الموسوعة الفقهية

المَبحَثُ الثَّاني: من ما يُشتَرَطُ في صِحَّةِ الظِّهارِ: الإسلامُ


يُشتَرَطُ في الزَّوجِ المُظاهِرِ أن يكونَ مُسلِمًا، وهو مَذهَبُ الحَنَفيَّةِ [423]     ((تبيين الحقائق)) للزيلعي (3/2)، ((الفتاوى الهندية)) (1/506). ، والمالِكيَّةِ [424]     ((التاج والإكليل)) للمواق ((4/111)، ((مواهب الجليل)) للحطاب (5/424). ، وروايةٌ عن أحمدَ [425]     ((المبدع شرح المقنع)) لابن مفلح (8/32)، ((الإنصاف)) للمرداوي (9/144). ، وهو اختيارُ الشِّنقيطيِّ [426]     ((أضواء البيان)) للشنقيطي (6/209).
الأدِلَّةُ:
أوَّلًا: مِنَ الكِتابِ
قَولُه تعالى: الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ المجادلة: 2.
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ قَولَه تعالى: مِنْكُمْ كنايةٌ عن المُسلِمينَ؛ لأن الله سُبحانَه وتعالى قال في آخِرِ الآيةِ: وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ، والكافِرُ غيرُ جائزِ المغفِرةِ، وقَولُه تعالى: وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ المجادلة: 3 بناءٌ على الأوَّلِ [427]     ((بدائع الصنائع)) للكاساني (3/230).
ثانيًا: أنَّ غَيرَ المُسلِمِ ليس مِن أهلِ الكَفَّارةِ، فلا يَصِحُّ ظِهارُه، كالصَّبيِّ [428]     ((المبسوط)) للسرخسي (6/192).
ثالثًا: أنَّ الظِّهارَ مُنكَرٌ مِنَ القَولِ وزُورٌ يُكَفِّرُه اللهُ بالعِتقِ، أو الصَّومِ، أو الإطعامِ؛ والذِّمِّيُّ كافِرٌ، والكافِرُ لا يُكَفِّرُ عنه العِتقُ أو الصَّومُ أو الإطعامُ ما ارتكَبَه مِن المُنكَرِ والزُّورِ؛ لِكُفرِه؛ لأنَّ الكُفرَ سَيِّئةٌ لا تنفَعُ معها حَسَنةٌ [429]     ((أضواء البيان)) للشنقيطي (6/209).

انظر أيضا: