موسوعة التفسير

سورةُ المُمْتَحَنةِ
مقدمة السورة

أسماء السورة:

سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسُورةِ (المُمْتَحَنةِ) [1] وجْهُ التَّسْميةِ أنَّها جاءت فيها آيةُ امتحانِ إيمانِ النِّساءِ اللَّاتي يأتِينَ مِن مكَّةَ مُهاجِراتٍ إلى المدينةِ، وهي أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ [الممتحنة: 10] . يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (28/129). وقد عُرِفَت هذه السُّورةُ في كتُبِ التفسيرِ وكُتُبِ السُّنَّةِ وفي المصاحِفِ بـ «سورة المُمتَحَنةِ». يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (28/115). قال ابنُ حَجَرٍ: (والمشهورُ في هذه التسميةِ فَتحُ الحاءِ، وقد تُكسَرُ، وبه جزَم السُّهَيليُّ؛ فعلى الأوَّلِ هي صِفةُ المرأةِ الَّتي نزلت السُّورةُ بسَبَبِها، والمشهورُ فيها أنَّها أمُّ كلثومٍ بنتُ عُقْبةَ بنِ أبي مُعَيطٍ. وقيل: سَعيدةُ بنتُ الحارثِ. وقيل: أُمَيمةُ بنتُ بِشرٍ. والأوَّلُ هو المعتَمَدُ... ومَن كَسَر جعَلَها صِفةً للسُّورةِ، كما قيل لـ بَرَاءَةٌ الفاضِحةُ). ((فتح الباري)) (8/633). ويُنظر: ((التعريف والإعلام بما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام)) للسهيلي (ص: 128). .

بيان المكي والمدني:

سورةُ المُمتَحَنةِ مَدَنِيَّةٌ [2] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (22/557)، ((الوسيط)) للواحدي (4/281)، ((تفسير الزمخشري)) (4/510). ، نقَل الإجماعَ على ذلك غيرُ واحدٍ مِنَ المفَسِّرينَ [3] ممَّن نقل الإجماعَ على ذلك: الماوَرْديُّ، وابنُ عطية، وابن الجوزي، والقرطبي، والفيروزابادي، والبِقاعي. يُنظر: ((تفسير الماوردي)) (5/516)، ((تفسير ابن عطية)) (5/267)، ((تفسير ابن الجوزي)) (4/266)، ((تفسير القرطبي)) (18/49)، ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/460)، ((مصاعد النظر)) للبقاعي (3/75). .

مقاصد السورة:

مِن أهَمِّ مقاصِدِ السُّورةِ:
تحذيرُ المؤمِنينَ مِن اتِّخاذِ المُشرِكينَ أولياءَ [4] يُنظر: ((مصاعد النظر)) للبقاعي (3/75)، ((تفسير ابن عاشور)) (28/131). .

موضوعات السورة:

مِن أهمِّ الموضوعاتِ الَّتي اشتَمَلَتْ عليها السُّورةُ:
1- نَهْيُ المؤمِنينَ عن اتِّخاذِ أعداءِ اللهِ وأعدائِهم أولياءَ، وبيانُ كراهيَةِ أعداءِ اللهِ للحَقِّ، وسوءِ عاقبةِ مَن يُوالِيهم.
2- دعوةُ المؤمِنينَ إلى الاقتِداءِ بأبيهم إبراهيمَ -عليه السَّلامُ- الَّذي قَطَع صِلَتَه بأبيه وقَومِه؛ لإصرارِهم على الكُفرِ.
3- بِشارةُ اللهِ للمُؤمِنينَ بجَمْعِ شَمْلِهم بأقارِبِهم، وحُصولِ الموَدَّةِ بيْنَهم، بهِدايةِ أقارِبِهم إلى الحَقِّ.
4- بَيانُ الرُّخصةِ في حُسنِ مُعامَلةِ الكَفَرةِ الَّذين لم يُقاتِلوا المسلِمينَ قِتالَ عَداوةٍ في دينٍ، ولا أخرَجوهم مِن ديارِهم.
5- تفصيلُ أحكامِ النِّساءِ اللَّائي أتَيْنَ مُؤمِناتٍ إليهم، بعد أن ترَكْنَ أزواجَهنَّ الكُفَّارَ.
6- أمْرُ اللهِ نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمُبايَعةِ النِّساءِ المؤمِناتِ، وأخْذِ العُهودِ عليهِنَّ بطاعةِ اللهِ، والبُعْدِ عن المحَرَّماتِ.
7- خُتِمَت السُّورةُ الكريمةُ بنَهْيِ المؤمنين عن موالاةِ أعداءِ اللهِ وأعدائِهم.