الموسوعة الحديثية


- لمَّا مرِضَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخَذْتُ بيَدِه، فجعَلْتُ أُمِرُّها على صَدرِه، ودَعَوْتُ بهذه الكَلماتِ: أذهِبِ البأْسَ ربَّ الناسِ، فانتَزَعَ يَدَه من يَدي، وقال: أسأَلُ اللهَ عزَّ وجلَّ الرفيقَ الأَعْلى الأسعَدَ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 24935 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه ابن ماجه (1619)، وأحمد (24935) واللفظ له
الأنبياءُ عليهمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ حينَ يَحضُرُهُمُ المَوتُ، يُعامَلونَ بِطريقَةٍ تَختلِفُ عَن مُعاملَةِ بَقيَّةِ البَشرِ؛ فإنَّهُم يُخيَّرونَ بيْنَ أنْ يَموتوا وبيْنَ أنْ يَبقَوا على ظَهرِ الحَياةِ.
وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ أُمُّ المُؤمِنينَ عائِشةُ رضِيَ اللهُ عنها أنَّه: "لَمَّا مرِضَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخَذتُ بيَدِهِ" أمسَكتُ بيَدِهِ الشَّريفةِ وهو في مَرَضِ المَوتِ، "فجَعَلتُ أُمِرُّها على صَدْرِهِ" تُحرِّكُها على صَدرِهِ تبرُّكًا بيَدِهِ عن يَدِها؛ لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَفعَلُ ذلِكَ بالمريضِ، "ودَعَوتُ بهذه الكَلِماتِ: أذْهِبِ البَأسَ"، وهو دُعاءٌ للهِ بأنْ يُزيلَ الوَجَعَ والألَمَ والشِّدَّةَ، "ربَّ النَّاسِ" يا خَالِقَهم ومُربِّيَهم، "فانتَزَعَ يَدَهُ من يَدي" لِبَيانِ أنَّه ليس الوَقتُ وَقتَ هذا الدُّعاءِ، وقال: "أسأَلُ اللهَ عزَّ وجلَّ الرَّفيقَ الأعْلى الأسْعَدَ" والمَعْنى: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُخيَّرُ، وأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اختارَ المَوتَ، والمُرادُ بالرَّفيقِ الأعْلى الأسعَدِ: الملائِكةُ أو المَذْكورونَ في قَولِهِ تَعالى: {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69]، أو المَكانُ الَّذي يَحصُلُ فيه مُرافَقَتُهُم وهي الجَنَّةُ، أو السَّماءُ: أو المُرادُ به اللهُ عزَّ وجلَّ؛ لأنَّه من أسْمائِهِ( ).