الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - أنَّ الخضرَ جاء ليلةً فسمع النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يدعو ويقول اللهمَّ أَعِنِّي على ما يُنجيني مما خوَّفْتني ارزقْني شوقَ الصالحين إلى ما شوَّقتهم إليه فبعث إليه رسولُ اللهِ أنسَ بنَ مالكٍ فسلَّمَ عليه فردَّ عليه السلامَ وقال قل له إنَّ اللهَ فضَّلك على الأنبياءِ كما فضَّل شهرَ رمضانَ على سائرِ الشهورِ وفضَّل أمَّتَك على الأممِ كما فضَّل يومَ الجمعةِ على غيرِه

2 - أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ في المسجدِ فسمِعَ كلامًا من ورائِهِ فإذا هوَ بقائلٍ يقولُ : اللَّهمَّ أعنِّي على ما ينجِّيني ممَّا خوَّفتَني، فقالَ رسولُ اللَّهُ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حينَ سمعَ ذلِكَ : ألا تضمَّ إليها أختَها، فقالَ الرَّجلُ : اللَّهمَّ ارزُقني شوقَ الصَّالحينَ إلى ما شوَّقتَهُم إليهِ. فقالَ رسولُ اللَّه صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لأنسِ بن مالكٍ : اذهب يا أنسُ إليهِ فقل لَهُ : يقولُ لَكَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يستغفِرُ لي، فجاءَهُ أنسٌ فبلَّغَهُ فقالَ الرَّجلُ يا أنسُ أنت رسولُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إليَّ كما أنتَ فرجعَ فاستثبتُهُ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قل لَهُ نعَم.فقالَ لَهُ : اذهَب فقل لَهُ : إنَّ اللَّهَ فضَّلَكَ على الأنبياءِ مثلَ ما فضَّلَ بِهِ رمضانَ على الشُّهورِ، ففضَّلَ أمَّتَكَ على الأممِ مثلَ ما فضَّلَ يومَ الجمعةِ على سائرِ الأيَّامِ، فذَهَبوا ينظرونَ فإذا هوَ الخضِرُ عليهِ السَّلامُ

3 - أحاديثُ فضلِ الموتِ في يومِ الجمعةِ.
خلاصة حكم المحدث : كلها غير صحيحة
الراوي : - | المحدث : ابن باز | المصدر : فتاوى نور على الدرب لابن باز
الصفحة أو الرقم : 13/477
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - من مات يوم الجمعة آداب عامة - فضل بعض الأيام والليالي والشهور
| أحاديث مشابهة

4 - [أحاديثُ فضلِ الموتِ في يومَ الجمعةِ]
خلاصة حكم المحدث : ضعيفة
الراوي : - | المحدث : ابن باز | المصدر : فتاوى نور على الدرب لابن باز
الصفحة أو الرقم : 14/165
| أحاديث مشابهة

5 - [أحاديثُ فضلِ الموتِ في يومِ الجمعةِ]
خلاصة حكم المحدث : كلها غير صحيحة
الراوي : - | المحدث : ابن باز | المصدر : فتاوى نور على الدرب لابن باز
الصفحة أو الرقم : 14/165
| أحاديث مشابهة

6 - أحاديثُ فضلِ موتِ يومِ الجمُعةِ وليلتِها
خلاصة حكم المحدث : ضعيفة
الراوي : - | المحدث : ابن باز | المصدر : التحفة الكريمة
الصفحة أو الرقم : 168
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - من مات يوم الجمعة آداب عامة - فضل بعض الأيام والليالي والشهور
| أحاديث مشابهة

7 - أحاديثُ حياةِ الخضِرِ [حديث ابن عباس: يلتَقي الخضرُ وإلياسُ علَيهِما السَّلامُ في كلَّ عامٍ في الموسِمِ فيَحلقُ كلُّ واحدٍ منهما رأسَ صاحبِهِ ويتفرَّقانِ عن هؤلاءِ الكلِماتِ باسمِ اللَّهِ ما شاءَ اللَّهُ لا يَسوقُ الخيرَ إلا اللَّهَ ما شاءَ اللَّهُ لا يصرفُ السُّوءَ إلا اللَّهَ ما شاءَ اللَّهُ ما كانَ من نعمةٍ فمنَ اللَّهِ ما شاءَ اللَّهُ لا حولَ، ولا قوَّةَ إلا باللَّهِ من قالَهُنَّ حينَ يصبحُ وحينَ يُمسي ثلاثَ مرَّاتٍ آمَنَهُ اللَّهُ منَ الغرَقِ والحرقِ والسَّرقِ قال وأحسبُهُ قالَ ومنَ الشَّيطانِ والسُّلطانِ والحيَّةِ والعقربِ.] [وحديث عمرو بن عوف: أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ كانَ في المسجِدِ فسمِعَ كلامًا من زاويةٍ وإذا هوَ بقائلٍ يقولُ اللَّهمَّ أعنِّي على ما يُنجِّيني مِمَّا خوَّفتني فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حينَ سَمِعَ ذلكَ ألا تضمُّ إليها أختَها فقالَ اللَّهمَّ ارزُقني شوقَ الصَّادقينَ إلى ما شوَّقتَهم إليهِ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لأنسِ بنِ مالكٍ وكانَ معهُ اذهب يا أنسُ فقل لهُ يقولُ لكَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ استغفِر لي فجاءَ أنسٌ فبلَّغهُ فقالَ لهُ الرَّجلُ يا أنسُ أنتَ رسولُ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلَّمَ إليَّ فقالَ كما أنتَ فرجعَ واستثبتَهُ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قل لهُ نعَم فقالَ نعَم فقالَ لهُ اذهب فقل لهُ فضَّلكَ اللَّهُ على الأنبياءِ بمثلِ ما فضَّلَ رمضانَ على الشُّهورِ وفضَّلَ أمَّتَكَ على الأممِ مثلَ ما فضَّلَ يومَ الجمعةِ على سائرِ الأيَّامِ فذهبوا ينظُرونَ فإذا هوَ الخَضِرُ عليهِ السَّلامُ]
خلاصة حكم المحدث : كذب
الراوي : [عبدالله بن عباس وعمرو بن عوف المزني] | المحدث : ابن القيم | المصدر : المنار المنيف
الصفحة أو الرقم : 58
التصنيف الموضوعي: أنبياء - خصائص وفضائل أنبياء - عام أنبياء - الخضر
| أحاديث مشابهة

8 - أنه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بعث عبدَ اللهِ بنَ رواحةَ في سَرِيَّةٍ، فوافقَ ذلك يومَ الجمعةِ، فغدا أصحابُهُ وتخلَّفَ هو ليُصليَ ويَلحقَهم، فلمَّا صَلَّي قال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ما خلَّفكَ ؟ فقال : أردتُ أن أصلِّيَ معَك وأْلحقَهم،فقال : لو أنفقتَ ما في الأرضِ جميعًا ما أدركتَ فضلَ غَدْوتِهم

9 - خَرَجتُ لَيلةً مِنَ اللَّيالي أحمِلُ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الطَّهورَ، حتى سَمِعَ مُناديًا يُنادي، فقال لي: يا أنسُ، صَهْ . قال: فسَكَتُّ، فاستَمَعَ، فإذا هو يَقولُ: اللَّهمَّ أعِنِّي على ما يُنجيني مِمَّا خَوَّفْتَني منه. قال: فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لو قال أُختَها مَعها؟ وكأنَّ الرَّجُلَ لُقِّنَ ما أرادَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: وارزُقْني شَوقَ الصَّالِحينَ إلى ما شَوَّقتَهم إليه. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لي: يا أنسُ، ضَعْ ليَ الطَّهورَ وائْتِ هذا المُناديَ، فقُلْ له: ادْعُ لِرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُعينَه اللهُ على ما ابتَعَثَه به، وادْعُ لِأُمَّتِه أنْ يَأخُذوا ما أَتاهم به نَبيُّهم بالحَقِّ. قال: فأتَيتُه، فقُلتُ: رَحِمَكَ اللهُ، ادْعُ اللهَ لِرَسولِ اللهِ أنْ يُعينَه على ما ابتَعَثَه به، وادْعُ لِأُمَّتِه أنْ يأخُذوا ما أَتاهم به نَبيُّهم بالحَقِّ. فقال لي: ومَن أرسَلَكَ؟ فكَرِهتُ أنْ أُخبِرَه ولم أستَأمِرِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقُلتُ: رَحِمَكَ اللهُ، وما يَضُرُّكَ مَن أرسَلَني؟ ادْعُ بما قُلتُ لكَ. فقال: لا، أوْ تُخبِرُني بمَن أرسَلَكَ. قال: فرَجَعتُ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقُلتُ له: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه أبى أنْ يَدعُوَ بما قُلتَ لي حتى أُخبِرَه بمَن أرسَلَني. فقالَ: ارجِعْ إليه فقُلْ: أنا رَسولُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فرَجَعتُ إليه، فقُلتُ له، فقالَ لي: مَرحَبًا برَسولِ اللهِ ورَسولِه، أنا كُنتُ أحَقَّ أنْ آتيَه، اقرَأْ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنِّي السَّلامَ، وقُلْ له: يا رَسولَ اللهِ، الخَضِرُ يَقرَأُ عليكَ السَّلامَ ورَحمةَ اللهِ، ويَقولُ لكَ: يا رَسولَ اللهِ: إنَّ اللهَ قد فَضَّلَكَ على النَّبيِّينَ كما فَضَّلَ شَهرَ رَمَضانَ على سائِرِ الشُّهورِ، وفَضَّلَ أُمَّتَكَ على الأُمَمِ كما فَضَّلَ يَومَ الجُمُعةِ على سائِرِ الأيَّامِ. قال: فلَمَّا وَلَّيتُ سَمِعتُه يَقولُ: اللَّهمَّ اجعَلْني مِن هذه الأُمَّةِ المُرشَدةِ المَرحومةِ المَتوبِ عليها.

10 - من قرأَ سورةَ الْكَهفِ ليلةَ الجمعةِ، أُعطِيَ نورًا، من حيثُ قرأَها إلى مَكَّةَ، وغُفِرَ لَهُ إلى يوم الجمعَةِ الأخرى، وفضلُ ثلاثةِ أيَّامٍ

11 - أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ تعالَى عليهِ وسلَّم بعث عبدَ اللهِ بنَ رَواحةَ في سريَّةٍ فوافق ذلك يومَ جمعةٍ فغدَا أصحابهُ وتخلَّفَ هو ليصلِّي ويلحقَهم، فلمَّا صلَّى قال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ تعالَى عليه وسلم : ما خلَّفَك ؟ قال : أردتُ أنْ أصلِّيَ معك وألحقَهُم، فقال : لو أنفقتَ ما في الأرضِ جميعًا ما أدركتَ فضلَ غدوَتِهم
خلاصة حكم المحدث : ضعيف ومرسل
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن الملقن | المصدر : خلاصة البدر المنير
الصفحة أو الرقم : 1/217
التصنيف الموضوعي: جهاد - الترغيب في الجهاد جهاد - الرباط في سبيل الله جهاد - فضل الجهاد سرايا - السرايا سفر - آداب السفر
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

12 - من قال ليلةَ الجمعةِ عشرَ مِرارٍ : يا دائمَ الفضلِ على البريَّةِ ، يا باسطَ اليدَيْن بالعطيَّةِ، يا صاحبَ المواهبِ السَّنيَّةِ، صلِّ على محمَّدٍ خيرِ الورَى بالسجيَّةِ، واغفِرْ لنا ذا العُلَى في هذه العشيَّةِ، كتب اللهُ عزَّ وجلَّ له مائةَ ألفِ ألفِ حسنةٍ، ومحا عنه مائةَ ألفِ ألفِ سيِّئةٍ، ورفع له مائةَ ألفِ ألفِ درجةٍ، فإذا كان يومُ القيامةِ زاحم إبراهيمَ الخليلَ في قُبَّتِه

13 - أتاني جبريلُ في كفِّهِ مرآةٌ كأحسنِ المَرايا وأضوأِها فإذا في وسطِها لمعةٌ سوداءُ فقلتُ ما هذِهِ اللُّمعةُ فقالَ هذِهِ الجمعةُ فقلتُ وما الجمعةُ قالَ يومٌ من أيَّامِ ربِّكَ العظيمِ وسأخبرُكَ بشرفِهِ وفضلِهِ في الدُّنيا وما يُرجى فيهِ لأَهلِهِ وأخبرُكَ باسمِهِ في الآخرةِ فأمَّا شرَفُهُ وفضلُهُ في الدُّنيا فإنَّ اللَّهَ جمعَ فيهِ منَ الخلقِ وأمَّا ما يرجى فيهِ لأَهلِهِ فإنَّ فيها ساعةً لا يوافقُها عبدٌ مسلمٌ أو أمةٌ مسلمةٌ يسألانِ اللَّهَ فيها خيرًا إلا أعطاهُما إيَّاهُ وأمَّا شرفُهُ وفَضلُهُ في الآخرةِ فإنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ إذا مرَّ أَهلُ الجنَّةِ إلى الجنَّةِ وأَهلُ النَّارِ إلى النَّارِ وجرت عليهم هذه الأيام وهذه اللَّيالي ليسَ فيها ليلٌ ولا نَهارٌ وقد علمَ اللَّهُ مقدارَ ذلِكَ وساعاتِهِ فإذا كانَ يومُ الجمعةِ حتَّى يخرجَ أَهلُ الجنَّةِ إلى جمعِهِم نادى أَهلَ الجنَّةِ منادِيًا يا أَهلَ الجنَّةِ اخرُجوا إلى وادي المزيدِ قالَ ووادي المزيدِ لا يعلمُ سَعةَ طولِهِ وعرضِهِ إلا اللَّهُ فيه كُثبانُ المسكِ رؤوسُها في السَّماءِ قالَ تخرُجُ الأنبياءُ بمنابرَ من نورٍ ويخرجُ غلمانُ المؤمنينَ بِكراسيَّ من ياقوتٍ فإذا وُضعت لَهم وأخذَ القومُ مجالسَهم بعثَ اللَّهُ عليْهم رياحًا تُدعى المثيرةُ تثيرُ ذلِكَ المسْكَ وتنقلُهُ تحتَ ثيابِهم تخرِجُهُ في وجوهِهِم وأشعارِهم تلْكَ الرِّيحُ أعلَمُ كيفَ تضعُ بذلِكَ المسْكِ منَ امرأةِ أحدِكم لو دفعَ إليْها كلُّ طيبٍ على وجهه الأرضِ ويوحي اللَّهُ عزَّ وجلَّ إلى حملةِ عرشِهِ صفوةً بينَ أظْهرِهم فيَكونُ أوَّلُ ما يسمعونَهُ منْهُ إلى يا عبادي الَّذينَ أطاعوني بالغيبِ ولم يرَوني صدَّقوا برُسُلي واتَّبعوا أمري سلوني فَهذا يومُ المزيدِ فيُجمعونَ على كلمةٍ واحدةٍ يا ربِّ وجهَكَ لينظرَ إليهِ فليكشِفْ تلْكَ الحجُبَ فيتجلَّى لَهم عزَّ وجلَّ فيغشاهُم من نورِهِ شيءٌ لولا أنَّهُ قضى أن يحترِقوا لما يغشاهم من نورِهِ ثمَّ يقالُ لَهمُ ارجعوا إلى منازلِكم فيرجعوا إلى منازلِهم

14 - أتاني جبريلُ فإذا في كفِّه مرآةٌ كأصفى المرايا وأحسنِها، وإذا في وسطِها لمعةٌ سوداءُ قال : قلتُ : يا جبريلُ ! ما هذه ؟ قال : هذه الدنيا صفاؤها وحسنُها قال قلتُ : وما هذه اللمعةُ السوداءُ في وسطِها ؟ قال : هذه الجمعةُ، قال : يومٌ من أيام ربِّك عظيمٌ، وسأُخبرك بشرفِه وفضلِه واسمه في الدنيا والآخرة : أما شرفُه وفضلُه واسمُه في الدنيا، فإنَّ اللهَ تبارك وتعالى جمع فيه أمرَ الخلقِ، وأما ما يُرجَى فيه؛ فإنَّ فيه ساعةً لا يُوافِقُها عبدٌ مسلمٌ أو أمَّةٌ مسلمةٌ يسألان اللهَ فيها خيرًا؛ إلا أعطاها إياه، وأما شرفُه وفضلُه واسمُه في الآخرةِ؛ فإنَّ اللهَ تعالى إذا صيَّرَ أهلَ الجنَّةِ إلى الجنة، وأدخَل أهلَ النَّارِ النارَ، وجرَت عليهم أيامُهما وساعتُهما، ليس بها ليل ولا نهارٍ إلا قد علم اللهُ مِقدارَ ذلك وساعاتِه، فإذا كان يومُ الجمعةِ في الحين الذي يبرزُ أو يخرج فيه أهلُ الجمعةِ إلى جمعتِهم نادى مُنادٍ : يا أهلَ الجنةِ اخرجوا إلى دارِ المزيدِ؛ لا يعلم سعتَها وعرضَها وطولَها إلا اللهُ عزَّ وجلَّ، فيخرجون في كُثْبانٍ من المسكِ – قال حذيفةُ : وإنه لهو أشدُّ بياضًا من دقيقِكم هذا – قال : فيخرجُ غلمانُ الأنبياءِ بمنابرَ من نورٍ، ويخرجُ غلمانُ المؤمنين بكراسيَّ من ياقوتٍ – قال : فإذا وُضِعَتْ لهم وأخذ القومُ مجالسَهم، بعث اللهُ تبارك وتعالى عليهم ريحًا تُدعى الْمُثيرةُ، تثير عليهم أثابيرَ المسك الأبيضِ، فتدخله من تحت ثيابهم، وتخرجُه في وجوههِم وأشعارِهم، فتلك الريحُ أعلمُ كيف تصنعُ بذلك المسكَ من امرأةِ أحدِكم لو دفع إليها ذلك الطِّيبَ بإذنِ اللهِ قال : ثم يُوحي اللهُ سبحانه إلى حملَةِ العرشِ فيُوضَعُ بين ظهراني الجنَّةِ وبينه وبينهم الحُجُبُ، فيكون أولُ ما يسمعون منه أن يقول : أين عبادي الذين أطاعوني بالغيبِ، ولم يرَوْني، وصدَّقوا رسُلي واتَّبعوا أمري ؟ فسَلوني فهذا يومُ المزيدِ؛ قال : فيجتمعون علي كلمةٍ واحدةٍ : ربِّ رضينا عنك فارْضَ عنا قال : فيرجعُ اللهُ تعالى في قولِهم : أن يا أهلَ الجنَّةِ إني لو لم أرْضَ عنكم لما أسكنْتُكم جنَّتي، فسَلوني فهذا يومُ المزيدِ قال : فيجتمعون على كلمةٍ واحدةٍ : ربِّ ! وجهَك ربِّ وجهَك أَرِنا ننظرْ إليه، فيكشفُ اللهُ تبارك وتعالى تلك الحُجُبُ ويتجلَّى لهم، فيغشاهم من نورِه شيءٌ لولا أنه قضى عليهم أن لا يحترقوا لاحتَرقوا مما غشِيَهم من نوره – قال : ثم يُقالُ لهم : ارجعوا إلى منازلِكم قال : فيرجعون إلى منازلِهم وقد خَفوا على أزواجِهم، وخَفَيْن عليهم مما غَشِيَهم من نورِه تبارك وتعالى، فإذا صاروا إلى منازلهم تَرادَّ النُّورُ وأمكن حتى يرجعوا إلى صُوَرِهم التي كانوا عليها قال : فتقولُ لهم أزواجُهم : لقد خرجتُم من عندِنا على صورةٍ، ورجعتُم على غيرها قال : فيقولون : ذلك بأنَّ اللهَ تبارك وتعالى تجلَّى لنا فنظرْنا منه إلى ما خفِينا به عليكم قال : فلهم في كلِّ سبعةِ أيامٍ الضعفُ على ما كانوا قال : وذلك قولُه عزَّ وجلَّ ( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون)

15 - إذا جمعَ اللهُ بينَ الخلائقِ يومَ القيامةِ نادَى منادٍ : أينَ أهلُ الفضلِ ؟ قال : فيقومُ ناسٌ وهم يسيرٌ فينطلقونَ سراعًا إلى الجنةِ فتلقاهم الملائكةُ فيقولونَ : وما فضلُكم ؟ فيقولونَ : كنَّا إذا ظُلِمنا صَبَرْنَا وإذا أُسيء إلينا حَلُمْنَا. فيُقالُ لهم : ادخلوا الجنةَ { فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ }

16 - تَذاكر النَّاسُ في مجلسِ ابنِ عبَّاس ٍ، فأخذوا في فضلِ أبي بكرٍ، ثمَّ أخذوا في فضلِ عمرَ بنِ الخطَّابِ، فلمَّا سمِع عبدُ اللهِ بنَ عبَّاس ٍ [ بكَى ] بكاءً شديدًا حتَّى أُغميَ عليه، ثمَّ أفاق فقال : رحِم اللهُ رجلًا لم تأخُذْه في اللهِ لومةُ لائمٍ، رحِم اللهُ رجلًا قرأ القرآنَ وعمِل بما فيه، وأقام حدودَ اللهِ كما أمر، لم يزدجِرْ عن القريبِ لقرابتِه. ولم يجْفُ عن البعيدِ لبُعدِه، ثمَّ قال : واللهِ لقد رأيتُ عمرَ وقد أقام الحدَّ على ولدِه فقُتِل فيه، ثمَّ بكَى وبكَى النَّاسُ من حولِه، فقلنا : يا بنَ عمِّ رسولِ اللهِ إن رأيتَ أن تُحدِّثنا كيف أقام عمرُ على ولدِه الحدَّ ؟ فقال : واللهِ لقد أذكرتموني شيئًا كنتُ له ناسيًا، فقلتُ : أقسمنا عليك بحقِّ المصطفَى أما حدَّثتَنا ؟ فقال : معاشرَ النَّاسِ، كنتُ ذاتَ يومٍ في مسجدِ رسولِ اللهِ وعمرُ بنُ الخطَّابِ جالسٌ والنَّاسُ حوله يعِظُهم، ويحكُمُ فيما بينهم، فإذا نحن بجاريةٍ قد أقبلت من بابِ المسجدِ، فجعلت تتخطَّى رِقابَ المهاجرين والأنصارِ حتَّى وقفت بإزاءِ عمرَ فقالت : السَّلامُ عليك يا أميرَ المؤمنين ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، فقال عمرُ : وعليك السَّلامُ يا أمةَ اللهِ، هل من حاجةٍ ؟ قالت : نعم أعظمُ الحوائجِ إليك، خُذْ ولدَك هذا منِّي فأنت أحقُّ به، ثمَّ رفعت القِناعَ ، فإذا على يدِها طفلٌ، فلمَّا نظر إليه عمرُ قال : يا أمةَ اللهِ أسفِري عن وجهِك، فأسفرت، فأطرق عمرُ وهو يقولُ : لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ [ العليِّ ] العظيمِ، يا هذه أنا لا أعرِفُك، فكيف يكون هذا ولدي ؟ فبكت الجاريةُ حتَّى بلَّت خِمارَها بالدُّموعِ، ثمَّ قالت : يا أميرَ المؤمنين إن لم يكن ولدَك من ظهرِك فهو ولدُك من ولدِك. قال : أيَّ أولادي ؟ قالت : أبو شحمةَ قال : أبحلالٍ أم بحرامٍ ؟ قالت : من قِبَلي بحلالٍ ومن جِهتِه بحرامٍ. قال عمرُ : وكيف ذاك ؟ قالت : يا أميرَ المؤمنين اسمَعْ مقالتي، فواللهِ ما زِدتُ عليك حرفًا ولا نقصتُ، فقال لها : اتَّقي اللهَ ولا تقولي إلَّا الصِّدقَ. قالت : يا أميرَ المؤمنين كنتُ في بعضِ الأيَّامِ مارَّةً في بعضِ حوائجي إذ مررتُ بحائطٍ لبني النَّجَّارِ، فإذا أنا بصائحٍ يصيحُ من ورائي، فإذا أنا بولدِك أبي شحمةَ يتمايلُ سُكرًا، وكان قد شرِب عند نُسَيكةَ اليهوديِّ، فلمَّا قرُب منِّي تواعدني وتهدَّدني وراودني عن نفسي وجرَّني إلى الحائطِ فسقطتُ وأُغمِي عليَّ. فواللهِ ما أفقتُ إلَّا وقد نال منِّي ما نال الرَّجلُ من امرأتِه. فقمتُ وكتمتُ أمري، عن عمِّي وعن جيراني، فلمَّا تكاملت أيَّامي وانقضت شهوري وضربني الطَّلقُ وأحسستُ بالولادةِ خرجتُ إلى موضعِ كذا وكذا فوضعتُ هذا الغلامَ فهممتُ بقتلِه، ثمَّ ندِمتُ على ذلك، فاحكُمْ بحكمِ اللهِ بيني وبينه. قال ابنُ عبَّاس ٍ : فأمر عمرُ ( رضِي اللهُ عنه ) مناديَه يُنادي، فأقبل النَّاسُ يُهرَعون إلى المسجدِ، ثمَّ قام عمرُ فقال : يا معاشرَ المهاجرين والأنصارِ لا تتفرَّقوا حتَّى آتيكم بالخبرِ، ثمَّ خرج من المسجدِ وأنا معه فنظر إليَّ وقال : يا بنَ عبَّاس ٍ أسرِعْ معي، فجعل يُسرِعُ حتَّى قرُب من منزلِه فقرع البابَ فخرجت جاريةٌ كانت تخدُمُه، فلمَّا نظَرتْ إلى وجهِه وقد غلبه الغضبُ قالت : ما الَّذي نزل بك ؟ قال : يا هذه ولدي أبو شحمةَ ههنا ؟ قالت : إنَّه على الطَّعامِ، فدخل وقال له : كُلْ يا بُنيَّ فيُوشكُ أن يكونَ آخرَ زادِك من الدُّنيا، قال : قال ابنُ عبَّاس ٍ : فرأيتُ الغلامَ وقد تغيَّر لونُه وارتعد، وسقطت اللُّقمةُ من يدِه، فقال له عمرُ : يا بُنيَّ من أنا ؟ قال : أنت أبي وأميرُ المؤمنين. قال : فلي عليك حقُّ طاعةٍ أم لا ؟ قال : طاعتان مُفترَضتان، أولهما : أنَّك والدي والأخرَى أنَّك أميرُ المؤمنين، قال عمرُ : بحقِّ نبيِّك وبحقِّ أبيك، فإنِّي أسألُك عن شيءٍ إلَّا أخبرتَني قال : يا أبي لا أقولُ غيرَ الصِّدقِ. قال : هل كنتَ ضيفًا لنُسَيكةَ اليهوديِّ، فشرِبتَ عنده الخمرَ وسكِرتَ ؟ قال : يا أبي قد كان ذلك وقد تبتُ. قال : يا بُنيَّ رأسُ مالِ المذنبين التَّوبةُ، ثمَّ قال : يا بُنيَّ أنشُدك اللهَ هل دخلتَ ذلك اليومَ حائطًا لبني النَّجَّارِ فرأيتَ امرأةً فواقعتَها ؟ فسكَت وبكَى وهو يبكي ويلطِمُ وجهَه، فقال له عمرُ : لا بأسَ اصدُقْ، فإنَّ اللهَ يحِبُّ الصَّادقين. فقال : يا أبي كان ذلك الشَّيطانُ أغواني وأنا تائبٌ، نادمٌ. فلمَّا سمِع منه عمرُ ذلك قبض على يدِه ولبَّبه وجرَّه إلى المسجدِ، فقال : يا [ أبتِ ] لا تفضَحْني على رؤوسِ الخلائقِ خُذِ السَّيفَ، واقطعني هاهنا إرْبًا إرْبًا. فقال : أما سمِعتَ قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ وليشهَدْ عذابَهما طائفةٌ من المؤمنين [ النُّور : 2 ] ثمَّ جرَّه حتَّى أخرجه بين يدَيْ أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المسجدِ فقال : صدقت المرأةُ، وأقرَّ أبو شحمةَ بما قالت، وله مملوكٌ يُقالُ له أفلحُ [ فقال له : يا أفلحُ ] إنَّ لي إليك حاجةً إن قضيتها فأنت حُرٌّ لوجهِ اللهِ، فقال : يا أميرَ المؤمنين مُرْني بأمرِك. قال : خُذِ ابني هذا فاضرِبْه مائةَ سوْطٍ ولا تُقصِّرْ في ضربِه فقال : لا أفعلُه، وبكَى وقال : يا ليتني لم تلِدْني أمِّي حيث أُكلَّفُ بضربِ [ ولدِ سيِّدي ] فقال له عمرُ : يا غلامُ إنَّ طاعتي طاعةُ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فافعَلْ ما آمرُك به، فانزع ثيابَه، فضجَّ النَّاسُ بالبكاءِ والنَّحيبِ، وجعل الغلامُ يشيرُ بأصبعِه إلى أبيه ويقولُ أبتِ ارحَمْني، فقال له عمرُ وهو يبكي : ربُّك يرحمُك وإنَّما هذا كي يرحمَني ويرحمَك، ثمَّ قال : يا أفلحُ اضرِبْ، فضرب أوَّلَ سوطٍ، فقال الغلامُ بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، فقال : نعم الاسمُ سمَّيتَ يا بُنيَّ. فلمَّا ضرب به ثانيًا قال : أُوَّهْ يا أبتِ، فقال عمرُ : اصبِرْ كما عصَيْتَ. فلمَّا ضرب ثالثًا قال : الأمانَ، الأمانَ. قال عمرُ : ربُّك يُعطيك الأمانَ، فلمَّا ضربه رابعًا : قال : واغوْثاه. فقال : الغوثُ عند الشِّدَّةِ. فلمَّا ضربه خامسًا حمِد اللهَ، فقال له عمرُ : كذا يجبُ أن تحمدَه، فلمَّا ضربه عشرًا قال : يا أبتِ قتلتَني. قال : يا بُنيَّ ذنبُك قتلك فلمَّا ضربه ثلاثين قال : أحرقت واللهِ قلبي. قال : يا بُنيَّ النَّارُ أشدُّ حرًّا. قال : فلمَّا ضربه أربعين قال : يا أبتِ دَعْني أذهَبْ على وجهي. قال : يا بُنيَّ إذا أخذتَ حدَّ اللهِ من جنبِك اذهَبْ حيث شئتَ. فلمَّا ضربه خمسين قال : نشدتُك بالقرآنِ لما خلَّيتَني. قال : يا بُنيَّ هلَّا وعظك القرآنُ وزجرك عن معصيةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، يا غلامُ اضرِبْ، فلمَّا ضربه ستِّين قال : يا أبتِ أغِثْني. قال : يا بُنيَّ إنَّ أهلَ النَّارِ إذا استغاثوا [ لم ] يُغاثوا . فلمَّا ضربه سبعين قال : يا أبتِ اسْقِني شَربةً من ماءٍ. قال : يا بُنيَّ إن كان ربُّك يُطهِّرُك فيسقيك محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شَربةً لا تظمأُ بعدها أبدًا، يا غلامُ اضرِبْ، فلمَّا ضربه ثمانين قال : يا أبتِ السَّلامُ عليك قال : وعليك السَّلامُ، إن رأيتَ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاقرِئْه منِّي السَّلامَ وقُلْ له : خلَّفتُ عمرَ يقرأُ القرآنَ ويُقيمُ الحدودَ، يا غلامُ اضرِبْه. فلمَّا ضربه تسعين انقطع كلامُه وضعُف. فوثب أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من كلِّ جانبٍ فقالوا : يا عمرُ انظُرْ كم بَقي فأخِّرْه إلى وقتٍ آخرَ. فقال : كما لا تُؤخَّرُ المعصيةُ لا تُؤخَّرُ العقوبةُ، وأتَى الصَّريخُ إلى أمِّه فجاءت باكيةً صارخةً وقالت : يا عمرُ أحُجُّ بكلِّ سوطٍ حجَّةً ماشيةً، وأتصدَّقُ بكذا وكذا درهمًا. قال : إنَّ الحجَّ والصَّدقةَ لا تنوبُ عن الحدِّ، يا غلامُ أتمَّ الحدَّ، فلمَّا كان آخرُ سوطٍ سقط الغلامُ ميِّتًا فقال عمرُ : يا بُنيَّ محَّص اللهُ عنك الخطايا، وجعل رأسَه في حجرِه وجعل يبكي ويقولُ : بأبي من قتله الحقُّ، بأبي من مات عند انقضاءِ الحدِّ، بأبي من لم يرحَمْه أبوه ! وأقاربُه ! فنظر النَّاسُ إليه فإذا هو قد فارق الدُّنيا، فلم يُرَ يومٌ أعظمَ منه، وضجَّ النَّاسُ بالبكاءِ والنَّحيبِ. فلمَّا أن كان بعد أربعين يومًا أقبل عليه حذيفةُ بنُ اليمانِ صبيحةَ يومِ الجمعةِ فقال : إنِّي أخذتُ وِردي من اللَّيل فرأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المنامِ وإذا الفتَى معه عليه حُلَّتان خضراوتان فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ( أقرِئْ عمرَ منِّي السَّلامَ وقُلْ [ له هكذا أمرك اللهُ أن تقرأَ القرآنَ وتُقيمَ الحدودَ وقال الغلامُ : يا حذيفةُ أقرِئْ أبي عنِّي السَّلامَ وقُلْ له : ] طهَّرك اللهُ كما طهَّرتَني ) )

