الموسوعة الفقهية

المَبحَثُ الأوَّلُ: تَعْريفُ الحَوالةِ لُغةً واصْطِلاحًا


الحَوالةُ لُغةً: مَأخوذةٌ مِن التَّحْويلِ، وهو النَّقْلُ مِن مَكانٍ إلى مَكانٍ [1] يُنظَرُ: ((تهذيب اللغة)) للأزهري (5/159)، ((الصحاح)) للجوهري (4/1681)، ((طلبة الطلبة)) للنسفي (ص 140). .
الحَوالةُ اصْطِلاحًا: نَقْلُ الحَقِّ مِن ذِمَّةِ المُحيلِ إلى ذِمَّةِ المُحالِ عليه [2] ((الإنصاف)) للمرداوي (5/166)، ((شرح منتهى الإرادات)) للبهوتي (2/134). قَسَّمَ الحَنَفِيَّةُ الحَوالةَ إلى مُطلَقةٍ ومُقيَّدةٍ:  فالحَوالةُ المُطلَقةُ هي: أن يُحيلَ بالدَّيْنِ على فُلانٍ، ولا يُقيِّدَه بالدَّيْنِ الَّذي عليه. وتَنْقسِمُ إلى: الحَوالةِ الحالَّةِ: وهي أن يُحيلَ المَدْيونُ إلى الطَّالِبِ على رَجُلٍ بألْفِ دِرْهَمٍ، وتكونَ الألْفُ على المُحيلِ حالَّةً. والحَوالةُ المُؤَجَّلةُ: وهي أن يكونَ رَجُلٌ له على رَجُلٍ ألْفُ دِرْهَمٍ مِن ثَمَنِ مَبيعٍ إلى سَنَةٍ، فأحالَه بها على رَجُلٍ إلى سَنَةٍ. وأمَّا الحَوالةُ المُقيَّدةُ: فهي أن يُحيلَ بالدَّيْنِ على فُلانٍ، ويُقيِّدَها بدَيْنٍ له عليه، أو وَديعةٍ، أو عَيْنٍ في يَدِه وَديعةٍ أو غَصْبٍ، أو نَحْوِه، أو يُحيلَه على رَجُلٍ ليس له عليه شيءٌ. والحَوالةُ المُقيَّدةُ إمَّا أن تكونَ بعَيْنٍ أو دَيْنٍ؛ فالحَوالةُ المُقيَّدةُ بعَيْنٍ هي أمانةٌ، كالوَديعةِ والعاريَّةِ، مِثلُ أن يقَوْلَ شَخْصٌ لآخَرَ: أَحلْتُ زَيدًا عليك بالألْفِ الَّتي له عليَّ، على أن تُؤَدِّيَها إليه مِن الدَّراهِمِ الَّتي أَوْدَعْتُكها. وحَوالةٌ مُقيَّدةٌ بعَيْنٍ هي مَضْمونةٌ، كالمَغْصوبِ، وهي الَّتي تُضمَنُ بمِثلِها إن كانَتْ مِن المِثلِيَّاتِ، أو بقيمتِها إن كانَتْ مِن القيميَّاتِ، مِثلُ أن يقَوْلَ شَخْصٌ لآخَرَ: أَحلْتُ زَيدًا عليك بالألْفِ الَّتي له عليَّ، على أن تُؤَدِّيَها مِن الدَّراهِمِ الَّتي اغْتَصَبْتَها. والحَوالةُ المُقيَّدةُ بدَيْنٍ: هي أن يُقيِّدَها بدَيْنٍ له عليه أو وَديعةٍ، مِثلُ رَجُلٍ له ألْفُ دِرْهَمٍ أحالَ المَطْلوبُ الطَّالِبَ بالألْفِ على رَجُلٍ للمَطْلوبِ عليه ألْفُ دِرْهَمٍ دَيْنًا، على أن يُؤَدِّيَها مِن الألْفِ الَّتي للمَطْلوبِ عليه. يُنظَرُ: ((بدائع الصنائع)) للكاساني (6/16)، ((البحر الرائق)) لابن نجيم (6/274)، ((الفتاوى الهندية)) (3/299). .

انظر أيضا: