موسوعة الآداب الشرعية

سادِسًا: حَملُ كَلامِ المُخالفِ على ظاهرِه دونَ التَّعَرُّضِ للباطِنِ والنَّوايا

يَنبَغي حَملُ كَلامِ المُخالفِ على ظاهرِه دونَ التَّعَرُّضِ لِما في نيَّتِه وباطِنِه [2362] ((إنصاف أهل السنة والجماعة ومعاملتهم لمخالفيهم)) لمحمد العلي (ص: 99). ويُنظر: ((فقه الرد على المخالف)) لخالد السبت (ص: 201، 216). .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ والآثارِ:
أ- مِنَ السُّنَّةِ
1- عَن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ رَضيَ الله عنه، قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إنِّي لَم أومَرْ أن أنقُبَ عَن قُلوبِ النَّاسِ ولا أشُقَّ بُطونَهم)) [2363] أخرجه البخاري (4351)، ومسلم (1064). .
2- عَن أُسامةَ بنِ زَيدٍ رَضيَ اللهُ عنهما، قال: ((بَعَثَنا رَسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم في سَريَّةٍ، فصَبَّحنا الحُرَقاتِ مِن جُهَينةَ، فأدرَكتُ رَجُلًا فقال: لا إلَهَ إلَّا اللهُ، فطَعَنتُه فوقَعَ في نَفسي مِن ذلك، فذَكَرتُه للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: أقال لا إلَهَ إلَّا اللهُ وقَتَلتَه؟ قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّما قالها خَوفًا مِنَ السِّلاحِ، قال: أفلا شَقَقتَ عَن قَلبه حَتَّى تَعلَمَ أقالها أم لا؟ فما زالَ يُكَرِّرُها عليَّ حَتَّى تَمَنَّيتُ أنِّي أسلَمتُ يَومَئِذٍ )) [2364] أخرجه البخاري (4269) ومسلم (96). .
ب- مِنَ الآثارِ
عَن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضيَ الله عنه، قال: (إنَّ أُناسًا كانوا يُؤخَذونَ بالوحيِ في عَهدِ رَسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، وإنَّ الوحيَ قدِ انقَطَعَ، وإنَّما نَأخُذُكُم الآنَ بما ظَهَرَ لَنا مِن أعمالِكُم، فمَن أظهَرَ لَنا خَيرًا أمِنَّاه وقَرَّبناه، وليس إلينا مِن سَريرَتِه شَيءٌ، اللهُ يُحاسِبُه في سَريرَتِه، ومَن أظهَرَ لَنا سوءًا لَم نَأمَنْه ولَم نُصَدِّقْه، وإن قال: إنَّ سَريرَتَه حَسَنةٌ) [2365] أخرجه البخاري (2641). .

انظر أيضا: