الموسوعة الحديثية


- أنَّ زَيدَ بنَ سَعْنَةَ كان مِن أَحْبارِ اليهودِ، أَتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَقاضاهُ، فجَبَذَ ثَوبَهُ عنْ مَنكِبِه الأيمنِ، ثُمَّ قالَ: إنَّكُم يا بني عبدِ المُطَّلبِ أصحابُ مَطْلٍ، وإنِّي بكم لعارِفٌ، قالَ: فانتَهَرَهُ عُمَرُ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا عُمَرُ، أنا وهو كنَّا إلى غيرِ هذا مِنكَ أَحوَجَ؛ أنْ تَأْمُرَني بحُسنِ القَضاءِ، وتَأْمُرَه بحُسنِ التَّقاضي، انطَلِقْ يا عُمَرُ أوْفِهِ حَقَّهُ، أما إنَّه قد بَقِيَ مِن أَجَلِه ثلاثٌ فزِدْهُ ثلاثينَ صاعًا؛ لتَزْويرِكَ عليه.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : [عبدالله بن سلام] | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين الصفحة أو الرقم : 2271
التخريج : أخرجه الطحاوي في ((مشكل الآثار)) (4330)، والطبراني (14/ 317) (14954)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (6/ 278) مطولا.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أخلاق النبي قرض - جواز الاستقراض قرض - أداء الديون قرض - جواز الزيادة عند الوفاء والنهي عنها قبله قرض - حسن التقاضي والقضاء
|أصول الحديث

أصول الحديث:


[المستدرك على الصحيحين] (3/ 183)
: 2268 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن فراس الفقيه بمكة، حدثنا بكر بن سهل الدمياطي، حدثنا عبد الله بن يوسف التنيسي، حدثنا عبد الله بن سالم، حدثنا محمد بن حمزة بن محمد بن يوسف بن عبد الله ‌بن ‌سلام، عن أبيه، عن جده: أن زيد بن سعنة كان من أحبار اليهود أتى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه، فجبذ ثوبه عن منكبه الأيمن، ثم قال: إنكم يا بني عبد المطلب أصحاب مطل، وإني بكم لعارف، قال: فانتهره عمر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عمر، أنا وهو كنا إلى غير هذا منك أحوج، أن ‌تأمرني ‌بحسن ‌القضاء، وتأمره بحسن التقاضي، انطلق يا عمر أوفه حقه، أما إنه قد بقي من أجله ثلاث، فزده ثلاثين صاعا لتدويرك عليه". هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

[شرح مشكل الآثار] (11/ 107)
: 4330 - وحدثنا مالك بن عبد الله بن سيف النحوي، حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا عبد الله بن سالم الحمصي، حدثنا محمد بن حمزة بن محمد بن يوسف بن عبد الله ‌بن ‌سلام، عن أبيه، عن جده: أن زيد بن سعنة كان من أحبار اليهود أتى النبي صلى الله عليه وسلم بثمانين دينارا، ثم قال: أعطيكها على أن تعطيني وسوقا مسماة من حائط مسمى إلى أجل مسمى، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا آخذها منك على وسوق مسماة من حائط مسمى، ولكن آخذها منك على وسوق مسماة إلى أجل مسمى " ثم إن زيد بن سعنة أتى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه، فجبذ ثوبه عن منكبه الأيمن، ثم قال: إنكم يا بني عبد المطلب أصحاب مطل، وإني بكم لعارف، فانتهره عمر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا وهو كنا إلى غير هذا أحوج منك: أن ‌تأمرني ‌بحسن ‌القضاء، وتأمره بحسن التقاضي، انطلق يا عمر إلى حائط بني فلان فأوفه حقه، أما إنه قد بقي من أجله ثلاثة أيام وزده ثلاثين صاعا لردك عليه " فقال قائل: أيدخل هذا الحديث في مسند عبد الله ‌بن ‌سلام أو لا يدخل فيه؟ فإن كان لا يدخل فيه، فقد عاد منقطعا. فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه: أنه لا يعود بذلك منقطعا، إذ كان قد يجوز أن يكون انتهي به إلى يوسف بن عبد الله؛ لأن يوسف ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وسماه يوسف

[المعجم الكبير للطبراني جـ ١٣، ١٤] (14/ 317)
: 14954 - حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، قال: دثنا أبي. ودثنا أحمد بن علي الأبار البغداذي ، قال: دثنا محمد بن أبي السري؛ قالا: دثنا الوليد بن مسلم، قال: دثنا محمد بن حمزة بن يوسف بن عبدالله بن سلام ، عن أبيه، عن جده عبدالله بن سلام، قال: إن الله لما أراد هدى ‌زيد ‌بن ‌سعنة، قال ‌زيد ‌بن ‌سعنة: ما من علامات النبوة شيء إلا وقد [[عرفتها]] في وجه محمد حين نظرت إليه، إلا [[اثننين]] لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما، فكنت ألطف له إلى أن أخالطه، فأعرف حلمه من جهله. قال ‌زيد ‌بن ‌سعنة: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من الحجرات، ومعه علي بن أبي طالب، فأتاه رجل على راحلته كالبدوي، / فقال: [[ظ: 218/ب]] يا رسول الله! إن بقربي قرية بني فلان ، قد أسلموا ودخلوا في الإسلام، وكنت حدثتهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغدا، وقد أصابتهم سنة وشدة وقحوط من الغيث، فأنا أخشى- يا رسول الله- أن يخرجوا من الإسلام طمعا، كما دخلوا فيه طمعا، فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تعينهم به، فعلت. فنظر إلى رجل إلى جانبه- أراه عليا- فقال: يا رسول الله ما بقي منه شيء. قال ‌زيد ‌بن ‌سعنة: فدنوت إليه، فقلت: يا محمد، هل لك أن تبيعني تمرا معلوما في حائط بني فلان إلى أجل كذا وكذا؟ فقال: لا يا يهودي، ولكن أبيعك تمرا معلوما إلى أجل كذا وكذا، ولا نسمي حائط بني فلان ، قلت: نعم، فبايعني فأطلقت همياني ، فأعطيته ثمانين مثقالا من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا، فأعطاها الرجل، وقال: اعدل عليهم، وأعنهم بها . قال ‌زيد ‌بن ‌سعنة: فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاث ، خرج رسول الله ومعه أبو بكر وعمر وعثمان في نفر من أصحابه، فلما صلى على الجنازة ودنا من جدار ليجلس أتيته، فأخذت بمجامع قميصه وردائه، ونظرت إليه بوجه غليظ، فقلت له: ألا تقضيني يا محمد حقي؟ فو الله ما علمتكم- بني عبد المطلب- لمطل، ولقد كان لي بمخالطتكم علم، ونظرت إلى عمر وإذا عيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير، ثم رماني ببصره، فقال: يا عدو الله، أتقول لرسول الله ما أسمع، وتصنع به ما أرى؟! فوالذي بعثه بالحق، لولا ما أحاذر فوته لضربت بسيفي رأسك! ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر بسكون وتؤدة، وتبسم، ثم قال: يا عمر، أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا؛ أن تأمرني بحسن الأداء، وتأمره بحسن اتباعه، اذهب به يا عمر فأعطه حقه، وزده عشرين صاعا من تمر مكان ما رعته . قال زيد: فذهب بي عمر فأعطاني حقي وزادني عشرين صاعا من تمر، فقلت: ما هذه الزيادة يا عمر؟ قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أزيدك مكان ما رعتك. قال: وتعرفني يا عمر؟ قال: / لا، فما دعاك [[ظ: 219/أ]] أن فعلت برسول الله ما فعلت وقلت له ما قلت؟ قلت: يا عمر، لم يكن من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه، إلا [[اثنتين]] لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا يزيده بشدة الجهل عليه إلا حلما، فقد اختبرتهما، فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا، وأشهدك أن شطر مالي-[[فإني]] أكثرها مالا- صدقة على أمة محمد. قال عمر: أو على بعضهم؛ فإنك لا تسعهم. قلت: أو على بعضهم. فرجع عمر وزيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال زيد: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. وآمن به، وصدقه، وتابعه، وشهد معه مشاهد كثيرة، ثم توفي في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر . رحم الله زيدا.

[دلائل النبوة - البيهقي] (6/ 278)
: أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة النيسابوري، أخبرنا أبو عمر ابن مطر، حدثنا أبو العباس الحسن بن سفيان النسوي، وأبو محمد خشنام بن بشر بن العنبر، قالا: حدثنا أبو عبد الله محمد بن المتوكل العسقلاني، حدثنا أبو العباس الوليد بن مسلم الدمشقي إملاء في مسجد دمشق، حدثنا محمد بن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه، عن جده، قال: قال عبد الله بن سلام الحبر: إن الله- عز وجل لما أراد هدى زيد بن سعنة قال زيد بن سعنة ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما، فكنت أتلطف له لأن أخالطه فأعرف حمله من جهله، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من الحجرات ومعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأتاه رجل على راحلته كالبدوي فقال يا رسول الله: إن بصرى قرية بني فلان قد أسلموا ودخلوا في الإسلام وكنت حدثتهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغدا وقد أصابتهم سنة وشدة ومحوط من الغيث فأنا أخشى يا رسول الله أن يخرجوا من الإسلام طمعا كما دخلوا فيه طمعا، فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تعينهم به فعلت، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل إلى جانبه أراه عليا. فقال رسولالله صلى الله عليه وسلم: ما بقي منه شيء، - وقال الحسن بن سفيان- ما بقي معك منه شيء. قال زيد بن سعنة: فدنوت منه فقلت: يا محمد! هل لك أن تبيعني تمرا معلوما من حائط بني فلان إلى أجل كذا وكذا؟ فقال: لا يا يهودي! ولكني أبيعك تمرا معلوما إلى أجل كذا وكذا ولا أسمي حائط بني فلان. قلت: نعم!، فبايعني فأطلقت همياني فأعطيته ثمانين مثقالا من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا فأعطاه الرجل وقال: احمل إليهم وأعنهم- ولم يذكر الحسن: فأعطاه الرجل فقال أحمل إليهم وأعنهم. قال زيد بن سعنة فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة ومعه أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم في نفر من أصحابه فلما صلى على الجنازة دنا من جدار ليجلس إليه فأتيته فأخذت بمجامع قميصه وردائه ونظرت إليه بوجه غليظ فقلت له ألا تقضي يا محمد حقي فو الله ما علمتكم بني عبد المطلب لمطل، ولقد كان لي بمماطلتكم علم. قال: فنظرت إلى عمر، وإذا عيناه تدوران في وجه كالفلك المستدير ثم رماني ببصره فقال: يا عدو الله! أتقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسمع، وتصنع ما أرى- زاد الحسن: اكفف يدك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذكر خشنام ذلك. وقالا: فو الذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر فوته لضربت بسيفي رأسك. ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة وتبسم، ثم قال: يا عمر! أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا. أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن التباعة. اذهب به يا عمر فأعطه حقه وزده عشرين صاعا من تمر مكان ما رعته. قال زيد: فذهب بي عمر فأعطاني حقي وزادني عشرين صاعا من تمر. فقلت: ما هذه الزيادة يا عمر؟ فقال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أزيدك مكان ما رعتك فقلت: أتعرفني يا عمر؟ قال: لا! فمن أنت؟ قلت: أنا زيد بن سعنة قال: الحبر؟. قلت: الحبر. قال فما دعاك إلى أن فعلت برسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعلت وقلت له ما قلت؟ قلت، يا عمر: إنه لم يكن من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفته في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما، فقد خبرتهما، فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، وأشهدك أن شطر مالي- فإني أكثرهم مالا- صدقة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقال لي: عمر أو على بعضهم، فرجع عمر وزيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال زيد: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وآمن به وصدقه وتابعه وشهد معه مشاهد كثيرة وتوفي في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر. رحم الله زيدا هذا لفظ خشنام وهو أتمهما. والمعنى واحد