الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 -  عَنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه قالَ: كانَ فَرَضَ لِلْمُهاجِرِينَ الأَوَّلِينَ أرْبَعَةَ آلافٍ في أرْبَعَةٍ، وفَرَضَ لِابْنِ عُمَرَ ثَلاثَةَ آلافٍ وخَمْسَ مِئَةٍ، فقِيلَ له: هو مِنَ المُهاجِرِينَ، فَلِمَ نَقَصْتَهُ مِن أرْبَعَةِ آلافٍ؟ فقالَ: إنَّما هاجَرَ به أبَواهُ. يقولُ: ليسَ هو كَمَن هاجَرَ بنَفْسِهِ.

2 - حجَّ عمرُ عامَ الرَّمادةِ سنةَ ستَّ عَشْرَةَ حتَّى إذا كان بين السُّقْيا والعَرْجِ في جوفِ اللَّيلِ عرَض له راكبٌ على الطَّريقِ فصاح أيُّها الرَّكْبُ أفيكم رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم فقال له عمرُ ويلَك أتعقِلُ قال العقلُ ساقَني إليك أتُوُفِّي رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم فقالوا تُوُفِّي فبكى وبكى النَّاسُ معه فقال مَن وليُّ الأمرِ بعده قالوا ابنُ أبي قُحافةَ فقال أحنفُ بني تَيْمٍ فقالوا نَعَمْ فقال فهو فيكم قالوا لا قد تُوُفِّي فدعا ودعا النَّاسُ فقال مَن وليُّ الأمرِ من بعدِه قالوا عمرُ قال أحمرُ بني عَدِيٍّ قالوا نَعَمْ هو الَّذي يُكلِّمُك قال فأين كُنْتُم عن أبيضَ بني أُميَّةَ أو أصلعَ بني هاشمٍ قالوا قد كان ذاك فما حاجتُك قال لَقيتُ رسول اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم وأنا أبو عَقيلٍ العُجَيليُّ على رَدْهَةِ جُعَيلٍ فأسلَمْتُ وبايَعْتُ وشرِبْتُ معه شربةً من سُوَيقٍ شرِب أوَّلَها وسقاني آخرَها فواللهِ ما زِلْتُ أجدُ شبعَها كلَّما جُعْتُ وبردَها كلَّما عطِشْتُ ورِيَّها كلَّما ظمِئْتُ إلى يومي هذا ثُمَّ تسنَّمْتُ هذا الجبلَ الأبعرَ أنا وزوجتي وبناتٌ لي فكُنْتُ فيه أُصَلِّي في كلِّ يومٍ وليلةٍ خمسَ صلواتٍ وأصومُ شهرًا في السَّنةِ وأذبَحُ لعشرِ ذي الحجَّةِ فذلك ما علَّمَني رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم حتَّى دخَلَتْ هذه السَّنةُ فواللهِ ما بقيَتْ لنا شاةٌ إلَّا شاةٌ واحدةٌ بَغَتَها الذِّئبُ البارحةَ فأكَل بعضَها وأكَلنا بعضَها فالغوثَ الغوثَ فقال عمرُ أتاك الغوثُ أصبِحْ معنا بالماءِ ومضى عمرُ حتَّى الماءِ وجعَل ينتظِرُ وأخَّر الرَّواحَ من أجلِه فلم يأتِ فدعا صاحبَ الماءِ فقال إنَّ أبا عَقيلٍ الجُعَيليَّ معه ثلاثُ بناتٍ له وزوجُه فإذا جاءك فأنفِقْ عليه وعلى أهلِه وولدِه حتَّى أمُرَّ بك راجعًا إن شاء اللهُ فلمَّا قضى عمرُ حجَّه ورجَع دعا صاحبَ الماءِ فقال ما فعَل أبو عَقيلٍ فقال جاءني الغدَ يومَ حدَّثْتَني فإذا هو موعوكٌ فمرِض عندي ليال ثُمَّ مات فذاك قبرُه فأقبَل عمرُ على أصحابِه فقال لم يَرْضَ اللهُ له فتنتَكم ثُمَّ قام في النَّاسِ فصلَّى عليه وضمَّ بناتِه وزوجتَه فكان يُنفِقُ عليهم

3 - كنتُ عندَ سليمانَ بنِ هشامٍ، وعندَه الزُّهْريُّ، فسألوه عنِ الإيلاءِ ، فقال الزُّهريُّ : إذا مضَتْ أربعةُ أشهُرٍ فواحدةٌ وهو أحقُّ بها، فقلتُ له : ما قلتَ بقولِ عليٍّ، ولا بقولِ ابنِ مسعودٍ، ولا بقولِ ابنِ عباسٍ، ولا بقولِ أبي الدرداءِ ! فقال سليمانُ بنُ هشامٍ : ما قال هؤلاءِ ؟ قلتُ : كان عليٌّ يقولُ : إذا مضَتْ أربعةُ أشهرٍ فهي واحدةٌ، لا يخطُبُها زوجُها ولا غيرُه، حتى تنقضيَ عِدَّتُها وقال ابنُ مسعودٍ إذا مضَتْ أربعةُ أشهُرٍ فهي واحدةٌ يخطُبُها زوجُها في العِدَّةِ ولا يخطُبُها غيرُه وقال ابنُ عباسٍ ما لكم تقولون عليها إذا مضتْ أربعةُ أشهرٍ وقد حاضتْ فيها ثلاثَ حِيَضٍ تزوجَتْ مَنْ شاءتْ وقال أبو الدرداءِ إذا مضَتْ أربعةُ أشهرٍ يوقَفُ فإنْ شاء طلَّق وإنْ شاء فاءَ
خلاصة حكم المحدث : الصحيح عن علي مثل قول أبي الدرداء، ولا يصح عنه ما حكاه قتادة، وقتادة حافظ مدلس ويرسل
الراوي : قتادة بن دعامة | المحدث : ابن عبدالبر | المصدر : الاستذكار
الصفحة أو الرقم : 5/42
التصنيف الموضوعي: طلاق - الإيلاء نكاح - حق المرأة على الزوج علم - الأخذ باختلاف الصحابة
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

4 - عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيّ قال : سألتُ عليّ بن أبي طالبٍ، فقلت : يا أبا الحسنِ أيّهما أفضلُ : المَشْيُ خلفَ الجنازَةِ أو أمامها ؟ فقال لي : يا أبا سعيدٍ ومثلكَ يسألُ عن هذا ؟ فقلت : ومن يسأَلُ عن هذا إلا مِثْلي ؟ رأيتُ أبا بكرٍ وعمرَ يمشِيانِ أمامَها، فقال رحمهُما اللهُ وغفرَ لهما، والله لقد سمعا كما سمعنا، ولكنّهما كانا سهليْنِ يُحبّانِ السهولةَ، يا أبا سعيدٍ إذا مشيتَ خلفَ أخيكَ المسلمِ فأنصتْ وفكّرْ في نفسكَ، كأنك قد صرتَ مثلهُ، أخوكَ كان يُشاحنكَ على الدنيا، خرجَ منها حَرِيبا سليبا، ليسَ لهُ إلا ما تزوّدَ من عملٍ صالحٍ، فإذا بلغتَ القبرَ فجلسَ الناسُ فلا تجلسْ، ولكن قُمْ على شفيرِ قبرهِ، فإذا دُلّيَ في قبرهِ، فقل بسم الله وفي سبيلِ اللهِ وعلى مِلّةِ رسولِ اللهِ ، اللهم عبْدُكَ نزلَ بكَ وأنتَ خير منزولٍ بهِ، خلّفَ الدنيا خلْفَ ظهرهِ فاجعل ما قدِمَ عليهِ خيرا مما خلفَ، فإنّكَ قلت وقولكَ الحقُ : { وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ للأَبْرَارِ }، ثم احْثُ عليهِ ثلاثَ حثياتٍ

5 - سألْتُ علِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فقلْتُ يا أبا الحسنِ أيُّهُما أفْضَلُ المشْيُ خَلْفَ الجنازَةِ أوْ أَمَامَهَا فقَالَ لي يا أبا سَعِيدٍ ومثلُكَ يَسْأَلُ عن هَذَا [ فقلْتُ ومن يَسْأَلُ عَنْ هَذَا إِلَّا ] مِثْلِي إنِّي رأيتُ أبا بكرٍ وعمرَ يمشيانِ أمامَها فقال رحمهُمَا اللهُ وغفَرَ لهما واللهِ لقدْ سَمِعَا كمَا سَمِعْنَا ولكنَّهُمَا كانَا سهْلَيْنِ يُحِبَّانِ السهولَةَ يا أبا سعيدٍ إذا مَشَيْتَ خلفَ أخيكَ المسلمِ فأنصِتْ وفَكِّرْ في نفْسِكَ كأنَّكَ قَدْ صِرْتَ مثلَهُ أخوكَ كان يُشَاحُّكَ عَلَى الدنيا خرجَ مِنْهَا حَزِينًا سَلِيبًا لَيْسَ لَهُ إِلَّا مَا تَزَوَّدَ مِنْ عَمَلٍ صالِحٍ فإذا بَلَغَتِ القبرَ فجَلَسَ الناسُ فلا تجْلِسْ ولكن قُمْ عَلَى شفيرِ قبرِهِ [ فَإِذَا دُلِّيَ ] فقلْ بِسْمِ اللهِ وَفِي سبيلِ اللهِ وعلَى مِلَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اللهمَّ عبدُكَ نزلَ بِكَ وأنتَ خيرُ منزولٍ بِهِ خَلَّفَ الدُّنيا خلفَ ظهرِهِ فاجعلْ ما قدِمَ عليه خيرًا مما خلَّفَ فَإِنَّكَ قلْتَ وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلَأَبْرَارِ ثمَّ احثُ عليه ثلاثَ حثَيَاتٍ

6 - كان طَلحةُ يُغِلُّ بالعِراقِ أربعَ مِئةِ ألفٍ، ويُغِلُّ بالسَّراةِ عَشْرةَ آلافِ دِينارٍ، أو أقَلَّ، أو أكثَرَ، وبالأعْراضِ له غَلَّاتٌ، وكان لا يَدَعٌ أحدًا مِن بَني تَيْمٍ عائلًا إلَّا كَفاه، وقَضى دَيْنَه، ولقد كان يُرسِلُ إلى عائشةَ إذا جاءتْ غَلَّتَه كُلَّ سَنةٍ بعَشْرةِ آلافٍ، ولقد قَضى عن فُلانٍ التَّيْميِّ ثَلاثينَ ألفًا.

7 - سألتُ سَعيدَ بنَ جُبَيرٍ عمَّن أفطَرَ في رَمَضانَ؟ فقال: كان ابنُ عَبَّاسٍ يقولُ: من أفطر في رَمَضانَ فعليه عِتقُ رَقَبةٍ، أو صَومُ شَهرٍ، أو إطعامُ ثلاثينَ مِسكينًا، ومن وقع على امرأتِه وهي حائِضٌ، وسَمِعَ أذانَ الجُمُعةِ ولم يُجَمِّعْ وليس له عُذرٌ، كذلك عِتقُ رَقَبةٍ.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] أبو حريز هو عبد الله بن حسين الازدي وهو ضعيف
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المحلى
الصفحة أو الرقم : 6/189
التصنيف الموضوعي: حيض - إتيان الحائض في الدم جمعة - ترك الجمعة من غير عذر صيام - من أفطر عمدا في رمضان جمعة - التغليظ في ترك الجمعة صيام - الترهيب من إفطار رمضان
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث
 

1 -  عَنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه قالَ: كانَ فَرَضَ لِلْمُهاجِرِينَ الأَوَّلِينَ أرْبَعَةَ آلافٍ في أرْبَعَةٍ، وفَرَضَ لِابْنِ عُمَرَ ثَلاثَةَ آلافٍ وخَمْسَ مِئَةٍ، فقِيلَ له: هو مِنَ المُهاجِرِينَ، فَلِمَ نَقَصْتَهُ مِن أرْبَعَةِ آلافٍ؟ فقالَ: إنَّما هاجَرَ به أبَواهُ. يقولُ: ليسَ هو كَمَن هاجَرَ بنَفْسِهِ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3912 التخريج : من أفراد البخاري على مسلم
التصنيف الموضوعي: غنائم - التفضيل على السابقة والنسب غنائم - الغنائم وتقسيمها مناقب وفضائل - فضائل المهاجرين ومناقبهم جهاد - الفيء والغنيمة مناقب وفضائل - عبد الله بن عمر
| أحاديث مشابهة | شرح الحديث

2 - زيدُ بن أسلمَ يقول ما من داعٍ يدعُو إلا كان بين إِحدى ثلاث ٍ: إما أَنْ يُستجابَ لهُ, وإما أن يُدّخرَ لهُ, وإما أن يُكفرَ عنهُ
خلاصة حكم المحدث : محفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم
الراوي : مالك بن أنس | المحدث : ابن عبدالبر | المصدر : التمهيد
الصفحة أو الرقم : 5/343
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - استجابة الدعاء أدعية وأذكار - فضل الدعاء وإثم تركه استغفار - أسباب المغفرة استغفار - مغفرة الله تعالى للذنوب العظام وسعة رحمته استغفار - مكفرات الذنوب

3 - عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قال لا يقولُ رجلٌ أستغفِرُ اللهَ الَّذي لا إلهَ إلَّا هو الحيُّ القيُّومُ وأتوبُ إليه ثلاثَ مرَّاتٍ إلَّا غُفِرَ له وإنْ كان فرَّ مِنَ الزَّحفِ
خلاصة حكم المحدث : رجاله وثقوا‏‏
الراوي : [عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود] | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 10/213
التصنيف الموضوعي: استغفار - فضل الاستغفار توبة - الحض على التوبة توبة - سقوط الذنوب بالاستغفار والتوبة استغفار - أسباب المغفرة استغفار - مكفرات الذنوب

4 - حجَّ عمرُ عامَ الرَّمادةِ سنةَ ستَّ عَشْرَةَ حتَّى إذا كان بين السُّقْيا والعَرْجِ في جوفِ اللَّيلِ عرَض له راكبٌ على الطَّريقِ فصاح أيُّها الرَّكْبُ أفيكم رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم فقال له عمرُ ويلَك أتعقِلُ قال العقلُ ساقَني إليك أتُوُفِّي رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم فقالوا تُوُفِّي فبكى وبكى النَّاسُ معه فقال مَن وليُّ الأمرِ بعده قالوا ابنُ أبي قُحافةَ فقال أحنفُ بني تَيْمٍ فقالوا نَعَمْ فقال فهو فيكم قالوا لا قد تُوُفِّي فدعا ودعا النَّاسُ فقال مَن وليُّ الأمرِ من بعدِه قالوا عمرُ قال أحمرُ بني عَدِيٍّ قالوا نَعَمْ هو الَّذي يُكلِّمُك قال فأين كُنْتُم عن أبيضَ بني أُميَّةَ أو أصلعَ بني هاشمٍ قالوا قد كان ذاك فما حاجتُك قال لَقيتُ رسول اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم وأنا أبو عَقيلٍ العُجَيليُّ على رَدْهَةِ جُعَيلٍ فأسلَمْتُ وبايَعْتُ وشرِبْتُ معه شربةً من سُوَيقٍ شرِب أوَّلَها وسقاني آخرَها فواللهِ ما زِلْتُ أجدُ شبعَها كلَّما جُعْتُ وبردَها كلَّما عطِشْتُ ورِيَّها كلَّما ظمِئْتُ إلى يومي هذا ثُمَّ تسنَّمْتُ هذا الجبلَ الأبعرَ أنا وزوجتي وبناتٌ لي فكُنْتُ فيه أُصَلِّي في كلِّ يومٍ وليلةٍ خمسَ صلواتٍ وأصومُ شهرًا في السَّنةِ وأذبَحُ لعشرِ ذي الحجَّةِ فذلك ما علَّمَني رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم حتَّى دخَلَتْ هذه السَّنةُ فواللهِ ما بقيَتْ لنا شاةٌ إلَّا شاةٌ واحدةٌ بَغَتَها الذِّئبُ البارحةَ فأكَل بعضَها وأكَلنا بعضَها فالغوثَ الغوثَ فقال عمرُ أتاك الغوثُ أصبِحْ معنا بالماءِ ومضى عمرُ حتَّى الماءِ وجعَل ينتظِرُ وأخَّر الرَّواحَ من أجلِه فلم يأتِ فدعا صاحبَ الماءِ فقال إنَّ أبا عَقيلٍ الجُعَيليَّ معه ثلاثُ بناتٍ له وزوجُه فإذا جاءك فأنفِقْ عليه وعلى أهلِه وولدِه حتَّى أمُرَّ بك راجعًا إن شاء اللهُ فلمَّا قضى عمرُ حجَّه ورجَع دعا صاحبَ الماءِ فقال ما فعَل أبو عَقيلٍ فقال جاءني الغدَ يومَ حدَّثْتَني فإذا هو موعوكٌ فمرِض عندي ليال ثُمَّ مات فذاك قبرُه فأقبَل عمرُ على أصحابِه فقال لم يَرْضَ اللهُ له فتنتَكم ثُمَّ قام في النَّاسِ فصلَّى عليه وضمَّ بناتِه وزوجتَه فكان يُنفِقُ عليهم

5 - لمَّا تُوفِّي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جاء مالٌ من البحرَيْن قال أبو بكرٍ : من كان له على رسولِ اللهِ شيءٌ أو عدَّةٌ فليقُمْ فليأخُذْ فقام جابرٌ فقال : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : إن جاءني مالٌ من البحرَيْن لأُعطينَّك هكذا وهكذا _ ثلاثَ مرَّاتٍ _ وحثا بيدِه. فقال أبو بكرٍ : قُمْ فخُذْ بيدِك فأخذ فإذا هنَّ خمسُمائةٍ فقال : عُدُّوا له ألفًا وقسَم بين النَّاسِ عشرةَ دراهمَ عشرةَ دراهمَ وقال : إنَّما هذه مواعيدُ وعدها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم النَّاسَ حتَّى إذا كان عامٌ مُقبِلٌ جاء مالٌ أكثرُ من ذلك المالِ فقسَم بين النَّاسِ عشرين درهمًا عشرين درهمًا وفضلتْ منه فَضلَةٌ فقسَم للخدَمِ خمسةَ دراهمَ خمسةَ دراهمَ وقال : إنَّ لكم خَدمًا يخدِمونكم ويُعالجون لكم فرضَخنا لهم فقالوا : لو فضَّلتَ المهاجرين والأنصارَ لسابقتِهم ولمكانِهم من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : أجرُ أولئك على اللهِ إنَّ هذا المعاشَ الأسوةُ فيه خيرٌ من الأثَرةِ فعمِل بهذا ولايتَه حتَّى إذا كان سنةُ - أراه - ثلاثَ عشرةَ في جُمادَى الآخرةِ من ليالٍ بقين منه مات فوَلِي عمرُ، ففتح الفتوحَ وجاءته الأموالُ فقال : إنَّ أبا بكرٍ رأَى في هذا المالِ رأيًا ولي فيه رأيٌ آخرُ لا أجعلُ من قاتل رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كمن قاتل معه، ففرض للمهاجرين والأنصارِ ممَّن شهِد بدرًا خمسةَ آلافٍ وفرض لمن كان له إسلامٌ كإسلامِ أهلِ بدرٍ ولم يشهَدْها أربعةَ آلافٍ أربعةَ آلافٍ وفرض لأزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اثنَيْ عشرَ ألفًا وفرض لأسامةَ بنِ زيدٍ أربعةَ آلافٍ وفرض لعبدِ اللهِ بنِ عمرَ ثلاثةَ آلافٍ فقال : يا أبه لم زِدتَه عليَّ ألفًا ما كان لأبيه من الفضلِ ما لم يكُنْ لأبي وما كان له ما لم يكُنْ لي فقال : إنَّ أبا أسامةَ كان أحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من أبيك وكان أسامةُ أحبَّ إلى رسولِ اللهِ منك وفرض للحسنِ والحسينِ خمسةَ آلافٍ خمسةَ آلافٍ ألحقهما بأبيهما لمكانِهما من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وفرض لأبناءِ المهاجرين والأنصارِ ألفَيْن ألفَيْن فمرَّ به عمرُ بنُ أبي سلَمةَ فقال : زِيدوه ألفًا فقال له محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ جحشٍ ما كان لأبيه ما لم يكُنْ لآبائِنا وما كان له ما لم يكُنْ لنا قال : إنِّي فرضتُ له بأبيه ألفَيْن وزِدتُه بأمِّه أمِّ سلمةَ ألفًا، فإن كانت لك أمٌّ مثلُ أمِّه زِدتُك ألفًا وفرض لأهلِ مكَّةَ والنَّاسَ ثمانَمائةٍ فجاءه طلحةُ بنُ عبيدِ اللهِ بأخيه عثمانَ ففرض له ثمانَمائةٍ فمرَّ به النَّضْرُ بنُ أنسٍ فقال عمرُ : افرِضوا له في ألفَيْن فقال له طلحةُ : جِئتُك بمثلِه ففرضتُ له ثمانَمائةٍ فقال : إنَّ أبا هذا لقيني يومَ أُحُدٍ فقال لي : ما فعل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقلتُ : ما أراه إلَّا قد قُتِل فسلَّ سيفَه وكُسِر غِمدُه فقال : إن كان رسولُ اللهِ قد قُتِل، فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يموتُ فقاتل حتَّى قُتِل وهذا يرعَى الشَّاءُ في مكانِ كذا وكذا.
خلاصة حكم المحدث : إسناده منقطع
الراوي : عمر مولى غفرة | المحدث : الذهبي | المصدر : المهذب في اختصار السنن
الصفحة أو الرقم : 5/2525 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة (32868)، والبزار (286)، والطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (5434) واللفظ لهم جميعا.
التصنيف الموضوعي: غنائم - التفضيل على السابقة والنسب فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - ذكر من قضى دين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعداته فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مرض النبي وموته جزية - ما وعد به النبي من مال البحرين والجزية
|أصول الحديث

6 - قال عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه: وافَقتُ رَبِّي في ثَلاثٍ؛ قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هَذا مَقامُ إبراهيمَ لوِ اتَّخَذناه مُصَلًّى، فأنزَل اللهُ تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البَقَرة: 125] وقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، لو حَجَبتَ نِساءَك فإنَّه يَدخُلُ عليك البَرُّ والفاجِرُ، فأنزَل اللهُ آيةَ الحِجابِ {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53]، وقُلتُ في أسارى بَدرٍ: اضرِبْ أعناقَهم، فاستَشارَ أصحابَه، فأشاروا عليه بأخذِ الفِداءِ، فأنزَل اللهُ {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} [الأنفال: 67] الآية.
خلاصة حكم المحدث : لم يروه عن قرة بن خالد إلا حفص بن عمر النجار الرازي الإمام؛ تفرد به العلاء بن سالم.
الراوي : أنس بن مالكٍ | المحدث : الطبراني | المصدر : المعجم الصغير
الصفحة أو الرقم : 886
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة البقرة حج - الصلاة خلف المقام زينة اللباس - الحجاب قرآن - أسباب النزول مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب

7 - عنْ شُرَحبيلَ بنِ سَعدٍ، قالَ: حَضَرتُ عبدَ اللهِ بنَ عَبَّاسٍ صَلَّى بنا على جِنازةٍ بالأبواءِ فكبَّر، ثمَّ اقتَرَأ بأُمِّ القُرآنِ رافِعًا صوتَه بها، ثمَّ صَلَّى على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ قالَ: اللَّهُمَّ عَبدُكَ، وابنُ عَبدِكَ، وابنُ أَمَتِكَ، يَشهَدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنت وَحدَكَ لا شَريكَ لكَ، ويَشهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبدُكَ ورَسولُكَ، أصبَحَ فَقيرًا إلى رَحمَتِكَ، وأصبَحْتَ غَنِيًّا عنْ عَذاِبه، تَخَلَّى منَ الدُّنيا وأهلِها، إنْ كان زاكِيًا فَزَكِّه، وإنْ كان مُخطِئًا فاغفِرْ له، اللَّهُمَّ لا تَحرِمْنا أجْرَه، ولا تُضِلَّنا بَعدَه، ثمَّ كَبَّر ثَلاثَ تَكبيراتٍ، ثمَّ انصَرَف فقالَ: يا أيُّها النَّاسُ، إنِّي لم أقرَأْ عَلَنًا إلَّا لتَعلَموا أنَّها السُّنَّةُ.

8 - [عنِ ابنِ عبَّاسٍ] رَأتْ عاتِكةُ بِنتُ عبدِ المُطَّلِبِ رَضيَ اللهُ عنها فيما يَرى النَّائمُ أقبَلَ ضَمْضَمُ بنُ عَمْرٍو الغِفاريُّ على فرَسٍ بمكَّةَ ثلاثَ ليالٍ رُؤْيا، فأصبَحَتْ عاتِكةُ فأعْظَمَتْها، فبعَثَتْ إلى أخيها العبَّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ، فقالَتْ له: يا أخي، لقد رأيْتُ رُؤْيا اللَّيلةَ، ليَدخُلَنَّ على قَومِكَ منها شرٌّ وبَلاءٌ، فقالَ: وما هي؟ فقالَتْ: رأيْتُ فيما يَرى النَّائمُ أنَّ رجُلًا أقبَلَ على بَعير له، فوقَفَ بالأبْطَحِ فقالَ: انْفِروا يا آلَ غُدَرٍ لمَصارِعِكم في ثلاثٍ، فأَرى النَّاسَ اجْتَمَعوا إليه، ثمَّ أُرى بَعيرَه دخَلَ به المَسجِدَ، واجتمَعَ النَّاسُ إليه، ثمَّ مثَلَ به بَعيرُه، فإذا هو على رأْسِ الكَعْبةِ، فقالَ: انْفِروا يا آلَ غُدَرٍ لمَصارِعِكم في ثَلاثٍ، ثمَّ أُرى بَعيرَه مثَلَ به على رأْسِ أبي قُبَيسٍ، فقالَ: انْفِروا يا آلَ غُدَرٍ لمَصارِعِكم في ثَلاثٍ، ثمَّ أخَذَ صَخْرةً، فأرسَلَها من رأْسِ الجبَلِ، فأقبَلَتْ تَهْوي حتَّى إذا كانتْ في أسفَلَ، ثُمَّ ارفَضَّتْ فما بَقِيَتْ دارٌ من دُورِ قَومِكَ، ولا بَيتٌ إلَّا دخَلَ فيه بَعضُها، فقالَ العبَّاسُ: واللهِ، إنَّ هذه لَرُؤْيا فاكْتُميها، قالَتْ: وأنتَ فاكْتُمْها لَئنْ بلَغَتْ هذه قُرَيشًا ليُؤْذونا، فخرَجَ العبَّاسُ من عِندِها، ولَقيَ الوَليدَ بنَ عُتْبةَ، وكان له صَديقًا، فذكَرَها له، واستَكْتَمَه إيَّاها، فذكَرَها الوَليدُ لأبيهِ، فتحَدَّثَ بها، ففَشا الحَديثُ، قالَ العبَّاسُ: واللهِ، إنِّي لغادٍ إلى الكَعْبةِ لأَطوفَ بها؛ إذ دخَلْتُ المَسجِدَ، فإذا أبو جَهلٍ في نَفرٍ من قُرَيشٍ يَتحدَّثونَ عن رُؤْيا عاتِكةَ، فقالَ أبو جَهلٍ: يا أبا الفَضْلِ، متى حدَّثَتْ هذه النَّبيَّةُ فيكم؟ قلْتُ: وما ذاك؟ قالَ: رُؤْيا رأَتْها عاتِكةُ بنتُ عَبدِ المُطَّلِبِ، أمَا رَضيتُم يا بَني عَبدِ المُطَّلِبِ أنْ تَنبَّأَ رِجالُكم حتَّى تَنبَّأَ نِساؤُكم فسنَتَربَّصُ بكم هذه الثَّلاثَ الَّتي ذكَرَتْ عاتِكةُ، فإنْ كان حقًّا فسيَكونُ، وإلَّا كَتَبْنا عليكم كِتابًا إنَّكم أكذَبُ أهْلِ بَيتٍ في العرَبِ، فواللهِ ما كانَ إليه منِّي من كَبيرٍ إلَّا أنِّي أنكَرْتُ ما قالَتْ، فقلْتُ: ما رأتْ شَيئًا ولا سمِعَتُ بهذا، فلمَّا أمسَيْتُ لم تَبقَ امْرأةٌ من بَني عَبدِ المُطَّلِبِ إلَّا أتَتْني، فقُلْنَ: صَبَرْتم لهذا الفاسِقِ الخَبيثِ أنْ يقَعَ في رِجالِكم، ثمَّ تَناوَلَ النِّساءَ وأنتَ تَسمَعُ فلم يكُنْ عِندَكَ في ذلك غَيْرةٌ؟ فقلْتُ: قد واللهِ صدَقْتُنَّ، وما كانَ عِنْدي في ذلك من غَيْرةٍ إلَّا أنِّي قد أنكَرْتُ ما قالَ، فإنْ عادَ لأكْسَعَنَّه، فغدَوْتُ في اليومِ الثَّالثِ أتَعرَّضُه ليَقولَ شَيئًا فأُشاتِمَه، فواللهِ إنِّي لمُقبِلٌ نحوَه، وكانَ رجُلًا حَديدَ الوَجهِ، حَديدَ المَنظَرِ، حَديدَ اللِّسانِ؛ إذ وَلَّى نحوَ بابِ المسجِدِ يَشتَدُّ، فقلْتُ في نفْسي: اللَّهمَّ الْعَنْه، أكلُّ هذا فرَقًا أنْ أُشاتِمَه، وإذا هو قد سمِعَ ما لم أسمَعْ صَوتَ ضَمْضَمِ بنِ عَمرٍو وهو واقِفٌ على بَعيرِه بالأبْطَحِ قد حوَّلَ رَحْلَه ، وشقَّ قَميصَه، وجدَعَ بَعيرَه، يَقولُ: يا مَعشَرَ قُرَيشٍ، اللَّطيمةُ اللَّطيمةُ، أمْوالُكم معَ أبي سُفْيانَ، وتِجارَتُكم قد عرَضَ لها محمَّدٌ وأصْحابُه، فالغَوثَ، فشغَلَه ذلك عنِّي، فلم يكُنْ إلَّا الجَهازُ حتَّى خرَجْنا، فأصابَ قُرَيشًا ما أصابَها يومَ بَدرٍ، من قَتلِ أشْرافِهم، وأسْرِ خيارِهم، فقالَتْ عاتِكة ُبنتُ عبدِ المطَّلِبِ: ألم تكُنِ الرُّؤْيا بحقٍّ وَعابَكم... بتَصْدِيقِها فُلٌّ منَ القَومِ هارِبُ فقُلْتُم ولم أكذِبْ كذَبْتِ وإنَّما... يُكذِّبُنا بالصِّدقِ مَن هو كاذِبُ".
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : عكرمة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4349
التصنيف الموضوعي: أقارب النبي - خالات النبي وعماته رؤيا - تأويل الرؤيا رؤيا - رؤيا أهل السجون والفساد والشرك مغازي - غزوة بدر مناقب وفضائل - فضائل قرابة النبي صلى الله عليه وسلم

9 - عن ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنه قالَ: «لمَّا أرادَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ أن يَرفَعَ عيسى عليه السَّلامُ خَرَجَ على أصْحابِه مِن عَيْنٍ في بَيْتٍ ورَأسُه يَقطُرُ ماءً، وهُمُ اثْنا عَشَرَ رَجُلًا، فقالَ: إنَّ مِنكم مَن سيَكفُرُ بَعْدَ إذ آمَنَ بي، أيُّكم يُلْقى عليه شَبَهي فيُقتَلَ مَكاني فيكونَ معي، فقامَ شابٌّ، فقالَ له: أنا، فقالَ له: اجْلِسْ، ثُمَّ أعادَ عليهم، فقالَ الشَّابُّ: أنا، فقالَ: اجْلِسْ، فأعادَ عليهم، فقالَ الشَّابُّ: أنا، فقالَ: أنتَ ذاك، فأُلْقيَ عليه شَبَهُ عيسى، ورُفِعَ عيسى مِن زاوِيةٍ مِن البَيْتِ إلى السَّماءِ، وجاءَ الطَّلُبُ مِن اليَهودِ فأخَذوا الشَّبَهَ فقَتَلوه، ثُمَّ صَلَبوه قالَ: وافْتَرَقوا ثَلاثَ فِرَقٍ، فقالَتْ فِرْقةٌ: كانَ فينا عَبْدُ اللهِ ورَسولُه ما شاءَ اللهُ، ثُمَّ رَفَعَه اللهُ إليه، وهؤلاء المُسلِمونَ. وقالَتْ فِرْقةٌ: كانَ فينا اللهُ ما شاءَ، ثُمَّ ارْتَفَعَ إلى السَّماء،ِ وهؤلاء اليَعْقوبيَّةُ. وقالَتْ فِرْقةٌ: كانَ فينا ابنُ اللهِ ما شاءَ، ثُمَّ رَفَعَه إليه، وهؤلاء النَّسْطوريَّةُ، فتَظاهَرَتِ الكافِرتانِ على المُؤْمِنةِ، فقاتَلوها فقَتَلوها، فلم يَزَلِ الإسْلامُ طامِسًا حتَّى جاءَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأَنزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} يَعْني: الطَّائِفةَ الَّتي آمَنَتْ في زَمَنِ عيسى، {وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ} الَّتي كَفَرَتْ في زَمَنِ عيسى، {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا} في زَمَنِ عيسى بإظْهارِ مُحمَّدٍ عليه السَّلامُ دينَهم على دينِ الكافِرينَ».
خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 10 / 377
التصنيف الموضوعي: أنبياء - عيسى أنبياء - معجزات تفسير آيات - سورة الصف إيمان - الأنبياء والرسل إيمان - توحيد الألوهية

10 - كانَ مَعقِلُ بنُ سِنانٍ الأشْجَعيُّ قد صحِبَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحمَلَ لِواءَ قَومِه يومَ الفَتحِ ، وكانَ شابًّا طَريًّا، وبَقيَ بعدَ ذلك حتَّى بعَثَه الوَليدُ بنُ عُتْبةَ بنِ أبي سُفْيانَ، وكانَ على المَدينةِ، فاجتمَعَ مَعقِلُ بنُ سِنانٍ ومُسلِمُ بنُ عُقْبةَ الَّذي يُعرَفُ بمُسرِفٍ، فقالَ مَعقِلٌ لمُسرِفٍ -وقد كانَ آنَسَه وحادَثَه إلى أنْ ذكَرَ مَعقِلٌ يَزيدَ بنَ مُعاويةَ- فقالَ مَعقِلٌ: إنِّي خرَجْتُ كَرْهًا لبَيْعةِ هذا الرَّجلِ، وقد كانَ مِنَ القَضاءِ والقَدَرِ خُروجي إليه؛ رَجُلٌ يَشرَبُ الخَمرَ، ويَزْني بالحَرَمِ!، ثمَّ نالَ منه، وذكَرَ خِصالًا كانتْ فيه، ثمَّ قالَ لمُسرِفٍ: أحببْتُ أنْ أضَعَ ذلك عندَكَ. فقالَ مُسرِفٌ: أمَّا أنْ أذكُرَ ذلك لأميرِ المُؤمِنين يَوْمي هذا، فلا واللهِ لا أفعَلُ، ولكنْ للهِ عليَّ عَهدٌ وميثاقٌ لا تُمكِّنُني يَدايَ منكَ ولي عليكَ مَقدِرةٌ إلَّا ضرَبْتُ الَّذي فيه عَيْناكَ، فلمَّا قدِمَ مُسرِفٌ المَدينةَ، وأوقَعَ بهِم أيَّامَ الحَرَّةِ، وكانَ مَعقِلُ بنُ سِنانٍ يومَئذٍ صاحِبَ المُهاجِرينَ، فأتَى به مُسرِفٌ مَأْسورًا، فقالَ له: يا مَعقِلُ بنَ سِنانٍ أعطِشْتَ؟ قالَ: نعمْ، أصلَحَ اللهُ الأميرَ. قالَ: خَوِّضوا له شَرْبةَ بِلُّورٍ. قالَ: فخاضُوها له، فقالَ: أشرِبْتَ ورَويتَ؟ قالَ: نعمْ. قالَ: أمَا واللهِ لا يَشتَهي بها يا مَفرِجُ يا نَوفَلُ بنَ مُساحِقٍ قُمْ فاضرِبْ عُنُقَه، فقامَ إليه فقتَلَه صَبرًا، وكانتِ الحَرَّةُ في ذي الحِجَّةِ سنةَ ثلاثٍ وستِّينَ، فقالَ شاعرُ الأنْصارِ: ألَا تِلْكمُ الأنْصارُ تَنْعَى سَراتَها... وأشْجَعُ تَنْعَى مَعقِلَ بنَ سِنانِ.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : عثمان بن زياد الأشجعي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6/ 401
التصنيف الموضوعي: جهاد - الرايات والألوية مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نذور - الوفاء بالنذر أشراط الساعة - قتال المسلمين بين بعضهم بعضا فتن - القتال على الملك

11 - كنتُ عندَ سليمانَ بنِ هشامٍ، وعندَه الزُّهْريُّ، فسألوه عنِ الإيلاءِ ، فقال الزُّهريُّ : إذا مضَتْ أربعةُ أشهُرٍ فواحدةٌ وهو أحقُّ بها، فقلتُ له : ما قلتَ بقولِ عليٍّ، ولا بقولِ ابنِ مسعودٍ، ولا بقولِ ابنِ عباسٍ، ولا بقولِ أبي الدرداءِ ! فقال سليمانُ بنُ هشامٍ : ما قال هؤلاءِ ؟ قلتُ : كان عليٌّ يقولُ : إذا مضَتْ أربعةُ أشهرٍ فهي واحدةٌ، لا يخطُبُها زوجُها ولا غيرُه، حتى تنقضيَ عِدَّتُها وقال ابنُ مسعودٍ إذا مضَتْ أربعةُ أشهُرٍ فهي واحدةٌ يخطُبُها زوجُها في العِدَّةِ ولا يخطُبُها غيرُه وقال ابنُ عباسٍ ما لكم تقولون عليها إذا مضتْ أربعةُ أشهرٍ وقد حاضتْ فيها ثلاثَ حِيَضٍ تزوجَتْ مَنْ شاءتْ وقال أبو الدرداءِ إذا مضَتْ أربعةُ أشهرٍ يوقَفُ فإنْ شاء طلَّق وإنْ شاء فاءَ
خلاصة حكم المحدث : الصحيح عن علي مثل قول أبي الدرداء، ولا يصح عنه ما حكاه قتادة، وقتادة حافظ مدلس ويرسل
الراوي : قتادة بن دعامة | المحدث : ابن عبدالبر | المصدر : الاستذكار
الصفحة أو الرقم : 5/42 التخريج : لم نقف عليه إلا عند ابن عبد البر في ((الاستذكار)) (25400).
التصنيف الموضوعي: طلاق - الإيلاء نكاح - حق المرأة على الزوج علم - الأخذ باختلاف الصحابة
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

12 - عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيّ قال : سألتُ عليّ بن أبي طالبٍ، فقلت : يا أبا الحسنِ أيّهما أفضلُ : المَشْيُ خلفَ الجنازَةِ أو أمامها ؟ فقال لي : يا أبا سعيدٍ ومثلكَ يسألُ عن هذا ؟ فقلت : ومن يسأَلُ عن هذا إلا مِثْلي ؟ رأيتُ أبا بكرٍ وعمرَ يمشِيانِ أمامَها، فقال رحمهُما اللهُ وغفرَ لهما، والله لقد سمعا كما سمعنا، ولكنّهما كانا سهليْنِ يُحبّانِ السهولةَ، يا أبا سعيدٍ إذا مشيتَ خلفَ أخيكَ المسلمِ فأنصتْ وفكّرْ في نفسكَ، كأنك قد صرتَ مثلهُ، أخوكَ كان يُشاحنكَ على الدنيا، خرجَ منها حَرِيبا سليبا، ليسَ لهُ إلا ما تزوّدَ من عملٍ صالحٍ، فإذا بلغتَ القبرَ فجلسَ الناسُ فلا تجلسْ، ولكن قُمْ على شفيرِ قبرهِ، فإذا دُلّيَ في قبرهِ، فقل بسم الله وفي سبيلِ اللهِ وعلى مِلّةِ رسولِ اللهِ ، اللهم عبْدُكَ نزلَ بكَ وأنتَ خير منزولٍ بهِ، خلّفَ الدنيا خلْفَ ظهرهِ فاجعل ما قدِمَ عليهِ خيرا مما خلفَ، فإنّكَ قلت وقولكَ الحقُ : { وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ للأَبْرَارِ }، ثم احْثُ عليهِ ثلاثَ حثياتٍ

13 - سألْتُ علِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فقلْتُ يا أبا الحسنِ أيُّهُما أفْضَلُ المشْيُ خَلْفَ الجنازَةِ أوْ أَمَامَهَا فقَالَ لي يا أبا سَعِيدٍ ومثلُكَ يَسْأَلُ عن هَذَا [ فقلْتُ ومن يَسْأَلُ عَنْ هَذَا إِلَّا ] مِثْلِي إنِّي رأيتُ أبا بكرٍ وعمرَ يمشيانِ أمامَها فقال رحمهُمَا اللهُ وغفَرَ لهما واللهِ لقدْ سَمِعَا كمَا سَمِعْنَا ولكنَّهُمَا كانَا سهْلَيْنِ يُحِبَّانِ السهولَةَ يا أبا سعيدٍ إذا مَشَيْتَ خلفَ أخيكَ المسلمِ فأنصِتْ وفَكِّرْ في نفْسِكَ كأنَّكَ قَدْ صِرْتَ مثلَهُ أخوكَ كان يُشَاحُّكَ عَلَى الدنيا خرجَ مِنْهَا حَزِينًا سَلِيبًا لَيْسَ لَهُ إِلَّا مَا تَزَوَّدَ مِنْ عَمَلٍ صالِحٍ فإذا بَلَغَتِ القبرَ فجَلَسَ الناسُ فلا تجْلِسْ ولكن قُمْ عَلَى شفيرِ قبرِهِ [ فَإِذَا دُلِّيَ ] فقلْ بِسْمِ اللهِ وَفِي سبيلِ اللهِ وعلَى مِلَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اللهمَّ عبدُكَ نزلَ بِكَ وأنتَ خيرُ منزولٍ بِهِ خَلَّفَ الدُّنيا خلفَ ظهرِهِ فاجعلْ ما قدِمَ عليه خيرًا مما خلَّفَ فَإِنَّكَ قلْتَ وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلَأَبْرَارِ ثمَّ احثُ عليه ثلاثَ حثَيَاتٍ

14 - كان طَلحةُ يُغِلُّ بالعِراقِ أربعَ مِئةِ ألفٍ، ويُغِلُّ بالسَّراةِ عَشْرةَ آلافِ دِينارٍ، أو أقَلَّ، أو أكثَرَ، وبالأعْراضِ له غَلَّاتٌ، وكان لا يَدَعٌ أحدًا مِن بَني تَيْمٍ عائلًا إلَّا كَفاه، وقَضى دَيْنَه، ولقد كان يُرسِلُ إلى عائشةَ إذا جاءتْ غَلَّتَه كُلَّ سَنةٍ بعَشْرةِ آلافٍ، ولقد قَضى عن فُلانٍ التَّيْميِّ ثَلاثينَ ألفًا.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] محمد بن عمر هو الواقدي متروك
الراوي : محمد بن إبراهيم التيمي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/32 التخريج : أخرجه ابن سعد (3/ 221)، وابن عساكر (25/ 101) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم آداب عامة - توقير العلماء وذوي المكانة والفضل صدقة - الحث على المعروف وإعانة الملهوف وإغاثته مناقب وفضائل - طلحة بن عبيد الله نفقة - الإنفاق في أوجه الخير وفضله
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

15 - عن عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رضي اللهُ عنه قال كان فَرَض للمُهاجِرينَ الأوَّلينَ أربعةَ آلافٍ في أربعةٍ وفَرَض لابنِ عُمَرَ ثلاثةَ آلافٍ وخمسَمِئَةٍ فقيل له لم نقَصَه من أربعةِ آلافٍ قال إنما هاجَر به أبَواه يقولُ ليس هو كمَن هاجَر بنفسِه
خلاصة حكم المحدث : مرسل
الراوي : نافع مولى ابن عمر | المحدث : الدارقطني | المصدر : الإلزامات والتتبع
الصفحة أو الرقم : 256 التخريج : أخرجه البخاري (3912)، والبيهقي (13125)، وابن الحداد في ((جامع الصحيحين)) (4070) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: غنائم - التفضيل على السابقة والنسب مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل المهاجرين ومناقبهم مناقب وفضائل - عبد الله بن عمر
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

16 - عن عمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه قال: كان فَرَضَ للمهاجرين الأَوَّلِينَ أربعةَ آلافٍ في أربعةٍ، وفرَضَ لابنِ عمرَ ثلاثةَ آلافٍ وخمسمئةٍ. فقِيلَ له: لِمَ نقَصَه مِن أربعةِ آلافٍ ؟! قال: إنما هاجَرَ به أبواه. يقولُ: ليس هو كمَن هاجَرَ بنفسِه.
خلاصة حكم المحدث : مرسل والطريق الموصول [ فيها] عبيد الله بن عمر العمري قال الحافظ في التقريب صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطئ قال النسائي حديثه عن عبيد الله العمري منكر
الراوي : نافع مولى ابن عمر | المحدث : الوادعي | المصدر : الإلزامات والتتبع
الصفحة أو الرقم : 256 التخريج : أخرجه البخاري (3912)، والبيهقي (13125)، وابن الحداد في ((جامع الصحيحين)) (4070) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: غنائم - التفضيل على السابقة والنسب مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل المهاجرين ومناقبهم مناقب وفضائل - عبد الله بن عمر
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

17 - سألتُ سَعيدَ بنَ جُبَيرٍ عمَّن أفطَرَ في رَمَضانَ؟ فقال: كان ابنُ عَبَّاسٍ يقولُ: من أفطر في رَمَضانَ فعليه عِتقُ رَقَبةٍ، أو صَومُ شَهرٍ، أو إطعامُ ثلاثينَ مِسكينًا، ومن وقع على امرأتِه وهي حائِضٌ، وسَمِعَ أذانَ الجُمُعةِ ولم يُجَمِّعْ وليس له عُذرٌ، كذلك عِتقُ رَقَبةٍ.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] أبو حريز هو عبد الله بن حسين الازدي وهو ضعيف
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المحلى
الصفحة أو الرقم : 6/189 التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (9069)، وابن عبد البر في ((التمهيد)) (5/ 184) واللفظ لهما.
التصنيف الموضوعي: حيض - إتيان الحائض في الدم جمعة - ترك الجمعة من غير عذر صيام - من أفطر عمدا في رمضان جمعة - التغليظ في ترك الجمعة صيام - الترهيب من إفطار رمضان
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

18 - عنْ عَبدِ العَزيزِ بنِ أبي بَكْرةَ، قالَ: كنَّا جُلوسًا عندَ بابِ الصَّغيرِ الَّذي في المَسجِدِ -يَعني بابَ غَيْلانَ- أبو بَكْرةَ وأخوهُ نافِعٌ وشِبلُ بنُ مَعبَدٍ، فجاء المُغيرةُ بنُ شُعْبةَ يَمْشي في ظِلالِ المَسجِدِ، والمَسجِدُ يومَئذٍ مِن قصَبٍ فانْتَهى إلى أبي بَكْرةَ فسلَّمَ عليه، فقالَ له أبو بَكْرةَ: أيُّها الأميرُ، ما أخْرَجَكَ مِن دارِ الإمارةِ؟ قالَ: أتَحدَّثُ إليكم، فقالَ له أبو بَكْرةَ: ليس لك ذلك، الأميرُ يَجلِسُ في دارِه، فيَبعَثُ إلى مَن يَشاءُ فيَتحدَّثُ معَهم، قالَ: يا أبا بَكْرةَ: لا بأْسَ بما أصنَعُ، فدخَلَ مِن بابِ الأصغَرِ حتَّى تقدَّمَ إلى بابِ أمِّ جَميلٍ امْرأةٍ مِن قَيسٍ، قالَ: وبيْنَ دارِ أبي عبدِ اللهِ، وبيْنَ دارِ المَرأةِ طَريقٌ فدخَلَ عليها، قالَ أبو بَكْرةَ: ليس لي على هذا صَبرٌ، فبعَثَ إلى غُلامٍ له فقالَ له: ارْتَقِ مِن غُرْفَتي فانظُرْ منَ الكُوَّةِ، فانطلَقَ فنظَرَ، فلم يَلبَثْ أنْ رجَعَ فقالَ: وجَدْتُهما في لِحافٍ، فقالَ للقَومِ: قُوموا مَعي، فقامُوا فبَدأَ أبو بَكْرةَ فنظَرَ فاستَرجَعَ، ثمَّ قالَ لأخيهِ: انظُرْ، فنظَرَ، قالَ: ما رأيْتَ؟ قالَ: رأيْتُ الزِّنا مَحضًا، ثمَّ قالَ: يا شِبلُ، انظُرْ فنظَرَ، قالَ: ما رأيْتَ؟ قالَ: رأيْتُ الزِّنا مَحضًا. قالَ: أُشهِدُ اللهَ عليكم. قالوا: نعمْ. قالَ: فانصرَفَ إلى أهْلِه، وكتَبَ إلى عُمَرَ بنِ الخطَّابِ بما رَأى، فأتاهُ أمْرٌ فَظيعٌ صاحِبُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلم يَلبَثْ أنْ بعَثَ أبا موسَى الأشْعَريَّ أميرًا على البَصْرةِ، فأرسَلَ أبو موسَى إلى المُغيرةِ أنْ أقِمْ ثَلاثةَ أيَّامٍ أنتَ فيها أميرُ نفْسِكَ، فإذا كانَ يومُ الرَّابِعِ، فارتَحِلْ أنتَ وأبو بَكْرةَ وشُهودُه، فيا طُوبى لكَ إنْ كانَ مَكْذوبًا عليكَ، ووَيلٌ لكَ إنْ كانَ مَصْدوقًا عليكَ، فارتَحَلَ القَومُ أبو بَكْرةَ وشُهودُه والمُغيرةُ بنُ شُعْبةَ حتَّى قَدِموا المَدينةَ على أميرِ المُؤمِنينَ، فقالَ: هاتِ ما عندَكَ يا أبا بَكْرةَ، قالَ: أشهَدُ أنِّي رأيْتُ الزِّنا مَحضًا، ثمَّ قَدَّموا أبا عَبدِ اللهِ أخاهُ فشهِدَ، فقالَ: أشهَدُ أنِّي رأيْتُ الزِّنا مَحضًا، ثمَّ قَدَّموا شِبلَ بنَ مَعبَدٍ البَجَليَّ، فسأَلَه قالَ: أشهَدُ أنِّي قد رأيْتُ الزِّنا مَحضًا، ثمَّ قَدَّموا زيادًا، فقالَ: ما رأيْتَ؟ فقالَ: رأيْتُهما في لِحافٍ، وسمِعْتُ نفَسًا عاليًا، ولا أدْري ما وَراءَ ذلك، فكبَّرَ عُمَرُ وفرِحَ؛ إذْ نَجا المُغيرةُ وضرَبَ القَومَ إلَّا زيادًا، قالَ: كانَ أميرُ المُؤمِنينَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه وَلَّى عُتْبةَ بنَ غَزْوانَ البَصْرةَ، فقَدِمَها سنةَ ستَّ عَشْرةَ، وكانتْ وَفاتُه في سَنةِ تِسعَ عَشْرةَ، وكانَ عُتْبةُ يَكرَهُ ذلك، ويَدْعو اللهَ أنْ يُخلِّصَه منها، فسقَطَ عنْ راحِلَتِه في الطَّريقِ، فماتَ رَحِمَه اللهُ، ثمَّ كانَ مِن أمْرِ المُغيرةِ ما كانَ.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : عبد العزيز بن أبي بكرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6019
التصنيف الموضوعي: حدود - درء الحدود حدود - حد القذف آداب المجلس - التجسس آداب عامة - توقير العلماء وذوي المكانة والفضل لعان وتلاعن - تعظيم الزنا والتشديد فيه

19 - عنْ عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ رَضيَ اللهُ عنه، قالَ: أَقْبلَ إبراهيمُ خليلُ الرَّحمنِ مِن أَرْمِينِيَّةَ مع السَّكينةِ دَليلٌ له على مَوْضِعِ البيتِ كما تَتبَوَّأُ العَنكَبوتُ بيتَها، ثُمَّ حَفَرَ إبراهيمُ مِن تحتِ السَّكينةِ، فأَبْدى عنْ قَواعِدَ ما يُحرِّكُ القاعدةَ منها دون ثلاثينَ رَجُلًا قالَ: فقالَ: يا أبا مُحمَّدٍ، فإنَّ اللهَ يقولُ: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ} [البقرة: 127]، قالَ: كان ذاك بَعدُ.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : سعيد بن المسيب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3100
التصنيف الموضوعي: أنبياء - إبراهيم تفسير آيات - سورة البقرة مساجد ومواضع الصلاة - عمارة البيت الحرام وبناؤه وهدمه وما يتعلق بذلك

20 - عنْ عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما، أنَّه قالَ لرجُلٍ جالِسٍ عندَه وهو يُحدِّثُ أصْحابَه: ادْنُ منِّي، فقالَ له الرَّجلُ: أبْقاكَ اللهُ، واللهِ ما أُحسِنُ أنْ أسألَكَ كما سألَ هؤلاء، فقالَ: ادْنُ منِّي فأُحدِّثَكَ عنِ الأنْبياءِ المَذْكورينَ في كِتابِ اللهِ، أُحدِّثُكَ عن آدَمَ أنَّه كان عَبدًا حرَّاثًا، وأُحدِّثُكَ عن نوحٍ أنَّه كانَ عَبدًا نجَّارًا، وأُحدِّثُكَ عن إدْريسَ أنَّه كانَ عَبدًا خيَّاطًا، وأُحدِّثُكَ عن داودَ أنَّه كانَ عَبدًا زرَّادًا، وأُحدِّثُكَ عن موسَى أنَّه كانَ عَبدًا راعيًا، وأُحدِّثُكَ عن إبْراهيمَ أنَّه كانَ عَبدًا زرَّاعًا عَظيمَ الضِّيافةِ، يؤثِرُ المَساكينَ على نفْسِه، ويُحِبُّهم في اللهِ ، وأُحدِّثُكَ عن شُعَيبٍ أنَّه كانَ عَبدًا راعيًا، وأُحدِّثُكَ عن لوطٍ أنَّه كانَ عَبدًا زرَّاعًا، وأُحدِّثُكَ عن صالِحٍ أنَّه كانَ عَبدًا تاجِرًا، وأُحدِّثُكَ عن سُلَيمانَ أنَّه كانَ عَبدًا آتاهُ اللهُ المُلكَ وكان يَصومُ في أوَّلِ الشَّهرِ ستَّةَ أيَّامٍ وفي وسَطِه ثَلاثةَ أيَّامٍ، وفي آخِرِه ثَلاثةَ أيَّامٍ، وكانتْ له تِسعُ مائةِ سُرِّيَّةٍ، وثَلاثُ مائةِ فِهريَّةٍ، وأُحدِّثُكَ عنِ ابنِ العَذْراءِ البَتولِ عيسَى ابنِ مَرْيمَ أنَّه كانَ لا يَخْبأُ شيئًا لغدٍ، ويقولُ: الَّذي غَدَّاني سوف يُعَشِّيني، والَّذي عَشَّاني سوف يُغَدِّيني، يَعبُدُ اللهَ ليلةً كلَّها يُصلِّي حتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ وهو بالنَّهارِ سائحٌ، ويَصومُ الدَّهرَ كلَّه، ويَقومُ اللَّيلَ كلَّه، "وأُحدِّثُكَ عنِ النَّبيِّ المُصْطَفى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه كانَ يَرْعى غنَمَ أهْلِ بَيتِه بأجْيادَ، وكانَ يَصومُ فنَقولُ: لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ، فنَقولُ: لا يَصومُ، وكلُّها ما رَأَيْناه صائمًا، ويَصومُ من كلِّ شَهرٍ ثَلاثةَ أيَّامٍ، وكانَ أليَنَ النَّاسِ جانبًا، وأطْيَبَهم خَبرًا، وأطْوَلَهم عِلمًا"، وأُخبِرُكَ عن حوَّاءَ أنَّها كانتْ تَغزِلُ الشَّعرَ، فتُحوِّلُه بيَدِها فتَكْسو نفْسَها وولَدَها، وأنَّ مَرْيمَ بنتَ عِمْرانَ كانتْ تَصنَعُ ذلك.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : وهب بن منبه | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4216
التصنيف الموضوعي: أنبياء - إبراهيم أنبياء - خصائص وفضائل صيام - صيام ثلاثة أيام من كل شهر فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أخلاق النبي أنبياء - محمد

21 - كان أُسامةُ بنُ زَيدٍ يُدعى الأَميرَ حَتَّى ماتَ، يَقولونَ: بَعَثَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثُمَّ لم يَنزِعْه حَتَّى ماتَ، وفَرَضَ له عُمَرُ ثَلاثةَ آلافٍ وخَمسَمِائةٍ، وفَرَض لابنِه ثَلاثةَ آلافٍ، فقال عبدُ اللهِ لأَبيه عُمَرَ: لمَ فضَّلتَه عليَّ؟ فواللَّهِ ما سَبَقَني إلى مَشهَدٍ، قال: لأَنَّ أباه زَيدًا كان أحَبَّ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أبيك، وهو أحَبُّ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِنك، فآثَرتُ حُبَّ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على حُبِّي
خلاصة حكم المحدث : [رجاله] رجال الصحيح
الراوي : الزهري | المحدث : محمد ابن يوسف الصالحي | المصدر : سبل الهدى والرشاد
الصفحة أو الرقم : 11/341 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة (32878) بنحوه.
|أصول الحديث

22 - حديث: لَمَّا فَرَض عُمَرُ للنَّاسِ فَرَض لأُسامةَ [بنِ زَيدٍ ثَلاثةَ آلافٍ، وفرَضَ لي ألفَينِ وخَمسَ مائةٍ، فقلْتُ له: يا أبَتِ، لم تَفرِضُ لأُسامةَ بنِ زَيدٍ ثَلاثةَ آلَافٍ، وتَفرِضُ لي ألفَينِ وخَمسَ مائةٍ؟ واللهِ ما شهِدَ أُسامةُ مَشهَدًا غِبْتُ عنه، ولا شهِدَ أبوهُ مَشهَدًا غابَ عنه أبي، قالَ: صدَقْتَ يا بُنيَّ، ولكنِّي أشهَدُ لأبوهُ كانَ أحَبَّ النَّاسِ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أبيكَ، ولَهوَ أحَبُّ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منكَ.]
خلاصة حكم المحدث : تفرد به عبد الله بن إسحاق الهاشمي، عن أبيه، عن صالح بن خوات، عن نافع عنه
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : الدارقطني | المصدر : أطراف الغرائب
الصفحة أو الرقم : 1/59

23 - [عن] حَمَّادِ بنِ سَلَمةَ قالَ: أخَذْتُ مِن ثُمامةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَنَسٍ كِتابًا، زَعَمَ أنَّ أبا بَكْرٍ -رَضِيَ اللهُ عنه- كَتَبَه لأَنَسٍ، وعليه خاتَمُ رَسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حينَ بَعَثَه مُصَدِّقًا وكَتَبَه له، فإذا فيه: "هذه فَريضةُ الصَّدَقةِ، فمَن سُئِلَها على وَجْهِها فلْيُعْطِها، ومَن سُئِلَ فوقَها فلا يُعْطِه: فيما دونَ خَمْسٍ وعِشْرينَ مِن الإبِلِ الغَنَمُ، في كلِّ خَمْسِ ذَوْدٍ شاةٌ، فإذا بَلَغَتْ خَمْسًا وعِشْرينَ، ففيها ابنةُ مَخاضٍ إلى أن تَبلُغَ خَمْسًا وثَلاثينَ، فإن لم يكنْ فيها ابنةُ مَخاضٍ فابنُ لَبونٍ ذَكَرٌ، فإذا بَلَغَتْ سِتًّا وثَلاثينَ، ففيها ابنةُ لَبونٍ إلى خَمْسٍ وأرْبَعينَ، فإذا بَلَغَتْ سِتًّا وأرْبَعينَ ففيها حِقَّةٌ طَروقةُ الفَحْلِ إلى سِتِّينَ، فإذا بَلَغَتْ إحدى وسِتِّينَ ففيها جَذَعةٌ إلى خَمْسٍ وسَبْعينَ، فإذا بَلَغَتْ سِتًّا وسَبْعينَ ففيها ابْنَتا لَبونٍ إلى تِسْعينَ، فإذا بَلَغَتْ إحدى وتِسْعينَ ففيها حِقَّتانِ طَروقَتا الفَحْلِ إلى عِشْرينَ ومِئةٍ، فإذا زادَتْ على عِشْرينَ ومِئةٍ ففي كلِّ أرْبَعينَ ابنةُ لَبونٍ ، وفي كلِّ خَمْسينَ حِقَّةٌ ، فإذا تَبايَنَ أسْنانُ الإبِلِ في فَرائِضِ الصَّدَقاتِ، فمَن بَلَغَتْ عنْدَه صَدَقةُ الجَذَعةِ وليست عنْدَه جَذَعةٌ وعنْدَه حِقَّةٌ فإنَّها تُقبَلُ مِنه، وأن يَجعَلَ معَها شاتَينِ إن اسْتَيْسَرَتا له، أو عِشْرينَ دِرْهَمًا، ومَن بَلَغَتْ عنْدَه صَدَقةُ الحِقَّةِ وليست عنْدَه حِقَّةٌ وعنْدَه جَذَعةٌ ، فإنَّها تُقبَلُ مِنه، ويُعطيه المُصدِّقُ عِشْرينَ دِرْهَمًا أو شاتَينِ، ومَن بَلَغَتْ عنْدَه صَدَقةُ ابنةِ لَبونٍ [وليست عنْدَه إلَّا حِقَّةٌ ، فإنَّها تُقبَلُ مِنه، ويُعطيه المُصدِّقُ عِشْرينَ دِرْهَمًا أو شاتَينِ، ومَن بَلَغَتْ عنْدَه صَدَقةُ بِنْتِ لَبونٍ] وليست عنْدَه إلَّا ابنةُ مَخاضٍ، فإنَّها تُقبَلُ مِنه وشاتَينِ أو عِشْرينَ دِرْهَمًا، ومَن بَلَغَتْ عنْدَه صَدَقةُ ابنةِ مَخاضٍ وليس عنْدَه إلَّا ابنُ لَبونٍ ذَكَرٌ، فإنَّها تُقبَلُ مِنه وليس معَها شيءٌ، ومَن لم يكنْ عنْدَه إلَّا أرْبَعٌ فليس فيها شيءٌ، إلَّا أن يَشاءَ رَبُّها، وفي سائِمةِ الغَنَمِ إذا كانَت أرْبَعينَ، ففيها شاةٌ إلى عِشْرينَ ومِئةٍ، فإذا زادَتْ على عِشْرينَ ومِئةٍ ففيها شاتانِ إلى أن تَبلُغَ مِئتَينِ، فإذا زادَتْ على المِئتَينِ ففيها ثَلاثُ شِياهٍ إلى أن تَبلُغَ ثَلاثَمِئةٍ، فإذا زادَتْ على ثَلاثِمِئةٍ، ففي كلِّ مِئةٍ شاةٌ، ولا تُؤخَذُ في الصَّدقةِ هَرِمةٌ ولا ذاتُ عَوارٍ مِن الغَنَمِ، ولا تَيْسُ الغَنَمِ، إلَّا أن يَشاءَ المُصَدِّقُ، ولا يُجمَعُ بَيْنَ مُتَفرِّقٍ، ولا يُفرَّقُ بَيْنَ مُجْتمِعٍ خَشْيةَ الصَّدَقةِ، وما كانَ مِن خَليطَينِ فإنَّهما يَتَراجَعانِ بَيْنَهما بالسَّويَّةِ، فإن لم تَبلُغْ سائِمةُ الرَّجُلِ أرْبَعينَ فليس فيها شيءٌ إلَّا أن يَشاءَ رَبُّها، وفي الرِّقَةِ رُبُعُ العُشْرِ، فإن لم يكنِ المالُ إلَّا تِسْعينَ ومِئةً، فليس فيها شيءٌ إلَّا أن يَشاءَ رَبُّها".
خلاصة حكم المحدث : [وحديث حماد بن سلمة أصح وأشفى وأتم من حديث الأنصاري غير أن فيه إرسالا]
الراوي : أبو بكر الصديق | المحدث : البيهقي | المصدر : الخلافيات للبيهقي
الصفحة أو الرقم : 3137
التصنيف الموضوعي: زكاة - زكاة الأنعام زكاة - صفة المأخوذ في الزكاة من الأنعام زكاة - ما تجب فيه الزكاة زكاة - حدود الزكاة زكاة - صدقة المواشي السائمة

24 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما، أنَّ رجُلًا من بَني عَبْسٍ يُقالُ له: خالِدُ بنُ سِنانٍ، قالَ لقَومِه: إنِّي أُطْفئُ عنكم نارَ الحَدَثانِ، قالَ: فقالَ له عُمارةُ بنُ زيادٍ، رجُلٌ من قَومِه: واللهِ ما قلْتَ لنا يا خالِدُ قطُّ إلَّا حقًّا، فما شأْنُكَ وشأْنُ نارِ الحَدَثانِ تَزعُمُ أنَّكَ تُطفِئُها، قالَ: فانطَلَقَ وانطَلَقَ معَه عُمارةُ بنُ زيادٍ في ثَلاثينَ من قَومِه حتَّى أتَوْها وهي تَخرُجُ من شقِّ جَبلٍ من حرَّةٍ يُقالُ لها: حرَّةُ أشجَعَ، فخَطَّ لهُم خالِدٌ خُطَّةً، فأجلَسَهم فيها، فقالَ: إنْ أبْطأْتُ عليكم فلا تَدْعوني باسْمي، فخرَجَتْ كأنَّها خَيلٌ شُقْرٌ يَتبَعُ بَعضُها بَعضًا قالَ: فاستَقْبَلَها خالِدٌ فضَرَبَها بعَصاهُ وهو يَقولُ: بَدا بَدا بَدا كلُّ هذا زعَمَ ابنُ راعيةِ المِعْزَى أنِّي لا أخرُجُ منها وثِيابي بِيَدي حتَّى دخَلَ معَها الشِّقَّ، قالَ: فأبْطأَ عليهم، قالَ: فقالَ عُمارةُ بنُ زيادٍ: واللهِ لو كانَ صاحِبُكم حيًّا لقد خرَجَ إليكم بعدُ، قالَ: فقالوا: إنَّه قد نَهانا أنْ نَدْعوَه باسْمِه، قالوا: ادْعُوه باسْمِه، قالَ: فخرَجَ إليهم، وقد أخَذَ برأْسِه، فقالَ: ألم أنْهَكم أنْ تَدْعوني باسْمي، قد واللهِ قتَلْتُموني، فادْفِنوني، فإذا مرَّتْ بكمُ الحُمُرُ فيها حِمارٌ أبتَرُ فانْتَبِشوني؛ فإنَّكم ستَجِدوني حيًّا، قالَ: فدَفَنوه، فمرَّتْ بهمُ الحُمُرُ، فيها حِمارٌ أبتَرُ، فقُلْنا: انْبُشوه؛ فإنَّه أمَرَنا أنْ نَنبُشَه، قالَ عُمارةُ بنُ زيادٍ: لا تُحدِّثُ مُضَرُ أنَّا نَنبُشُ مَوْتانا، واللهِ لا نَنبُشُه أبدًا، قالَ: وقد كان أخبَرَهم أنَّ في عُكَنِ امْرأتِه لَوحَينِ، فإذا أشكَلَ عليكم أمْرٌ فانْظُروا فيهما؛ فإنَّكم ستَرَوْنَ ما تَسْألونَ عنه، وقالَ: لا يَمسَّهُما حائضٌ، قالَ: فلمَّا رَجَعوا إلى امْرأتِه سَأَلوها عنهما، فأخرَجَتْهما وهي حائضٌ، قالَ: فذهَبَ بما كان فيهما من عِلمٍ، قالَ: وقالَ أبو يونُسَ، قالَ سِماكُ بنُ حَربٍ: سُئلَ عنه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: «ذاك نَبيٌّ أضاعَه قَومُه»، وقالَ أبو يونُسَ: قالَ سِماكُ بنُ حَربٍ: إنَّ ابنَ خالِدِ بنِ سِنانٍ أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: «مَرحبًا بابنِ أخي».
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط البخاري
الراوي : عكرمة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4224
التصنيف الموضوعي: إيمان - الأنبياء والرسل إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام

25 - أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ رَبِيعَةَ الْعَنَزِيَّ، حجَّ مرَّةً في إمرةِ مُعاوَيةَ ومعه المُنتصِرُ بنُ الحارثِ الضَّبِّيُّ في عِصابةٍ مِن قُرَّاءِ أهلِ البصرةِ، قال: فلمَّا قَضَوا نُسُكَهم، قالوا: واللهِ لا نَرجِعُ إلى البصرةِ حتَّى نَلقى رجُلًا مِن أصحابِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرْضيًّا، يُحدِّثُنا بحَديثٍ يُستظْرَفُ نُحدِّثُ به أصحابَنا إذا رجَعْنا إليهم، قال: فلمْ نزَلْ نَسأَلُ حتَّى حُدِّثْنا أنَّ عبْدَ اللهِ بنَ عمرِو بنِ العاصِ رَضيَ اللهُ عنهُما نازلٌ بأسفَلِ مكَّةَ، فعَمِدنا إليه، فإذا نحنُ بثَقَلٍ عَظيمٍ يَرتَحِلون ثلاثَ مائةِ راحلةٍ، منها مائةُ راحلةٍ ومِائَتا زامِلةٍ، فقُلْنا: لمَن هذا الثَّقَلُ؟ قالوا: لِعبدِ اللهِ بنِ عمرٍو، فقُلْنا: أكُلَّ هذا له؟ وكنَّا نُحدَّثُ أنَّه مِن أشدِّ النَّاسِ تَواضُعًا، قال: فقالوا: ممَّن أنتُمْ؟ فقُلْنا: مِن أهلِ العراقِ، قال: فقالوا: العيْبُ منْكم حقٌّ يا أهْلَ العراقِ، أمَّا هذه المائةُ راحلةٍ فلِإخوانِه يَحمِلُهم عليها، وأمَّا المِائَتا زامِلةٍ فلِمَن نزَلَ عليه مِنَ النَّاسِ. قال: فقُلْنا: دُلُّونا عليه، فقالوا: إنَّه في المسجِدِ الحرامِ، قال: فانطَلَقْنا نَطلُبُه حتَّى وجَدْناهُ في دُبرِ الكَعْبةِ جالِسًا، فإذا هو قَصيرٌ أرمَصُ أصْلَعُ بيْن بُرْدَينِ وعِمامةٍ، ليْس عليه قَميصٌ، قدْ علَّقَ نَعْلَيه في شِمالِه، فقُلْنا: يا عبْدَ اللهِ، إنَّكَ رجُلٌ مِن أصحابِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فحَدِّثْنا حَديثًا يَنفَعُنا اللهُ تعالَى به بعْدَ اليومِ، قال: فقال لنا: ومَن أنتم؟ قال: فقُلْنا له: لا تَسأَلْ مَن نحْنُ، حدِّثْنا غفَرَ اللهُ لكَ، قال: فقال: ما أنا بمُحَدِّثِكم شَيئًا حتَّى تُخبِروني مَن أنتمْ، قُلْنا: وَدِدْنا أنَّكَ لم تُنقِذْنا وأعْفَيْتَنا وحدَّثْتَنا بعْضَ الَّذي نَسأَلُك عنه، قال: فقال: واللهِ لا أُحَدِّثُكم حتَّى تُخبِروني مِن أيِّ الأمصارِ أنتمْ؟ قال: فلمَّا رَأيْناه حلَفَ ولَجَّ، قُلنا: فإنَّا ناسٌ مِنَ العراقِ، قال: فقال: أُفٍّ لكمْ كلِّكم يا أهْلَ العراقِ، إنَّكم تَكذِبون وتُكذِّبون وتَسْخَرون، قال: فلمَّا بلَغَ السُّخرى وَجَدْنا مِن ذلكَ وجْدًا شَديدًا، قال: فقُلْنا: مَعاذَ اللهِ أنْ نَسْخَرَ مِن مِثلِكَ، أمَّا قولُك الكذبُ فواللهِ لَقدْ فَشا في النَّاسِ الكذبُ وفِينا، وأمَّا التَّكذيبُ فواللهِ إنَّا لَنَسمَعُ الحديثَ لم نَسمَعْ به مِن أحدٍ نَثِقُ به، فإذنْ نَكادُ نُكذِّبُ به، وأمَّا قولُك: السُّخْرى، فإنَّ أحدًا لا يَسخَرُ بمِثلِكَ مِنَ المسْلِمين، فواللهِ إنَّكَ اليومَ لسَيِّدُ المسْلِمين فيما نَعلَمُ نحن؛ إنَّكَ مِنَ المهاجِرين الأوَّلِين، ولَقدْ بلَغَنا أنَّكَ قَرأْتَ القرآنَ على محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإنَّه لم يكُنْ في الأرضِ قُرشِيٌّ أبَرَّ بِوالِدَيْه منكَ، وإنَّك كُنتَ أحسن النَّاس عينا، فأفسد عينيك البكاء، ثمَّ لَقدْ قرَأتَ الكُتبَ كلَّها بعْدَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فما أحدٌ أفضَلَ منكَ عِلمًا في أنفُسِنا، وما نَعلَمُ بَقِي مِنَ العربِ رجُلٌ كان يَرغَبُ عن فُقهاءِ أهلِ مِصرِه حتَّى يَدخُلَ إلى مِصرٍ آخَرَ يَبْتغي العلمَ عِندَ رجُلٍ مِنَ العربِ غيْرَك، فحَدِّثْنا غفَرَ اللهُ لك. فقال: ما أنا بمُحَدِّثِكم حتَّى تُعْطوني مَوثِقًا، ألَّا تُكذِّبوني ولا تَكذِبون علَيَّ ولا تَسْخَرون، قال: فقُلْنا: خُذْ علينا ما شِئتَ مِن مَواثيقَ، فقال: عليكمْ عهْدُ اللهِ ومَواثيقُه ألَّا تُكذِّبوني ولا تَكذِبون علَيَّ ولا تَسْخَرون لِما أُحَدِّثُكم، قال: فقُلْنا له: عليْنا ذاكَ، قال: فقال: إنَّ اللهَ تعالَى به عليكمْ كَفيلٌ ووَكيلٌ، فقُلْنا: نعمْ، فقال: اللَّهمَّ اشهَدْ عليهم، ثمَّ قال عِندَ ذاكَ: أمَا وربِّ هذا المسجدِ، والبلدِ الحرامِ، واليومِ الحرامِ، والشَّهرِ الحرامِ، ولَقدِ استَسْمَنتُ اليمينَ، أليْس هكذا؟ قُلنا: نعمْ قدِ اجتهَدْتَ، قال: لَيُوشِكَنَّ بَنو قَنْطوراءَ بنِ كَرْكريٍّ قومٌ خُنسُ الأُنوفِ صِغارُ الأعينِ، كأنَّ وُجوهَهم المَجانُّ المُطْرَقةُ في كِتابِ اللهِ المنزَّلِ؛ أنْ يَسُوقونَكم مِن خُراسانَ وسِجِستانَ سِياقًا عَنيفًا، قومٌ يُوفون اللِّمَمِ، ويَنتعِلون الشَّعرَ، ويَحتجِزون السُّيوفَ على أوساطِهِم حتَّى يَنزِلوا الأيْلةَ. ثمَّ قال: وكمِ الأيْلةُ مِنَ البصرةِ؟ قُلنا: أربَعُ فَراسخَ، قال: ثمَّ يَعقِدون بكلِّ نَخلةٍ مِن نخْلِ دِجلةَ رأْسَ فَرسٍ، ثمَّ يُرسِلون إلى أهلِ البصرةِ أنِ اخْرُجوا منها قبْلَ أنْ نَنزِلَ عليكم، فيَخرُجُ أهلُ البصرةِ مِنَ البصرةِ، فيَلحَقُ لاحقٌ ببَيتِ المقدِسِ، ويَلحَقُ آخَرون بالمدينةِ، ويَلحَقُ آخَرون بمكَّةَ، ويَلحَقُ آخَرون بالأعرابِ، قال: فيَنزِلون بالبصرةِ سَنةً، ثمَّ يُرسِلون إلى أهلِ الكوفةِ أنِ اخْرُجوا منها قبْلَ أنْ نَنزِلَ عليكم، فيَخرُجُ أهلُ الكوفةِ منها، فيَلحَقُ لاحقٌ ببَيتِ المقدِسِ، ولاحقٌ بالمدينةِ، وآخَرون بمكَّةَ، وآخَرون بالأعرابِ، فلا يَبْقى أحدٌ مِنَ المصلِّين إلَّا قَتيلًا أو أسيرًا يَحكُمون في دَمِه ما شاؤُوا. قال: فانصَرَفْنا عنه وقدْ ساءنا الَّذي حدَّثَنا، فمَشِينا مِن عندِه غيْرَ بعيدٍ، ثمَّ انصَرَفَ المنتصِرُ بنُ الحارثِ الضَّبِّيُّ، فقال: يا عبْدَ اللهِ بنَ عمرٍو قدْ حدَّثْتَنا فطَعَنْتَنا؛ فإنَّا لا نَدْري مَن يُدرِكُه منَّا، فحَدِّثْنا هل بيْن يَدَي ذلكَ عَلامةٌ؟ فقال عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو: لا تَعدِمُ عقْلَك، نعمْ بيْن يَدَي ذلكَ أمارةٌ، قال المنتصِرُ بنُ الحارثِ: وما الأمارةُ؟ قال: الأمارةُ العلامةُ، قال: وما تلك العلامةُ؟ قال: هي إمارةُ الصِّبيانُ، فإذا رَأيتَ إمارةَ الصِّبيانِ قدْ طَبَقَت الأرضُ، اعلَمْ أنَّ الَّذي أُحَدِّثُك قدْ جاء، قال: فانصَرَفَ عنه المنتصِرُ، فمَشى قريبًا مِن غَلْوةٍ ، ثمَّ رجَعَ إليه، قال: فقُلْنا له: عَلامَ تُؤذِي هذا الشَّيخَ مِن أصحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فقال: واللهِ لا أنْتَهي حتَّى يُبيِّنَ لي، فلمَّا رجَعَ إليه بيَّنَه.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجاه
الراوي : عبدالله بن عمرو بن العاص | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8843
التصنيف الموضوعي: علم - اتقاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم والتثبت فيه فتن - ظهور الفتن فتنة - بنو قنطورا مناقب وفضائل - عمرو بن العاص مناقب وفضائل - فضائل أماكن متعددة من الأرض وما ورد ذمه

26 - عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كان بَنو أُبيَرِقٍ رهطًا مِن بَني ظَفَرٍ، وكانوا ثَلاثةً: بَشيرٌ وبِشرٌ ومُبشِّرٌ، وكان بَشِيرٌ يُكْنى أبا طُعْمةَ، وكان شاعرًا، وكان مُنافِقًا، وكان يَقولُ الشِّعرَ يَهْجو به أصحابَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ يَقولُ: قالَه فلانٌ، فإذا بَلَغَهم ذلك، قالوا: كذَبَ عدُوُّ اللهِ؛ ما قاله إلَّا هو، فقال: أَوَكُلَّمَا قالَ الرِّجَالُ قَصِيدَةً... ضَمُّوا إلَيَّ بأَنْ أُبَيْرِقَ قالَها مُتَخَطِّمِينَ كأَنَّنِي أخْشاهُمُ... جَدَعَ الإِلَهُ أُنُوفَهُمْ فأَبَانَها وكانوا أهْلَ فَقرٍ وحاجةٍ في الجاهليَّةِ والإسلامِ، وكان عمِّي رِفاعةُ بنُ زَيدٍ رجُلًا مُوسِرًا أدْرَكَه الإسلامُ، فواللهِ إنْ كنتُ لَأَرى أنَّ في إسلامِه شَيئًا، وكان إذا كان له يَسارٌ ، فقَدِمَت عليه هذه الطَّائفةُ مِنَ السَّدَمِ تَحْمِلُ الدَّرْمكَ ابْتاعَ لنفْسِه ما يَحِلُّ به، فأمَّا العِيالُ فكان يُقِيتُهم الشَّعيرَ، فقَدِمَت ضافِطةٌ -وهُم الأنباطُ- تَحمِلُ دَرْمَكًا، فابتاعَ رِفاعةُ حِملَينِ مِن شَعيرٍ، فجَعَلَهما في عُلِّيَّةٍ له، وكان في عُلِّيَّتِه دِرعانِ له وما يُصلِحُهما مِن آلَتِهما، فطَرَقه بَشيرٌ مِنَ اللَّيلِ، فيَخرِقُ العُلِّيَّةَ مِن ظَهرِها، فأخَذَ الطَّعامَ، ثمَّ أخَذَ السِّلاحَ، فلمَّا أصبَحَ عمِّي بَعَث إلَيَّ فأتَيْتُه، فقال: أُغِيرَ علينا هذه اللَّيلةَ، فذُهِبَ بطَعامِنا وسِلاحِنا، فقال بَشِيرٌ وإخوتُه: واللهِ ما صاحبُ مَتاعِكم إلَّا لَبيدُ بنُ سَهلٍ -لرجُلٍ منَّا كان ذا حسَبٍ وصَلاحٍ- فلمَّا بَلَغَه، قال: أُصْلِتُ واللهِ بالسَّيفِ، ثمَّ قال: أيْ بَني الأُبَيرِقِ، أنا أسْرِقُ؟! فواللهِ لَيُخالِطَنَّكم هذا السَّيفُ أو لَيَتبيَّنْ مَن صاحبُ هذه السَّرقةِ، فقالوا: انصَرِفْ عنَّا؛ فواللهِ إنَّك لَبِريءٌ مِن هذه السَّرقةِ، فقال: كلَّا وقدْ زعَمْتُم. ثمَّ سَألْنا في الدَّارِ وتَجسَّسْنا، حتَّى قِيل لنا: واللهِ لَقدِ استَوقَدَت بَنو أُبَيرِقٍ اللَّيلةَ، وما نَراهُ إلَّا على طَعامِكم، فما زِلْنا حتَّى كِدْنا نَستيقنُ أنَّهم أصحابُه، فجِئتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فكَلَّمتُه فيهم، فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ أهلَ بَيتٍ منَّا أهلُ جَفاءٍ وسَفهٍ، غَدَوا على عمِّي، فخَرَقوا عُلِّيَّةً له مِن ظَهرِها، فغَدَوا على طَعامٍ وسِلاحٍ؛ فأمَّا الطَّعامُ فلا حاجةَ لنا فيه، وأمَّا السِّلاحُ فلْيَرُدَّه علينا، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: سَأنظُرُ في ذلكَ. وكان لهُم ابنُ عمٍّ يُقالُ له: أُسَيرُ بنُ عُروةَ، فجمَعَ رِجالَ قَومِه، ثمَّ أتى رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: إنَّ رِفاعةَ بنَ زَيدٍ وابنَ أخيهِ قَتادةَ بنَ النُّعمانِ قدْ عَمِدَا إلى أهلِ بَيتٍ منَّا أهلِ حَسبٍ وشرَفٍ وصَلاحٍ، يَأْبِنُونَهم بالقبيحِ، ويَأْبِنُونَهم بالسَّرقةِ بغَيرِ بيِّنةٍ ولا شَهادةٍ، فوضَعَ عندَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بلسانِه ما شاء ثمَّ انصَرَفَ، وجِئتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وكلَّمْتُه، فجَبَهَني جَبَهًا شَديدًا، وقال: بِئسَ ما صنَعْتَ! وبِئسَ ما مَشِيتَ فيه! عَمِدتَ إلى أهلِ بَيتٍ منكم أهلِ حَسبٍ وصَلاحٍ تَرمِيهم بالسَّرقةِ وتَأْبِنُهم فيها بغَيرِ بيِّنةٍ ولا تَثبُّتٍ. فسَمِعتُ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما أكرَهُ، فانصَرَفْتُ عنه ولَوَدِدتُ أنِّي خرَجْتُ مِن مالي ولم أُكَلِّمْه، فلمَّا أنْ رجَعْتُ إلى الدَّارِ أرسَلَ إلَيَّ عمِّي: يا ابنَ أخي، ما صنَعْتَ؟ فقُلتُ: واللهِ لَوَدِدتُ أنِّي خرَجْتُ مِن مالي ولم أُكَلِّمْ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيه، وايمُ اللهِ لا أعودُ إليه أبدًا، فقال: اللهُ المستعانُ! فنزَلَ القرآنُ {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [النساء: 105] أبو طُعْمةَ بنُ أُبَيرِقٍ، فقَرَأ حتَّى بلَغَ {ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا} [النساء: 106-112] لَبيدُ بنُ سَهلٍ، {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ} [النساء: 113]، يَعني أُسَيرَ بنَ عُروةَ وأصحابَه، ثمَّ قال: يَعني بذلك أُسيرَ بنَ عُروةَ وأصحابَه {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ} إلى قولِه: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 114-116]، أي: كان ذنْبُه دونَ الشِّركِ، فلمَّا نزَلَ القرآنُ هَرَب فلَحِق بمكَّةَ. وبَعَث رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَيَّ الدِّرعينِ وأداتَهُما، فرَدَّهما على رِفاعةَ. قال قَتادةُ: فلمَّا جِئتُه بهما وما مَعهما، قال: يا ابنَ أخي، هما في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فرجَوتُ أنَّ عمِّي حَسُنَ إسلامُه، وكان ظنِّي به غيرَ ذلك، وخرَجَ ابنُ أُبَيرِقٍ حتَّى نزَلَ على سُلامةَ بنتِ سَعدِ بنِ سُهَيلٍ أختِ بَني عَمرِو بنِ عَوفٍ، وكانت عندَ طَلْحةَ بنِ أبي طَلْحةَ بمكَّةَ، فوقَعَ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابِه يَشتُمُهم، فرَماهُ حسَّانُ بنُ ثابتٍ بأبياتٍ، فقال: أَيَا سَارِقَ الدَّرْعَيْنِ إِنْ كُنْتَ ذَاكِرًا... بِذِي كَرَمٍ بَيْنَ الرِّجَالِ أُوَادِعُهْ وَقَدْ أَنْزَلْتَهُ بِنْتُ سَعْدٍ فَأَصْبَحَتْ... يُنَازِعُهَا جَلْدَ اسْتِهِ وَتُنَازِعُهْ فَهَلَّا أَسِيرًا جِئْتَ جَارَكَ رَاغِبًا... إِلَيْهِ وَلَمْ تَعْمَدْ لَهُ فَتُدَافِعُهْ ظَنَنْتُمْ بِأَنْ يَخْفَى الَّذِي قَدْ فَعَلْتُمُ... وَفِيكُمْ نَبِيٌّ عِنْدَهُ الْوَحْيُ وَاضِعُهْ فَلَوْلَا رِجَالٌ مِنْكُمُ تَشْتُمُونَهُمْ... بِذَاكَ لَقَدْ حَلَّتْ عَلَيْهِ طَوَالِعُهْ فَإِنْ تَذْكُرُوا كَعْبًا إِلَى مَا نَسَبْتُمُ... فَهَلْ مِنْ أَدِيمٍ لَيْسَ فِيهِ أَكَارِعُهْ وَجَدْتَهُمُ يَرْجُونَكُمْ قَدْ عَلِمْتُمُ... كَمَا الْغَيْثُ يُرْجِيهِ السَّمِينُ وَتَابِعُهْ فلمَّا بلَغَها شِعرُ حسَّانَ أخَذَت رَحْلَ أُبَيرِقٍ، فوَضَعَتْه على رأْسِها حتَّى قَذَفَته بالأبطَحِ، ثمَّ حلَقَت وسَلَقت وخَرَقَت وحَلَفت: إنْ بِتَّ في بَيتي لَيلةً سَوداءَ؛ أهْدَيْتَ لي شِعرَ حسَّانَ بنَ ثابتٍ، ما كُنتَ لِتَنزِلَ علَيَّ بخَيرٍ، فلمَّا أخرَجَتْه لَحِقَ بالطَّائفِ، فدخَلَ بيتًا ليْس فيه أحدٌ، فوَقَع عليه فقَتَله، فجَعَلَت قُرَيشٌ تقولُ: واللهِ لا يُفارِقُ محمَّدًا أحدٌ مِن أصحابِه فيه خَيرٌ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
الراوي : عمر بن قتادة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8376
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة النساء قرآن - أسباب النزول مناقب وفضائل - حسان بن ثابت إيمان - العفو عما دون الشرك شعر - الرخصة في الشعر ما لم يكن شركا أو هجاء مسلم

27 - عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: «كانَتِ النُّسْأةُ حَيًّا مِن بَني مالِكِ بنِ كِنانةَ مِن بَني فُقَيْمٍ، فكانَ آخِرُهم رَجُلًا يقالُ له: القَلَمَّسُ، وهو الَّذي أَنْسَأَ المُحَرَّمَ وكانَ مَلِكًا، كانَ يُحِلُّ المُحَرَّمَ عامًا ويُحَرِّمُه عامًا، فإذا حَرَّمَه كانَتْ ثَلاثةَ أَشْهُرٍ مُتَواليةٍ: ذو القَعْدةِ، وذو الحِجَّةِ، والمُحَرَّمُ، وهي العِدَّةُ الَّتي حَرَّمَ اللهُ في عَهْدِ إبْراهيمَ -عليه السَّلامُ- فإذا أَحَلَّه دَخَلَ مَكانَه صَفَرٌ في المُحَرَّمِ ليُواطِئَ العِدَّةَ، يقولُ: قد أَكْمَلْتُ الأرْبَعةَ كما كانَتْ؛ لأنِّي لم أُحِلَّ شَهْرًا إلَّا وقدْ حَرَّمْتُ مَكانَه شَهْرًا، فكانَتْ على ذلك العَربُ مِمَّن يَدينُ للقَلَمَّسِ بمُلْكِه، حتَّى بَعَثَ اللهُ مُحمَّدًا -عليه السَّلامُ- فأَكمَلَ المُحَرَّمَ ثَلاثةَ أَشْهُرٍ مُتَواليةٍ، ورَجَبٌ شَهْرُ مُضَرَ الَّذي بَيْنَ جُمادى وشَعْبانَ، يقولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}، لا تَجْعَلوا الحَرامَ حَلالًا، ولا الحَلالَ حَرامًا، لِلَّذي كانَ أهْلُ الشِّرْكِ يَصْنَعونَ، ثُمَّ فَسَّرَ لهم، فقالَ: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}».
خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]
الراوي : عكرمة | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 12 / 261
التصنيف الموضوعي: أنبياء - إبراهيم تفسير آيات - سورة التوبة حج - الأشهر الحرم آداب عامة - فضل بعض الأيام والليالي والشهور إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام

28 - عنْ أبي رافِعٍ قالَ: " كانَ أبو لُؤْلؤةَ للمُغيرةِ بنِ شُعْبةَ، وكانَ يَصنَعُ الرَّحى، وكانَ المُغيرةُ يَستَعمِلُه كلَّ يَومٍ بأربَعةِ دَراهِمَ، فلَقيَ أبو لُؤْلؤةَ عُمَرَ، فقالَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، إنَّ المُغيرةَ قد أكثَرَ عَليَّ، فكَلِّمْه أنْ يُخفِّفَ عنِّي، فقالَ له عُمَرُ: اتَّقِ اللهَ وأحْسِنْ إلى مَوْلاكَ"، قالَ: ومن نيَّةِ عُمَرَ أنْ يَلْقى المُغيرةَ فيُكلِّمَه في التَّخْفيفِ عنه، قالَ: فغضِبَ أبو لُؤْلؤةَ، وكانَ اسْمُه فَيْروزَ، وكانَ نَصرانيًّا، فقالَ: يسَعُ النَّاسَ كلَّهم عَدلُه غَيْري، قالَ: فغضِبَ وعزَمَ على أنْ يَقتُلَه، فصنَعَ خِنجَرًا له رَأْسانِ، قالَ: فشحَذَه وسَمَّه، قالَ: وكبَّرَ عُمَرُ، وكان عُمَرُ لا يُكبِّرُ إذا أُقيمَتِ الصَّلاةُ حتَّى يَتكلَّمَ، ويَقولَ: أَقِيموا صُفوفَكم، فجاءَ، فقامَ في الصَّفِّ بحِذاهُ ممَّا يَلي عُمَرَ في صَلاةِ الغَداةِ ، فلمَّا أُقيمَتِ الصَّلاةُ تَكلَّمَ عُمَرُ، وقالَ: أَقيموا صُفوفَكم، ثمَّ كبَّرَ، فلمَّا كبَّرَ وَجأَهُ على كَتِفِه وَجْأةً على مَكانٍ آخَرَ، ووَجأَهُ في خاصِرَتِه فسقَطَ عُمَرُ، قالَ: ووَجأَ ثَلاثةَ عَشرَ رَجلًا معَه، فأفرَقَ منهم سَبعةٌ، وماتَ منهم ستَّةٌ، واحتُمِلَ عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه، فذُهِبَ به وماجَ النَّاسُ حتَّى كادَتِ الشَّمسُ تَطلُعُ، قالَ: فنادى عَبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ: أيُّها النَّاسُ، الصَّلاةَ الصَّلاةَ، ففَزِعَ إلى الصَّلاةِ، قالَ: فتقَدَّمَ عَبدُ الرَّحمَنِ فصَلَّى بهم، فقَرأَ بأقْصَرِ سورَتَينِ في القُرآنِ، قالَ: فلمَّا انصَرَفَ تَوجَّهَ النَّاسُ إلى عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه، قالَ: فدَعا بشَرابٍ لينظُرَ ما مَدى جُرحِه، فأُتيَ بنَبيذٍ فشَرِبَه، قالَ: فخرَجَ، فلم يَدرِ أدَمٌ هو أمْ نَبيذٌ؟ قالَ: فدَعا بلَبنٍ، فأُتيَ به فشَرِبَه، فخرَجَ من جُرحِه، قالوا: لا بأْسَ عليكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ، قالَ: «إنْ كانَ القَتلُ بأْسًا؛ فقدْ قُتِلْتُ».
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : ثابت البناني | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4568
التصنيف الموضوعي: أشربة - النبيذ رقائق وزهد - تقوى الله مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب صلاة - صلاة الصبح صلاة - عظم قدر الصلاة
| شرح حديث مشابه

29 - أنَّ رَجُلًا أتى عَبدَ اللهِ بنَ عَمرٍو يَسألُه عَن مُحرِمٍ وقَعَ بامرَأةٍ، فأشارَ إلى عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ فقال: اذهَبْ إلى ذاكَ واسألْهُ، قال شُعَيبٌ فلَم يَعرِفْهُ الرَّجُلُ، فذَهَبتُ مَعَه، فسَألَ ابنَ عُمَرَ فقال: بَطَلَ حَجُّكَ. قال الرَّجُلُ: أفَأقعُدُ؟ قال: لا. بَل تَخرُجُ مَعَ النَّاسِ وتَصنَعُ ما يَصنَعونَ، فإذا أدرَكتَ قابِلًا حُجَّ وأهدِ. فرَجَعَ إلى عَبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو فأخبَرَه، ثُمَّ قال: اذهَبْ إلى ابنِ عَبَّاسٍ فاسألْهُ. قال شُعَيبٌ: فذَهَبتُ مَعَه، فسَألَه فقال له مِثلَ ما قال ابنُ عُمَرَ، فرَجَعَ إلى عَبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو فأخبَرَه، ثُمَّ قال: ما تَقولُ أنتَ؟ قال: أقولُ مِثلَ ما قالا، ورَواهُ الأثرَمُ وزادَ: وحِلَّ إذا حَلُّوا، فإذا كان العامُ المُقبِلُ فاحجُجْ أنتَ وامرَأتُكَ وأهديا هَديًا، فإن لم تَجِدا فصوما ثَلاثةَ أيَّامٍ في الحَجِّ وسَبعةً إذا رَجَعتُما، وفي كَلامِ ابنِ عَبَّاسٍ: ويَتَفَرَّقانِ مِن حَيثُ يُحرِمانِ حَتَّى يَقضيا حَجَّهما  
خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد
الراوي : شعيب بن محمد بن عبدالله بن عمرو | المحدث : ابن مفلح | المصدر : الفروع لابن مفلح
الصفحة أو الرقم : 5/ 477 التخريج : أخرجه الدارقطني (3000)، والحاكم (2375)، والبيهقي في ((معرفة السنن والآثار)) (10342) واللفظ لهم.
|أصول الحديث

30 - عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كنْتُ غُلامًا للعبَّاسِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ، وكنْتُ قد أسلَمْتُ، وأسلَمَتْ أُمُّ الفَضلِ، وأسلَمَ العبَّاسُ، وكانَ يَكتُمُ إسْلامَه مَخافةَ قَومِه، وكانَ أبو لَهبٍ قد تَخلَّفَ عنْ بَدرٍ، وبعَثَ مَكانَه العاصَ بنَ هِشامٍ، وكانَ له عليه دَينٌ، فقالَ له: اكْفِني هذا الغَزْوَ، وأترُكُ لكَ ما عَليكَ، ففعَلَ، فلمَّا جاء الخَبرُ، وكبَتَ اللهُ أبا لَهبٍ، وكنْتُ رَجُلًا ضَعيفًا أنْحِتُ هذه الأقْداحَ في حُجْرةٍ، فواللهِ إنِّي جالِسٌ في الحُجْرةِ أنْحِتُ أقْداحِي، وعِنْدي أُمُّ الفَضلِ؛ إذِ الفاسِقُ أبو لَهبٍ يجُرُّ رِجلَيْه -أُراه قالَ: عندَ طُنُبِ الحُجْرةِ وكانَ ظَهرُه إلى ظَهْري- فقالَ النَّاسُ: هذا أبو سُفْيانَ بنُ الحارِثِ، فقالَ أبو لَهبٍ: هلُمَّ إليَّ يا ابنَ أخي، فجاء أبو سُفْيانَ حتَّى جلَسَ عِندَه، فجاء النَّاسُ، فقاموا عليهما، فقالَ: يا ابنَ أخي، كيف كانَ أمْرُ النَّاسِ؟ فقالَ: لا شَيءَ، واللهِ ما هو إلَّا أنْ لَقِيناهُم فمَنَحْناهُم أكْتافَنا يَقْتُلونَنا كيف شاؤُوا، ويَأْسِرونَنا كيف شاؤُوا، وايْمُ اللهِ ما لُمْتُ النَّاسَ، قالَ: ولمَ؟ قالَ: رأيْتُ رِجالًا بِيضًا على خَيلٍ بُلْقٍ ، لا واللهِ ما تُبْقى شَيئًا، ولا يَقومُ لها شَيءٌ، قالَ: فرفَعْتُ طَرفَ الحُجْرةِ، فقُلْتُ: واللهِ تلك المَلائكةُ، فرفَعَ أبو لَهبٍ يَدَه، فلطَمَ وَجْهي وثاوَرْتُه، فاحْتَمَلَني فضرَبَ بي الأرْضَ حتَّى نزَلَ إليَّ، فقامَتْ أُمُّ الفَضْلِ فاحتَجَزَتْ، وأخذَتْ عَمودًا مِن عُمدِ الحُجْرةِ فضرَبَتْه به، فعلَّقَتْ في رأْسِه شَجَّةً مُنكَرةً، وقالتْ: يا عَدوَّ اللهِ، استَضعَفْتَه أنْ رأيْتَ سيِّدَه غائبًا عنه، فقامَ ذَليلًا، فواللهِ ما عاشَ إلَّا سَبعَ لَيالٍ حتَّى ضرَبَه اللهُ بالعَدَسةِ فقَتَلَتْه، فلقدْ تَرَكَه ابْناهُ لَيلَتَينِ أو ثَلاثةً ما يَدْفِنانِه حتَّى أنْتَنَ، فقالَ رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ لابْنَيهِ: ألَا تَستَحِيانِ أنَّ أباكُما قد أنْتَنَ في بَيتِه؟ فقالَا: إنَّا نَخْشى هذه القَرْحةَ، وكانتْ قُرَيشٌ تَتَّقي العَدَسةَ كما تَتَّقي الطَّاعونَ ، فقالَ رَجُلٌ: انطَلِقا فأنا معَكما، قالَ: فوَاللهِ ما غَسَّلوه إلَّا قَذفًا بالماءِ عليه مِن بَعيدٍ، ثمَّ احْتَمَلوه، فقَذَفوه في أعْلى مكَّةَ إلى جِدارٍ، وقَذَفوا عليه الحِجارةَ.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5499
التصنيف الموضوعي: طب - الطاعون إيمان - الملائكة بر وصلة - الحياء جنائز وموت - دفن الميت الكافر جهاد - الأسرى