الموسوعة العقدية

 الرَّأْفَةُ

صفةٌ ثابتةٌ للهِ عزَّ وجلَّ، وذلك مِن اسمِه: (الرَّؤُوفِ)، وهو ثابتٌ بالكِتابِ العزيزِ.
الدَّليلُ:
1- قولُه تعالى: وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [النور: 20] .
2- قولُه عَزَّ وجَلَّ: وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر: 10] .
والرَّأفةُ أشدُّ وأبلغُ مِن الرَّحمةِ.
قال ابنُ جَريرٍ في تفسيرِ قَولِه تعالى: إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحج: 65] : (إنَّ اللهَ بجميعِ عبادِه ذو رأفةٍ، والرَّأفةُ أعلى معاني الرَّحمةِ، وهي عامَّةٌ لجميعِ الخَلْقِ في الدُّنيا، ولَبعضِهم في الآخرةِ) [2104] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (2/654). .
قال الزَّجَّاجُ: (الرَّؤوفُ: يقالُ إنَّ الرَّأفةَ والرَّحمةَ واحِدٌ، وقد فَرَّقوا بينهما أيضًا، وذلك أنَّ الرَّأفةَ هي المنزِلةُ الثَّانيةُ؛ يقالُ: فُلانٌ رَحيمٌ، فإذا اشتدَّت رحمتُه فهو رَؤوفٌ) [2105] يُنظر: ((تفسير أسماء الله الحسنى)) (ص: 62). .
وقال الأزهريُّ: (مِن صِفاتِ اللهِ عزَّ وجلَّ: الرَّؤُوفُ، وهو الرَّحيمُ، والرَّأفةُ أخَصُّ مِن الرَّحمةِ وأرقُّ) [2106] يُنظر: ((تهذيب اللغة)) (15/238). .
وقال الخطَّابيُّ: (الرَّؤوفُ: هو الرَّحيمُ العاطفُ برأفتِه على عبادِه، وقال بعضُهم: الرَّأفةُ أبلَغُ الرَّحمةِ وأرَقُّها، ويُقالُ: إنَّ الرَّأفةَ أخَصُّ، والرَّحمةَ أعَمُّ، وقد تكونُ الرَّحمةُ في الكراهةِ للمَصلحةِ، ولا تكادُ الرَّأفةُ تكونُ في الكراهةِ، فهذا موضعُ الفَرْقِ بينهما) [2107] يُنظر: ((شأن الدعاء)) (ص: 91)، ويُنظر: ((جامع الأصول)) لابن الأثير (4/182). .
وقال الحليميُّ: (الرَّؤوفُ: معناه المتساهِلُ على عبادِه؛ لأنَّه لم يحَمِّلْهم ما لا يُطيقونَ بدَرَجاتٍ كثيرةٍ، ومع ذلك غَلَّظ فَرائِضَه في حالِ شِدَّةِ القُوَّةِ، وخَفَّفَها في حالِ الضَّعفِ ونُقصانِ القُوَّةِ، وأخَذَ المقيمَ بما لم يأخُذْ به المسافِرَ، والصَّحيحَ بما لم يأخُذْ به المريضَ، وهذا كُلُّه رأفةٌ ورحمةٌ) [2108] يُنظر: ((المنهاج في شعب الإيمان (1/ 201). .

انظر أيضا: