موسوعة الآداب الشرعية

سابعًا: الحِرصُ على الأُلفةِ والاجتِماعِ وألَّا يَكونَ الخِلافُ سَبَبًا للنِّزاعِ والشِّقاقِ

مِن أدَب الخِلافِ: الحِرصُ على الأُلفةِ والاجتِماعِ، وألَّا تَكونَ المَسألةُ المُختَلَفُ فيها اختِلافًا سائِغًا سَبَبًا للنِّزاعِ والعَداوةِ والبَغضاءِ والفُرقةِ.
الدَّليلُ على ذلك:
1- قال تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا [آل عمران: 103]
2- قال تعالى: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [آل عمران: 105]
3- قال تعالى: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال: 45-46] .
فوائِدُ:
1- قال يونُسُ الصَّدَفيُّ: (ما رَأيتُ أعقَلَ مِنَ الشَّافِعيِّ؛ ناظَرتُه يَومًا في مَسألةٍ ثُمَّ افتَرَقنا، ولَقيَني فأخَذَ بيَدي، ثُمَّ قال: (يا أبا موسى، ألا يَستَقيمُ أن نَكونَ إخوانًا، وإن لَم نَتَّفِقْ في مَسألةٍ) [2366] يُنظر: ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (51/ 302)، ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (10/ 16). .
2- قال الإمامُ أحمَدُ بنُ حَنبَلٍ عَن إسحاقَ بنِ راهَويهِ: (لَم يَعبُرِ الجِسرَ إلى خُراسانَ مِثلُ إسحاقَ، وإن كان يُخالفُنا في أشياءَ، فإنَّ النَّاسَ لَم يَزَلْ يُخالفُ بَعضُهم بَعضًا) [2367] ((تاريخ بغداد)) للبغدادي (7/ 366). .
3- قال شَيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ: (وأمَّا الاختِلافُ في الأحكامِ فأكثَرُ مِن أن يَنضَبطَ، ولَو كان كُلَّما اختَلَف مُسلمانِ في شَيءٍ تَهاجَرا لَم يَبقَ بَينَ المُسلمينَ عِصمةٌ ولا أُخوَّةٌ) [2368] ((مجموع الفتاوى)) (24/ 173). .
وقال أيضًا: (وقد كان العُلَماءُ مِنَ الصَّحابةِ والتَّابعينَ ومَن بَعدَهم إذا تَنازَعوا في الأمرِ اتَّبَعوا أمرَ اللهِ تَعالى في قَوله: فإن تَنازَعتُمْ في شَيءٍ فرُدُّوه إلى اللهِ والرَّسولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤمِنونَ باللهِ واليَومِ الآخِرِ ذلك خَيرٌ وأحسَنُ تَأويلًا وكانوا يَتَناظَرونَ في المَسألةِ مُناظَرةَ مُشاورةٍ ومُناصَحةٍ، ورُبَّما اختَلَف قَولُهم في المَسألةِ العِلميَّةِ والعَمَليَّةِ مَعَ بَقاءِ الأُلفةِ والعِصمةِ وأُخوَّةِ الدِّينِ) [2369] مجموع الفتاوى (24/ 172). .

انظر أيضا: