الموسوعة الحديثية

نتائج البحث
 

1 - عَنْ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ؛ أنَّهُ قالَ: يا رَسولَ اللهِ، أَيْنَ تَنْزِلُ غَدًا إنْ شَاءَ اللَّهُ؟ وَذلكَ زَمَنَ الفَتْحِ، قالَ: وَهلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مِن مَنْزِلٍ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أسامة بن زيد | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 1351 التخريج : أخرجه البخاري (4282) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: حج - توريث دور مكة وبيعها وشرائها وأن الناس في مسجد الحرام سواء
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - الصلواتُ الخمسُ كفارةٌ لمَّا بينَهُما ثُمَّ قال رسولُ اللهِ : أرأيْتَ لَوْ أنَّ رجلًا كان يعتملُ ، و كان بين منزلِه و بين مُعْتَمَلِه خمسَةُ أنهارٍ، فإِذَا أتى مُعْتَمَلهُ عمل فيهِ ما شاءَ اللهُ، فأصابَ الوسخُ أوْ العَرَقُ، فَكلَّما مَرَّ بِنَهَرٍ اغتسلَ ما كان ذلكَ يُبْقِي من دَرَنِهِ ؟ فكذلكَ الصلاةُ، كلمَّا عملَ خَطِيئَةً فدعَا و استغفرَ، غُفِرَ لهُ ما كان قبلَها
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم : 355 التخريج : أخرجه البزار كما في ((مجمع الزوائد)) للهيثمي (1/303)، والطبراني (6/37) (5444) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: استغفار - أسباب المغفرة صلاة - فضل الصلوات والمحافظة عليها آداب عامة - ضرب الأمثال استغفار - مغفرة الله تعالى للذنوب العظام وسعة رحمته استغفار - مكفرات الذنوب
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

3 - أنَّه سَمِعَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: الصَّلَواتُ الخَمسُ كَفَّارةٌ لِمَا بَينَها. ثم قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أرَأيتَ لو أنَّ رَجُلًا كان يَعتَمِلُ وكان بَينَ مَنزِلِه وبَينَ مُعتَمَلِه خَمسةُ أنهارٍ، فإذا أتى مُعتَمَلَه عَمِلَ فيه ما شاءَ اللهُ، فأصابَه الوَسَخُ أوِ العَرَقُ، فكُلَّما مَرَّ بنَهَرٍ اغتَسَلَ، ما كان ذلك يُبقي مِن دَرَنِه؟ فكذلك الصَّلاةُ كُلَّما عَمِلَ خَطيئةً فدَعا واستَغفَرَ، غُفِرَ له ما كان قَبلَها.
خلاصة حكم المحدث : إسناده لا بأس به وشواهده كثيره
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب
الصفحة أو الرقم : 1/182 التخريج : أخرجه البزار كما في ((كشف الأستار)) للهيثمي (344) بلفظه، ومحمد بن نصر في ((تعظيم قدر الصلاة)) (86)، والطبراني (6/ 37) (5444) كلاهما بلفظ مقارب.
التصنيف الموضوعي: استغفار - فضل الاستغفار استغفار - أسباب المغفرة صلاة - فضل الصلوات والمحافظة عليها آداب عامة - ضرب الأمثال استغفار - مكفرات الذنوب
|أصول الحديث | شرح الحديث

4 - عن أنس بن مالك قال: حدثني محمود بن الربيع، عن عتبان بن مالك قال: قدمت المدينة فلقيت عتبان فقلت: حديث بلغني عنك قال: أَصابَنِي في بَصَرِي بَعْضُ الشَّيْءِ، فَبَعَثْتُ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أنِّي أُحِبُّ أنْ تَأْتِيَنِي فَتُصَلِّيَ في مَنْزِلِي، فأتَّخِذَهُ مُصَلًّى، قالَ: فأتَى النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، ومَن شاءَ اللَّهُ مِن أصْحابِهِ، فَدَخَلَ وهو يُصَلِّي في مَنْزِلِي وأَصْحابُهُ يَتَحَدَّثُونَ بيْنَهُمْ، ثُمَّ أسْنَدُوا عُظْمَ ذلكَ وكُبْرَهُ إلى مالِكِ بنِ دُخْشُمٍ، قالوا: ودُّوا أنَّه دَعا عليه فَهَلَكَ، ودُّوا أنَّه أصابَهُ شَرٌّ، فَقَضَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الصَّلاةَ، وقالَ: أليسَ يَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَنِّي رَسولُ اللهِ؟ قالوا: إنَّه يقولُ ذلكَ، وما هو في قَلْبِهِ، قالَ: لا يَشْهَدُ أحَدٌ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَنِّي رَسولُ اللهِ، فَيَدْخُلَ النَّارَ، أوْ تَطْعَمَهُ. قالَ أنَسِ: فأعْجَبَنِي هذا الحَدِيثَ، فَقُلتُ لاِبْنِي: اكْتُبْهُ فَكَتَبَهُ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عتبان بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 33 التخريج : أخرجه البخاري (5401)، وابن حبان (223)، والطبراني (18/ 31) (53) جميعا بلفظ مقارب .
التصنيف الموضوعي: إسلام - فضل الإسلام أقضية وأحكام - الحكم بالظاهر توحيد - فضل التوحيد إسلام - فضل الشهادتين علم - كتابة العلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

5 - دارَ عليَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ دورَةً، قال: أعندَكِ شيءٌ. قالت: ليسَ عندي شيءٌ، قال: فأنا صائمٌ قالت: ثمَّ دارَ عليَّ الثَّانيةَ، وقد أُهدِيَ لنا حَيسٌ فجئتُ بِهِ فأَكلَ فعجِبتُ منْهُ فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، دخلتَ عليَّ وأنتَ صائمٌ، ثمَّ أَكلتَ حَيسًا؟ قال: نعَم يا عائشةُ، إنَّما منزلةُ من صامَ في غيرِ رمضانَ أو غيرِ قضاءِ رمضانَ أو في التَّطوُّعِ بمنزلةِ رجلٍ أخرجَ صدقةَ مالِهِ فجادَ منْها بما شاءَ، فأمضاهُ وبخلَ بما بقِيَ فأمسَكَهُ

6 - قَدِمَ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ المَدِينَةَ فَآخَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، بيْنَهُ وبيْنَ سَعْدِ بنِ الرَّبِيعِ الأنْصَارِيِّ، وكانَ سَعْدٌ ذَا غِنًى، فَقالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: أُقَاسِمُكَ مَالِي نِصْفَيْنِ وأُزَوِّجُكَ، قالَ: بَارَكَ اللَّهُ لكَ في أهْلِكَ ومَالِكَ، دُلُّونِي علَى السُّوقِ، فَما رَجَعَ حتَّى اسْتَفْضَلَ أقِطًا وسَمْنًا، فأتَى به أهْلَ مَنْزِلِهِ، فَمَكَثْنَا يَسِيرًا أوْ ما شَاءَ اللَّهُ، فَجَاءَ وعليه وضَرٌ مِن صُفْرَةٍ، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَهْيَمْ ، قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الأنْصَارِ، قالَ: ما سُقْتَ إلَيْهَا؟ قالَ: نَوَاةً مِن ذَهَبٍ، - أوْ وزْنَ نَوَاةٍ مِن ذَهَبٍ - قالَ: أوْلِمْ ولو بشَاةٍ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 2049 التخريج : أخرجه البخاري (2049)، ومسلم (1427)
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار نكاح - الرخصة في الصفرة عند التزويج نكاح - الصداق نكاح - وليمة النكاح رقائق وزهد - الإيثار والمواساة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

7 - يجمَعُ اللهُ الأَوَّلينَ والآخِرينَ لميقاتِ يومٍ معلومٍ، قيامًا أربعينَ سَنةً، شاخِصَةً أبصارُهم، ينتظِرونَ فصْلَ القضاءِ... فذكَرَ الحديثَ إلى أنْ قال: ثمَّ يقولُ -يعني: الرَّبَّ تبارَك وتعالى-: ارْفَعوا رؤوسَكم، فيرفعونَ رؤوسَهم، فيُعطيهم نورَهم على قَدْرِ أعمالِهم، فمنهم مَن يُعْطى نورَهُ مِثْلَ الجبلِ العظيمِ يَسْعى بينَ يدَيْهِ، ومنهم مَن يُعْطى نورَهُ أصغَرَ مِن ذلكَ، ومنهم مَن يُعْطى مِثْلَ النَّخلةِ بيمينِهِ، ومنهم مَن يُعْطى (نورًا) أصغَرَ مِن ذلكَ، حتَّى يكونَ آخِرُهم رجُلًا يُعْطى نورَهُ على إبهامِ قَدَمِهِ، يُضيءُ مَرَّةً ويُطْفِئُ مرَّةً، فإذا أضاءَ قَدَّمَ قَدَمَهُ (فمَشَى)، وإذا أُطفِئَ قام، (قال: والرَّبُّ عزَّ وجلَّ أمامَهم، حتَّى يمُرَّ في النَّارِ، فيَبْقى أثرُهُ كحَدِّ السَّيفِ؛ دَحْضٌ مَزَلَّةٌ ، قال: ويقولُ: مُرُّوا، فيمرُّونَ على قَدْرِ نورِهم، منهم مَن يمُرُّ كطَرْفةِ العَيْنِ، ومنهم مَن يمُرُّ كالبَرْقِ، ومنهم مَن يمُرُّ كالسَّحابِ، ومنهم مَن يمُرُّ كانقِضاضِ الكوكبِ، ومنهم مَن يمُرُّ كالرِّيحِ، ومنهم مَن يمُرُّ كشَدِّ الفَرَسِ، ومنهم مَن يمُرُّ كشَدِّ الرجُلِ، حتَّى يمُرَّ الذي يُعطى نورَهُ على إبهامِ قَدَمِهِ يَحْبُو على وجهِهِ ويدَيْهِ ورِجْلَيْهِ، تَخِرُّ يَدٌ وتَعْلَقُ يَدٌ، وتَخِرُّ رِجْلٌ وتَعْلَقُ رِجْلٌ، وتُصيبُ جَوانِبَهُ النَّارُ، فلا يَزالُ كذلكَ حتَّى يَخْلُصَ، فإذا خَلَصَ وَقَفَ عليها، فقال: الحمدُ للهِ الذي أعطاني ما لم يُعْطِ أحدًا؛ إذْ نجَّاني منها بَعدَ إذْ رأيْتُها، قال: فيُنطَلَقُ به إلى غَديرٍ عندَ بابِ الجنَّةِ فيغتسِلُ، فيعودُ إليهِ ريحُ أهلِ الجنَّةِ وألوانُهم، فيرى ما في الجنَّةِ مِن خِلالِ البابِ، فيقولُ: ربِّ أَدْخِلْني الجنَّةَ، فيقولُ (اللهُ) لهُ: أتسألُ الجنَّةَ وقد نَجَّيْتُكَ مِنَ النَّارِ؟ فيقولُ: ربِّ اجعَلْ بيني وبينَها حِجابًا؛ لا أسمَعُ حَسيسَها، قال: فيدخُلُ الجنَّةَ، ويرى أو يُرْفَعُ له مَنزِلٌ أمامَ ذلكَ، كأنَّ ما هو فيه إليه حُلُمٌ، فيقولُ: ربِّ أعطِني ذلكَ المنزلَ، فيقولُ له: لعلَّكَ إنْ أَعطَيْتُكَهُ تسألُ غَيْرَهُ، فيقولُ: لا وعِزَّتِكَ ، لا أسألُكَ غَيْرَهُ، أنَّى مَنزِلٌ أحسنُ منه؟! فيُعطاهُ، فيَنْزِلُهُ، ويرى أمامَ ذلكَ مَنزِلًا كأنَّ ما هو فيه بالنِّسبةِ إليه حُلُمٌ، قال: ربِّ أَعْطِني ذلكَ المنزلَ، فيقولُ اللهُ تبارَكَ وتعالى له: فلعلَّكَ إنْ أَعْطَيْتُكَهُ تسألُ غَيْرَهُ، فيقولُ: لا وعِزَّتِكَ ، لا أسألُكَ غَيْرَهُ، أنَّى مَنزِلٌ أَحسَنُ منه؟! فيُعطاهُ، فيَنْزِلُهُ، قال: ويرى أوْ يُرْفَعُ له أمامَ ذلكَ مَنزِلٌ آخَرُ، كأنَّما هو إليه حُلُمٌ، فيقولُ: أعطِني ذلكَ المنزلَ، فيقولُ اللهُ جَلَّ جَلالُهُ: فلعلَّكَ إنْ أَعْطَيْتُكَهُ تسألُ غَيْرَهُ، قال: لا وعِزَّتِكَ لا أسألُ غَيْرَهُ، وأيُّ مَنزِلٍ يكونُ أَحْسَنَ منه؟! قال: فيُعطاهُ، فيَنْزِلُهُ، ثُمَّ يسكُتُ، فيقولُ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: ما لكَ لا تسألُ؟ فيقولُ: ربِّ، قد سألْتُكَ حتَّى استَحْيَيْتُكَ، وأقسمْتُ لكَ حتَّى استَحْيَيْتُكَ، فيقولُ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: ألَمْ تَرْضَ أنْ أُعطيَكَ مِثْلَ الدُّنيا منذُ خَلَقْتُها إلى يومِ أَفنَيْتُها وعشَرةَ أضعافِهِ؟ فيقولُ: أَتَهْزَأُ بي وأنتَ رَبُّ العِزَّةِ؟! فيَضْحَكُ الرَّبُّ تعالى مِن قولِهِ، قال: فرأيْتُ عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه إذا بَلَغَ هذا المكانَ مِن هذا الحديثِ ضَحِكَ، فقال له رجُلٌ: يا أبا عبدِ الرَّحمنِ، قد سمِعْتُكَ تُحَدِّثُ هذا الحديثَ مِرارًا، كلَّما بَلَغْتَ هذا المكانَ ضَحِكْتَ، فقال: إنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحَدِّثُ هذا الحديثَ مِرارًا كلَّما بَلَغَ هذا المكانَ مِن هذا الحديثِ ضَحِكَ حتَّى تَبْدُوَ أضراسُهُ، قال: فيقولُ الرَّبُّ جَلَّ ذِكْرُهُ: لا، ولكنِّي على ذلكَ قادِرٌ، سَلْ، فيقولُ: أَلحِقْني بالنَّاسِ، فيقولُ: الْحَقْ بالنَّاسِ، فيَنطَلِقُ يَرْمُلُ في الجنَّةِ، حتَّى إذا دنا مِنَ النَّاسِ رُفِعَ له قَصْرٌ مِن دُرَّةٍ؛ فيَخِرُّ ساجِدًا، فيُقالُ له: ارفَعْ رأسَكَ، ما لكَ؟ فيقولُ: رأيْتُ ربِّي -أو :تَراءَى لي ربِّي-، فيُقالُ له: إنَّما هو مَنزِلٌ مِن مَنازِلِكَ، قال: ثمَّ يَلْقى رجُلًا فيَتهَيَّأُ للسُّجودِ له، فيُقالُ له: مَهْ، ما لَكَ؟! فيقولُ: رأيْتُ أنَّكَ مَلَكٌ مِنَ الملائكةِ، فيقولُ: إنَّما أنا خازِنٌ مِن خُزَّانِكَ، وعبْدٌ مِن عَبيدِكَ، تحتَ يَدَيَّ ألفُ قَهْرَمانٍ على مِثْلِ ما أنا عليهِ، قال: فيَنطَلِقُ أمامَهُ حتَّى يَفتَحَ له القَصْرَ، قال: وهو مِن دُرَّةٍ مُجَوَّفةٍ، سَقائِفُها وأبوابُها وأغلاقُها ومَفاتيحُها منها، تَستَقبِلُهُ جوهرةٌ خَضراءُ مُبَطَّنةٌ بحَمراءَ، فيها سبعونَ بابًا، كلُّ بابٍ يُفضي إلى جوهرةٍ خَضراءَ مُبَطَّنةٍ بحمراءَ، كلُّ جوهرةٍ تُفضي إلى جوهرةٍ على غيرِ لَونِ الأخرى، في كلِّ جوهرةٍ سُرُرٌ وأزواجٌ ووصائِفُ أَدناهُنَّ حَوْراءُ عَيْناءُ، عليها سبعونَ حُلَّةً، يُرَى مُخُّ ساقِها مِن وراءِ حُلَلِها، كَبِدُها مِرْآتُهُ، وكَبِدُهُ مِرْآتُها، إذا أَعرَضَ عنها إعراضَةً ازدادَتْ في عَيْنِهِ سبعينَ ضِعفًا عمَّا كانت قَبلَ ذلكَ، وإذا أَعرَضَتْ عنُه إعراضةً ازدادَ في عَيْنِها سبعينَ ضِعفًا عمَّا كان قَبلَ ذلكَ، فيقولُ لها: واللهِ، لقد ازدَدْتِ في عَيْني سبعينَ ضِعفًا، وتقولُ له: وأنتَ واللهِ، لقد ازدَدْتَ في عَيْني سبعينَ ضِعْفًا، فيُقالُ له: أَشرِفْ، فيُشْرِفُ، فيُقالُ له: مُلْكُكَ مَسيرةُ مِئةِ عامٍ، يَنْفُذُهُ بصرُكَ، قال: فقال عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنه: أَلَا تسمَعُ ما يُحَدِّثُنا ابنُ أُمِّ عبْدٍ يا كَعْبُ عن أَدْنَى أهلِ الجَنَّةِ مَنزِلًا؟! فكيف أعلاهُم؟! قال: يا أميرَ المؤمنينَ، ما لا عَيْنٌ رأَتْ، ولا أُذُنٌ سمِعَتْ، إنَّ اللهَ جَلَّ ذِكْرُهُ خَلَقَ دارًا، جعَلَ فيها ما شاءَ مِنَ الأزواجِ والثَّمراتِ والأَشرِبَةِ، ثمَّ أَطبَقَها؛ فلَمَ يَرَها أحدٌ مِن خَلْقِهِ، لا جِبريلُ ولا غَيْرُهُ مِنَ الملائكةِ، ثمَّ قرأَ كَعْبٌ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17]، قال: وخَلَقَ دُونَ ذلكَ جَنَّتَيْنِ، وزَيَّنَهما بما شاءَ، وأَراهُمَا مَن شاءَ مِن خَلْقِهِ، ثمَّ قال: فمَن كان كِتابُهُ في عِلِّيِّينَ نَزَلَ في تلكَ الدَّارِ الَّتي لم يَرَها أحدٌ، حتَّى إنَّ الرجُلَ مِن أهلِ عِلِّيِّينَ لَيَخرُجُ فيَسيرُ في مُلْكِهِ، فلا تَبقى خَيْمةٌ مِن خِيَمِ الجنَّةِ إلَّا دَخَلَها مِن ضَوْءِ وجْهِهِ، فيَستَبْشِرونَ بريحِهِ فيقولونَ: واهًا لهذا الرِّيحِ! هذا ريحُ رجُلٍ مِن أهلِ عِلِّيِّينَ قد خرَجَ يَسيرُ في مُلْكِهِ، قال: وَيْحَكَ يا كَعْبُ، إنَّ هذهِ القُلوبَ قدِ اسْتَرسَلَتْ فاقبِضْها، فقال كَعْبٌ: والذي نفْسي بيدِهِ، إنَّ لِجَهنَّمَ يومَ القيامةِ لَزَفْرَةً ما مِن مَلَكٍ مُقَرَّبٍ ولا نبيٍّ مُرْسَلٍ إلَّا خَرَّ لرُكْبَتَيْهِ، حتَّى إنَّ إبراهيمَ خليلَ اللهِ لَيقولُ: ربِّ، نفْسي نفْسي، حتَّى لو كان لكَ عَمَلُ سبعينَ نبيًّا إلى عَمَلِكَ لَظَنَنْتَ ألَّا تَنْجُوَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم : 3704 التخريج : أخرجه أبي الدنيا في ((صفة الجنة)) (31)، والطبراني (9/417) (9763)، والدارقطني في ((رؤية الله)) (163) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: جنة - صفة الجنة عقيدة - إثبات صفات الله تعالى قيامة - الصراط قيامة - أهوال يوم القيامة مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

8 - يجمعُ اللَّهُ الأوَّلينَ والآخرينَ لميقاتِ يومٍ معلومٍ قيامًا أربعينَ سنةً شاخصةً أبصارُهُم إلى السَّماءِ ينتظرونَ فصلَ القضاءِ قالَ وينزلُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ في ظللٍ منَ الغمامِ منَ العرشِ إلى الكرسيِّ ثمَّ يُنادي مُنادٍ أيُّها النَّاسُ ألم تَرضوا من ربِّكمُ الَّذي خلقَكُم ورزقَكُم وأمرَكُم أن تعبُدوهُ ولا تشرِكوا بِهِ شيئًا أن يولِّيَ كلَّ ناسٍ منكم ما كانوا يتولَّونَ ويعبدونَ في الدُّنيا قالَ فينطلِقونَ ويمثَّلُ لَهُم أشباهُ ما كانوا يعبدونَ فَمِنْهُم من ينطلقُ إلى الشَّمسِ وَمِنْهُم من ينطلقُ إلى القمرِ وإلى الأوثانِ منَ الحجارةِ وأشباهِ ما كانوا يعبدونَ قالَ ويمثَّلُ لمن كانَ يعبدُ عيسى شيطانُ عيسى ويمثَّلُ لمن كانَ يعبدُ عُزَيْرًا شيطانُ عُزَيْرٍ ويبقى محمَّدٌ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأُمَّتُهُ فيأتيهم الرَّبُّ عزَّ وجلَّ فيقولُ ما بالَكُم لا تنطلقونَ كما انطلقَ النَّاسُ قالَ فيقولونَ إنَّ لَنا إلَهًا ما رأيناهُ بعدُ فيقولُ هل تعرفونَهُ إن رأيتُموهُ فيقولونَ إنَّ بينَنا وبينَهُ علامةً إذا رأيناهَ عرفناهَ قالَ فيقولُ ما هي فيقولونَ يَكْشفُ عن ساقِهِ فعندَ ذلِكَ يُكْشفُ عن ساقٍ فيخرُّونَ له سجَّدًا ويبقى قومٌ ظُهورُهُم كصياصيِّ البقرِ يريدونَ السُّجودَ فلا يستطيعونَ وقد كانوا يدعونَ إلى السُّجودِ وَهُم سالمونَ ثمَّ يقولُ ارفَعوا رؤوسَكُم فيرفعونَ رؤوسَهُم فيُعطيهم نورَهُم على قدرِ أعمالِهِم فَمِنْهُم من يعطى نورَهُ على قدر الجبلِ العظيمِ يسعى بينَ أيديهم وَمِنْهُم من يعطى نورًا أصغرَ من ذلِكَ حتَّى يَكونَ آخر رجل يعطى نورَهُ على إبهامِ قدمِهِ يضيءُ مرَّةً ويطفأ مرَّةً فإذا أضاءَ قدَّمَ قدمَهُ ومشى وإذا طفئَ قامَ والرَّبُّ تباركَ و تعالَى أمامَهُم حتَّى يمرَّ في النَّارِ فيبقى أثرُهُ كحدِّ السَّيفِ قالَ ويقولُ مرُّوا فيمرُّونَ على قدرِ نورِهِم منهم من يمرُّ كطرفِ العينِ وَمِنْهُم من يمرُّ كالبرقِ وَمِنْهُم من يمرُّ كالسَّحابِ وَمِنْهُم من يمرُّ كانقضاضِ الكوكبِ وَمِنْهُم من يمرُّ كالرِّيحِ وَمِنْهُم من يمرُّ كشدِّ الفرسِ وَمِنْهُم كشدِّ الرَّجُلِ حتَّى يمرَّ الَّذي أعطى نورَهُ على قدر إبهامِ قدمَهِ يحبو على وجهِهِ ويديهِ ورجليهِ تُجرُّ يدٌ وتعلَقُ يدٌ وتجرُّ رِجلٌ وتعلَقُ رجلٌ وتصيبُ جوانبَهُ النَّارُ فلا يزالُ كذلِكَ حتَّى يخلُصَ فإذا خلصَ وقفَ عليهم ثمَّ قالَ الحمدُ للَّهِ لقد أعطاني اللَّهُ ما لم يُعطِ أحدًا إذ نجَّاني منها بعدَ أن رأيتُها قالَ فينطلَقُ بِهِ إلى غديرٍ عندَ بابِ الجنَّةِ فيغتسلُ فيه فيعودُ إليهِ ريحُ أَهْلِ الجنَّةِ وألوانُهُم فيرى ما في الجنَّةِ من خلالِ البابِ فيقولُ ربِّ أدخِلني الجنَّةَ فيقولُ اللَّهُ تبارَكَ و تعالَى لَهُ أتسألُ الجنَّةَ وقد نجِّيتُكَ منَ النَّارِ فيقولُ يا ربِّ اجعل بيني وبينَها حِجابًا لا أسمعُ حسيسَها قالَ فيدخلُ الجنَّةَ قالَ ويرى - أو يرفعُ لَهُ - منزلٌ أمامَ ذلِكَ كأنَّما الذي هوَ فيهِ إليهِ حُلمٌ ليدخُلَهُ فيقولُ ربِّ أعطني ذلِكَ المنزلَ فيقولُ فلعلَّكَ إن أعطيتُكَهُ تسألُ غيرَهُ فيقولُ وعزَّتِكَ لا أسألُ غيرَهُ وأيُّ منزلٍ يكونُ أحسَنَ منهُ قالَ فيُعطاه فينزِلُهُ فقال ويرى أو يُرفَعُ له أمامَ ذلكَ ليدخُلَهُ فيقولُ ربِّ أعطِني ذلك المنزلَ فيقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ فلعلَّكَ إن أعطيتُكَهُ تسألُ غيرَهُ قالَ لا وعزَّتِكَ لا أسألُ غيرَهُ وأيُّ منزلٍ يَكونُ أحسنَ منهُ قالَ فيعطاهُ فينزلُ قال ويرى أو يُرفَعُ له أمام ذلكَ منزلٌ آخرُ كأنَّما الَّذي هو فيهِ إليهِ حُلْمٌ فيقولُ ربِّ أعطني ذلك المنزلَ فيقولُ اللَّهُ جلَّ جلالُهُ فلعلَّكَ إن أعطيتُكَهُ تسألُ غيرَهُ قال لا وعزَّتِكَ لا أسألُ غيرَهُ وأيُّ منزِلٍ يكونُ أحسنَ منهُ قال فيُعطاه فينزِلُ ثمَّ يسكتُ فيقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ ما لَكَ لا تسألُ فيقولُ ربِّ لقد سألتُكَ حتَّى استحييتُكَ وأقسَمتُ لَكَ حتَّى استحييتُكَ فيقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ ألم تَرضى أن أُعْطيَكَ مثلَ الدُّنيا منذُ يوم خلقتُها إلى يومِ أفنيتُها وعشرةَ أضعافِهِ فيقولُ أتستَهْزئُ بي وأنتَ ربُّ العزَّةِ فيضحَكُ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ من قولِهِ قالَ فرأيتُ عبدَ اللَّهِ بنَ مسعودٍ إذا بلغَ بهذا المَكانَ من هذا الحديثِ ضحِكَ فقالَ لَهُ رجلٌ يا أبا عبدِ الرَّحمنِ قد سَمِعْتُكَ تحدِّثُ هذا الحديثَ مرارًا كلَّما بلغتَ هذا المَكانَ مِن هذا الحديثِ ضحِكْتَ فقالَ إنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يحدِّثُ بهذا الحديثَ مرارًا كلَّما بلغَ هذا المَكانَ من هذا الحديثِ ضحِكَ حتَّى تبدُوَ أضراسُهُ قالَ فيقولُ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ لا ولَكِنِّي على ذلِكَ قادرٌ سَل فيقولُ ألحِقني بالنَّاسِ فيقولُ الحقِ بالنَّاسِ قالَ فينطلقُ يرمُلُ في الجنَّةِ حتَّى إذا دَنا منَ النَّاسِ رُفِعَ لَهُ قصرٌ من درَّةٍ فيخرُّ ساجدًا فقالُ لَهُ ارفع رأسَكَ ما لَكَ فيقولُ رأيتُ ربِّي - أو تراءى لي ربِّي - فيقالُ لَهُ إنَّما هوَ منزلٌ من مَنازلِكَ قالَ ثمَّ يَلقى فيها رجلًا فيتَهَيَّأُ للسُّجودِ فيقالُ لَهُ ما لَكَ فيقولُ رأيتُ أنَّكَ ملَكٌ منَ الملائِكَةِ فيقولُ له إنَّما أَنا خازنٌ من خزَّانِكَ عبدٌ من عبيدِكَ تحتَ يدي ألفُ قَهْرمانٍ على مثلِ ما أَنا عليهِ قالَ فينطلقُ أمامَهُ حتَّى يَفتحَ لَهُ القصرَ قالَ وَهوَ في درَّةٍ مجوَّفةٍ سقائفُها وأبوابُها وأغلاقُها ومفاتيحُها منها تستقبلُهُ جوهرةٌ خضراءُ مبطَّنةٌ بحمراءَ كلُّ جوهرةٍ تُفضي إلى جوهرةٍ على غيرِ لونِ الأخرى في كلِّ جوهرةٍ سررٌ وأزواجٌ ووصائفُ أدناهنَّ حوراءُ عيناءُ عليها سبعونَ حلَّةً يُرى مخُّ ساقِها من وراءِ حللِها كبدُها مرآتُهُ إذا أعرضَ عنها إعراضةً ازدادت في عينِهِ سبعينَ ضعفًا عمَّا كانت قبلَ ذلِكَ فيقولُ لَها واللَّهِ لقدِ ازدَدتِ في عيني سبعينَ ضعفًا فتقولُ لَهُ واللَّه واللَّهِ أنت لقدِ ازددتَ في عيني سبعينَ ضعفًا فيقالُ لَهُ أشرِف قالَ فيشرفُ فيقالُ لَهُ ملكُكَ مسيرةُ مائةِ عامٍ ينفذُهُ بصرُهُ قالَ فقالَ عمرُ ألا تسمعُ إلى ما يحدِّثُنا ابنُ أمِّ عبدٍ يا كعبُ عن أدنى أَهْلِ الجنَّةِ منزلًا فَكَيفَ أعلاهم قالَ كعبٌ يا أميرَ المؤمنينَ فيها ما لا عينٌ رأَت ولا أذنٌ سمِعت إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ جعلَ دارًا فيها ما شاءَ منَ الأزواجِ والثَّمراتِ والأشربةِ ثمَّ أطبقَها فلم يرَها أحدٌ منَ خلقِهِ لا جبريلُ ولا غيرُهُ منَ الملائِكَةِ ثمَّ قرأَ كعبٌ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ قالَ وخلقَ من دونَ ذلِكَ جنَّتينِ وزيَّنَهُما بما شاءَ وأراهما من شاءَ من خلقِهِ ثمَّ قالَ من كانَ كتابُهُ في علِّيِّينَ نزلَ تلكَ الدَّارَ الَّتي لم يرَها أحدٌ حتَّى إنَّ الرَّجلَ من أَهْلِ علِّيِّينَ ليخرجُ فيسيرُ في ملكِهِ فلا تبقى خيمةٌ من خيامِ الجنَّةِ إلَّا دخلَها من ضوءِ وجهِهِ فيستبشِرونَ بريحِهِ فيقولونَ واهًا لِهَذا الرِّيحِ هذا رجلٌ من أَهْلِ علِّيِّينَ قد خرجَ يسيرُ في ملكِهِ فقالَ ويحَكَ يا كعبُ هذِهِ القلوبُ قدِ استَرسَلَت فاقبِضها فقالَ كعبٌ والَّذي نفسي بيدِهِ إنَّ لِجهنَّمَ يومَ القيامةِ لَزفرةً ما يبقى من ملَكٍ مقرَّبِ ولا نبيٍّ مرسلٍ إلَّا يخرُّ لرُكْبتيهِ حتَّى إنَّ إبراهيمَ خليلَ اللَّهِ يقولُ ربِّ نَفسي نَفسي حتَّى لو كانَ لَكَ عملُ سبعينَ نبيًّا إلى عملِكَ لظننتَ أنَّكَ لا تَنجو
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : ابن القيم | المصدر : حادي الأرواح
الصفحة أو الرقم : 262 التخريج : أخرجه ابن أبي الدنيا في ((صفة الجنة)) (31)، والطبراني (9/417) (9763)، والدارقطني في ((رؤية الله)) (163) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: جنة - أدنى أهل الجنة منزلة جنة - صفة الجنة رقائق وزهد - سعة رحمة الله قيامة - الحساب والقصاص قيامة - أهوال يوم القيامة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

9 - يَجمَعُ اللهُ الأوَّلينَ والآخِرينَ لميقاتِ يومٍ معلومٍ، قيامًا أربعين سَنَةً، شاخِصَةً أبصارُهم إلى السَّماءِ، ينتَظِرون فصلَ القضاءِ، قال: ويَنزِلُ اللهُ عزَّ وجلَّ في ظُلَلٍ من الغَمامِ من العَرشِ إلى الكُرسيِّ، ثم يُنادي مُنادٍ: أيُّها الناسُ، أَلَمْ تَرضَوْا من ربِّكُم الذي خَلَقَكم ورَزَقَكم وأَمَرَكم أنْ تَعبُدوه، ولا تُشرِكوا به شيئًا أن يُولِّيَ كُلَّ ناسٍ منكم ما كانوا يتوَلَّوْنَ ويَعبُدون في الدُّنيا؟ أليس ذلك عدلًا من ربِّكم؟ قالوا: بلى. قال: فينطَلِقُ كُلُّ قومٍ إلى ما كانوا يَعبُدون ويتوَلَّوْنَ في الدُّنيا، فينطَلِقون ويُمثَّلُ لهم أشباهُ ما كانوا يَعبُدون، فمنهم مَن ينطَلِقُ إلى الشَّمسِ، ومنهم مَن ينطَلِقُ إلى القَمَرِ، وإلى الأوثانِ من الحِجارَةِ وأشباهِ ما كانوا يَعبُدون، قال: ويُمثَّلُ لمَن كان يعبُدُ عيسى شَيطانُ عيسى، ويُمثَّلُ لمَن كان يعبُدُ عُزيرًا شَيطانُ عُزيرٍ. ويَبقى مُحمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأُمَّتُه، فيأتيهم الرَّبُّ عزَّ وجلَّ، فيقولُ: ما لكم لا تنطَلِقون كما انطَلَقَ الناسُ؟ فيقولون: إنَّ لنا إِلَهًا ما رأيْناهُ بعدُ، فيقولُ: هل تعرِفونَه إذا رأيْتُموه؟ فيقولون: إنَّ بينَنا وبينَه علامةً إنْ رأيْناها عَرَفْناها، قال: فيقولُ: ما هي؟ فيقولون: يُكشَفُ عن ساقِه، قال: فعندَ ذلك يُكشَفُ عن ساقٍ فيَخِرون له سُجَّدًا، ويَبقى قومٌ ظُهورُهم كصياصيِّ البَقَرِ، يُريدون السُّجودَ فلا يَسْتَطيعون، وقد كانوا يُدعَوْنَ إلى السُّجودِ وهم سالِمون. ثم يقولُ: ارْفَعوا رُؤُوسَكم، فيَرفَعون رُؤُوسَهم، ويُعْطيهم نُورَهم على قدْرِ أعمالِهم، فمنهم مَن يُعطى نورَه مثلَ الجَبَلِ العَظيمِ، يَسْعى بين يديْهِ، ومنهم مَن يُعطى أصغَرَ من ذلك، ومنهم مَن يُعطى نورًا مثلَ النَّخلةِ بيَمينِه، ومنهم مَن يُعطى نورَا أصغَرَ من ذلك، حتى يكونَ آخِرُهم رَجُلًا يُعطى نورَه على إبهامِ قَدَمِه يُضيءُ مرَّةً، ويُطفَأُ مرَّةً، فإذا أضاءَ قدَّم قَدَمَه فمَشى، وإذا طُفِئَ قامَ، والربُّ تَبارك وتَعالى أمامَهم حتى يمُرَّ في النارِ، فيبقى أثَرٌ كحَدِّ السَّيفِ، قال: ويقولُ: مُرُّوا، فيَمُرُّون على قدْرِ نورِهم. منهم مَن يمُرُّ كطرْفِ العَينِ، ومنهم مَن يمُرُّ كالبَرقِ، ومنهم مَن يمُرُّ كالسَّحابِ، ومنهم مَن يمُرُّ كانقِضاضِ الكَوكَبِ، ومنهم مَن يمُرُّ كالرِّيحِ، ومنهم مَن يمُرُّ كشَدِّ الفَرَسِ، ومنهم مَن يمُرُّ كشَدِّ الرَّحْلِ ، حتى يمُرَّ الذي أُعطِيَ نورَه على إبهامِ قَدَمِه يَحْبو على وجْهِه ويديْهِ ورِجْليهِ، تَخِرُّ يَدٌ وتَعلَقُ يَدٌ، وتَخِرُّ رِجلٌ وتَعلَقُ رِجلٌ، وتُصيبُ جوانِبَه النارُ، فلا يزالُ كذلك حتى يَخلُصَ، فإذا خَلَصَ، وَقَفَ عليها، وقال: الحمدُ للهِ، لقد أعْطانيَ اللهُ ما لم يُعطِ أحدًا؛ إذْ نجَّاني منها بعدَ إذْ رأيْتُها. قال: فيُنطَلَقُ به إلى غَديرٍ عندَ بابِ الجَنَّةِ، فيَغْتسِلُ، فيعودُ إليه ريحُ أهلِ الجَنَّةِ وألْوانُهم، فيَرى ما في الجَنَّةِ من خِلالِ البابِ، فيقولُ: ربِّ أدْخِلْني الجَنَّةَ، فيقولُ اللهُ تَبارك وتَعالى له: أَتَسأَلُ الجَنَّةَ وقد نَجَّيتُكَ من النارِ؟! فيقولُ: ربِّ اجعَلْ بيني وبينها حِجابًا لا أسَمُع حَسيسَها، قال: فيدخُلُ الجَنَّةَ، قال: ويَرى -أو يُرفَعُ له- مَنزِلٌ أمامَ ذلك كأنَّما الذي هو فيه إليه حُلمٌ، فيقولُ: ربِّ أعْطِني ذلك المَنزِلَ، فيقولُ: فلعلَّك إنْ أعطيتُكَهُ تَسأَلُ غيرَه، فيقولُ: لا وعِزَّتِك لا أَسأَلُك غيرَه، وأيُّ مَنزِلٍ يكونُ أحسَنَ منه، فيُعطاه؛ فيَنزِلَه، قال: ويَرى أمامَ ذلك مَنزِلًا آخَرَ، كأنَّما هو فيه إليه حُلمٌ، فيقولُ: أَعْطِني ذلك المَنزِلَ، فيقولُ اللهُ جلَّ جلالُه: فلعلَّك إنْ أعطيتُكَهُ تَسأَلُ غيرَه؟ قال: لا وعِزَّتِك ، لا أَسأَلُ غيرَه، وأيُّ مَنزِلٍ يكونُ أحسَنَ منه؟ قال: فيُعطى؛ فيَنزِلَه، قال: ويَرى -أو يُرفَعُ له- أمامَ ذلك مَنزِلٌ آخَرُ، كأنَّما هو فيه إليه حُلمٌ، فيقولُ: أعْطِني ذلك المَنزِلَ، فيقولُ اللهُ جلَّ جلاله: فلعلَّك إنْ أعطيتُكَ إيَّاه تَسأَلُ غيرَه؟ قال: لا وعِزَّتِك لا أَسأَلُك غيرَه، وأيُّ مَنزِلٍ يكونُ أحسَنَ منه، قال: فيُعطاه؛ فيَنزِلَه، ثم يَسكُتُ، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: مالَكَ لا تَسأَلُ؟ فيقولُ: رَبِّ، لقد سَأَلْتُك حتى استَحْيَيتُكَ، وأقْسَمْتُ لك حتى استَحْيَيتُكَ، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: أَلَا تَرضَى أنْ أُعْطيَكَ مثلَ الدُّنيا مُذْ يومِ خَلَقتُها إلى يومِ أفْنَيتُها وعَشْرةَ أضعافِه؟ فيقولُ: أتَسْتهزِئُ بي وأنتَ رَبُّ العِزَّةِ، فيضحَكُ الربُّ عزَّ وجلَّ من قولِه. قال: فرأيْتُ عبدَ اللهِ بنَ مَسعودٍ إذا بَلَغَ هذا المكانَ من هذا الحديثِ ضَحِكَ، فقال له رَجُلٌ: يا أبا عبدِ الرحمنِ، قد سَمِعتُكَ تُحدِّثُ هذا الحديثَ مِرارًا، كُلَّما بَلَغتَ هذا المَكانَ ضَحِكتَ، فقال: إني سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحدِّثُ هذا الحديثَ مِرارًا، كُلَّما بَلَغَ هذا المكانَ من هذا الحديثِ ضَحِكَ حتى تبدُوَ أضراسُه. قال: فيقولُ الربُّ عزَّ وجلَّ: لا: ولكني على ذلك قادِرٌ، سَلْ، فيقولُ: ألْحِقْني بالناسِ، فيقولُ: الْحَقِ بالناسِ قال: فينطَلِقُ يرمُلُ في الجَنَّةِ حتى إذا دَنا من الناسِ، رُفِعَ له قصرٌ من دُرَّةٍ، فيَخِرُّ ساجِدًا، فيُقالُ له: ارفَعْ رأسَك، ما لَك؟ فيقولُ: رأيتُ ربي، -أو تراءَى لي ربي- فيُقالُ له: إنَّما هو مَنزِلٌ من منازِلِكَ، قال: ثم يَلْقى رَجُلًا، فيتهيَّأُ للسُّجودِ، فيُقالُ له: مَهْ، ما لَك؟ فيقولُ: رأيتُ أنَّك مَلَكٌ من الملائكةِ، فيقولُ: إنَّما أنا خازِنٌ من خُزَّانِكَ، عبدٌ من عَبيدِكَ، تحتَ يديَّ ألفُ قَهْرَمانٍ على مِثلِ ما أنا عليه. قال: فينطَلِقُ أمامَه حتى يُفتَحَ له القَصرُ، قال: وهو في دُرَّةٍ مُجوَّفةٍ، سقائِفُها، وأبوابُها، وأغلاقُها، ومفاتيحُها منها، تستقبِلُه جَوهرةٌ خَضراءُ مُبطَّنةٌ بحَمراءَ، كُلُّ جَوهرةٍ تُفضي إلى جَوهرةٍ فيها سَبعون بابًا، كُلُّ بابٍ يُفضي إلى جَوهرةٍ خَضْراءَ مُبطَّنةٍ بحَمراءَ، كُلُّ جَوهرةٍ تُفضي إلى جَوهرةٍ على غيرِ لَوْنِ الأخرى، في كُلِّ جَوهرةٍ سُرُرٌ وأزْواجٌ، ووصائِفُ أدناهُنَّ حَوراءُ عَيناءُ عليها سَبعون حُلَّةً، يُرى مُخُّ ساقِها من وراءِ حُلَلِها، كَبِدُها مِرآتُه، وكَبِدُه مِرآتُها، إذا أعرَضَ عنها إعراضةً ازدادتْ في عَينِه سَبعينَ ضِعفًا عمَّا كانتْ قبلَ ذلك، فيقولُ لها: واللهِ لقدِ ازْدَدتِ في عَيني سَبعين ضِعفًا، وتقولُ له: واللهِ وأنتَ، لقدِ ازْدَدتَ في عَيني سَبعينَ ضِعفًا، فيُقالُ له: أشْرِفْ، قال: فيُشرِفُ، فيُقالُ له: مُلْكُكَ مَسيرةُ مِئَةِ عامٍ يَنفُذُه بَصَرُه. قال فقال عُمَرَ: أَلَا تَسمَعُ إلى ما يُحدِّثُنا ابنُ أُمِّ عبدٍ يا كعْبُ، عن أدْنى أهلِ الجَنَّةِ مَنزِلًا، فكيف أعْلاهم؟ قال كعبٌ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، ما لا عينٌ رَأتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعتْ، إنَّ اللهَ تَعالى جَعَلَ دارًا فيها ما شاءَ من الأزواجِ، والثَّمَراتِ، والأشرِبَةِ، ثم أطْبَقَها، فلم يَرَها أحَدٌ من خَلْقِه، لا جِبريلُ ولا غيرُهُ من الملائِكَةِ. ثُمَّ قَرَأَ كعبٌ: { فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [السجدة: 17]. قال: وخَلَقَ دُون ذلك جَنَّتينِ، فزيَّنهما بما شاءَ، وأراهما مَن شاءَ من خَلْقِه، ثم قال: مَن كان في عِليِّينَ نَزَلَ تلك الدارَ التي لم يَرَها أحدٌ، حتى إنَّ الرَّجُلَ من أهلِ عِليِّينَ ؛ لَيخرُجُ فيسيرُ في مُلْكِه، فما تَبقى خَيمةٌ من خِيَمِ الجَنَّةِ إلَّا دَخَلَها من ضَوءِ وجْهِه، فيَسْتبشِرون برِيحِه، فيقولون: واهًا لهذه الرِّيحِ، هذا رَجُلٌ من أهلِ عِليِّينَ قد خَرَجَ يَسيرُ في مُلْكِه. فقال: وَيحَك يا كعبُ! هذه القُلوبُ قد استَرْسَلَتْ فاقْبِضْها، فقال كعبٌ: والذي نفْسي بيَدِه، إنَّ لجهنَّمَ يومَ القيامَةِ لَزفرَةً ما يَبقى من مَلَكٍ مُقرَّبٍ ولا نَبيٍّ مُرسَلٍ إلَّا خَرَّ لرُكْبتيهِ، حتى إنَّ إبراهيمَ خليلَ اللهِ عليه السَّلامُ يقولُ: ربِّ نَفْسي نَفْسي، حتى لو كان لكَ عَمَلُ سَبْعينَ نبيًّا إلى عَمَلِكَ لظَنَنتَ أنَّك لا تَنْجو.
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات [وروي بإسناد منقطع]
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج العواصم والقواصم
الصفحة أو الرقم : 5/ 143 التخريج : أخرجه ابن أبي الدنيا في ((صفة الجنة)) (31)، والشاشي في ((المسند)) (410)، والطبراني (9/417) (9763)
التصنيف الموضوعي: جنة - صفة الجنة خلق - العرش إيمان - الشرك ظلم عظيم إيمان - اليوم الآخر إيمان - توحيد الأسماء والصفات
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

10 - يجمعُ اللهُ الأولينَ والآخرينَ لميقاتِ يومٍ معلومٍ قيامًا أربعينَ سنةً شاخصةً أبصارُهم ينتظرونَ فصلَ القضاءِ، وينزلُ اللهُ في ظللٍ منَ الغمامِ منَ العرشِ إلى الكرسيِّ ثم يُنادي مُنادٍ : يا أيُّها الناسُ ألم تَرضوا من ربِّكمُ الذي خلقَكُم وصورَكُم ورزقَكُم وأمرَكم أن تَعبدوهُ ولا تُشركوا به شيئًا أن يواليَ كلَّ إنسانٍ منكمْ ما كان يعبدُ في الدُّنيا ويَتولى ؟ أليسَ ذلك عدلٌ من ربٍّكم ؟ قالوا : بلى. قال : فينطلقُ كلُّ إنسانٍ منكمْ إلى ما كان يَتولى في الدُّنيا ويتمثلُ لهم ما كانوا يعبدونَ، فمنهم من ينطلقُ إلى الشمسِ ومنهم من ينطلقُ إلى القمرِ والأوثانِ منَ الحجارةِ وأشباهِ ما كانوا يعبدونَ، ويمثلُ لمن كان يعبدُ عيسى شيطانُ عيسى، ويمثلُ لمن كان يعبدُ عزيرًا شيطانُ عزيرٍ حتى يمثلَ الشجرُ والعودُ والحجرُ ويَبقى أهلُ الإسلامِ جُثومًا، فيمتثلَ لهم الربُّ تعالى فيأتيَهُمْ فيقولُ : ما لكمْ لم تَنطلقوا كما انطلقَ الناسُ ؟ فيقولونَ : إنَّ لنا ربًّا ما رأيناهُ بعدُ، فيقولُ : فهل تعرفونَ ربَّكم إن رأيتُموهُ ؟ قالوا : بينَنا وبينَهُ علامةٌ إذا رأيناها عرفناهُ. قال : وما هي ؟ قال : فيكشفُ عن ساقٍ. قال : فيَحْنى كلُّ من كان لظهرٍ طبقَ ساجدًا ويَبقى قومٌ ظهورُهم كصَياصي البقرِ يريدونَ السجودَ فلا يستطيعونَ، ثم يؤمرونَ فيرفعونَ رؤوسَهمْ فيُعطونَ نورَهمْ على قدرِ أعمالِهم، فمنهم من يُعطى نورَهُ على قدرِ جبلٍ بينَ يديْهِ، ومنهم من يُعطى نورَهُ دونَ ذلك، ومنهم من يُعطى نورَهُ مثلَ النخلةِ بيمينِهِ ومنهم من يُعطى دونَ ذلك حتى يكونَ آخرُ ذلك يُعطى نورَهُ على إبهامِ قدمِهِ يُضيءُ مرةً ويطفئُ مرةً فإذا أضاءَ قدَّمَ قدمَهُ وإذا طُفِئَ قام، فيمرُّونَ الصراطَ، والصراطُ كحدِّ السيفِ دحضٌ مزلَّةٌ فيقالُ : انجوا على قدرِ نورِكمْ، فمنهم من يمرُّ كانقضاضِ الكوكبِ ومنهم من يمرُّ كالطرفِ ومنهم من يمرُّ كالريحِ ومنهم من يمرُّ كشدِّ الرجلِ ويرملُ رملًا، فيمرونَ على قدرِ أعمالِهم حتى يمرَّ الذي نورُهُ على قدرِ إبهامِ قدمِهِ فيَحبو على وجهِهِ ويديْهِ ورجليْهِ يجرُّ يدًا ويعلقُ يدًا ويجرُّ رجلًا ويعلقُ رجلًا فتُصيبُ جوانبَهُ النارُ فلا يزالُ كذلك حتى يخلصَ فإذا خلصَ قال : الحمدُ للهِ الذي نَجاني مِنكَ فقد أَعطاني اللهِ ما لم يعطِ أحدًا، وينطلقُ به إلى غديرٍ عِندَ بابِ الجنةِ فيغسلُ فيعودُ إليه ريحُ أهلِ الجنةِ وألوانُهم فيرى من في الجنةِ من ذلك البابِ، فيقولُ : ربِّ اجعلْ بَيني وبينَهم حجابًا لا أسمعُ حَسيسَها فيدخلُ الجنةَ ويرفعُ له منزلٌ أمامَ ذلك، فيقولُ : ربِّ أعطِني ذلك المنزلَ فيقولُ اللهُ له : فلعلَّكَ إن أعطيتُكهُ أن تسألَني غيرَهُ، فيقولُ : لا وعزتِكَ يا ربِّ، فيقولُ : وأيُّ منزلٍ يكونُ أحسنَ منه، فيعطى ويسكتُ، فيقولُ اللهُ : مالكَ لا تسألُ ؟ فيقولُ : يا ربِّ قد سألْتُكَ حتى استحييْتُ وأقسمْتُ حتى استحييْتُ، فيقولُ اللهُ : ألمْ ترضَ إن أعطيْتُكَ مثلَ الدُّنيا منذُ خلقْتُها إلى يومِ القيامةِ وعشرةَ أضعافِها، فيقولُ : أتهزأُ بي وأنتَ ربُّ العزةِ ؟ فيضحكُ الربُّ تعالى من قولِهِ، فيقولُ : لا ولكني على ذلك قادرٌ، سلْ، فيقولُ : ألحقْني بالناسِ، فيقولُ : الحقْ بالناسِ، فينطلقُ يرملُ في الجنةِ حتى إذا دنا منَ الناسِ ترفعُ له قصرٌ من دُرةٍ مجوفةٍ فيخرُّ ساجدًا، فيقال : ارفعْ رأسَكَ مالك ؟ فيقولُ : رأيْتُ ربِّي، فيقالُ : إنَّما هذا منزلٌ من منازلِكَ، فينطلقُ فيستقبلُهُ رجلٌ فيقولُ : أنتَ ملكٌ ؟ فيقولُ : إنَّما أنا خازنٌ من خزنتِكَ وعبدٌ من عبيدِكَ تحتَ يدي ألفُ قهرمانٍ على مثلِ ما أنا عليْهِ، فينطلقُ أمامَهُ فيفتحُ له القصرَ وهو من دُرةٍ مجوفةٍ سقائفُها وأبوابُها وأغلاقُها ومفاتيحُها منها، وتستقبلُهُ جوهرةٌ خضراءُ مبطنةٌ بحمراءَ سبعونَ ذراعًا فيها ستونَ بابًا كلُّ بابٍ يفضي إلى جوهرةٍ واحدةٍ على غيرِ لونِ الأُخرى، في كلِّ جوهرةٍ سُررٍ وأزواجٍ ووصائفٍ، فيدخلُ فإذا هو بحوراءَ عيناءَ عليْها سبعونَ حلةً يًرى مخُّ ساقِها من وراءِ حُللِها، كبدُها مِرآتُهُ وكبدُهُ مرآتُها إذا أعرضَ عنها إعراضةً ازدادَتْ في عينِهِ سبعينَ ضعفًا عما كانَتْ قبلَهُ، فيقولُ : لقد ازددْتِ في عَيني سبعينَ ضِعفًا، وتقولُ له مثلُ ذلك فيقالُ له : أشرفْ فيُشرفُ فيقالُ له : ملكُ مسيرةُ مائةِ عامٍ يَنفذُهُ بصرُكَ، فقال عمرُ عِندَ ذلك : يا كعبُ ألا تسمعُ إلى ما يحدثُنا ابنُ أمِّ عبدٍ عن أدنى أهلُ الجنةِ منزلةً ؟ فكيفَ أعلاهُمْ ؟ قال : يا أميرَ المؤمنينَ ما لا عينٌ رأتْ ولا أذنٌ سمعَتْ. إنَّ اللهَ خلقَ دارًا يجعلُ فيها ما شاء منَ الأزواجِ والثمراتِ والأشربةِ ثم أطبقَ فلم يرها أحدٌ من خلقِهِ لا جبريلُ ولا غيرُهُ منَ الملائكةِ، ثم قرأَ كعبُ : فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ [ السجدة : 17 ] وخلقَ دونَ ذلك جنتيْنِ وزينَهُما بما شاءَ وجعلَ فيها ما ذكرَ منَ الحريرِ والسندسِ والإستبرقِ وأراهُما من شاءَ من خلقِهِ منَ الملائكةِ، فمن كان كتابُهُ في عليينَ نزلَ في تلك الدارِ التي لم يرَها أحدٌ حتى إن الرجلَ من أهلِ عليينَ ليخرجُ فيسيرُ في ملكِهِ فلا يَبقى خيمةٌ من خِيمِ الجنةِ إلا دخلَها من ضوءِ وجهِهِ حتى إنَّهُم يستنشقونَ ريحَهُ ويقولونَ : واهًا لهذه الريحِ الطيبةِ، لقد أشرفَ اليومَ عليْنا رجلٌ من عليينَ ، فقال عمرُ : ويحكَ يا كعبُ إنَّ هذه القلوبَ قد استرسلَتْ فاقبضْها. فقال كعبٌ : يا أميرَ المؤمنينَ إنَّ لجهنمَ زفرةً ما من ملكٍ مقربٍ ولا نبيٍّ مرسلٍ إلا يخرُّ لركبَتيْهِ حتى يقولَ إبراهيمُ الخليلُ : نَفسي نَفسي، وحتى لو كان لكَ عملُ سبعينَ نبيًّا إلى عملِكَ لظننْتَ أنَّكَ لا تَنجو مِنها
خلاصة حكم المحدث : طريقه صحيحة متصلة رجالها ثقات
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : السيوطي | المصدر : البدور السافرة
الصفحة أو الرقم : 158 التخريج : أخرجه الطبراني (9/417) (9763)، والدارقطني في ((رؤية الله)) (163)، والحاكم (8751) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: جنة - صفة الجنة عقيدة - إثبات صفات الله تعالى قيامة - الحساب والقصاص قيامة - أهوال يوم القيامة مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

11 - يجمَعُ اللهُ الأوَّلينَ والآخرينَ لميقاتِ يومٍ معلومٍ قيامًا أربعينَ سنةً شاخصةً أبصارُهم ينتَظِرونَ فصلَ القضاءِ قال وينزِلُ اللهُ عزَّ وجلَّ في ظُلَلٍ من الغمامِ من العرشِ إلى الكرسيِّ ثُمَّ يُنادِي منادٍ أيُّها النَّاسُ ألم تَرْضَوا من ربِّكم الَّذي خلَقكم ورزَقكم وأمَركم أن تعبُدوه ولا تُشرِكوا به شيئًا أن يُولِّيَ كلَّ أناسٍ منكم ما كانوا يعبُدونَ في الدُّنيا أليس ذلك عدلًا من ربِّكم قالوا بلى قال فينطَلِقُ كلُّ قومٍ إلى ما كانوا يعبُدونَ ويقولونَ في الدُّنيا قال فينطَلِقونَ ويُمثَّلُ لهم أشباهُ ما كانوا يعبُدونَ فمنهم مَن ينطَلِقُ إلى الشَّمسِ ومنهم مَن ينطَلِقُ إلى القمرِ والأوثانِ من الحجارةِ وأشباهِ ما كانوا يعبُدونَ قال ويُمثَّلُ لمَن كان يعبُدُ عيسى شيطانُ عيسى ويُمثَّلُ لمَن كان يعبُدُ عُزيرًا شيطانُ عُزيز ويبقى محمَّدٌ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم وأمَّتُه قال فيتمثَّلُ الرَّبُّ تبارَك وتعالى فيأتيهم فيقولُ ما لكم لا تنطَلِقونَ كانطلاقِ النَّاسِ فيقولونَ إنَّ لنا لَإلهًا ما رأَيْناه فيقولُ هل تعرِفونَه إن رأَيْتُموه فيقولونَ إنَّ بيننا وبينه علامةً إذا رأَيْناها عرَفْناها قال فيقولُ ما هي فنقولُ يكشِفُ عن ساقِه قال فعند ذلك يكشِفُ عن ساقِه فيخرُّ كلُّ مَن كان نظره ويبقى قومٌ ظهورُهم كصَياصيِّ البقرِ يُريدونَ السُّجودَ فلا يستَطيعونَ وقد كانوا يُدْعَونَ إلى السُّجودِ وهو سالمونَ ثُمَّ يقولُ ارفَعوا رؤوسَكم فيرفَعونَ رؤوسَهم فيُعْطِيهم نورَهم على قدرِ أعمالِهم فمنهم مَن يُعْطَى نورَه مثلَ الجبلِ العظيمِ يسعى بين يدَيْه ومنهم مَن يُعْطَى نورَه أصغرَ من ذلك ومنهم مَن يُعطَى مثلَ النَّخلةِ بيدِه ومنهم مَن يُعْطَى أصغرَ من ذلك حتَّى يكونَ آخرُهم رجلًا يُعْطَى نورَه على إبهامِ قدَمَيْه يُضيءُ مرَّةً ويُطفَأُ مرَّةً فإذا أضاء قدَّم قدمَه وإذا طُفِئ قام قال والرَّبُّ تبارَك وتعالى أمامَهم حتَّى يمرُّ في النَّار فيبقى أثرُه كحدِّ السَّيفِ قال فيقولُ مُرُّوا فيمُرُّون على قدرِ نورِهم منهم مَن يمُرُّ كطرفةِ العينِ ومنهم مَن يمُرُّ كالبَرْقِ ومنهم مَن يمُرُّ كالسَّحابِ ومنهم مَن يمُرُّ كانقضاضِ الكوكبِ ومنهم مَن يمُرُّ كالرِّيحِ ومنهم مَن يمُرُّ كشدِّ الفرسِ ومنهم مَن يمُرُّ كشدِّ الرَّحلِ حتَّى يمُرَّ الَّذي يُعْطَى نورَه على ظهرِ قدَمَيْه يجثو على وجهِه ويدَيْه ورِجْلَيْه تخِرُّ يدٌ وتعلَقُ يدٌّ وتخِرُّ رِجْلٌ ٌٌٌوتعلَقُ رِجْلٌ وتُصيبُ جوانبَه النَّارُ فلا يزالُ كذلك حتَّى يخلُصَ فإذا خلَص وقَف عليها فقال الحمدُ للهِ فقد أعطاني اللهُ ما لم يُعْطِ أحدًا إذ نجَّاني منها بعد إذ رأَيْتُها قال فيُنطَلَقُ به إلى غديرٍ عند بابِ الجنَّةِ فيغتَسِلُ فيعودُ إليه ريحُ أهلِ الجنَّةِ وألوانُهم فيرى ما في الجنَّةِ من خللِ البابِ فيقولُ ربِّ أدخِلْني الجنَّةَ فيقولُ اللهُ أتسأَلُ الجنَّةَ وقد نجَّيْتُك من النَّارِ فيقولُ ربِّ اجعَلْ بيني وبينها حجابًا لا أسمَعُ حسيسَها قال فيدخُلُ الجنَّةَ ويرى أو يُرفَعُ له منزلٌ أمامَ ذلك كأنَّ ما هو فيه إليه حُلْمٌ فيقولُ ربِّ أعطِني ذلك المنزلَ فيقولُ له لعلَّك إن أعطَيْتُكه تسأَلُ غيرَه فيقولُ لا وعزَّتِك لا أسأَلُك غيرَه وأنى منزلٍ أحسنُ منه فيُعْطَى فينزِلُه ويرى أمامَ ذلك منزلًا كأنَّ ما هو فيه إليه حُلْمٌ قال ربِّ أعطِني ذلك المنزلَ فيقولُ اللهُ تبارَك وتعالى فلعلَّك إن أعطَيْتُكه تسأَلُ غيرَه فيقولُ وعزَّتِك يا ربِّ وأنى منزلٍ يكونُ أحسنَ منه فيُعْطاه وينزِلُه ثُمَّ يسكُتُ فيقولُ اللهُ جلَّ ذِكْرُه ما لك لا تسأَلُ فيقولُ ربِّ قد سأَلْتُك حتَّى قد استحيَيْتُك وأقسَمْتُ حتَّى استحيَيْتُك فيقولُ اللهُ جلَّ ذِكْرُه ألم ترضَ أن أُعطِيَك مثلَ الدُّنيا منذ خلَقْتُها إلى يومِ أفنَيْتُها وعشَرةَ أضعافِه فيقولُ أتهزَأُ بي وأنتَ ربُّ العزَّةِ فيضحَكُ الرَّبُّ تبارَك وتعالى من قولِه قال فرأَيْتُ عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ إذا بلَغ هذا المكانَ من هذا الحديثِ ضحِك فقال له رجلٌ يا أبا عبدَ الرَّحمنِ قد سمِعْتُك تُحدِّثُ هذا الحديثَ مرارًا كلَّما بلَغْتَ هذا المكانَ ضحِكْتَ قال إنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم يُحدِّثُ هذا الحديثَ مرارًا كلَّما بلَغ هذا المكانَ من هذا الحديثِ ضحِك حتَّى تبدو أضراسُه قال فيقولُ الرَّبُّ جلَّ ذِكْرُه لا ولكنِّي على ذلك قادرٌ سَلْ فيقولُ ألحِقْني بالنَّاسِ فيقولُ الحَقْ بالنَّاسِ قال فينطَلِقُ يَرْمُلُ في الجنَّةِ حتَّى إذا دنا من النَّاسِ رُفِع له قصرٌ من درَّةٍ فيخِرُّ ساجدًا فيُقالُ له ارفَعْ رأسَك ما لك فيقولُ رأَيْتُ ربِّي أو تراءى لي ربِّي فيُقالُ له إنَّما هو منزلٌ من منازلِك قال ثُمَّ يلقى رجلًا فيتهيَّأُ للسُّجودِ له فيُقالُ له مَهْ فيقولُ رأَيْتُ أنَّك مَلَكٌ من الملائكةِ فيقولُ إنَّما أنا خازنٌ من خزَّانِك وعبدٌ من عبيدِك تحتَ يدي ألفُ قَهْرَمانٍ على مثلِ ما أنا عليه قال فينطَلِقُ أمامَه حتَّى يُفتَحَ له القصرُ قال وهو من دُرَّةٍ مجوَّفةٍ سَقائِفُها وأبوابُها وأغلاقُها ومفاتيحُها منها تستَقبِلُه جوهرةٌ خضراءُ مبطَّنةُ بحمراءَ فيها سبعونَ بابًا كلُّ بابٍ يُفضِي إلى جوهرةٍ خضراءَ مبطَّنةٍ كلُّ جوهرةٍ تُفضِي إلى جوهرةٍ على غيرِ لونِ الأخرى في كلِّ جوهرةٍ سُرَرٌ وأزواجٌ ووصائفُ أدناهنَّ حَوْراءُ عَيْناءُ عليها سبعونَ حُلَّةً يُرَى مخُّ ساقِها من وراءِ حُلَلِها كَبِدُها مرآتُه وكَبِدُه مرآتُها إذا أعرَض عنها إعراضةً ازدادتْ في عينِه سبعينَ ضعفًا عمَّا كانت قبل ذلك فيقولُ لها واللهِ لقد ازدَدْتِ في عيني سبعينَ ضعفًا وتقولُ له وأنتَ ازدَدْتَ في عيني سبعينَ ضعفًا فيُقالُ له أشرِفْ فيُشرِفُ فيُقالُ له مُلْكُك مسيرةُ مائةِ عامٍ ينفُذُه بصرُك قال فقال عمرُ ألا تسمَعُ ما يُحدِّثُنا ابنُ أمِّ عبدٍ يا كعبُ عن أدنى أهلِ الجنَّةِ منزلًا فكيف أعلاهم قال يا أميرَ المؤمنينَ ما لا عينٌ رأَتْ ولا أذنٌ سمِعَتْ إنَّ اللهَ جلَّ ذِكْرُه خلَق دارًا جعَل فيها ما شاء من الأزواجِ والثَّمَراتِ والأشربةِ ثُمَّ أطبَقَها فلم يَرَها أحدٌ من خلقِه لا جبريلُ ولا غيرُه من الملائكةِ ثُمَّ قال كعبٌ {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} قال وخلَق دونَ ذلك جنَّتينِ وزيَّنهما بما شاء وأراهما مَن شاء من خلقِه ثُمَّ قال مَن كان كتابُه في عِلِّيِّينَ نزَل في تلك الدَّارِ الَّتي لم يَرَها أحدٌ حتَّى إنَّ الرَّجلَ من أهلِ عِلِّيِّينَ ليخرُجُ فيسيرُ في ملكِه فلا تبقى خيمةٌ من خِيَمِ الجنَّةِ إلَّا دخَلها من ضوءِ وجهِه فيستَبْشِرون لريحِه فيقولونَ واهًا لهذا الرِّيحِ هذا ريحُ رجلٍ من أهلِ عِلِّيِّينَ قد خرَج يسيرُ في مُلْكِه قال ويحَك يا كعبُ إنَّ هذه القلوبَ قد استَرْسَلَت فاقبِضْها فقال كعبُ إنَّ لجهنَّمَ يومَ القيامةِ لزفرةً ما من مَلَكٍ مقرَّبٍ ولا نبيِّ مرسلٍ إلَّا خرَّ لرُكْبتَيه حتَّى إنَّ إبراهيمَ خليلَ اللهِ ليقولُ ربِّ نفسي نفسي حتَّى لو كان لك عملُ سبعينَ نبيًّا إلى عملِك لظنَنْتَ أن لا تنجوَ وفي روايةٍ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم يقومُ النَّاسُ لربِّ العالمينَ ألفَ سنةٍ شاخصةً أبصارُهم ينتَظِرونَ فصلَ القضاءِ
خلاصة حكم المحدث : [روي] من طرق ورجال أحدها رجال الصحيح غير أبي خالد الدالاني وهو ثقة
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 10/343 التخريج : أخرجه الطبراني (9/417) (9763) واللفظ له، والدارقطني في ((رؤية الله)) (163)، والحاكم (8751)
التصنيف الموضوعي: جنة - صفة الجنة عقيدة - إثبات صفات الله تعالى قيامة - الحساب والقصاص قيامة - أهوال يوم القيامة مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

12 - يَجمَعُ اللهُ الأوَّلينَ والآخِرينَ لمِيقاتِ يَومٍ مَعلومٍ، قيامًا أربَعينَ سَنةً، شاخِصةً أبصارُهم، يَنتَظِرونَ فَصلَ القَضاءِ، قال: ويَنزِلُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ في ظُلَلٍ مِن الغَمامِ مِن العَرشِ إلى الكُرسيِّ، ثمَّ يُنادي مُنادٍ: أيُّها الناسُ: ألم تَرضَوْا مِن رَبِّكمُ الذي خَلَقَكم ورَزَقَكم، وأمَرَكم أنْ تَعبُدوه ولا تُشرِكوا به شَيئًا أنْ يُوَلِّيَ كلَّ إنسانٍ منكم ما كانوا يَعبُدونَ في الدُّنيا؟ أليسَ ذلكَ عَدلًا مِن رَبِّكم؟ قالوا: بَلى. فيَنطَلِقُ كلُّ قَومٍ إلى ما كانوا يَعبُدونَ ويَتوَلَّوْنَ في الدُّنيا. قال: فيَنطَلِقونَ ويُمَثَّلُ لهم أَشْباهُ ما كانوا يَعبُدونَ؛ فمِنهم مَن يَنطَلِقُ إلى الشَّمسِ، ومنهم مَن يَنطَلِقُ إلى القَمَرِ والأَوْثانِ مِن الحِجارةِ، وأَشْباهِ ما كانوا يَعبُدونَ. قال: ويُمَثَّلُ لمَن كان يَعبُدُ عيسى شَيطانُ عيسى، ويُمَثَّلُ لمن كان يَعبُدُ عُزَيرًا شَيطانُ عُزَيرٍ، ويَبقى محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأُمَّتُه، قال: فيَتمَثَّلُ الرَّبُّ تَبارَكَ وتَعالى فيَأْتيهم فيقولُ: ما لكم لا تَنطَلِقونَ كما انطَلَقَ الناسُ؟ قال: فيقولونَ: إنَّ لنا إلهًا ما رأَيْناه. فيقولُ: هل تَعرِفونَه إنْ رأَيتُموه؟ فيقولونَ: إنَّ بَينَنا وبَينَه عَلامةً، إذا رأَيْناها عَرَفْناه. قال: فيقولُ: ما هي؟ فيقولونَ: يَكشِفُ عن ساقِه، فعِندَ ذلكَ يَكشِفُ عن ساقِه، فيَخِرُّ كلُّ مَن كان مُشرِكًا يُرائي لظَهرِه، ويَبقى قَومٌ ظُهورُهم كصياصي البَقَرِ، يُريدونَ السُّجودَ فلا يَستَطيعونَ، {وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} [القلم: 43]، ثمَّ يقولُ: ارفَعوا رُؤوسَكم. فيَرفَعونَ رُؤوسَهم، فيُعطيهم نُورَهم على قَدْرِ أعمالِهم؛ فمِنهم مَن يُعطَى نُورَه مِثلَ الجَبَلِ العَظيمِ، يَسعى بينَ أيديهم، ومِنهم مَن يُعطَى نُورَه أصغَرَ مِن ذلكَ، ومنهم مَن يُعطَى مِثلَ النَّخلةِ بيَدِه، ومنهم مَن يُعطَى أصغَرَ مِن ذلكَ، حتى يكونَ آخِرُهم يُعطَى نُورَه على إبهامِ قَدَمِه، يُضيءُ مرَّةً، ويُطفَأُ مرَّةً، فإذا أضاءَ قَدَمُه قَدِمَ، وإذا أُطفِئَ قامَ. قال: والرَّبُّ تَبارَكَ وتَعالى أمامَهم، حتى يَمُرَّ بهم إلى النارِ، فيَبقى أثَرُه كحَدِّ السَّيفِ، قال: فيقولُ: مُرُّوا. فيَمُرُّونَ على قَدْرِ نُورِهم، منهم مَن يَمُرُّ كطَرْفةِ العَينِ، ومنهم مَن يَمُرُّ كالبَرقِ، ومنهم مَن يَمُرُّ كالسَّحابِ، ومنهم مَن يَمُرُّ كانقِضاضِ الكَواكِبِ، ومنهم مَن يَمُرُّ كالرِّيحِ، ومنهم مَن يَمُرُّ كشَدِّ الفَرَسِ، ومنهم مَن يَمُرُّ كشَدِّ الرجُلِ حتى يَمُرَّ الذي يُعطَى نُورَه على ظَهرِ قَدَمَيْه يَحْبو على وَجهِه ويَدَيْه ورِجلَيْه، تُجَرُّ يَدٌ، وتُعَلَّقُ يَدٌ، وتُجَرُّ رِجلٌ وتُعلَّقُ رِجلٌ، وتُصيبُ جَوانبَه النارُ، فلا يَزالُ كذلكَ حتى يَخلُصَ، فإذا خَلَصَ وَقَفَ عليها، فقال: الحَمدُ للهِ الذي أَعْطاني ما لم يُعطِ أحَدًا؛ إذْ أَنْجاني منها بعدَ إذْ رأَيتُها. قال: فيَنطَلِقُ به إلى غَديرٍ عِندَ بابِ الجنَّةِ، فيَغتَسِلُ، فيَعودُ إليه ريحُ أهلِ الجنَّةِ وألوانُهم، فيَرى ما في الجنَّةِ مِن خَلَلِ البابِ، فيقولُ: رَبِّ أدخِلْني الجنَّةَ. فيقولُ اللهُ: أتسأَلُ الجنَّةَ وقد نَجَّيتُكَ مِن النارِ؟ فيقولُ: رَبِّ اجعَلْ بَيني وبَينَها حِجابًا حتى لا أسمَعَ حَسيسَها. قال: فيَدخُلُ الجنَّةَ، ويَرى أو يُرفَعُ له مَنزِلٌ أمامَ ذلكَ، كأنَّ ما هو فيه بالنِّسبةِ إليه حُلْمٌ، فيقولُ: يا رَبِّ أعطِني ذلكَ المَنزِلَ. فيقولُ: لَعَلَّكَ إنْ أُعطيتَه تَسألُ غَيرَه؟ فيقولُ: لا وعِزَّتِكَ، لا أسألُ غَيرَه، وأيُّ مَنزِلٍ أحسَنُ منه؟! فيُعطاه، فيَنزِلُه، ويَرى أمامَ ذلكَ مَنزِلًا كأنَّ ما هو فيه بالنِّسبةِ إليه حُلْمٌ، قال: رَبِّ أعطِني ذلكَ المَنزِلَ. فيقولُ اللهُ تَبارَكَ وتَعالى له: لَعَلَّكَ إنْ أُعطيتَه تَسألُ غَيرَه؟ فيقولُ: لا وعِزَّتِكَ، وأيُّ مَنزِلٍ أحسَنُ منه، فيُعطاه فيَنزِلُه، ثمَّ يَسكُتُ، فيقولُ اللهُ جَلَّ ذِكرُه: ما لكَ لا تَسألُ؟ فيقولُ: رَبِّ، قد سأَلتُكَ حتى استَحيَيتُكَ. فيقولُ اللهُ جَلَّ ذِكرُه: ألم تَرضَ أنْ أُعطيَكَ مِثلَ الدُّنيا مُنذُ خَلَقتُها إلى يَومِ أَفْنَيتُها وعَشَرةَ أضعافِه؟ فيقولُ: أتَهزَأُ بي وأنتَ رَبُّ العِزَّةِ؟! قال: فيقولُ الرَّبُّ جَلَّ ذِكرُه: لا، ولكِنِّي على ذلكَ قادِرٌ. فيقولُ: أَلْحِقْني بالناسِ. فيقولُ: الْحَقْ بالناسِ. قال: فيَنطَلِقُ يَرمُلُ في الجنَّةِ، حتى إذا دَنا مِن الناسِ رُفِعَ له قَصرٌ مِن دُرَّةٍ، فيَخِرُّ ساجِدًا، فيقولُ له: ارفَعْ رأْسَكَ، ما لكَ؟ فيقولُ: رأَيتُ رَبِّي، أو تَراءَى لي رَبِّي، فيُقالُ: إنَّما هو مَنزِلٌ مِن مَنازِلِكَ. قال: ثمَّ يأتي رجُلًا فيَتهيَّأُ للسُّجودِ له، فيُقالُ له: مَهْ. فيقولُ: رأَيتُ أنَّكَ مَلَكٌ مِن المَلائكةِ. فيقولُ: إنَّما أنا خازِنٌ مِن خُزَّانِكَ، وعبدٌ مِن عَبيدِكَ، تَحتَ يَدي ألْفُ قَهرَمانٍ على ما أنا عليه. قال: فيَنطَلِقُ أمامَه حتى يَفتَحَ له بابَ القَصرِ. قال: وهو مِن دُرَةٍّ مُجَوَّفةٍ سَقائفُها وأبوابُها وأغلاقُها ومَفاتيحُها منها، يَستَقبِلُها جَوهَرةٌ خَضراءُ مُبَطَّنةٌ بحَمراءَ، فيها سَبعونَ بابًا، كلُّ بابٍ يُفضي إلى جَوهَرةٍ خَضراءَ مُبَطَّنةٍ، كلُّ جَوهَرةٍ تُفضي إلى جَوهَرةٍ على غَيرِ لَونِ الأُخرى، في كلِّ جَوهَرةٍ سُرُرٌ وأزواجٌ ووَصائفُ، أدناهنَّ حَوراءُ عَيْناءُ، عليها سَبعونَ حُلَّةً ، يُرَى مُخُّ ساقِها مِن وَراءِ حُلَلِها، كَبِدُها مِرآتُه، وكَبِدُه مِرآتُها، إذا أعرَضَ عنها إعراضةً ازدادَتْ في عَينِه سَبعينَ ضِعفًا عَمَّا كانتْ قبلَ ذلك، فيقولُ لها: واللهِ لقدِ ازدَدتِ في عَيني سَبعينَ ضِعفًا. وتَقولُ له: وأنتَ لقدِ ازدَدتَ في عَيني سَبعينَ ضِعفًا. فيُقالُ له: أشرِفْ. فيُشرِفُ، فيُقالُ له: مُلكُكَ مَسيرةُ مئةِ عامٍ، يَنفُذُه بَصَرُكَ. قال: فقال له عُمَرُ: ألَا تَسمَعُ ما يُحَدِّثُنا ابنُ أُمِّ عبدٍ يا كَعبُ عن أَدْنى أهلِ الجنَّةِ مَنزِلًا؟ فكيفَ أَعْلاهم؟ قال: يا أميرَ المؤمِنينَ، ما لا عَينٌ رأَتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعتْ، إنَّ اللهَ جَلَّ ذِكرُه خَلَقَ دارًا جعَلَ فيها ما شاءَ مِن الأَزْواجِ، والثَّمَراتِ، والأشرِبةِ، ثمَّ أطبَقَها، فلم يَرَها أحَدٌ مِن خَلْقِه، لا جِبريلُ ولا غَيرُه مِن المَلائكةِ، ثمَّ قَرأ كَعبٌ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17]. قال: وخَلَقَ دونَ ذلكَ جَنَّتينِ وزَيَّنَهما بما شاءَ، وأراهما مَن شاءَ مِن خَلقِه، ثمَّ قال: مَن كان كِتابُه في عِلِّيِّينَ نزَلَ في تلكَ الدارِ التي لم يَرَها أحَدٌ، حتى إنَّ الرجُلَ مِن أهلِ عِلِّيِّينَ ، فيَخرُجُ فيَسيرُ في مُلكِه، فلا تَبقى خَيمةٌ مِن خِيَمِ الجنَّةِ إلَّا دخَلَها مِن ضَوءِ وَجهِه، فيَستَبشِرونَ بريحِه، فيقولونَ: واهًا لهذا الرِّيحِ، هذا رِيحُ رجُلٍ مِن أهلِ عِلِّيِّينَ قد خرَجَ يَسيرُ في مُلكِه. قال: وَيحَكَ يا كَعبُ، إنَّ هذه القُلوبَ قدِ استَرسَلَتْ فاقبِضْها. فقال كَعبٌ: إنَّ لجَهنَّمَ يَومَ القِيامةِ لَزَفْرةً ما مِن مَلَكٍ مُقَرَّبٍ ولا نَبيٍّ مُرسَلٍ إلَّا خَرَّ لرُكبَتَيْه، حتى إنَّ إبراهيمَ خَليلَ اللهِ لَيقولُ: رَبِّ نَفْسي نَفْسي، حتى لو كان لكَ عَمَلُ سَبعينَ نَبيًّا إلى عَمَلِكَ لَظَنَنتَ ألَّا تَنجُوَ.
خلاصة حكم المحدث : أحد طرقه صحيح
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب
الصفحة أو الرقم : 4/365 التخريج : أخرجه الطبراني (9/417) (9763)، والدارقطني في ((رؤية الله)) (163)، والحاكم (8751) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: توحيد - فضل التوحيد جنة - درجات الجنة تفسير آيات - سورة السجدة قيامة - الصراط قيامة - أهوال يوم القيامة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

13 - حديث حشرِ الخلقِ قيامًا شاخصةً أبصارُهُمْ أربعينَ سنةً إلى السماءِ [يعني حديث: يجمَعُ اللهُ الأوَّلينَ والآخرينَ لميقاتِ يومٍ معلومٍ قيامًا أربعينَ سنةً شاخصةً أبصارُهم ينتَظِرونَ فصلَ القضاءِ قال وينزِلُ اللهُ عزَّ وجلَّ في ظُلَلٍ من الغمامِ من العرشِ إلى الكرسيِّ ثُمَّ يُنادِي منادٍ أيُّها النَّاسُ ألم تَرْضَوا من ربِّكم الَّذي خلَقكم ورزَقكم وأمَركم أن تعبُدوه ولا تُشرِكوا به شيئًا أن يُولِّيَ كلَّ أناسٍ منكم ما كانوا يعبُدونَ في الدُّنيا أليس ذلك عدلًا من ربِّكم قالوا بلى قال فينطَلِقُ كلُّ قومٍ إلى ما كانوا يعبُدونَ ويقولونَ في الدُّنيا قال فينطَلِقونَ ويُمثَّلُ لهم أشباهُ ما كانوا يعبُدونَ فمنهم مَن ينطَلِقُ إلى الشَّمسِ ومنهم مَن ينطَلِقُ إلى القمرِ والأوثانِ من الحجارةِ وأشباهِ ما كانوا يعبُدونَ قال ويُمثَّلُ لمَن كان يعبُدُ عيسى شيطانُ عيسى ويُمثَّلُ لمَن كان يعبُدُ عُزيرًا شيطانُ عُزيز ويبقى محمَّدٌ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم وأمَّتُه قال فيتمثَّلُ الرَّبُّ تبارَك وتعالى فيأتيهم فيقولُ ما لكم لا تنطَلِقونَ كانطلاقِ النَّاسِ فيقولونَ إنَّ لنا لَإلهًا ما رأَيْناه فيقولُ هل تعرِفونَه إن رأَيْتُموه فيقولونَ إنَّ بيننا وبينه علامةً إذا رأَيْناها عرَفْناها قال فيقولُ ما هي فنقولُ يكشِفُ عن ساقِه قال فعند ذلك يكشِفُ عن ساقِه فيخرُّ كلُّ مَن كان نظره ويبقى قومٌ ظهورُهم كصَياصيِّ البقرِ يُريدونَ السُّجودَ فلا يستَطيعونَ وقد كانوا يُدْعَونَ إلى السُّجودِ وهو سالمونَ ثُمَّ يقولُ ارفَعوا رؤوسَكم فيرفَعونَ رؤوسَهم فيُعْطِيهم نورَهم على قدرِ أعمالِهم فمنهم مَن يُعْطَى نورَه مثلَ الجبلِ العظيمِ يسعى بين يدَيْه ومنهم مَن يُعْطَى نورَه أصغرَ من ذلك ومنهم مَن يُعطَى مثلَ النَّخلةِ بيدِه ومنهم مَن يُعْطَى أصغرَ من ذلك حتَّى يكونَ آخرُهم رجلًا يُعْطَى نورَه على إبهامِ قدَمَيْه يُضيءُ مرَّةً ويُطفَأُ مرَّةً فإذا أضاء قدَّم قدمَه وإذا طُفِئ قام قال والرَّبُّ تبارَك وتعالى أمامَهم حتَّى يمرُّ في النَّار فيبقى أثرُه كحدِّ السَّيفِ قال فيقولُ مُرُّوا فيمُرُّون على قدرِ نورِهم منهم مَن يمُرُّ كطرفةِ العينِ ومنهم مَن يمُرُّ كالبَرْقِ ومنهم مَن يمُرُّ كالسَّحابِ ومنهم مَن يمُرُّ كانقضاضِ الكوكبِ ومنهم مَن يمُرُّ كالرِّيحِ ومنهم مَن يمُرُّ كشدِّ الفرسِ ومنهم مَن يمُرُّ كشدِّ الرَّحلِ حتَّى يمُرَّ الَّذي يُعْطَى نورَه على ظهرِ قدَمَيْه يجثو على وجهِه ويدَيْه ورِجْلَيْه تخِرُّ يدٌ وتعلَقُ يدٌّ وتخِرُّ رِجْلٌ ٌٌٌوتعلَقُ رِجْلٌ وتُصيبُ جوانبَه النَّارُ فلا يزالُ كذلك حتَّى يخلُصَ فإذا خلَص وقَف عليها فقال الحمدُ للهِ فقد أعطاني اللهُ ما لم يُعْطِ أحدًا إذ نجَّاني منها بعد إذ رأَيْتُها قال فيُنطَلَقُ به إلى غديرٍ عند بابِ الجنَّةِ فيغتَسِلُ فيعودُ إليه ريحُ أهلِ الجنَّةِ وألوانُهم فيرى ما في الجنَّةِ من خللِ البابِ فيقولُ ربِّ أدخِلْني الجنَّةَ فيقولُ اللهُ أتسأَلُ الجنَّةَ وقد نجَّيْتُك من النَّارِ فيقولُ ربِّ اجعَلْ بيني وبينها حجابًا لا أسمَعُ حسيسَها قال فيدخُلُ الجنَّةَ ويرى أو يُرفَعُ له منزلٌ أمامَ ذلك كأنَّ ما هو فيه إليه حُلْمٌ فيقولُ ربِّ أعطِني ذلك المنزلَ فيقولُ له لعلَّك إن أعطَيْتُكه تسأَلُ غيرَه فيقولُ لا وعزَّتِك لا أسأَلُك غيرَه وأنى منزلٍ أحسنُ منه فيُعْطَى فينزِلُه ويرى أمامَ ذلك منزلًا كأنَّ ما هو فيه إليه حُلْمٌ قال ربِّ أعطِني ذلك المنزلَ فيقولُ اللهُ تبارَك وتعالى فلعلَّك إن أعطَيْتُكه تسأَلُ غيرَه فيقولُ وعزَّتِك يا ربِّ وأنى منزلٍ يكونُ أحسنَ منه فيُعْطاه وينزِلُه ثُمَّ يسكُتُ فيقولُ اللهُ جلَّ ذِكْرُه ما لك لا تسأَلُ فيقولُ ربِّ قد سأَلْتُك حتَّى قد استحيَيْتُك وأقسَمْتُ حتَّى استحيَيْتُك فيقولُ اللهُ جلَّ ذِكْرُه ألم ترضَ أن أُعطِيَك مثلَ الدُّنيا منذ خلَقْتُها إلى يومِ أفنَيْتُها وعشَرةَ أضعافِه فيقولُ أتهزَأُ بي وأنتَ ربُّ العزَّةِ فيضحَكُ الرَّبُّ تبارَك وتعالى من قولِه قال فرأَيْتُ عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ إذا بلَغ هذا المكانَ من هذا الحديثِ ضحِك فقال له رجلٌ يا أبا عبدَ الرَّحمنِ قد سمِعْتُك تُحدِّثُ هذا الحديثَ مرارًا كلَّما بلَغْتَ هذا المكانَ ضحِكْتَ قال إنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم يُحدِّثُ هذا الحديثَ مرارًا كلَّما بلَغ هذا المكانَ من هذا الحديثِ ضحِك حتَّى تبدو أضراسُه قال فيقولُ الرَّبُّ جلَّ ذِكْرُه لا ولكنِّي على ذلك قادرٌ سَلْ فيقولُ ألحِقْني بالنَّاسِ فيقولُ الحَقْ بالنَّاسِ قال فينطَلِقُ يَرْمُلُ في الجنَّةِ حتَّى إذا دنا من النَّاسِ رُفِع له قصرٌ من درَّةٍ فيخِرُّ ساجدًا فيُقالُ له ارفَعْ رأسَك ما لك فيقولُ رأَيْتُ ربِّي أو تراءى لي ربِّي فيُقالُ له إنَّما هو منزلٌ من منازلِك قال ثُمَّ يلقى رجلًا فيتهيَّأُ للسُّجودِ له فيُقالُ له مَهْ فيقولُ رأَيْتُ أنَّك مَلَكٌ من الملائكةِ فيقولُ إنَّما أنا خازنٌ من خزَّانِك وعبدٌ من عبيدِك تحتَ يدي ألفُ قَهْرَمانٍ على مثلِ ما أنا عليه قال فينطَلِقُ أمامَه حتَّى يُفتَحَ له القصرُ قال وهو من دُرَّةٍ مجوَّفةٍ سَقائِفُها وأبوابُها وأغلاقُها ومفاتيحُها منها تستَقبِلُه جوهرةٌ خضراءُ مبطَّنةُ بحمراءَ فيها سبعونَ بابًا كلُّ بابٍ يُفضِي إلى جوهرةٍ خضراءَ مبطَّنةٍ كلُّ جوهرةٍ تُفضِي إلى جوهرةٍ على غيرِ لونِ الأخرى في كلِّ جوهرةٍ سُرَرٌ وأزواجٌ ووصائفُ أدناهنَّ حَوْراءُ عَيْناءُ عليها سبعونَ حُلَّةً يُرَى مخُّ ساقِها من وراءِ حُلَلِها كَبِدُها مرآتُه وكَبِدُه مرآتُها إذا أعرَض عنها إعراضةً ازدادتْ في عينِه سبعينَ ضعفًا عمَّا كانت قبل ذلك فيقولُ لها واللهِ لقد ازدَدْتِ في عيني سبعينَ ضعفًا وتقولُ له وأنتَ ازدَدْتَ في عيني سبعينَ ضعفًا فيُقالُ له أشرِفْ فيُشرِفُ فيُقالُ له مُلْكُك مسيرةُ مائةِ عامٍ ينفُذُه بصرُك قال فقال عمرُ ألا تسمَعُ ما يُحدِّثُنا ابنُ أمِّ عبدٍ يا كعبُ عن أدنى أهلِ الجنَّةِ منزلًا فكيف أعلاهم قال يا أميرَ المؤمنينَ ما لا عينٌ رأَتْ ولا أذنٌ سمِعَتْ إنَّ اللهَ جلَّ ذِكْرُه خلَق دارًا جعَل فيها ما شاء من الأزواجِ والثَّمَراتِ والأشربةِ ثُمَّ أطبَقَها فلم يَرَها أحدٌ من خلقِه لا جبريلُ ولا غيرُه من الملائكةِ ثُمَّ قال كعبٌ {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} قال وخلَق دونَ ذلك جنَّتينِ وزيَّنهما بما شاء وأراهما مَن شاء من خلقِه ثُمَّ قال مَن كان كتابُه في عِلِّيِّينَ نزَل في تلك الدَّارِ الَّتي لم يَرَها أحدٌ حتَّى إنَّ الرَّجلَ من أهلِ عِلِّيِّينَ ليخرُجُ فيسيرُ في ملكِه فلا تبقى خيمةٌ من خِيَمِ الجنَّةِ إلَّا دخَلها من ضوءِ وجهِه فيستَبْشِرون لريحِه فيقولونَ واهًا لهذا الرِّيحِ هذا ريحُ رجلٍ من أهلِ عِلِّيِّينَ قد خرَج يسيرُ في مُلْكِه قال ويحَك يا كعبُ إنَّ هذه القلوبَ قد استَرْسَلَت فاقبِضْها فقال كعبُ إنَّ لجهنَّمَ يومَ القيامةِ لزفرةً ما من مَلَكٍ مقرَّبٍ ولا نبيِّ مرسلٍ إلَّا خرَّ لرُكْبتَيه حتَّى إنَّ إبراهيمَ خليلَ اللهِ ليقولُ ربِّ نفسي نفسي حتَّى لو كان لك عملُ سبعينَ نبيًّا إلى عملِك لظنَنْتَ أن لا تنجوَ وفي روايةٍ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم يقومُ النَّاسُ لربِّ العالمينَ ألفَ سنةٍ شاخصةً أبصارُهم ينتَظِرونَ فصلَ القضاءِ]
خلاصة حكم المحدث : [لم أجد له إسنادا]
الراوي : [عبدالله بن مسعود] | المحدث : السبكي (الابن) | المصدر : طبقات الشافعية الكبرى
الصفحة أو الرقم : 6/385
التصنيف الموضوعي: قيامة - الحشر إيمان - اليوم الآخر قيامة - أهوال يوم القيامة
| شرح حديث مشابه

14 - خرجَ رسولُ اللهِ في ساعَةٍ لا يخرجُ فيها ولا يلقاهُ فيها أحدٌ، فأتاهُ أبو بكرٍ فقال: ما جاء بِكَ يا أبا بكرٍ ؟ قال : خرجْتُ ألقى رسولَ اللهِ وأنظرُ في وجهِهِ والتسليمَ عليهِ. فلمْ يلبثْ أنْ جاء عمرُ، فقال : ما جاء بِكَ يا عمرُ ؟ قال : الجوعُ يا رسولَ اللهِ ! قال : وأنا قد وجَدْتُ بعضَ ذلكَ. فانطلقوا إلى منزلِ أبي الهيثمِ بنِ التَّيْهانِ الأنصاريِّ، وكان رجلًا كثيرَ النخلِ والشَّاءِ ولمْ يكنْ لهُ خَدَمٌ فلمْ يجدوهُ، فَقَالوا لامرأتِهِ: أين صاحبُكِ ؟ فقالتْ: انطلقَ يَسْتَعْذِبُ لَنا الماءَ . فلمْ يَلبَثوا أنْ جاء أبو الهيثمِ بِقِرْبَةٍ يَزْعَبُها فوضعَها، ثُمَّ جاء يلتزمُ النبيَّ ويُفَدِّيهِ بأبيهِ وأُمِّهِ، ثُمَّ انطلقَ بِهمْ إلى حديقتِهِ فبسطَ لهُمْ بِساطًا، ثُمَّ انطلقَ إلى نخلةٍ، فَجاء بِقِنْوٍ فوضعَهُ، فقال النبيُّ : فلا تَنَقَّيْتَ لَنا من رُطَبِهِ ؟ فقال : يا رسولَ اللهِ إنِّي أردْتُ أنْ تَختاروا أوْ تَخَيَّرُوا من رُطَبِهِ وبُسْرِهِ فأكلوا وشَرِبُوا من ذلكَ الماءِ، فقال: هذا والذي نَفسي بيدِهِ مِنَ النعيمِ الذي تسألونَ عنهُ يومَ القيامةِ، ظِلٌّ بارِدٌ، ورُطَبٌ طَيِّبٌ، وماءٌ بارِدٌ. فانطلقَ أبو الهيثمِ ليصنعَ لهُمْ طعامًا، فقال النبيُّ : لا تَذْبَحَنَّ ذاتَ دَرٍّ. فذبحَ لهُمْ عَناقًا أوْ جَدْيًا، فأتاهُمْ بِها، فأكلوا، فقال : هل لكَ خادمٌ ؟ قال : لا. قال : فإذا أَتَانا سَبْيٌ فَأْتِنا. فَأُتِيَ بِرَأْسَيْنِ ليس مَعهُما ثالثٌ. فأتاهُ أبو الهيثمِ، فقال النبيُّ : اخترْ مِنْهُما. فقال : يا رسولَ اللهِ ! اخترْ لي. فقال النبيُّ : إِنَّ المستشارَ مؤتمنٌ ، خُذْ هذا، فإني رأيْتُهُ يصلِّي، واستوصِ بهِ معروفًا. فانطلقَ أبو الهيثمِ إلى امرأتِهِ، فأخبرَها بقولِ رسولِ، فقالتِ امرأتُهُ: مَما أنتَ بِبالِغٍ حقَّ ما، قال فيهِ النبيُّ إلَّا بِأنْ تَعْتِقَهُ، قال: فهوَ عَتِيقٌ، فقال : إِنَّ اللهَ لمْ يَبْعَثْ نبيًّا ولا خَلِيفَةً إلَّا ولهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بالمعروفِ وتَنْهاهُ عَنِ المنكرِ، وبِطَانَةٌ لا تَأْلوهُ خَبالا ، ومَنْ يُوقَ بِطَانَةَ السُّوءِ فقد وُقِيَ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : مختصر الشمائل
الصفحة أو الرقم : 113 التخريج : أخرجه أبو داود (5128)، وابن ماجه (3745)، وأحمد (7874) مختصراً، والترمذي (2369) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة التكاثر رقائق وزهد - معيشة النبي صلى الله عليه وسلم عتق وولاء - الإحسان إلى العبيد قيامة - الحساب والقصاص ذبائح - ذبح الجذع والنهي عن ذبح ذوات الدر
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

15 - عبد الله بن عباس أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ، خَرَجَ إلى الشَّامِ، حتَّى إذَا كانَ بسَرْغَ لَقِيَهُ أَهْلُ الأجْنَادِ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ، فأخْبَرُوهُ أنَّ الوَبَاءَ قدْ وَقَعَ بالشَّامِ. قالَ ابنُ عَبَّاسٍ فَقالَ عُمَرُ: ادْعُ لي المُهَاجِرِينَ الأوَّلِينَ فَدَعَوْتُهُمْ، فَاسْتَشَارَهُمْ، وَأَخْبَرَهُمْ أنَّ الوَبَاءَ قدْ وَقَعَ بالشَّامِ، فَاخْتَلَفُوا فَقالَ بَعْضُهُمْ: قدْ خَرَجْتَ لأَمْرٍ وَلَا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عنْه، وَقالَ بَعْضُهُمْ معكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَلَا نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ علَى هذا الوَبَاءِ فَقالَ: ارْتَفِعُوا عَنِّي، ثُمَّ قالَ ادْعُ لي الأنْصَارِ فَدَعَوْتُهُمْ له، فَاسْتَشَارَهُمْ، فَسَلَكُوا سَبِيلَ المُهَاجِرِينَ، وَاخْتَلَفُوا كَاخْتِلَافِهِمْ، فَقالَ: ارْتَفِعُوا عَنِّي، ثُمَّ قالَ: ادْعُ لي مَن كانَ هَاهُنَا مِن مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ مِن مُهَاجِرَةِ الفَتْحِ، فَدَعَوْتُهُمْ فَلَمْ يَخْتَلِفْ عليه رَجُلَانِ، فَقالوا: نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بالنَّاسِ وَلَا تُقْدِمَهُمْ علَى هذا الوَبَاءِ، فَنَادَى عُمَرُ في النَّاسِ: إنِّي مُصْبِحٌ علَى ظَهْرٍ ، فأصْبِحُوا عليه، فَقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ: أَفِرَارًا مِن قَدَرِ اللهِ؟ فَقالَ عُمَرُ: لو غَيْرُكَ قالَهَا يا أَبَا عُبَيْدَةَ، وَكانَ عُمَرُ يَكْرَهُ خِلَافَهُ، نَعَمْ نَفِرُّ مِن قَدَرِ اللهِ إلى قَدَرِ اللهِ، أَرَأَيْتَ لو كَانَتْ لكَ إبِلٌ فَهَبَطَتْ وَادِيًا له عُدْوَتَانِ ، إحْدَاهُما خَصْبَةٌ وَالأُخْرَى جَدْبَةٌ أَليسَ إنْ رَعَيْتَ الخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بقَدَرِ اللهِ، وإنْ رَعَيْتَ الجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بقَدَرِ اللهِ، قالَ: فَجَاءَ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ، وَكانَ مُتَغَيِّبًا في بَعْضِ حَاجَتِهِ، فَقالَ: إنَّ عِندِي مِن هذا عِلْمًا، سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: إذَا سَمِعْتُمْ به بأَرْضٍ، فلا تَقْدَمُوا عليه، وإذَا وَقَعَ بأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بهَا، فلا تَخْرُجُوا فِرَارًا منه. قالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ ثُمَّ انْصَرَفَ. وَزَادَ في حَديثِ مَعْمَرٍ قالَ: وَقالَ له أَيْضًا: أَرَأَيْتَ أنَّهُ لو رَعَى الجَدْبَةَ وَتَرَكَ الخَصْبَةَ أَكُنْتَ مُعَجِّزَهُ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَسِرْ إذًا، قالَ: فَسَارَ حتَّى أَتَى المَدِينَةَ، فَقالَ: هذا المَحِلُّ، أَوْ قالَ: هذا المَنْزِلُ إنْ شَاءَ اللَّهُ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عبدالرحمن بن عوف | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2219 التخريج : أخرجه البخاري (5729) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - ما جاء في بذل النصح والمشورة طب - الطاعون طب - ما جاء في العدوى قدر - كل شيء بقدر طب - الانتقال من البلد الذي فيه وباء
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

16 - خرَجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ساعَةٍ لا يخرُجُ فيها ولا يلْقاهُ فيها أحدٌ، فأتَاهُ أبو بكرٍ، فقال: ما جاء بِكَ يا أبا بكرٍ؟ فقال: خرجْتُ ألْقى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنْظُرُ في وجْهِه، والتَّسليمَ عليه. فلم يلْبَثْ أنْ جاء عمَرُ، فقال: ما جاء بك يا عمَرُ؟ قال: الجوعُ يا رسولَ اللهِ. قال: وأنا قد وجَدْتُ بعضَ ذلك. فانطَلَقوا إلى منزلِ أبي الهيثمِ بنِ التَّيِّهَانِ الأنصاريِّ، وكان رجُلًا كثيرَ النَّخلِ والشَّاءِ، ولم يكُنْ له خدَمٌ، فلم يجِدُوه، فقالوا لامرأتِه: أين صاحبُك؟ فقالت: انطلَقَ يستعذِبُ لنا الماءَ ، ولم يلْبَثوا أنْ جاء أبو الهيثمِ بقِرْبَةٍ يَزْعَبُها فوضَعَها، ثمَّ جاء يلتَزِمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويَفْدِيه بأبيه وأُمِّه، ثمَّ انطلَقَ بهم إلى حديقَتِه، فبسَطَ لهم بِساطًا، ثمَّ انطلَقَ إلى نخلَةٍ، فجاء بِقِنْوٍ فوضَعَه. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفَلَا تَنَقَّيْتَ لنا مِن رُطَبِه؟ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أردْتُ أنْ تختاروا –أو قال: تخيَّروا– مِن رُطَبِه وبُسْرِه، فأكَلوا وشَرِبوا مِن ذلك الماءِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا والَّذي نفْسي بيَدِه مِن النَّعيمِ الَّذي تُسْأَلونَ عنه يومَ القيامةِ؛ ظِلٌّ باردٌ، ورُطَبٌ طيِّبٌ، وماءٌ بارِدٌ. فانطلَقَ أبو الهيثمِ ليصنَعَ لهم طعامًا، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تذْبَحَنَّ ذاتَ دَرٍّ. فذبَحَ لهم عَناقًا أو جَدْيًا، فأَتَاهم بها فأكَلوا. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هل لك خادِمٌ؟ قال: لا، قال: فإذا أتانا سَبْيٌ فأْتِنا. فأُتِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ برَأْسينِ ليس معهما ثالِثٌ، فأَتاهُ أبو الهيثمِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اختَرْ منهما، فقال: يا نَبِيَّ اللهِ، اختَرْ لي، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ المُسْتَشارَ مُؤْتَمَنٌ ، خُذْ هذا؛ فإنِّي رأَيْتُه يُصلِّي، واستَوْصِ به معروفًا. فانطلَقَ أبو الهيثمِ إلى امرأتِه فأخبَرَها بقولِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالتِ امرأتُه: ما أنت ببالِغٍ ما قال فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا أنْ تُعْتِقَه، قال: هو عتيقٌ. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللهَ لم يبعَثْ نَبيًّا ولا خليفةً إلَّا وله بِطانتانِ: بِطانةٌ تأمُرُه بالمعروفِ وتنْهاهُ عنِ المُنْكَرِ، وبِطانةٌ لا تأْلُوه خَبالًا ، ومَن يُوقَ بِطانةَ السُّوءِ فقد وُقِيَ.
خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح غريب
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي
الصفحة أو الرقم : 2369 التخريج : أخرجه الترمذي (2369) واللفظ له، والحاكم (7178)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (4604)
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة التكاثر رقائق وزهد - معيشة النبي صلى الله عليه وسلم عتق وولاء - الإحسان إلى العبيد مناقب وفضائل - أبو الهيثم بن التيهان الأنصاري ذبائح - ذبح الجذع والنهي عن ذبح ذوات الدر
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

17 - يا رسولَ اللهِ: إنَّ لي بمكَّةَ أهْلًا ومالًا، وقد أردْتُ إتيانَهم، فإنْ أذِنْتَ لي أنْ أقولَ فيك فعَلْتُ، فأذِنَ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يقولَ ما شاءَ، فلمَّا قدِمَ مكَّةَ قال لامرأتِه: إنَّ أصحابَ محمَّدٍ قدِ اسْتُبيحوا، وإنَّما جِئْتُ لآخُذَ مالي لأشْتَريَ من غنائمِهم، وفَشا ذلك في أهْلِ مكَّةَ، فبلَغَ ذلك العبَّاسَ -يَعْني ابنَ عبدِ المُطَّلبِ- فعقِرَ، واخْتَفى مَن كان فيها منَ المُسلِمينَ، وأظهَرَ المُشرِكونَ الفرَحَ بذلك، فكان العبَّاسُ لا يمُرُّ بمَجلسٍ من مجالِسِهم إلَّا قالوا: يا أبا الفَضلِ: لا يَسوؤُكَ اللهُ، قال: فبعَثَ غُلامًا له إلى الحجَّاجِ بنِ عِلاطٍ، فقال: وَيْلَكَ ما الذي جِئْتَ به، فالذي وعَدَ اللهُ ورسولُه خَيرٌ ممَّا جِئْتَ به، فقال الحجَّاجُ لغُلامِه: اقرَأْ على أبي الفَضلِ السلامَ، وقُلْ له: لِيخَلُ لي في بعضِ بُيوتِه، فإنَّ الخبَرَ على ما يَسُرُّه، فلمَّا أتاهُ الغُلامُ، فأخبَرَه، فقامَ إليه فقبَّلَ ما بيْنَ عَينَيْه واعتَنَقَه، ثُم أتاهُ الحجَّاجُ بنُ عِلاطٍ، فخَلا به في بعضِ بُيوتِه، وقال له: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قد فتَحَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَيْبَرَ، وجَرَتْ فيها سِهامُ المُسلِمينَ، واصْطَفى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَفيَّةَ لنفْسِه، وإنِّي اسْتأذَنْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ أقولَ فيه ما شِئْتُ، فإنَّ لي مالًا بمكَّةَ آخُذُه، فأذِنَ لي أنْ أقولَ فيه ما شِئْتُ، فاكْتُمْ علَيَّ ثلاثًا، ثُم قُلْ ما بَدا لكَ. ثُم أتى الحجَّاجُ أهْلَه، فأخَذَ مالَه، ثُم استَمَرَّ إلى المدينةِ، قال: ثُم إنَّ العبَّاسَ أتى مَنزِلَ الحجَّاجِ إلى امرأتِه، فكان العبَّاسُ يمُرُّ بمجالِسِ قُرَيشٍ، فيقولونَ له: يا أبا الفَضلِ: لا يَسوؤُكَ اللهُ، فيقولُ: لا يَسوؤُني اللهُ، قد فتَحَ اللهُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَيْبَرَ، وجَرَتْ فيها سِهامُ المُسلِمينَ، واصْطَفى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَفيَّةَ لنفْسِه، أخبَرَني الحجَّاجُ بنُ عِلاطٍ بذلك، وسأَلَني أنْ أكتُمَ عليه ثلاثًا حتى يأخُذَ مالَه عند أهْلِه. قال: ثُم أتى امرأتَه، فقال: إنْ كان لكِ بزَوجِكِ حاجةً، فالْحَقي به، وأخبَرَها بالذي أخبَرَه الحجَّاجُ بنُ عِلاطٍ بفَتحِ خَيْبَرَ، فقالتِ امرأتُه: أظُنُّكَ واللهِ صادقًا، قال: فرجَعَ ما كان بالمُسلِمينَ من كآبةٍ على المُشرِكينَ، وظهَرَ مَن كان اسْتَخْفى منَ المُسلِمينَ منَ المَواضِعِ التي كانوا فيها.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : الحجاج بن علاط السلمي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار
الصفحة أو الرقم : 3213 التخريج : أخرجه الطحاوي في ((مشكل الآثار)) (3213) بلفظه.
التصنيف الموضوعي: آفات اللسان - ما يرخص فيه من الكذب غنائم - الغنائم وتقسيمها مغازي - غزوة خيبر جهاد - الغنائم وأحكامها غنائم - الصفي الذي كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

18 -  أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَقِيَ الزُّبَيْرَ في رَكْبٍ مِنَ المُسْلِمِينَ كانُوا تِجارًا قافِلِينَ مِنَ الشَّأْمِ، فَكَسا الزُّبَيْرُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَبا بَكْرٍ ثِيابَ بَياضٍ، وسَمِعَ المُسْلِمُونَ بالمَدِينَةِ مَخْرَجَ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن مَكَّةَ، فَكانُوا يَغْدُونَ كُلَّ غَداةٍ إلى الحَرَّةِ، فَيَنْتَظِرُونَهُ حتَّى يَرُدَّهُمْ حَرُّ الظَّهِيرَةِ، فانْقَلَبُوا يَوْمًا بَعْدَ ما أطالُوا انْتِظارَهُمْ، فَلَمَّا أوَوْا إلى بُيُوتِهِمْ، أوْفَى رَجُلٌ مِن يَهُودَ علَى أُطُمٍ مِن آطامِهِمْ لِأمْرٍ يَنْظُرُ إلَيْهِ، فَبَصُرَ برَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَصْحابِهِ مُبَيَّضِينَ يَزُولُ بهِمُ السَّرابُ، فَلَمْ يَمْلِكِ اليَهُودِيُّ أنْ قالَ بأَعْلَى صَوْتِهِ: يا مَعاشِرَ العَرَبِ، هذا جَدُّكُمُ الذي تَنْتَظِرُونَ، فَثارَ المُسْلِمُونَ إلى السِّلاحِ، فَتَلَقَّوْا رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بظَهْرِ الحَرَّةِ، فَعَدَلَ بهِمْ ذاتَ اليَمِينِ، حتَّى نَزَلَ بهِمْ في بَنِي عَمْرِو بنِ عَوْفٍ، وذلكَ يَومَ الِاثْنَيْنِ مِن شَهْرِ رَبِيعٍ الأوَّلِ، فَقامَ أبو بَكْرٍ لِلنَّاسِ، وجَلَسَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صامِتًا، فَطَفِقَ مَن جاءَ مِنَ الأنْصارِ -مِمَّنْ لَمْ يَرَ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُحَيِّي أبا بَكْرٍ، حتَّى أصابَتِ الشَّمْسُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأقْبَلَ أبو بَكْرٍ حتَّى ظَلَّلَ عليه برِدائِهِ، فَعَرَفَ النَّاسُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عِنْدَ ذلكَ، فَلَبِثَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بَنِي عَمْرِو بنِ عَوْفٍ بضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، وأُسِّسَ المَسْجِدُ الذي أُسِّسَ علَى التَّقْوَى، وصَلَّى فيه رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ رَكِبَ راحِلَتَهُ ، فَسارَ يَمْشِي معهُ النَّاسُ حتَّى بَرَكَتْ عِنْدَ مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالمَدِينَةِ، وهو يُصَلِّي فيه يَومَئذٍ رِجالٌ مِنَ المُسْلِمِينَ، وكانَ مِرْبَدًا لِلتَّمْرِ لِسُهَيْلٍ وسَهْلٍ؛ غُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ في حَجْرِ أسْعَدَ بنِ زُرارَةَ، فقالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ بَرَكَتْ به راحِلَتُهُ: هذا -إنْ شاءَ اللَّهُ- المَنْزِلُ. ثُمَّ دَعا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الغُلامَيْنِ فَساوَمَهُما بالمِرْبَدِ لِيَتَّخِذَهُ مَسْجِدًا، فَقالا: لا، بَلْ نَهَبُهُ لكَ يا رَسولَ اللَّهِ، فأبَى رَسولُ اللَّهِ أنْ يَقْبَلَهُ منهما هِبَةً حتَّى ابْتاعَهُ منهما، ثُمَّ بَناهُ مَسْجِدًا، وطَفِقَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَنْقُلُ معهُمُ اللَّبِنَ في بُنْيانِهِ، ويقولُ وهو يَنْقُلُ اللَّبِنَ: هذا الحِمالُ لا حِمالَ خَيْبَرْ *** هذا أبَرُّ رَبَّنا وأَطْهَرْ ويقولُ: اللَّهُمَّ إنَّ الأجْرَ أجْرُ الآخِرَهْ *** فارْحَمِ الأنْصارَ والمُهاجِرَهْ فَتَمَثَّلَ بشِعْرِ رَجُلٍ مِنَ المُسْلِمِينَ لَمْ يُسَمَّ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عروة بن الزبير | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3906 التخريج : أخرجه البخاري (3906)، واللفظ له، والبغوي في ((تفسير البغوي)) (4/ 52)، واللفظ لهما، ، وعبد الرزاق (9743)، بنحوه.
التصنيف الموضوعي: زينة اللباس - الثياب البيض شعر - تمثل النبي بالشعر مساجد ومواضع الصلاة - بناء مسجد مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم مغازي - هجرة النبي إلى المدينة مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

19 - خرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ساعةٍ لا يَخرُجُ فيها، ولا يَلْقاه فيها أحدٌ، فأتاهُ أبو بَكرٍ، فقال: ما جاء بكَ يا أبا بَكرٍ؟ فقال: خرجْتُ ألْقى رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنظُرُ إلى وَجْهِه، والتسليمِ عليه، فلم يَلبَثْ أنْ جاء عُمَرُ، فقال: ما جاء بكَ يا عُمَرُ؟ قال: الجوعُ يا رَسولَ اللهِ، قال النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وأنا قد وجَدْتُ بعضَ ذلك، فانْطَلَقوا إلى مَنزلِ أبي الهَيثَمِ بنِ التَّيْهَانِ الأنصاريِّ، وكان رجُلًا كَثيرَ النخلِ والشَّاءِ، ولم يكُنْ له خَدَمٌ، فلم يَجِدوه، فقالوا لامرأتِه: أين صاحِبُكِ؟ فقالتِ: انطلَقَ يَستَعذِبُ لنا الماءَ ، فلم يَلْبَثوا أنْ جاء أبو الهَيثَمِ بقِرْبةٍ يَزْعَبُها، فوضَعَها، ثم جاء يَلتزِمُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويَفْديه بأبيهِ وأُمِّه، ثم انطلَقَ بهم إلى حَديقَتِه، فبسَطَ لهم بِساطًا، ثم انطَلَقَ إلى نَخلةٍ، فجاء بقِنْوٍ ، فوضَعَه، فقال النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفلا تَنقَّيتَ لنا من رُطَبِه؟ فقال: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي أردتُ أن تَخبُروا أو تَخَيَّروا من رُطَبِه وبُسرِه، فأَكَلوا وشَرِبوا من ذلك الماءِ، فقال النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا والذي نَفْسي في يَدِه النعيمُ الذي تُسأَلونَ عنه يومَ القيامةِ: ظِلٌّ باردٌ، ورُطَبٌ طَيِّبٌ، وماءٌ باردٌ، فانطلَقَ أبو الهَيثَمِ ليَصنَعَ لهم طَعامًا، فقال النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَذبَحَنَّ ذاتَ دَرٍّ، فذبَحَ لهم عَناقًا أو جَدْيًا، فأَتاهم بها، فأَكَلوا، فقال النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هل لكَ خادمٌ؟ قال: لا، قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فإذا أتانا سَبيٌ فأْتِنا، فأُتيَ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ برأسَيْنِ ليس معَهما ثالثٌ، فأَتاهُ أبو الهَيثَمِ، فقال النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اختَرْ منهما، فقال: يا نَبيَّ اللهِ، اختَرْ لي، فقال النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ المُستَشارَ مُؤتَمَنٌ ، خُذْ هذا؛ فإنِّي رأيتُه يُصَلِّي، واسْتَوصِ به مَعروفًا، فانطَلَقَ أبو الهَيثَمِ إلى امرأتِهِ، فأخْبَرَها بقولِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيه، فقالتِ امْرأتُه: ما أنتَ ببالغٍ ما قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا أنْ تُعتِقَه، قال: فهو عَتيقٌ، فقال النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللهَ تَبارَكَ وتَعالى لم يَبعَثْ نَبيًّا ولا خَليفةً إلَّا وله بِطانَتانِ: بِطانةٌ تَأْمُرُه بالمَعروفِ، وتَنهاهُ عنِ المُنكَرِ، وبِطانةٌ لا تَأْلوه خَبالًا ، ومَن يُوقَ بِطانةَ السُّوءِ، فقد وُقيَ.

20 - خرجَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في ساعةٍ لاَ يخرجُ فيها ولاَ يلقاهُ فيها أحدٌ فأتاهُ أبو بَكرٍ فقالَ: ما جاءَ بِكَ يا أبا بَكرٍ. فقالَ: خرجتُ ألقى رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأنظرُ في وجْهِهِ والتَّسليمَ عليْه. فلم يلبث أن جاءَ عمرُ فقالَ: ما جاءَ بِكَ يا عمرُ. قالَ الجوعُ يا رسولَ اللَّهِ قالَ وأنا قد وجدتُ بعضَ ذلِكَ. فانطلقوا إلى منزلِ أبي الْهيثمِ بنِ التَّيِّهانِ الأنصاريِّ وَكانَ رجلاً كثيرَ النَّخلِ والشَّاءِ ولم يَكن لَهُ خدمٌ فلم يجدوهُ فقالوا لامرأتِهِ أينَ صاحبُكِ فقالتِ انطلقَ يستعذبُ لنا الماء . فلم يلبثوا أن جاءَ أبو الْهيثمِ بقربةٍ يزعبُها فوضعَها ثمَّ جاءَ يلتزمُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ويفدِّيهِ بأبيهِ وأمِّهِ ثمَّ انطلقَ بِهم إلى حديقتِهِ فبسطَ لَهم بساطًا ثمَّ انطلقَ إلى نخلةٍ فجاءَ بقنوٍ فوضعَهُ فقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أفلاَ تنقَّيتَ لنا من رطبِهِ. فقالَ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي أردتُ أن تختاروا أو قالَ تخيَّروا من رطبِهِ وبسرِه. فأَكلوا وشربوا من ذلِكَ الماءِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هذا والَّذي نفسي بيدِهِ منَ النَّعيمِ الَّذي تسألونَ عنْهُ يومَ القيامةِ ظلٌّ باردٌ ورطبٌ طيِّبٌ وماءٌ باردٌ. فانطلقَ أبو الْهيثمِ ليصنعَ لَهم طعامًا فقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لاَ تذبحنَّ ذاتَ درٍّ. فذبحَ لَهم عناقًا أو جديًا فأتاهم بِها فأَكلوا فقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم هل لَكَ خادمٌ . قالَ لا. قالَ: فإذا أتانا سبيٌ فائتنا. فأتيَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم برأسينِ ليسَ معَهما ثالثٌ فأتاهُ أبو الْهيثمِ فقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم اختر منْهما. فقالَ يا نبيَّ اللَّهِ اختر لي. فقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إنَّ المستشارَ مؤتمنٌ خذ هذا فإنِّي رأيتُهُ يصلِّي واستوصِ بِهِ معروفًا. فانطلقَ أبو الْهيثمِ إلى امرأتِهِ فأخبرَها بقولِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالتِ امرأتُهُ ما أنتَ ببالغٍ ما قالَ فيهِ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إلاَّ أن تعتقَهُ قالَ هوَ عتيقٌ. فقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إنَّ اللَّهَ لم يبعث نبيًّا ولاَ خليفةً إلاَّ ولَهُ بطانتانِ بطانةٌ تأمرُهُ بالمعروفِ وتنْهاهُ عنِ المنْكرِ وبطانةٌ لاَ تألوهُ خبالاً ومن يوقَ بطانةَ السُّوءِ فقد وقيَ

21 - المُستشارُ مُؤتمنٌ [يعني حديث: خرَجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ساعَةٍ لا يخرُجُ فيها ولا يلْقاهُ فيها أحدٌ، فأتَاهُ أبو بكرٍ، فقال: ما جاء بِكَ يا أبا بكرٍ؟ فقال: خرجْتُ ألْقى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنْظُرُ في وجْهِه، والتَّسليمَ عليه. فلم يلْبَثْ أنْ جاء عمَرُ، فقال: ما جاء بك يا عمَرُ؟ قال: الجوعُ يا رسولَ اللهِ. قال: وأنا قد وجَدْتُ بعضَ ذلك. فانطَلَقوا إلى منزلِ أبي الهيثمِ بنِ التَّيِّهَانِ الأنصاريِّ، وكان رجُلًا كثيرَ النَّخلِ والشَّاءِ، ولم يكُنْ له خدَمٌ، فلم يجِدُوه، فقالوا لامرأتِه: أين صاحبُك؟ فقالت: انطلَقَ يستعذِبُ لنا الماءَ، ولم يلْبَثوا أنْ جاء أبو الهيثمِ بقِرْبَةٍ يَزْعَبُها فوضَعَها، ثمَّ جاء يلتَزِمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويَفْدِيه بأبيه وأُمِّه، ثمَّ انطلَقَ بهم إلى حديقَتِه، فبسَطَ لهم بِساطًا، ثمَّ انطلَقَ إلى نخلَةٍ، فجاء بِقِنْوٍ فوضَعَه. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفَلَا تَنَقَّيْتَ لنا مِن رُطَبِه؟ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أردْتُ أنْ تختاروا –أو قال: تخيَّروا– مِن رُطَبِه وبُسْرِه، فأكَلوا وشَرِبوا مِن ذلك الماءِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا والَّذي نفْسي بيَدِه مِن النَّعيمِ الَّذي تُسْأَلونَ عنه يومَ القيامةِ؛ ظِلٌّ باردٌ، ورُطَبٌ طيِّبٌ، وماءٌ بارِدٌ. فانطلَقَ أبو الهيثمِ ليصنَعَ لهم طعامًا، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تذْبَحَنَّ ذاتَ دَرٍّ. فذبَحَ لهم عَناقًا أو جَدْيًا، فأَتَاهم بها فأكَلوا. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هل لك خادِمٌ؟ قال: لا، قال: فإذا أتانا سَبْيٌ فأْتِنا. فأُتِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ برَأْسينِ ليس معهما ثالِثٌ، فأَتاهُ أبو الهيثمِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اختَرْ منهما، فقال: يا نَبِيَّ اللهِ، اختَرْ لي، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ المُسْتَشارَ مُؤْتَمَنٌ، خُذْ هذا؛ فإنِّي رأَيْتُه يُصلِّي، واستَوْصِ به معروفًا. فانطلَقَ أبو الهيثمِ إلى امرأتِه فأخبَرَها بقولِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالتِ امرأتُه: ما أنت ببالِغٍ ما قال فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا أنْ تُعْتِقَه، قال: هو عتيقٌ. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللهَ لم يبعَثْ نَبيًّا ولا خليفةً إلَّا وله بِطانتانِ: بِطانةٌ تأمُرُه بالمعروفِ وتنْهاهُ عنِ المُنْكَرِ، وبِطانةٌ لا تأْلُوه خَبالًا، ومَن يُوقَ بِطانةَ السُّوءِ فقد وُقِيَ.]
خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم : 5128 التخريج : أخرجه أبو داود (5128)، والترمذي (2822)، وابن ماجه (3745).
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الأمانة رقائق وزهد - ما جاء في بذل النصح والمشورة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

22 - المُستشارُ مُؤتمنٌ [يعني حديث: خرَجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ساعَةٍ لا يخرُجُ فيها ولا يلْقاهُ فيها أحدٌ، فأتَاهُ أبو بكرٍ، فقال: ما جاء بِكَ يا أبا بكرٍ؟ فقال: خرجْتُ ألْقى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنْظُرُ في وجْهِه، والتَّسليمَ عليه. فلم يلْبَثْ أنْ جاء عمَرُ، فقال: ما جاء بك يا عمَرُ؟ قال: الجوعُ يا رسولَ اللهِ. قال: وأنا قد وجَدْتُ بعضَ ذلك. فانطَلَقوا إلى منزلِ أبي الهيثمِ بنِ التَّيِّهَانِ الأنصاريِّ، وكان رجُلًا كثيرَ النَّخلِ والشَّاءِ، ولم يكُنْ له خدَمٌ، فلم يجِدُوه، فقالوا لامرأتِه: أين صاحبُك؟ فقالت: انطلَقَ يستعذِبُ لنا الماءَ، ولم يلْبَثوا أنْ جاء أبو الهيثمِ بقِرْبَةٍ يَزْعَبُها فوضَعَها، ثمَّ جاء يلتَزِمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويَفْدِيه بأبيه وأُمِّه، ثمَّ انطلَقَ بهم إلى حديقَتِه، فبسَطَ لهم بِساطًا، ثمَّ انطلَقَ إلى نخلَةٍ، فجاء بِقِنْوٍ فوضَعَه. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفَلَا تَنَقَّيْتَ لنا مِن رُطَبِه؟ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أردْتُ أنْ تختاروا –أو قال: تخيَّروا– مِن رُطَبِه وبُسْرِه، فأكَلوا وشَرِبوا مِن ذلك الماءِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا والَّذي نفْسي بيَدِه مِن النَّعيمِ الَّذي تُسْأَلونَ عنه يومَ القيامةِ؛ ظِلٌّ باردٌ، ورُطَبٌ طيِّبٌ، وماءٌ بارِدٌ. فانطلَقَ أبو الهيثمِ ليصنَعَ لهم طعامًا، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تذْبَحَنَّ ذاتَ دَرٍّ. فذبَحَ لهم عَناقًا أو جَدْيًا، فأَتَاهم بها فأكَلوا. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هل لك خادِمٌ؟ قال: لا، قال: فإذا أتانا سَبْيٌ فأْتِنا. فأُتِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ برَأْسينِ ليس معهما ثالِثٌ، فأَتاهُ أبو الهيثمِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اختَرْ منهما، فقال: يا نَبِيَّ اللهِ، اختَرْ لي، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ المُسْتَشارَ مُؤْتَمَنٌ، خُذْ هذا؛ فإنِّي رأَيْتُه يُصلِّي، واستَوْصِ به معروفًا. فانطلَقَ أبو الهيثمِ إلى امرأتِه فأخبَرَها بقولِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالتِ امرأتُه: ما أنت ببالِغٍ ما قال فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا أنْ تُعْتِقَه، قال: هو عتيقٌ. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللهَ لم يبعَثْ نَبيًّا ولا خليفةً إلَّا وله بِطانتانِ: بِطانةٌ تأمُرُه بالمعروفِ وتنْهاهُ عنِ المُنْكَرِ، وبِطانةٌ لا تأْلُوه خَبالًا، ومَن يُوقَ بِطانةَ السُّوءِ فقد وُقِيَ.]
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي
الصفحة أو الرقم : 2822 التخريج : أخرجه أبو داود (5128)، والترمذي (2822)، وابن ماجه (3745).
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الأمانة رقائق وزهد - ما جاء في بذل النصح والمشورة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

23 - المستشارُ مؤتَمنٌ [يعني حديث: خرَجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ساعَةٍ لا يخرُجُ فيها ولا يلْقاهُ فيها أحدٌ، فأتَاهُ أبو بكرٍ، فقال: ما جاء بِكَ يا أبا بكرٍ؟ فقال: خرجْتُ ألْقى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنْظُرُ في وجْهِه، والتَّسليمَ عليه. فلم يلْبَثْ أنْ جاء عمَرُ، فقال: ما جاء بك يا عمَرُ؟ قال: الجوعُ يا رسولَ اللهِ. قال: وأنا قد وجَدْتُ بعضَ ذلك. فانطَلَقوا إلى منزلِ أبي الهيثمِ بنِ التَّيِّهَانِ الأنصاريِّ، وكان رجُلًا كثيرَ النَّخلِ والشَّاءِ، ولم يكُنْ له خدَمٌ، فلم يجِدُوه، فقالوا لامرأتِه: أين صاحبُك؟ فقالت: انطلَقَ يستعذِبُ لنا الماءَ، ولم يلْبَثوا أنْ جاء أبو الهيثمِ بقِرْبَةٍ يَزْعَبُها فوضَعَها، ثمَّ جاء يلتَزِمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويَفْدِيه بأبيه وأُمِّه، ثمَّ انطلَقَ بهم إلى حديقَتِه، فبسَطَ لهم بِساطًا، ثمَّ انطلَقَ إلى نخلَةٍ، فجاء بِقِنْوٍ فوضَعَه. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفَلَا تَنَقَّيْتَ لنا مِن رُطَبِه؟ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أردْتُ أنْ تختاروا –أو قال: تخيَّروا– مِن رُطَبِه وبُسْرِه، فأكَلوا وشَرِبوا مِن ذلك الماءِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا والَّذي نفْسي بيَدِه مِن النَّعيمِ الَّذي تُسْأَلونَ عنه يومَ القيامةِ؛ ظِلٌّ باردٌ، ورُطَبٌ طيِّبٌ، وماءٌ بارِدٌ. فانطلَقَ أبو الهيثمِ ليصنَعَ لهم طعامًا، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تذْبَحَنَّ ذاتَ دَرٍّ. فذبَحَ لهم عَناقًا أو جَدْيًا، فأَتَاهم بها فأكَلوا. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هل لك خادِمٌ؟ قال: لا، قال: فإذا أتانا سَبْيٌ فأْتِنا. فأُتِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ برَأْسينِ ليس معهما ثالِثٌ، فأَتاهُ أبو الهيثمِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اختَرْ منهما، فقال: يا نَبِيَّ اللهِ، اختَرْ لي، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ المُسْتَشارَ مُؤْتَمَنٌ، خُذْ هذا؛ فإنِّي رأَيْتُه يُصلِّي، واستَوْصِ به معروفًا. فانطلَقَ أبو الهيثمِ إلى امرأتِه فأخبَرَها بقولِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالتِ امرأتُه: ما أنت ببالِغٍ ما قال فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا أنْ تُعْتِقَه، قال: هو عتيقٌ. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللهَ لم يبعَثْ نَبيًّا ولا خليفةً إلَّا وله بِطانتانِ: بِطانةٌ تأمُرُه بالمعروفِ وتنْهاهُ عنِ المُنْكَرِ، وبِطانةٌ لا تأْلُوه خَبالًا، ومَن يُوقَ بِطانةَ السُّوءِ فقد وُقِيَ.]
خلاصة حكم المحدث : اختلف في روايته عن عبد الملك بن عمير
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البزار | المصدر : البحر الزخار
الصفحة أو الرقم : 15/228 التخريج : أخرجه أبو داود (5128)، والترمذي (2822)، وابن ماجه (3745)
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الأمانة آداب عامة - الأخلاق الحميدة الحسنة إيمان - النصيحة لله ولرسوله ولعامة المسلمين بر وصلة - حسن الخلق بر وصلة - حق المسلم على المسلم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

24 - المستشارُ مؤتَمنٌ [يعني حديث: خرَجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ساعَةٍ لا يخرُجُ فيها ولا يلْقاهُ فيها أحدٌ، فأتَاهُ أبو بكرٍ، فقال: ما جاء بِكَ يا أبا بكرٍ؟ فقال: خرجْتُ ألْقى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنْظُرُ في وجْهِه، والتَّسليمَ عليه. فلم يلْبَثْ أنْ جاء عمَرُ، فقال: ما جاء بك يا عمَرُ؟ قال: الجوعُ يا رسولَ اللهِ. قال: وأنا قد وجَدْتُ بعضَ ذلك. فانطَلَقوا إلى منزلِ أبي الهيثمِ بنِ التَّيِّهَانِ الأنصاريِّ، وكان رجُلًا كثيرَ النَّخلِ والشَّاءِ، ولم يكُنْ له خدَمٌ، فلم يجِدُوه، فقالوا لامرأتِه: أين صاحبُك؟ فقالت: انطلَقَ يستعذِبُ لنا الماءَ، ولم يلْبَثوا أنْ جاء أبو الهيثمِ بقِرْبَةٍ يَزْعَبُها فوضَعَها، ثمَّ جاء يلتَزِمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويَفْدِيه بأبيه وأُمِّه، ثمَّ انطلَقَ بهم إلى حديقَتِه، فبسَطَ لهم بِساطًا، ثمَّ انطلَقَ إلى نخلَةٍ، فجاء بِقِنْوٍ فوضَعَه. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفَلَا تَنَقَّيْتَ لنا مِن رُطَبِه؟ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أردْتُ أنْ تختاروا –أو قال: تخيَّروا– مِن رُطَبِه وبُسْرِه، فأكَلوا وشَرِبوا مِن ذلك الماءِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا والَّذي نفْسي بيَدِه مِن النَّعيمِ الَّذي تُسْأَلونَ عنه يومَ القيامةِ؛ ظِلٌّ باردٌ، ورُطَبٌ طيِّبٌ، وماءٌ بارِدٌ. فانطلَقَ أبو الهيثمِ ليصنَعَ لهم طعامًا، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تذْبَحَنَّ ذاتَ دَرٍّ. فذبَحَ لهم عَناقًا أو جَدْيًا، فأَتَاهم بها فأكَلوا. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هل لك خادِمٌ؟ قال: لا، قال: فإذا أتانا سَبْيٌ فأْتِنا. فأُتِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ برَأْسينِ ليس معهما ثالِثٌ، فأَتاهُ أبو الهيثمِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اختَرْ منهما، فقال: يا نَبِيَّ اللهِ، اختَرْ لي، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ المُسْتَشارَ مُؤْتَمَنٌ، خُذْ هذا؛ فإنِّي رأَيْتُه يُصلِّي، واستَوْصِ به معروفًا. فانطلَقَ أبو الهيثمِ إلى امرأتِه فأخبَرَها بقولِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالتِ امرأتُه: ما أنت ببالِغٍ ما قال فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا أنْ تُعْتِقَه، قال: هو عتيقٌ. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللهَ لم يبعَثْ نَبيًّا ولا خليفةً إلَّا وله بِطانتانِ: بِطانةٌ تأمُرُه بالمعروفِ وتنْهاهُ عنِ المُنْكَرِ، وبِطانةٌ لا تأْلُوه خَبالًا، ومَن يُوقَ بِطانةَ السُّوءِ فقد وُقِيَ.]
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن مفلح | المصدر : الآداب الشرعية
الصفحة أو الرقم : 1/308 التخريج : أخرجه أبو داود (5128)، والترمذي (2822)، وابن ماجه (3745).
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الأمانة رقائق وزهد - ما جاء في بذل النصح والمشورة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

25 - لا تذبَحنَّ ذاتَ دَرٍّ [يعني حديث: خرَجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ساعَةٍ لا يخرُجُ فيها ولا يلْقاهُ فيها أحدٌ، فأتَاهُ أبو بكرٍ، فقال: ما جاء بِكَ يا أبا بكرٍ؟ فقال: خرجْتُ ألْقى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنْظُرُ في وجْهِه، والتَّسليمَ عليه. فلم يلْبَثْ أنْ جاء عمَرُ، فقال: ما جاء بك يا عمَرُ؟ قال: الجوعُ يا رسولَ اللهِ. قال: وأنا قد وجَدْتُ بعضَ ذلك. فانطَلَقوا إلى منزلِ أبي الهيثمِ بنِ التَّيِّهَانِ الأنصاريِّ، وكان رجُلًا كثيرَ النَّخلِ والشَّاءِ، ولم يكُنْ له خدَمٌ، فلم يجِدُوه، فقالوا لامرأتِه: أين صاحبُك؟ فقالت: انطلَقَ يستعذِبُ لنا الماءَ، ولم يلْبَثوا أنْ جاء أبو الهيثمِ بقِرْبَةٍ يَزْعَبُها فوضَعَها، ثمَّ جاء يلتَزِمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويَفْدِيه بأبيه وأُمِّه، ثمَّ انطلَقَ بهم إلى حديقَتِه، فبسَطَ لهم بِساطًا، ثمَّ انطلَقَ إلى نخلَةٍ، فجاء بِقِنْوٍ فوضَعَه. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفَلَا تَنَقَّيْتَ لنا مِن رُطَبِه؟ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أردْتُ أنْ تختاروا –أو قال: تخيَّروا– مِن رُطَبِه وبُسْرِه، فأكَلوا وشَرِبوا مِن ذلك الماءِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا والَّذي نفْسي بيَدِه مِن النَّعيمِ الَّذي تُسْأَلونَ عنه يومَ القيامةِ؛ ظِلٌّ باردٌ، ورُطَبٌ طيِّبٌ، وماءٌ بارِدٌ. فانطلَقَ أبو الهيثمِ ليصنَعَ لهم طعامًا، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تذْبَحَنَّ ذاتَ دَرٍّ. فذبَحَ لهم عَناقًا أو جَدْيًا، فأَتَاهم بها فأكَلوا. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هل لك خادِمٌ؟ قال: لا، قال: فإذا أتانا سَبْيٌ فأْتِنا. فأُتِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ برَأْسينِ ليس معهما ثالِثٌ، فأَتاهُ أبو الهيثمِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اختَرْ منهما، فقال: يا نَبِيَّ اللهِ، اختَرْ لي، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ المُسْتَشارَ مُؤْتَمَنٌ، خُذْ هذا؛ فإنِّي رأَيْتُه يُصلِّي، واستَوْصِ به معروفًا. فانطلَقَ أبو الهيثمِ إلى امرأتِه فأخبَرَها بقولِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالتِ امرأتُه: ما أنت ببالِغٍ ما قال فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا أنْ تُعْتِقَه، قال: هو عتيقٌ. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللهَ لم يبعَثْ نَبيًّا ولا خليفةً إلَّا وله بِطانتانِ: بِطانةٌ تأمُرُه بالمعروفِ وتنْهاهُ عنِ المُنْكَرِ، وبِطانةٌ لا تأْلُوه خَبالًا، ومَن يُوقَ بِطانةَ السُّوءِ فقد وُقِيَ.]
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : أبو هريرة | المحدث : محمد جار الله الصعدي | المصدر : النوافح العطرة
الصفحة أو الرقم : 449 التخريج : أخرجه مطولاً الترمذي (2369)، والحاكم (7178) واللفظ لهما، والطبراني (19/256) (570) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أضاحي - ما يجزئ من الأضاحي وما لا يجوز (صفاتها وسنها) ذبائح - ذبح الجذع والنهي عن ذبح ذوات الدر
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

26 - المستشارُ مؤتَمَنٌ [حديث أبي هريرة: خرَجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ساعَةٍ لا يخرُجُ فيها ولا يلْقاهُ فيها أحدٌ، فأتَاهُ أبو بكرٍ، فقال: ما جاء بِكَ يا أبا بكرٍ؟ فقال: خرجْتُ ألْقى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنْظُرُ في وجْهِه، والتَّسليمَ عليه. فلم يلْبَثْ أنْ جاء عمَرُ، فقال: ما جاء بك يا عمَرُ؟ قال: الجوعُ يا رسولَ اللهِ. قال: وأنا قد وجَدْتُ بعضَ ذلك. فانطَلَقوا إلى منزلِ أبي الهيثمِ بنِ التَّيِّهَانِ الأنصاريِّ، وكان رجُلًا كثيرَ النَّخلِ والشَّاءِ، ولم يكُنْ له خدَمٌ، فلم يجِدُوه، فقالوا لامرأتِه: أين صاحبُك؟ فقالت: انطلَقَ يستعذِبُ لنا الماءَ، ولم يلْبَثوا أنْ جاء أبو الهيثمِ بقِرْبَةٍ يَزْعَبُها فوضَعَها، ثمَّ جاء يلتَزِمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويَفْدِيه بأبيه وأُمِّه، ثمَّ انطلَقَ بهم إلى حديقَتِه، فبسَطَ لهم بِساطًا، ثمَّ انطلَقَ إلى نخلَةٍ، فجاء بِقِنْوٍ فوضَعَه. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفَلَا تَنَقَّيْتَ لنا مِن رُطَبِه؟ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أردْتُ أنْ تختاروا –أو قال: تخيَّروا– مِن رُطَبِه وبُسْرِه، فأكَلوا وشَرِبوا مِن ذلك الماءِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا والَّذي نفْسي بيَدِه مِن النَّعيمِ الَّذي تُسْأَلونَ عنه يومَ القيامةِ؛ ظِلٌّ باردٌ، ورُطَبٌ طيِّبٌ، وماءٌ بارِدٌ. فانطلَقَ أبو الهيثمِ ليصنَعَ لهم طعامًا، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تذْبَحَنَّ ذاتَ دَرٍّ. فذبَحَ لهم عَناقًا أو جَدْيًا، فأَتَاهم بها فأكَلوا. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هل لك خادِمٌ؟ قال: لا، قال: فإذا أتانا سَبْيٌ فأْتِنا. فأُتِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ برَأْسينِ ليس معهما ثالِثٌ، فأَتاهُ أبو الهيثمِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اختَرْ منهما، فقال: يا نَبِيَّ اللهِ، اختَرْ لي، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ المُسْتَشارَ مُؤْتَمَنٌ، خُذْ هذا؛ فإنِّي رأَيْتُه يُصلِّي، واستَوْصِ به معروفًا. فانطلَقَ أبو الهيثمِ إلى امرأتِه فأخبَرَها بقولِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالتِ امرأتُه: ما أنت ببالِغٍ ما قال فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا أنْ تُعْتِقَه، قال: هو عتيقٌ. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللهَ لم يبعَثْ نَبيًّا ولا خليفةً إلَّا وله بِطانتانِ: بِطانةٌ تأمُرُه بالمعروفِ وتنْهاهُ عنِ المُنْكَرِ، وبِطانةٌ لا تأْلُوه خَبالًا، ومَن يُوقَ بِطانةَ السُّوءِ فقد وُقِيَ.] [وحديث أم سلمة: المستشارُ مؤتَمَنٌ .]

27 - المستشارُ مؤتَمنٌ [يعني حديث: خرَجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ساعَةٍ لا يخرُجُ فيها ولا يلْقاهُ فيها أحدٌ، فأتَاهُ أبو بكرٍ، فقال: ما جاء بِكَ يا أبا بكرٍ؟ فقال: خرجْتُ ألْقى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنْظُرُ في وجْهِه، والتَّسليمَ عليه. فلم يلْبَثْ أنْ جاء عمَرُ، فقال: ما جاء بك يا عمَرُ؟ قال: الجوعُ يا رسولَ اللهِ. قال: وأنا قد وجَدْتُ بعضَ ذلك. فانطَلَقوا إلى منزلِ أبي الهيثمِ بنِ التَّيِّهَانِ الأنصاريِّ، وكان رجُلًا كثيرَ النَّخلِ والشَّاءِ، ولم يكُنْ له خدَمٌ، فلم يجِدُوه، فقالوا لامرأتِه: أين صاحبُك؟ فقالت: انطلَقَ يستعذِبُ لنا الماءَ، ولم يلْبَثوا أنْ جاء أبو الهيثمِ بقِرْبَةٍ يَزْعَبُها فوضَعَها، ثمَّ جاء يلتَزِمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويَفْدِيه بأبيه وأُمِّه، ثمَّ انطلَقَ بهم إلى حديقَتِه، فبسَطَ لهم بِساطًا، ثمَّ انطلَقَ إلى نخلَةٍ، فجاء بِقِنْوٍ فوضَعَه. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفَلَا تَنَقَّيْتَ لنا مِن رُطَبِه؟ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أردْتُ أنْ تختاروا –أو قال: تخيَّروا– مِن رُطَبِه وبُسْرِه، فأكَلوا وشَرِبوا مِن ذلك الماءِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا والَّذي نفْسي بيَدِه مِن النَّعيمِ الَّذي تُسْأَلونَ عنه يومَ القيامةِ؛ ظِلٌّ باردٌ، ورُطَبٌ طيِّبٌ، وماءٌ بارِدٌ. فانطلَقَ أبو الهيثمِ ليصنَعَ لهم طعامًا، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تذْبَحَنَّ ذاتَ دَرٍّ. فذبَحَ لهم عَناقًا أو جَدْيًا، فأَتَاهم بها فأكَلوا. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هل لك خادِمٌ؟ قال: لا، قال: فإذا أتانا سَبْيٌ فأْتِنا. فأُتِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ برَأْسينِ ليس معهما ثالِثٌ، فأَتاهُ أبو الهيثمِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اختَرْ منهما، فقال: يا نَبِيَّ اللهِ، اختَرْ لي، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ المُسْتَشارَ مُؤْتَمَنٌ، خُذْ هذا؛ فإنِّي رأَيْتُه يُصلِّي، واستَوْصِ به معروفًا. فانطلَقَ أبو الهيثمِ إلى امرأتِه فأخبَرَها بقولِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالتِ امرأتُه: ما أنت ببالِغٍ ما قال فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا أنْ تُعْتِقَه، قال: هو عتيقٌ. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللهَ لم يبعَثْ نَبيًّا ولا خليفةً إلَّا وله بِطانتانِ: بِطانةٌ تأمُرُه بالمعروفِ وتنْهاهُ عنِ المُنْكَرِ، وبِطانةٌ لا تأْلُوه خَبالًا، ومَن يُوقَ بِطانةَ السُّوءِ فقد وُقِيَ.]
خلاصة حكم المحدث : متواتر
الراوي : أبو هريرة | المحدث : السفاريني الحنبلي | المصدر : شرح كتاب الشهاب
الصفحة أو الرقم : 36 التخريج : أخرجه أبو داود (5128)، والترمذي (2822)، وابن ماجه (3745).
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الأمانة آداب عامة - الأخلاق الحميدة الحسنة إيمان - النصيحة لله ولرسوله ولعامة المسلمين بر وصلة - حسن الخلق بر وصلة - حق المسلم على المسلم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

28 - المستشارُ مؤتَمنٌ [يعني حديث: خرَجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ساعَةٍ لا يخرُجُ فيها ولا يلْقاهُ فيها أحدٌ، فأتَاهُ أبو بكرٍ، فقال: ما جاء بِكَ يا أبا بكرٍ؟ فقال: خرجْتُ ألْقى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنْظُرُ في وجْهِه، والتَّسليمَ عليه. فلم يلْبَثْ أنْ جاء عمَرُ، فقال: ما جاء بك يا عمَرُ؟ قال: الجوعُ يا رسولَ اللهِ. قال: وأنا قد وجَدْتُ بعضَ ذلك. فانطَلَقوا إلى منزلِ أبي الهيثمِ بنِ التَّيِّهَانِ الأنصاريِّ، وكان رجُلًا كثيرَ النَّخلِ والشَّاءِ، ولم يكُنْ له خدَمٌ، فلم يجِدُوه، فقالوا لامرأتِه: أين صاحبُك؟ فقالت: انطلَقَ يستعذِبُ لنا الماءَ، ولم يلْبَثوا أنْ جاء أبو الهيثمِ بقِرْبَةٍ يَزْعَبُها فوضَعَها، ثمَّ جاء يلتَزِمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويَفْدِيه بأبيه وأُمِّه، ثمَّ انطلَقَ بهم إلى حديقَتِه، فبسَطَ لهم بِساطًا، ثمَّ انطلَقَ إلى نخلَةٍ، فجاء بِقِنْوٍ فوضَعَه. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفَلَا تَنَقَّيْتَ لنا مِن رُطَبِه؟ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أردْتُ أنْ تختاروا –أو قال: تخيَّروا– مِن رُطَبِه وبُسْرِه، فأكَلوا وشَرِبوا مِن ذلك الماءِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا والَّذي نفْسي بيَدِه مِن النَّعيمِ الَّذي تُسْأَلونَ عنه يومَ القيامةِ؛ ظِلٌّ باردٌ، ورُطَبٌ طيِّبٌ، وماءٌ بارِدٌ. فانطلَقَ أبو الهيثمِ ليصنَعَ لهم طعامًا، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تذْبَحَنَّ ذاتَ دَرٍّ. فذبَحَ لهم عَناقًا أو جَدْيًا، فأَتَاهم بها فأكَلوا. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هل لك خادِمٌ؟ قال: لا، قال: فإذا أتانا سَبْيٌ فأْتِنا. فأُتِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ برَأْسينِ ليس معهما ثالِثٌ، فأَتاهُ أبو الهيثمِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اختَرْ منهما، فقال: يا نَبِيَّ اللهِ، اختَرْ لي، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ المُسْتَشارَ مُؤْتَمَنٌ، خُذْ هذا؛ فإنِّي رأَيْتُه يُصلِّي، واستَوْصِ به معروفًا. فانطلَقَ أبو الهيثمِ إلى امرأتِه فأخبَرَها بقولِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالتِ امرأتُه: ما أنت ببالِغٍ ما قال فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا أنْ تُعْتِقَه، قال: هو عتيقٌ. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللهَ لم يبعَثْ نَبيًّا ولا خليفةً إلَّا وله بِطانتانِ: بِطانةٌ تأمُرُه بالمعروفِ وتنْهاهُ عنِ المُنْكَرِ، وبِطانةٌ لا تأْلُوه خَبالًا، ومَن يُوقَ بِطانةَ السُّوءِ فقد وُقِيَ.]
خلاصة حكم المحدث : لا بأس بإسناده، فهو صحيح وهو جيد
الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن باز | المصدر : الفوائد العلمية من الدروس البازية
الصفحة أو الرقم : 6/157 التخريج : أخرجه أبو داود (5128)، والترمذي (2822)، وابن ماجه (3745)
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الأمانة آداب عامة - الأخلاق الحميدة الحسنة إيمان - النصيحة لله ولرسوله ولعامة المسلمين بر وصلة - حسن الخلق بر وصلة - حق المسلم على المسلم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

29 - المستشارُ مؤتَمَنٌ [يعني حديث: خرَجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ساعَةٍ لا يخرُجُ فيها ولا يلْقاهُ فيها أحدٌ، فأتَاهُ أبو بكرٍ، فقال: ما جاء بِكَ يا أبا بكرٍ؟ فقال: خرجْتُ ألْقى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنْظُرُ في وجْهِه، والتَّسليمَ عليه. فلم يلْبَثْ أنْ جاء عمَرُ، فقال: ما جاء بك يا عمَرُ؟ قال: الجوعُ يا رسولَ اللهِ. قال: وأنا قد وجَدْتُ بعضَ ذلك. فانطَلَقوا إلى منزلِ أبي الهيثمِ بنِ التَّيِّهَانِ الأنصاريِّ، وكان رجُلًا كثيرَ النَّخلِ والشَّاءِ، ولم يكُنْ له خدَمٌ، فلم يجِدُوه، فقالوا لامرأتِه: أين صاحبُك؟ فقالت: انطلَقَ يستعذِبُ لنا الماءَ، ولم يلْبَثوا أنْ جاء أبو الهيثمِ بقِرْبَةٍ يَزْعَبُها فوضَعَها، ثمَّ جاء يلتَزِمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويَفْدِيه بأبيه وأُمِّه، ثمَّ انطلَقَ بهم إلى حديقَتِه، فبسَطَ لهم بِساطًا، ثمَّ انطلَقَ إلى نخلَةٍ، فجاء بِقِنْوٍ فوضَعَه. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفَلَا تَنَقَّيْتَ لنا مِن رُطَبِه؟ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أردْتُ أنْ تختاروا –أو قال: تخيَّروا– مِن رُطَبِه وبُسْرِه، فأكَلوا وشَرِبوا مِن ذلك الماءِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا والَّذي نفْسي بيَدِه مِن النَّعيمِ الَّذي تُسْأَلونَ عنه يومَ القيامةِ؛ ظِلٌّ باردٌ، ورُطَبٌ طيِّبٌ، وماءٌ بارِدٌ. فانطلَقَ أبو الهيثمِ ليصنَعَ لهم طعامًا، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تذْبَحَنَّ ذاتَ دَرٍّ. فذبَحَ لهم عَناقًا أو جَدْيًا، فأَتَاهم بها فأكَلوا. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هل لك خادِمٌ؟ قال: لا، قال: فإذا أتانا سَبْيٌ فأْتِنا. فأُتِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ برَأْسينِ ليس معهما ثالِثٌ، فأَتاهُ أبو الهيثمِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اختَرْ منهما، فقال: يا نَبِيَّ اللهِ، اختَرْ لي، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ المُسْتَشارَ مُؤْتَمَنٌ، خُذْ هذا؛ فإنِّي رأَيْتُه يُصلِّي، واستَوْصِ به معروفًا. فانطلَقَ أبو الهيثمِ إلى امرأتِه فأخبَرَها بقولِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالتِ امرأتُه: ما أنت ببالِغٍ ما قال فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا أنْ تُعْتِقَه، قال: هو عتيقٌ. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللهَ لم يبعَثْ نَبيًّا ولا خليفةً إلَّا وله بِطانتانِ: بِطانةٌ تأمُرُه بالمعروفِ وتنْهاهُ عنِ المُنْكَرِ، وبِطانةٌ لا تأْلُوه خَبالًا، ومَن يُوقَ بِطانةَ السُّوءِ فقد وُقِيَ.]
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم : 3034 التخريج : أخرجه أبو داود (5128)، والترمذي (2822)، وابن ماجه (3745).
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الأمانة رقائق وزهد - ما جاء في بذل النصح والمشورة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

30 - المستشارُ مؤتمنٌ [يعني حديث: خرَجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ساعَةٍ لا يخرُجُ فيها ولا يلْقاهُ فيها أحدٌ، فأتَاهُ أبو بكرٍ، فقال: ما جاء بِكَ يا أبا بكرٍ؟ فقال: خرجْتُ ألْقى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنْظُرُ في وجْهِه، والتَّسليمَ عليه. فلم يلْبَثْ أنْ جاء عمَرُ، فقال: ما جاء بك يا عمَرُ؟ قال: الجوعُ يا رسولَ اللهِ. قال: وأنا قد وجَدْتُ بعضَ ذلك. فانطَلَقوا إلى منزلِ أبي الهيثمِ بنِ التَّيِّهَانِ الأنصاريِّ، وكان رجُلًا كثيرَ النَّخلِ والشَّاءِ، ولم يكُنْ له خدَمٌ، فلم يجِدُوه، فقالوا لامرأتِه: أين صاحبُك؟ فقالت: انطلَقَ يستعذِبُ لنا الماءَ، ولم يلْبَثوا أنْ جاء أبو الهيثمِ بقِرْبَةٍ يَزْعَبُها فوضَعَها، ثمَّ جاء يلتَزِمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويَفْدِيه بأبيه وأُمِّه، ثمَّ انطلَقَ بهم إلى حديقَتِه، فبسَطَ لهم بِساطًا، ثمَّ انطلَقَ إلى نخلَةٍ، فجاء بِقِنْوٍ فوضَعَه. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفَلَا تَنَقَّيْتَ لنا مِن رُطَبِه؟ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أردْتُ أنْ تختاروا –أو قال: تخيَّروا– مِن رُطَبِه وبُسْرِه، فأكَلوا وشَرِبوا مِن ذلك الماءِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا والَّذي نفْسي بيَدِه مِن النَّعيمِ الَّذي تُسْأَلونَ عنه يومَ القيامةِ؛ ظِلٌّ باردٌ، ورُطَبٌ طيِّبٌ، وماءٌ بارِدٌ. فانطلَقَ أبو الهيثمِ ليصنَعَ لهم طعامًا، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تذْبَحَنَّ ذاتَ دَرٍّ. فذبَحَ لهم عَناقًا أو جَدْيًا، فأَتَاهم بها فأكَلوا. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هل لك خادِمٌ؟ قال: لا، قال: فإذا أتانا سَبْيٌ فأْتِنا. فأُتِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ برَأْسينِ ليس معهما ثالِثٌ، فأَتاهُ أبو الهيثمِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اختَرْ منهما، فقال: يا نَبِيَّ اللهِ، اختَرْ لي، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ المُسْتَشارَ مُؤْتَمَنٌ، خُذْ هذا؛ فإنِّي رأَيْتُه يُصلِّي، واستَوْصِ به معروفًا. فانطلَقَ أبو الهيثمِ إلى امرأتِه فأخبَرَها بقولِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالتِ امرأتُه: ما أنت ببالِغٍ ما قال فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا أنْ تُعْتِقَه، قال: هو عتيقٌ. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللهَ لم يبعَثْ نَبيًّا ولا خليفةً إلَّا وله بِطانتانِ: بِطانةٌ تأمُرُه بالمعروفِ وتنْهاهُ عنِ المُنْكَرِ، وبِطانةٌ لا تأْلُوه خَبالًا، ومَن يُوقَ بِطانةَ السُّوءِ فقد وُقِيَ.]
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم : 2822 التخريج : أخرجه أبو داود (5128)، والترمذي (2822)، وابن ماجه (3745).
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الأمانة رقائق وزهد - ما جاء في بذل النصح والمشورة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه