موسوعة اللغة العربية

الفصلُ السَّادس والسَّبعون: الالْتِفاتُ


هو التَّعْبيرُ عن مَعنًى بطَريقٍ مِنَ الثَّلاثةِ: (التَّكلُّم - الخِطاب- الغَيْبة) بَعْدَ التَّعْبيرِ عنه بواحِدٍ مِنها. وهو على سِتِّ صوَرٍ:
1- مِنَ التَّكلُّمِ إلى الخِطابِ، كقَولِه تعالى: وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [يس: 22] ، بَدَلَ: وإليه أُرجَعُ.
2- مِنَ التَّكلُّمِ إلى الغَيْبةِ، كقَولِه تعالى: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر: 1-2] ، بَدَلَ: فَصَلِّ لنا.
3- مِنَ الخِطابِ إلى التَّكلُّمِ، مِثلُ قولِ عَلْقَمةَ: الطويل
طَحَا بكَ قَلْبٌ في الحِسانِ طَروبُ
بُعَيدَ الشَّبابِ عَصْرَ حانَ مَشِيبُ
تُكلِّفُني ليلى وقد شطَّ وَلْيُها
وعادَتْ عَوادٍ بَيْنَنا وخُطوبُ
فقال: تُكلِّفُني بَدَلَ: تُكلِّفُك.
4- مِنَ الخِطابِ إلى الغَيْبةِ، كقَولِه تعالى: حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ [يونس: 22] ، بَدَلَ: وجَرَينَ بِكم.
5- مِنَ الغَيْبةِ إلى التَّكلُّمِ، كقَولِه تعالى: وَاللَّهُ الَّذي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ [فاطر: 9] ، بَدَلَ: فساقَه.
6- مِنَ الغَيْبةِ إلى الخِطابِ، كقَولِه تعالى: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة: 4 - 5] ، بَدَلَ: نَعبُدُه ونَسْتَعينُه.
وعِنْد السَّكَّاكيِّ الالتِفاتُ يَشمَلُ التَّعْبيرَ ابتداءً بواحِدةٍ مِن هذه الطُّرُقِ إذا كان على خِلافِ مُقْتضَى الظَّاهِرِ، كأنْ يَتحدَّثَ المُتكلِّمُ عن نفْسِه بأسلوبِ الخِطابِ الَّذي يُخاطِبُ به غيْرَه، أو يَتحدَّثَ معَ مَنْ يُخاطِبُه بأسلوبِ التَّكلُّمِ عنِ الغائِبِ، أو يَتحدَّثَ عن نفْسِه بأسلوبِ الحَديثِ عنِ الغائِبِ، أو يَتحدَّثَ عنِ الغائِبِ بأسلوبِ الخِطابِ [162] يُنظر: ((الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم)) لعصام الدين الحنفي (1/34 - 37)، ((البلاغة العَربيَّة)) لعبد الرحمن حَبَنَّكة (1/479). .

انظر أيضا: