الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - ما يَمنَعُكَ أنْ تَسُبَّ ابنَ أبي طالِبٍ؟ قالَ: فقالَ: لا أسُبُّه ما ذكَرْتُ ثَلاثًا قالَهنَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لأنْ تَكونَ لي واحِدةٌ منهنَّ أحَبُّ إليَّ من حُمرِ النَّعَمِ ، قالَ له مُعاويةُ: ما هنَّ يا أبا إسْحاقَ؟ قالَ: لا أسُبُّه ما ذكَرْتُ حينَ نزَلَ عليه الوَحيُ فأخَذَ عليًّا وابْنَيْه وفاطِمةَ فأدْخَلَهم تحتَ ثَوْبِه، ثمَّ قالَ: «ربِّ، هؤلاء أهْلُ بَيْتي»، ولا أسُبُّه حينَ خلَّفَه في غَزْوةِ تَبوكَ غَزاها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ له عليٌّ: خلَّفْتَني معَ الصِّبْيانِ والنِّساءِ، قالَ: «ألَا تَرْضى أنْ تَكونَ منِّي بمَنزِلةِ هارونَ من موسَى، إلَّا أنَّه لا نُبوَّةَ بَعْدي»، ولا أسُبُّه ما ذكَرْتُ يومَ خَيْبرَ، قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لأُعْطيَنَّ هذه الرَّايةَ رَجلًا يحِبُّ اللهَ ورَسولُه، ويَفتَحُ اللهُ على يدَيْه»، فتَطاوَلْنا لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: «أين عَليٌّ؟» قالوا: هو أرمَدُ، فقالَ: «ادْعُوهُ»، فدعَوْهُ فبصَقَ في وَجهِه، ثمَّ أعْطاهُ الرَّايةَ، ففتَحَ اللهُ عليه، قالَ: فلا واللهِ ما ذكَرَه مُعاويةُ بحَرفٍ حتَّى خرَجَ منَ المَدينةِ.

2 - عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ، قَالَ: حَمَلَني أهْلي على الجَفاءِ بعْدَما عَلِمْتُ السُّنَّةَ؛ كُنَّا نُضَحِّي بالشَّاةِ والشَّاتَيْنِ عن أهلِ البيتِ، فقالَ أهلي: إنَّ جِيرانَنا يَزْعُمونَ إنَّما بِنا البُخلُ.

3 - أصابَتْنا مَجاعةٌ، فأتَيتُ المدينةَ، فدَخَلْتُ حائطًا مِن حِيطانِها، فأخَذْتُ سُنْبُلًا فعَرَكْتُه، فأكَلْتُ منه، وجعَلْتُ منه في ثَوْبي، فجاءَ صاحبُ الحائطِ فضَرَبَني وأخَذَ ثَوْبي، فأتيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: ما عَلَّمْتَهُ إذ كانَ جاهِلًا، ولا أطْعَمْتَهُ إذ كان ساغِبًا أو جائعًا، قالَ: فرَدَّ عَلَيَّ الثَّوْبَ، وأمَرَ لي بنِصْفِ وَسْقٍ، أو وَسْقٍ.

4 - مَن تَكفَّلَ لي ألَّا يَسألَ النَّاسَ شَيئًا فأتكَفَلَّ له بالجَنَّةِ؟ فقالَ ثَوبانُ: أنا. فكان لا يَسألُ النَّاسَ شَيئًا.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1520
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الزهد في الدنيا سؤال - النهي عن المسألة سؤال - فضل التعفف والتصبر إيمان - الوعد جنة - الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

5 - عن حُذَيفةَ رَضيَ اللهُ عنه، قال: يَندرِسُ الإسلامُ كما يَندرِسُ الثَّوبُ الخَلَقُ، حتَّى يَصيرَ النَّاسُ ما يَدْرون ما صَلاةٌ ولا صِيامٌ ولا نُسكٌ، غيْرَ أنَّ الرَّجلَ والعجوزَ يَقولُون: قدْ أدْرَكْنا النَّاسَ وهُم يَقولُون: لا إلهَ إلَّا اللهُ، فنحنُ نقولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، فقال له صِلةُ بنُ زُفَرَ: وما يُغْني عنهم لا إلهَ إلَّا اللهُ يا حُذَيفةُ وهُم لا يَدْرون صَلاةً ولا صِيامًا ولا نُسكًا؟ قال حُذَيفةُ: يا صِلةُ، ما تُغْني عنهم لا إلهَ إلَّا اللهُ، يَنْجون بلا إلهَ إلَّا اللهُ مِنَ النَّارِ.

6 - «إنَّ رُوحَ اللهِ عيسَى ابنِ مَرْيمَ نازِلٌ فيكم، فإذا رَأيْتُموه فاعْرِفوه، رجُلٌ مَرْبوعٌ إلى الحُمْرةِ والبَياضِ، عليه ثَوْبانِ مُمَصَّرانِ، كأنَّ رأسَه يَقطُرُ وإنْ لم يُصِبْه بلَلٌ، فيَدُقُّ الصَّليبَ، ويَقتُلُ الخِنْزيرَ، ويضَعُ الجِزيةَ ، ويَدْعو النَّاسَ إلى الإسْلامِ، فيُهلِكُ اللهُ في زَمانِه المَسيحَ الدَّجَّالَ، وتقَعُ الأمَنةُ على أهْلِ الأرْضِ حتَّى تَرتَعَ الأُسودُ معَ الإبِلِ، والنُّمورُ معَ البقَرِ، والذِّئابُ معَ الغنَمِ، ويَلعبَ الصِّبْيانُ معَ الحَيَّاتِ، لا تَضُرُّهنَّ، فيَمكُثُ أرْبَعينَ سَنةً، ثمَّ يُتوَفَّى، ويُصلِّي عليه المُسلِمونَ».

7 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعوذُ بكَ مِن فِتنةِ النَّارِ، وعذابِ النَّارِ، وأَعوذُ بكَ مِن فِتنةِ القبرِ، وعذابِ القبرِ، وأَعوذُ بكَ مِن شرِّ فِتنةِ الغِنى، ومِن شرِّ فِتنةِ الفقرِ، وأَعوذُ بكَ مِن فِتنةِ المَسيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغسِلْ خَطايايَ بماءِ الثَّلجِ والبَرَدِ، ونقِّني مِن خَطايايَ كما نَقَّيتَ الثَّوبَ الأبيضَ مِنَ الدَّنَسِ، وباعِدْ بيْني وبيْنَ خطايايَ كما باعَدْتَ بيْنَ المَشرِقِ والمَغرِبِ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعوذُ بكَ مِنَ الكسلِ، والهَرَمِ، والمَأثمِ، والمَغرَمِ.

8 - كان على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بُرْدانِ قِطرِيَّانِ غَليظانِ خَشِنانِ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ ثَوْبَيكَ خَشِنانِ غَليظانِ، وإنَّكَ تَرْشَحُ فيهما فيَقْصِلانِ عليكَ، وإنَّ فلانًا قَدِمَ له بَزٌّ مِنَ الشَّامِ، فلوْ بعَثْتَ إليه فأَخذْتَ منه ثَوبينِ بنَسيئةٍ إلى مَيْسَرةٍ، فأَرْسَلَ إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: قد عَلِمتُ ما يُريدُ مُحمَّدٌ؛ يُريدُ أنْ يَذهَبَ بثَوْبي ويَمطُلَني بهما، فأَتى الرَّسولُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأَخبَرَهُ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قد كَذَبَ؛ قد عَلِموا أَنِّي أَتْقاهُم للهِ، وأَدَّاهُم للأمانةِ.

9 - هذه نُسخةُ كِتابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الَّتي كَتَب الصَّدَقةَ وهي عِندَ آلِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، قالَ ابنُ شَهابٍ: أقرَأَنِيها سالِمُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، فوَعَيتُها على وَجهِها، وهي الَّتي انتَسَخَ عُمَرُ بنُ عَبدِ العَزيزِ من عَبدِ اللهِ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وسالِمِ بنِ عَبدِ اللهِ حين أُمِّرَ على المَدينِة، فأمَرَ عُمَّالَه بالعَمَلِ بِها، ثمَّ لم يَزَلِ الخُلَفاءُ يَأمُرون بذلكَ بَعدَه، ثمَّ أمَرَ بها هِشامٌ، فنَسَخَها إلى كلِّ عامِلٍ منَ المُسلِمين، وأمَرَهم بالعَمَلِ بما فيها، ولا يَتَعَدَّونَها، وهذا كِتابُ تَفسيرِه: لا يوجَدُ في شَيءٍ منَ الإبِلِ الصَّدَقةُ حتَّى تَبلُغَ خمَسَ ذَودٍ ، فإذا بَلَغت خَمسًا ففيها شاةٌ حتَّى تَبلُغَ عَشرًا، فإذا بَلَغت عَشرًا ففيها شاتانِ حتَّى تَبلُغَ خَمسَ عَشْرةَ، فإذا بَلَغت خَمْسَ عَشْرةَ ففيها أربَعُ شِياهٍ حتَّى تَبلُغَ خَمسًا وعِشرين، فإذا بَلَغَت خَمسًا وعِشرين أُفرِضَت، فكان فيها فَريضةٌ بِنتُ مَخاضٍ ، فإنْ لم تُؤخَذْ بِنتُ مَخاضٍ فابنُ لَبونٍ ذَكَرٌ حتَّى تَبلُغَ خَمسًا وثَلاثين، فإذا بَلَغَت سِتًّا وثَلاثين ففيها بِنتُ لَبونٍ حتَّى تَبلُغَ خَمسًا وأربَعين، فإذا كانتْ سِتًّا وأربَعين ففيها حِقَّةٌ طَروقةُ الجَمَلِ حتَّى تَبلُغَ سِتِّين، فإذا كانتْ إحدى وسِتِّين ففيها جَذَعةٌ حتَّى تَبلَغُ خَمسًا وسَبعين، فإذا بَلَغت سِتًّا وسَبعين ففيها بِنتُ لَبونٍ حتَّى تَبلُغَ تِسعين، فإذا كانتْ إحدى وتِسعين ففيها حِقَّتانِ طَروقَتا الجَملِ حتَّى تَبلُغَ عِشرين ومِئَةً، فإذا كانتْ إحدى وعِشرين ومِئَةً ففيها ثَلاثُ بَناتِ لَبونٍ حتَّى تَبلُغَ تِسعًا وعِشرين ومِئَةً، فإذا كانتْ ثَلاثين ومِئَةً ففيها ثَلاثُ بَناتِ لَبونٍ، حتَّى تَبلُغَ تِسعًا وثَلاثينَ ومِئَةً، فإذا كانتْ أربَعين ومِئَةً ففيها حِقَّتانِ وبِنتُ لَبونٍ حتَّى تَبلُغَ تِسعًا وأربَعين ومِئَةً، فإذا كانتْ خَمسين ومِئَةً ففيها ثَلاُث حِقاقٍ حتَّى تَبلُغَ تِسعًا وخَمسين ومِئَةً، فإذا بَلَغت سِتِّين ومِئَةً ففيها أربَعُ بَناتِ لَبونٍ حتَّى تَبلُغَ تِسعًا وسِتِّين ومِئَةً، فإذا كانتْ سَبعين ومِئَةً ففيها حِقَّةٌ وثَلاثُ بَناتِ لَبونٍ حتَّى تَبلُغَ تِسعًا وسَبعين ومِئَةً، فإذا كانتْ ثَمانين ومِئَةً حِقَّتانِ وابنَتَا لَبونٍ حتَّى تَبلُغَ تِسعًا وثَمانين ومِئَةً، فإذا كانتْ تِسعين ومِئَةً ففيها ثَلاثُ حِقاقٍ وثَلاثُ بَناتِ لَبونٍ حتَّى تَبلُغَ تِسعًا وتِسعين ومِئَةً، فإذا كانتْ مِئَتَينِ ففيها أربَعُ حِقاقٍ، أو خَمسُ بَناتِ لَبونٍ، أيُّ السِّنَّينِ فيها أخَذْتَ على عِدَّةِ ما كَتَبْنا في هذا الكِتابِ، ثمَّ كلُّ شَيءٍ منَ الإِبِلِ على ذلكَ يُؤخَذُ على نَحوِ ما كَتَبْنا في هذا الكِتابِ، ولا يُؤخَذُ منَ الغَنَمِ صَدَقةٌ حتَّى تَبلُغَ أربَعين شاةً، فإذا بَلَغت أربَعين شاةً ففيها شاةٌ حتَّى تَبلُغَ عِشرين ومِئَةً، فإذا كانت إحدى وعِشرين ومِئَةً ففيها شاتانِ حتَّى تَبلُغَ مِئَتَينِ، فإذا كانت شاةً ومِئَتَينِ ففيها ثَلاثُ شِياهٍ حتَّى تَبلُغَ ثَلاثَمِئَةٍ، فإذا زادت على ثَلاثِمِئَةِ شاةٍ فليس فيها إلَّا ثَلاثُ شِياهٍ حتَّى تَبلُغَ أربَعَمِئَةِ شاةٍ، فإذا بَلَغَت أربَعَمِئَةِ شاةٍ ففيها أربَعُ شِياهٍ حتَّى تَبُلَغ خَمْسَمِئَةِ شاةٍ، فإذا بَلَغت خَمسَمِئَةٍ ففيها خَمسُ شِياهٍ حتَّى تَبلُغَ سِتَّمِئَةِ شاةٍ، فإذا بَلَغت سِتَّمِئَةِ شاةٍ ففيها سِتُّ شِياهٍ، فإذا بَلَغَت سَبْعَمِئَةٍ ففيها سَبعُ شِياهٍ حتَّى تَبُلَغ ثَمانَمِئَةِ شاةٍ، فإذا بَلَغت ثَمانَمِئَةِ شاةٍ ففيها ثَمانُ شِياهٍ حتَّى تَبلُغَ تِسعَمِئَةِ شاةٍ، فإذا بَلَغَت تِسعَمِئَةِ شاةٍ ففيها تِسعُ شِياهٍ حتَّى تَبلُغَ ألْفَ شاٍة، فإذا بَلَغت ألْفَ شاةٍ ففيها عَشرُ شِياهٍ، ثمَّ في كلِّ ما زادتْ مِئةُ شاةٍ شاةٌ.

10 - جاءَتِ ابنةُ هُبَيرةَ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وفي يَدِها فَتَخٌ من ذهَبٍ، أو خَواتيمُ من ذهَبٍ، فجعَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَضرِبُ بيَدِها، فأتَتْ فاطِمةَ بنتَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فشكَتْ إليها ما صنَعَ بها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ ثَوْبانُ: فدخَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على فاطِمةَ وأنا معَه، وقد أخَذَتْ من عُنُقِها سِلسِلةً من ذهَبٍ فقالَتْ: هذه أهْداها أبو حسَنٍ، فدخَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والسِّلسِلةُ في يَدِها، فقالَ: "يا فاطِمةُ، أيسُرُّكِ أنْ يَقولَ النَّاسُ: فاطِمةُ بنتُ محمَّدٍ، وفي يدِكِ سِلسِلةٌ من نارٍ؟ "ثمَّ خرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فعمَدَتْ فاطِمةُ إلى السِّلسِلةِ، فاشتَرَتْ بها غُلامًا، فأعتَقَتْه، فبلَغَ ذلك النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: «الحَمدُ للهِ الَّذي نَجَّى فاطِمةَ منَ النَّارِ».
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : ثوبان مولى رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4790
التصنيف الموضوعي: زينة اللباس - لبس الذهب للنساء عتق وولاء - فضل العتق مناقب وفضائل - فاطمة بنت رسول الله زينة - حلية الذهب مناقب وفضائل - بعض من شهد النبي بأنهم من أهل الجنة
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

11 - عنْ جُندَبٍ، قالَ: أَتيتُ المدينةَ لأَتعلَّمَ العِلْمَ، فلمَّا دخَلْتُ مسجدَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا النَّاسُ فيه حِلَقٌ يَتحدَّثونَ، قالَ: فجَعَلْتُ أَمْضي حتَّى انتهَيْتُ إلى حَلْقةٍ فيها رجُلٌ شاحِبٌ عليه ثَوْبانِ، كأنَّما قَدِمَ مِن سَفَرٍ، فسَمِعْتُهُ يقولُ: هَلَكَ أصْحابُ العُقَدِ ورَبِّ الكَعْبةِ، ولا آسَى عليهم، يقولُها ثلاثًا، هَلَكَ أصْحابُ العُقَدِ ورَبِّ الكَعْبةِ، هَلَكَ أصْحابُ العُقَدِ ورَبِّ الكَعْبةِ. قالَ: فجَلَسْتُ إليه فتَحدَّثَ ما قُضِيَ له ثُمَّ قامَ، فسألتُ عنه، فقالوا: هذا سَيِّدُ النَّاسِ أُبيُّ بنُ كَعْبٍ. قالَ: فتَبِعْتُه إلى مَنزِلِهِ، فإذا هو رَثُّ المنزِلِ، رَثُّ الكِسْوةِ، رَثُّ الهيئةِ، يُشْبِهُ أمْرُهُ بعْضُهُ بَعْضًا، فسلَّمْتُ عليه، فرَدَّ علَيَّ السَّلامَ، قالَ: ثُمَّ سأَلني مِمَّنْ أنتَ؟ قالَ: قلتُ: مِن أهلِ العراقِ، قالَ: أكْثَرُ شيءٍ سُؤالًا، وغَضِبَ. قالَ: فاسْتقبلتُ القِبلةَ، ثُمَّ جثَوْتُ على رُكْبتي، ورفَعْتُ يدَيَّ هكذا -ومَدَّ ذِراعَيْهِ- فقلتُ: اللَّهُمَّ إنَّا نشْكوهم إليكَ، إنَّا نُنفِقُ نفَقاتِنا، ونُنصِبُ أبْدانَنا، ونُرَجِّلُ مَطايانا؛ ابتغاءَ العِلْمِ، فإذا لَقِيناهم تَجهَّموا لنا وقالوا لنا. قالَ: فبَكى أُبيٌّ وجعَلَ يترضَّاني ويقولُ: ويْحَكَ ، إنِّي لمْ أذْهَبْ هناك. ثُمَّ قالَ أُبيٌّ: أُعاهِدُكَ لئن أَبْقَيْتَني إلى يومِ الجمعةِ لأتكَلَّمنَّ بما سَمِعْتُ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لا أخافُ فيه لَوْمَةَ لائمٍ، قالَ: ثُمَّ انصَرَفتُ عنه، وجَعَلتُ أنتَظِرُ يومَ الجمعةِ، فلمَّا كان يومُ الخميسِ خرَجْتُ لبعضِ حاجَتي، فإذا الطُّرُقُ مملوءةٌ مِنَ النَّاسِ، لا آخُذُ في سِكَّةٍ إلَّا اسْتَقْبلني النَّاسُ. قالَ: فقلتُ: ما شأْنُ النَّاسِ؟ قالوا: إنَّا نحْسِبُكَ غريبًا. قالَ: قلتُ: أَجَلْ. قالوا: ماتَ سيِّدُ المسلمينَ أُبيُّ بنُ كَعْبٍ، قالَ: فلَقِيتُ أبا موسى بالعراقِ فحدَّثْتُهُ، فقالَ: هلَّا كان يبقى حتَّى تُبلِّغَنا مَقالَتَهُ.

12 - رأيْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مرَّ بسوقِ ذي المجازِ وأنا في بِياعةٍ لي، فمَرَّ وعليه حُلَّةٌ حَمْراءُ، فسمِعْتُه يَقولُ: «يا أيُّها النَّاسُ، قولوا: لا إلهَ إلَّا اللهُ تُفْلِحوا»، ورجُلٌ يَتبَعُه يَرْميه بالحِجارةِ قد أدْمى كَعبَيْه، وهو يقولُ: يا أيُّها النَّاسُ، لا تُطيعوا هذا؛ فإنَّه كذَّابٌ، فقُلْتُ: مَن هذا؟ فقيلَ: هذا غُلامٌ من بَني عبدِ المطَّلِبِ، فلمَّا أظهَرَ اللهُ الإسْلامَ خرَجْنا منَ الرَّبَذةِ ومَعَنا ظَعينةٌ لنا حتَّى نزَلْنا قَريبًا منَ المَدينةِ، فبَيْنا نحن قُعودٌ؛ إذْ أتانا رجُلٌ عليه ثَوْبانِ فسلَّمَ علينا، فقالَ: من أين القَومُ؟ فقُلْنا: منَ الرَّبَذةِ، ومَعَنا جَملٌ أحمَرُ، فقالَ: تَبيعونَني الجمَلَ؟ فقُلْنا: نعمْ، فقالَ: بكمْ؟ فقُلْنا: بكذا وكذا صاعًا من تَمرٍ، قالَ: أخَذْتُه، وما استَقْصى، فأخَذَ بخِطامِ الجمَلِ، فذهَبَ به حتَّى تَوارَى في حِيطانِ المَدينةِ، فقالَ بَعضُنا لبَعضٍ: تَعرِفونَ الرَّجلَ؟ فلم يكُنْ منَّا أحَدٌ يَعرِفُه، فلامَ القومُ بَعضُهم بَعضًا، فقالوا: تُعْطونَ جمَلَكم مَن لا تَعرِفونَ؟ فقالَتِ الظَّعينةُ: فلا تَلاوَموا؛ فلقد رَأيْنا وجْهَ رجُلٍ لا يَغدِرُ بكم ما رأيْتُ شَيئًا أشبَهَ بالقَمرِ ليلةَ البَدرِ من وَجهِه، فلمَّا كانَ العَشيُّ أَتانَا رجُلٌ فقالَ: السَّلامُ عليكم ورَحمةُ اللهِ وبَرَكاتُه، أأنتمُ الَّذينَ جئْتُم منَ الرَّبَذةِ؟ قُلْنا: نعمْ، قالَ: أنا رَسولُ رَسولِ اللهِ إليكم وهو «يأمُرُكم أنْ تَأْكُلوا من هذا التَّمرِ حتَّى تَشبَعوا، وتَكْتالوا حتَّى تَسْتَوفوا»، فأكَلْنا منَ التَّمرِ حتَّى شَبِعْنا، واكْتَلْنا حتَّى استَوْفَيْنا، ثمَّ قدِمْنا المَدينةَ منَ الغَدِ ، فإذا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قائمٌ يخطُبُ النَّاسَ على المِنبَرِ، فسمِعْتُه يَقولُ: "يدُ المُعْطي العُلْيا وابْدَأْ بمَن تَعولُ: أمَّكَ، وأباكَ، وأُختَكَ، وأخاكَ، وأدْناكَ أدْناكَ"، وثَمَّ رجُلٌ منَ الأنْصارِ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، هؤلاء بَنو ثَعْلبةَ بنِ يَرْبوعَ الَّذين قَتَلوا فُلانًا في الجاهِليَّةِ، فخُذْ لنا بثأْرِنا، فرفَعَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يدَيْه حتَّى رأيْتُ بَياضَ إبْطَيْه، فقالَ: «لا تَجْني أمٌّ على ولَدٍ، لا تَجْني أمٌّ على ولَدٍ».
 

1 - نزَلَ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الوَحيُ فأدخَلَ عليًّا وفاطِمةَ وابنَيْهما تحتَ ثَوبِه ثمَّ قالَ: «اللَّهمَّ هؤلاء أهْلي وأهْلُ بَيْتي».
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : [سعد بن أبي وقاص] | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4767
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب مناقب وفضائل - فاطمة بنت رسول الله إيمان - الإيمان بالوحي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - أهل البيت صلوات الله عليهم

2 - لَمَّا بُنِيَ البَيتُ كانَ النَّاسُ يَنقُلونَ الحجارةَ، والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَنقُلُ معَهم، فأخَذَ الثَّوْبَ، ووضَعَهُ على عاتِقِه فنُودِيَ: لا تَكْشِفْ عَورتَكَ. فألْقَى الحَجَرَ ولَبِسَ ثَوْبَه.

3 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذا أمطَرَتِ السَّماءُ حَسَر ثَوبَه عنْ ظَهرِه حتَّى يُصِيبَه المَطَرُ، فقيلَ له: لِمَ تَصنَعُ هذا؟ قالَ: إنَّه حَديثُ عَهدٍ برَبِّه عزَّ وجلَّ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7977
التصنيف الموضوعي: استسقاء - البروز للمطر

4 - "لمَّا عافَى اللهُ أيُّوبَ أمطَرَ عليه جَرادًا من ذهَبٍ، وقال: أُمطِرَ عليه، قال: فجعَلَ يأخُذُه بيَدِه ويجعَلُه في ثَوبِه، فقيلَ له: يا أيُّوبُ، أما تَشبَعُ؟ قالَ: ومَن يَشبَعُ من رَحمتِكَ؟
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط البخاري
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4167
التصنيف الموضوعي: أنبياء - أيوب تفسير آيات - سورة الأنبياء توبة - سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه

5 - قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تُفتَحُ على الأرضِ فِتنٌ كصَياصي البقرِ، فمَرَّ رجُلٌ مُقنَّعٌ، فقال: هذا يومئذٍ على الحقِّ، فقُمتُ إليه فأخذْتُ بمَجامعِ ثَوبِه، فقُلتُ: هذا هو يا رَسولَ اللهِ؟ قال: هذا، قال: فإذا هو عُثمانُ.

6 - أنَّ أباه شَهِدَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عِندَ المَنحَرِ هو ورَجُلٌ منَ الأنصارِ، فحَلَق رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَأسَه في ثَوبِه، فأعطاه فقَسَم منه على رِجالٍ، وقلَّم أظفارَه فأعطاه صاحِبَه، قالوا: فإنَّه عِنَدنا مَخضوبٌ بالحِنَّاءِ والكَتَمِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : محمد بن عبدالله بن زيد | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1765
التصنيف الموضوعي: حج - الحلق والتقصير زينة - تقليم الأظفار فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - تبرك الناس به حج - مناسك الحج فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - شعره صلى الله عليه وسلم

7 - كَسَفتِ الشَّمسُ على عَهدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فخَرَج فَزِعًا يَجُرُّ ثَوبَه، وأنا معه يَومَئذٍ بالمَدينةِ، فصَلَّى رَكعَتَينِ، فأطال فيهِما القِيامَ، ثمَّ انصَرَف وانجَلَت، فقالَ: إنَّما هذه الآياتُ يُخَوِّفُ اللهُ بها، فإذا رَأيتُموها -يَعني- فصَلُّوا كأحدَثِ صَلاةٍ صَلَّيتُموها منَ المَكتوبةِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : قبيصة الهلالي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1255
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الخوف من الله كسوف - الذكر والدعاء والاستغفار في الكسوف كسوف - خطبة الإمام في الكسوف كسوف - صفة صلاة الكسوف

8 - جئتُ أريدُ عَليًّا رَضيَ اللهُ عنه، فلمْ أجِدْهُ، فقالتْ فاطمةُ: انطَلَقَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدعوهُ فاجلِسْ. فجاءَ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فدَخَلَ ودَخَلْتُ معهما، قالَ: فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَسنًا وحُسينًا فأَجلسَ كُلَّ واحدٍ منهما على فخِذِهِ، وأدنى فاطمةَ مِنْ حِجْرِهِ وزوْجَها، ثُمَّ لَفَّ عليهم ثوبَهُ وأنا شاهِدٌ، فقالَ: «{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] اللَّهُمَّ هؤلاء أهلُ بيتي، اللَّهُمَّ أهلي أحقُّ».

9 - عنْ أُمِّ سَعدٍ بنتِ سَعدِ بنِ الرَّبيعِ، أنَّها دخَلَتْ على أبي بَكرٍ الصِّدِّيقِ رَضيَ اللهُ عنه فألْقى لها ثَوْبَه حتَّى جلَسَتْ عليه، فدخَلَ عليه عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه، فقالَ: يا خَليفةَ رَسولِ اللهِ، مَن هذه؟ قالَ: هذه بنتُ مَن هو خيرٌ منِّي ومنكَ، قالَ: ومَن خيرٌ منِّي ومنكَ إلَّا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ أبو بَكرٍ: رَجُلٌ قُبِضَ على عَهدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، تَبوَّأَ مَقعَدَه في الجنَّةِ، وبَقيتُ أنا وأنتَ.

10 - أنَّ زَيدَ بنَ سَعْنَةَ كان مِن أَحْبارِ اليهودِ، أَتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَقاضاهُ، فجَبَذَ ثَوبَهُ عنْ مَنكِبِه الأيمنِ، ثُمَّ قالَ: إنَّكُم يا بني عبدِ المُطَّلبِ أصحابُ مَطْلٍ، وإنِّي بكم لعارِفٌ، قالَ: فانتَهَرَهُ عُمَرُ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا عُمَرُ، أنا وهو كنَّا إلى غيرِ هذا مِنكَ أَحوَجَ؛ أنْ تَأْمُرَني بحُسنِ القَضاءِ، وتَأْمُرَه بحُسنِ التَّقاضي، انطَلِقْ يا عُمَرُ أوْفِهِ حَقَّهُ، أما إنَّه قد بَقِيَ مِن أَجَلِه ثلاثٌ فزِدْهُ ثلاثينَ صاعًا؛ لتَزْويرِكَ عليه.

11 - أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه العَراجينُ أن يُمسِكَها بيَدهِ، فدَخَل المَسجِدَ ذاتَ يَومٍ وفي يَدِه واحِدٌ منها فرَأى نُخاماتٍ في قِبلةِ المَسجِدِ، فحَتَّهُنَّ حتَّى ألقاهُنَّ، ثمَّ أقبَلَ على النَّاس مُغضَبًا، فقالَ: أيُحِبُّ أحَدُكُم أن يَستَقبِلَه رَجُلٌ فيَبصُقَ في وَجهِه؟! إنَّ أحَدَكُم إذا قام إلى الصَّلاةِ فإنَّما يَستَقبِلُ رَبَّه، والملَكُ عنْ يَمينِه، فلا يَبصُقْ بيْنَ يَدَيه، ولا عنْ يَمينِه، ولْيبَصُقْ تَحتَ قَدَمِه اليُسرى، أو عنْ يَسارِه، وإن عَجِلَت به بادِرةٌ فليَتفُلْ هكذا في طَرَفِ ثَوبِه ورَدَّ بَعضَه على بَعضٍ.

12 - عنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمرٍو قالَ: أَتَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَعْرابيٌّ عليه جُبَّةٌ مِن طَيالِسَةٍ مَكْفوفَةٌ بالدِّيباجِ، أو مَزْرورَةٌ بالدِّيباجِ، فقالَ: إنَّ صاحِبَكُمْ هذا يُريدُ رَفْعَ كُلِّ راعٍ وابنِ راعٍ، ويَضَعُ كُلَّ فارسٍ وابنَ فارسٍ. فقامَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُغْضَبًا، فَأخذَ بمجامَعِ ثَوْبِهِ فاجْتَذَبَهُ وقالَ: «أَلا أَرى عليكَ ثيابَ مَنْ لا يَعْقِلُ؟». ثُمَّ رَجَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فجَلَسَ، فقالَ: «إنَّ نُوحًا لَمَّا حَضَرَتْهُ الوَفاةُ دَعا ابْنَيْهِ فقالَ: إنِّي قاصٌّ عليكُمُ الوَصِيَّةَ: آمُرُكُما باثْنينِ وأَنهاكُما عنِ اثنينِ: أَنهاكُما عنِ الشِّرْكِ والكِبْرِ، وآمُرُكُما بِلا إلهَ إلَّا اللهُ، فإنَّ السَّمَواتِ والأَرْضَ وما فيهما لَوْ وُضِعَتْ في كِفَّةِ الميزانِ، وَوُضِعَتْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ في الكِفَّةِ الأُخْرى كانتْ أَرْجَحَ مِنْهُما، ولوْ أنَّ السَّمَواتِ والأَرْضَ وما فيهما كانتْ حَلْقَةً فَوُضِعَتْ لا إلهَ إلَّا اللهُ عليهما لَقَصَمَتْهُما، وآمُرُكُما بِسُبْحانَ اللهِ وبحَمْدِهِ؛ فَإنَّها صلاةُ كُلِّ شيءٍ، وبها يُرْزَقُ كُلُّ شيءٍ».
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 155
التصنيف الموضوعي: أنبياء - نوح أدعية وأذكار - الحث على ذكر الله تعالى رقائق وزهد - الكبر والتواضع زينة اللباس - ما نهي عنه من اللباس قيامة - الميزان

13 - حضَرَ أُناسٌ بابَ [عُمَرَ] فيهم سُهَيلُ بنُ عَمْرٍو، وأبو سُفْيانَ بنُ حَربٍ، والشُّيوخُ مِن قُرَيشٍ، فخرَجَ آذِنُه، فجعَلَ يأذَنُ لأهْلِ بَدرٍ كصُهَيبٍ وبِلالٍ وأهْلِ بَدرٍ، قالَ: وكانَ واللهِ بَدْريًّا، وكانَ يُحِبُّهم، وكانَ قد أوْصى به، فقالَ أبو سُفْيانَ: ما رأيْتُ كاليَومِ قطُّ، أنَّه يؤذَنُ لهذه العَبيدِ ونحن جُلوسٌ لا يُلتَفَتُ إلينا! فقالَ سُهَيلُ بنُ عَمرٍو [ويا لَه] مِن رَجُلٍ ما كانَ أعْقَلَه! أيُّها القَومُ، إنِّي واللهِ قد أَرى الَّذي في وُجوهِكم، فإنْ كُنْتم غِضابًا، فاغْضَبوا على أنْفُسِكم؛ دُعِيَ القَومُ ودُعيتُم، فأسْرَعوا وأبْطأْتُم، أمَا واللهِ لَمَا سَبَقوكم به منَ الفَضلِ فيما تَرَوْنَ أشَدُّ عليكم فَوْتًا مِن تَأَبِّيكم على الَّذين تَنافَسونَ عليكم، قالَ: إنَّ هذا القَومَ قد سَبَقوكم بما تَرَوْنَ، ولا سَبيلَ لكم واللهِ إلى ما سَبَقوكم إليه، فانْظُروا هذا الجِهادَ فالْزَموه؛ عَسى اللهُ عزَّ وجلَّ أنْ يَرزُقَكمُ الجِهادَ والشَّهادةَ، ثمَّ نفَضَ ثَوبَه، فقامَ، فلَحِقَ بالشَّامِ، قالَ الحسَنُ: فصدَقَ اللهُ، لا يَجعَلُ اللهُ عَبدًا أسرَعَ إليه كعَبدٍ أبْطأَ عنه.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : الحسن | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5318
التصنيف الموضوعي: مغازي - تسمية من شهد غزوة بدر مناقب وفضائل - بلال بن رباح مناقب وفضائل - صهيب الرومي مناقب وفضائل - فضل من شهد بدرا رقائق وزهد - المبادرة إلى الخيرات
| شرح الحديث

14 - قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَعْطَى لَرَاعِي الْغَنَمِ مِنْ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ذَكَرَهُ بِنَحْوٍ مِنْهُ 0[أَتَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَعْرابيٌّ عليه جُبَّةٌ مِن طَيالِسَةٍ مَكْفوفَةٌ بالدِّيباجِ، أو مَزْرورَةٌ بالدِّيباجِ، فقالَ: إنَّ صاحِبَكُمْ هذا يُريدُ رَفْعَ كُلِّ راعٍ وابنِ راعٍ، ويَضَعُ كُلَّ فارسٍ وابنَ فارسٍ. فقامَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُغْضَبًا، فَأخذَ بمجامَعِ ثَوْبِهِ فاجْتَذَبَهُ وقالَ: «أَلا أَرى عليكَ ثيابَ مَنْ لا يَعْقِلُ؟». ثُمَّ رَجَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فجَلَسَ، فقالَ: «إنَّ نُوحًا لَمَّا حَضَرَتْهُ الوَفاةُ دَعا ابْنَيْهِ فقالَ: إنِّي قاصٌّ عليكُمُ الوَصِيَّةَ: آمُرُكُما باثْنينِ وأَنهاكُما عنِ اثنينِ: أَنهاكُما عنِ الشِّرْكِ والكِبْرِ، وآمُرُكُما بِلا إلهَ إلَّا اللهُ، فإنَّ السَّمَواتِ والأَرْضَ وما فيهما لَوْ وُضِعَتْ في كِفَّةِ الميزانِ، وَوُضِعَتْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ في الكِفَّةِ الأُخْرى كانتْ أَرْجَحَ مِنْهُما، ولوْ أنَّ السَّمَواتِ والأَرْضَ وما فيهما كانتْ حَلْقَةً فَوُضِعَتْ لا إلهَ إلَّا اللهُ عليهما لَقَصَمَتْهُما، وآمُرُكُما بِسُبْحانَ اللهِ وبحَمْدِهِ؛ فَإنَّها صلاةُ كُلِّ شيءٍ، وبها يُرْزَقُ كُلُّ شيءٍ»].

15 - ما يَمنَعُكَ أنْ تَسُبَّ ابنَ أبي طالِبٍ؟ قالَ: فقالَ: لا أسُبُّه ما ذكَرْتُ ثَلاثًا قالَهنَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لأنْ تَكونَ لي واحِدةٌ منهنَّ أحَبُّ إليَّ من حُمرِ النَّعَمِ ، قالَ له مُعاويةُ: ما هنَّ يا أبا إسْحاقَ؟ قالَ: لا أسُبُّه ما ذكَرْتُ حينَ نزَلَ عليه الوَحيُ فأخَذَ عليًّا وابْنَيْه وفاطِمةَ فأدْخَلَهم تحتَ ثَوْبِه، ثمَّ قالَ: «ربِّ، هؤلاء أهْلُ بَيْتي»، ولا أسُبُّه حينَ خلَّفَه في غَزْوةِ تَبوكَ غَزاها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ له عليٌّ: خلَّفْتَني معَ الصِّبْيانِ والنِّساءِ، قالَ: «ألَا تَرْضى أنْ تَكونَ منِّي بمَنزِلةِ هارونَ من موسَى، إلَّا أنَّه لا نُبوَّةَ بَعْدي»، ولا أسُبُّه ما ذكَرْتُ يومَ خَيْبرَ، قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لأُعْطيَنَّ هذه الرَّايةَ رَجلًا يحِبُّ اللهَ ورَسولُه، ويَفتَحُ اللهُ على يدَيْه»، فتَطاوَلْنا لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: «أين عَليٌّ؟» قالوا: هو أرمَدُ، فقالَ: «ادْعُوهُ»، فدعَوْهُ فبصَقَ في وَجهِه، ثمَّ أعْطاهُ الرَّايةَ، ففتَحَ اللهُ عليه، قالَ: فلا واللهِ ما ذكَرَه مُعاويةُ بحَرفٍ حتَّى خرَجَ منَ المَدينةِ.

16 - عنْ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهُما قالَ: بَلَغَني حديثٌ عنْ رَجلٍ مِن أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَمِعَه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في القِصاصِ، ولمْ أسْمَعْه، فابتَعتُ بَعيرًا ، فشدَدتُ عليه رَحْلي، ثُمَّ سِرتُ إليه شهرًا حتَّى قدِمتُ مصرَ، فأَتيتُ عبدَ اللهِ بنَ أُنيسٍ، فقلتُ للبوَّابِ: قلْ له جابرٌ على البابِ. فقالَ: ابنُ عبدِ اللهِ؟ قلتُ: نَعَمْ. فأتاهُ فأخبَرَهُ، فقامَ يَطَأُ ثوبَهُ حتَّى خَرَجَ إليه فاعْتَنَقني واعتنقتُهُ فقلتُ له: حديثٌ بَلَغَني عنكَ سَمِعتَهُ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولمْ أسْمَعْهُ في القِصاصِ، فخَشيتُ أنْ أَموتَ أوْ تَموتَ قبلَ أنْ أسْمَعَهُ. فقالَ عبدُ اللهِ: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: «يَحشُرُ اللهُ العبادَ -أوْ قالَ: النَّاسَ- عُراةً غُرلًا بُهمًا». قالَ: قُلنا: ما بُهمًا؟ قالَ: «ليس معهم شيءٌ، ثُمَّ يُناديهم بصوتٍ يَسمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كما يَسمَعُهُ مَنْ قَرُبَ: أنا الملكُ، أنا الدَّيَّانُ ، لا ينبغي لأَحَدٍ مِنْ أهلِ الجنَّةِ أنْ يَدخُلَ الجنَّةَ، ولا يَنبغي لأَحَدٍ مِنْ أهلِ النَّارِ أن يَدخُلَ النَّارِ، وعندهُ مَظلمةٌ حتَّى أَقُصَّهُ منه حتَّى اللَّطمةَ». قالَ: قُلنا: كيف، وإنَّما نَأتي اللهَ غُرلًا بُهما؟ قالَ: «بالحسناتِ والسَّيِّئاتِ» قالَ: وتلا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ} [غافر: 17].
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : عبدالله بن أنيس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3683
التصنيف الموضوعي: آداب السلام - المعانقة استئذان - ماذا يقول المستأذن إذا سئل من هو علم - الخروج في طلب العلم علم - التثبت في الحديث علم - الزيادة من العلم والعمل به

17 - إنِّي لَجالِسٌ إلى ابنِ عبَّاسٍ، إذ أتاهُ تِسْعةُ رَهطٍ، فقالوا: يا أبا عبَّاسٍ، إمَّا أنْ تَقومَ معَنا، وإمَّا أنْ تَخْلوَ بنا من بيْنِ هؤلاء، قالَ: فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: بل أنا أقومُ معَكم، قالَ: وهو يومَئذٍ صَحيحٌ قبلَ أنْ يَعْمى، قالَ: فابْتَدَؤوا فتَحَدَّثوا، فلا نَدْري ما قالوا، قالَ: فجاءَ يَنفُضُ ثَوبَه ويَقولُ: أُفٍّ وتُفٍّ، وَقَعوا في رَجلٍ له بِضْعَ عَشْرةَ فَضائلَ ليسَتْ لأحَدٍ غَيرِه، وَقَعوا في رَجلٍ قالَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لأبعَثَنَّ رَجلًا لا يُخْزيهِ اللهُ أبدًا، يحِبُّ اللهَ ورَسولَه، ويحِبُّه اللهُ ورَسولهُ»، فاستَشرَفَ لها مُستَشرِفٌ، فقالَ: «أين عَليٌّ؟» فقالوا: إنَّه في الرَّحى يَطحَنُ، قالَ: «وما كان أحَدُهم ليَطحَنَ»، قالَ: فجاءَ وهو أرْمَدُ لا يَكادُ أنْ يُبصِرَ، قالَ: فنفَثَ في عَينَيْه، ثمَّ هزَّ الرَّايةَ ثَلاثًا فأعْطاها إيَّاه، فجاءَ عَليٌّ بصَفيَّةَ بنتِ حُيَيٍّ، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: ثمَّ بعَثَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فُلانًا بسورةِ التَّوبةِ، فبعَثَ عَليًّا خَلفَه فأخَذَها منه، وقالَ: «لا يذهَبْ بها إلَّا رَجلٌ هو منِّي وأنا منه»، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لبَني عمِّه: «أيُّكم يُوالِيني في الدُّنْيا والآخِرةِ؟» قالَ: وعَليٌّ جالِسٌ معَهم، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأقبَلَ على رَجلٍ منهم، فقالَ: «أيُّكم يُوالِيني في الدُّنيا والآخِرةِ؟» فأبَوْا ، فقالَ لعَليٍّ: «أنتَ وَليِّي في الدُّنيا والآخِرةِ»، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وكانَ عَليٌّ أوَّلَ مَن آمَنَ منَ النَّاسِ بعدَ خَديجةَ رَضيَ اللهُ عنها، قالَ: وأخَذَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَوبَه فوضَعَه على عَليٍّ وفاطِمةَ وحسَنٍ وحُسَينٍ وقالَ: "{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: «وشَرى عَليٌّ نَفْسَه، فلبِسَ ثَوبَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ نامَ في مَكانِه»، قالَ: ابنُ عبَّاسٍ، "وكانَ المُشْرِكونَ يَرْمونَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجاءَ أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه وعَليٌّ نائمٌ، قالَ: وأبو بَكرٍ يحسَبُ أنَّه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فقالَ: يا نَبيَّ اللهِ، فقالَ له عَليٌّ: إنَّ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدِ انطَلَقَ نحوَ بِئرِ مَيْمونٍ فأدْرِكْه، قالَ: فانطَلَقَ أبو بَكرٍ فدخَلَ معَه الغارَ، قالَ: وجعَلَ عَليٌّ رَضيَ اللهُ عنه يُرْمى بالحِجارةِ كما كانَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَتضوَّرُ ، وقد لفَّ رأْسَه في الثَّوبِ لا يُخرِجُه حتَّى أصبَحَ، ثمَّ كشَفَ عن رأْسِه فقالوا: إنَّكَ لَلَئيمٌ، وكانَ صاحِبُكَ لا يَتضوَّرُ ، ونحن نَرْميه، وأنتَ تَتضوَّرُ، وقدِ استَنكَرْنا ذلك"، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وخرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوةِ تَبوكَ ، وخرَجَ بالنَّاسِ معَه، قالَ: فقالَ له عَليٌّ: أخرُجُ معَكَ؟ قالَ: فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لا». فبَكَى عَليٌّ فقالَ له: «أمَا تَرْضى أنْ تَكونَ منِّي بمَنزِلةِ هارونَ من موسَى، إلَّا أنَّه ليسَ بَعْدي نَبيٌّ، إنَّه لا يَنبَغي أنْ أذهَبَ إلَّا وأنتَ خَليفَتي»، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أنتَ وَليُّ كلِّ مُؤمِنٍ بَعْدي ومُؤمِنةٍ»، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: «وسدَّ رَسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أبْوابَ المَسجِدِ غيرَ بابِ عَليٍّ، فكانَ يَدخُلُ المَسجِدَ جُنُبًا، وهو طَريقُه ليس له طَريقٌ غَيرُه»، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «مَن كنْتُ مَوْلاه، فإنَّ مَوْلاه عَليٌّ»، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وقد أخبَرَنا اللهُ عزَّ وجلَّ في القُرآنِ أنَّه رَضيَ عن أصْحابِ الشَّجَرةِ، فعلِمَ ما في قُلوبِهم، فهل أخبَرَنا أنَّه سخِطَ عليهم بعدَ ذلك، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وقالَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لعُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه حينَ قالَ: ائذَنْ لي فأضرِبَ عُنقَه، قالَ: "وكنْتَ فاعِلًا، وما يُدْريكَ لعَلَّ اللهَ اطَّلعَ على أهْلِ بَدرٍ، فقالَ: اعْمَلوا ما شِئْتُم.

18 - عنْ زَيدِ بنِ صُوحانَ، أنَّ رَجُلينِ مِن أهْلِ الكوفةِ كانَا صَديقَينِ لزَيدِ بنِ صُوحانَ أتَياهُ؛ ليُكلِّمَ لهما سَلْمانَ أنْ يُحدِّثَهما حَديثَه، كيف كانَ إسْلامُه فأقْبَلا معَه حتَّى لَقُوا سَلْمانَ، وهو بالمَدائنِ أميرًا عليها، وإذا هو على كُرسيٍّ قاعِدٌ، وإذا خُوصٌ بيْنَ يدَيْه وهو يُسِفُّه، قالَا: فسَلَّمْنا وقعَدْنا، فقالَ له زَيدٌ: يا أبا عَبدِ اللهِ، إنَّ هذين لي صَديقانِ ولهُما إخاءٌ، وقد أحَبَّا أنْ يَسمَعا حَديثَكَ كيف كانَ بَدءُ إسْلامِكَ؟ قالَ: فقالَ سَلْمانُ: كنْتُ يَتيمًا مِن رامَ هُرْمُزَ ، وكانَ أبي دِهْقانَ رامَ هُرْمُزَ يَختلِفُ إلى مُعلِّمٍ يُعلِّمُه، فلَزِمْتُه؛ لأكونَ في كَنَفِه، وكانَ لي أخٌ أكبَرُ منِّي، وكانَ مُستَغْنيًا بنَفْسِه، وكنْتُ غُلامًا قَصيرًا، وكانَ إذا قامَ مِن مَجلِسِه تَفرَّقَ مَن يُحفِّظُهم، فإذا تَفرَّقوا خرَجَ فتَقنَّعَ بثَوبِه، ثمَّ صعِدَ الجبَلَ، وكانَ يفعَلُ ذلك غيرَ مرَّةٍ مُتنكِّرًا، قالَ: فقُلْتُ له: إنَّكَ تَفعَلُ كذا وكذا، فلمَ لا تذهَبُ بي معَكَ؟ قالَ: أنتَ غُلامٌ، وأخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، قالَ: قُلْتُ: لا تَخَفْ، قالَ: فإنَّ في هذا الجبَلِ قَوما في بِرْطيلٍ لهم عِبادةٌ، ولهُم صَلاحٌ يَذْكُرونَ اللهَ تَعالَى، ويَذْكُرونَ الآخِرةَ، ويَزعُمونَ أنَّا عَبَدةُ النِّيرانِ، وعَبَدةُ الأوْثانِ ، وأنَّا على غَيرِ دينِهم، قالَ: قُلْتُ: فاذهَبْ بي معَكَ إليهم، قالَ: لا أقدِرُ على ذلك حتَّى أسْتَأْمِرَهم، وأنا أخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، فيَعلَمَ أبي فيَقتُلَ القَومَ، فيَكونُ هَلاكُهم على يَدي، قالَ: قُلْتُ: لن يَظهَرَ منِّي ذلك، فاسْتَأْمِرْهم، فأتاهُم، فقالَ: غُلامٌ عِنْدي يَتيمٌ، فأُحِبُّ أنْ يَأتيَكم ويَسمَعَ كَلامَكم، قالوا: إنْ كنْتَ تثِقُ به، قالَ: أرْجو ألَّا يَجيءَ منه إلَّا ما أُحِبُّ، قالوا: فجِئْ به، فقالَ لي: لقدِ اسْتأذَنْتُ القَومَ في أنْ تَجيءَ مَعي، فإذا كانتِ السَّاعةُ الَّتي رَأيْتَني أخرُجُ فيها فأْتِني، ولا يَعلَمْ بكَ أحَدٌ، فإنَّ أبي إذا علِمَ بهِم قتَلَهم، قالَ: فلمَّا كانَتِ السَّاعةُ الَّتي يخرُجُ تَبِعْتُه فصَعِدْنا الجبَلَ، فانْتَهَيْنا إليهم، فإذا هُم في بِرْطِيلِهم، قالَ عَليٌّ: وأُراهُ قالَ: وهُم ستَّةٌ أو سَبعةٌ، قالَ: وكأنَّ الرُّوحَ قد خرَجَ منهم منَ العِبادةِ يَصومونَ النَّهارَ، ويَقومونَ اللَّيلَ، ويَأْكُلونَ الشَّجَرَ، ما وَجَدوا، فقَعَدْنا إليهم، فأثْنى الدِّهْقانُ على حَبرٍ ، فتَكَلَّموا، فحَمِدوا اللهَ، وأثْنَوْا عليه، وذَكَروا مَن مَضى منَ الرُّسلِ والأنْبياءِ حتَّى خَلُصوا إلى ذِكْرِ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، فقالوا: بعَثَ اللهُ عيسَى عليه السَّلامُ رَسولًا، وسخَّرَ له ما كانَ يَفعَلُ مِن إحْياءِ المَوْتى، وخَلْقِ الطَّيرِ، وإبْراءِ الأكْمَهِ ، والأبْرَصِ، والأعْمَى، فكفَرَ به قَومٌ وتَبِعَه قَومٌ، وإنَّما كانَ عَبدَ اللهِ ورَسولَه ابْتَلى به خَلْقَه، قالَ: وقالوا قبلَ ذلك: يا غُلامُ، إنَّ لكَ لَرَبًّا، وإنَّ لكَ مَعادًا، وإنَّ بيْنَ يدَيْكَ جنَّةً ونارًا، إليها تَصيرُ، وإنَّ هؤلاء القَومَ الَّذين يَعبُدونَ النِّيرانَ أهْلُ كُفرٍ وضَلالةٍ، لا يَرْضى اللهُ ما يَصنَعونَ، ولَيْسوا على دِينٍ، فلمَّا حضَرَتِ السَّاعةُ الَّتي يَنصرِفُ فيها الغُلامُ انصرَفَ وانصرَفْتُ معَه، ثمَّ غدَوْنا إليهم، فقالوا مثلَ ذلك وأحسَنَ، ولَزِمْتُهم، فقالوا لي: يا سَلْمانُ، إنَّكَ غُلامٌ، وإنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تصنَعَ كما نصنَعُ فصَلِّ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، قالَ: فاطَّلَعُ الملِكُ على صَنيعِ ابنِه، فركِبَ في الخَيلِ حتَّى أتاهُم في بِرْطيلِهم، فقالَ: يا هؤلاء، قد جاوَرْتُموني فأحسَنْتُ جِوارَكُم، ولم تَرَوْا منِّي سوءًا، فعمَدْتُم إلى ابْني فأفْسَدْتُموه عليَّ، قد أجَّلْتُكم ثَلاثًا، فإنْ قدِرْتُ عليكم بعدَ ثلاثٍ أحرَقْتُ عليكم بِرْطيلَكم هذا، فالْحَقوا ببِلادِكم؛ فإنِّي أكْرَهُ أنْ يَكونَ منِّي إليكم سوءٌ، قالوا: نعمْ، ما تَعمَّدْنا مَساءَتَكَ، ولا أرَدْنا إلَّا الخَيرَ، فكَفَّ ابنَه عنْ إتْيانِهم. فقُلْتُ له: اتَّقِ اللهَ؛ فإنَّكَ تَعرِفُ أنَّ هذا الدِّينَ دِينُ اللهِ، وأنَّ أباكَ ونحن على غَيرِ دينٍ، إنَّما هُم عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعبُدونَ اللهَ، فلا تَبِعْ آخِرَتَكَ بدُنْيا غَيرِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، هو كما تقولُ: وإنَّما أتخَلَّفُ عنِ القَومِ بَغيًا عليهم، إنْ تَبِعْتُ القَومَ طَلَبَني أبي في الجبَلِ، وقد خرَجَ في إتْياني إيَّاهُم حتَّى طَرَدَهم، وقد أعرِفُ أنَّ الحَقَّ في أيْديهِم فأتَيْتُهم في اليومِ الَّذي أرادُوا أنْ يَرْتَحِلوا فيه، فقالوا: يا سَلْمانُ: قد كنَّا نَحذَرُ مَكانَ ما رَأيْتَ فاتَّقِ اللهَ، واعلَمْ أنَّ الدِّينَ ما أوْصَيْناكَ به، وأنَّ هؤلاء عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعْرِفونَ اللهَ، ولا يَذْكُرونَه، فلا يَخدَعَنَّكَ أحَدٌ عنْ دينِكَ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالوا: أنتَ لا تَقدِرُ أنْ تكونَ مَعَنا، نحن نَصومُ النَّهارَ، ونَقومُ اللَّيلَ، ونأكُلُ عندَ السَّحَرِ ، ما أصَبْنا، وأنتَ لا تَستَطيعُ ذلك، قالَ: فقُلْتُ: لا أُفارِقُكم، قالوا: أنتَ أعلَمُ، وقد أعْلَمْناكَ حالَنا، فإذا أتيْتَ خُذْ مِقْدارَ حِملٍ يكونُ معَكَ شَيءٌ تَأْكُلُه؛ فإنَّكَ لا تَستَطيعُ ما نَستَطيعُ بحقٍّ قالَ: ففعَلْتُ ولَقيتُ أخي، فعرَضْتُ عليه، ثمَّ أتَيْتُهم، فأتَيْتُهم يَمْشونَ وأمْشي معَهم، فرزَقَ اللهُ السَّلامةَ إلى أنْ قَدِمْنا المَوصِلَ، فأَتَيْنا بِيعةً بالمَوصِلِ، فلمَّا دَخَلوا احْتَفَوْا بهِم، وقالوا: أين كُنْتم؟ قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، بها عَبَدةُ النِّيرانِ، فطَرَدونا، فقَدِمْنا عليكم، فلمَّا كانَ بعدُ قالوا: يا سَلْمانُ، إنَّ ها هُنا قَومًا في هذه الجِبالِ هُم أهْلُ دِينٍ، وإنَّا نُريدُ لِقاءَهُم، فكُنْ أنتَ ها هنا معَ هؤلاء؛ فإنَّهم أهْلُ دينٍ وسَتَرَى منهم ما تُحِبُّ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: وأوْصَوْا بي أهْلَ البِيعةَ ، فقالوا: قُمْ معَنا يا غُلامُ؛ فإنَّه لا يُعجِزُكَ شَيءٌ، قُلْتُ لهم: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: فخَرَجوا وأنا معَهم، فأصْبَحوا بيْنَ جِبالٍ، وإذا صَخْرةٌ وماءٌ كَثيرٌ في جِرارٍ وخَيرٌ كَثيرٌ، فقَعَدْنا عندَ الصَّخْرةِ، فلمَّا طلَعَتِ الشَّمسُ خَرَجوا منَ الجِبالَ، يَخرُجُ رَجُلٌ مِن مَكانِه، كأنَّ الأرْواحَ قدِ انتُزِعَتْ منهم، حتَّى كَثُروا فرَحَّبوا بهم، وحَفُّوا، وقالوا: أين كُنْتم لم نَرَكم، قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، فيها عَبَدةُ نِيرانٍ، وكنَّا نَعبُدُ اللهَ، فطَرَدونا، فقالوا: ما هذا الغُلامُ؟ فطَفِقوا يُثْنونَ عليَّ، وقالوا: صَحِبَنا مِن تلك البِلادِ، فلم نَرَ منه إلَّا خَيرًا، قالَ سَلَمانُ فوَاللهِ: إنَّهم لَكذلكَ إذا طلَعَ عليهم رَجُلٌ مِن كَهفِ جَبلٍ، قالَ: فجاء حتَّى سلَّمَ وجلَسَ فحَفُّوا به، وعَظَّموه أصْحابي الَّذين كنْتُ معَهم وأحْدَقوا به، فقالَ: أين كُنْتم؟ فأخْبَروه، فقالَ: ما هذا الغُلامُ معَكم؟ فأثْنَوْا عليَّ خَيرًا وأخْبَروه باتِّباعي إيَّاهم، ولم أرَ مِثلَ إعْظامِهم إيَّاه، فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ ذكَرَ مَن أُرسِلَ مِن رُسلِه وأنْبيائِه وما لَقُوا، وما صنَعَ به، وذكَرَ مَولِدَ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه وُلِدَ بغَيرِ ذَكَرٍ فبعَثَه اللهُ عزَّ وجلَّ رَسولًا، وعلى يدَيْه إحْياءُ المَوْتى، وأنَّه يَخلُقُ منَ الطِّينِ كهَيئةِ الطَّيرِ، فيَنفُخُ فيه فيَكونُ طَيرًا بإذْنِ اللهِ، وأنزَلَ عليه الإنْجيلَ وعلَّمَه التَّوْراةَ، وبعَثَه رَسولًا إلى بَني إسْرائيلَ، فكفَرَ به قَومٌ وآمَنَ به قَومٌ، وذكَرَ بعض ما لَقِيَ عيسَى ابنُ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه كانَ عَبدَ اللهِ أنعَمَ اللهُ عليه، فشكَرَ ذلك له، ورَضيَ اللهُ عنه حتَّى قبَضَه اللهُ عزَّ وجلَّ وهو يَعِظُهم ويَقولُ: اتَّقوا اللهَ، والْزَموا ما جاءَ به عيسَى عليه السَّلامُ، ولا تُخالِفوا فيُخالَفَ بكم، ثمَّ قالَ: مَن أرادَ أنْ يأخُذَ مِن هذا شَيئًا، فلْيأخُذْ، فجعَلَ الرَّجلُ يَقومُ فيأخُذُ الجَرَّةَ منَ الماءِ والطَّعامِ والشَّيءِ، فقامَ أصْحابي الَّذين جِئْتُ معَهم، فسَلَّموا عليه، وعَظَّموه، وقالَ لهمُ: الْزَموا هذا الدِّينَ، وإيَّاكم أنْ تَفَرَّقوا واسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وقالَ لي: يا غُلامُ، هذا دِينُ اللهِ الَّذي تَسمَعُني أقولُه، وما سِواهُ الكُفرُ، قالَ: قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تكونَ مَعي؛ إنِّي لا أخرُجُ مِن كَهْفي هذا إلَّا كلَّ يومِ أحَدٍ، ولا تَقدِرُ على الكَيْنونةِ مَعي، قالَ: وأقبَلَ على أصْحابِه، وقالوا: يا غُلامُ، إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تَكونَ معَه، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ له أصْحابُه: يا فلانُ، إنَّ هذا غُلامٌ ويُخافُ عليه، فقالَ لي: أنتَ أعلَمُ، قُلْتُ: فإنِّي لا أُفارِقُكَ، فبَكى أصْحابي الأوَّلونَ الَّذين كنْتُ معَهم عندَ فِراقِهم إيَّايَ، فقالوا: يا غُلامُ، خُذْ مِن هذا الطَّعامِ ما تَرى أنَّه يَكْفيكَ إلى الأحَدِ الآخَرِ، وخُذْ منَ الماءِ ما تَكْتَفي له، ففعَلْتُ، فما رَأيْتُه نائمًا ولا طاعِمًا إلَّا راكِعًا وساجِدًا إلى الأحَدِ الآخَرِ، فلمَّا أصْبَحْنا، قالَ لي: خُذْ جرَّتَكَ هذه، وانطَلِقْ، فخرَجْتُ معَه أتْبَعُه، حتَّى انْتَهَيْنا إلى الصَّخْرةِ، وإذا هُم قد خَرَجوا مِن تلك الجِبالِ يَنتَظِرونَ خُروجَه، فقَعَدوا، وعادَ في حَديثِه نحوَ المرَّةِ الأُولى، فقالَ: الْزَموا هذا الدِّينَ ولا تَفَرَّقوا، واذْكُروا اللهَ واعْلَموا أنَّ عيسَى ابنَ مَريمَ عليه السَّلامُ كانَ عَبدًا، أنعَمَ اللهُ عليه، ثمَّ ذَكَرَني، فقالوا له: يا فُلانُ، كيف وجَدْتَ هذا الغُلامَ؟ فأثْنى عليَّ، وقالَ خَيرًا، فحَمِدوا اللهَ تَعالى، وإذا خُبزٌ كَثيرٌ، وماءٌ كَثيرٌ، فأخَذوا، وجعَلَ الرَّجلُ يأخُذُ ما يَكْتَفي به، وفعَلْتُ فتَفَرَّقوا في تلك الجِبالِ، ورجَعَ إلى كَهْفِه، ورجَعْتُ معَه، فلَبِثْنا ما شاءَ اللهُ، يخرُجُ في كلِّ يومِ أحَدٍ، ويَخرُجونَ معَه، ويَحُفُّونَ به ويُوصِيهم بما كانَ يُوصِيهم به، فخرَجَ في أحَدٍ، فلمَّا اجْتَمَعوا حمِدَ اللهَ ووعَظَهم وقالَ مِثلَ ما كانَ يَقولُ لهُم، ثمَّ قالَ لهُم آخِرَ ذلك: يا هؤلاء، إنَّه قد كبِرَ سِنِّي، ورَقَّ عَظْمي، واقتَرَبَ أجَلي، وأنَّه لا عَهدَ لي بهذا البيتِ منذُ كذا وكذا، ولا بُدَّ مِن إتْيانِه، فاسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا؛ فإنِّي رأيْتُه لا بأْسَ به، قالَ: فجَزِعَ القَومُ، فما رأيْتُ مثلَ جَزَعِهم، وقالوا: يا فلانُ، أنتَ كَبيرٌ، وأنتَ وَحدَكَ، ولا نأمَنُ مِن أنْ يُصيبَكَ الشَّيءُ، يُساعِدُكَ أحوَجُ ما كنَّا إليكَ، قالَ: فلا تُراجِعوني، لا بُدَّ مِن إتْيانِه، ولكنِ اسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وافْعَلوا وافْعَلوا، قالَ: فقُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، قد رأيْتَ حَالي، وما كنْتُ عليه، وليس هذا كذلك، أنا أمْشي أصومُ النَّهارَ وأقومُ اللَّيلَ، ولا أستَطيعُ أنْ أحمِلَ مَعي زادًا ولا غيرَه، وأنتَ لا تَقدِرُ على هذا، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: أنتَ أعلَمُ، قالَ: فقالوا: يا فلانُ، فإنَّا نَخافُ على هذا الغُلامِ، قالَ: فهو أعلَمُ، قد أعلَمْتُه الحالَ، وقد رَأى ما كانَ قبلَ هذا، قُلْتُ: لا أُفارِقُكَ، قالَ: فبَكَوْا، ووَدَّعوهُ، وقالَ لهمُ: اتَّقُوا اللهَ وكونُوا على ما أوْصَيْتُكم به، فإنْ أعِشْ فعَلَيَّ أرجِعُ إليكم، وإنْ مُتُّ، فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يَموتُ، فسلَّمَ عليهم، وخرَجَ وخرَجْتُ معَه، وقالَ لي: احمِلْ معَكَ مِن هذا الخُبزِ شَيئًا تَأْكُلُه، فخرَجَ وخرَجْتُ معَه يَمْشي، واتَّبَعْتُه يَذكُرُ اللهَ ولا يَلتَفِتُ، ولا يقِفُ على شَيءٍ، حتَّى إذا أمْسَيْنا، قالَ: يا سَلْمانُ، صَلِّ أنتَ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، ثمَّ قامَ وهو يُصلِّي حتَّى إذا انْتَهى إلى بيتِ المَقدِسِ ، وكانَ لا يَرفَعُ طَرْفَه إلى السَّماءِ، حتَّى إذا انْتَهَيْنا إلى بابِ المَسجِدِ، وإذا على البابِ مُقعَدٌ، فقالَ: يا عبدَ اللهِ، قد تَرى حَالي، فتَصدَّقْ عليَّ بشَيءٍ، فلم يَلتفِتْ إليه، ودخَلَ المَسجِدَ، ودخَلْتُ معَه، فجعَلَ يتَّبِعُ أمْكِنةً في المَسجِدِ فصَلَّى فيها، فقالَ: يا سَلْمانُ، إنِّي لم أجِدْ طَعْمَ النَّومِ منذُ كذا وكذا، فإنْ أنتَ جعَلْتَ أنْ توقِظَني إذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا نِمْتُ؛ فإنِّي أُحِبُّ أنْ أنامَ في هذا المَسجِدِ، وإلَّا لم أنَمْ، قالَ: قُلْتُ: فإنِّي أفعَلُ، قالَ: فإذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا فأيْقِظْني إذا غلَبَتْني عَيْني، فقامَ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا لم ينَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رأيْتُ بعضَ ذلك، لأدَعَنَّه يَنامُ حتَّى يَشتَفيَ منَ النَّومِ، قالَ: وكانَ فيما يَمْشي وأنا معَه يُقبِلُ عليَّ فيَعِظُني، ويُخبِرُني أنَّ لي ربًّا، وأنَّ بيْنَ يدَيَّ جنَّةً ونارًا وحسابًا، ويُعلِّمُني ويُذَكِّرُني نحوَ ما يُذكِّرُ القَومَ يومَ الأحَدِ، حتَّى قالَ فيما يَقولُ: يا سَلْمانُ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ سوف يَبعَثُ رَسولًا اسمُه أحمَدُ، يَخرُجُ بتِهامةَ -وكانَ رَجُلًا أعْجميًّا لا يُحسِنُ أنْ يقولَ: مُحمَّدٌ- علامَتُه أنَّه يأكُلُ الهَديَّةَ، ولا يأكُلُ الصَّدَقةَ، بيْنَ كَتِفَيْه خاتَمٌ، وهذا زَمانُه الَّذي يخرُجُ فيه قد تَقارَبَ، فأمَّا أنا؛ فإنِّي شَيخٌ كَبيرٌ، ولا أحْسَبُني أُدرِكُه، فإنْ أدْرَكْتَه فصَدِّقْه واتَّبِعْه ، قالَ: قُلْتُ: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ فيما يأمُرُ به، ورِضا الرَّحمَنِ فيما قالَ، فلم يَمضِ إلَّا يَسيرًا حتَّى استَيقَظَ فَزِعًا يَذكُرُ اللهَ، فقالَ لي: يا سَلْمانُ، مَضى الفَيْءُ مِن هذا المَكانِ، ولم أذكُرِ اللهَ، أين ما كُنْتَ جعَلْتَ على نفْسِكَ؟ قالَ: أخْبَرْتَني أنَّكَ لم تَنَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رَأيْتُ بَعضَ ذلك، فأحبَبْتُ أنْ تَشتَفيَ منَ النَّومِ، فحمِدَ اللهَ، وقامَ، فخرَجَ، وتَبِعْتُه، فمَرَّ بالمُقعَدِ، فقالَ المُقعَدُ: يا عَبدَ اللهِ، دخلْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، وخرَجْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، فقامَ يَنظُرُ، هل يَرى أحَدًا؟ فلم يَرَه، فدَنا منه، فقالَ له: ناوِلْني يدَكَ فناوَلَه، فقالَ: بسمِ اللهِ، فقامَ كأنَّه أُنشِطَ مِن عِقالٍ صَحيحًا لا عَيبَ به، فخَلَّا عنْ يَدِه، فانطلَقَ ذاهِبًا، فكانَ لا يَلْوي على أحَدٍ، ولا يَقومُ عليه، فقالَ لي المُقعَدُ: يا غُلامُ، احمِلْ عليَّ ثِيابي حتَّى أنطَلِقَ أُبشِّرُ أهْلي، فحمَلْتُ عليه ثيابَه، وانطلَقَ لا يَلْوي عليَّ، فخرَجْتُ في إثْرِه أطلُبُه، فكلَّما سألْتُ عنه قالوا: أمامَكَ حتَّى لَقِيَني رَكْبٌ مِن كَلبٍ، فسألْتُهم، فلمَّا سَمِعوا، أناخَ رَجُلٌ مِنهم عليَّ بَعيرَه، فحمَلَني خَلفَه، حتَّى أتَوْا بلادَهُم فباعُوني، فاشْتَرَتْني امْرأةٌ منَ الأنْصارِ، فجعَلَتْني في حائطٍ لها، فقدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأُخبِرْتُ به، فأخذْتُ أشْياءَ مِن ثَمرِ حائِطي، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتَيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ النَّاسِ إليه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ: ما هذا؟ قُلْتُ: صَدَقةٌ، قالَ للقَومِ: كُلوا، ولم يأكُلْ، ثمَّ لبِثْتُ ما شاءَ اللهُ، ثمَّ أخذْتُ مثلَ ذلك، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ القَومِ منه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ لي: ما هذا؟ فقُلْتُ: هَديَّةٌ، قالَ: بسمِ اللهِ، وأكَلَ وأكَلَ القَومُ، قُلْتُ في نَفْسي: هذه مِن آياتِه، كانَ صاحِبي رَجُلًا أعْجميًّا لم يُحسِنْ أنْ يَقولَ: تِهامةَ ، فقالَ: تِهْمةَ، وقالَ: أحمَدُ، فدُرْتُ خَلفَه، ففَطِنَ بي، فأرْخى ثوبَه، فإذا الخاتَمُ في ناحيةِ كَتِفِه الأيسَرِ فتَبيَّنْتُه، ثمَّ دُرْتُ حتَّى جلَسْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رَسولُ اللهِ، قالَ: مَن أنتَ؟ قُلْتُ: مَمْلوكٌ، قالَ: فحَدَّثْتُه حَديثي، وحَديثَ الرَّجلِ الَّذي كنْتُ معَه، وما أمَرَني به، قالَ: لمَن أنتَ؟ قُلْتُ: لامْرأةٍ منَ الأنْصارِ جعَلَتْني في حائطٍ لها، قالَ: يا أبا بَكرٍ، قالَ: لبَّيكَ ، قالَ: اشْتَرِه، فاشْتَراني أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، فأعْتَقَني، فلَبِثْتُ ما شاءَ اللهُ أنْ ألبَثَ، فسلَّمْتُ عليه، وقعَدْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما تَقولُ في دينِ النَّصارى، قالَ: لا خَيرَ فيهم، ولا في دِينِهم، فدَخَلَني أمرٌ عَظيمٌ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا الَّذي كنْتُ معَه ورأيْتُ ما رَأيْتُه، ثمَّ رأيْتُه أخَذَ بيَدِ المُقعَدِ فأقامَه اللهُ على يدَيْه لا خيرَ في هؤلاء، ولا في دينِهم، فانصرَفْتُ وفي نَفْسي ما شاءَ اللهُ، فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عليَّ بسَلْمانَ، فأتَى الرَّسولُ وأنا خائفٌ، فجِئْتُ حتَّى قعَدْتُ بيْنَ يدَيْه فقَرَأَ بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، يا سَلْمانُ، إنَّ أولئك الَّذين كنْتَ معَهم وصاحِبَكَ لم يَكونوا نَصارى، إنَّما كانُوا مُسلِمينَ، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، والَّذي بعَثَكَ بالحَقِّ لَهوَ الَّذي أمَرَني باتِّباعِكَ، فقُلْتُ له: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ وما يجِبُ فيما يَأمُرُكَ به.

19 - سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: أقِرُّوا الطَّيْرَ على مَكُناتِها . وسَمِعْتُه يقولُ: عنِ الغُلامِ شاتانِ، وعنِ الجاريةِ شاةٌ، ولا يَضُرُّكَ ذُكرانًا كُنَّ أو إناثًا.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : أم كرز | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7800
التصنيف الموضوعي: طب - الطيرة والفأل مولود - العقيقة عن المولود مولود - صفة العقيقة

20 - عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ، قَالَ: حَمَلَني أهْلي على الجَفاءِ بعْدَما عَلِمْتُ السُّنَّةَ؛ كُنَّا نُضَحِّي بالشَّاةِ والشَّاتَيْنِ عن أهلِ البيتِ، فقالَ أهلي: إنَّ جِيرانَنا يَزْعُمونَ إنَّما بِنا البُخلُ.

21 - سُئِلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنِ العَقيقةِ ، فقالَ: لا أُحِبُّ العُقوقَ، مَن وُلِدَ له منكُم مولودٌ، فأحَبَّ أنْ يَنْسُكَ عنْه، فلْيَفعَلْ: عنِ الغُلامِ شاتانِ، وعنِ الجاريةِ شاةٌ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7801
التصنيف الموضوعي: مولود - العقيقة عن المولود مولود - صفة العقيقة مولود - العقيقة على الاختيار لا على الوجوب

22 - خرَجْنا معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بعضِ مَغازِيهِ، فخَرَجَ رجُلٌ في ثَوبيْنِ منخَرِقَيْنِ يُريدُ أنْ يَسوقَ بالإبلِ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما له ثَوبانِ غيْرُ هذا؟ قيل: إنَّ في عَيْبتِهِ ثوبَيْنِ جَديدَيْنِ، قالَ: ائتُوني بعَيْبتِه، ففتَحَها، فإذا فيها ثَوبانِ، فقالَ للرَّجُلِ: خُذْ هذَيْنِ، فالبَسْهُما وألقِ المُنْخَرِقَيْنِ، ففعَلَ، ثمَّ ساقَ بالإبلِ، فنَظَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أثَرِهِ كالمتعجِّبِ مِن بُخْلِه على نفْسِه بالثَّوبَينِ، فقالَ لهُ: ضَرَبَ اللهُ عنُقَكَ، فالتفَتَ إليه الرَّجلُ، فقالَ: في سبيلِ اللهِ، فقُتِلَ يومَ اليَمامةِ.

23 - [خرَجْنا معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بعضِ مَغازِيهِ، فخَرَجَ رجلٌ في ثَوبيْنِ مُنخَرِقَينِ يُريدُ أنْ يَسوقَ بالإبلِ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما له ثَوبانِ غيْرُ هذا؟ قيل: إنَّ في عَيْبتِه ثوبَيْنِ جَديدَيْنِ، قالَ: ائتُوني بعَيْبتِه، ففتَحَها، فإذا فيها ثَوبانِ، فقالَ للرَّجُلِ: خُذْ هذَيْنِ، فالبَسْهُما وألقِ المُنْخَرِقَيْنِ، ففعَلَ، ثُمَّ ساقَ بالإبلِ، فنَظَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أثَرِهِ كالمتعجِّبِ مِن بُخْلِه على نفْسِه بالثَّوْبَينِ، فقالَ لهُ: ضَرَبَ اللهُ عنُقَكَ، فالتفَتَ إليه الرَّجُلُ، فقالَ: في سَبيلِ اللهِ، فقُتِلَ يومَ اليَمامةِ.]

24 - سَمِعتُ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَنهَى أنْ يُباشِرَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ في ثَوبٍ واحِدٍ، والمَرأةُ المَرأةَ في ثَوبٍ واحِدٍ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : جابر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7984
التصنيف الموضوعي: آداب النوم - مباشرة الرجل الرجل والمرأة المرأة ستر العورة - وجوب سترها

25 - عنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمةَ، قالَ: أخَذتُ من ثُمامةَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أنَسٍ كِتابًا زَعَم أنَّ أبا بَكرٍ كَتَبه لأنَسٍ، وعليه خاتَمُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين بَعَثه مُصَدِّقًا وكَتَبه له، فإذا فيه: هذه فَريضَةُ الصَّدَقةِ الَّتي فَرَضها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على المُسلِمين، الَّتي أمَرَ اللهُ بها نَبِيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فمَن سُئلَها على وَجهِها فليُعطِها، ومَن سُئلَ فَوقَها فلا يُعطِه: فيما دُونَ خَمسٍ وعِشرين من الإبل الغَنَمُ، وفي كلِّ ذَودٍ شاةٌ، فإذا بَلَغت خَمسًا وعِشرين ففيها ابنَةُ مَخاضٍ إلى أن تَبلُغَ خَمسًا وثَلاثين، فإن لم تَكُن فيها ابنةُ مَخاضٍ، فابنُ لَبونٍ ذَكَرٌ، فإذا بَلَغت سِتًّا وثَلاثين ففيها ابنةُ لَبونٍ إلى خَمسٍ وأربَعين، فإذا بَلَغت سِتًّا وأربَعين ففيها حِقَّةٌ طَروقةُ الفَحلِ إلى سِتِّين، فإذا بَلَغت إحدى وسِتِّين ففيها جَذَعةٌ إلى خَمسٍ وسَبعين، فإذا بَلَغت سِتًّا وسَبعين ففيها ابنَتَا لَبونٍ إلى تِسعين، فإذا بَلَغت إحدى وتِسعين ففيها حِقَّتان طَروقَتا الفَحلِ إلى عِشرين ومِئَةٍ، فإذا زادت على عِشرين ومِئَةٍ ففي كلِّ أربَعين ابنَةُ لَبونٍ، وفي كلِّ خَمسين حِقَّةٌ ، فإذا تَبايَنَ أسنانُ الإِبِلِ في فَرائضِ الصَّدَقاتِ فمَن بَلَغت عِندَه صَدَقةُ الجَذَعةِ وليست عِندَه جَذَعةٌ ، وعِندَه حِقَّةٌ فإنَّها تُقبَلُ منه، وأن يَجعَلَ معها شاتَين إنِ استَيسَرَتَا له أو عِشرين دِرهَمًا، ومَن بَلَغت عِندَه صَدَقةُ الحِقَّةِ، وليست عِندَه حِقَّةٌ وعِندَه جَذَعةٌ فإنَّها تُقبَلُ منه، ويُعطيه المُصَدِّق عِشرين دِرهَمًا أو شاتَين، ومَن بَلَغَت عِندَه صَدَقةُ بِنتُ لَبونٍ وليست عِندَه إلَّا حِقَّةٌ فإنها تُقبَلُ منه، ويُعطيه المُصَدِّقُ عِشرين دِرهمًا أو شاتَين، ومَن بَلَغت عِندَه صَدَقةُ بِنتُ لَبونٍ، وليس عِندَه إلَّا ابنةُ مَخاضٍ فإنَّها تُقبَلُ منه، وشاتَين أو عِشرين دِرهَمًا، ومَن بَلَغت عِندَه صَدَقةُ بِنتُ مَخاضٍ وليس عِندَه إلَّا ابنُ لَبونٍ ذَكَرٌ، فإنَّها تُقبَلُ منه وليس معها شَيءٌ، ومَن لم يَكُن عِندَه إلَّا أربَعٌ فليس فيها شَيءٌ إلَّا أن يَشاءَ رَبُّها، وفي سائمةِ الغَنَمِ إذا كانت أربَعين ففيها شاةٌ إلى عِشرين ومِئَةٍ، فإذا زادت على عِشرين ومِئَةٍ ففيها شاتانِ إلى أن تَبلُغَ مِئَتَينِ، فإذا زادت على المِئَتَينِ ففيها ثَلاثُ شِياهٍ إلى أن تَبلُغَ ثَلاثَمِئَةٍ، فإذا زادت على ثَلاثِمئِةٍ ففي كلِّ مِائةٍ شاةٌ، ولا تُؤخَذُ في الصَّدَقةِ هَرِمةٌ ولا ذاتُ عَوارٍ منَ الغَنَمِ، ولا تَيسُ الغَنَمِ إلَّا أن يَشاءَ المُصَّدِّقُ، ولا يُجمَعُ بيْنَ مُتَفَرِّقٍ، ولا يُفَرَّقُ بيْنَ مُجتَمِعٍ خَشيةَ الصَّدَقةِ، وما كانَا من خَليطَينِ فإنَّهما يَتَراجَعانِ بيْنَهما بالسَّوِيَّةِ، فإن لم تَبلُغْ سائمةُ الرَّجُلِ أربَعين فليس فيها شَيءٌ إلَّا أن يَشاءَ رَبُّها، وفي الرِّقَةِ رُبُعُ العُشْرِ، فإنْ لم يَكُنِ المالُ إلَّا تِسعين ومِئَةً فليس فيها شَيءٌ إلَّا أن يَشاءَ رَبُّها.

26 - أصابَتْنا مَجاعةٌ، فأتَيتُ المدينةَ، فدَخَلْتُ حائطًا مِن حِيطانِها، فأخَذْتُ سُنْبُلًا فعَرَكْتُه، فأكَلْتُ منه، وجعَلْتُ منه في ثَوْبي، فجاءَ صاحبُ الحائطِ فضَرَبَني وأخَذَ ثَوْبي، فأتيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: ما عَلَّمْتَهُ إذ كانَ جاهِلًا، ولا أطْعَمْتَهُ إذ كان ساغِبًا أو جائعًا، قالَ: فرَدَّ عَلَيَّ الثَّوْبَ، وأمَرَ لي بنِصْفِ وَسْقٍ، أو وَسْقٍ.

27 - قلتُ: يا رسولَ اللهِ، ثَوْباكَ غَليظانِ، فلوْ نَزَعْتَهُما وبَعَثْتَ إلى فلانٍ التَّاجرِ، فأَرْسَلَ إليكَ ثوبينِ إلى المَيسَرَةِ ، قالَ: فأَرْسَلَ إليه: ابعَثْ إليَّ ثَوبينِ إلى المَيسَرَةِ ، فأَبى.

28 - عنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمةَ، قالَ: أخَذْنا هذا الكِتابَ من ثُمامةَ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ أنَسٍ يُحَدِّثُه، عنْ أنَسِ بنِ مالِكٍ، عنْ رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ ذَكَر الحَديثَ بنَحو.[عنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمةَ، قالَ: أخَذتُ من ثُمامةَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أنَسٍ كِتابًا زَعَم أنَّ أبا بَكرٍ كَتَبه لأنَسٍ، وعليه خاتَمُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين بَعَثه مُصَدِّقًا وكَتَبه له، فإذا فيه: هذه فَريضَةُ الصَّدَقةِ الَّتي فَرَضها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على المُسلِمين، الَّتي أمَرَ اللهُ بها نَبِيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فمَن سُئلَها على وَجهِها فليُعطِها، ومَن سُئلَ فَوقَها فلا يُعطِه: فيما دُونَ خَمسٍ وعِشرين من الإبل الغَنَمُ، وفي كلِّ ذَودٍ شاةٌ، فإذا بَلَغت خَمسًا وعِشرين ففيها ابنَةُ مَخاضٍ إلى أن تَبلُغَ خَمسًا وثَلاثين، فإن لم تَكُن فيها ابنةُ مَخاضٍ، فابنُ لَبونٍ ذَكَرٌ، فإذا بَلَغت سِتًّا وثَلاثين ففيها ابنةُ لَبونٍ إلى خَمسٍ وأربَعين، فإذا بَلَغت سِتًّا وأربَعين ففيها حِقَّةٌ طَروقةُ الفَحلِ إلى سِتِّين، فإذا بَلَغت إحدى وسِتِّين ففيها جَذَعةٌ إلى خَمسٍ وسَبعين، فإذا بَلَغت سِتًّا وسَبعين ففيها ابنَتَا لَبونٍ إلى تِسعين، فإذا بَلَغت إحدى وتِسعين ففيها حِقَّتان طَروقَتا الفَحلِ إلى عِشرين ومِئَةٍ، فإذا زادت على عِشرين ومِئَةٍ ففي كلِّ أربَعين ابنَةُ لَبونٍ، وفي كلِّ خَمسين حِقَّةٌ ، فإذا تَبايَنَ أسنانُ الإِبِلِ في فَرائضِ الصَّدَقاتِ فمَن بَلَغت عِندَه صَدَقةُ الجَذَعةِ وليست عِندَه جَذَعةٌ ، وعِندَه حِقَّةٌ فإنَّها تُقبَلُ منه، وأن يَجعَلَ معها شاتَين إنِ استَيسَرَتَا له أو عِشرين دِرهَمًا، ومَن بَلَغت عِندَه صَدَقةُ الحِقَّةِ، وليست عِندَه حِقَّةٌ وعِندَه جَذَعةٌ فإنَّها تُقبَلُ منه، ويُعطيه المُصَدِّق عِشرين دِرهَمًا أو شاتَين، ومَن بَلَغَت عِندَه صَدَقةُ بِنتُ لَبونٍ وليست عِندَه إلَّا حِقَّةٌ فإنها تُقبَلُ منه، ويُعطيه المُصَدِّقُ عِشرين دِرهمًا أو شاتَين، ومَن بَلَغت عِندَه صَدَقةُ بِنتُ لَبونٍ، وليس عِندَه إلَّا ابنةُ مَخاضٍ فإنَّها تُقبَلُ منه، وشاتَين أو عِشرين دِرهَمًا، ومَن بَلَغت عِندَه صَدَقةُ بِنتُ مَخاضٍ وليس عِندَه إلَّا ابنُ لَبونٍ ذَكَرٌ، فإنَّها تُقبَلُ منه وليس معها شَيءٌ، ومَن لم يَكُن عِندَه إلَّا أربَعٌ فليس فيها شَيءٌ إلَّا أن يَشاءَ رَبُّها، وفي سائمةِ الغَنَمِ إذا كانت أربَعين ففيها شاةٌ إلى عِشرين ومِئَةٍ، فإذا زادت على عِشرين ومِئَةٍ ففيها شاتانِ إلى أن تَبلُغَ مِئَتَينِ، فإذا زادت على المِئَتَينِ ففيها ثَلاثُ شِياهٍ إلى أن تَبلُغَ ثَلاثَمِئَةٍ، فإذا زادت على ثَلاثِمئِةٍ ففي كلِّ مِائةٍ شاةٌ، ولا تُؤخَذُ في الصَّدَقةِ هَرِمةٌ ولا ذاتُ عَوارٍ منَ الغَنَمِ، ولا تَيسُ الغَنَمِ إلَّا أن يَشاءَ المُصَّدِّقُ، ولا يُجمَعُ بيْنَ مُتَفَرِّقٍ، ولا يُفَرَّقُ بيْنَ مُجتَمِعٍ خَشيةَ الصَّدَقةِ، وما كانَا من خَليطَينِ فإنَّهما يَتَراجَعانِ بيْنَهما بالسَّوِيَّةِ، فإن لم تَبلُغْ سائمةُ الرَّجُلِ أربَعين فليس فيها شَيءٌ إلَّا أن يَشاءَ رَبُّها، وفي الرِّقَةِ رُبُعُ العُشْرِ، فإنْ لم يَكُنِ المالُ إلَّا تِسعين ومِئَةً فليس فيها شَيءٌ إلَّا أن يَشاءَ رَبُّها]
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1460
التصنيف الموضوعي: زكاة - زكاة الأنعام زكاة - زكاة الخلطاء زكاة - صفة المأخوذ في الزكاة من الأنعام زكاة - صدقة المواشي السائمة زكاة - ما نهي عن أخذه وما لا يجوز للمصدق أخذه وما يأخذه

29 - عنْ أُمِّ كُرْزٍ وأبي كُرْزٍ، قالا: نذَرَتِ امرأةٌ مِن آلِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بَكْرٍ إنْ وَلَدَتِ امرأةُ عبدِ الرَّحْمنِ نحَرْنا جَزورًا، فقالتْ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها: لا، بلِ السُّنَّةُ أفضَلُ، عنِ الغُلامِ شاتانِ مُكافِئتانِ ، وعنِ الجاريةِ شاةٌ تُقطَعُ جُدولًا، ولا يُكْسَرُ لها عظْمٌ، فيَأْكُلُ ويُطْعِمُ ويَتصدَّقُ، ولْيَكُنْ ذاكَ يومَ السَّابعِ، فإنْ لم يَكُنْ ففي أربعةَ عشَرَ، فإنْ لم يَكُنْ ففي إحْدى وعِشْرين.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : أم كرز، وأبو كرز | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7804
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - لزوم السنة صدقة - فضل الصدقة والحث عليها مولود - العقيقة عن المولود مولود - صفة العقيقة مولود - متى يعق

30 - إذا صَلَّى أحَدُكُم في ثَوبٍ واحِدٍ فليَشُدَّه على حَقْوِهِ ، ولا تَشتَمِلوا كاشتِمالِ اليَهودِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 945
التصنيف الموضوعي: صلاة - الصلاة في الثوب الواحد صلاة - لباس الرجل في الصلاة صلاة - ما ينهى عنه في الصلاة ستر العورة - عورات الرجال والنساء ستر العورة - وجوب سترها