موسوعة الفرق

المَبحَثُ الأوَّلُ: اعتِقادُ أنَّ الدُّنيا والآخِرةَ للإمامِ يتَصَرَّفُ فيهما كيف يَشاءُ


عَقد الكُلينيُّ في كِتابِه الكافي بابًا بعُنوانِ: (بابُ أنَّ الأرضَ كُلَّها للإمامِ) ، ومِمَّا جاءَ فيه: عن أبي جَعفرٍ قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآلِه: (خَلق اللهُ آدَم وأقطَعَه الدُّنيا قَطيعةً، فما كان لآدَمَ عليه السَّلامُ فلرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآلِه، وما كان لرَسولِ اللهِ فهو للأئِمَّةِ مِن آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السَّلامُ) .
وعن أبي عَبدِ اللهِ قال: (أمَا عَلِمتَ أنَّ الدُّنيا والآخِرةَ للإمامِ يضَعُها حَيثُ يشاءُ، ويدفعُها إلى مَن يشاءُ؟ جائِزٌ له ذلك مِنَ اللهِ) .
وهذا قدْحٌ في تَفرُّدِ اللهِ تعالى بالرُّبوبيَّةِ؛ لأنَّ اللهَ جَلَّ شَأنُه يقولُ: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ [البقرة: 107] ، ويقولُ سُبحانَه: وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ [المائدة: 18] ، ويقولُ جلَّ شأنُه: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ [المائدة: 120] ، وقال عزَّ وجَلَّ: الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ [الفَرْقان: 2] ، وقال تبارك وتعالى: فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى [النجم: 25] ، وقال اللهُ سُبحانَه: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ [سبأ: 24] ، وقال اللهُ عزَّ وجَلَّ: هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ [فاطر: 3] ، فهو سُبحانُه المُتَفرِّدُ وحدَه بالمُلكِ والرِّزقِ والتَّدبيرِ، لا شَريكَ له في ذلك.

انظر أيضا:

  1. (1) يُنظر: ((الكافي)) (1/407-410).
  2. (2) يُنظر: ((الكافي)) (1/409).
  3. (3) يُنظر: ((الكافي)) (1/409).