الموسوعة الحديثية


- اعْفُ عمَّنْ ظَلَمَكَ ، وصِلْ مَنْ قَطَعَكَ ، وأحسنْ إلى مَنْ أساءَ إليكَ ، وقُلْ الحقَّ ولَوْ على نفسِكَ
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب | الصفحة أو الرقم : 2467 | خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره | التخريج : أخرجه ابن الأعرابي في ((معجمه)) (1507) باختلاف يسير، وابن النجار كما في ((كشف الخفاء)) للعجلوني (2/32) واللفظ له
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ يَحْرِصُ على تَعْريفِ أصْحابِه طُرُقَ النَّجاةِ وأسْبابَها، وسُبُلَ الفَلاحِ في الدُّنْيا والآخِرةِ، وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ: "اعْفُ عمَّن ظَلَمَكَ"، أي: اعْفُ عن كلِّ مَن أَوْقَعَ الظُّلْمَ عليكَ وأنت قادِرٌ على القصاصِ منه وإنْفاذِه عليه. "وصِلْ مَن قَطَعَكَ"، بأنْ تُحسِنَ إلى مَن هَجَروكَ، وتَرفُقَ بهم، وتُداوِمَ على الاتِّصالِ بهم، بأنْ تَفْعَلَ معَهم ما تُعَدُّ به واصِلًا، فإنِ انْتَهَوْا فذاكَ، وإلَّا فالإثْمُ عليْهم. "وأَحسِنْ إلى مَن أَساءَ إليْكَ" بِالقَوْلِ أو الفِعْلِ، ومُعامَلَتِه بضِدِّ ما عامَلَكَ به، وتَرْكِ مُؤاخَذَتِه معَ السَّماحةِ عن المُسيءِ؛ وهذا إنَّما يَكونُ ممَّن تَحَلَّى بالأخْلاقِ الجَميلةِ، وتَخَلَّى عن الأخْلاقِ الرَّذيلةِ، وهذا مِن أجَلِّ أنْواعِ الإحْسانِ، وقد قال تَعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34، 35]. "وقُلِ الحقَّ ولَوْ على نَفْسِكَ" كما قالَ تَعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} الآيةَ [النساء: 135]. وتَقْييدُه بالنَّفْسِ؛ لأنَّ الحقَّ قد يَصْعُبُ إجْراؤُه على النَّفْسِ؛ فإنَّه إنْ فَعَلَ ذلك كان في أَسْمى مَراتِبِ الخُلُقِ الحَسَنِ، وهذا كلُّه مِن التَّربِيةِ على الإحْسانِ، وحُسْنِ الخُلُقِ، وعدَمِ مُقابَلةِ السَّيِّئةِ بالسَّيِّئةِ.