موسوعة الآداب الشرعية

أولًا: قَولُ الذِّكرِ المَأثورِ إذا هاجَتِ الرِّيحُ


يُسَنُّ أن يَقولَ إذا اشتَدَّتِ الرِّيحُ: (اللهُمَّ إنِّي أسألُك خَيرَها، وخَيرَ ما فيها، وخَيرَ ما أُرسِلَت به، وأعوذُ بك مِن شَرِّها وشَرِّ ما فيها، وشَرِّ ما أُرسِلَت بهـ)، (اللهُمَّ لِقحًا لا عَقيمًا).
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، أنَّها قالت: ((كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا عَصَفتِ الرِّيحُ قال: اللهُمَّ إنِّي أسألُك خَيرَها، وخَيرَ ما فيها، وخَيرَ ما أُرسِلَت به، وأعوذُ بك مِن شَرِّها، وشَرِّ ما فيها، وشَرِّ ما أُرسِلَت بهـ)) [492] أخرجه مسلم (899). .
2- عن سَلَمةَ بنِ الأكوعِ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا اشتَدَّتِ الرِّيحُ يَقولُ: ((اللهُمَّ لِقحًا لا عَقيمًا [493] لِقحًا: أي: حامِلًا للماءِ، كاللِّقحةِ مِنَ الإبِلِ. والعَقيمُ: التي لا ماءَ فيها، كالعَقيمِ مِنَ الحَيَوانِ: لا ولَدَ فيها. يُنظر: ((الأذكار)) للنووي (ص: 179)، ((المجموع)) للنووي (5/ 98). ) [494] أخرجه ابن حبان (1008)، والحاكم (7979) واللفظ لهما، والطبراني (7/33) (6296). صحَّحه ابنُ حبان، وابن حجر كما في ((الفتوحات الربانية)) لابن علان (4/275)، والألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) (553)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (447)، وصَحَّحَ إسناده الحاكِم وقال: على شَرطِ الشَّيخَينِ، والنووي في ((المجموع)) (5/98). .
3- عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا رَأى ناشِئًا [495] النَّاشِئُ مِنَ السَّحابِ: هو الذي لم يَتَكامَلِ اجتِماعُه واصطِحابُه، فهو في أوَّلِ أمرِه، والنَّاشِئُ: السَّحابُ المُرتَفِعُ. ينظر: ((جامع الأصول)) لابن الأثير (4/ 12، 321). في أُفُقِ السَّماءِ تَرَكَ العَمَلَ، وإن كان في صَلاةٍ، ثُمَّ يَقولُ: اللهُمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن شَرِّها، فإن مُطِرَ قال: اللهُمَّ صَيِّبًا [496] الصَّيِّبُ: السَّحابُ الذي يُهراقُ ماؤُه، والمَطَرُ المِدرارُ. يُنظر: ((جامع الأصول)) لابن الأثير (4/ 12، 321). هَنيئًا)) [497] أخرجه أبو داود (5099) واللفظ له، وابن ماجه (3889)، وأحمد (25570). صحَّحه ابنُ حبان في ((صحيحهـ)) (993)، وابن دقيق العيد في ((الاقتراح)) (119)، وابن حجر كما في ((الفتوحات الربانية)) لابن علان (4/273)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (5099)، والوادعي على شرط مسلم في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (1581). والدُّعاءُ عِندَ المَطَرِ أخرجه البخاري (1032) ولَفظُه: أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا رَأى المَطَرَ قال: اللهُمَّ صَيِّبًا نافِعًا. .
فائِدةٌ فيما يُقالُ عِندَ سَماعِ الرَّعدِ:
عن عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيرِ رَضِيَ اللهُ عنهما (أنَّه كان إذا سَمِعَ الرَّعدَ تَرَكَ الحَديثَ وقال: سُبحانَ الذي يُسَبِّحُ الرَّعدُ بحَمدِه والمَلائِكةُ مِن خيفتِه، ثُمَّ يَقولُ: إنَّ هذا لوعيدٌ شَديدٌ لأهلِ الأرضِ) [498] أخرجه مالك (5/1444)، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (723) واللفظ له، والبيهقي (6544). صحَّحه الألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) (556)، وصحَّح إسنادَه النووي في ((المجموع)) (5/93)، وابن الملقن في ((تحفة المحتاج)) (1/567)، والعيني في ((العلم الهيب)) (413). .

انظر أيضا: