الموسوعة الحديثية


- أنَّ ابنَ أُثالٍ الحنفيَّ لمَّا أتَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو أسيرٌ ، فخلَّى سبيلَه ، فلحِق بمكَّةَ ، فحال بين أهلِ مكَّةَ وبين الميرةِ من اليمامةِ ، حتَّى أكلت قريشٌ العِلهزَ ، فجاء أبو سفيانَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فقال : أليس تزعُمُ بأنَّك بُعِثتَ رحمةً للعالمين ؟ ! فقال : بلى ! فقال : قد قتلتَ الآباءَ بالسَّيفِ ، والأبناءَ بالجُوعِ ! فأنزل اللهُ : { وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ } . . . الآيةَ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن جرير الطبري | المصدر : تفسير الطبري | الصفحة أو الرقم : 10/2/58
| التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (11289)، وابن حبان (967) مختصرا، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (4/ 81) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة المؤمنون قرآن - أسباب النزول مناقب وفضائل - ثمامة بن أثال مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث
في هذا الحَديثِ يَحكي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّ ابنَ أُثَالٍ الحنفيَّ" واسمُه ثُـمَامَةُ، "لَـمَّا أتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو أسِيرٌ"؛ وذلك أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَثَ خَيلًا قِبَلَ نَجْدٍ، فجاءتْ به أسيرًا، "فخَلَّى سَبيلَه"، أي: أَطلقه، وفي رِوايةِ مُسْلِمٍ: أنَّه أسْلَمَ بعْدَ إطلاقِ سَراحِه، "فلَحِقَ بمكَّةَ"، وذلك أنَّه ذهَبَ إليها مُعتمرًا بعدَ إسلامِه، وعندَ البُخاريِّ مِن حديثِ أبي هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنه، أنَّه قال للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّ خَيلَك أخَذَتْني وأنا أُرِيدُ العُمرةَ، فماذا تَرَى؟ فبَشَّره رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأمَرَه أنْ يَعتمِرَ، فلمَّا قدِمَ مكَّةَ قال له قائلٌ: صَبَوْتَ؟! قال: لا، ولكنْ أسلَمْتُ مع محمَّدٍ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولا واللهِ لا يأْتِيكم مِنَ اليمامةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حتى يَأْذَنَ فيها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، قال ابنُ عباسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: "فَحال بيْن أهلِ مكَّةَ وبيْن الـمِيرَةِ"، وهي الطعامُ والاحتياجاتُ اللَّازمةُ للمَعيشَةِ، "مِن اليمامةِ" وكان ثُمَامَةُ بنُ أُثَالٍ سيِّدَ أهلِ اليَمامةِ، فمنَعَ عن قُريشٍ ما كان يأْتي مِن عندِه، "حتَّى أكَلَتْ قُريشٌ العِلْهِزَ"، وهو الوَبَرُ والدَّمُ، "فجاء أبو سُفيانَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: أليسَ تَزعُمُ بأنَّك بُعِثْتَ رَحمةً للعالَمينَ؟!" والمعنى: أنَّه يَستحِثُّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويَستعطِفُه حتى يسمَحَ برُجوعِ الطعامِ إلى أهلِ مكَّةَ؛ وذلك بأمْرِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِثُمَامَةَ أنْ يَرْجِعَ عليهم بالطَّعامِ؛ وذلك أنَّ اليَمامةَ كانت رِيفَ أهلِ مكَّةَ، "فقال: بَلَى، فقال: قد قتَلْتَ الآباءَ بالسَّيفِ" يَقصِدُ بذلك حُروبَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مع قُريشٍ، "والأبناءَ بالجُوعِ" بسَببِ قَطْعِ طريقِ تِجارتِهم وغذائِهم، "فأنزَلَ اللهُ: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ} [المؤمنون: 76] الآيةَ"، والمعنى: ولقد أخَذْنا هؤلاء المشركينَ مِن قُريشٍ وغيرِهم بعَذابِنا، وأنزَلْنا بهم بأْسَنا، وسُخْطَنا، وضيَّقْنا عليهم في مَعايِشِهم، وقتَلْنا رُؤَساءَهُم بالسَّيفِ، {فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ}، أي: فما خضَعُوا لِربِّهم بالانقيادِ لأمْرِه ونَهْيِه، والإنابةِ إليه وطاعتِهِ، {وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}، أي: وما يَتذلَّلون للهِ سُبحانَه، وما يَطلُبون منه كشْفَ الضُّرِّ، وهذا دليلٌ على تَمادِيهم في الباطلِ والغَيِّ رَغْمَ ظُهورِ عَجْزِ شُركائِهم؛ بعَدَمِ قُدرتِهم على كشْفِ الضُّرِّ عنهم، ومع عِلْمِهم بأنَّ اللهَ هو القادرُ على ذلك، فهذا مُنْتَهى العِنادِ!
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها