الموسوعة الفقهية

المَطلَبُ الأوَّلُ: الرِّدَّةُ بالقَولِ


مِن أسبابِ الرِّدَّةِ: الرِّدَّةُ بالقَولِ [1852] ومِن ذلك: مَن يَسُبُّ اللَّهَ أوِ الرَّسولَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أو أيَّ نَبيٍّ مِنَ الأنبياءِ، أو ظَنَّ بهم سوءًا، أو سَبَّ مَلَكًا مِنَ المَلائِكةِ، أو سَبَّ الدِّينَ، أوِ القُرآنَ، أوِ استَهزَأ بدينِ الإسلامِ أوِ الأحكامِ الشَّرعيَّةِ، أوِ استَحَلَّ ما حَرَّمَ اللهُ، أو حَسَّن دينَ المُشرِكينَ، أو نَحوَ ذلك. وإن لم يَعتَقِدْ.
الأدِلَّة:ِ
أوَّلًا: مِنَ الكتابِ
قَولُ اللهِ تعالى: لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ [التوبة: 65-66] .
وَجهُ الدَّلالةِ:
في الآيةِ إخبارٌ بأنَّهم كَفَروا بَعدَ إيمانِهم، مَعَ قَولِهم: إنَّا تكَلَّمْنا بالكُفرِ مِن غَيرِ اعتِقادٍ لَه، بَل كُنَّا نَخوضُ ونَلعَبُ، فبَيَّنَ أنَّ الاستِهزاءَ بآياتِ اللهِ كُفرٌ [1853] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (7/ 220).  .
ثانيًا: مِنَ الإجماعِ
نَقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ العَرَبيِّ [1854] قال ابنُ العَرَبيِّ: (لا يَخلو أن يَكونَ ما قالوه مِن ذلك جِدًّا أو هَزلًا، وهو كَيفما كان كُفرٌ؛ فإنَّ الهَزلَ بالكُفرِ كُفرٌ، لا خِلافَ فيه بَينَ الأُمَّةِ). ((أحكام القرآن)) (2/ 461). ، وابنُ تَيميَّةَ [1855] قال ابنُ تَيميَّةَ: (فيمَن سَبَّ اللَّهَ تعالى، فإن كان مُسلِمًا وجَبَ قَتلُه بالإجماعِ؛ لأنَّه بذلك كافِرٌ مُرتَدٌّ، وأسوأُ مِنَ الكافِرِ؛ فإنَّ الكافِرَ يُعَظِّمُ الرَّبَّ، ويَعتَقِدُ أنَّ ما هو عليه مِنَ الدِّينِ الباطِلِ ليس باستِهزاءٍ باللهِ ولا مَسَبَّةٍ لهـ). ((الصارم المسلول)) (ص: 546). .

انظر أيضا: