موسوعة التفسير

سُورةُ الصَّفِّ
مقدمة السورة

أسماء السورة:

سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسُورةِ (الصَّفِّ) [1] وَجهُ التَّسميةِ ذِكرُ لَفظِ الصَّفِّ فيها، في قَولِه تعالى: يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا [الصف: 4] ، وهو صَفُّ القِتالِ. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/462)، ((تفسير ابن عاشور)) (28/171). قال ابنُ عاشور: (اشتَهَرت هذه السُّورةُ باسمِ «سورةِ الصَّفِّ»، وكذلك سُمِّيَت في عَصرِ الصَّحابةِ... وبذلك عُنْوِنَت في «صحيحِ البُخاريِّ» وفي «جامعِ التِّرمذيِّ»، وكذلك كُتِبَ اسمُها في المصاحِفِ، وفي كتُبِ التَّفسيرِ). ((تفسير ابن عاشور)) (28/171). يُنظر: ((صحيح البخاري)) (6/188)، ((سنن الترمذي)) (5/412). وقال أبو الحسنِ السَّخاوي: (سورةُ الصفِّ، وتُسمَّى سورةَ الحواريِّينَ). ((جمال القراء وكمال الإقراء)) (1/201). .
فعن عَبدِ اللهِ بنِ سَلَامٍ، قال: ((تذاكَرْنا أيُّكم يأتي رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيَسأَلُه: أيُّ الأعمالِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ فلم يَقُمْ أحَدٌ مِنَّا، فأرسَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلينا رجُلًا فجَمَعَنا، فقَرَأَ علينا هذه السُّورةَ، يعني: سُورةَ الصَّفِّ كُلَّها)) [2] أخرجه مِن طُرقٍ الترمذيُّ (3309) بنحوه، وأحمدُ (23788) واللَّفظُ له، وابنُ حِبَّانَ في ((صحيحه)) (4594). صحَّحه الحاكمُ على شرطِ الشَّيخينِ في ((المستدرك)) (2/79)، وصحَّح إسنادَه الألبانيُّ في ((صحيح سنن الترمذي)) (3309)، وشعيبٌ الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (39/ 205) وقال: (على شرطِ الشَّيخَينِ). .

بيان المكي والمدني:

سُورةُ الصَّفِّ مَدَنيَّةٌ [3] وقيل: السُّورةُ مَكِّيَّةٌ، قال ابنُ عطيَّةَ: (وهي مَدَنيَّةٌ في قَولِ الجُمهورِ، وقال مَكِّيٌّ عن ابنِ عَبَّاسٍ، والمَهْدويُّ عن عطاءٍ ومجاهِدٍ: إنَّها مَكِّيَّةٌ. والأوَّلُ أصَحُّ؛ لأنَّ معانيَ السُّورةِ تُعَضِّدُه، ويُشبِهُ أن يكونَ فيها المَكِّيُّ والمَدَنيُّ). ((تفسير ابن عطية)) (5/276). ويُنظر: ((التحصيل لفوائد كتاب التفصيل)) للمهدوي (6/402). ويُنظر أيضًا: ((تفسير ابن جرير)) (22/606)، ((الوسيط)) للواحدي (4/290)، ((تفسير الزمخشري)) (4/522)، ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/462). وممَّن نَسَب القَولَ بكَونِها مَدَنيَّةً إلى الجُمهورِ أيضًا: ابنُ الفَرَسِ، وابن الجوزي، وابن عاشور. يُنظر: ((أحكام القرآن)) لابن الفرس (3/554)، ((تفسير ابن الجوزي)) (4/276)، ((تفسير ابن عاشور)) (28/153). ، وحُكيَ الإجماعُ على ذلك [4] ممَّن نقَل الإجماعَ على ذلك: الماوَرْديُّ. يُنظر: ((تفسير الماوردي)) (5/527). .

مقاصد السورة:

مِن أهَمِّ مقاصِدِ السُّورةِ:
التَّحريضُ على نُصرةِ الدِّينِ، والجِهادِ في سَبيلِ اللهِ، والاستِجابةِ لله ولرسولِه [5] يُنظر: ((حاشية الطيبي على الكشاف)) (15/382)، ((تفسير ابن عاشور)) (28/173). .

موضوعات السورة:

مِن أهمِّ الموضوعاتِ الَّتي اشتَمَلَتْ عليها السُّورةُ:
1- افتُتِحَت السُّورةُ بتَسبيحِ اللهِ تعالى، وتنزيهِه عن كُلِّ ما لا يليقُ به.
2- النَّهيُ عن الأقوالِ الَّتي لا تُطابِقُها الأفعالُ.
3- ذِكرُ جانبٍ مِمَّا قاله موسى عليه السَّلامُ لِقَومِه، وما لَقِيَه منهم مِن أذًى.
4- ذِكرُ دَعوةِ عيسى عليه السَّلامُ لبني إسرائيلَ، وبِشارتِه بالنَّبيِّ محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم.
5- بيانُ ما جُبِلَ عليه الكافِرونَ مِن كَذِبٍ على الحَقِّ، ومِن كراهيةٍ لِظُهورِ نُورِه.
6- دَعوةُ المؤمِنينَ إلى الجِهادِ في سبيلِ اللهِ بالأنفُسِ والأموالِ، وحَضُّهم على أن يَقتَدُوا بالحَواريِّينَ.
7- البِشارةُ بنَصرِ أهلِ الإيمانِ على أهلِ الكُفْرِ.