موسوعة الآداب الشرعية

خامسًا: العَدلُ والإنصافُ

يَنبَغي التِزامُ العَدلِ والإنصافِ مَعَ الخَصمِ [2489] يُنظر: ((الرد على المخالف من أصول الإسلام)) لبكر أبو زيد (ص: 62)، ((أصول الجدل والمناظرة)) (ص: 549)، ((فقه الرد على المخالف)) للسبت (ص: 197). .
قال ابنُ تيميَّةَ: (والمُناظَرةُ والمُحاجَّةُ لا تَنفعُ إلَّا مَعَ العَدلِ والإنصافِ، وإلَّا فالظَّالمُ يَجحَدُ الحَقَّ الذي يَعلَمُهـ) [2490] ((مجموع الفتاوى)) (4/ 109). .
وقال ابنُ القَيِّمِ في مُقدِّمةِ كِتابِه المَدارِج: (فما وجَدتَ فيه مِن صَوابٍ وحَقٍّ فاقبَلْه ولا تَلتَفِتْ إلى قائِلِه، بَل انظُرْ إلى ما قال لا إلى مَن قال، وقد ذَمَّ اللهُ تَعالى مَن يَرُدُّ الحَقَّ إذا جاءَ به مَن يُبغِضُه، ويَقبَلُه إذا قاله مَن يُحِبُّه، فهذا خُلُقُ الأُمَّةِ الغَضَبيَّةِ، قال بَعضُ الصَّحابةِ: اقبَلِ الحَقَّ مِمَّن قاله وإن كان بَغيضًا، ورُدَّ الباطِلَ على مَن قاله وإن كان حَبيبًا) [2491] ((مدارج السالكين)) (3/ 482). .
وقال أيضًا: (فعَلى المُسلمِ أن يَتَّبعَ هَديَ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في قَبولِ الحَقِّ مِمَّن جاءَ به، مِن وليٍّ وعَدوٍّ، وحَبيبٍ وبَغيضٍ، وبَرٍّ وفاجِرٍ، ويَرُدَّ الباطِلَ على مَن قاله كائِنًا مَن كان) [2492] ((إعلام الموقعين)) (2/ 194). .
وقال الخَطيبُ البَغداديُّ: (ويَنبَغي أن لا يَتَكَلَّمَ بحَضرةِ مَن يَشهَدُ لخَصمِه بالزُّورِ، أو عِندَ مَن إذا وضَحَت لَدَيه الحُجَّةُ دَفعَها، ولَم يَتَمَكَّنْ مِن إقامَتِها؛ فإنَّه لا يَقدِرُ على نَصرِ الحَقِّ إلَّا مَعَ الإنصافِ، وتَركِ التَّعَنُّتِ والإجحافِ) [2493] ((الفقيه والمتفقهـ)) (2/ 53). .
وقال السَّعديُّ في تَفسيرِ أوَّل سورةِ المُطَفِّفينَ: (دَلَّتِ الآيةُ الكَريمةُ على أنَّ الإنسانَ كما يَأخُذُ مِنَ النَّاسِ الذي له، يَجِبُ عليه أن يُعطيَهم كُلَّ ما لَهم مِنَ الأموالِ والمُعامَلاتِ، بَل يَدخُلُ في عُمومِ هذا الحُجَجُ والمَقالاتُ؛ فإنَّه كما أنَّ المُتَناظِرينِ قد جَرَتِ العادةُ أنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنهما يَحرِصُ على ما لَه مِنَ الحُجَجِ، فيَجِبُ عليه أيضًا أن يُبَيِّنَ ما لخَصمِه مِنَ الحُجَجِ التي لا يَعلَمُها، وأن يَنظُرَ في أدِلَّةِ خَصمِه كما يَنظُرُ في أدِلَّتِه هو، وفي هذا المَوضِعِ يُعرَفُ إنصافُ الإنسانِ مِن تَعَصُّبِه واعتِسافِه، وتَواضُعُه مِن كِبرِه، وعَقلُه مِن سَفهِه، نَسألُ اللَّهَ التَّوفيقَ لكُلِّ خَيرٍ) [2494] ((تفسير السعدي)) (ص: 915). .

انظر أيضا: