانِ مثلُ سبطيَّ الحسنُ والحسينُ سيدا شبابِ أهلِ الجنةِ غيري ؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم باللهِ هل فيكم أحدٌ ناجى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عشرَ مراتٍ قدَّم بين يدي نجواهُ صدقةً غيري ؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم باللهِ هل فيكم أحدٌ قال لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : من كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاهُ، اللهم والِ من والاهُ وعادِ من عاداهُ، ليُبلغ الشاهدُ الغائبَ غيري ؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم باللهِ هل فيكم أحدٌ قال لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : اللهم ائْتني بأحبِّ خلقِكَ إليك وإليَّ يأكل معي من هذا الطيرِ، فأتاهُ، فأكل معه غيري ؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم باللهِ هل فيكم أحدٌ قال لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : لأُعطيَنَّ الرايةَ رجلًا يحب اللهَ ورسولَه ويحبُّهُ اللهُ ورسولُه ، لا يرجعُ حتى يفتح اللهُ على يديه إذ رجع غيري منهزمًا غيري ؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم باللهِ هل فيكم أحدٌ قال لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لبني وكيعةَ : لتنتهُنَّ أو لأبعثَنَّ إليكم رجلًا نفسُه كنفسي، وطاعتُه كطاعتي، ومعصيتُه كمعصيتي يفصلُكم بالسيفِ غيري ؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدُكم باللهِ هل فيكم أحدٌ قال لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : كذب من زعم أنَّهُ يحبني ويبغضُ هذا غيري ؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم باللهِ هل فيكم أحدٌ سلَّمَ عليهِ في ساعةٍ واحدةٍ ثلاثةُ آلافٍ من الملائكةِ : جبرائيلُ وميكائيلُ وإسرافيلُ حيثُ جئتُ بالماءِ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من القليبِ غيري ؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم باللهِ هل فيكم أحدٌ نُودِيَ بهِ من السماءِ : لا سيفَ إلا ذو الفقارِ، ولا فتى إلا عليٌّ غيري ؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم باللهِ هل فيكم أحدٌ قال لهُ جبريلُ هذه هي المواساةُ، فقال لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : إنَّهُ مني وأنا منه. فقال جبريلُ : وأنا منكما غيري ؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم باللهِ هل فيكم أحدٌ قال لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : تقاتلُ الناكثينَ والقاسطينَ والمارقينَ، على لسانِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ غيري ؟ قالوا : اللهم لا قال : فأنشدكم باللهِ هل فيكم أحدٌ قال لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : إني قاتلتُ على تنزيلِ القرآنِ وأنت تقاتلُ على تأويلِه غيري ؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم باللهِ هل فيكم أحدٌ ردَّتْ عليهِ الشمسُ حتى صلى العصرَ في وقتها غيري ؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم باللهِ هل فيكم أحدٌ أمرَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن يأخذ ( براءةً ) من أبي بكرٍ، فقال أبو بكرٍ : يا رسولَ اللهِ أنزل فيَّ شيٌء ؟ فقال لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : إنَّهُ لا يؤدَّي عني إلا عليٌّ غيري ؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدُكم باللهِ هل فيكم أحدٌ قال لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : لا يحبكَ إلا مؤمنٌ ولا يبغضك إلا منافقٌ كافرٌ غيري ؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم باللهِ هل تعلمون أنَّهُ أمرَ بسدِّ أبوابكم وفتحِ بابي فقلتم في ذلك، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ما أنا سددتُ أبوابكم ولا فتحتُ بابَه، بل اللهُ سدَّ أبوابكم وفتح بابَه غيري ؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم باللهِ أهلْ تعلمون أنَّهُ ناجاني يومَ الطائفِ دون الناسِ فأطال ذلك، فقلتم : ناجاهُ دوننا، فقال : ما أنا انتجيتُه بل اللهُ انتجاهُ غيري ؟ قالوا : اللهم نعم. قال : فأنشدكم باللهِ أتعلمون أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال : الحقُّ مع عليٍّ وعليٌّ مع الحقِّ يزولُ الحقُّ مع عليٍّ كيفما زال ؟ قالوا : اللهم نعم. قال : فأنشدكم باللهِ أتعلمون أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال : إني تاركٌ فيكم الثقلين : كتابُ اللهِ وعترتي أهلُ بيتي لن تضلوا ما استمسكتم بهما، ولن يفترقا حتى يَرِدَا علي الحوضِ ؟ قالوا : اللهم نعم. قال : فأنشدكم باللهِ هل فيكم أحدٌ، وقى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بنفسِه من المشركين واضطجع في مضجعِه غيري ؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم باللهِ هل فيكم أحدٌ بارزَ عمرو بنُ عبدِ وُدٍّ العامريَّ حين دعاكم إلى البَرَازِ غيري ؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم باللهِ هل فيكم أحدٌ نزل فيهِ آيةُ التطهيرِ حيث يقول : إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا [ سورة الأحزاب : 33 ] غيري ؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم باللهِ هل فيكم أحدٌ قال لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أنت سيدُ المؤمنين غيري ؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم باللهِ هل فيكم أحدٌ قال لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ما سألتُ اللهَ شيئًا إلا وسألتُ لك مثلَه غيري ؟ قالوا : اللهم لا

169 - كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا صلَّى الصبحَ قالَ وهو ثانٍ رجليهِ سبحانَ اللَّهِ وبحمدِهِ أستغفِرُ اللَّهَ إنَّ اللَّهَ كانَ توَّابًا رحيمًا سبعينَ مرَّةً ثمَّ يستقبِلُ النَّاسَ بوجهِهِ فيقولُ هل رأى أحدٌ منكُم شيئًا قالَ ابنُ زَملٍ أَنا يا نبيَّ اللَّهِ فقالَ خيرًا تلقاهُ أو شرًّا تُوقَّاهُ خيرٌ لَنا وشرٌّ على أعدائِنا والحمدُ للَّهِ ربِّ العالمينَ اقصُص رؤياكَ فقالَ رأيتُ جميعَ النَّاسِ على طريقٍ سَهْلٍ رَحبٍ بالناس على الجادَّةِ منطلِقين فبينا هم كذلِكَ أشرَفنا على مَرجٍ لم ترَ عينايَ مثلَهُ قطُّ يرفُّ رفيفًا يقطرُ نداهُ فيهِ من أنواعِ الكلأِ وَكَأنِّي بالرَّعلةِ الأولى حينَ أشرفوا على المرجِ كبَّروا ثمَّ أَكَبُّوا رواحلَهُم في الطَّريقِ منطلِقينَ ثمَّ جاءتِ الرَّعلةُ وَهُم أَكْبرُ منهم أضعافًا فلمَّا أشرفوا على المرجِ كبَّروا ثمَّ أَكَبُّوا رواحلَهُم في الطَّريقِ ثمَّ قدمَ عظمُ النَّاسِ وَكَأنِّي أنظرُ إليهم يميلونَ يمينًا وشمالًا فلمَّا رأيتُ ذلِكَ لَزِمْتُ الطَّريقَ فمضيتُ حتَّى أتيتُ أقصى المرجِ فإذا أَنا بِكَ يا رسولَ اللَّهِ على منبرٍ فيهِ سبعُ درجاتٍ وأنتَ في أعلاها درجةً وإذا عن يمينِكَ رجلٌ آدَمُ أقنى إذا يتكلَّمُ يسمو فيفوقُ الرِّجالَ طولًا وإذا عن يسارِكَ رجلٌ ربعةٌ أحمرُ كثيرُ خيلانِ الوجهِ كأنَّما جمَّمَ شعرَهُ بالماءِ إذا هوَ تَكَلَّمَ أصغيتُمْ إليهِ إِكْرامًا لَهُ وإذا أمامَكُم رجلٌ شيخٌ أشبَهُ النَّاسِ بِكَ خلقًا وخلقًا كلُّكم تُقدِّمونهُ فانتقَع لونُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ساعةً ثمَّ سُرِّيَ عنهُ فقالَ أمَّا ما رأيتَ منَ الطَّريقِ السَّهلةِ فذاكَ ما حُمِلنا عليهِ منَ الهدى وأمَّا المرجُ فالدُّنيا وغضارةُ عيشِها فمَضيتُ أَنا وأصحابي لم نتعلَّق بِها ولم تتعلَّق بنا ثمَّ جاءتِ الرَّعلةُ الثَّانيةُ فَمِنْهُمُ الآخذُ الضِّغثُ ثمَّ جاءَ عظمُ النَّاسِ فمالوا في المرجِ يمينًا وشمالا فإنَّا للَّهِ وإنَّا إليهِ راجعونَ وأمَّا أَنا فمضيتُ على الطَّريقِ وأمَّا المنبرُ الَّذي رأيتَ فيهِ سبعَ درجاتٍ وأَنا في أعلاهُ فالدُّنيا سبعةُ آلافِ سنةٍ أَنا في آخرِها ألفًا وأمَّا الَّذي رأيتَ عن يميني فذاكَ موسى والَّذي عن يساري فذاكَ عيسى والشَّيخُ أبونا إبراهيمُ كلُّنا نقتدي بِهِ

170 - أيُّها البَعيرُ ! اسْكنْ فإنْ تَكُ صادِقًا فلَكَ صِدْقُكَ، وإنْ تَكُ كاذِبًا فعَلَيْكَ كَذِبُكَ، مع أنَّ اللهَ قَدْ آمَنَ عائِذَنا، ولَيسَ بِخائِبٍ لائِذُنا. فقُلنَا : يا رسولَ اللهِ ! ما يَقولُ هذا البَعيرُ ؟ فقال : هذا بَعيرٌ قَدْ هَمَّ أهلُهُ بِنَحْرِهِ وأكْلِ لَحْمِه، فهَرَبَ مِنهُمْ، واسْتغاثَ بِنَبِيِّكُمْ فبَينا نحن كذلِكَ إذْ أقْبلَ أصحابُهُ يَتعادَوْنَ، فلَمَّا نَظَرَ إِليهِمْ البعيرُ عادَ إلى هَامَةِ رَسولِ اللهِ فَلاذَ بِها ! فقالُوا : يا رسولَ اللهِ ! هذا بَعيرُنا هَرَبَ مُنذُ ثلاثةِ أيامٍ، فلَم نَلْقَهُ إلا بين يَديْكَ، فقال : أمَا إِنَّهُ يَشكُو إليَّ، فَبِئْسَتِ الشِّكايةُ فقالُوا : يا رسولَ اللهِ ! ما يقولُ ؟ قال : يَقولُ إِنَّهُ رُبِّىَ في آمنكم أحْوالًا، وكُنتُم تَحمِلُونَ عليه في الصَّيْفِ إلى مَوْضِعِ الكَلأِ ، فإذا كان الشِّتاءُ رحلتُم إلى مَوضِعِ الدِّفءِ، فلَمَّا كَبُرَ استفْحَلْتُمُوهُ، فرَزَقَكُمُ اللهُ مِنهُ إبِلًا سائِمةً، فلَمَّا أدْرَكتْهُ هذه السَّنةُ الخصِيبةُ هَمَمْتُمْ بِنحرِهِ، وأكْلِ لَحمِه فقالُوا : قَدْ واللهِ كان ذلِكَ يا رسولَ اللهِ ! فقال عليه السلامُ : ما هذا جزاءُ المملُوكِ الصالِحِ من مَوالِيهِ فقالُوا : يا رسولَ اللهِ ! فإنَّا لا نَبِيعُهُ ولا نَنْحَرُهُ فقال عليه السلامُ كَذَبْتُم، قَدْ اسْتَغَاثَ بِكم فَلَمْ تُغِيثُوهُ، وأنا أوْلى بِالرحمةِ مِنكُمْ، فإنَّ اللهَ نَزَعَ الرحمَةَ من قُلوبِ المُنافِقِينَ، وأسْكَنَها في قُلوبِ المؤمِنينَ. فاشْتَراهُ عليه السلامُ مِنهُمْ بِمائةِ دِرْهَمٍ وقالَ : يا أيُّها البَعِيرُ انْطَلِقْ، فأَنْتَ حُرٌ لِوَجْهِ اللهِ تعالى. فَرَغَى على هامَةِ رسولِ اللهِ، فقال عليه السلامُ : ( آمِينَ ). ثُم رَغَى، فقال : ( آمِينَ ). ثُم رَغَى، فقال : ( آمِينَ ) ثُم رَغَى الرابِعةَ، فَبَكَى عليه السلامُ. فقُلْنا : يا رسولَ اللهِ ! ما يَقولُ هذا البَعِيرُ ؟ قال : قال : جَزاكَ اللهُ أيُّها النبيُّ عنِ الإسلامِ والقُرآنِ خَيرًا، فُقُلْتُ : ( آمِينَ ). ثُمَّ قال : سَكَّنَ اللهُ رُعْبَ أُمَّتِكَ يَومَ القِيامةِ كما سَكَّنتَ رُعبِي، فقُلْتُ : ( آمِينَ ) ثُم قال : حَقَنَ اللهُ دِماءَ أُمَّتِكَ من أعدائِها كَما حَقَنْتَ دَمِي، فَقُلْتُ : ( آمِينَ ). ثُم قال : لا جَعلَ الله بأسْها بَينها، فبَكيْتُ. فإنَّ هذه الخِصالُ سألْتُ رَبِّي فأعطانِيها ومَنَعَنِي هذه، وأخبرَنِي جِبريلُ عنِ اللهِ تعالى أنَّ فَناءَ أُمَّتِي بِالسيفِ. جَرَى القَلَمُ بِما هو كائِنٌ.

171 - ما أَخْرَجَكُما هذه السَّاعَةَ ؟ قالا : واللهِ ما أَخْرَجَنا إلَّا ما نَجِدُ في بُطُونِنا من حاقِّ الجُوعِ قال : والذي نَفسي بيدِهِ ما أَخْرَجَنِي غيرُهُ، فَقُوما فانطلقوا، حتى أَتَوْا بابَ أبي أيوبَ الأنصاريِّ، وكان أبو أيوبَ يَدَّخِرُ لرسولِ اللهِ طعامًا كان أوْ لَبَنًا، فَأَبْطَأَ عليهِ يومَئذٍ، فلمْ يَأْتِ لِحِينِهِ، فَأَطْعَمَهُ لأهلِهِ، وانطلقَ إلى نَخْلِه يَعْمَلُ فيهِ : فلمَّا انْتَهَوْا إلى البابِ خَرَجَتِ امرأتُهُ فقالتْ : مرحبًا بِنبيِّ اللهِ وبِمَنْ مَعَهُ. قال لها نَبِيُّ اللهِ : أين أبو أيوبَ ؟.فَسمعَهُ وهوَ يَعْمَلُ في نَخْلٍ لهُ فَجاء يَشْتَدُّ، فقال : مرحبًا بِنبيِّ اللهِ وبِمَنْ مَعَهُ، يا نَبِيَّ اللهِ ! ليس بِالحِينِ الذي كُنْتَ تَجِيءُ فيهِ، فقال : صَدَقْتَ. قال : فانطلقَ فقطعَ عِذْقًا مِنَ النخلِ، فيهِ من كلِّ؛ مِنَ التَّمْرِ والرُّطَبِ والبُسْرِ. فقال : ما أردْتُ إلى هذا، إلَّا جَنَيْتَ من تَمْرِهِ ؟ قال : يا رسولَ اللهِ ! أَحْبَبْتُ أنْ تأكلَ من تَمْرِهِ ورُطَبِه وبُسْرِهِ، ولأَذْبَحَنَّ لكَ مع هذا، قال : إنْ ذَبَحْتَ فلا تَذْبَحَنَّ ذاتَ دَرٍّ. فأخذَ عَناقًا أوْ جَدْيًا فذبحَهُ، وقال لامرأتِهِ : اخْبِزِي واعْجِنِي لَنا، وأنْتِ أعلمُ بِالخَبْزِ. فأخذَ نصفَ الجديِ فَطَبَخَهُ، وشَوَى نِصْفَهُ، فلمَّا أَدْرَكَ الطعامُ، ووُضِعَ بين يَدَيِ النبيِّ وأصحابِهِ، أخذَ مِنَ الجَدْيِ فَجعلَهُ في رَغِيفٍ، وقال : يا أبا أيوبَ ! أَبْلِغْ بهِذا فاطمةَ؛ فإنَّها لمْ تُصِبْ مِثْلَ هذا مُنْذُ أيامٍ. فذهبَ بهِ أبو أيوبَ إلى فاطمةَ. فلمَّا أَكَلوا وشَبِعُوا قال النبيُّ : إن هذا هو النَّعِيمُ الذي تسألونَ عنهُ يومَ القيامةِ. فَكَبُرَ ذلكَ على أصحابِهِ. فقال : بَلْ إذا أَصَبْتُمْ مِثْلَ هذا فَضَرَبْتُمْ بِأَيْدِيكُمْ فقولوا : ( بسمِ اللهِ )، فإِذَا شَبِعْتُمْ فقولوا : ( الحمدُ للهِ الذي أَشْبَعَنا وأنْعَمَ عَلَيْنا وأفضلَ، فإنَّ هذا كَفَافٌ بهذا ). فلمَّا نَهَضَ قال لأَبي أيوبَ : ائْتِنا غدًا. وكان لا يأتي إليهِ أحدٌ معروفًا إلَّا أحبَّ أنْ يُجَازِيَهُ؛ قال : وإِنَّ أبا أيوبَ لمْ يَسْمَعْ ذلكَ، فقَالَ عمرُ : إِنَّ النبيَّ يأمرُكَ أنْ تَأْتِيَهَ غدًا، فأتاهُ مِنَ الغَدِ فَأعطاهُ ولِيدةً، فقال : يا أبا أيوبَ ! استوصِ بِها خيرًا؛ فَإنَّا لمْ نَرَ إلَّا خيرًا ما دَامَتْ عندَنا. فلمَّا جاء بِها أبو أيوبَ من عِنْدِ رسولِ اللهِ قال : لا أَجِدُ لَوَصِيَّةِ رسولِ اللهِ خيرًا لهُ من أنْ أَعْتِقَها، فَأعتقَها

172 - جاءَ ابنُ أختٍ لي منَ الباديةِ - يقالُ لَهُ قدامةُ فقالَ: أحبُّ أن ألقى سلمانَ الفارسي، فأسلِّمُ عليْهِ فخرجنا إليْهِ فوجدناهُ بالمدائنِ وَهوَ يومئذٍ على عشرينَ ألفًا، ووجدناهُ على سريرٍ يشُقٌّ خوصًا فسلَّمنا عليْهِ فقلتُ: يا أبا عبدِ اللَّهِ هذا ابنُ أختٍ لي قد قدِمَ عليَّ منَ الباديةِ ، فأحبَّ أن يسلِّمَ عليْكَ قالَ: وعليْهِ السَّلامُ ورحمةُ اللَّهِ وبركاتُهُ قلتُ يزعمُ أنَّهُ يحبُّكَ قالَ: أحبَّهُ اللَّهُ. فتحدَّثْنا وقلنا يا أبا عبدِ اللَّهِ ألا تحدِّثُنا عن أصلِكَ؟ قالَ: أمَّا أصلي فأنا من أَهلِ رامَهُرمزَ كنَّا قومًا مجوسًا فأتى رجلٌ نصرانيٌّ من أَهلِ الجزيرةِ كانت أمُّهُ منَّا فنزلَ فينا واتَّخذَ فينا ديرًا وَكنتُ من كتَّابِ الفارسيَّةِ، فَكانَ لا يزالُ غلامٌ معي في الْكتَّابِ يجيءُ مضروبًا يبْكي قد ضربَهُ أبواهُ فقلتُ لَهُ يومًا ما يُبْكيكَ قالَ يضربُني أبوايَ قلتُ ولِمَ يضرباكَ فقالَ آتي صاحبَ هذا الدَّيرِ ، فإذا علِما ذلِكَ ضرباني وأنتَ لو أتيتَهُ سمعتَ منْهُ حديثًا عجبًا قلتُ فاذْهب بي معَكَ فأتيناهُ فحدَّثَنا عن بدءِ الخلقِ وعنِ الجنَّةِ والنَّارِ. فحدَّثَنا بأحاديثَ عجبٍ فَكنتُ أختلفُ إليْهِ معَهُ. وفطنَ لنا غِلمانٌ منَ الْكتَّابِ فجعلوا يجيئونَ معنا، فلمَّا رأى ذلِكَ أَهلُ القريةِ أتوْهُ فقالوا: يا هناه إنَّكَ قد جاوَرتنا فلم ترَ من جوارِناَ إلَّا الحسَنَ وإنَّا نرى غلماننا يختلفونَ إليْكَ ونحنُ نخافُ أن تُفسِدَهم علينا اخرُج عنَّا قالَ: نعم. قالَ لذلِكَ الغلامِ الَّذي كانَ يأتيهِ اخرج معي قالَ: لا أستطيعُ ذلِكَ قلتُ أنا أخرجُ معَك. وَكنتُ يتيمًا لا أبَ لي. فخرجتُ معَهُ فأخذنا جبلَ رامَهرمزَ فجعلنا نمشي ونتوَكَّلُ ونأْكلُ من ثمرِ الشَّجرِ فقدِمنا نصيبينَ فقالَ لي صاحبي يا سلمانُ إنَّ هاهنا قومًا هم عبَّادُ أَهلِ الأرضِ فأنا أحبُّ أن ألقاهم. قالَ فجئناهم يومَ الأحدِ وقدِ اجتمعوا فسلَّمَ عليْهم صاحبي فحيَّوْهُ وبشُّوا به وقالوا أينَ كانت غَيبتُكَ فتحدَّثنا ثمَّ قالَ: قم يا سلمانُ فقلتُ لا دَعني معَ هؤلاءِ. قالَ إنَّكَ لا تطيقُ ما يطيقون هؤلاءِ يصومونَ منَ الأحدِ إلى الأحدِ ولا ينامونَ هذا اللَّيلَ. وإذا فيهم رجلٌ من أبناءِ الملوكِ ترَكَ الملْكَ ودخلَ في العبادةِ فَكنتُ فيهم حتَّى أمسَينا فجعلوا يذْهبونَ واحدًا واحدًا إلى غارِهِ الَّذي يَكونُ فيهِ فلمَّا أمسينا قالَ ذاكَ الرَّجلُ الَّذي من أبناءِ الملوكِ هذا الغلامُ لا تضيِّعوهُ ليأخذْهُ رجلٌ منْكم. فقالوا خذْهُ أنتَ فقالَ لي: هلُمَّ فذَهبَ بي إلى غارِهِ الَّذي يَكونُ وقالَ لي هذا خبزٌ وَهذا أدمٌ فَكل إذا غرِثتَ وصم إذا نشِطتَ وصلِّ ما بدا لَكَ ونم إذا كسُلتَ ثمَّ قامَ في صلاتِهِ فلم يُكلِّمني فأخذني الغمُّ تلْكَ السَّبعةَ الأيَّامَ لا يُكلِّمني أحدٌ حتَّى كانَ الأحدُ وانصرفَ إليَّ فذَهبنا إلى مَكانِهمُ الَّذي فيه في الأحَدِ فكانوا يُفطرونَ فيهِ وَ يلقى بعضُهم بعضًا وَ يسلِّمُ بعضُهم على بعضٍ ثمَّ لا يلتقونَ إلى مثلِه. قالَ: فرجعنا إلى منزلنا فقالَ لي: مثلَ ما قالَ أوَّلَ مرَّةٍ، ثمَّ لم يُكلِّمني إلى الأحدِ الآخرِ، فحدَّثتُ نفسي بالفرارِ فقلتُ أصبرُ أحَدينِ أو ثلاثةً فلمَّا كانَ الأحَدُ واجتمعوا قالَ لَهم: إنِّي أريدُ بيتَ المقدسِ فقالوا ما تريدُ إلى ذلِكَ قالَ: لا عَهدَ لي بِه. قالوا: إنَّا نخافُ أن يحدُثَ بِكَ حدثٌ فيليَكَ غيرُنا قالَ فلمَّا سمعتُهُ يذْكرُ ذلكَ خرجتُ فخرَجنا أنا وَهوَ فَكانَ يصومُ منَ الأحدِ إلى الأحدِ ويصلِّي اللَّيلَ كلَّهُ ويمشي بالنَّهارِ فإذا نزلنا قامَ يصلِّي فأتينا بيتَ المقدسِ وعلى البابِ مُقعَدٌ يسألُ فقالَ: أعطني قالَ ما معي شيءٌ فدَخلنا بيتَ المقدسِ فلمَّا رأوهُ بشُّوا إليْهِ واستبشَروا بِهِ فقالَ لَهم: غلامي هذا فاستوصوا بِهِ فانطلقوا بي فأطعَموني خبزًا ولحمًا، ودخلَ في الصلاة فلم ينصرِف إلى الأحدِ الآخرِ ثمَّ انصرفَ فقالَ: يا سلمانُ إنِّي أريدُ أن أضعَ رأسي فإذا بلغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا فأيقِظني فبلغَ الظِّلُّ الَّذي قالَ فلَم أوقظْهُ مأواةً لَهُ ممَّا دأبَ منِ اجتِهادِهِ ونصبِهِ فاستيقَظَ مذعورًا فقالَ: يا سلمانُ ألَم أَكُن قلتُ لَكَ إذا بلغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا فأيقظني قلتُ بلى ولَكن إنَّما منعَني مأواةً لَكَ من دأبِكَ قالَ: ويحَكَ إنِّي أَكرَهُ أن يفوتني شيءٌ منَ الدَّهرِ لم أعمَل للَّهِ خيرًا ثمَ قالَ اعلَم أنَّ أفضلَ دينٍ اليومَ النَّصرانيَّةُ قلتُ ويَكونُ بعدَ اليومِ دينٌ أفضلُ منَ النَّصرانيَّةِ - كلمةٌ أُلقيَت على لساني - قالَ نعم يوشِكُ أن يبعثَ نبيٌّ يأْكلُ الْهديَّةَ ولا يأْكلُ الصَّدقةَ وبينَ كتفيْهِ خاتَمُ النُّبوَّةِ فإذا أدرَكتَهُ فاتَّبعْهُ وصدِّقْهُ قلتُ وإن أمرَني أن أدعَ النَّصرانيَّةِ قالَ نعَم ; فإنَّهُ لا يأمرُ إلَّا بحقٍّ ولا يقولُ إلَّا حقًّا واللَّهِ لو أدرَكتُهُ، ثمَّ أمرني أن أقعَ في النَّارِ لوقعتُ فيها. ثمَّ خرجنا من بيتِ المقدسِ ، فممرنا على ذلِكَ المُقعدِ فقالَ لَهُ دخلتَ فلم تعطني وَهذا تخرجُ فأعطِني فالتفتَ فلم يرَ حولَهُ أحدًا قالَ أعطني يدَكَ فأخذ بيدِهِ فقالَ قم بإذنِ اللَّهِ فقامَ صحيحًا سويًّا فتوجَّهَ نحوَ أهلِهِ فأتبعتُهُ بصري تعجُّبًا مِمَّا رأيتُ وخرجَ صاحبي مسرعًا، وتبعتُهُ فتلقَّاني رفقةٌ من كلبٍ فسبَوني فحملوني على بعيرٍ وشدُّوني وثاقًا فتداولَني البيَّاعُ حتَّى سقطتُ إلى المدينةِ فاشتراني رجلٌ منَ الأنصارِ فجعَلني في حائطٍ لَهُ ومن ثمَّ تعلَّمتُ عملَ الخوصِ ; أشتري بدرْهمٍ خوصًا فأعملُهُ فأبيعُهُ بدرْهمينِ فأنفق درْهمًا أحبُّ أن آكلَ من عملِ يدي وَهوَ يومئذٍ أميرٌ على عِشرينَ ألفًا. قالَ فبلَغنا ونحنُ بالمدينةِ أنَّ رجلًا قد خرجَ بمَكَّةَ يزعمُ أنَّ اللَّهَ أرسلَهُ فمَكَثنا ما شاءَ اللَّهُ أن نمْكُثَ فَهاجرَ إلينا فقلتُ لأجرِّبنَّهُ فذَهبتُ فاشتريتُ لحمَ خروف بدرْهمٍ، ثمَّ طبختُهُ فجعلتُ قصعةً من ثريدٍ فاحتملتُها حتَّى أتيتُهُ بِها على عاتقي حتَّى وضعتُها بينَ يديْهِ فقالَ: أصدقةٌ أم هديَّةٌ؟ قلتُ صدَقةٌ. قالَ لأصحابِهِ كلوا باسمِ اللَّه. وأمسَكَ ولم يأْكلْ. فمَكثتُ أيَّامًا ثمَّ اشتريتُ لحمًا فأصنعُهُ أيضًا، وأتيتُهُ بِهِ فقالَ ما هذِهِ؟ قلتُ: هديَّةٌ فقالَ لأصحابِهِ: كلوا باسمِ اللَّهِ. وأَكلَ معَهم قالَ فنظرتُ فرأيتُ بينَ كتفيْهِ خاتمَ النُّبوَّةِ مثلَ بيضةِ الحمامةِ فأسلمتُ ثمَّ قلتُ لَهُ يا رسولَ اللَّهِ أيُّ قومٍ النَّصارى قالَ لا خيرَ فيهم ثمَّ سألتُهُ بعدَ أيَّامٍ قالَ: لا خيرَ فيهِم ولا فيمن يحبُّهُم. قلتُ في نفسي فأنا واللَّهِ أحبُّهم قالَ وذاكَ حينَ بعثَ السَّرايا وجرَّدَ السَّيفَ فسريَّةٌ تدخلُ وسريَّةٌ تخرجُ والسَّيفُ يقطرُ قلتُ يحدِّثُ لي الآنَ أنِّي أحبُّهم فيبعثُ فيضربُ عنقي فقعدتُ في البيتِ فجاءني الرَّسولُ ذاتَ يومٍ فقالَ يا سلمانُ: أجِب. قلتُ: هذا واللَّهِ الَّذي كنتُ أحذرُ فانتَهيتُ إلى رسول اللَّه، فتبسَّمَ وقالَ: أبشِر يا سلمانُ فقد فرَّجَ اللَّهُ عنْكَ. ثمَّ تلا عليَّ هؤلاءِ الآياتِ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ. إلى قوله أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ. قلتُ: والَّذي بعثَكَ بالحقِّ لقد سمعتُهُ يقولُ: لو أدرَكتُهُ فأمرني أن أقعَ في النَّارِ لوقعتُها

173 - عن غنيمِ بنِ أوسٍ يعني الرازيَّ قال كنا جلوسًا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذ أقبلَ بعيرٌ يعدو حتى وقف على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فزعًا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أيها البعيرُ اسكن فإن تكُ صادقًا فلك صِدْقُكَ وإن تكُ كاذبًا فعليك كذبُكُ مع أنَّ اللهَ تعالى قد أمَّنَ عائذنا ولا يخافُ لائذُنا قلنا يا رسولَ اللهِ ما يقول هذا البعيرُ قال هذا بعيرٌ هَمَّ أهلُه بنحرِه فهرب منهم فاستغاث بنبيِّكم فبينا نحنُ كذلك إذ أقبل أصحابُه يتعادون فلما نظر إليهم البعيرُ عاد إلى هامةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالوا يا رسولَ اللهِ هذا بعيرُنا هرب منا منذُ ثلاثةِ أيامٍ فلم نَلْقَه إلا بين يديك فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يشكو مُرَّ الشكايةِ فقالوا يا رسولَ اللهِ ما يقول قال يقول إنه ربي في إِبِلِكم جوارًا وكنتم تحملونَ عليهِ في الصيفِ إلى موضعِ الكلأِ فإذا كان الشتاءُ رحلتم إلى موضعِ الدفءِ فقالوا قد كان ذلك يا رسولَ اللهِ فقال ما جزاءُ العبدِ الصالحِ من مواليه قالوا يا رسولَ اللهِ فإنا لا نبيعُه ولا ننحرُه قال فقد استغاث فلم تُغيثُوه وأنا أَوْلَى بالرحمةِ منكم لأنَّ اللهَ نزع الرحمةَ من قلوبِ المنافقين وأسكنَها في قلوبِ المؤمنينَ فاشتراه النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بمائةِ درهمٍ ثم قال أيها البعيرُ انطلق فأنت حرٌّ لوجهِ اللهِ فرَغَا على هامةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال رسولُ اللهِ آمين ثم رَغَا الثانيةَ فقال آمين ثم رَغَا الثالثةَ فقال آمين ثم رَغَا الرابعةَ فبكى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقلنا يا رسولَ اللهِ ما يقول هذا البعيرُ قال يقول جزاك اللهُ أيها النبيُّ عن الإسلامِ والقرآنِ خيرًا قلتُ آمين قال سكَّن اللهُ رعبَ أُمَّتِكَ يومَ القيامةِ كما سكَّنْتَ رعبي قلتُ آمين قال حقن اللهُ دماءَ أُمَّتِكَ من أعدائِها كما حقنتَ دمي قلتُ آمين قال لا جعل اللهُ بأسَها بينَها فبكيتُ وقلتُ هذه خصالٌ سألتُ ربي فأعطانِيها ومنعني واحدةً وأخبرني جبريلُ عن اللهِ أنَّ فناءَ أُمَّتِكَ بالسيفِ فجرى القلمُ بما هو كائنٌ

174 - إنَّ في الجنةِ شجرةً يُقالُ لها طُوبَى، لو سُخِّرَ الجوادُ الراكبُ أن يسيرَ في ظِلِّهَا لسارَ مائةَ عامٍ، ورقها زمردٌ أخضرُ، وزهرها رياطٌ صفرٌ، وأفناؤها سندسٌ، وإستبرقٌ، وثمرها حُلَلٌ، وصمغها زنجبيلٌ، وعسلٌ، وبطحاؤها ياقوتٌ أحمرُ، وزمردٌ أخضرُ، وترابها مسكٌ، وحشيشها زعفرانٌ، يفوحُ من غيرِ وقودٍ، ويتفجَّرُ من أصلها أنهارُ السلسبيلِ، والرحيقِ، وظِلُّها مجلسٌ من مجالسِ أهلِ الجنةِ، يألفونَهُ، ويتحدَّثُ فيهِ جميعهم. فبينما هم يومًا يتحدَّثونَ في ظِلِّها، إذ جاءتهم الملائكةُ يقودونَ نجائبَ من الياقوتِ، قد نفخ فيها الروحُ، مزمومةً بسلاسلَ من ذهبٍ، وجوهها المصابيحُ، عليها رحائلُ ألواحها من الدُّرِّ والياقوتِ، مفصصةٌ باللؤلؤِ والمرجانِ، صفاقها من الذهبِ الأحمرِ، الملبسُ بالعبقريِّ والأرجوانِ، فأنا خوا إليهم بتلك النَّجَائبِ، وقالوا لهم، إنَّ ربكم يُقْرِئُكُمُ السلامَ، ويستزيركم، لينظرَ إليكم، وتنظروا إليهِ، وتُحَيُّوهُ، ويُحَيِّيكُمْ، وتُكَلِّمُوهُ، ويزيدكم من سعةِ فضلِهِ، إنَّهُ ذو رحمةٍ واسعةٍ، وفضلٍ عظيمٍ : فيتحوَّلُ كلُّ رجلٍ منهم إلى راحلتِهِ، ثم ينطلقونَ صفًّا واحدًا معتدلًا، لا يفوتُ منهُ أحدٌ أحدًا، ولا يفوتُ أذنُ الناقةِ أذنُ صاحبتها، ولا رُكْبَةُ الناقةِ رُكْبَةُ صاحبتها، ولا يمرُّونَ بشجرةٍ من أشجارِ الجنةِ إلا أتحفتهم بثمرتها، ورحلتْ لهم عن طريقهم، كراهةَ أن يَنْثَلِمَ صَفُّهُمْ، أو يُفَرَّقَ بين الرجلِ ورفيقِهِ. فإذا رُفِعُوا إلى الجبارِ أَسْفَرَ لهم عن وجهِهِ الكريمِ، وتَجَلَّى لهم في عظمةِ العظيمِ وقالوا : ربنا أنتَ السلامُ، ولك حقُّ الجلالِ والإكرامِ فيقولُ لهم ربهم عزَّ وجلَّ : إني السلامُ ومَنِّي السلامُ، ولي حقُّ الجلالِ والإكرامِ، مرحبًا بعبادي الذين حفظوا وصيتي، وَرَعُوا حَقِّي، وخافوني بالغيبِ فكانوا مِنِّي على كلِّ حالٍ مشفقينَ. قالوا : وعِزَّتِكَ ، وعُلُوِّ مكانِكَ، ما قَدَرْنَاكَ حقَّ قدرِكَ، وما أدَّيْنَا إليكَ كلَّ حقِّكَ، فأْذَنْ لنا بالسجودِ لك : فيقولُ لهم ربهم : إني قد وضعتُ عنكم مُؤْنَةَ العبادةِ، وأَرَحْتُ لكم أبدانكم، فطالما أَنْصَبْتُمُ لي الأبدانَ، وأعنيتم لي الوجوهَ، فالآن أَفْضَيْتُمْ إلى روحي، ورحمتي، وكرامتي، فسَلُوني ما شئتم، وتَمَنَّوْا عليَّ أُعْطِكُمْ أمانيكم، فإني لن أجزيكم اليومَ بقدْرِ أعمالكم، ولكن بقدْرِ رحمتي، وكرامتي، وطَوْلِي، وجلالي، وعُلُوِّ مكاني، وعظمةِ شأني. فما يزالونَ في الأماني والعطايا، والمواهبِ، حتى إنَّ المقتصرَ في أمنيتِهِ ليتمنى مثلَ جميعِ الدنيا منذ خلقها اللهُ إلى يومِ إفنائها. فيقولُ لهم اللهُ عزَّ وجلَّ : قد قصَّرْتُمْ في أمانيكم، ورضيتم بدونِ ما يحِقُّ لكم، لقد أوجبتُ لكم ما سألتم وتمنيتم، وألحقتُ بكم ذريتكم، ودونكم ما قَصَرُتْ عنهُ أمانيكم
خلاصة حكم المحدث : مرسل ضعيف، غريب، وأحسن أحواله أن يكون من كلام بعض السلف
الراوي : محمد الباقر بن علي بن الحسين | المحدث : ابن كثير | المصدر : نهاية البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 2/336
التصنيف الموضوعي: جنة - شجر الجنة جنة - صفة الجنة جنة - رؤية الله تبارك وتعالى في الجنة عقيدة - إثبات صفات الله تعالى فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

175 - إنَّ اللَّهَ قد أخبرني بأسمائِهم وأسماءِ آبائِهم، وسأخبرُكَ بِهم إن شاءَ اللَّهُ غدًا عندَ وجْهِ الصُّبحِ، فانطلِق حتَّى إذا أصبحتَ فاجمعْهُم، فلمَّا أصبحَ قال: ادعُ عبدَ اللَّه بن أُبَيٍّ، وسعدَ بن أبي سَرحٍ، وأبا خاطَرٍ الأعرابِيَّ، وعامِرًا، وأبا عامِرٍ، والجَلَّاسَ بن سُويدِ بن الصَّامتِ، وَهوَ الَّذي قال: لا ننتَهي حتَّى نرميَ محمَّدًا منَ العَقبةِ اللَّيلةَ، وإن كانَ محمَّدٌ وأصحابُهُ خيرًا منَّا إنَّا إذًا لغَنمٌ وَهوَ الرَّاعي، ولا عقلَ لنا وَهوَ العاقِلُ، وأمرَهُ أن يدعوَ مَجمَعَ بن حارِثةَ، ومَليحًا التيمي، وَهوَ الَّذي سرقَ طيبَ الْكعبةِ وارتدَّ عنِ الإسلامِ وانطلقَ هاربًا في الأرضِ، فلا يُدرى أينَ ذَهبَ، وأمرَهُ أن يدعوَ حِصنَ بن نُميرٍ الَّذي أغارَ على تمرِ الصَّدقةِ فسرقَهُ، وقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم: (ويحَكَ ما حملَكَ على هذا؟ فقال: حملني عليهِ أنِّي ظننتُ أنَّ اللَّهَ لا يطلعُكَ عليْهِ، فأمَّا إذا أطلعَكَ اللَّهُ عليهِ وعلِمتَهُ فأنا أشْهدُ اليومَ أنَّكَ رسولُ اللَّهِ، وإنِّي لم أومِنْ بِكَ قطُّ قبلَ هذِهِ السَّاعةِ، فأقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عثرتَهُ وعفا عنْهُ، وأمرَهُ أن يدعوَ طعيمةَ بنَ أبيرِقَ، وعبدَ اللَّهِ بن عيينةَ، وَهوَ الَّذي قالَ لأصحابِه: اسْهَروا هذِهِ اللَّيلةَ تسلَموا الدَّهرَ كلَّهُ، فواللَّهِ ما لَكمَ أمرٌ دونَ أن تقتُلوا هذا الرَّجلَ، فدعاهُ فقال: ويحَكَ ما كانَ ينفعُكَ مِن قتلي لو أنِّي قُتِلتُ؟ فقالَ عبدُ اللَّهِ: فواللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ لا نزالُ بخيرٍ ما أعطاكَ اللَّهُ النَّصرَ على عدوِّك، إنَّما نحنُ باللَّهِ وبِك، فترَكَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وقال: ادعُ مُرَّةَ بن الرَّبيعِ، وَهوَ الَّذي قال: نقتُلُ الواحدَ الفردَ فيَكونُ النَّاسُ عامَّةً بقتلِهِ مطمئنِّينَ، فدعاهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: ويحَكَ ما حملَكَ على أن تقولَ الَّذي قلتَ؟ فقال: يا رسولَ اللَّهِ إن كنتُ قلتُ شيئًا من ذلِكَ إنَّكَ لعالِمٌ بِه، وما قلتُ شيئًا من ذلِكَ، فجمعَهم رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، وَهمُ اثنا عشرَ رجلًا، الَّذينَ حاربوا اللَّهَ ورسولَهُ وأرادوا قتلَهُ، فأخبرَهم رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بقولِهم ومنطقِهم وسرِّهِم وعلانيَتِهم) »، وأطلعَ اللَّهُ سبحانَهُ نبيَّهُ على ذلِكَ بعلمِهِ، وماتَ الاثنا عشرَ منافقينَ محاربينَ للَّهِ ولرسولِهِ، وذلِكَ قولُهُ عزَّ وجلَّ: وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَكانَ أبو عامِرٍ رأسَهم، ولَهُ بنَوا مسجدَ الضِّرار، وَهوَ الَّذي كانَ يقالُ لَهُ الرَّاهبُ ، فسمَّاهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الفاسِقَ، وَهوَ أبو حنظلةَ غسيلُ الملائِكةِ، فأرسلوا إليْه، فقدِمَ عليْهِم، فلمَّا قدمَ عليْهم أخزاهُ اللَّهُ وإيَّاهم، فانْهارت تلْكَ البقعةُ في نارِ جَهنَّمَ

176 - كَتَبَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ إلى سَعدِ بنِ أبي وَقَّاصٍ وهو بالقادِسيَّةِ أنْ سَرِّحْ نَضْلةَ بنَ مُعاويةَ إلى حُلْوانَ، فليُغِرْ على ضَواحيها . قال: فوَجَّهَ نَضْلةَ في ثَلاثِ مِئةِ فارِسٍ، فخَرَجوا حتى أتَوْا حُلوانَ العِراقِ، فأغاروا على ضَواحيها ، فأصابوا غَنيمةً وسَبْيًا، فأقبَلوا يَسوقونَ الغَنيمةَ والسَّبيَ إلى سَفحِ الجَبَلِ، ثم قامَ، فأذَّنَ فقال: اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ. فإذا مُجيبٌ مِنَ الجَبَلِ يُجيبُه: كَبَّرتَ كَبيرًا يا نَضلةُ. قال: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ. قال: كَلِمةُ الإخلاصِ يا نَضلةُ. قال: أشهَدُ أنَّ مُحمدًا رَسولُ اللهِ. قال: هو النَّذيرُ الذي بَشَّرَنا به عيسى ابنُ مَريمَ، وعلى رَأسِ أُمَّتِه تَقومُ السَّاعةُ. قال: حَيَّ على الصَّلاةِ. قال: طُوبى لِمَن مَشى إليها وواظَبَ عليها. قال: حَيَّ على الفَلاحِ . قال: أفلَحَ مَن أجابَ مُحمدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو البَقاءُ لِأُمَّةِ مُحمدٍ، فلَمَّا قال: اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، قال: أخلَصْتَ الإخلاصَ كُلَّه يا نَضلةُ، فحَرَّمَ اللهُ بها جَسَدَكَ على النارِ. فلَمَّا فَرَغَ مِن أذانِه قُمْنا، فقُلْنا: مَن أنتَ يَرحَمُكَ اللهُ؟ أمَلَكٌ أنتَ أمْ ساكِنٌ مِنَ الجِنِّ، أمْ طائِفٌ مِن عِبادِ اللهِ؟ أسمَعْتَنا صَوتَكَ فأرِنا صُورَتَكَ، فإنَّا وَفدُ اللهِ ووَفدُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ووَفدُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فانفَلَقَ الجَبَلُ عن هامةٍ كالرَّحى، أبيضِ الرَّأسِ واللِّحيةِ، عليه طِمرانُ مِن صُوفٍ، فقال: السَّلامُ عليكم ورَحمةُ اللهِ . فقُلْنا: وعليكُمُ السَّلامُ ورَحمةُ اللهِ، مَن أنتَ يَرحَمُكَ اللهُ؟ فقال: أنا زُرَيبُ بنُ بَرثَمْلى، وصِيُّ العَبدِ الصَّالِحِ عيسى ابنِ مَريَمَ، أسكَنَني هذا الجَبَلَ، ودَعا لي بطُولِ البَقاءِ إلى نُزولِه مِنَ السَّماءِ، فيَقتُلُ الخِنزيرَ، ويَكسِرُ الصَّليبَ، ويَتَبرَّأُ مِمَّا نَحَلَتْه النَّصارى، فأمَا إذْ فاتَني لِقاءُ مُحمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فاقرَؤوا عُمَرَ مِنِّي السَّلامَ، وقولوا له: يا عُمَرُ سَدِّدْ وقارِبْ فقد دَنا الأمْرُ، وأخبِروه بهذه الخِصالِ التي أُخبِرُكم بها: يا عُمَرُ، إذا ظَهَرتْ مِن هذه الخِصالِ في أُمَّةِ مُحمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فالهَرَبَ الهَرَبَ: إذا استَغنى الرِّجالُ بالرِّجالِ، والنِّساءُ بالنِّساءِ، وانتَسَبوا إلى غَيرِ مَناسِبِهم، وانتَمَوْا إلى غَيرِ مَواليهم، ولم يَرحَمْ كَبيرُهم صَغيرَهم، ولم يُوَقِّرْ صَغيرُهم كَبيرَهم، وتُرِكَ المَعروفُ فلم يُؤمَرْ به، وتُرِكَ المُنكَرُ فلم يُنْهَ عنه، وتَعلَّمَ عالِمُهمُ العِلْمَ لِيَجلِبَ به الدَّنانيرَ والدَّراهِمَ، وكانَ المَطَرُ قَيظًا والوَلَدُ غَيظًا، وطَوَّلوا المَناراتِ، وفَضَّضوا المَصاحِفَ، وزَخرَفوا المَساجِدَ، وأظهَروا الرِّشَى، وشَيَّدوا البِناءَ، [واتَّبَعوا] الهَوى وباعوا الدِّينَ بالدُّنيا، واستَخَفُّوا بالدِّماءِ، وقُطِعَتِ الأرحامُ، وبِيعَ الحُكمُ وأُكِلَ الرِّبا ، وكانَ الغِنى عِزًّا، وخَرَجَ الرَّجُلُ مِن بَيتِه فقامَ إليه مَن خَيرٌ مِنه فسَلَّمَ عليه، ورَكِبَ النِّساءُ السُّروجَ. ثم غابَ عنَّا، قال: فكَتَبَ نَضلةُ إلى سَعدٍ، وكَتَبَ سَعدٌ إلى عُمَرَ، وكَتَبَ عُمَرُ إلى سَعدٍ: للهِ أبوكَ ، فإنَّ رَسولَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخبَرَنا أنَّ بَعضَ أوصياءِ عيسى ابنِ مَريَمَ نَزَلَ ذلك الجَبَلَ، ناحيةَ العِراقِ، قال: فخَرَجَ سَعدٌ في أربَعةِ آلافٍ مِنَ المُهاجِرينَ والأنصارِ، حتى نَزَلَ ذلك الجَبَلَ أربَعينَ يَومًا يُنادي بالأذانِ في وَقتِ كُلِّ صَلاةٍ، فلا جَوابَ.

177 - مَن صَلَّى مِنكم مِنَ اللَّيلِ فليَجهَرْ بقِراءَتِه؛ فإنَّ المَلائِكةَ تُصلِّي بصَلاتِه وتَستَمِعُ لِقِراءَتِه، وإنَّ مُؤمِني الجِنِّ الذين يَكونونَ في الهَواءِ وجيرانَه في مَسكَنِه يُصلُّونَ بصَلاتِه ويَستَمِعونَ قِراءَتَه، وإنَّه يُطرَدُ بقِراءَتِه عن دارِه، وعنِ الدُّورِ التي حَولَه فُسَّاقُ الجِنِّ ومَرَدةُ الشَّياطينِ، وإنَّ البَيتَ الذي يُقرَأُ فيه القُرآنُ عليه خَيمةٌ مِن نُورٍ يَهتَدي بها أهلُ السَّماءِ، كما يُهتَدى بالكَوكَبِ الدُّرِّيِّ في لُجَجِ البِحارِ وفي الأرضِ القَفرِ، فإذا ماتَ صاحِبُ القُرآنِ رُفِعتْ تلك الخَيمةُ فتَنظُرُ المَلائِكةُ مِنَ السَّماءِ فلا يَرَوْنَ ذلك النُّورَ، فتَلقاه المَلائِكةُ مِن سَماءٍ إلى سَماءٍ فتُصلِّي المَلائِكةُ على رُوحِه في الأرواحِ، ثم تَستَقبِلُ المَلائِكةُ الحافِظينَ الذين كانوا معَه، ثم تَستَغفِرُ له المَلائِكةُ إلى يَومِ يُبعَثُ، وما مِن رَجُلٍ تَعَلَّمَ كِتابَ اللهِ، ثم صَلَّى ساعةً مِن لَيلٍ إلَّا أوصَتْ به تلك اللَّيلةُ الماضيةُ اللَّيلةَ المُستَأنَفةَ أنْ تُنبِّهَه لِساعَتِه، وأنْ تَكونَ عليه خَفيفةً، فإذا ماتَ وكان أهلُه في جَهازِه جاءَ القُرآنُ في صُورةٍ حَسَنةٍ جَميلةٍ، فوَقَفَ عِندَ رَأسِه حتى يُدرَجَ في أكفانِه فيَكونَ القُرآنُ على صَدرِه دُونَ الكَفَنِ، فإذا وُضِعَ في قَبرِه وسُوِّيَ وتَفرَّقَ عنه أصحابُه، أتاهُ مُنكَرٌ ونَكيرٌ عليهما السَّلامُ، فيُجلِسانِه في قَبرِه، فيَجيءُ القُرآنُ حتى يَكونَ بَينَه وبَينَهما، فيَقولانِ له: إليكَ حتى نَسألَه. فيَقولُ: لا ورَبِّ الكَعبةِ، إنَّه لَصاحِبي وخَليلي، ولستُ أخذُلُه على حالٍ، فإنْ كُنتُما أُمِرتُما بشَيءٍ فامْضيا لِمَا أُمِرتُما، ودَعاني مَكاني؛ فإنِّي لستُ أُفارِقُه حتى أُدخِلَه الجَنَّةَ. ثم يَنظُرُ القُرآنُ إلى صاحِبِه فيَقولُ: أنا القُرآنُ الذي كُنتَ تَجهَرُ بي، وتُخفيني، وتُحِبُّني، فأنا حَبيبُكَ، ومَن أحبَبتُه أحَبَّه اللهُ، ليس عليكَ بَعدَ مَسألةِ مُنكَرٍ ونَكيرٍ هَمٌّ ولا حَزَنٌ. فيَسألُه مُنكرٌ ونَكيرٌ، ويَصعَدانِ، ويَبقى هو والقُرآنُ، فيَقولُ: لَأفرِشَنَّكَ فِراشًا لَيِّنًا، ولَأُدَثِّرَنَّكَ دِثارًا حَسَنًا جَميلًا بما أسهَرتَ لَيلَكَ وأنصَبتَ نَهارَكَ. قال: فيَصعَدُ القُرآنُ إلى السَّماءِ أسرَعَ مِنَ الطَّرفِ ، فيَسألُ اللهَ ذلك له، فيُعطيهِ ذلك، فيَجيءُ القُرآنُ فيَنزِلُ به ألْفُ ألْفِ مَلَكٍ مِن مُقَرَّبي السَّماءِ السَّادِسةِ، فيَجيءُ القُرآنُ فيُحيِّيه فيَقولُ: هلِ استَوحَشتَ؟ ما زِدتُ مُنذُ أنْ فارَقتُكَ أنْ كَلَّمتُ اللهَ تَبارَكَ وتَعالى حتى أخَذتُ لكَ فِراشًا ودِثارًا ومِصباحًا، وقد جِئتُكَ به، فقُمْ حتى تُفرِشَكَ المَلائِكةُ عليهمُ السَّلامُ. قال: فتُنهِضُه المَلائِكةُ إنهاضًا لَطيفًا، ثم يُفسَحُ له في قَبرِه مَسيرةَ أربَعِ مِئةِ عامٍ، ثم يُوضَعُ له فِراشٌ بِطانَتُه مِن حَريرٍ أخضَرَ حَشوُهُ المِسكُ الأذفَرُ ، ويُوضَعُ له مَرافِقُ عِندَ رِجلَيْه ورَأسِه مِنَ السُّندُسِ والإستَبرَقِ، ويُسرَجُ له سِراجانِ مِن نُورِ الجَنَّةِ عِندَ رَأسِه ورِجلَيْه، يُزهِرانِ إلى يَومِ القيامةِ، ثم تُضجِعُه المَلائِكةُ على شِقِّه الأيمَنِ مُستَقبِلَ القِبلةِ، ثم يُؤتَى بياسَمينِ الجَنَّةِ، وتَصعَدُ عنه ويَبقى هو والقُرآنُ، فيَأخُذُ القُرآنُ الياسَمينَ فيَضَعُه على أنْفِه غَضًّا ، فيَستَنشِقُه حتى يُبعَثَ، ويَرجِعُ القُرآنُ إلى أهلِه فيُخبِرُهم كُلَّ يَومٍ ولَيلةٍ، ويَتَعاهَدُه كما يَتَعاهَدُ الوالِدُ الشَّفيقُ وَلَدَه بالخَيرِ، فإنْ تَعَلَّمَ أحَدٌ مِن وَلَدِه القُرآنَ بَشَّرَه بذلك، وإنْ كان عَقِبُه عَقِبَ سُوءٍ دَعا لهم بالصَّلاحِ والإقبالِ. أو كما ذَكَرَ.
خلاصة حكم المحدث : في إسناده من لا يعرف حاله وفي متنه غرابة كثيرة بل نكارة ظاهرة
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب
الصفحة أو الرقم : 1/296
التصنيف الموضوعي: تراويح وتهجد وقيام ليل - الحث على صلاة الليل تراويح وتهجد وقيام ليل - صفة القراءة في صلاة الليل في الرفع والخفض جن - ما يعصم من الشيطان قرآن - فضل القرآن على سائر الكلام قرآن - فضل صاحب القرآن
| أحاديث مشابهة

178 - من صلى منكم من الليلِ فلْيَجهرْ بقراءتِه؛ فإنَّ الملائكةَ تُصلِّي بصلاتِه، وتسمعُ لقراءتِه، وإنَّ مؤمني الجنِّ الذين يكونون في الهواءِ، وجيرانَه في مسكنِه، يصلون بصلاتِه، ويستمعون قراءَتَه، وأنه يَطرُدُ بقراءتِه عن دارِه وعن الدورِ التي حوله فُسَّاقَ الجنِّ، ومردةَ الشياطين، وإنَّ البيتَ الذي يُقرأ فيه القرآنُ عليه خيمةٌ من نورٍ، يهتدي بها أهلُ السماءِ، كما يُهتدى بالكوكبِ الدُّرِّي في لُجَجِ البحارِ، وفي الأرضِ القفرِ، فإذا مات صاحبُ القرآنِ ، رُفِعَتْ تلك الخيمةُ، فتنظر الملائكةُ من السماءِ، فلا يرَون ذلك النورَ، فتتلقَّاه الملائكةُ من سماءٍ إلى سماءٍ، فتُصلِّي الملائكةُ على روحِه في الأرواحِ، ثم تستقبلُ الملائكةُ الحافظين الذين كانوا معه، ثم تستغفرُ له الملائكةُ إلى يومِ يُبعَثُ، وما من رجلٍ تعلَّم كتابَ اللهِ، ثم صلى ساعةً من ليل إلا أَوصَتْ به تلك الليلةُ الماضيةُ الليلةَ المستأْنفةَ، أن تُنبِّهَه لساعتِه، وأن تكون عليه خفيفةً، فإذا مات وكان أهلُه في جهازِه، جاء القرآنُ في صورةٍ حسنةٍ جميلةٍ، فوقف عند رأسِه، حتى يُدرَجَ في أكفانِه، فيكون القرآنُ على صدرِه دونَ الكفنِ، فإذا وُضِعَ في قبرِه، وسُوِّيَ، وتفرَّق عنه أصحابُه؛ أتاه منكرٌ ونكيرٌ، فيُجلسانِه في قبرِه، فيجيء القرآنُ حتى يكونَ بينه وبينهما، فيقولان له : إليك حتى نسألَه. فيقول : لا وربِّ الكعبةِ ! إنه لَصاحبي وخليلي، ولستُ آخذٌ له على حالٍ، فإن كنتُما أمرتُما بشيءٍ فامضِيا لما أُمرتُما ودعاني مكاني، فإني لستُ أُفارقُه حتى أُدخلَه الجنةَ، ثم ينظرُ القرآنُ إلى صاحبِه فيقولُ : أنا القرآنُ الذي كنتَ تجهرُ بي، وتُخفيني، وتُحبُّني، فأنا حبيبُك، ومن أحببتُه أحبَّه اللهُ، ليس عليك بعد مسألةِ منكرٍ ونكيرٍ هَمٌّ ولا حُزنٌ، فيسأله منكرٌ ونكيرٌ، ويصعَدان، ويبقى هو والقرآنُ، فيقولُ : لأفرِشنَّك فراشًا لَيِّنًا، ولأُدَثِّرنَّكَ دِثارًا حسنًا جميلًا بما أسهرتُ ليلَك، وأنصبتُ نهارَك. - قال : - فيصعدُ القرآنُ إلى السماءِ أسرعُ من الطرفِ ، فيسألُه اللهُ ذلك له، فيُعطيه ذلك، فينزل به ألفُ ألفِ ملَكٍ من مُقرَّبي السماءِ السادسةِ، فيجيء القرآنُ فيُحَيِّيه، فيقول : هل استوحشتَ ؟ وما زدتُ منذُ فارقتُك أن كلمتُ اللهَ تبارك وتعالى، حتى أخذتُ لك فراشًا ودثارًا ومفتاحًا، وقد جئتُك به، فقُمْ حتى تُفرشَك الملائكةُ. قال : فتنهضُه الملائكةُ إنهاضًا لطيفًا، ثم يُفسَحُ له في قبره مَسيرةَ أربعمئةِ عامٍ، ثم يُوضَعُ له فراشٌ بطانتُه من حريرٍ أخضرُ، حشوُه المسكُ الأذْفَرُ ، وتُوضَعُ له مَرافقُ عند رجلَيه ورأسِه من السُّندسِ والإستبرقِ، ويُسرَجُ له سراجانِ من نور الجنةِ عند رأسِه ورجلَيه، يزهران إلى يومِ القيامةِ، ثم تُضجِعُه الملائكةُ على شِقِّه الأيمنِ مُستقبلةَ القبلةِ، ثم يُؤتى بياسمينِ الجنةِ، وتصعدُ عنه، ويبقى هو والقرآنُ، فيأخذُ القرآنُ الياسمينَ، فيضعُه على أنفِه غضًّا، فيستنشقُه حتى يُبعَثَ، ويرجعُ القرآنُ إلى أهلِه، فيخبرُهم [ بخبرِه ] كلَّ يومٍ وليلةٍ، ويتعاهدُه كما يتعاهدُ الوالدُ الشَّفيقُ ولدَه بالخير، فإن تعلَّم أحدٌ من ولدِه القرآنَ بشَّره بذلك، وإن كان عَقِبُه عقِبَ سوءٍ دعا لهم بالصلاحِ والإقبالِ، أو كما ذكر

179 - قدِم الجارودُ بنُ عبدِ اللهِ وكان سيِّدًا في قومِه مطاعًا عظيمًا في عشيرتِه مطاعَ الأمرِ رفيعَ القدرِ عظيمَ الخطرِ ظاهرَ الأدبِ شامخَ الحسبِ بديعَ الجمالِ حسنَ الفِعالِ ذا منْعةٍ ومالٍ في وفدِ عبدِ القيسِ من ذَوِي الأخطارِ والأقدارِ والفضلِ والإحسانِ والفصاحةِ والرُّهبانِ كان رجلٌ منهم كالنَّخلةِ السَّحوقِ على ناقةٍ كالفحلِ العتيقِ قد جنَبوا الجيادَ وأعدُّوا للجِلادِ مُجدِّين في مسيرِهم حازمين في أمرِهم يسيرون ذميلًا يقطعون ميلًا فميلًا حتَّى أناخوا عند مسجدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأقبل الجارودُ على قومِه والمشايخِ من بني عمِّه فقال يا قومِ هذا محمَّدٌ الأغرُّ سيِّدُ العربِ وخيرُ ولدِ عبدِ المطَّلبِ فإذا دخلتم عليه ووقفتم بين يدَيْه فأحسِنوا عنده السَّلامَ وأقلُّوا عنده الكلامَ فقالوا بأجمعِهم أيُّها الملكُ الهمامُ والأسدُ الضُّرغامُ لن نتكلَّمَ إذا حضرتَ ولن نُجاوزَ ما أمرتَ فقُلْ ما شئتَ فإنَّا سامعون اعمَلْ ما شئتَ فإنَّا تابعون وقال الصَّابونيُّ مُبايعون فنظر الجارودُ في كلِّ كَمِيٍّ صِنديدٍ قد دوَّموا العمائمَ وتزيُّوا بالصَّوارمِ يجرُّون أسيافَهم ويستحِبون أذيالَهم يتناشدون الأشعارَ ويتذاكرون مناقبَ الأخيارِ لا يتكلَّمون طويلًا ولا يسكُتون عِيًّا إن أمرهم ائتَمروا وإن زجرهم ازدجروا وقال الصَّابونيُّ انزجروا كأنَّهم أُسدٌ يقدُمُها ذو لبْدةٍ مهولٌ حتَّى مثُلوا بين يديِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلمَّا دخل القومُ المسجدَ وأبصرهم أهلُ المشهدِ دلَف الجارودُ أمامَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وحسَر لِثامَه وأحسن سلامَه ثمَّ أنشأ يقولُ يا نبيَّ الهدَى أتتك رجالٌ قطعت فدْفدًا وآلًا فآلًا وقال البيهقيُّ مهمهًا وطوت نحوَك الصَّحاصِحَ طُرًّا لا تخالُ الكِلالَ قبلُ كِلالًا كلُّ دهماءَ يقصُرُ الطَّرفُ عنها أرقَلتها قِلاصُنا إرقالًا وطوتها الجيادُ تُحمْحِمُ فيها بكُماةٍ كأنجُمٍ تتلالا تبتغي دفعَ بأسِ يومٍ عبوسٍ أوجَلِ القلبِ ذِكرُه ثمَّ هالا فلمَّا سمِع النَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ فرِح فرحًا شديدًا وقرَّبه وأدناه ورفع مجلسَه وحيَّاه وأكرمه وقال يا جارودُ لقد تأخَّر بك وبقومِك الموعِدُ وطال بكم الأمَدُ قال واللهِ يا رسولَ اللهِ لقد أخطأ من أخطأك قصدَه وعدِم رُشدَه وتلك أيمُ اللهِ أكبرُ خيبةٍ وأعظمُ حويَةٍ والرَّائدُ لا يكذبُ أهلَه ولا يغُشُّ نفسَه لقد جئتَ بالحقِّ ونطقتَ بالصِّدقِ والَّذي بعثك بالحقِّ نبيًّا واختارك للمؤمنين وليًّا لقد وجدتُ وصفَك في الإنجيلِ ولقد بشَّر بك ابنُ البتولِ فطوَّل التَّحيَّةَ لك والشُّكرَ لمن أكرمك وأرسلك لا أثرَ بعد عينٍ ولا شكَّ بعد يقينٍ مُدَّ يدَك فأنا أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّك محمَّدٌ رسولُ اللهِ قال فآمن الجارودُ وآمن من قومِه كلُّ سيِّدٍ فسُرَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سرورًا وابتهج حُبورًا وقال يا جارودُ هل في جماعةِ وفدِ عبدِ القيسِ من يعرِفُ لنا قَسًّا قال كلُّنا نعرفُه يا رسولَ اللهِ وأنا من بين قومي كنتُ أقفو أثرَه وأطلب خبرَه كان قَسٌّ سبطًا من أسباطِ العربِ صحيحَ النَّسبِ فصيحًا إذا خطب ذا شيبةٍ حسنةٍ عُمِّر سبعَمائةِ سنةٍ يتقفَّرُ القِفارَ لا تُكِنُّه دارٌ ولا يُقرُّه قرارٌ يتحسَّى في تقفُّرِه بيضَ النَّعامِ ويأنسُ بالوحشِ والهوامِّ يلبسُ المُسوحَ ويتبَعُ السِّياحَ على منهاجِ المسيحِ لا يفتُرُ من الرَّهبانيَّةِ يُقرُّ للهِ تعالَى بالوحدانيَّةِ يُضرَبُ بحكمتِه الأمثالُ ويُكشفُ به الأهوالُ وتتبعه الأبدالُ أدرك رأسَ الحواريِّين سمعانَ فهو أوَّلُ من تألَّه من العربِ وأعبدُ من تعبَّد في الحِقَبِ وأيقَن بالبعثِ والحسابِ وحذَّر سوءَ المُنقَلَبِ والمآبِ ووعَظ بذِكرِ الموتِ وأمر بالعملِ قبل الفوْتِ الحسنِ الألفاظِ الخاطبِ بسوقِ عُكاظٍ العالمِ بشرقٍ وغربٍ ويابسٍ ورطْبٍ أُجاجٍ وعذبٍ كأنِّي أنظرُ إليه والعربُ بين يدَيْه يُقسِمُ بالرَّبِّ الَّذي هو له ليبلغنَّ الكتابُ أجلَه وليوفينَّ كلُّ عاملٍ عملَه وأنشأ يقولُ هاج للقلبِ من جَواه ادِّكار وليالٍ خلالَهنَّ نهارُ ونجومٌ يحُثُّها قمرُ اللَّيلِ وشمسٌ في كلِّ يومٍ تُدارُ ضوؤُها يطمِسُ العيونَ وإرعادٌ شديدٌ في الخافقَيْن مُطارُ وغلامٌ وأشمطُ ورضيعٌ كلُّهم في التُّرابِ يومًا يُزارُ وقصورٌ مشيدةٌ حوَت الخيرَ وأخرَى خلت لهنَّ قِفارُ وكثيرٌ ممَّا يقصُرُ عنه جوسةُ النَّاظرِ الَّذي لا يحارُ والَّذي قد ذكرتُ دلَّ على اللهِ نفوسًا لها هدًى واعتبارُ فقال النَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ على رِسلِك يا جارودُ فلستُ أنساه بسوقِ عُكاظٍ على جملٍ له أورقَ وهو يتكلَّمُ بكلامٍ مُوثَّقٌ ما أظنُّ أنِّي أحفظُه فهل فيكم يا معشرَ المهاجرين والأنصارِ من يحفَظُ لنا منه شيئًا وقال الصَّابونيُّ يحفظُه فوثب أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضِي اللهُ تعالَى عنه قائمًا فقال يا رسولَ اللهِ إنِّي أحفظُه وكنتُ حاضرًا ذلك اليومَ بسوقِ عُكاظٍ حين خطب فأطنب ورغَّب ورهَّب وحذَّر وأنذَر وقال في خطبتِه أيُّها النَّاسُ اسمعوا وعُوا وإذا وعيتم فانتفعوا إنَّه من عاش مات ومن مات فات وكلُّ ما هو آتٍ آتٍ نباتٌ ومطرٌ وأرزاقٌ وأقواتٌ وآباءٌ وأمَّهاتٌ وأحياءٌ وأمواتٌ جميعٌ وأشتاتٌ وآياتٌ بعد آياتٍ إنَّ في السَّماءِ لخبرًا وإنَّ في الأرضِ لعِبرًا ليلٌ داجٍ وسماءٌ ذاتُ أبراجٍ وأرضٌ ذاتُ ارتياجٍ وبحارٌ ذاتُ أمواجٍ ما لي أرَى النَّاسَ يذهبون فلا يرجعون أرضوا بالمقامِ فأقاموا أم تُرِكوا هناك فناموا أُقسِمُ قسمًا حقًّا لا حانثًا فيه ولا آثمًا إنَّ للهِ دينًا هو أحبُّ إليه من دينِكم الَّذي أنتم عليه ونبيًّا قد حان حينُه وأظلَّكم زمانُه وأدرككم إبَّانُه فطوبَى لمن آمن به فهداه فويلٌ لمن خالفه وعصاه ثمَّ قال تبًّا لأربابِ الغفلةِ من الأممِ الخاليةِ والقرونِ الماضيةِ يا معشرَ إيادٍ من الأبِ والأجدادِ من المريضِ والعُوَّادِ وأين الفراعنةُ الشِّدادُ أين من بنا وشيَّد وزخرف وجدَّد وغرَّه المالُ والولَدُ أين من طغَى وبغَى وجمع فأوعَى وقال أنا ربُّكم الأعلَى ألم يكونوا أكثرَ منكم أموالًا وأبعدَ منكم آمالًا وأطولَ منكم آجالًا طحنهم الثَّرَى بكَلْكَلِه ومزَّقهم بتطاوُلِه فبلت عِظامَهم باليةٌ وبيوتُهم خاليةٌ وعمَرتها الذِّيابُ العاديةُ وقال أبو صالحٍ العاويةُ كلَّا بل هو اللهُ الواحدُ المعبودُ ليس بوالدٍ ولا مولودٍ ثمَّ أنشأ يقولُ في الذَّاهبين الأوَّلين من القرونِ لنا بصائرُ لمَّا رأيتُ مواردَ للموتِ ليس لها مصادرُ ورأيتُ قومي نحوَها تُمضِي الأصاغرَ الأكابرُ لا يرجعُ الماضي إليَّ ولا من الباقين غابرٌ أيقنتُ أنِّي لا محالةَ حيث يصيرُ القومُ صائرٌ قال فجلس ثمَّ قام رجلٌ زاد أبو عبدِ اللهِ من الأنصارِ بعده كأنَّه قطعةُ جبلٍ ثمَّ اتَّفقا فقالا ذو هامةٍ عظيمةٍ وقامةٍ جسيمةٍ قد دوَّم عِمامتَه وأرخَى ذؤابتَه منيفٌ أنوفٌ أشدقُ حسَنُ الصَّوتِ فقال يا سيِّدَ المرسلين وصفوةَ ربِّ العالمين لقد رأيتُ من قَسٍّ عجبَا وشهِدتُ منه مرغبًا فقال وما الَّذي رأيتَه منه وحفِظتَه عنه فقال خرجتُ في الجاهليَّةِ أطلُبُ بعيرًا لي شرد منِّي أقفو أثرَه وأطلُبُ خبرَه في تنائِفَ وقال الصَّابونيُّ وإسماعيلُ في فيافي وقالا حقائفَ ذاتِ دعادعَ وزعازعَ وليس بها الرَّكبُ وقال إسماعيلُ ليس للرَّكبِ فيها مقيلٌ ولا لغيرِ الجنِّ سبيلٌ وإذا بموئلٍ مهولٍ في طودٍ عظيمٍ ليس به إلَّا البُومُ وأدركني اللَّيلُ فولجتُه مذعورًا لا آمنُ فيه حتفي ولا أركنُ إلى غيرِ سيفي فبِتُّ بليلٍ طويلٍ كأنَّه بليلٍ موصولٍ أرقبُ الكوكبَ وأرمُقُ الغيْهبَ حتَّى إذا عسعس اللَّيلُ وكان الصُّبحُ أن يتنفَّسَ هتَف بي هاتفٌ يقولُ : يا أيُّها الراقدُ في اللَّيلِ الأحمْ قد بعث اللهُ نبيًّا في الحرمْ من هاشمٍ أهلِ الوفاءِ والكرمْ يجلو دجِناتِ الدَّياجي والبُهُمْ قال فأدرتُ طرفي فما رأيتُ له شخصًا ولا سمِعتُ له فَحْصًا فأنشأتُ أقولُ : يا أيُّها الهاتفُ في داجي الظُّلَمْ أهلًا وسهلًا بك من طيْفٍ ألمّ بيِّنْ هداك اللهُ في لحنِ الكَلِمْ ماذا الَّذي تدعو إليه يُغتنَمْ قال فإذا أنا بنحنحةٍ وقائلٍ يقولُ ظهر النُّورُ وبطُل الزُّورُ وبعث اللهُ تبارك وتعالَى محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالخيرِ صاحبِ النَّجيبِ الأحمرِ والتَّاجِ والمِغفرِ والوجهِ الأزهرِ والحاجبِ الأقمرِ والطَّرْفِ الأحوَرِ صاحبِ قولِ شهادةِ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ فذلك محمَّدٌ المبعوثُ إلى الأسوَدِ والأبيضِ أهلِ المدَرِ والوبَرِ ثمَّ أنشأ يقولُ : الحمدُ للهِ الَّذي لم يخلُقْ الخلقَ عبثْ لم يُخلِنا حينًا سُدًى من بعد عيسَى واكترثْ أرسل فينا محمَّدًا خيرَ نبيٍّ قد بُعِث صلَّى عليه اللهُ ما حجَّ له ركْبٌّ وحَثْ قال فذُهِلتُ عن البعيرِ وألبسني السُّرورُ ولاح الصَّباحُ واتَّسع الإيضاحُ فتركتُ الموْرَ وأخذتُ الجبلَ فإذا أنا بالعتيقِ يُشقشِقُ إلى النُّوقِ فأخذتُ بخطامِه وعلوتُ سِنامَه فمرح طاعةً وهززتُه ساعةً حتَّى إذا لغَب وذلَّ منه ما صعُب وحَمِيت الوسادةُ وبرَدت المزادةُ فإذا الزَّادُ قد هشَّ له الفؤادُ برَّكتُه فبرِك وأذِنتُ له فترك في روضةٍ خضِرةٍ نضِرةٍ عطِرةٍ ذاتِ حوذانٍ وقُربانٍ وعُنقرانٍ وعَبَيْثرانِ زاد إسماعيلُ نعنعٌ وشيحٌ وقالا وحَلْيٌ وأقاحٌ وجثْجاثٌ وبِرارٌ وشقائقُ وبُهارٌ كأنَّما قد مات الجوُّ بها مطيرًا أو باكرها المُزنُ بُكورًا فخلا لها شجرٌ وقرارُها نهرٌ فجعل يرتعُ أبًّا وأصِيدُ ضبًّا حتَّى إذا أكل وأكلتُ ونهلتُ ونهل وعلَلتُ وعلَّ وحَللتُ عَقالَه وعلوتُ جلالَه وأوسعتُ مجالَه فاغتنم الحملةَ ومرَّ كالنَّبلةِ يسبِقُ الرِّيحَ ويقطعُ عرضَ الفسيحِ حتَّى أشرف بي على وادٍ وشجرٍ من شجرِ عادٍ مُورِقةٌ مُونِقةٌ قد تهدَّل أغصانُها كأنَّها بريرُها حبُّ فُلفُلٍ فدنوْتُ فإذا أنا بقَسِّ بنِ ساعدةَ في ظلِّ شجرةٍ بيدِه قضيبٌ من أراكٍ ينكُتُ به الأرضَ وهو يترنَّمُ ويُشعِرُ زاد البيهقيُّ وأبو صالحٍ وهو يقولُ يا ناعيَ الموتِ والملْحودَ في جدَثٍ علِّمْهم من بقايا بَزِّهم خرَقُ دَعْهم فإنَّ لهم يومًا يُصاحُ لهم فهم إذا انتبهوا من يومِهم فِرَقُ حتَّى يعودوا بحالٍ غيرِ حالِهم خلقًا جديدًا كما من قبلِه خُلِقوا منهم عراةٌ ومنهم في ثيابِهم منها الجديدُ ومنها المنهجُ الخَلِقُ، قال فدنوْتُ منه فسلَّمتُ عليه فردَّ عليَّ السَّلامَ وإذا أنا بعينِ خرَّارةٍ في الأرضِ خوَّارةٍ ومسجدٍ بين قبرَيْن وأسدَيْن عظيمَيْن يلوذان به ويتمسَّحان بأبوابِه وإذا أحدُهما سبق الآخرَ إلى الماءِ فتبِعه الآخرُ يطلبُ الماءَ فضربه بالقضيبِ الَّذي في يدِه وقال ارجَعْ ثكِلتك أمُّك حتَّى يشربَ الَّذي ورد قبلك على الماءِ قال فرجع ثمَّ ورد بعده فقلتُ له ما هذان القبران فقال هذان قبرا أخوَيْن لي كانا يعبدان اللهَ تبارك وتعالَى في هذا المكانِ لا يُشرِكان باللهِ تبارك وتعالَى شيئًا فأدركهما الموتُ فقبرتُهما وها أنا بين قبرَيْهما حقٌّ ألحقُ بهما ثمَّ نظر إليهما فتغرغرت عيناه بالدُّموعِ وانكبَّ عليهما وجعل يقولُ : ألم تريا أنِّي بسَمْعان مُفرَدُ وما لي فيها من خليلٍ سواكما خليليَّ هُبَّا طال ما قد رقدتما أجدُكما لا تقضيان كراكما ألم تريا أنِّي بشَمعانَ مُفرَدُ وما لي فيها من خليلٍ سواكما مقيمٌ على قبرَيْكما لستُ بارحًا طُوالَ اللَّيالي أو يُجيبُ صداكما أبكيكُما طُولَ الحياةِ وما الَّذي يردُّ على ذي عولةٍ إن بكاكما كأنَّكما والموتَ أقربُ غائبٍ بروحي في قبرَيْكما قد أتاكما أمن طُولِ نومٍ لا تُجيبان داعيًا كأنَّ الَّذي يَسقي العقارَ سقاكما فلو جُعِلت نفسٌ لنفسٍ وِقايةً لجُدتُ بنفسي أن تكونَ فِداكما فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رحِمُ اللهُ قَسًّا إنِّي أرجو أن يبعثَه اللهُ عزَّ وجلَّ أمَّةً وحدَه

180 - حديثُ مقدارِ الدُّنيا وأنَّها سبعةُ آلافِ سنةٍ ونحنُ في الألفِ السَّابعةِ [يعني حديث: كان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا صلَّى الصُّبحَ قال وهو ثانٍ رِجْلَيه: سُبحانَ اللهِ وبحَمْدِه أستَغفِرُ اللهَ إنَّ اللهَ كان توَّابًا رحيمًا سبعينَ مرَّةً، ثمَّ يقولُ: سبعينَ سَبعُمائةٍ، لا خُبزَ ولا طُعْمَ لِمَن كانت ذنوبُه في يومٍ واحدٍ أكثَرَ مِن سَبعِمئةٍ، يقولُ ذلك مرَّتينِ، ثمَّ يستقبِلُ النَّاسَ بوَجْهِه، وكان يُعجِبُه الرُّؤيا، فقال: هل رأى أحدٌ منكم اليومَ شَيئًا؟ قال ابنُ زملٍ: فقُلتُ: أنا يا نَبيَّ اللهِ، فقال: خَيرٌ تَلْقاه أو شَرٌّ تَوَقَّاه، خيرٌ لنا وشَرٌّ على أعدائِنا، والحَمدُ للهِ رَبِّ العالِمينَ، اقصُصْ، فقال: رأيتُ جميعَ النَّاسِ على طريقٍ سَهلٍ رَحبٍ بالنَّاسِ على الجادَّةِ مُنطَلِقينَ، فبينا هم كذلك أشرَفْنا ذلك الطَّريقَ على مرجٍ لم تَرَ عيناي مِثْلَه قَطُّ يَرِفُّ رفيفًا يقطُرُ نَداه، فيه مِن أنواعِ الكَلَأِ، قال: فكأنِّي بالرَّعلةِ الأُولى حين أشرفوا على المرجِ كَبَّروا ثمَّ أكَبُّوا رواحِلَهم في الطَّريقِ، فلم يَطلُبوا يمينًا ولا شِمالًا، فكأنِّي أنظُرُ إليهم مُنطَلِقينَ، ثمَّ جاءت الرَّعلةُ الثَّانيةُ وهم أكثَرُ منهم أضعافًا، فلمَّا أشفَوا [أشرَفوا] على المرجِ، أكَبُّوا رواحِلَهم في الطَّريقِ؛ فمنهم المُرتِعُ، ومنهم الآخِذُ الضِّغْثَ، فمَضَوا على ذلك، ثمَّ قَدِمَ عُظمُ النَّاسِ فلمَّا أشفَوا على المَرْجِ كَبَّروا وقالوا: هذا خيرُ المنزِلِ، فكأنِّي أنظُرُ إليهم يميلونَ يَمينًا وشِمالًا، فلمَّا رأيتُ ذلك لَزِمتُ الطَّريقَ، فمضَيتُ فيه حتى أتيتُ أقصى المرجِ، فإذا أنا بك يا رَسولَ اللهِ على مِنبَرٍ فيه سَبعُ دَرَجاتٍ، وأنت في أعلاها درجةً، وإذا عن يمينِك رجُلٌ آدَمُ أَقْنى إذا هو يتكَلَّمُ يسمو فيفوقُ الرِّجالَ طُولًا، وإذا عن يسارِك رَجُلٌ رَبْعةٌ أحمَرُ كثيرُ خَيلانِ الوَجهِ كأنَّما حُمِّم شَعرُه بالماءِ، إذا هو تكَلَّم أصغَيتُم إكرامًا له، وإذا أمامكم رجلٌ شَيخٌ أشبَهُ النَّاسِ بك خَلْقًا وخُلُقًا، كُلُّكم تُقَدِّمونَه، وإذا أنت يا رسولَ اللهِ تَبِعْتَها، فانتُقِعَ لونُ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ساعةً، ثمَّ سُرِّيَ عنه، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أمَّا ما رأيتَ مِنَ الطَّريقِ السَّهلِ الرَّحْبِ اللَّاحِبِ فذاك ما حَمَلْنا عليه من الهدى وأنتم عليه، وأَمَّا المَرْجُ الذِي رَأَيتَ فالدُّنيَا وغَضارَةُ عَيْشِها، فمَضَيْت أنا وأَصْحَابِي لم نَتعَلَّقْ بها وَلم تَتعَلَّقَ بنا، وَلم نُرِدْها وَلم تُرِدْنا، ثُمَّ جَاءَتِ الرَّعْلةُ الثَّانِيةُ مِنْ بَعْدِنا وهم أكثَرُ مِنَّا أضْعَافًا، فمنهم الْمُرتِعُ، ومنهم الآخِذُ الضِّغْثَ، ونَجَوا على ذلك، ثُمَّ جَاءَ عُظْمُ النَّاسِ، فَمَالوا فِي الْمَرْج يَمِينًا وشِمَالًا، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجِعُونَ، وأمَّا أَنْتَ فَمَضيْتَ عَلَى طَرِيقَةٍ صَلَاحًا، فَلم تَزَلْ عليها حَتَّى تَلْقَانِي، وأمَّا المِنبَرُ الذِي رأيتَ فِيهِ سَبْعَ دَرَجَاتٍ وأَنَا في أعْلَاه فالدُّنيَا سَبعَةُ آلَافِ سَنَةٍ أَنَا فِي آخِرِهَا ألْفًا، وأمَّا الذي رَأيتَ عن يَمِينِي الآدَمَ اللَّحْمِ، فَذَلِكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ إنْ تَكَلَّمَ يَعْلُو الرِّجَالَ؛ لِفَضْلِ كَلامِ اللهِ إيَّاهُ، والذي رأيْتَ عن يَسَارِي الرَّبْعةُ الْكَثِيرُ خَيَلَانِ الْوَجْهِ كأنَّما حُمِّمَ شَعْرُهُ بالماءِ، فذلك عِيسَى بْن مَرْيَمَ، يُكْرِمُونَه لإكْرَامِ اللهِ إيَّاه، وأَمَّا الشَّيْخُ الذي رَأَيْتَ أَشْبَهَ النَّاسِ خَلْقًا وخُلُقًا ووَجهًا، فَذَلِكَ أبونا إبرَاهِيمُ، كُلُّنَا نَؤُمُّهُ ونَقْتَدِي به، أمَّا النَّاقَةُ التيِ رَأَيْتَنِي تَبِعْتُهَا فَهِيَ السَّاعَةُ تَقُومُ عَلَيْنَا لا مَحالةَ، لَا نَبِيَّ بَعْدِي، ولا أُمَّةَ بَعْدَ أُمَّتِي. قال: فما سُئِلَ رسَولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن رُؤيا بَعْدَها إلَّا أن يجيءَ رَجُلٌ فيحَدِّثُه بها متبَرِّعًا]
خلاصة حكم المحدث : موضوع
الراوي : [ابن زمل الجهني] | المحدث : ابن القيم | المصدر : المنار المنيف
الصفحة أو الرقم : 68
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - ما بقي من الدنيا وما مضى منها أشراط الساعة - ما جاء في علم وقت الساعة قيامة - قيام الساعة
| أحاديث مشابهة
 
 
2 - من كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاهُ، اللَّهمَّ والِ من والاهُ

3 - [حديثُ غَديرِ خُمٍّ بطولِه] وفيه: مَنْ كُنتُ مَولاهُ، فَعَلِيٌّ مَولاهُ.
خلاصة حكم المحدث : منكر من هذا الوجه
الراوي : عامر بن ليلى | المحدث : ابن كثير | المصدر : جامع المسانيد والسنن
الصفحة أو الرقم : 5644 التخريج : أخرجه أبو العباس بن عقدة كما في ((أسد الغابة)) لابن الأثير (3/ 136).
|أصول الحديث
 
5 - أنَّها نزلَتْ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ غَدِيرِ خُمٍّ حينَ قال لِعليٍّ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعليٌّ مَوْلاهُ

6 - قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وهوَ آخِذٌ بِيدِ عَلِيٍّ مَن كنتُ مولاهُ فَهَذا مَولاهُ اللَّهمَّ والِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ
خلاصة حكم المحدث : غريب بل منكر وإسناده ضعيف
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 5/187 التخريج : أخرجه الطبري في ((غدير خم)) كما في ((البداية والنهاية)) (5/ 295) بلفظه.
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - علي بن أبي طالب مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل أهل البيت والوصاة بهم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - دعاء النبي لبعض الناس
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

7 - كنَّا بالجُحفةِ بغديرِ خُمٍّ وثَمَّ ناسٌ كثيرٌ من جُهَيْنةَ ومُزَينةَ وغِفارَ فخرج علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من خباءٍ أو فسطاطٍ فأشار بيدِه ثلاثًا فأخذ بيدِ عليٍّ وقال من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه
خلاصة حكم المحدث : غريب من حديث ابن عقيل تفرد به المطلب بن زياد الكوفي الثقفي عنه
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن عساكر | المصدر : معجم الشيوخ
الصفحة أو الرقم : 2/832 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة (32735) باختلاف يسير، وابن أبي عاصم في ((السنة)) (1356) بالمرفوع فقط، وابن عساكر في ((معجم الشيوخ)) (1042) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: آداب السلام - الإشارة باليد والكف والرأس مناقب وفضائل - علي بن أبي طالب مناقب وفضائل - فضائل قرابة النبي صلى الله عليه وسلم جهاد - الفسطاط للمجاهدين مناقب وفضائل - أهل البيت صلوات الله عليهم
|أصول الحديث

8 - من أسلم على يدَيْه رجلٌ فهو مولاه
خلاصة حكم المحدث : ليس بالقوي
الراوي : راشد بن سعد | المحدث : ابن عبدالبر | المصدر : التمهيد
الصفحة أو الرقم : 3/85 التخريج : لم نقف عليه إلا عند سعيد بن منصور في ((السنن - الفرائض)) (201) بلفظه.
التصنيف الموضوعي: فرائض ومواريث - من يرث بالولاء فرائض ومواريث - ميراث من أسلم على يدي الرجل فرائض ومواريث - الولاء هل يورث أو يورث به
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

9 - لَمَّا بَعَثَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَلِيًّا إلى اليَمَنِ، خَرَجَ بُرَيدةُ الأسْلميُّ معه، فعَتَبَ على علِيٍّ في بعضِ الشَّيءِ، فشَكاهُ بُرَيدةُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن كُنتُ مَوْلاهُ، فإنَّ عَلِيًّا مَوْلاهُ.

10 - أيُّما مملوكٍ تزوَّج بغيرِ إذنِ مولاهُ فهو عاهِرٌ
خلاصة حكم المحدث : منكر
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الإمام أحمد | المصدر : خلاصة البدر المنير
الصفحة أو الرقم : 2/191 التخريج : أخرجه أبو داود (2079) بنحوه، وابن ماجه (1959) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: نكاح - المملوك لا يتزوج بغير إذن سيده
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

11 - إذا نكح العبدُ بغيرِ إذنِ مولاه فنكاحُه باطل
خلاصة حكم المحدث : ضعيف وهو موقوف قول ابن عمر
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم : 2079 التخريج : أخرجه أبو داود (2079)، والبيهقي (14101)
التصنيف الموضوعي: نكاح - نكاح العبيد رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال مناقب وفضائل - بعض من ذمهم النبي وذم أفعالهم نكاح - المملوك لا يتزوج بغير إذن سيده نكاح - موانع النكاح
|أصول الحديث

12 - عن أبي عُبَيْدةَ قالَ: جنايةُ المدبَّرِ على مولاهُ
خلاصة حكم المحدث : باطل
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : ابن حزم | المصدر : المحلى
الصفحة أو الرقم : 8/157 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة (27894) بلفظه، والبيهقي (21602) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: ديات وقصاص - جناية المدبر على من تكون ديات وقصاص - جناية المملوك والجناية عليه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

13 - إذا نكح العبدُ بغيرِ إذنِ مولاهُ فنكاحُه باطلٌ
خلاصة حكم المحدث : فيه عبد الله بن عمر العمري وهو ضعيف، ورفع هذا الحديث لا يصح والصواب أنه موقوف على ابن عمر
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : العظيم آبادي | المصدر : عون المعبود
الصفحة أو الرقم : 6/56 التخريج : أخرجه أبو داود (2079)، والبيهقي (14101)
التصنيف الموضوعي: نكاح - نكاح العبيد نكاح - المملوك لا يتزوج بغير إذن سيده نكاح - موانع النكاح
|أصول الحديث

14 - إذا نكحَ العبدُ بغيرِ إذنِ مولاهُ فنكاحُهُ باطِلٌ
خلاصة حكم المحدث : ضعيف
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : المباركفوري | المصدر : تحفة الأحوذي
الصفحة أو الرقم : 3/574 التخريج : أخرجه أبو داود (2079)، والبيهقي (14101)
التصنيف الموضوعي: نكاح - نكاح العبيد نكاح - المملوك لا يتزوج بغير إذن سيده نكاح - موانع النكاح
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

15 - إذا نَكَح العبدُ بغير إذن مولاه فنِكاحُه باطلٌ
خلاصة حكم المحدث : ضعيف
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف أبي داود
الصفحة أو الرقم : 2079 التخريج : أخرجه أبو داود (2079)، والبيهقي (14101)
التصنيف الموضوعي: نكاح - نكاح العبيد رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال مناقب وفضائل - بعض من ذمهم النبي وذم أفعالهم نكاح - المملوك لا يتزوج بغير إذن سيده نكاح - موانع النكاح
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

16 - من علَّم رجلًا القرآنَ فهو مولاه لا يخذُلُه ولا يستأثِرُ عليه
خلاصة حكم المحدث : منقطع ضعيف
الراوي : حماد الأنصاري | المحدث : البيهقي | المصدر : شعب الإيمان
الصفحة أو الرقم : 2/888 التخريج : لم نقف عليه إلا عند البيهقي في ((شعب الإيمان)) (2022).
التصنيف الموضوعي: علم - الحث على طلب العلم علم - فضل العلم علم - فضل من تعلم وعلم غيره ونشر العلم قرآن - تعلم القرآن وتعليمه قرآن - آداب معلم القرآن ومتعلمه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

17 - الدَّنانيرُ والدَّراهمُ خواتيمُ اللهِ في أرضِه, من جاء بخاتمِ مولاه قضيتُ حاجتَه
خلاصة حكم المحدث : ضعيف
الراوي : [أبو هريرة] | المحدث : الزرقاني | المصدر : مختصر المقاصد
الصفحة أو الرقم : 462 التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (6507 )، والديلمي في ((الفردوس)) (3127 )
التصنيف الموضوعي: تجارة - اتخاذ المال تجارة - اصطناع المال تجارة - خير المال آداب عامة - المال وأهميته في إقامة الدين والدنيا إيمان - توحيد الأسماء والصفات
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

18 - الدنانيرُ والدراهمُ خواتيمُ اللهِ في أرضِهِ، مَنْ جاءَ بخاتَمِ مولاه قُضِيتْ حاجَتُهُ
خلاصة حكم المحدث : ضعيف
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف الجامع
الصفحة أو الرقم : 3008 التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (6507 )، والديلمي في ((الفردوس)) (3127 )
التصنيف الموضوعي: تجارة - اتخاذ المال تجارة - اصطناع المال تجارة - خير المال آداب عامة - المال وأهميته في إقامة الدين والدنيا إيمان - توحيد الأسماء والصفات
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

19 - قوله تعالى يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ نزلت هذه الآيةُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في عليِّ بنِ أبي طالبٍ لما نزلت هذه الآيةُ أخذ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيدِ عليٍّ فقال : من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه

20 - عن أبي هريرةَ قال لما أخذ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيد عليٍّ قال من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي قال أبو هريرةَ وهو يومُ غديرِ خُمَّ من صام يومَ ثمانِ عشرةَ من ذي الحجةِ كُتِبَ له صيامُ سِتِّين شهرًا

21 - عن عمرَ أنَّهُ قالهُ لأسلَمَ مولاهُ أرأيتَ لو تَوضَّأَ إنسانٌ بماءٍ أكنتَ شاربَهُ
خلاصة حكم المحدث : لا يصح عن عمر
الراوي : - | المحدث : ابن حزم | المصدر : الإعراب عن الحيرة والالتباس
الصفحة أو الرقم : 1/363
التصنيف الموضوعي: وضوء - فضل الوضوء وضوء - شرب فضل الوضوء
| أحاديث مشابهة

22 - لِلمَملوكِ على مولاهُ ثَلاثٌ لا يعجِّلُه عن صلاتِهِ ولا يقيمُه عن طعامِه ويبيعُه إذا استباعَه
خلاصة حكم المحدث : غريب
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : إسحاق بن راهويه | المصدر : تاريخ دمشق
الصفحة أو الرقم : 9/17 التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الصغير)) (1123)، وتمام في ((الفوائد)) (370) واللفظ له، والخطيب في ((المتفق والمفترق)) (1114)
التصنيف الموضوعي: إجارة - واجبات الخادم وحقوقه بيوع - بيع العبيد والإماء عتق وولاء - اتخاذ الخادم عتق وولاء - الإحسان إلى العبيد نفقة - نفقة الرقيق والرفق بهم والإحسان إليهم
|أصول الحديث

23 - عن عليٍّ قالَ: ما جنَى العبدُ ففي رقبتِهِ، ويتخيَّرُ مولاهُ إن شاءَ فداهُ، وإن شاءَ دفعَهُ.
خلاصة حكم المحدث : باطل
الراوي : الحارث الأعور | المحدث : ابن حزم | المصدر : المحلى
الصفحة أو الرقم : 8/156 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة (27743)، وابن عبد البر في ((الاستذكار)) (8/116) باختلاف يسير، وابن حزم في ((المحلى)) (8/156) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: ديات وقصاص - العبد يجني الجناية ديات وقصاص - جناية المملوك والجناية عليه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

24 - للمملوكِ على مولاه ثلاثُ خصالٍ لا يَعجَلُه عن صلاتِه ولا يُقيمُه عن طعامِه وإذا استباعه باعه
خلاصة حكم المحدث : غريب
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن عساكر | المصدر : تاريخ دمشق
الصفحة أو الرقم : 32/176 التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الصغير)) (1123)، وتمام في ((الفوائد)) (370)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (32/176) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: إجارة - واجبات الخادم وحقوقه بيوع - بيع العبيد والإماء عتق وولاء - اتخاذ الخادم عتق وولاء - الإحسان إلى العبيد نفقة - نفقة الرقيق والرفق بهم والإحسان إليهم
|أصول الحديث

25 - ثلاثةٌ لا تجاوِزُ صلاتُهُم رُءَوْسَهُم : رجلٌ أمَّ قومًا وَهُم لَهُ كارِهونَ، وامرأةٌ باتَت وزوجُها ساخطٌ علَيها، ومَملوكٌ فرَّ من مولاهُ
خلاصة حكم المحدث : ضعيف مرسل
الراوي : الحسن البصري | المحدث : البيهقي | المصدر : السنن الكبرى للبيهقي
الصفحة أو الرقم : 3/128 التخريج : أخرجه البيهقي في ((معرفة السنن والآثار)) (5964) معلقًا واللفظ له، وابن أبي شيبة (4134) باختلاف يسير، وعبد الرزاق (3893) مختصرًا.
التصنيف الموضوعي: صلاة - علامة قبول الصلاة صلاة الجماعة والإمامة - إمامة الرجل والقوم له كارهون عتق وولاء - العبد الآبق نكاح - حق الزوج على المرأة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

26 - عنِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : أنه لَمَّا نزل قولُهُ تعالى : { يَا أيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِليْكَ مِنْ رَبِّكَ } [ سورة المائدة : 67 ] خَطَبَ النَّاسَ في غديرِ خُمٍّ وقال للجمعِ كلِّهِ : يا أيها النَّاسُ ألست أولى منكُمْ بأنفسِكمْ ؟ قالوا : بلى. قال : من كنتُ مولاهُ فعلِيٌّ مولاهُ. اللَّهُمَّ والِ من والاهُ، وعادِ من عاداهُ، وانصر مَن نصرَهُ، واخذُل من خذلهُ. فقال عمرُ : بَخٍ بَخٍ ، أصبحتَ مولايَ ومولى كلِّ مؤمِنٍ ومؤمِنَةٍ

27 - من علَّمَ رجلًا آيةً من كتابِ اللَّهِ فَهوَ مَولاهُ لا ينبغي لَهُ أن يخذُلَهُ ولا يتآمرُ عليهِ فإن فعلَ ففَصمَ عروةً من عُرى الإسلامِ

28 - عن أنسٍ أنه إذا لم يشهدْها ( أي صلاةَ العيدِ ) جمع أهلَه ومواليه ثم قام عبدُ اللهِ بنُ أبي عتبةَ مولاه فصلى بهم ركعتينِ يكبرُ فيهما
خلاصة حكم المحدث : ضعيف
الراوي : - | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل
الصفحة أو الرقم : 648
التصنيف الموضوعي: عيدين - قضاء صلاة العيد
| أحاديث مشابهة

29 - أنَّه أعتَقَ غُلامًا له عن دُبُرٍ وكاتَبَه، فأدَّى بعضًا وبَقِيَ بعضٌ، ومات مَولاهُ، فأَتَوا ابنَ مسعودٍ، فقال: ما أخَذَ فهو له، وما بَقِيَ فلا شَيءَ لكم.
خلاصة حكم المحدث : ضعيف
الراوي : الأحنف بن قيس | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل
الصفحة أو الرقم : 1755 التخريج : أخرجه البخاري في ((التاريخ الكبير)) (663) بلفظه، وسعيد بن منصور (450) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: عتق وولاء - التدبير عتق وولاء - المكاتب
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

30 - إذا سمعتمُ الحديثَ عنِّي تعرفُهُ قلوبُكم وتلينُ لَهُ أشعارُكم وأبشارُكم وترَونَ [أنَّهُ منكُم قريبٌ، فأَنا أَولاكُم بِهِ، وإذا سَمِعْتُمُ الحديثَ عنِّي تنكُرُهُ قلوبُكُم وتنفِرُ أشعارُكُم وأبشارُكُم، وتَرَونَ أنَّهُ منكُم بَعيدٌ، فأَنا أبعدُكُم.]
خلاصة حكم المحدث : ضعيف ليس بصحيح
الراوي : [أبو حميد الساعدي وأبو أسيد] | المحدث : ابن باز | المصدر : الفوائد العلمية من الدروس البازية
الصفحة أو الرقم : 9/75
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - نقل السنة وروايتها علم - التثبت في الحديث
| أحاديث مشابهة