مؤسسة الدرر السنية
  • الرئيسة
  • التعريف بالموقع
    • التعريف بالمؤسسة
    • سجل زوار المؤسسة
    • لماذا الدرر السنية؟
    • أقسام الموقع
    • الدرر السنية في وسائل الإعلام
  • الموسوعات
    • موسوعة التفسير
    • الموسوعة الحديثية
    • الموسوعة العقدية
    • موسوعة الأديان
    • موسوعة الفرق
    • المذاهب الفكرية
    • الموسوعة الفقهية
    • الأحاديث المنتشرة
    • موسوعة الأخلاق
    • الموسوعة التاريخية
  • الصفحات المتجددة
    • مقالات وبحوث
    • نفائس الموسوعات
    • قراءة في كتاب
    • شارك معنا
  • صفحات متنوعة
    • إصداراتنا
    • مداد المشرف
    • تطبيقات الجوال
    • الأرشيف
    • راسلنا
  • معلمة الدرر
  • Dorar - English
الدرر السنية

المشرف العام/

الشيخ علوي بن عبدالقادر السقاف
لجنة الإشراف العلمي منهج العمل في الموسوعات
لجنة الإشراف العلمي منهج العمل في الموسوعات
المتجر التعريف بالموقع مداد المشرف
لجنة الإشراف العلمي

تقوم اللجنة باعتماد منهجيات الموسوعات وقراءة
بعض مواد الموسوعات للتأكد من تطبيق المنهجية

الشيخ هتلان بن علي الهتلان

قاضي بمحكمة الاستئناف بالدمام

الشيخ أسامة بن حسن الرتوعي

المستشار العلمي بمؤسسة الدرر السنية

الشيخ الدكتور حسن بن علي البار

عضو الهيئة التعليمية بالكلية التقنية

الشيخ الدكتور منصور بن حمد العيدي

الأستاذ بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل

منهج العمل في الموسوعات

موسوعة التفسير

منهج العمل في الموسوعة

راجع الموسوعة

الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت

أستاذ التفسير بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل

الشيخ الدكتور أحمد سعد الخطيب

أستاذ التفسير بجامعة الأزهر

اعتمد المنهجية

بالإضافة إلى المراجعَين

الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري

أستاذ التفسير بجامعة الملك سعود

الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار

أستاذ التفسير بجامعة الملك سعود

الشيخ الدكتور منصور بن حمد العيدي

أستاذ التفسير بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل

الموسوعة الحديثية

منهج العمل في الموسوعة

الموسوعة العقدية

منهج العمل في الموسوعة

موسوعة الأديان

منهج العمل في الموسوعة

موسوعة الفرق

منهج العمل في الموسوعة

موسوعة المذاهب الفكرية

منهج العمل في الموسوعة

الموسوعة الفقهية

منهج العمل في الموسوعة

تم اعتماد المنهجية من
الجمعية الفقهية السعودية
برئاسة الشيخ الدكتور
سعد بن تركي الخثلان
أستاذ الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود
عضو هيئة كبار العلماء (سابقاً)

موسوعة الأخلاق

منهج العمل في الموسوعة

الموسوعة التاريخية

منهج العمل في الموسوعة

راجع الموسوعة

الأستاذُ صالحُ بنُ يوسُفَ المقرِن

باحثٌ في التَّاريخ الإسْلامِي والمُعاصِر
ومُشْرِفٌ تربَويٌّ سابقٌ بإدارة التَّعْليم

الأستاذُ الدُّكتور سعدُ بنُ موسى الموسى

أستاذُ التَّاريخِ الإسلاميِّ بجامعةِ أُمِّ القُرى

الدُّكتور خالِدُ بنُ محمَّد الغيث

أستاذُ التَّاريخِ الإسلاميِّ بجامعةِ أمِّ القُرى

الدُّكتور عبدُ اللهِ بنُ محمَّد علي حيدر

أستاذُ التَّاريخِ الإسلاميِّ بجامعةِ أمِّ القُرى

الموسوعة الحديثية

  1. الرئيسة
  2. الموسوعة الحديثية
  3. شروح الأحاديث

- لَمَّا كان يَومُ بَدرٍ، قال: نَظَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى أصحابِه وهُم ثَلاثُ مِئةٍ ونَيِّفٌ، ونَظَرَ إلى المُشرِكينَ فإذا هُم ألْفٌ وزيادةٌ، فاستَقبَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم القِبلةَ، ثمَّ مَدَّ يدَيهِ وعليهِ رِداؤُه وإزارُه، ثمَّ قال: اللَّهمَّ أين ما وَعَدْتَني؟ اللَّهمَّ أَنجِزْ ما وَعَدْتَني، اللَّهمَّ إنَّكَ إنْ تُهلِكْ هذه العِصابةَ مِن أهلِ الإسلامِ فلا تُعبَدُ في الأرضِ أبدًا. قال: فما زالَ يَستَغيثُ ربَّه عزَّ وجلَّ ويَدْعوه، حتَّى سَقَطَ رِداؤُه، فأَتاهُ أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنه، فأَخَذَ رِداءَه، وأَنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9]. فلمَّا كان يَومَئذٍ والْتَقَوْا، فهَزَمَ اللهُ عزَّ وجلَّ المُشرِكينَ، فقُتِل منهُم سَبعونَ رَجُلًا، وأُسِرَ منهُم سَبعونَ رَجُلًا، فاستَشارَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أبا بكرٍ وعليًّا وعُمرَ رضيَ اللهُ عنهم، فقال أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنه: يا نبيَّ اللهِ، هؤلاءِ بَنو العَمِّ والعَشيرةِ والإخوانِ، فإنِّي أَرى أنْ تَأخُذَ منهُمُ الفِدْيةَ؛ فيَكونُ ما أَخَذْنا منهُم قوَّةً لنا على الكفَّارِ، وعسى اللهُ أنْ يَهديَهُم، فيَكونون لنا عَضُدًا. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما ترى يا ابنَ الخطَّابِ؟ قال: قُلْتُ: واللهِ، ما أَرى ما رأَى أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنه، ولكنِّي أَرى أنْ تُمكِّنَني مِن فُلانٍ- قريبًا لعُمرَ- فأَضرِبَ عُنُقَه، وتُمكِّنَ عليًّا رضيَ اللهُ عنه مِن عَقِيلٍ فيَضرِبَ عُنُقَه، وتُمكِّنَ حمزةَ مِن فُلانٍ أخيه فيَضرِبَ عُنُقَه؛ حتَّى يَعْلَمَ اللهُ أنَّه ليستْ في قُلوبِنا هَوادةٌ للمُشرِكينَ، هؤلاءِ صَناديدُهُم وأَئِمَّتُهُم وقادَتُهُم. فهَوِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما قال أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنه، ولمْ يَهْوَ ما قُلْتُ، فأَخَذَ منهُمُ الفِداءَ. فلمَّا أنْ كان مِنَ الغَدِ قال عُمرُ رضيَ اللهُ عنه: غَدَوْتُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هو قاعِدٌ وأبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنه، وإذا هُمَا يَبكِيانِ، فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أَخبِرْني ماذا يُبكيكَ أنتَ وصاحِبَكَ، فإنْ وَجدْتُ بُكاءً بَكَيْتُ، وإنْ لمْ أَجِدْ بُكاءً تَباكَيْتُ لبُكائِكُما. قال: فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: الَّذي عَرَضَ عليَّ أصحابُكَ مِنَ الفِداءِ، لقد عُرِضَ عليَّ عَذابُكُم أَدْنى مِن هذه الشَّجرةِ- لشجرةٍ قريبةٍ-، وأَنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} إلى قولِه: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ} مِنَ الفِداءِ، ثمَّ أَحَلَّ لهُمُ الغَنائمَ. فلمَّا كان يَومُ أُحُدٍ مِنَ العامِ المُقبِلِ، عُوقِبوا بما صَنَعوا يَومَ بَدرٍ مِن أخْذِهُمُ الفِداءَ، فقُتِلَ منهُم سَبعونَ، وفَرَّ أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكُسِرَتْ رَباعِيَتُه، وهُشِّمَتِ البَيضةُ على رأسِه، وسالَ الدَّمُ على وجْهِه، فأَنزَلَ اللهُ تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} [آل عمران: 165] الآيةَ، بأَخذِكُمُ الفِداءَ.

الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد

الصفحة أو الرقم: 1/118 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح


- لَمَّا كان يَومُ بَدرٍ، قال: نَظَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى أصحابِه وهُم ثَلاثُ مِئةٍ ونَيِّفٌ، ونَظَرَ إلى المُشرِكينَ فإذا هُم ألْفٌ وزيادةٌ، فاستَقبَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم القِبلةَ، ثمَّ مَدَّ يدَيهِ وعليهِ رِداؤُه وإزارُه، ثمَّ قال: اللَّهمَّ أين ما وَعَدْتَني؟ اللَّهمَّ أَنجِزْ ما وَعَدْتَني، اللَّهمَّ إنَّكَ إنْ تُهلِكْ هذه العِصابةَ مِن أهلِ الإسلامِ فلا تُعبَدُ في الأرضِ أبدًا. قال: فما زالَ يَستَغيثُ ربَّه عزَّ وجلَّ ويَدْعوه، حتَّى سَقَطَ رِداؤُه، فأَتاهُ أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنه، فأَخَذَ رِداءَه، وأَنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9]. فلمَّا كان يَومَئذٍ والْتَقَوْا، فهَزَمَ اللهُ عزَّ وجلَّ المُشرِكينَ، فقُتِل منهُم سَبعونَ رَجُلًا، وأُسِرَ منهُم سَبعونَ رَجُلًا، فاستَشارَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أبا بكرٍ وعليًّا وعُمرَ رضيَ اللهُ عنهم، فقال أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنه: يا نبيَّ اللهِ، هؤلاءِ بَنو العَمِّ والعَشيرةِ والإخوانِ، فإنِّي أَرى أنْ تَأخُذَ منهُمُ الفِدْيةَ؛ فيَكونُ ما أَخَذْنا منهُم قوَّةً لنا على الكفَّارِ، وعسى اللهُ أنْ يَهديَهُم، فيَكونون لنا عَضُدًا. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما ترى يا ابنَ الخطَّابِ؟ قال: قُلْتُ: واللهِ، ما أَرى ما رأَى أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنه، ولكنِّي أَرى أنْ تُمكِّنَني مِن فُلانٍ- قريبًا لعُمرَ- فأَضرِبَ عُنُقَه، وتُمكِّنَ عليًّا رضيَ اللهُ عنه مِن عَقِيلٍ فيَضرِبَ عُنُقَه، وتُمكِّنَ حمزةَ مِن فُلانٍ أخيه فيَضرِبَ عُنُقَه؛ حتَّى يَعْلَمَ اللهُ أنَّه ليستْ في قُلوبِنا هَوادةٌ للمُشرِكينَ، هؤلاءِ صَناديدُهُم وأَئِمَّتُهُم وقادَتُهُم. فهَوِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما قال أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنه، ولمْ يَهْوَ ما قُلْتُ، فأَخَذَ منهُمُ الفِداءَ. فلمَّا أنْ كان مِنَ الغَدِ قال عُمرُ رضيَ اللهُ عنه: غَدَوْتُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هو قاعِدٌ وأبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنه، وإذا هُمَا يَبكِيانِ، فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أَخبِرْني ماذا يُبكيكَ أنتَ وصاحِبَكَ، فإنْ وَجدْتُ بُكاءً بَكَيْتُ، وإنْ لمْ أَجِدْ بُكاءً تَباكَيْتُ لبُكائِكُما. قال: فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: الَّذي عَرَضَ عليَّ أصحابُكَ مِنَ الفِداءِ، لقد عُرِضَ عليَّ عَذابُكُم أَدْنى مِن هذه الشَّجرةِ- لشجرةٍ قريبةٍ-، وأَنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} إلى قولِه: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ} مِنَ الفِداءِ، ثمَّ أَحَلَّ لهُمُ الغَنائمَ. فلمَّا كان يَومُ أُحُدٍ مِنَ العامِ المُقبِلِ، عُوقِبوا بما صَنَعوا يَومَ بَدرٍ مِن أخْذِهُمُ الفِداءَ، فقُتِلَ منهُم سَبعونَ، وفَرَّ أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكُسِرَتْ رَباعِيَتُه، وهُشِّمَتِ البَيضةُ على رأسِه، وسالَ الدَّمُ على وجْهِه، فأَنزَلَ اللهُ تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} [آل عمران: 165] الآيةَ، بأَخذِكُمُ الفِداءَ.. الراوي: عمر بن الخطاب | المحدث: أحمد شاكر | المصدر: مسند أحمد الصفحة أو الرقم: 1/118 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

لَمَّا كانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إلى المُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ، وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثُ مِئَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ القِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ برَبِّهِ: اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ آتِ ما وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ إنْ تُهْلِكْ هذِه العِصَابَةَ مِن أَهْلِ الإسْلَامِ لا تُعْبَدْ في الأرْضِ، فَما زَالَ يَهْتِفُ برَبِّهِ، مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ، حتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عن مَنْكِبَيْهِ، فأتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فأخَذَ رِدَاءَهُ، فألْقَاهُ علَى مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ التَزَمَهُ مِن وَرَائِهِ، وَقالَ: يا نَبِيَّ اللهِ، كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ، فإنَّه سَيُنْجِزُ لكَ ما وَعَدَكَ، فأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بأَلْفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} فأمَدَّهُ اللَّهُ بالمَلَائِكَةِ. قالَ أَبُو زُمَيْلٍ: فَحدَّثَني ابنُ عَبَّاسٍ، قالَ: بيْنَما رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ يَومَئذٍ يَشْتَدُّ في أَثَرِ رَجُلٍ مِنَ المُشْرِكِينَ أَمَامَهُ، إذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بالسَّوْطِ فَوْقَهُ وَصَوْتَ الفَارِسِ يقولُ: أَقْدِمْ حَيْزُومُ، فَنَظَرَ إلى المُشْرِكِ أَمَامَهُ فَخَرَّ مُسْتَلْقِيًا، فَنَظَرَ إلَيْهِ فَإِذَا هو قدْ خُطِمَ أَنْفُهُ، وَشُقَّ وَجْهُهُ، كَضَرْبَةِ السَّوْطِ فَاخْضَرَّ ذلكَ أَجْمَعُ، فَجَاءَ الأنْصَارِيُّ، فَحَدَّثَ بذلكَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: صَدَقْتَ، ذلكَ مِن مَدَدِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَقَتَلُوا يَومَئذٍ سَبْعِينَ، وَأَسَرُوا سَبْعِينَ. قالَ أَبُو زُمَيْلٍ، قالَ ابنُ عَبَّاسٍ: فَلَمَّا أَسَرُوا الأُسَارَى، قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ: ما تَرَوْنَ في هَؤُلَاءِ الأُسَارَى؟ فَقالَ أَبُو بَكْرٍ: يا نَبِيَّ اللهِ، هُمْ بَنُو العَمِّ وَالْعَشِيرَةِ، أَرَى أَنْ تَأْخُذَ منهمْ فِدْيَةً فَتَكُونُ لَنَا قُوَّةً علَى الكُفَّارِ، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ لِلإِسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: ما تَرَى يا ابْنَ الخَطَّابِ؟ قُلتُ: لا وَاللَّهِ يا رَسولَ اللهِ، ما أَرَى الذي رَأَى أَبُو بَكْرٍ، وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تُمَكِّنَّا فَنَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ، فَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِن عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ، وَتُمَكِّنِّي مِن فُلَانٍ نَسِيبًا لِعُمَرَ، فأضْرِبَ عُنُقَهُ، فإنَّ هَؤُلَاءِ أَئِمَّةُ الكُفْرِ وَصَنَادِيدُهَا، فَهَوِيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ما قالَ أَبُو بَكْرٍ، وَلَمْ يَهْوَ ما قُلتُ، فَلَمَّا كانَ مِنَ الغَدِ جِئْتُ، فَإِذَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ قَاعِدَيْنِ يَبْكِيَانِ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي مِن أَيِّ شيءٍ تَبْكِي أَنْتَ وَصَاحِبُكَ؟ فإنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ، وإنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَبْكِي لِلَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِن أَخْذِهِمِ الفِدَاءَ، لقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُهُمْ أَدْنَى مِن هذِه الشَّجَرَةِ، شَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ مِن نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكونَ له أَسْرَى حتَّى يُثْخِنَ في الأرْضِ} إلى قَوْلِهِ {فَكُلُوا ممَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا} فأحَلَّ اللَّهُ الغَنِيمَةَ لهمْ.
الراوي : عبدالله بن عباس وعمر بن الخطاب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1763 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

حَكَى عُمرُ بنُ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه أنَّه لَمَّا كان يومُ بَدْرٍ نظَر رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى المُشركينَ وهم ألفٌ، وأصحابُه ثلاثُ مئةٍ وتسعةَ عشَرَ رجُلًا، فاستقبَل نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم القِبلةَ، ثمَّ مدَّ يدَيْهِ، فجعَل "يهتِفُ" بربِّه، أي: يستغيثُ به ويبتهِلُ إليه في الدُّعاءِ، اللَّهمَّ أنجِزْ لي، أي: أَوْفِ وكمِّلْ، ما وعَدْتَني مِن نُصرةِ الإسلامِ وغلَبتِه، اللَّهمَّ آتِ ما وعَدْتَني، اللَّهمَّ إنْ تَهْلِكْ، أي: تُهْزَمْ هذه العصابةُ، أي: الجماعةُ، مِن أهلِ الإسلامِ، لا تُعْبَدْ في الأرضِ؛ لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خاتَمُ النَّبيِّينَ، وهؤلاء خاتَمُ الأُمَمِ، فإذا هلَكوا لا يَبقى مَن يعبُدُ اللهَ، فما زال يهتِفُ بربِّه، مادًّا يدَيْه، مُستقبِلَ القِبلةِ، حتَّى سقَط رداؤُه عن مَنكِبَيْهِ، فأتاه أبو بكرٍ رضِي اللهُ عنه، فأخَذ رِداءَه فألقاه على مَنكِبَيْهِ، ثمَّ التزَمه مِن ورائِه، وقال: يا نبيَّ اللهِ، كفاكَ "مُناشدتُك" ربَّكَ، والمُناشَدةُ: السُّؤالُ بصوتٍ مُرتفعٍ؛ فإنَّه سيُنجِزُ لك ما وعدَكَ، فأنزَل اللهُ عزَّ وجلَّ: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9]، فأمَدَّه اللهُ بالملائكةِ عونًا له وللمُسلِمين على أعداءِ اللهِ مِن المُشركين، ويَحكي ابنُ عبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما: بينما رجُلٌ، أي: أنصاريٌّ مِن المُسلِمينَ يومَئذٍ يشتَدُّ، أي: يُسرِعُ ويَعْدو في أثَرِ رجُلٍ، أي: في عقِبِ رجُلٍ مِن المُشركين أمامَه، أي: واقعٌ قُدَّامَه، إذ سَمِعَ، أي: المُسلمُ، ضربةً، أي: صوتَ ضربةٍ بالسَّوطِ فوقه، أي: فوق المُشركِ، وصوتَ الفارسِ يقولُ: أقدِمْ، أي: اعزِمْ حَيْزومُ، أي: يا حَيْزومُ، وهو اسمُ فرَسِه، إذ نظَر المُسلمُ إلى المُشركِ أمامه خرَّ مُستلقيًا، أي: سقَط على قفاهُ، فإذا هو، أي: المُشركُ، قد "خُطِمَ أنفُه"، وهو الأثَرُ على الأنفِ، أي: كُسِرَ، فهو أثَرُه، وشُقَّ وجهُه، أي: قُطِعَ طُولًا، كضربةِ السَّوطِ، فاخضَرَّ ذلك أجمعُ، أي: صار موضعُ الضَّربِ كلُّه أخضرَ، أو أسودَ؛ فإنَّ الخُضرةَ قد تُستعمَلُ بمعنَى السَّوادِ، فجاء الأنصاريُّ، فحدَّث رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: صدَقْتَ، ذلك مِن مَدَدِ السَّماءِ الثَّالثةِ، فقتَلوا، أي: المُسلِمون، يَومَئذٍ سَبعين وأسَروا سبعين مِن المشرِكين.
ويَحكي عبدُ الله بنُ عبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما: فلمَّا أسَروا الأُسَارى، قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأبي بكرٍ وعمرَ: ما ترَوْنَ في هؤلاء الأُسارى؟ أي: ماذا نفعَلُ فيهم؟ فقال أبو بكرٍ: يا نبيَّ اللهِ، هم بنو العَمِّ والعَشيرةِ، أرى أنْ تأخُذَ منهم فِديةً، أي: مالًا ونحوَه، فتكونَ لنا قوَّةً على الكفَّارِ، فعسى اللهُ أن يَهديَهم للإسلامِ، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما ترى يا ابنَ الخطَّابِ؟ قال: لا، واللهِ! ما أرى الَّذي رأى أبو بكرٍ، ولكنِّي أرى أن تُمكِّنَّا فنضرِبَ أعناقَهم، أي: نقطَعَ رقابَهم، فتُمكِّنَ عليًّا مِن عَقيلٍ فيضرِبَ عُنقَه، وتُمكِّنِّي مِن فلانٍ (نسيبًا لعُمرَ)، أي: قريبًا له فأضرِبَ عُنقَه؛ فإنَّ هؤلاء أئمَّةُ الكفرِ "وصناديدُها"، أي: أشرافُها ورؤساؤُها، فهَوِيَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما قال أبو بكرٍ، أي: أحَبَّ واستحسَنَ، ولم يَهْوَ ما قال عُمَرُ، فلمَّا كان مِن الغدِ جاء عمرُ فوجَد رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبا بكرٍ قاعدَيْنِ يَبكيانِ، فسألهما: يا رسولَ اللهِ، أخبِرْني مِن أيِّ شيءٍ تَبكي أنتَ وصاحبُك، فإنْ وجَدْتُ بكاءً بكَيْتُ، وإنْ لم أجِدْ بكاءً تباكَيْتُ لبُكائِكما؟ فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أَبْكِي للَّذي عرَض عليَّ أصحابُك مِن أخْذِهم الفِداءَ، لقد عُرِضَ عليَّ عذابُهم أدْنى مِن هذه الشَّجرةِ، أي: أقرَبَ منها، وأنزَل اللهُ عزَّ وجلَّ: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} [الأنفال: 67]، أي: يُكثِرَ القَتْلَ والقهرَ في العدوِّ، إلى قولِه: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا} [الأنفال: 67 - 69]، فأحَلَّ اللهُ الغنيمةَ لهم. {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخرة وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} عزيزٌ في قهر الأعداء، حكيمٌ في عتاب الأولياء؛{لّوْلاَ كِتَابٌ مّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسّكُمْ فِيمَآ أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} أي: ولولا حكمٌ من الله سبق إثباته في اللوحِ المحفوظ وهو أن لا يُعاقب المخطئ في اجتهاده، أو أنْ لا يعذِّب أهل بدر، أو قومًا لم يصرح لهم بالنهي عنه، أو أن الفدية التي أخذوها ستحل لهم؛ لمسهم ونالهم فيما أخذوا من الفداء عذابٌ عظيم؛ {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا} [الأنفال: 67 - 69]، فأحَلَّ اللهُ الغنيمةَ لهم.
في الحديثِ: فَضلُ أبي بكرٍ وعُمرَ رضِي اللهُ عنهما.
وفيه: أنَّ مِن هَدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم العَملَ بالشُّورى.
وفيه: نصرُ اللهِ للمُسلِمين في غزوةِ بَدْرٍ.
وفيه: فضلُ الدُّعاءِ وأهميَّتُه وآدابُه.
وفيه: بيانُ بعضِ الكَراماتِ الَّتي حدَثَتْ في غزوةِ بَدْرٍ.
وفيه: مواساةُ الأحبَّةِ والخِلَّانِ بالبُكاءِ والتَّباكي لبُكائهم

شرح الحديث

  • الحرم المكي ومضاعفة الأجر فيه ...
  • مسابقة الدرر - جمادى الآخرة 1442
  • شراء نسخ pdf ...
  • dorar English ...
  • شارك معنا ...
  1. خدمة API للموسوعة الحديثية
  2. نافذة البحث فى الحديثية
  3. الأرشيف
  4. إصداراتنا
  5. راسلنا

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدرر السنية 1441 هــ