موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ السَّادِسُ: (إلى)


حرفُ جَرٍّ يأتي لعِدَّةِ مَعانٍ:
(1) انتهاءُ الغايةِ الزَّمانيَّةِ والمكانيَّةِ، وهو أصلُ معانيها؛ نَحْوُ قَولِه تعالَى: ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ [البقرة: 187] ، وقَولِه سُبحانَه: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى [الإسراء: 1] .
(2) بمعنى (مع)؛ نَحْوُ: ضُمَّ هذا إلى ذلك، أي: مع ذلك، ونَحْوُ قَولِه تعالَى: مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ [آل عمران: 52] ، أي: مع اللهِ.
(3) التبيينُ، وهي المُتَعَلِّقةُ بِما يُفهِم حُبًّا أَو بُغضًا من فِعلِ تعجُّب أَو تَفْضِيلٍ، مبيِّنةً لفاعليَّةِ مجرورِها، كقَولِه تعالَى: رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ [يوسف: 33] .
(4) مُوافقةُ اللَّامِ؛ نَحْوُ: الأمرُ إليك، ونَحْوُ قَولِ الله تعالَى: وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [يونس: 25] .
(5) مُوافَقةُ "عند"؛ نَحْوُ: كلامُه أشهى إليَّ مِن الرَّحيقِ، أي: عندي. وكقَولِ الشَّاعِرِ:
أمْ لا سَبيلَ إلى الشَّبابِ، وذِكْرِه
أشهى إليَّ من الرَّحيقِ السَّلْسَلِ [177] يُنظر: ((ديوان الهذليين)) (2/ 89).
أي: أشهى عندي.
(6) مُوافَقةُ "مِن"، كقَولِ الشَّاعِرِ:
تقولُ وقد عاليتُ بالكُورِ فَوقَها
أيُسقَى، فلا يَرْوَى إليَّ ابنُ أَحْمَرا
أي: فلا يَرْوى مِنِّي.
(7) مُوافَقةُ "في"؛ نَحْوُ قَولِ الله تعالَى: لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ [النساء: 87] ، أي: في يومِ القيامةِ، وكقَولِ الشَّاعِرِ:
فلا تَتْرُكَنِّي بالوَعيدِ كأنَّني
إلى النَّاسِ مَطْلِيٌّ به القارُ أَجْرَبُ [178] يُنظر: ((ديوان النابغة الذبياني)) (ص: 73).
أي: في النَّاسِ [179] يُنظر: ((شرح التسهيل)) لابن مالك (3/142، 143)، ((التذييل والتكميل)) لأبي حيان (11/165 - 168)، ((الجنى الداني)) للمرادي (ص: 387)، ((تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد)) لناظر الجيش (6/2912)، ((شرح المفصل)) لابن يعيش (4/463، 464)، ((أوضح المسالك)) لابن هشام (3/44)، ((مغني اللبيب)) لابن هشام (ص: 104)، ((ارتشاف الضرب)) لأبي حيان (4/1730)، ((الجنى الداني في حروف المعاني)) للمرادي (ص: 387). .

انظر أيضا: