موسوعة الآداب الشرعية

فوائِدُ ومَسائِلُ مُتَفرِّقةٌ للبابِ:


1-قال الرَّاغِبُ الأصفهانيُّ: (قيل: مَن أدَّب وَلَدَه صَغيرًا قَرَّت به عَينُه كَبيرًا.
وقيل: مَن أدَّب وَلَدَه أرغَمَ حاسِدَه.
وحُكيَ أنَّ المَنصورَ بَعَثَ إلى مَن في الحَبسِ مِن بَني أُميَّةَ يَقولُ لهم: ما أشَدَّ ما مَرَّ بكُم في هذا الحَبسِ؟ فقالوا: ما فَقَدنا مِن تَأديبِ أولادِنا!
وقيل: لا يُحِبُّ الأبُ ابنَه حتَّى يُبغِضَه على تَركِ الأدَبِ.
وقيل: بادِروا بتَأديبِ الأطفالِ قَبلَ تَراكُمِ الأشغالِ) [292] ((محاضرات الأدباء)) (1/ 68). .
2-عن أبي رَجاءٍ العُطارديِّ، قال: (أدَبٌ حَسَنٌ خَيرٌ مِن لَعقِ العَسَلِ) [293] رواه ابن أبي الدنيا في ((النفقة على العيال)) (330). .
وعن ابنِ عَونٍ، عن مُحَمَّدٍ، قال: كانوا يَقولونَ: (أكرِمْ وَلَدَك وأحسِنْ أدَبَهـ) [294] رواه ابن أبي الدنيا في ((النفقة على العيال)) (331). .
وعن سُفيانَ، قال: (كان يُقالُ: مِن حَقِّ الوَلَدِ على الوالِدِ أن يُحسِنَ أدَبَهـ) [295] رواه ابن أبي الدنيا في ((النفقة على العيال)) (332). .
وعنِ الحَسَنِ، قال: (مَن كان له واعِظٌ مِن نَفسِه كان له مِنَ اللهِ حافِظٌ، فرَحِمَ اللهُ مَن وعَظَ نَفسَه وأهلَه، فقال: يا أهلي صَلاتَكم صَلاتَكم، زَكاتَكم زَكاتَكم، جيرانَكم جيرانَكم، مَساكينَكم مَساكينَكم، لعَلَّ اللَّهَ أن يَرحَمَكُم يَومَ القيامةِ؛ فإنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ أثنى على عَبدٍ كان هذا عَمَلَه فقال: وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا [مريم: 55] ) [296] رواه ابن أبي الدنيا في ((النفقة على العيال)) (333). .
2- (قال مُحَمَّدُ بنُ عليِّ بنِ حَسَنٍ لابنِه جَعفَرٍ: يا بُنَيَّ، إنَّ اللهِ رَضِيَني لك وحَذَّرَني مِنك، ولم يَرضَك لي فأوصاك بي، يا بُنَيَّ، إنَّ خَيرَ الأبناءِ مَن لم يَدعُه البرُّ إلى الإفراطِ، ولم يَدعُه التَّقصيرُ إلى العُقوقِ.
كان يُقالُ: الوَلَدُ ريحانتُك سَبعًا، وخادِمُك سَبعًا، وهو بَعدَ ذلك صَديقُك أو عَدُّوك أو شَريكُك.
سَأل مُعاويةُ بنُ أبي سُفيانَ الأحنَفَ بنَ قَيسٍ عنِ الوَلَدِ، فقال: يا أميرَ المُؤمِنينَ، أولادُنا ثِمارُ قُلوبِنا، وعِمادُ ظُهورِنا، ونَحنُ لهم أرضٌ ذَليلةٌ، وسَماءٌ ظَليلةٌ، وبهم نَصولُ عِندَ كُلِّ جَليلةٍ، فإن طَلبوا فأعطِهم، وإن غَضِبوا فأرضِهم، يَمنَحوك وُدَّهم، ويُحِبُّوك جُهدَهم، ولا تَكُنْ عليهم قُفلًا فيَتَمَنَّوا مَوتَك، ويَكرَهوا قُربَك، ويَمَلُّوا حَياتَك. فقال له مُعاويةُ: للهِ أنتَ! لقد دَخَلتَ علَيَّ وإنِّي لمَملوءٌ غَيظًا على يَزيدَ، ولقد أصلَحتَ مِن قَلبي له ما كان فسَدَ. فلمَّا خَرَجَ الأحنَفُ مِن عِندِ مُعاويةَ بَعَثَ مُعاويةُ إلى يَزيدَ بمِائَتَي ألفِ دِرهَمٍ، فبَعَثَ يَزيدُ إلى الأحنَفِ بنِصفِها) [297] ((بهجة المجالس)) لابن عبد البر (1/ 766، 767). .
3- وَصَف سُليمانُ بنُ وَهبٍ ابنَه عُبَيدَ اللَّهِ، فقال: (هو لي ولدٌ سارٌّ، كَما أنِّي له أخٌ بارٌّ) [298] ((الإعجاز والإيجاز)) للثعالبي (ص: 102). .
4- قال الغَزاليُّ: (كان الحَسَنُ بنُ عَليٍّ رَضِيَ اللهُ عنهما مِطلاقًا ومِنكاحًا... وكان عليٌّ رَضِيَ اللهُ عنه يَضجَرُ مِن كَثرةِ تَطليقِه، فكان يَعتَذِرُ مِنه على المِنبَرِ ويَقولُ في خُطبَتِه: إنَّ حَسَنًا مِطلاقًا فلا تُنكِحوه، حتَّى قامَ رَجُلٌ مِن هَمدانَ فقال: واللهِ يا أميرَ المُؤمِنينَ لنُنكِحَنَّه ما شاءَ، فإن أحَبَّ أمسَكَ، وإن شاءَ تَرَك، فسَرَّ ذلك عَليًّا، وقال:
لو كُنتُ بَوَّابًا على بابِ جَنَّةٍ
لقُلتُ لهَمدانَ ادخُلي بسَلامِ
وهذا تَنبيهٌ على أنَّ مَن طَعَنَ في حَبيبِه مِن أهلٍ ووَلَدٍ لنَوعِ حَياءٍ، فلا يَنبَغي أن يوافَقَ عليه، فهذه الموافَقةُ قَبيحةٌ، بَل الأدَبُ المُخالفةُ ما أمكَنَ؛ فإنَّ ذلك أسَرُّ لقَلبِه وأوفَقُ لباطِنِ ذاتِهـ) [299] ((إحياء علوم الدين)) (2/ 56). .


انظر أيضا: