الموسوعة الحديثية


- يا رسولَ اللهِ: إنَّ لي بمكَّةَ أهْلًا ومالًا، وقد أردْتُ إتيانَهم، فإنْ أذِنْتَ لي أنْ أقولَ فيك فعَلْتُ، فأذِنَ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يقولَ ما شاءَ، فلمَّا قدِمَ مكَّةَ قال لامرأتِه: إنَّ أصحابَ محمَّدٍ قدِ اسْتُبيحوا، وإنَّما جِئْتُ لآخُذَ مالي لأشْتَريَ من غنائمِهم، وفَشا ذلك في أهْلِ مكَّةَ، فبلَغَ ذلك العبَّاسَ -يَعْني ابنَ عبدِ المُطَّلبِ- فعقِرَ، واخْتَفى مَن كان فيها منَ المُسلِمينَ، وأظهَرَ المُشرِكونَ الفرَحَ بذلك، فكان العبَّاسُ لا يمُرُّ بمَجلسٍ من مجالِسِهم إلَّا قالوا: يا أبا الفَضلِ: لا يَسوؤُكَ اللهُ، قال: فبعَثَ غُلامًا له إلى الحجَّاجِ بنِ عِلاطٍ، فقال: وَيْلَكَ ما الذي جِئْتَ به، فالذي وعَدَ اللهُ ورسولُه خَيرٌ ممَّا جِئْتَ به، فقال الحجَّاجُ لغُلامِه: اقرَأْ على أبي الفَضلِ السلامَ، وقُلْ له: لِيخَلُ لي في بعضِ بُيوتِه، فإنَّ الخبَرَ على ما يَسُرُّه، فلمَّا أتاهُ الغُلامُ، فأخبَرَه، فقامَ إليه فقبَّلَ ما بيْنَ عَينَيْه واعتَنَقَه، ثُم أتاهُ الحجَّاجُ بنُ عِلاطٍ، فخَلا به في بعضِ بُيوتِه، وقال له: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قد فتَحَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَيْبَرَ، وجَرَتْ فيها سِهامُ المُسلِمينَ، واصْطَفى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَفيَّةَ لنفْسِه، وإنِّي اسْتأذَنْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ أقولَ فيه ما شِئْتُ، فإنَّ لي مالًا بمكَّةَ آخُذُه، فأذِنَ لي أنْ أقولَ فيه ما شِئْتُ، فاكْتُمْ علَيَّ ثلاثًا، ثُم قُلْ ما بَدا لكَ. ثُم أتى الحجَّاجُ أهْلَه، فأخَذَ مالَه، ثُم استَمَرَّ إلى المدينةِ، قال: ثُم إنَّ العبَّاسَ أتى مَنزِلَ الحجَّاجِ إلى امرأتِه، فكان العبَّاسُ يمُرُّ بمجالِسِ قُرَيشٍ، فيقولونَ له: يا أبا الفَضلِ: لا يَسوؤُكَ اللهُ، فيقولُ: لا يَسوؤُني اللهُ، قد فتَحَ اللهُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَيْبَرَ، وجَرَتْ فيها سِهامُ المُسلِمينَ، واصْطَفى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَفيَّةَ لنفْسِه، أخبَرَني الحجَّاجُ بنُ عِلاطٍ بذلك، وسأَلَني أنْ أكتُمَ عليه ثلاثًا حتى يأخُذَ مالَه عند أهْلِه. قال: ثُم أتى امرأتَه، فقال: إنْ كان لكِ بزَوجِكِ حاجةً، فالْحَقي به، وأخبَرَها بالذي أخبَرَه الحجَّاجُ بنُ عِلاطٍ بفَتحِ خَيْبَرَ، فقالتِ امرأتُه: أظُنُّكَ واللهِ صادقًا، قال: فرجَعَ ما كان بالمُسلِمينَ من كآبةٍ على المُشرِكينَ، وظهَرَ مَن كان اسْتَخْفى منَ المُسلِمينَ منَ المَواضِعِ التي كانوا فيها.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : الحجاج بن علاط السلمي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار الصفحة أو الرقم : 3213
التخريج : أخرجه الطحاوي في ((مشكل الآثار)) (3213) بلفظه.
التصنيف الموضوعي: آفات اللسان - ما يرخص فيه من الكذب غنائم - الغنائم وتقسيمها مغازي - غزوة خيبر جهاد - الغنائم وأحكامها غنائم - الصفي الذي كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

أصول الحديث:


شرح مشكل الآثار (8/ 242)
: ‌3213 - حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح قال: حدثنا نعيم بن حماد قال: حدثنا ابن المبارك، عن محمد بن ثور، عن معمر، عن ثابت، عن أنس بن مالك ، أن الحجاج بن علاط السلمي قال: " يا رسول الله، إن لي بمكة أهلا ومالا، وقد أردت إتيانهم، فإن أذنت لي أن أقول فيك فعلت ". فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ما شاء، فلما قدم مكة قال لامرأته: " إن أصحاب محمد قد استبيحوا ، وإنما جئت لأخذ مالي لأشتري من غنائمهم، وفشا ذلك في أهل مكة، فبلغ ذلك العباس يعني ابن عبد المطلب، فعقر واختفى من كان فيها من المسلمين، وأظهر المشركون الفرح بذلك، فكان العباس لا يمر بمجلس من مجالسهم إلا قالوا: يا أبا الفضل، لا يسوؤك الله، قال: فبعث غلاما له إلى الحجاج بن علاط فقال: " ويلك، ما الذي جئت به، فالذي وعد الله ورسوله خير مما جئت به "، فقال الحجاج لغلامه: " اقرأ على أبي الفضل السلام، وقل له: ليخل في بعض بيوته؛ فإن الخبر على ما يسره "، فلما أتاه الغلام فأخبره فقام إليه فقبل ما بين عينيه واعتنقه، ثم أتاه الحجاج بن علاط فخلا به في بعض بيوته، وقال له: " إن الله عز وجل قد فتح على رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، وجرت فيها سهام المسلمين، واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه ، وإني استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول فيه ما شئت؛ فإن لي مالا بمكة آخذه، فأذن لي أن أقول فيه ما شئت، فاكتم علي ثلاثا، ثم قل ما بدا لك "، ثم أتى الحجاج أهله فأخذ ماله ثم استمر إلى المدينة قال: ثم إن العباس أتى منزل الحجاج إلى امرأته، فكان العباس يمر بمجالس قريش فيقولون له: يا أبا الفضل، لا يسوؤك الله، فيقول: " لا يسوؤني الله، قد فتح الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، وجرت فيها سهام المسلمين، واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه، أخبرني الحجاج بن علاط بذلك وسألني أن أكتم عليه ثلاثا حتى يأخذ ما له عند أهله "، قال: ثم أتى امرأته فقال: " إن كان لك بزوجك حاجة فالحقي به "، وأخبرها بالذي أخبره الحجاج بن علاط بفتح خيبر، فقالت امرأته: " أظنك والله صادقا "، قال: فرجع ما كان بالمسلمين من كآبة على المشركين وظهر من كان استخفى من المسلمين من المواضع التي كانوا فيها ". فتأملنا هذا الحديث فوجدنا ما قد دلنا على أن إسلام العباس كان قبل ذلك، وهو إقراره كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالرسالة من الله عز وجل وتصديقه ما وعده، وقد كان الربا حينئذ في دار الإسلام حراما على المسلمين.