الموسوعة الحديثية


- واللَّهِ ما الدُّنْيا في الآخِرَةِ إلَّا مِثْلُ ما يَجْعَلُ أحَدُكُمْ إصْبَعَهُ هذِه -وأَشارَ يَحْيَى بالسَّبَّابَةِ- في اليَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بمَ تَرْجِعُ؟
الراوي : المستورد بن شداد | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 2858 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الدُّنيا هيِّنةٌ عِندَ اللهِ عزَّ وجلَّ وضَئيلةٌ، ولا تَعدِلُ عندَ اللهِ تعالَى مِثقالَ ذرَّةٍ ولا تُساوِي شَيئًا، فهيَ دارُ عَملٍ واختِبارٍ، وَليس عُمرَ الإنسانِ الحَقيقيَّ، فذاك في الآخرَةِ.
وفي هذا الحديثِ يُقسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ باللهِ -للمُبالَغةِ في التَّحقيقِ والتَّأكيدِ- أنَّ مَثَل الدُّنيا بالنِّسبةِ للآخرَةِ، والنَّظرِ إليها؛ مَثَلُ ما يَضَعُ أَحدُ النَّاس إِصبعَه في البَحرِ، فلْيَنْظرِ الَّذي تَعلَّقَ في يَدِه مِن مائِه؛ فإنَّه لا يَعلَقُ بإصبَعِه كثيرُ شيءٍ منَ الماءِ، وَمعنى الحَديثِ: ما الدُّنيا بالنِّسبةِ إلى الآخرَةِ في قِصَرِ مُدَّتِها، وفَناءِ لَذَّاتها، ودوامِ الآخرةِ، ودوامِ لذَّاتِها ونعيمِها؛ إلَّا كنِسبةِ الماءِ الَّذي يَعلَقُ بالإصبَعِ إلى باقي البَحرِ.
وهذا التَّمثيلُ للتَّقريبِ إلى الأفهامِ؛ وإلَّا فالآخرةُ أعظَمُ وأجَلُّ مِن البحرِ؛ لأنَّ البحْرَ مهْما كان واسعًا فإنَّه مُتناهٍ، ونَعيمُ الآخرةِ باقٍ غيرُ مُتَناهٍ، ونَعيمُ الجنَّةِ للمؤمنينَ، وكذلكَ عَذابُ الكافرينَ.
وفي الحَديثِ: تَحقيرُ الدُّنيا وشأْنِها.
وفيه: تَوضيحُ المَعاني بتَقريبِها لِما في الواقعِ.