- أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ إلى البَطْحَاءِ، فَصَعِدَ إلى الجَبَلِ فَنَادَى: يا صَبَاحَاهْ فَاجْتَمعتْ إلَيْهِ قُرَيْشٌ، فَقالَ: أرَأَيْتُمْ إنْ حَدَّثْتُكُمْ أنَّ العَدُوَّ مُصَبِّحُكُمْ أوْ مُمَسِّيكُمْ، أكُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي؟ قالوا: نَعَمْ، قالَ: فإنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ فَقالَ أبو لَهَبٍ: ألِهذا جَمَعْتَنَا تَبًّا لَكَ، فأنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ} إلى آخِرِهَا.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4972 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
ومِن جَهْرِه بالدعوةِ وتبليغِه إيَّاها: أنَّه لَمَّا نَزَل قولُه تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} صَعِد النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم على جَبَلِ الصَّفَا، ونَادَى: يا بَنِي فِهْرٍ، يا بَنِي عَدِيٍّ، لِبُطُونِ قُرَيْشٍ، والبَطْنُ: أَقَلُّ مِن القَبِيلة، فاجْتَمَعوا عندَه، ومَنْ لم يَستطِعِ المَجِيءَ أَرْسَلَ رسولًا لِيَرَى: ما الأَمْرُ، وما الذي يُرِيد أنْ يُخبِرَ به النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فلمَّا اجتَمَعوا وجاء أبو لَهَبٍ وقُرَيْشٌ، قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «أَرَأَيْتَكُم لو أخبرتُكم أنَّ خيلًا بالوادِي تُرِيدُ أن تُغِيرَ عليكم، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟» يعني: لو أخبرتُكم أنَّ جَيْشًا يُريد أن يَهجُمَ عليكم؛ فهل كنتُم تُصدِّقونني؟ فقالوا: نَعَمْ، وأَقرُّوا بصِدْقِه صلَّى الله عليه وسلَّم، وقالوا: ما جَرَّبْنا عليك إلَّا صدقًا، فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «فإنِّي نَذِيرٌ لكم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شديدٍ»، فقال أبو لَهَبٍ: تَبًّا لك سَائِرَ اليومِ! أي: خَسِرْتَ بقيَّةَ اليومِ؛ أَلِهَذَا جَمَعْتَنا؟! فأنزَل الله تعالى فيه: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ...}، أي: خَسِرَتْ يداه وخابَتْ، وخَسِرَ هو، وقيل: (تبَّ) الأوَّل دُعَاءٌ، وَالثَّانِي خبَر، مِثل: أهْلَكَه الله وَقد هَلَك.