17 - تذاكرَ الناسُ في مجلسِ ابنِ عباسٍ فأخَذوا في فضلِ أبى بكرٍ ثمَّ أخذوا في فضلِ عُمرَ بنِ الخطابِ فلمَّا سمِعَ عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ بكى بكاءً شديدًا حتَّى أُغميَ عليهِ ثمَّ أفاقَ وقال رحِمَ اللهُ رجلًا لمْ تأخذْهُ في اللهِ لومةُ لائمٍ رحمَ اللهُ رجلًا قرأَ القرآنَ وعمِلَ بِمَا فيهِ وأقامَ حدودَ اللهِ كما أُمِرَ لمْ يزدجرْ عنِ القريبِ لقرابتِهِ ولمْ يحفَّ عنِ البعيدِ لبعدِهِ ثمَّ قال واللهِ لقدْ رأيتُ عمرَ وقدْ أقامَ الحدَّ على ولدِهِ فقتلَهُ فيهِ ثمَّ بَكى وبكى الناسُ مِنْ حولِهِ وقُلْنا يا ابنَ عمِّ رسولِ اللهِ إنْ رأيتَ أنْ تحدثَنا كيفَ أقامَ عمرُ على ولدِهِ الحدَّ فقال واللهِ لقدْ أذكرْتُموني شيئًا كنتُ لهُ ناسيًا فقلنا أقسَمْنا عليكَ بحقِّ المُصطَفى بِمَا حدثْتَنا فقال معاشرَ الناسِ كنتُ ذاتَ يومٍ في مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وعمرُ بنُ الخطابِ جالسٌ والناسُ حولَهُ يعظُهُمْ ويحكمُ فِيما بينَهُمْ فإذا نحنُ بجاريةٍ قدْ أقبلَتْ مِنْ بابِ المسجدِ تتخطَّى رقابَ المهاجرينَ والأنصارِ حتَّى وقفَتْ بإزاءِ عمرَ فقالتِ السلامُ عليكَ يا أميرَ المؤمنينَ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ فقال عمرُ وعليكِ السلامُ يا أمةَ اللهِ هلْ لكِ حاجةٌ قالتْ نعمْ أعظمُ الحوائجِ إليكَ خذْ ولدَكَ هذا مِنِّي فأنتَ أحقُّ بهِ ثمَّ رفعَتِ القناعَ فإذا على يدِها طِفلٌ فلمَّا نظرَ إليهِ عمرُ قال يا أمةَ اللهِ أسفِري عنْ وجهِكِ فأسفرَتْ فأطرقَ عمرُ وهوَ يقولُ لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العليِّ العظيمِ يا هذِهِ أنا لا أعرفُكِ فكيفَ يكونُ هذا وَلدي فبكتِ الجاريةُ حتَّى بلَّتْ خمارُها بالدموعِ ثمَّ قالتْ يا أميرَ المؤمنينَ إنْ لمْ يكنْ ولدَكَ مِنْ ظهرِكَ فهوَ ولدُ ولدِكَ قال أيُّ أَولادي قالتْ أبو شحمةَ قال أبحلالٍ أمْ بحرامٍ قالتْ مِنْ قِبَلي بحلالٍ ومِنْ جهتِهِ بحرامٍ قال عمرُ وكيفَ ذاكَ قالتْ يا أميرَ المؤمنينَ اسمعْ مقالَتي فواللهِ ما زدتُ عليكَ حرفًا ولا نقصْتُ فقالَ لها اتَّقى اللهَ ولا تَقولي إلا الصدقَ ثمَّ قالتْ يا أميرَ المؤمنينَ كنتُ في بعضِ الأيامِ مارَّةً في بعضِ حوائجِي إذ مررتُ بحائطٍ لبني النجارِ، فإذا أنا بصائحٍ يصيحُ مِنْ ورائِي فإذا أنا بولدِكَ أبي شحمةَ يتمايلُ سكرًا وكان قدْ شربَ عندَ مسيكةَ اليهوديِّ فلمَّا قربَ مِني توَاعدَني وهددَني وراودَني عنْ نفسِي وجرنِي إلى الحائطِ فسقطتُ وأغميَ عليَّ، فواللهِ ما أفقتُ إلا وقدْ نالَ منِّي ما ينالُ الرجلُ مِنِ امرأتِهِ فقمتُ وكتمتُ أَمري عنْ عمِّي وعنْ جيرانِي، فلمَّا تكاملَتْ أيامِي وانقضَتْ شُهوري وضربَني الطلقُ وأحسستُ بالولادةِ خرجتُ إلى موضعِ كذا وكذا فوضعتُ هذا الغلامَ فهممتُ بقتلِهِ ثمَّ ندمتُ على ذلكَ فاحكمْ بحكمِ اللهِ بَيني وبينَهُ قال ابنُ عباسٍ فأمرَ عمرُ مناديهِ فنادى فأقبلَ الناسُ يهرعونَ إلى المسجدِ ثمَّ قامَ عمرُ فقال يا معشرَ المهاجرينَ والأنصارِ لا تَتفرقوا حتَّى آتيكُمْ بالخبرِ ثمَّ خرجَ مِنَ المسجدِ وأنا معَهُ فنظرَ إليَّ وقال يا ابنَ عباسٍ أسرعْ معِي فجعلَ يسرعُ حتى قربَ مِنْ منزلِهِ فقرعَ البابَ فخرجتْ جاريةٌ كانتْ تخدمُهُ فلمَّا نظرَتْ إلى وجهِهِ وقدْ غلبَهُ الغضبُ قالتْ ما الذي نزلَ بِكَ قال يا هذهِ وَلدي أبو شحمةَ هاهنا قالتْ إنهُ على الطعامِ فدخلَ وقال لهُ كلْ يا بنيَّ فيوشكُ أنْ يكونَ هذا آخرَ زادِكَ مِنَ الدُّنيا قال ابنُ عباسٍ فرأيتُ الغلامَ وقدْ تغيرَ لونُهُ وارتعدَ وسقطَتِ اللقمةُ مِنْ يدِهِ فقال لهُ عمرُ يا بُنيَّ مَنْ أنا فقال أنتَ أَبي وأميرُ المؤمنينَ قال فلي عليكَ حقُّ طاعةٍ أمْ لا قال طاعتانِ مفروضتانِ أولهُمَا أنَّكَ والدي والأُخرى أنكَ أميرُ المؤمنينَ قال عمرُ بحقِّ نبيِّكَ وبحقِّ أبيكَ إنْ أسألُكَ عنْ شيءٍ إلا أخبرتَني قال يا أَبي لا أقولُ غيرَ الصدقِ قال هلْ كنتَ ضيفًا لنسيِكَ اليهوديِّ فشربْتَ الخمرَ عندَهُ وسكرتَ قال يا أبي قدْ كان ذلكَ وقدْ تبتُ قال يا بنيَّ رأسُ مالِ المذنبينَ التوبةُ ثمَّ قال يا بنيَّ أنشدُكَ اللهَ هلْ دخلتَ ذلكَ اليومَ حائطَ بَني النجارِ فرأيتَ امرأةً واقعتَها فسكتَ وبكَى وهوَ يَبكي ويلطمُ وجهَهُ فقال لهُ عمرُ لا بأسَ اصدقْ فإنَّ اللهَ يحبُّ الصادقينَ فقال يا أَبي قدْ كان ذلكَ والشيطانُ أَغواني وأنا تائبٌ نادمٌ فلمَّا سمعَ منهُ عمرُ ذلكَ قبضَ على يدِهِ ولبتِهِ وجرَّهُ إلى المسجدِ فقال يا أبتِ لا تَفضحني على رؤوسِ الخلائقِ خذِ السيفَ فاقطعْنِي هاهُنا إربًا إربًا قال أمَا سمعتَ قولَ اللهِ تَعالى وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ثمَّ جرَّهُ حتَّى أخرجَهُ إلى بينَ يديْ أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في المسجدِ وقال صدقَتِ المرأةُ وأقرَّ أبو شحمةَ بِمَا قالتْ وكان لهُ مملوكٌ يقالُ لهُ أفلحُ فقال لهُ يا أفلحُ إنَّ لي إليكَ حاجةً إنْ أنتَ قضيتَها فأنتَ حرٌّ لوجهِ اللهِ تَعالى فقال يا أميرَ المؤمنينَ مُرْني بأمرِكَ قال خذْ ابْني هذا فاضربْهُ مائةَ سوطٍ ولا تقصرْ في ضربِهِ فقال لا أفعلُهُ وبَكى وقال يا ليتَني لمْ تلدْني أُمي حيثُ أكلفُ ضربَ ولدِ سيدِي فقال لهُ عمرُ يا غلامُ إنَّ طاعَتي طاعةُ الرسولِ فافعلْ ما أمرتُكَ بهِ فانزعْ ثيابَهُ فضجَّ الناسُ بالبكاءِ والنحيبِ وجعلَ الغلامُ يشيرُ بإصبعِهِ إلى أبيهِ ويقولُ يا أبتِ ارحمْني فقال لهُ عمرُ وهوَ يَبكي ربُّك يرحمُكَ وإنَّما هذا كي يَرحمَني ويرحمَكَ ثمَّ قال يا أفلحُ اضربْ فضربَ أولَ سوطٍ فقال الغلامُ بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ فقال نِعمَ الاسمُ سميتَ يا بنيَّ فلمَّا ضربَهُ ثانيًا قال أوهُ يا أبتِ قال اصبرْ كما عصيتَ فلمَّا ضربَهُ ثالثًا قال الأمانُ الأمانُ قال عمرُ ربكَ يعطيكُ الأمانَ فلمَّا ضربَهُ رابعًا قال واغوثاهُ قال الغوثُ عندَ الشدةِ فلمَّا ضربَهُ قال الحمدُ للهِ قال لهُ عمرُ كذا يجبُ أنْ تحمدَهُ فلمَّا ضربهُ عشرًا قال يا أبتِ قتلتَني قال يا بنيَّ ذنبُكَ قتلَكَ فلمَّا ضربهُ ثلاثينَ قال أحرقتَ واللهِ قلبِي قال يا بنيَّ النارُ أشدُّ حرًا فلمَّا ضربَهُ أربعينَ قال يا أبتِ دعْني أذهبُ على وجهي قال يا بنىَّ إذا أخذتُ حدَّ اللهِ مِنْ جنبِكَ فاذهبْ حيثُ شئتَ فلمَّا ضربَهُ خمسينَ قال أنشدُكَ بالقرآنِ لما خلَّيتَني قال يا بنيَّ هلَّا وعظَكَ القرآنُ وزجرَكَ عنْ معصيةِ اللهِ يا غلامُ اضربْ فلما ضربَهُ ستينَ قال يا أَبي أغِثني قال يا بنيَّ إنَّ أهلَ النارِ إذا استغاثوا لمْ يُغاثوا فلمَّا ضربَهُ سبعينَ قال يا أبتِ اسقِني شربةً مِنْ ماءٍ قال يا بنيَّ إنْ كان ربُّكَ ليطهرُكَ فيسقيكَ محمدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ شربةً لا تظمأُ بعدها أبدًا يا غلامُ اضربْ فلمَّا ضربَهُ ثمانينَ قال يا أبتِ السلامُ عليكَ قال وعليكَ السلامُ إنْ رأيتَ محمدًا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأقرأْهُ مِنِّي السلامَ وقلْ لهُ خلفتُ عمرَ يقرأُ القرآنَ ويقيمُ الحدودَ يا غلامُ اضربْهُ فلمَّا ضربَهُ تسعينَ انقطعَ كلامُهُ وضعُفَ فوثبَ أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مِنْ كلِّ جانبٍ فقالوا يا عمرُ انظرْ كمْ بقيَ فأخرْهُ إلى وقتٍ آخرَ فقال كما لا تؤخرُ المعصيةُ لا تؤخرُ العقوبةُ وأتى الصريخُ إلى أمِّهِ فجاءَتْ باكيةً صارخةً وقالتْ يا عمرُ أحجُّ بكلِّ سوطٍ حجةً ماشيةً، وأتصدقُ بِكَذا وكذا درهمًا قال إنَّ الحجَّ والصدقةَ لا تنوبُ مِنَ الحدِّ يا غلامُ أتمَّ الحدَّ فلمَّا كان آخرُ سوطٍ سقطَ الغلامُ ميتًا فقال عمرُ يا بنيَّ محَّصَ اللهُ عنكَ الخَطايا وجعلَ رأسَهُ في حجرِهِ وجعلَ يَبكي ويقولُ بأبي مَنْ قتلَهُ الحقُّ بأبي مَنْ ماتَ عندَ انقضاءِ الحدِّ بأبي مَنْ لمْ يرحمْهُ أبوهُ وأقاربُهُ فنظرَ الناسُ إليهِ فإذا هوَ قدْ فارقَ الدُّنيا فلمْ يُرَ يومًا أعظمَ مِنهُ وضجَّ الناسُ بالبكاءِ والنحيبِ فلمَّا كان بعدَ أربعينَ يومًا أقبلَ عليهِ حذيفةُ بنُ اليمانِ صبيحةَ يومِ الجمعةِ فقال : إنِّي أخذتُ ورْدي مِنَ الليلِ فرأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في المنامِ وإذا الفَتى معَهُ وعليهِ حُلتانِ خضراوتانِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أقرئْ عمرَ منِّي السلامَ وقلْ لهُ هكذا أمرَكَ اللهُ أنْ تقرأَ القرآنَ وتقيمَ الحدودَ وقال الغلامُ يا حذيفةُ أقرئْ أبي مِنِّي السلامَ وقلْ طهرَكَ اللهُ كما طهرْتَني والسلامُ

18 - ُ عن أبي هريرةَ أو غيره شكّ أبو جعفرُ في قولِ اللهِ عز وجل : { سُبْحَانَ الّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيلًا مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ، لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } قال : جاءَ جبريلُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعهُ ميكائيلُ، فقال جبريلُ لميكائيلَ : ائتنِي بطستٍ من ماءِ زمزمَ، كيْما أُطهرَ قلبهُ وأشرحَ له صدرهُ، قال : فشقَّ عنه بطنهُ، فغسلهُ ثلاثَ مراتٍ. واختلفَ إليهِ ميكائيلُ بثلاثِ طساسٍ من ماءِ زمزمَ فشرحَ صدرهَ ونزعَ ما كان فيهِ من غِلٍّ، وملأه حلما وعلما، وإيمانا ويقينا وإسلاما، وختمَ بين كتفيهِ بخاتمِ النبوةِ ثم أتاهُ بفرسٍ فحُمِلَ عليهِ، كلُّ خطوةٍ منهُ مُنتهى بصرهِ أو أَقصَى بصرهِ قال : فسارَ وسارَ معهُ جبريلُ عليهما السلام، قال : فأَتى على قومٍ يزرعونَ في يومٍ ويحصدونَ في يومٍ، كلما حصدوا عادَ كما كانَ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا جبريلُ، ما هذا ؟ قال : هؤلاءِ المُجاهدونَ في سبيلِ اللهِ، تُضاعفُ لهُم الحسنةُ بسبعمائةِ ضعفٍ، وما أنفقوا من شيء فهو يُخْلِفُه، وهو خيرُ الرازِقينَ ثم أتَى على قومٍ ترضخُ رؤوسهُم بالصخرِ، كلما رضختْ عادتْ كما كانتْ، ولا يُفتّرُ عنهم من ذلكَ شيء فقال : ما هؤلاءِ يا جبريلُ ؟ قال : هؤلاءِ الذينَ تتثاقلُ رؤوسهُم عن الصلاةِ المكتوبة ِ. ثم أَتَى على قومٍ على أقبالهٍم رِقاعٌ وعلى أدبارهِم رِقاعٌ، يسرحُونَ كما تسرحُ الإبلُ والنعم، ويأكلونَ الضريعَ والزقومَ ورضفَ جهنمَ وحجارتُها، قال : ما هؤلاءِ يا جبريلُ ؟ قال : هؤلاءِ الذين لا يؤدُّونَ صدقاتِ أموالهِم، وما ظلمهُم اللهُ شيئا، وما الله بظلّامٍ للعبِيدِ. ثم أَتى على قَوْمٍ بينَ أيديهم لحمٌ نضيجٌ في قدرٍ، ولحمٌ آخرُ نيىء في قدرٍ خبيثٍ، فجعلوا يأكلونَ من النيّىءِ الخبيثِ ويدعونَ النضيجَ الطيبَ، فقال : ما هؤلاءِ يا جبريلُ ؟ فقال : هذا الرجلُ من أمتكَ، تكونُ عندهُ المرأَةُ الحلال الطيبُ، فيأتي امرأةً خبيثةً فيبيتُ عندها حتى يصبِحَ، والمرأَةُ تقومُ من عندِ زوجها حلالا طيّبا، فتأتِي رجلا خبيثا فتبيتُ معهُ حتى تصبحَ. قال : ثم أتى على خشبةٍ على الطريقِ، لا يمرُّ بها ثوبٌ إلا شقتهُ، ولا شيء إلا خرقتهُ، قال : ما هذا يا جبريلُ ؟ قال : هذا مثل أقوامٍ من أمتكَ، يقعدونَ على الطريقِ يقطعونهُ، ثم تلا : { وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوْعِدُونَ } قال : ثم أتى على رجلٍ قد جمعَ حزمةَ حطبٍ عظيمةٍ لا يستطيعُ حملهُا، وهو يزيدُ عليها، فقال : ما هذا يا جبريلُ ؟ فقال : هذا الرجلُ من أمتكَ يكون عليهِ أماناتُ الناسِ لا يقدرُ على أدائها، وهو يريدُ أن يحملَ عليها. ثم أتى على قومٍ تُقرضُ ألسنتهُم وشفاهُم بمقارِيضَ من حديدٍ، كلما قُرضتْ عادت كما كانتْ، لا يُفتّر عنهم من ذلكَ شيء، قال : ما هؤلاء يا جبريلُ ؟ قال : هؤلاءِ خطباءُ الفتنةِ. ثم أتى على جحرٍ صغيرٍ يخرجُ منه ثورٌ عظيمٌ، فجعل الثورُ يريدُ أن يرجعَ من حيثُ خرجَ، فلا يستطيعُ، فقال : ما هذا يا جبريلُ ؟ فقال : هذا الرجلُ يتكلّمُ بالكلمةِ العظيمةِ، ثم يندمُ عليها فلا يستطيعُ أن يردها. ثم أتى على وادٍ فوجدَ ريحا طيّبة بارِدةً، وريُْحُ مسكٍ، وسمعَ صوتا، فقال : يا جبريلُ، ما هذه الريحُ الطيبةُ الباردةُ ؟ وما هذا المسكُ ؟ وما هذا الصوتُ ؟ قال : هذا صوتُ الجنةِ، تقول : يا رب، آتنِي ما وعدتَني فقد كثَّرتْ غرفِي، وإستبرقي وحريرِي وسُندسِي، وعبقَريّي ولُؤلؤي ومُرجاني، وفضَّتي وذهبِي، وأكوابي وصحافي، وأباريقي ومراكبي، وعسلي ومائي وخمري ولبني فآتني ما وعدتني. فقال : لكِ كل مسلمٍ ومسلمةٍ، ومؤمنٍ ومؤمنةٍ، ومن أمنَ بي وبرسُلِي وعملَ صالحا ولم يشركْ بي، ولم يتخذْ من دوني أندادا. ومن خشيني فهو آمنٌ، ومن سألني أعطيتُهُ، ومن أقرضَنِي جزيتهُ، ومن توكلَ علي كفيتُهُ، إني أنا اللهُ، لا إله إلا أنا، لا أُخلفُ الميعادَ، وقد أفلحَ المؤمنونَ وتباركَ اللهُ أحسنُ الخالقينَ. قالتْ : قد رضيتُ. قال : ثم أتى على وادٍ فسمعَ صوتا منكرا، ووجدَ ريحا منتنةً ، فقال : ما هذهِ الريحُ يا جبريلُ ؟ وما هذا الصوتِ ؟ فقال : هذا صوتُ جهنمَ، تقول : يا رب، آتني ما وعدتني، فقد كثرتْ سلاسِلِي وأغلالي، وسعيري وحميمي، وضريعي، وغَسّاقي وعذابي، وقد بعدُ قَعْرِي واشتدَّ حَرّي، فآتني كل ما وعدتني. فقال : لكِ كل مشركٍ ومشركةٍ، وكافرٍ وكافرةٍ، وكل خبيثٍ وخبيثةٍ وكل جبّارٍ لا يؤمنُ بيومِ الحسابِ. قالت : قد رضيتُ. قال : ثم سارَ حتى أتى بيتَ المقدسِ، فنزل فربطَ فرسهُ إلى صخرةٍ، ثم دخلَ فصلى مع الملائكةِ، فلما قضيتُ الصلاةَ قالوا : يا جبريلُ، من هذا معكَ ؟ قال : محمد صلى الله عليه وسلم. قالوا : أوقدْ أرسلَ محمد ؟ قال : نعم. قالوا : حيّاهُ الله من أخٍ ومن خليفةٍ، فنعمَ الأخُ ونعمَ الخليفةُ، ونعمَ المجيء جاء. قال : ثم لقي أرواحَ الأنبياءِ، فأثنوا على ربهم، فقال إبراهيمُ : الحمدُ للهِ الذي اتخذني خليلا، وأعطاني مُلكا عظيما، وجعلني أمّةً قانتا يُؤْتَمُّ بي، وأنْقَذَنِي من النار، وجعلها عليّ بردا وسلاما. ثم إن موسى عليه السلام أثنى على ربهِ عز وجلَ فقال : الحمدُ للهِ الذي كلمني تكليما، وجعلَ هلاكَ آل فرعونَ ونجاةَ بني إسرائيلَ على يديَّ، وجعلَ من أمتي قوما يهدُونَ بالحقِّ وبه يعدِلونَ. ثم إن داود عليه السلام أثنى على ربهِ فقال : الحمدُ للهِ الذي جعل لي ملكا عظيما، وعلّمني الزبورَ، وألانَ لي الحديدَ، وسخَّرَ لي الجبالَ يُسبّحنَ والطيرَ، وأعطاني الحكمةَ وفصْلَ الخِطَابِ. ثم إن سليمان عليه السلام أثنى على ربه فقال : الحمدُ للهِ الذي سخّرَ لي الرياحَ، وسخرَ لي الشياطينَ يعملونَ لي ما شئتُ من محاريبَ وتماثيلَ، وجفانٍ كالجوابِ وقدُورٍ راسياتٍ، وعلّمني مَنْطِقَ الطيرِ، وآتاني من كل شيءٍ فضلا، وسخرَ لي جنودَ الشياطينِ والإنسِ والطيرِ، وفضلني على كثيرٍ من عبادهِ المؤمنينَ، وآتاني ملكا عظيما لا ينبغي لأحدٍ من بعدي، وجعل ملكي ملكا طيبا ليسَ فيه حسابٌ. ثم إن عيسى عليه السلام أثنى على ربه عز وجل فقال : الحمدُ للهِ الذي جعلني كلمتهُ، وجعل مثلي مثلُ آدمَ، خلقهَ من ترابٍ ثم قال له : كنْ فيكونَ، وعلمني الكتابَ والحكمةَ والتوراةَ والإنجيلَ، وجعلني أَخلُقُ من الطينِ كهيئةِ الطيرِ فأنفخُ فيهِ فيكون طيرا بإذنِ اللهِ، وجعلني أبْرئُ الأكمهَ والأبرصَ وأحيي الموتَى بإذنهِ، ورفعني وطهرني، وأعاذني وأمي من الشيطانِ الرجيمِ، فلم يكن للشيطانِ علينا سبيلٌ. قال : ثم إنَّ محمدا صلى الله عليه وسلم أثنى على ربه عز وجل فقال : فكلكم أثنى على ربِّهِ، وإنني مثنٍ على ربي فقال : الحمدُ للهِ الذي أرسلني رحمةً للعالمينَ، وكافة للناس بشيرا ونذيرا، وأنزلَ عليّ الفرقانَ فيه بيانٌ لكل شيءٍ، وجعل أمتي خيرَ أمةٍ أخرجتْ للناسِ، وجعل أمتي أمةً وسطا، وجعل أمتي هم الأولينَ وهم الآخرينَ، وشرحَ لي صدري، ووضعَ عني وِزْرِي، ورفعَ لي ذِكْري، وجعلني فاتحا وخاتما. فقال إبراهيم : بهذا فضلكم محمدٌ صلى الله عليه وسلم. قال أبو جعفر الرازي : خاتِمُ النبوة فاتِحُ بالشفاعةِ يومَ القيامةِ. ثم أتي بآنيةٍ ثلاثةٍ مغطاةٌ أفواهها، فأتي بإناءٍ منها فيه ماءٌ فقيل : اشربْ. فشربَ منه يسيرا، ثم دفعَ إليه إناءٌ آخرَ فيه لبنٌ، فقيل له : اشربْ فشربَ منه حتى رُوِيَ. ثم دفعَ إليهِ إناءٍ آخر فيه خمرٌ فقيل له : اشربْ. فقال : لا أُريدُهُ قد رويتُ. فقال له جبريل : أما إنها ستحَرّمُ على أمتكَ، ولو شربتَ منها لم يتبعكَ من أمتك إلا قليلٌ. قال : ثم صعدَ بهِ إلى السماءِ فاستفتحَ، فقيلَ له : من هذا يا جبريلُ ؟ فقال : محمد. قالوا : أوقدْ أرسلَ ؟ قال : نعم. قالوا : حيّاهُ اللهُ من أخٍ ومن خَليفَةٍ، فنِعْم الأخُ ونِعَْمَ الخليفةُ، ونعم المجيءُ جاءَ، فدخل فإذا هو برجلٍ تامِّ الخلقِ، لم ينقصْ من خلقهِ شيء كما ينقصْ من خلقِ الناسِ، عن يمينهِ بابٌ يخرجُ منه ريحٌ طيبةٌ، وعن شمالهِ بابٌ يخرجُ منه ريحٌ خبيثةٌ، إذا نظر إلى البابَ الذي عن يمينهِ ضحكَ واستبشرَ، وإذا نظرَ إلى البابِ الذي عن يسارهِ بكى وحزنَ، فقلتُ : يا جبريلُ، من هذا الشيخُ التامُّ الخلقِ الذي لم ينقصْ من خلقهِ شيء ؟ وما هذان البابانِ ؟ فقال : هذا أبوكَ آدمُ، وهذا البابِ الذي عن يمينهِ بابُ الجنةِ، إذا نظرَ إلى من يدخلُ من ذريتهِ ضحك واستبشرَ، والباب الذي عن شمالهِ بابُ جهنمَ، إذا نظرَ إلى من يدخلهُ من ذريتهِ بكى وحزنَ. ثم صعدَ به جبريلُ إلى السماءِ الثانيةِ فاستفتحَ، فقيلَ : من هذا معكَ ؟ فقال : محمدٌ رسولُ اللهِ. قالوا : أو قدْ أرسلَ محمدٌ ؟ قال : نعم. قالوا : حياهُ اللهُ من أخٍ ومن خليفةٍ، فلنعمَ الأخُ ولنعمَ الخليفةُ، ونِعْمَ المجيءُ جاءَ. قال : فدخلَ، فإذا هو بشابينِ فقال : يا جبريلُ، من هذانِ الشابانِ ؟ قال : هذا عيسى بن مريمَ، ويحيى بن زكريا، ابنا الخالةِ عليهما السلامُ. قال : فصعدَ بهِ إلى السماءِ الثالثةِ فاستفتحَ، فقالوا من هذا ؟ قال : جبريلُ. قالوا : ومن معك ؟ قال : محمدٌ. قالوا : أو قدْ أرسلَ ؟ قال : نعم. قالوا : حياهُ اللهُ من أخٍ ومن خليفةٍ، فنعمَ الأخُ ونعمَ الخليفةُ، ونعمَ المجيءُ جاءَ. قال : فدخلَ فإذا هو برجلٍ قد فُضِّلَ على الناسِ في الحُسْنِ، كما فضلَ القمرُ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ، قال : من هذا يا جبريلُ الذي فُضِّلَ على الناسِ في الحُسْنِ ؟ قال : هذا أخوكَ يُوسُفُ عليهِ السلامُ. قال : ثم صعدَ بهِ إلى السماءِ الرابعةِ فاستفتحَ، فقالوا : من هذا ؟ قال : جبريلُ، قالوا : ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ، قالوا : أوقدْ أرسلَ ؟ قال : نعم. قالوا : حياهُ اللهُ من أخٍ ومنْ خليفةٍ، فنعمَ الأخُ ونعمَ الخليفةُ، ونعمَ المجيءُ جاءَ قال : فدخل، فإذا هو برجلٍ، قال : من هذا يا جبريلُ ؟ قال : هذا إدْريسُ، رفعهُ اللهُ مكانا عليّا. ثم صعدَ بهِ إلى السماءِ الخامسةِ فاستفتحَ، فقالوا : من هذا ؟ قال : جبريلُ. قالوا : ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ، قالوا أوقدْ أرسلَ ؟ قال : نعم. قالوا : حياهُ اللهُ من أخٍ ومن خليفةٍ، فنعمَ الأخُ ونعمَ الخليفةُ، ونعمَ المجيءُ جاءَ. ثم دخل فإذا هو برجلٍ جالسٍ وحولهُ قومٌ يقصُ عليهِم، قال : من هذا يا جبريلُ ؟ ومن هؤلاءِ حولهُ ؟ قال : هذا هارُونُ المُحبّبُ في قومهِ، وهؤلاءِ بنو إسرائيلَ. ثم صعدَ به إلى السماءِ السادسةِ فاستَفتحَ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريلُ. قالوا ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ، قالوا : أوقد أرسلَ ؟ قال : نعم. قالوا : حياهُ اللهُ من أخٍ ومن خليفةٍ، فنعمَ الأخُ ونعمَ الخليفةُ، ونعمَ المجيءُ، فإذا هو برجلٍ جالسٍ، فجاوزهُ فبكى الرجلُ، فقال : يا جبريلُ، من هذا ؟ قال : موسى. قال : فما بالهُ يبْكِي ؟ قال : زعمَ بنو إسرائيلَ أني أكرمُ بني آدمَ على اللهِ عز وجل، وهذا رجلٌ من بني آدمَ قد خلفَنِي في دنيا، وأنا في أخرى، فلو أنه بنفسهِ لم أُبَالِ، ولكن مع كل نبي أمتهِ. قال : ثم صعدَ بهِ إلى السماءِ السابعةِ فاستفتح، فقيلَ لهُ : من هذا ؟ قال : جبريلُ. قيل : ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ. قالوا : أوقدْ أرسلَ ؟ قال : نعم. قالوا : حياهُ اللهُ من أخٍ ومن خليفةٍ، فنعمَ الأخُ ونعمَ الخليفةُ، ونعمَ المجيءُ جاءَ. قال : فدخل، فإذا هو برجلٍ أشْمَطَ جالسٌ عند بابَ الجنةِ على كرسِيّ، وعندهُ قومٌ جلوسٌ بيضُ الوجوهِ أمثالُ القراطيسِ، وقومٌ في ألوانهِم شيء، فقامَ هؤلاءِ الذين في ألوانهِم شيء فدخلوا نهرا فاغْتسلوا فيهِ فخرجوا وقد خَلُصَ من ألوانهِم شيء، ثم دخلوا نهرا آخر فاغتسلوا فيهِ، فخرجوا وقد خَلُصَ من ألوانهم شيءٌ، ثم دخلوا نهرا آخر فاغتسلوا فيه، فخرجوا وقد خَلُصَتْ ألوانهم فصارتْ مثل ألوانِ أصحابهم، فجاءوا فجلسوا إلى أصحابهم، فقال : يا جبريلُ، من هذا الأشمطُ ؟ ثم من هؤلاءِ البيضُ الوجوهِ ؟ ومن هؤلاءِ الذين في ألوانهم شيء وما هذهِ الأنهارُ التي دخلوا فيها فجاءوا وقد صفتْ ألوانهم ؟ قال : هذا أبوكَ إبراهيمُ، أولُ من شمّطَ على الأرضِ، وأما هؤلاء البيضِ الوجوهِ فقوم لم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ. وأما هؤلاءِ الذينَ في ألوانهم شيء، فقومٌ خلطوا عملا صالحا وآخرَ سيئا، فتابوا فتابَ اللهٌ عليهم، وأما الأنهارٌ فأولها رحمةُ اللهِ، والثاني نعمةُ اللهِ، والثالثُ سقاهم ربهم شرابا طهورا. قال : ثم انتهى إلى السدرةِ فقيل له : هذهِ السدرةُ ينْتَهِي إليها كلّ أحدٍ خلا من أمتكَ على سنتكَ.. فإذا هي شجرة يخرج من أصلها أنهارٌ من ماءٍ غير آسِنٍ ، وأنهارٌ من لبنٍ لم يتغيَّرْ طعمُهُ، وأنهارٌ من خمرٍ لذَّةٍ للشاربينَ، وأنهارٌ من عسلٍ مُصفَّى، وهي شجرةٌ يسيرُ الراكبُ في ظلها سبعينَ عاما لا يقطعها، والورقةُ منها مُغطَّيةٌ للأُمةِ كلها، قال : فغشيها نورُ الخلّاقِ عز وجل، وغشيَتها الملائكةُ أمثالَ الغِرْبانِ حين يقعنَ على الشجرةِ، قال : فكلّمهُ تعالى عند ذلكَ، قالَ له : سلْ، قال : إنكَ اتخذتَ إبراهيمَ خليلا، وأعطيتهُ ملكا عظيما، وكلمتَ موسى تكليما، وأعطيتَ داودَ ملكا عظيما، وألنتَ له الحديدَ، وسخرتَ له الجبالَ، وأعطيتَ سليمانَ ملكا، وسخرتَ له الجنَّ والإنسَ والشياطينَ، وسخرتَ له الرياحَ، وأعطيتهَ ملكا عظيما لا ينبغي لأحدٍ من بعدهِ. وعلمَّتَ عيسى التوراةَ والإنجيلَ، وجعلتهُ يُبرئُ الأكمهَ والأبرصَ ويحيي الموتَى بإذنكَ، وأعذتهُ وأمهُ من الشيطانِ الرجيم، فلم يكنْ للشيطانِ عليهما سبيلٌ. فقال له ربهُ عز وجلَ : وقد اتخذتُكَ خليلا وهو مكتوبٌ في التوراةِ : حبيبُ الرحمنِ وأرسلتكَ إلى الناسِ كافّة بشيرا ونذيرا، وشرحتُ لكَ صدركَ، ووضعتُ عنكَ وزركَ، ورفعتُ لك ذكركَ، فلا أُذْكَر إلا ذُكِرْتَ معي، وجعلتُ أمتكَ خيرُ أمةٍ أخرجتْ للناسِ، وجعلتُ أمتكَ أمةً وسطا، وجعلتُ أمتكَ هم الأولينَ والآخرينَ، وجعلتُ أمتكَ لا تجوزُ لهم خطبةٌ حتى يشهدوا أنكَ عبدي ورسولي، وجعلتُ من أمتكَ أقواما قلوبهُم أناجيلهُم، وجعلتكَ أولَ النبيينَ خلقا وآخرهُم بعثا، وأولهُم يقضى لهُ. وأعطيتكَ سبعا من المثاني لم يعطها نبي قبلكَ، وأعطيتكَ خواتيمَ سورةِ البقرةِ من كنزٍ تحتَ العرشِ لم أعطِها نبيا قبلكَ، وأعطيتكَ الكوثرَ، وأعطيتكَ ثمانيةَ أسهمٍ : الإسلامُ، والهجرةُ، والجهادُ، والصدقةُ، والصلاةُ، وصومُ رمضانَ، والأمرُ بالمعروفِ، والنهيُ عن المنكرِ. وجعلتكَ فاتحا وخاتما. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فضَّلنِي ربي بستٍّ : أعطاني فواتحِ الكلامِ وخواتيمهَ، وجوامعَ الحديثِ، وأرسلني إلى الناسِ كافةً بشيرا ونذيرا. وقذفَ في قلوبِ عدوي الرعبَ من مسيرةِ شهرٍ، وأُحِلّتْ لي الغنائمَ ولم تُحلّ لأحدٍ قبلي، وجُعِلَتْ لي الأرض كلها طهورا ومسجدا. قال : وفرضَ عليهِ خمسينَ صلاةً. فلما رجعَ إلى موسى قال : بمَ أُمِرْتَ يا محمدُ ؟ قال : بخمسينَ صلاةً. قال : ارجعْ إلى ربكَ فاسألهُ التخفيفَ، فإن أمتكَ أضعفُ الأممِ فقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شِدّةً، قال : فرجعَ النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربهِ عز وجل فسألهُ التخفيفَ، فوضعَ عنه عشرا. ثم رجعَ إلى موسى فقال : بكم أمرتَ ؟ قال : بأربعينَ. قال ارجع إلى ربكَ فاسألهُ التخفيفَ، فإن أمتكَ أضعفُ الأمم ِ، وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدةً قال : فرجعَ النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربهِ فسألهُ التخفيفَ، فوضعَ عنه عشرا، فرجع إلى موسى فقال : بكم أمرتَ ؟ قال : أمرتُ بثلاثينَ. فقال له موسى : ارجع إلى ربكَ فاسألهُ التخفيفَ فإن أمتكَ أضعفُ الأممِ وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدةً قال : فرجعَ إلى ربهِ فسألهَ التخفيفَ، فوضعَ عنه عشرا. فرجعَ إلى موسى فقال. بكم أمرتَ ؟ قال : أمرتُ بعشرينَ. قال : ارجع إلى ربكَ فاسألهُ التخفيفَ، فإن أمتكَ أضعفُ الأممِ، وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدةً. قال : فرجعَ إلى ربهِ فسألهَ التخفيفَ، فوضعَ عنه عشرا. فرجعَ إلى موسى فقال : بكم أمرتَ ؟ قال : أمرتُ بعشرٍ. قال : ارجع إلى ربكَ فاسألهُ التخفيفَ، فإن أمتكَ أضعفُ الأممِ، وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدةً. قال : فرجعَ على حياءٍ إلى ربهِ، فسألهُ التخفيفَ فوضع عنه خمسا. فرجع إلى موسى فقال : بكم أمرتَ ؟ قال : بخَمْسٍ. فقال : ارجع إلى ربكَ فاسألهُ التخفيفَ، فإن أمتكَ أضعفُ الأممِ، وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدةً، قال : قد رجعتُ إلى ربي حتى استحييْتُ، فما أنا راجعٌ إليهِ. قيل : أما إنكَ كما صبرتَ نفسكَ على خمسِ صلواتٍ، فإنهنّ يُجزينَ عنكَ خمسينَ صلاة، فإن كل حسنةٍ بعشرِ أمثالها، قال : فرضي محمدٌ صلى الله عليه وسلم كل الرضا، قال : وكانَ موسى عليه السلام من أشدهم عليهِ حين مرَّ بهِ، وخيرهِم لهُ حين رجعَ إليهِ

19 - إذا جمَعَ اللهُ عزَّ وجلَّ الخَلائقَ يومَ القيامةِ نادى مُنادٍ: أينَ أهلُ الفَضْلِ؟ فيقومُ ناسٌ -وهُمْ (يسيرٌ)- فينطلِقونَ إلى الجنَّةِ سِراعًا، فتَتْلوهُمُ الملائكةُ، فيقولونَ: إنَّا رأيْناكُمْ سِراعًا إلى الجَنَّةِ، فمَن أنتم؟ فيقولونَ: نحنُ أهلُ الفضلِ، فيقولونَ: وما فَضْلُكم؟ فيقولونَ: كُنَّا إذا ظُلِمْنا صَبَرْنا، وإذا أُسِيءَ إلينا عَفَوْنا، وإذا جُهِلَ علينا حَلُمْنا، فيُقالُ لهم: ادخُلوا الجنَّةَ، فنِعْمَ أجْرُ العامِلينَ، ثمَّ يُنادي مُنادٍ: أينَ أهلُ الصَّبرِ؟ [فيقومُ] ناسٌ -وهُمْ (يسيرٌ)- فينطلِقونَ إلى الجنَّةِ سِراعًا، قال: فيَتَلَقَّوْهُمُ الملائكةُ، [فيقولونَ:] إنَّا نَراكُمْ سِراعًا إلى الجنَّةِ، مَن أنتم؟ فيقولونَ: نحنُ أهلُ الصَّبرِ، فيقولونَ: وما صَبْرُكم؟ فيقولونَ: كُنَّا نَصْبِرُ على طاعةِ اللهِ تعالى، وكُنَّا نَصْبِرُ عن معاصي اللهِ عزَّ وجلَّ، فيُقالُ لهم: ادخُلوا الجنَّةَ، فنِعْمَ أجرُ العامِلينَ، ثمَّ يُنادي مُنادٍ: أين المُتَحابُّونَ في اللهِ تعالى؟ -أو قال: في ذاتِ اللهِ عزَّ وجلَّ، شكَّ أبو مُحمَّدٍ-، فيقومُ ناسٌ وهُمْ (يسيرٌ) فينطلِقونَ إلى الجنَّةِ سِراعًا، فتَلَقَّاهُمُ الملائكةُ، فيقولونَ: نحنُ المُتحابُّونَ في اللهِ عزَّ وجلَّ -أو: في ذاتِ اللهِ عزَّ وجلَّ-، فيقولونَ: وما كان تحابُّكم؟ فيقولونَ: كُنَّا نَتَحابُّ في اللهِ، ونَتَزاورُ في اللهِ تعالى، ونَتعاطَفُ في اللهِ تعالى، ونَتَناوَلُ في اللهِ، فيُقالُ لهم: ادخُلوا الجنَّةَ، فنِعْمَ أجْرُ العامِلينَ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ثمَّ يَضَعُ اللهُ عزَّ وجلَّ الموازينَ للحسابِ بعدما يدخُلُ هؤلاءِ الجنَّةَ.

20 - قدِم الجارودُ بنُ عبدِ اللهِ وكان سيِّدًا في قومِه مطاعًا عظيمًا في عشيرتِه مطاعَ الأمرِ رفيعَ القدرِ عظيمَ الخطرِ ظاهرَ الأدبِ شامخَ الحسبِ بديعَ الجمالِ حسنَ الفِعالِ ذا منْعةٍ ومالٍ في وفدِ عبدِ القيسِ من ذَوِي الأخطارِ والأقدارِ والفضلِ والإحسانِ والفصاحةِ والرُّهبانِ كان رجلٌ منهم كالنَّخلةِ السَّحوقِ على ناقةٍ كالفحلِ العتيقِ قد جنَبوا الجيادَ وأعدُّوا للجِلادِ مُجدِّين في مسيرِهم حازمين في أمرِهم يسيرون ذميلًا يقطعون ميلًا فميلًا حتَّى أناخوا عند مسجدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأقبل الجارودُ على قومِه والمشايخِ من بني عمِّه فقال يا قومِ هذا محمَّدٌ الأغرُّ سيِّدُ العربِ وخيرُ ولدِ عبدِ المطَّلبِ فإذا دخلتم عليه ووقفتم بين يدَيْه فأحسِنوا عنده السَّلامَ وأقلُّوا عنده الكلامَ فقالوا بأجمعِهم أيُّها الملكُ الهمامُ والأسدُ الضُّرغامُ لن نتكلَّمَ إذا حضرتَ ولن نُجاوزَ ما أمرتَ فقُلْ ما شئتَ فإنَّا سامعون اعمَلْ ما شئتَ فإنَّا تابعون وقال الصَّابونيُّ مُبايعون فنظر الجارودُ في كلِّ كَمِيٍّ صِنديدٍ قد دوَّموا العمائمَ وتزيُّوا بالصَّوارمِ يجرُّون أسيافَهم ويستحِبون أذيالَهم يتناشدون الأشعارَ ويتذاكرون مناقبَ الأخيارِ لا يتكلَّمون طويلًا ولا يسكُتون عِيًّا إن أمرهم ائتَمروا وإن زجرهم ازدجروا وقال الصَّابونيُّ انزجروا كأنَّهم أُسدٌ يقدُمُها ذو لبْدةٍ مهولٌ حتَّى مثُلوا بين يديِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلمَّا دخل القومُ المسجدَ وأبصرهم أهلُ المشهدِ دلَف الجارودُ أمامَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وحسَر لِثامَه وأحسن سلامَه ثمَّ أنشأ يقولُ يا نبيَّ الهدَى أتتك رجالٌ قطعت فدْفدًا وآلًا فآلًا وقال البيهقيُّ مهمهًا وطوت نحوَك الصَّحاصِحَ طُرًّا لا تخالُ الكِلالَ قبلُ كِلالًا كلُّ دهماءَ يقصُرُ الطَّرفُ عنها أرقَلتها قِلاصُنا إرقالًا وطوتها الجيادُ تُحمْحِمُ فيها بكُماةٍ كأنجُمٍ تتلالا تبتغي دفعَ بأسِ يومٍ عبوسٍ أوجَلِ القلبِ ذِكرُه ثمَّ هالا فلمَّا سمِع النَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ فرِح فرحًا شديدًا وقرَّبه وأدناه ورفع مجلسَه وحيَّاه وأكرمه وقال يا جارودُ لقد تأخَّر بك وبقومِك الموعِدُ وطال بكم الأمَدُ قال واللهِ يا رسولَ اللهِ لقد أخطأ من أخطأك قصدَه وعدِم رُشدَه وتلك أيمُ اللهِ أكبرُ خيبةٍ وأعظمُ حويَةٍ والرَّائدُ لا يكذبُ أهلَه ولا يغُشُّ نفسَه لقد جئتَ بالحقِّ ونطقتَ بالصِّدقِ والَّذي بعثك بالحقِّ نبيًّا واختارك للمؤمنين وليًّا لقد وجدتُ وصفَك في الإنجيلِ ولقد بشَّر بك ابنُ البتولِ فطوَّل التَّحيَّةَ لك والشُّكرَ لمن أكرمك وأرسلك لا أثرَ بعد عينٍ ولا شكَّ بعد يقينٍ مُدَّ يدَك فأنا أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّك محمَّدٌ رسولُ اللهِ قال فآمن الجارودُ وآمن من قومِه كلُّ سيِّدٍ فسُرَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سرورًا وابتهج حُبورًا وقال يا جارودُ هل في جماعةِ وفدِ عبدِ القيسِ من يعرِفُ لنا قَسًّا قال كلُّنا نعرفُه يا رسولَ اللهِ وأنا من بين قومي كنتُ أقفو أثرَه وأطلب خبرَه كان قَسٌّ سبطًا من أسباطِ العربِ صحيحَ النَّسبِ فصيحًا إذا خطب ذا شيبةٍ حسنةٍ عُمِّر سبعَمائةِ سنةٍ يتقفَّرُ القِفارَ لا تُكِنُّه دارٌ ولا يُقرُّه قرارٌ يتحسَّى في تقفُّرِه بيضَ النَّعامِ ويأنسُ بالوحشِ والهوامِّ يلبسُ المُسوحَ ويتبَعُ السِّياحَ على منهاجِ المسيحِ لا يفتُرُ من الرَّهبانيَّةِ يُقرُّ للهِ تعالَى بالوحدانيَّةِ يُضرَبُ بحكمتِه الأمثالُ ويُكشفُ به الأهوالُ وتتبعه الأبدالُ أدرك رأسَ الحواريِّين سمعانَ فهو أوَّلُ من تألَّه من العربِ وأعبدُ من تعبَّد في الحِقَبِ وأيقَن بالبعثِ والحسابِ وحذَّر سوءَ المُنقَلَبِ والمآبِ ووعَظ بذِكرِ الموتِ وأمر بالعملِ قبل الفوْتِ الحسنِ الألفاظِ الخاطبِ بسوقِ عُكاظٍ العالمِ بشرقٍ وغربٍ ويابسٍ ورطْبٍ أُجاجٍ وعذبٍ كأنِّي أنظرُ إليه والعربُ بين يدَيْه يُقسِمُ بالرَّبِّ الَّذي هو له ليبلغنَّ الكتابُ أجلَه وليوفينَّ كلُّ عاملٍ عملَه وأنشأ يقولُ هاج للقلبِ من جَواه ادِّكار وليالٍ خلالَهنَّ نهارُ ونجومٌ يحُثُّها قمرُ اللَّيلِ وشمسٌ في كلِّ يومٍ تُدارُ ضوؤُها يطمِسُ العيونَ وإرعادٌ شديدٌ في الخافقَيْن مُطارُ وغلامٌ وأشمطُ ورضيعٌ كلُّهم في التُّرابِ يومًا يُزارُ وقصورٌ مشيدةٌ حوَت الخيرَ وأخرَى خلت لهنَّ قِفارُ وكثيرٌ ممَّا يقصُرُ عنه جوسةُ النَّاظرِ الَّذي لا يحارُ والَّذي قد ذكرتُ دلَّ على اللهِ نفوسًا لها هدًى واعتبارُ فقال النَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ على رِسلِك يا جارودُ فلستُ أنساه بسوقِ عُكاظٍ على جملٍ له أورقَ وهو يتكلَّمُ بكلامٍ مُوثَّقٌ ما أظنُّ أنِّي أحفظُه فهل فيكم يا معشرَ المهاجرين والأنصارِ من يحفَظُ لنا منه شيئًا وقال الصَّابونيُّ يحفظُه فوثب أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضِي اللهُ تعالَى عنه قائمًا فقال يا رسولَ اللهِ إنِّي أحفظُه وكنتُ حاضرًا ذلك اليومَ بسوقِ عُكاظٍ حين خطب فأطنب ورغَّب ورهَّب وحذَّر وأنذَر وقال في خطبتِه أيُّها النَّاسُ اسمعوا وعُوا وإذا وعيتم فانتفعوا إنَّه من عاش مات ومن مات فات وكلُّ ما هو آتٍ آتٍ نباتٌ ومطرٌ وأرزاقٌ وأقواتٌ وآباءٌ وأمَّهاتٌ وأحياءٌ وأمواتٌ جميعٌ وأشتاتٌ وآياتٌ بعد آياتٍ إنَّ في السَّماءِ لخبرًا وإنَّ في الأرضِ لعِبرًا ليلٌ داجٍ وسماءٌ ذاتُ أبراجٍ وأرضٌ ذاتُ ارتياجٍ وبحارٌ ذاتُ أمواجٍ ما لي أرَى النَّاسَ يذهبون فلا يرجعون أرضوا بالمقامِ فأقاموا أم تُرِكوا هناك فناموا أُقسِمُ قسمًا حقًّا لا حانثًا فيه ولا آثمًا إنَّ للهِ دينًا هو أحبُّ إليه من دينِكم الَّذي أنتم عليه ونبيًّا قد حان حينُه وأظلَّكم زمانُه وأدرككم إبَّانُه فطوبَى لمن آمن به فهداه فويلٌ لمن خالفه وعصاه ثمَّ قال تبًّا لأربابِ الغفلةِ من الأممِ الخاليةِ والقرونِ الماضيةِ يا معشرَ إيادٍ من الأبِ والأجدادِ من المريضِ والعُوَّادِ وأين الفراعنةُ الشِّدادُ أين من بنا وشيَّد وزخرف وجدَّد وغرَّه المالُ والولَدُ أين من طغَى وبغَى وجمع فأوعَى وقال أنا ربُّكم الأعلَى ألم يكونوا أكثرَ منكم أموالًا وأبعدَ منكم آمالًا وأطولَ منكم آجالًا طحنهم الثَّرَى بكَلْكَلِه ومزَّقهم بتطاوُلِه فبلت عِظامَهم باليةٌ وبيوتُهم خاليةٌ وعمَرتها الذِّيابُ العاديةُ وقال أبو صالحٍ العاويةُ كلَّا بل هو اللهُ الواحدُ المعبودُ ليس بوالدٍ ولا مولودٍ ثمَّ أنشأ يقولُ في الذَّاهبين الأوَّلين من القرونِ لنا بصائرُ لمَّا رأيتُ مواردَ للموتِ ليس لها مصادرُ ورأيتُ قومي نحوَها تُمضِي الأصاغرَ الأكابرُ لا يرجعُ الماضي إليَّ ولا من الباقين غابرٌ أيقنتُ أنِّي لا محالةَ حيث يصيرُ القومُ صائرٌ قال فجلس ثمَّ قام رجلٌ زاد أبو عبدِ اللهِ من الأنصارِ بعده كأنَّه قطعةُ جبلٍ ثمَّ اتَّفقا فقالا ذو هامةٍ عظيمةٍ وقامةٍ جسيمةٍ قد دوَّم عِمامتَه وأرخَى ذؤابتَه منيفٌ أنوفٌ أشدقُ حسَنُ الصَّوتِ فقال يا سيِّدَ المرسلين وصفوةَ ربِّ العالمين لقد رأيتُ من قَسٍّ عجبَا وشهِدتُ منه مرغبًا فقال وما الَّذي رأيتَه منه وحفِظتَه عنه فقال خرجتُ في الجاهليَّةِ أطلُبُ بعيرًا لي شرد منِّي أقفو أثرَه وأطلُبُ خبرَه في تنائِفَ وقال الصَّابونيُّ وإسماعيلُ في فيافي وقالا حقائفَ ذاتِ دعادعَ وزعازعَ وليس بها الرَّكبُ وقال إسماعيلُ ليس للرَّكبِ فيها مقيلٌ ولا لغيرِ الجنِّ سبيلٌ وإذا بموئلٍ مهولٍ في طودٍ عظيمٍ ليس به إلَّا البُومُ وأدركني اللَّيلُ فولجتُه مذعورًا لا آمنُ فيه حتفي ولا أركنُ إلى غيرِ سيفي فبِتُّ بليلٍ طويلٍ كأنَّه بليلٍ موصولٍ أرقبُ الكوكبَ وأرمُقُ الغيْهبَ حتَّى إذا عسعس اللَّيلُ وكان الصُّبحُ أن يتنفَّسَ هتَف بي هاتفٌ يقولُ : يا أيُّها الراقدُ في اللَّيلِ الأحمْ قد بعث اللهُ نبيًّا في الحرمْ من هاشمٍ أهلِ الوفاءِ والكرمْ يجلو دجِناتِ الدَّياجي والبُهُمْ قال فأدرتُ طرفي فما رأيتُ له شخصًا ولا سمِعتُ له فَحْصًا فأنشأتُ أقولُ : يا أيُّها الهاتفُ في داجي الظُّلَمْ أهلًا وسهلًا بك من طيْفٍ ألمّ بيِّنْ هداك اللهُ في لحنِ الكَلِمْ ماذا الَّذي تدعو إليه يُغتنَمْ قال فإذا أنا بنحنحةٍ وقائلٍ يقولُ ظهر النُّورُ وبطُل الزُّورُ وبعث اللهُ تبارك وتعالَى محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالخيرِ صاحبِ النَّجيبِ الأحمرِ والتَّاجِ والمِغفرِ والوجهِ الأزهرِ والحاجبِ الأقمرِ والطَّرْفِ الأحوَرِ صاحبِ قولِ شهادةِ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ فذلك محمَّدٌ المبعوثُ إلى الأسوَدِ والأبيضِ أهلِ المدَرِ والوبَرِ ثمَّ أنشأ يقولُ : الحمدُ للهِ الَّذي لم يخلُقْ الخلقَ عبثْ لم يُخلِنا حينًا سُدًى من بعد عيسَى واكترثْ أرسل فينا محمَّدًا خيرَ نبيٍّ قد بُعِث صلَّى عليه اللهُ ما حجَّ له ركْبٌّ وحَثْ قال فذُهِلتُ عن البعيرِ وألبسني السُّرورُ ولاح الصَّباحُ واتَّسع الإيضاحُ فتركتُ الموْرَ وأخذتُ الجبلَ فإذا أنا بالعتيقِ يُشقشِقُ إلى النُّوقِ فأخذتُ بخطامِه وعلوتُ سِنامَه فمرح طاعةً وهززتُه ساعةً حتَّى إذا لغَب وذلَّ منه ما صعُب وحَمِيت الوسادةُ وبرَدت المزادةُ فإذا الزَّادُ قد هشَّ له الفؤادُ برَّكتُه فبرِك وأذِنتُ له فترك في روضةٍ خضِرةٍ نضِرةٍ عطِرةٍ ذاتِ حوذانٍ وقُربانٍ وعُنقرانٍ وعَبَيْثرانِ زاد إسماعيلُ نعنعٌ وشيحٌ وقالا وحَلْيٌ وأقاحٌ وجثْجاثٌ وبِرارٌ وشقائقُ وبُهارٌ كأنَّما قد مات الجوُّ بها مطيرًا أو باكرها المُزنُ بُكورًا فخلا لها شجرٌ وقرارُها نهرٌ فجعل يرتعُ أبًّا وأصِيدُ ضبًّا حتَّى إذا أكل وأكلتُ ونهلتُ ونهل وعلَلتُ وعلَّ وحَللتُ عَقالَه وعلوتُ جلالَه وأوسعتُ مجالَه فاغتنم الحملةَ ومرَّ كالنَّبلةِ يسبِقُ الرِّيحَ ويقطعُ عرضَ الفسيحِ حتَّى أشرف بي على وادٍ وشجرٍ من شجرِ عادٍ مُورِقةٌ مُونِقةٌ قد تهدَّل أغصانُها كأنَّها بريرُها حبُّ فُلفُلٍ فدنوْتُ فإذا أنا بقَسِّ بنِ ساعدةَ في ظلِّ شجرةٍ بيدِه قضيبٌ من أراكٍ ينكُتُ به الأرضَ وهو يترنَّمُ ويُشعِرُ زاد البيهقيُّ وأبو صالحٍ وهو يقولُ يا ناعيَ الموتِ والملْحودَ في جدَثٍ علِّمْهم من بقايا بَزِّهم خرَقُ دَعْهم فإنَّ لهم يومًا يُصاحُ لهم فهم إذا انتبهوا من يومِهم فِرَقُ حتَّى يعودوا بحالٍ غيرِ حالِهم خلقًا جديدًا كما من قبلِه خُلِقوا منهم عراةٌ ومنهم في ثيابِهم منها الجديدُ ومنها المنهجُ الخَلِقُ، قال فدنوْتُ منه فسلَّمتُ عليه فردَّ عليَّ السَّلامَ وإذا أنا بعينِ خرَّارةٍ في الأرضِ خوَّارةٍ ومسجدٍ بين قبرَيْن وأسدَيْن عظيمَيْن يلوذان به ويتمسَّحان بأبوابِه وإذا أحدُهما سبق الآخرَ إلى الماءِ فتبِعه الآخرُ يطلبُ الماءَ فضربه بالقضيبِ الَّذي في يدِه وقال ارجَعْ ثكِلتك أمُّك حتَّى يشربَ الَّذي ورد قبلك على الماءِ قال فرجع ثمَّ ورد بعده فقلتُ له ما هذان القبران فقال هذان قبرا أخوَيْن لي كانا يعبدان اللهَ تبارك وتعالَى في هذا المكانِ لا يُشرِكان باللهِ تبارك وتعالَى شيئًا فأدركهما الموتُ فقبرتُهما وها أنا بين قبرَيْهما حقٌّ ألحقُ بهما ثمَّ نظر إليهما فتغرغرت عيناه بالدُّموعِ وانكبَّ عليهما وجعل يقولُ : ألم تريا أنِّي بسَمْعان مُفرَدُ وما لي فيها من خليلٍ سواكما خليليَّ هُبَّا طال ما قد رقدتما أجدُكما لا تقضيان كراكما ألم تريا أنِّي بشَمعانَ مُفرَدُ وما لي فيها من خليلٍ سواكما مقيمٌ على قبرَيْكما لستُ بارحًا طُوالَ اللَّيالي أو يُجيبُ صداكما أبكيكُما طُولَ الحياةِ وما الَّذي يردُّ على ذي عولةٍ إن بكاكما كأنَّكما والموتَ أقربُ غائبٍ بروحي في قبرَيْكما قد أتاكما أمن طُولِ نومٍ لا تُجيبان داعيًا كأنَّ الَّذي يَسقي العقارَ سقاكما فلو جُعِلت نفسٌ لنفسٍ وِقايةً لجُدتُ بنفسي أن تكونَ فِداكما فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رحِمُ اللهُ قَسًّا إنِّي أرجو أن يبعثَه اللهُ عزَّ وجلَّ أمَّةً وحدَه
 

1 - أنَّ الخضرَ جاء ليلةً فسمع النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يدعو ويقول اللهمَّ أَعِنِّي على ما يُنجيني مما خوَّفْتني ارزقْني شوقَ الصالحين إلى ما شوَّقتهم إليه فبعث إليه رسولُ اللهِ أنسَ بنَ مالكٍ فسلَّمَ عليه فردَّ عليه السلامَ وقال قل له إنَّ اللهَ فضَّلك على الأنبياءِ كما فضَّل شهرَ رمضانَ على سائرِ الشهورِ وفضَّل أمَّتَك على الأممِ كما فضَّل يومَ الجمعةِ على غيرِه
خلاصة حكم المحدث : مكذوب لا يصح سندا ولا متنا
الراوي : عمرو بن عوف المزني | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 1/309 التخريج : أخرجه البيهقي في ((دلائل النبوة)) (5/ 423) ، وابن عدي قي ((الكامل)) (7/ 197) , وابن عساكر في ((تاريخه)) (16/ 422) جميعهم بنحوه .
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - الجوامع من الدعاء أنبياء - الخضر صيام - فضل شهر رمضان فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - عظم قدر النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

2 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان في المسجدِ، فسَمِع كلامًا من ورائِه، فإذا هو بقائلٍ يقولُ: اللهُمَّ أعنِّي على ما تنجِّيني ممَّا خوَّفتني. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين سمع ذلك: ألا يَضُمُّ إليها أختَها؟ فقال الرَّجُلُ: اللهُمَّ ارزُقْني شوقَ الصَّالحين إلى ما شوَّقْتَهم إليه، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأنسٍ: اذهَبْ إليه فقُلْ له: يقولُ لك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تستغفِرُ له. فجاءه أنسٌ فبلَّغَه. فقال الرَّجُلُ: يا أنسُ، أنت رسولُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليَّ؟ قال: نعم. قال: اذهَبْ له إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ فضَّلك على الأنبياءِ بمِثلِ ما فضَّل رمضانَ على سائِرِ الشُّهورِ، وفضَّل أمَّتَك على سائِرِ الأمَمِ بمِثلِ ما فضَّل يومَ الجُمُعةِ على سائِرِ الأيَّامِ، فذَهَب ينظُرُ إليه، فإذا هو الخَضِرُ عليه السَّلامُ
خلاصة حكم المحدث : ضعيف
الراوي : عمرو بن عوف المزني | المحدث : البيهقي | المصدر : سبل الهدى والرشاد
الصفحة أو الرقم : 6/437 التخريج : أخرجه ابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (6/ 62)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (5/ 423)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (16/ 422) واللفظ لهم.
|أصول الحديث

3 - أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ في المسجدِ فسمِعَ كلامًا من ورائِهِ فإذا هوَ بقائلٍ يقولُ : اللَّهمَّ أعنِّي على ما ينجِّيني ممَّا خوَّفتَني، فقالَ رسولُ اللَّهُ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حينَ سمعَ ذلِكَ : ألا تضمَّ إليها أختَها، فقالَ الرَّجلُ : اللَّهمَّ ارزُقني شوقَ الصَّالحينَ إلى ما شوَّقتَهُم إليهِ. فقالَ رسولُ اللَّه صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لأنسِ بن مالكٍ : اذهب يا أنسُ إليهِ فقل لَهُ : يقولُ لَكَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يستغفِرُ لي، فجاءَهُ أنسٌ فبلَّغَهُ فقالَ الرَّجلُ يا أنسُ أنت رسولُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إليَّ كما أنتَ فرجعَ فاستثبتُهُ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قل لَهُ نعَم.فقالَ لَهُ : اذهَب فقل لَهُ : إنَّ اللَّهَ فضَّلَكَ على الأنبياءِ مثلَ ما فضَّلَ بِهِ رمضانَ على الشُّهورِ، ففضَّلَ أمَّتَكَ على الأممِ مثلَ ما فضَّلَ يومَ الجمعةِ على سائرِ الأيَّامِ، فذَهَبوا ينظرونَ فإذا هوَ الخضِرُ عليهِ السَّلامُ
خلاصة حكم المحدث : باطل
الراوي : عمرو بن عوف المزني | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 1/309 التخريج : أخرجه البيهقي في ((دلائل النبوة)) (5/ 423) ، وابن عدي في ((الكامل)) (7/ 196) , وابن عساكر في ((تاريخه)) (16/ 422) واللفظ لهم .
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - الجوامع من الدعاء أنبياء - الخضر فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - عظم قدر النبي صلى الله عليه وسلم أدعية وأذكار - طلب الدعاء مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

4 - أحاديثُ فضلِ الموتِ في يومِ الجمعةِ.
خلاصة حكم المحدث : كلها غير صحيحة
الراوي : - | المحدث : ابن باز | المصدر : فتاوى نور على الدرب لابن باز
الصفحة أو الرقم : 13/477
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - من مات يوم الجمعة آداب عامة - فضل بعض الأيام والليالي والشهور
| أحاديث مشابهة

5 - [أحاديثُ فضلِ الموتِ في يومَ الجمعةِ]
خلاصة حكم المحدث : ضعيفة
الراوي : - | المحدث : ابن باز | المصدر : فتاوى نور على الدرب لابن باز
الصفحة أو الرقم : 14/165
| أحاديث مشابهة

6 - [أحاديثُ فضلِ الموتِ في يومِ الجمعةِ]
خلاصة حكم المحدث : كلها غير صحيحة
الراوي : - | المحدث : ابن باز | المصدر : فتاوى نور على الدرب لابن باز
الصفحة أو الرقم : 14/165
| أحاديث مشابهة

7 - أحاديثُ فضلِ موتِ يومِ الجمُعةِ وليلتِها
خلاصة حكم المحدث : ضعيفة
الراوي : - | المحدث : ابن باز | المصدر : التحفة الكريمة
الصفحة أو الرقم : 168
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - من مات يوم الجمعة آداب عامة - فضل بعض الأيام والليالي والشهور
| أحاديث مشابهة

8 - [حَديثُ فضْلِ مَن مات يوْمَ الجُمعةِ أو لَيلَتَها].
خلاصة حكم المحدث : ليس بصحيح
الراوي : - | المحدث : ابن عثيمين | المصدر : فتاوى نور على الدرب لابن عثيمين
الصفحة أو الرقم : 6/44

9 - حديثُ أبي رجاءٍ العُطارديِّ، عن أبي بكرٍ، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: الجُمعةُ إلى الجُمعةِ، والصَّلواتُ الخمسُ كفَّاراتٌ لِما بَينَهنَّ، وفي فَضلِ غُسلِ يومِ الجُمعةِ.
خلاصة حكم المحدث : يرويه أبو نُصَيرٍ الواسِطيُّ، واختُلِف عنه؛ فرواه سُوَيدُ بنُ عبدِ العزيزِ، عن أبي نُصَيرٍ، عن أبي رجاءٍ، عن أبي بكرٍ. وخالَفه الضَّحَّاكُ بنُ حُمرةَ، فرواه عن أبي نُصَيرٍ، عن أبي رجاءٍ، عن عِمرانَ بنِ حُصَينٍ، وعن أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ. وقيل عنه: عن أبي رجاءٍ، عن عِمرانَ، عن أبي بكرٍ، وأبو نُصيرٍ ضعيفٌ، الحديثُ غَيرُ ثابتٍ.
الراوي : أبو بكر الصديق | المحدث : الدارقطني | المصدر : علل الدارقطني
الصفحة أو الرقم : 53
التصنيف الموضوعي: جمعة - فضل الجمعة جمعة - فضل يوم الجمعة صلاة - فضل الصلوات والمحافظة عليها

10 - أحاديثُ حياةِ الخضِرِ [حديث ابن عباس: يلتَقي الخضرُ وإلياسُ علَيهِما السَّلامُ في كلَّ عامٍ في الموسِمِ فيَحلقُ كلُّ واحدٍ منهما رأسَ صاحبِهِ ويتفرَّقانِ عن هؤلاءِ الكلِماتِ باسمِ اللَّهِ ما شاءَ اللَّهُ لا يَسوقُ الخيرَ إلا اللَّهَ ما شاءَ اللَّهُ لا يصرفُ السُّوءَ إلا اللَّهَ ما شاءَ اللَّهُ ما كانَ من نعمةٍ فمنَ اللَّهِ ما شاءَ اللَّهُ لا حولَ، ولا قوَّةَ إلا باللَّهِ من قالَهُنَّ حينَ يصبحُ وحينَ يُمسي ثلاثَ مرَّاتٍ آمَنَهُ اللَّهُ منَ الغرَقِ والحرقِ والسَّرقِ قال وأحسبُهُ قالَ ومنَ الشَّيطانِ والسُّلطانِ والحيَّةِ والعقربِ.] [وحديث عمرو بن عوف: أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ كانَ في المسجِدِ فسمِعَ كلامًا من زاويةٍ وإذا هوَ بقائلٍ يقولُ اللَّهمَّ أعنِّي على ما يُنجِّيني مِمَّا خوَّفتني فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حينَ سَمِعَ ذلكَ ألا تضمُّ إليها أختَها فقالَ اللَّهمَّ ارزُقني شوقَ الصَّادقينَ إلى ما شوَّقتَهم إليهِ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لأنسِ بنِ مالكٍ وكانَ معهُ اذهب يا أنسُ فقل لهُ يقولُ لكَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ استغفِر لي فجاءَ أنسٌ فبلَّغهُ فقالَ لهُ الرَّجلُ يا أنسُ أنتَ رسولُ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلَّمَ إليَّ فقالَ كما أنتَ فرجعَ واستثبتَهُ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قل لهُ نعَم فقالَ نعَم فقالَ لهُ اذهب فقل لهُ فضَّلكَ اللَّهُ على الأنبياءِ بمثلِ ما فضَّلَ رمضانَ على الشُّهورِ وفضَّلَ أمَّتَكَ على الأممِ مثلَ ما فضَّلَ يومَ الجمعةِ على سائرِ الأيَّامِ فذهبوا ينظُرونَ فإذا هوَ الخَضِرُ عليهِ السَّلامُ]
خلاصة حكم المحدث : كذب
الراوي : [عبدالله بن عباس وعمرو بن عوف المزني] | المحدث : ابن القيم | المصدر : المنار المنيف
الصفحة أو الرقم : 58
التصنيف الموضوعي: أنبياء - خصائص وفضائل أنبياء - عام أنبياء - الخضر
| أحاديث مشابهة

11 - أنه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بعث عبدَ اللهِ بنَ رواحةَ في سَرِيَّةٍ، فوافقَ ذلك يومَ الجمعةِ، فغدا أصحابُهُ وتخلَّفَ هو ليُصليَ ويَلحقَهم، فلمَّا صَلَّي قال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ما خلَّفكَ ؟ فقال : أردتُ أن أصلِّيَ معَك وأْلحقَهم،فقال : لو أنفقتَ ما في الأرضِ جميعًا ما أدركتَ فضلَ غَدْوتِهم
خلاصة حكم المحدث : ضعيف
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن الملقن | المصدر : البدر المنير
الصفحة أو الرقم : 4/645 التخريج : أخرجه الترمذي (527)، وأحمد (1966) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: جهاد - الترغيب في الجهاد جهاد - فضل الجهاد سرايا - السرايا سرايا - تأمير الأمراء على البعوث والسرايا ووصيتهم إحسان - الحث على الأعمال الصالحة
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

12 - خَرَجتُ لَيلةً مِنَ اللَّيالي أحمِلُ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الطَّهورَ، حتى سَمِعَ مُناديًا يُنادي، فقال لي: يا أنسُ، صَهْ . قال: فسَكَتُّ، فاستَمَعَ، فإذا هو يَقولُ: اللَّهمَّ أعِنِّي على ما يُنجيني مِمَّا خَوَّفْتَني منه. قال: فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لو قال أُختَها مَعها؟ وكأنَّ الرَّجُلَ لُقِّنَ ما أرادَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: وارزُقْني شَوقَ الصَّالِحينَ إلى ما شَوَّقتَهم إليه. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لي: يا أنسُ، ضَعْ ليَ الطَّهورَ وائْتِ هذا المُناديَ، فقُلْ له: ادْعُ لِرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُعينَه اللهُ على ما ابتَعَثَه به، وادْعُ لِأُمَّتِه أنْ يَأخُذوا ما أَتاهم به نَبيُّهم بالحَقِّ. قال: فأتَيتُه، فقُلتُ: رَحِمَكَ اللهُ، ادْعُ اللهَ لِرَسولِ اللهِ أنْ يُعينَه على ما ابتَعَثَه به، وادْعُ لِأُمَّتِه أنْ يأخُذوا ما أَتاهم به نَبيُّهم بالحَقِّ. فقال لي: ومَن أرسَلَكَ؟ فكَرِهتُ أنْ أُخبِرَه ولم أستَأمِرِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقُلتُ: رَحِمَكَ اللهُ، وما يَضُرُّكَ مَن أرسَلَني؟ ادْعُ بما قُلتُ لكَ. فقال: لا، أوْ تُخبِرُني بمَن أرسَلَكَ. قال: فرَجَعتُ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقُلتُ له: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه أبى أنْ يَدعُوَ بما قُلتَ لي حتى أُخبِرَه بمَن أرسَلَني. فقالَ: ارجِعْ إليه فقُلْ: أنا رَسولُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فرَجَعتُ إليه، فقُلتُ له، فقالَ لي: مَرحَبًا برَسولِ اللهِ ورَسولِه، أنا كُنتُ أحَقَّ أنْ آتيَه، اقرَأْ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنِّي السَّلامَ، وقُلْ له: يا رَسولَ اللهِ، الخَضِرُ يَقرَأُ عليكَ السَّلامَ ورَحمةَ اللهِ، ويَقولُ لكَ: يا رَسولَ اللهِ: إنَّ اللهَ قد فَضَّلَكَ على النَّبيِّينَ كما فَضَّلَ شَهرَ رَمَضانَ على سائِرِ الشُّهورِ، وفَضَّلَ أُمَّتَكَ على الأُمَمِ كما فَضَّلَ يَومَ الجُمُعةِ على سائِرِ الأيَّامِ. قال: فلَمَّا وَلَّيتُ سَمِعتُه يَقولُ: اللَّهمَّ اجعَلْني مِن هذه الأُمَّةِ المُرشَدةِ المَرحومةِ المَتوبِ عليها.
خلاصة حكم المحدث : باطل
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 1/310 التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (3071)، وابن عساكر (16/422) واللفظ لهما.
التصنيف الموضوعي: أنبياء - الخضر فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - فضل النبي على جميع الخلائق آداب عامة - فضل بعض الأيام والليالي والشهور أدعية وأذكار - طلب الدعاء مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

13 - بعثَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ عبدَ اللهِ بنَ رَواحةَ في سَرِيَّةٍ، فوافقَ ذلكَ يومَ الجمعةِ، فغدا أصحابُهُ فقال : أتخلَّفُ فأصلِّي مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ثمَّ أَلْحَقُهُم فلمَّا صلَّى مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ رآهُ فقال: ما منعَكَ أن تغدوَ مع أصحابِكَ ؟ فقال : أردتُ أن أصلِّيَ معكَ ثمَّ ألحَقَهُم قال : لَو أنفقتَ ما في الأرضِ جميعًا، ما أدركتَ فضلَ غَدْوَتِهِمْ
خلاصة حكم المحدث : غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي
الصفحة أو الرقم : 527 التخريج : أخرجه الترمذي (527) واللفظ له، وأحمد (1966)
التصنيف الموضوعي: جمعة - من لا تجب عليه الجمعة جهاد - الترغيب في الجهاد جهاد - فضل الجهاد سرايا - السرايا
|أصول الحديث

14 - من قرأَ سورةَ الْكَهفِ ليلةَ الجمعةِ، أُعطِيَ نورًا، من حيثُ قرأَها إلى مَكَّةَ، وغُفِرَ لَهُ إلى يوم الجمعَةِ الأخرى، وفضلُ ثلاثةِ أيَّامٍ

15 - أنَّ جبريلَ عليهِ السَّلامُ قال لهُ إنَّا ندعو يومَ الجمعةِ يومَ المزيدِ إنَّ ربَّكَ يتجلَّى لأَهلِ الجنَّةِ ويزيدُهم من فضلِه
خلاصة حكم المحدث : غريب من حديث مسعر عن ليث تفرد به الحسين بن مخارق
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : أبو نعيم | المصدر : حلية الأولياء
الصفحة أو الرقم : 7/310 التخريج : أخرجه الدارمي في ((الرد على الجهمية)) (1/91)، والدارقطني في ((رؤية الله)) (ص175) مطولاً بمعناه، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (7/263) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: جمعة - فضل يوم الجمعة جنة - رؤية الله تبارك وتعالى في الجنة آداب عامة - فضل بعض الأيام والليالي والشهور إيمان - الملائكة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم

16 - أتاني جبريلُ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في كفِّهِ مثلُ المِرآةِ، في وسطِها لُمعةٌ سوداءُ، قُلتُ : يا جبريلُ، ما هذا ؟، قالَ : هذِهِ الدُّنيا صفاؤُها، وحُسنُها، قُلتُ : ما هذِهِ اللَّمعةُ السَّوداءُ ؟، قالَ : هذِهِ الجُمعةُ، قلتُ : وما الجُمعةِ ؟، قالَ : يومٌ من أيَّامِ ربِّكِ عظيمٌ، فذَكَرَ شَرفَهُ، وفضلَهُ، واسمَهُ في الآخرةِ، فإنَّ اللَّهَ إذا صيَّرَ أَهْلَ الجنَّةِ إلى الجنَّةِ، وأَهْلَ النَّارِ إلى النَّارِ لَيسَ ثَمَّ ليلٌ، ولا نَهارٌ قد علمَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ مِقدارَ تلكَ السَّاعاتِ، فإذا كانَ يومُ الجمعةِ في وَقتِ الجمعةِ الَّتي يخرجُ أَهْلُ الجمعةِ إلى جُمعتِهِم، قالَ : فيُنادي مُنادٍ : يا أَهْلَ الجنَّةِ، اخرُجوا إلى دارِ المَزيدِ، فيخرجونَ في كُثبانِ المسكِ قالَ حُذَيْفةُ : واللَّهِ لَهوَ أشدُّ بياضًا من دَقيقِكُم فإذا قَعَدوا وأخذَ القومُ مجالسَهُم بعثَ اللَّهُ عليهِم ريحًا تُدعَى المُثيرةَ فتُثيرُ عليهمُ المسكَ الأبيضَ فتدخلُهُ في ثيابِهِم، وتخرجُهُ من جيوبِهِم فالرِّيحُ أعلَمُ بذلِكَ الطِّيبِ منِ امرأةِ أحدِكُم لو دُفِعَ إليها طيبُ أَهْلِ الدُّنيا، ويقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ : أينَ عباديَ الَّذينَ أطاعوني بالغَيبِ، وصدَّقوا رسُلي ولم يَرَوني ؟، سَلوني فَهَذا يومُ المزيدِ، فيجتَمعونَ على كلِمةٍ واحدةٍ : إنَّا قد رَضينا فارضَ عنَّا، ويرجِعُ إليهِم في قولِهِ لَهُم : يا أَهْلَ الجنَّةِ لو لم أَرضَ عنكُم لَم أسكِنكُم جنَّتي، فَهَذا يومُ المزيدِ فسَلوني، فيَجتَمعونَ علَى كلمةٍ واحدةٍ أرِنا وَجهَكَ نَنظُر إليهِ قالَ : فيَكْشفُ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى الحُجُبَ، ويتجلَّى لَهُم تبارَكَ وتعالى، فيَغشاهم من نورِهِ لولا أنَّ اللَّهَ قَضى أن لا يَموتوا لاحتَرقوا، ثمَّ يقالُ لَهُمُ : ارجِعوا إلى مَنازلِكُم، فيرجعونَ وقد خَفَوا على أزواجِهِم، وخَفينَ عليهم مِمَّا غشيَهُم مِن نورِهِ تبارَكَ وتعالى فلا يزالُ النُّورُ يتمَكَّنُ حتَّى يرجِعوا إلى حالِهِم أو إلى مَنازلِهِمُ الَّتي كانوا علَيها، فتقولُ لَهُم أزواجُهُم : لقد خَرجتُمْ مِن عندنا بصورةٍ ورجعتُمْ إلينا بغيرِها ؟، فَيقولونَ : تَجلَّى لَنا ربُّنا عزَّ وجلَّ فنَظرنا إلى ما خَفينا بِهِ علَيكم قالَ : فَهُم يتقلَّبونَ في مِسكِ الجنَّةِ، ونعيمِها في كلِّ سبعةِ أيَّامٍ، وَهوَ يومُ المَزيدِ
خلاصة حكم المحدث : غريب
الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : علي بن المديني | المصدر : البحر الزخار
الصفحة أو الرقم : 7/289 التخريج : أخرجه البزار (2881)
التصنيف الموضوعي: جمعة - فضل الجمعة جنة - إحلال الرضوان على أهل الجنة جنة - سوق الجنة جنة - صفة الجنة جنة - رؤية الله تبارك وتعالى في الجنة
|أصول الحديث

17 - أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ تعالَى عليهِ وسلَّم بعث عبدَ اللهِ بنَ رَواحةَ في سريَّةٍ فوافق ذلك يومَ جمعةٍ فغدَا أصحابهُ وتخلَّفَ هو ليصلِّي ويلحقَهم، فلمَّا صلَّى قال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ تعالَى عليه وسلم : ما خلَّفَك ؟ قال : أردتُ أنْ أصلِّيَ معك وألحقَهُم، فقال : لو أنفقتَ ما في الأرضِ جميعًا ما أدركتَ فضلَ غدوَتِهم
خلاصة حكم المحدث : ضعيف ومرسل
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن الملقن | المصدر : خلاصة البدر المنير
الصفحة أو الرقم : 1/217 التخريج : أخرجه الترمذي (527) باختلاف يسير، وأحمد (2317) بنحوه
التصنيف الموضوعي: جهاد - الترغيب في الجهاد جهاد - الرباط في سبيل الله جهاد - فضل الجهاد سرايا - السرايا سفر - آداب السفر
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

18 - من قال ليلةَ الجمعةِ عشرَ مِرارٍ : يا دائمَ الفضلِ على البريَّةِ ، يا باسطَ اليدَيْن بالعطيَّةِ، يا صاحبَ المواهبِ السَّنيَّةِ، صلِّ على محمَّدٍ خيرِ الورَى بالسجيَّةِ، واغفِرْ لنا ذا العُلَى في هذه العشيَّةِ، كتب اللهُ عزَّ وجلَّ له مائةَ ألفِ ألفِ حسنةٍ، ومحا عنه مائةَ ألفِ ألفِ سيِّئةٍ، ورفع له مائةَ ألفِ ألفِ درجةٍ، فإذا كان يومُ القيامةِ زاحم إبراهيمَ الخليلَ في قُبَّتِه
خلاصة حكم المحدث : مكذوب
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : السخاوي | المصدر : القول البديع
الصفحة أو الرقم : 286 التخريج : لم نقف عليه إلا عند السخاوي في ((القول البديع) (ص: 200).
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - فضل الذكر جمعة - فضل يوم الجمعة جمعة - الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلته استغفار - أسباب المغفرة رقائق وزهد - مضاعفة الحسنات
| أحاديث مشابهة

19 - أتاني جبريلُ في كفِّهِ مرآةٌ كأحسنِ المَرايا وأضوأِها فإذا في وسطِها لمعةٌ سوداءُ فقلتُ ما هذِهِ اللُّمعةُ فقالَ هذِهِ الجمعةُ فقلتُ وما الجمعةُ قالَ يومٌ من أيَّامِ ربِّكَ العظيمِ وسأخبرُكَ بشرفِهِ وفضلِهِ في الدُّنيا وما يُرجى فيهِ لأَهلِهِ وأخبرُكَ باسمِهِ في الآخرةِ فأمَّا شرَفُهُ وفضلُهُ في الدُّنيا فإنَّ اللَّهَ جمعَ فيهِ منَ الخلقِ وأمَّا ما يرجى فيهِ لأَهلِهِ فإنَّ فيها ساعةً لا يوافقُها عبدٌ مسلمٌ أو أمةٌ مسلمةٌ يسألانِ اللَّهَ فيها خيرًا إلا أعطاهُما إيَّاهُ وأمَّا شرفُهُ وفَضلُهُ في الآخرةِ فإنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ إذا مرَّ أَهلُ الجنَّةِ إلى الجنَّةِ وأَهلُ النَّارِ إلى النَّارِ وجرت عليهم هذه الأيام وهذه اللَّيالي ليسَ فيها ليلٌ ولا نَهارٌ وقد علمَ اللَّهُ مقدارَ ذلِكَ وساعاتِهِ فإذا كانَ يومُ الجمعةِ حتَّى يخرجَ أَهلُ الجنَّةِ إلى جمعِهِم نادى أَهلَ الجنَّةِ منادِيًا يا أَهلَ الجنَّةِ اخرُجوا إلى وادي المزيدِ قالَ ووادي المزيدِ لا يعلمُ سَعةَ طولِهِ وعرضِهِ إلا اللَّهُ فيه كُثبانُ المسكِ رؤوسُها في السَّماءِ قالَ تخرُجُ الأنبياءُ بمنابرَ من نورٍ ويخرجُ غلمانُ المؤمنينَ بِكراسيَّ من ياقوتٍ فإذا وُضعت لَهم وأخذَ القومُ مجالسَهم بعثَ اللَّهُ عليْهم رياحًا تُدعى المثيرةُ تثيرُ ذلِكَ المسْكَ وتنقلُهُ تحتَ ثيابِهم تخرِجُهُ في وجوهِهِم وأشعارِهم تلْكَ الرِّيحُ أعلَمُ كيفَ تضعُ بذلِكَ المسْكِ منَ امرأةِ أحدِكم لو دفعَ إليْها كلُّ طيبٍ على وجهه الأرضِ ويوحي اللَّهُ عزَّ وجلَّ إلى حملةِ عرشِهِ صفوةً بينَ أظْهرِهم فيَكونُ أوَّلُ ما يسمعونَهُ منْهُ إلى يا عبادي الَّذينَ أطاعوني بالغيبِ ولم يرَوني صدَّقوا برُسُلي واتَّبعوا أمري سلوني فَهذا يومُ المزيدِ فيُجمعونَ على كلمةٍ واحدةٍ يا ربِّ وجهَكَ لينظرَ إليهِ فليكشِفْ تلْكَ الحجُبَ فيتجلَّى لَهم عزَّ وجلَّ فيغشاهُم من نورِهِ شيءٌ لولا أنَّهُ قضى أن يحترِقوا لما يغشاهم من نورِهِ ثمَّ يقالُ لَهمُ ارجعوا إلى منازلِكم فيرجعوا إلى منازلِهم
خلاصة حكم المحدث : لا يصح
الراوي : حذيفة | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : العلل المتناهية
الصفحة أو الرقم : 1/459 التخريج : أخرجه ابن أبي الدنيا في ((صفة الجنة)) (332)، وابن بطة في ((الإبانة الكبرى)) (26) بنحوه، وابن سمعون في ((أماليه)) (227) بنحوه مختصرًا.
التصنيف الموضوعي: جمعة - الساعة التي في الجمعة جمعة - فضل الجمعة جنة - إحلال الرضوان على أهل الجنة جنة - غرف الجنة مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

20 - أتاني جبريلُ فإذا في كفِّه مِرآةٌ كأصفَى المرايا وأحسنِها، وإذا في وسَطِها نُكتةٌ سوداءُ قال : قلتُ : يا جبريلُ ما هذه ؟ قال : هذه الدُّنيا صفاؤُها وحسنُها. قال : قلتُ : وما هذه اللُّمعةُ السَّوداءُ في وسَطِها ؟ قال : هذه الجُمعةُ، قال : قلتُ : وما الجمعةُ ؟ قال : يومٌ من أيَّامِ ربِّك عظيمٌ، وسأُخبِرُك بشرَفِه وفضلِه واسمِه في الدُّنيا والآخرةِ : أمَّا شرَفُه وفضلُه واسمُه في الدُّنيا فإنَّ اللهَ تبارك وتعالَى جمع فيه أمرَ الخلقِ، وأمَّا ما يُرجَى فيه فإنَّ فيه ساعةً لا يُوافقُها عبدٌ مسلمٌ أو أمَةٌ مُسلمةٌ يسألان اللهَ فيها خيرًا إلَّا أعطاهما إيَّاه، وأمَّا شرَفُه وفضلُه واسمُه في الآخرةِ فإنَّ اللهَ تعالَى إذا صيَّر أهلَ الجنَّةِ إلى الجنَّةِ، وأدخل أهلَ النَّارِ النَّارَ، وجرَتْ عليهم أيَّامُها وساعتُها ليس بها ليلٌ ولا نهارٌ إلَّا قد علِم اللهُ مِقدارَ ذلك وساعاتِه، فإذا كان يومُ الجمعةِ في الحينِ الَّذي يبرُزُ أو يخرُجُ فيه أهلُ الجمعةِ إلى جُمعتِهم نادَى منادٍ : يا أهلَ الجنَّةِ اخرُجوا إلى دارِ المَزيدِ، لا يعلَمُ سعتَها وعرضَها وطولَها إلَّا اللهُ عزَّ وجلَّ فيخرجون في كُثبانٍ من المِسكِ. قال حذيفةُ : وإنَّه لهو أشدُّ بياضًا من دقيقِكم هذا. قال : فيخرُجُ غِلمانُ الأنبياءِ بمنابرَ من نورٍ، ويخرُجُ غِلمانُ المؤمنين بكراسيَّ من ياقوتٍ. قال : فإذا وُضِعتْ لهم وأخذ القومُ مجالسَهم بعث اللهُ تبارك وتعالَى عليهم ريحًا تُدعَى المُثيرُ تُثيرُ عليهم أثابيرَ المِسكَ الأبيضَ فتُدخِلَه من تحتِ ثيابِهم، وتُخرِجَه في وجوهِهم وأشعارِه فتلك الرِّيحُ أعلمُ كيف تصنعُ بذلك المِسكِ من امرأةِ أحدِكم لو دُفِع إليها كلُّ طِيبٍ على وجهِ الأرضِ لكانت تلك الرِّيحُ أعلمَ كيف تصنَعُ بذلك المِسكِ من تلك المرأةِ لو دُفِع إليها ذلك الطِّيبُ بإذنِ اللهِ عزَّ وجلَّ. قال : ثمَّ يُوحي اللهُ سبحانه وتعالَى إلى حمَلةِ العرشِ فيُوضَعُ بين ظهراني الجنَّةِ، وبينه وبينهم الحُجُبُ فيكونُ أوَّلُ ما يسمَعون منه أن يقولَ : أين عبادي الَّذين أطاعوني بالغيبِ ولم يرَوْني، وصدَّقوا رُسلي واتَّبعوا أمري فسلوني فهذا يومُ المزيدِ. قال : فيجتِمعون على كلمةٍ واحدةٍ : ربِّ رضَيْنا عنك فارْضَ عنَّا. قال : فيرجِعُ اللهُ تعالَى في قولِهم أن يا أهلَ الجنَّةِ إنِّي لو لم أرْضَ عنكم لما أسكنتُكم جنَّتي فسلوني فهذا يومُ المزيدِ. قال : فيجتمِعون على كلمةٍ واحدةٍ ربِّ وجهَك أرِنا ننظُرْ إليه. قال : فيكشِفُ اللهُ تبارك وتعالَى تلك الحُجُبَ ويتجلَّى لهم فيغشاهم من نورِه شيءٌ لولا أنَّه قضَى عليهم ألَّا يحترِقوا لاحترقوا ممَّا غَشِيهم من نورِه. قال : ثمَّ يُقالُ لهم : ارجِعوا إلى منازلِكم. قال : فيرجِعون إلى منازلِهم وقد خُفوا على أزواجِهم وخُفِين عليهم ممَّا غَشِيهم من نورِه تبارك وتعالَى، فإذا صاروا إلى منازلِهم تَرادَّ النُّورَ وأمكن حتَّى يرجِعوا إلى صورِهم الَّتي كانوا عليها. قال : فتقولُ لهم أزواجُهم : لقد خرجتم من عندِنا على صورةٍ، ورجعتم على غيرِها ؟ قال : فيقولون : ذلك بأنَّ اللهَ تبارك وتعالَى تجلَّى لنا فنظرنا منه إلى ما خَفِينا به عليكم : قال : فلهم في كلِّ سبعةِ أيَّامٍ الضِّعفُ على ما كانوا. قال : وذلك قولُه عزَّ وجلَّ : فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
خلاصة حكم المحدث : [لا يتطرق إليه احتمال التحسين]
الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب
الصفحة أو الرقم : 4/404 التخريج : أخرجه البزار (2881) مع اختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - أوقات الإجابة جمعة - الساعة التي في الجمعة جمعة - فضل الجمعة جنة - إحلال الرضوان على أهل الجنة جنة - رؤية الله تبارك وتعالى في الجنة
|أصول الحديث

21 - أتاني جبريلُ فإذا في كفِّه مرآةٌ كأصفى المرايا وأحسنِها، وإذا في وسطِها لمعةٌ سوداءُ قال : قلتُ : يا جبريلُ ! ما هذه ؟ قال : هذه الدنيا صفاؤها وحسنُها قال قلتُ : وما هذه اللمعةُ السوداءُ في وسطِها ؟ قال : هذه الجمعةُ، قال : يومٌ من أيام ربِّك عظيمٌ، وسأُخبرك بشرفِه وفضلِه واسمه في الدنيا والآخرة : أما شرفُه وفضلُه واسمُه في الدنيا، فإنَّ اللهَ تبارك وتعالى جمع فيه أمرَ الخلقِ، وأما ما يُرجَى فيه؛ فإنَّ فيه ساعةً لا يُوافِقُها عبدٌ مسلمٌ أو أمَّةٌ مسلمةٌ يسألان اللهَ فيها خيرًا؛ إلا أعطاها إياه، وأما شرفُه وفضلُه واسمُه في الآخرةِ؛ فإنَّ اللهَ تعالى إذا صيَّرَ أهلَ الجنَّةِ إلى الجنة، وأدخَل أهلَ النَّارِ النارَ، وجرَت عليهم أيامُهما وساعتُهما، ليس بها ليل ولا نهارٍ إلا قد علم اللهُ مِقدارَ ذلك وساعاتِه، فإذا كان يومُ الجمعةِ في الحين الذي يبرزُ أو يخرج فيه أهلُ الجمعةِ إلى جمعتِهم نادى مُنادٍ : يا أهلَ الجنةِ اخرجوا إلى دارِ المزيدِ؛ لا يعلم سعتَها وعرضَها وطولَها إلا اللهُ عزَّ وجلَّ، فيخرجون في كُثْبانٍ من المسكِ – قال حذيفةُ : وإنه لهو أشدُّ بياضًا من دقيقِكم هذا – قال : فيخرجُ غلمانُ الأنبياءِ بمنابرَ من نورٍ، ويخرجُ غلمانُ المؤمنين بكراسيَّ من ياقوتٍ – قال : فإذا وُضِعَتْ لهم وأخذ القومُ مجالسَهم، بعث اللهُ تبارك وتعالى عليهم ريحًا تُدعى الْمُثيرةُ، تثير عليهم أثابيرَ المسك الأبيضِ، فتدخله من تحت ثيابهم، وتخرجُه في وجوههِم وأشعارِهم، فتلك الريحُ أعلمُ كيف تصنعُ بذلك المسكَ من امرأةِ أحدِكم لو دفع إليها ذلك الطِّيبَ بإذنِ اللهِ قال : ثم يُوحي اللهُ سبحانه إلى حملَةِ العرشِ فيُوضَعُ بين ظهراني الجنَّةِ وبينه وبينهم الحُجُبُ، فيكون أولُ ما يسمعون منه أن يقول : أين عبادي الذين أطاعوني بالغيبِ، ولم يرَوْني، وصدَّقوا رسُلي واتَّبعوا أمري ؟ فسَلوني فهذا يومُ المزيدِ؛ قال : فيجتمعون علي كلمةٍ واحدةٍ : ربِّ رضينا عنك فارْضَ عنا قال : فيرجعُ اللهُ تعالى في قولِهم : أن يا أهلَ الجنَّةِ إني لو لم أرْضَ عنكم لما أسكنْتُكم جنَّتي، فسَلوني فهذا يومُ المزيدِ قال : فيجتمعون على كلمةٍ واحدةٍ : ربِّ ! وجهَك ربِّ وجهَك أَرِنا ننظرْ إليه، فيكشفُ اللهُ تبارك وتعالى تلك الحُجُبُ ويتجلَّى لهم، فيغشاهم من نورِه شيءٌ لولا أنه قضى عليهم أن لا يحترقوا لاحتَرقوا مما غشِيَهم من نوره – قال : ثم يُقالُ لهم : ارجعوا إلى منازلِكم قال : فيرجعون إلى منازلِهم وقد خَفوا على أزواجِهم، وخَفَيْن عليهم مما غَشِيَهم من نورِه تبارك وتعالى، فإذا صاروا إلى منازلهم تَرادَّ النُّورُ وأمكن حتى يرجعوا إلى صُوَرِهم التي كانوا عليها قال : فتقولُ لهم أزواجُهم : لقد خرجتُم من عندِنا على صورةٍ، ورجعتُم على غيرها قال : فيقولون : ذلك بأنَّ اللهَ تبارك وتعالى تجلَّى لنا فنظرْنا منه إلى ما خفِينا به عليكم قال : فلهم في كلِّ سبعةِ أيامٍ الضعفُ على ما كانوا قال : وذلك قولُه عزَّ وجلَّ ( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون)
خلاصة حكم المحدث : ضعيف جداً
الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف الترغيب
الصفحة أو الرقم : 2245 التخريج : أخرجه البزار (2881) مع اختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: جمعة - الساعة التي في الجمعة جنة - إحلال الرضوان على أهل الجنة جنة - رؤية الله تبارك وتعالى في الجنة تفسير آيات - سورة السجدة آداب عامة - فضل بعض الأيام والليالي والشهور
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

22 - قدم تميم الداري من الشام يعني: إلى المدينة وحمل معه قناديل وحبالاً وزيتاً... حتى قدمنا المدينة. وكانوا إذا حضرت العتمة أوقدوا سعف النخل فلما أمسينا أمرني تميم فعلقت الحبال بالسواري وعلقت فيها القناديل وصببت فيها الماء والزيت ووضعت الفتيل وأمرني فأوقدتها حتى جاء بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: نورت يا تميم المسجد نور الله عليك أما إنه لو كانت لي ابنة لأنكحتكها فقال نوفل بن الحارث بن عبد المطلب: إن لي ابنة فأفعل يا رسول الله؟ فأنكحه إياها ودعا تميم جد أبي الحسن البراد فأعتقه علي المكان وأقمنا. فلما كان يوم الجمعة خطب النبي صلى الله عليه وسلم الناس قائماً فلما انصرف قال له تميم: يا رسول الله! إني قد رأيت بالشام شيئاً يصنعونه في كنائسهم لأساقفتهم يسمى المرقاة أو لا أعمل لك مرقاة تقوم عليها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعملها يا تميم!. فخرج تميم إلى السوق فاشترى خشبة ونشرها وعمل منها ثلاث درجات المنبر ففضل من الخشبة فضلة فعملها تابوتاً فهي عندنا إلى اليوم نضع فيها نفقاتنا وتترك بها.

23 - إذا جمعَ اللهُ بينَ الخلائقِ يومَ القيامةِ نادَى منادٍ : أينَ أهلُ الفضلِ ؟ قال : فيقومُ ناسٌ وهم يسيرٌ فينطلقونَ سراعًا إلى الجنةِ فتلقاهم الملائكةُ فيقولونَ : وما فضلُكم ؟ فيقولونَ : كنَّا إذا ظُلِمنا صَبَرْنَا وإذا أُسيء إلينا حَلُمْنَا. فيُقالُ لهم : ادخلوا الجنةَ { فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ }
خلاصة حكم المحدث : ضعيف جدا
الراوي : [جد عمرو بن شعيب] | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الضعيفة
الصفحة أو الرقم : 6662 التخريج : أخرجه ابن أبي الدنيا في ((مداراة الناس)) (11)، وأبو يعلى كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (8/203)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (8086).
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الحلم رقائق وزهد - فضل الصبر قيامة - البعث والنشور وصفة الأرض ملائكة - أعمال الملائكة جنة - الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

24 - تَذاكر النَّاسُ في مجلسِ ابنِ عبَّاس ٍ، فأخذوا في فضلِ أبي بكرٍ، ثمَّ أخذوا في فضلِ عمرَ بنِ الخطَّابِ، فلمَّا سمِع عبدُ اللهِ بنَ عبَّاس ٍ [ بكَى ] بكاءً شديدًا حتَّى أُغميَ عليه، ثمَّ أفاق فقال : رحِم اللهُ رجلًا لم تأخُذْه في اللهِ لومةُ لائمٍ، رحِم اللهُ رجلًا قرأ القرآنَ وعمِل بما فيه، وأقام حدودَ اللهِ كما أمر، لم يزدجِرْ عن القريبِ لقرابتِه. ولم يجْفُ عن البعيدِ لبُعدِه، ثمَّ قال : واللهِ لقد رأيتُ عمرَ وقد أقام الحدَّ على ولدِه فقُتِل فيه، ثمَّ بكَى وبكَى النَّاسُ من حولِه، فقلنا : يا بنَ عمِّ رسولِ اللهِ إن رأيتَ أن تُحدِّثنا كيف أقام عمرُ على ولدِه الحدَّ ؟ فقال : واللهِ لقد أذكرتموني شيئًا كنتُ له ناسيًا، فقلتُ : أقسمنا عليك بحقِّ المصطفَى أما حدَّثتَنا ؟ فقال : معاشرَ النَّاسِ، كنتُ ذاتَ يومٍ في مسجدِ رسولِ اللهِ وعمرُ بنُ الخطَّابِ جالسٌ والنَّاسُ حوله يعِظُهم، ويحكُمُ فيما بينهم، فإذا نحن بجاريةٍ قد أقبلت من بابِ المسجدِ، فجعلت تتخطَّى رِقابَ المهاجرين والأنصارِ حتَّى وقفت بإزاءِ عمرَ فقالت : السَّلامُ عليك يا أميرَ المؤمنين ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، فقال عمرُ : وعليك السَّلامُ يا أمةَ اللهِ، هل من حاجةٍ ؟ قالت : نعم أعظمُ الحوائجِ إليك، خُذْ ولدَك هذا منِّي فأنت أحقُّ به، ثمَّ رفعت القِناعَ ، فإذا على يدِها طفلٌ، فلمَّا نظر إليه عمرُ قال : يا أمةَ اللهِ أسفِري عن وجهِك، فأسفرت، فأطرق عمرُ وهو يقولُ : لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ [ العليِّ ] العظيمِ، يا هذه أنا لا أعرِفُك، فكيف يكون هذا ولدي ؟ فبكت الجاريةُ حتَّى بلَّت خِمارَها بالدُّموعِ، ثمَّ قالت : يا أميرَ المؤمنين إن لم يكن ولدَك من ظهرِك فهو ولدُك من ولدِك. قال : أيَّ أولادي ؟ قالت : أبو شحمةَ قال : أبحلالٍ أم بحرامٍ ؟ قالت : من قِبَلي بحلالٍ ومن جِهتِه بحرامٍ. قال عمرُ : وكيف ذاك ؟ قالت : يا أميرَ المؤمنين اسمَعْ مقالتي، فواللهِ ما زِدتُ عليك حرفًا ولا نقصتُ، فقال لها : اتَّقي اللهَ ولا تقولي إلَّا الصِّدقَ. قالت : يا أميرَ المؤمنين كنتُ في بعضِ الأيَّامِ مارَّةً في بعضِ حوائجي إذ مررتُ بحائطٍ لبني النَّجَّارِ، فإذا أنا بصائحٍ يصيحُ من ورائي، فإذا أنا بولدِك أبي شحمةَ يتمايلُ سُكرًا، وكان قد شرِب عند نُسَيكةَ اليهوديِّ، فلمَّا قرُب منِّي تواعدني وتهدَّدني وراودني عن نفسي وجرَّني إلى الحائطِ فسقطتُ وأُغمِي عليَّ. فواللهِ ما أفقتُ إلَّا وقد نال منِّي ما نال الرَّجلُ من امرأتِه. فقمتُ وكتمتُ أمري، عن عمِّي وعن جيراني، فلمَّا تكاملت أيَّامي وانقضت شهوري وضربني الطَّلقُ وأحسستُ بالولادةِ خرجتُ إلى موضعِ كذا وكذا فوضعتُ هذا الغلامَ فهممتُ بقتلِه، ثمَّ ندِمتُ على ذلك، فاحكُمْ بحكمِ اللهِ بيني وبينه. قال ابنُ عبَّاس ٍ : فأمر عمرُ ( رضِي اللهُ عنه ) مناديَه يُنادي، فأقبل النَّاسُ يُهرَعون إلى المسجدِ، ثمَّ قام عمرُ فقال : يا معاشرَ المهاجرين والأنصارِ لا تتفرَّقوا حتَّى آتيكم بالخبرِ، ثمَّ خرج من المسجدِ وأنا معه فنظر إليَّ وقال : يا بنَ عبَّاس ٍ أسرِعْ معي، فجعل يُسرِعُ حتَّى قرُب من منزلِه فقرع البابَ فخرجت جاريةٌ كانت تخدُمُه، فلمَّا نظَرتْ إلى وجهِه وقد غلبه الغضبُ قالت : ما الَّذي نزل بك ؟ قال : يا هذه ولدي أبو شحمةَ ههنا ؟ قالت : إنَّه على الطَّعامِ، فدخل وقال له : كُلْ يا بُنيَّ فيُوشكُ أن يكونَ آخرَ زادِك من الدُّنيا، قال : قال ابنُ عبَّاس ٍ : فرأيتُ الغلامَ وقد تغيَّر لونُه وارتعد، وسقطت اللُّقمةُ من يدِه، فقال له عمرُ : يا بُنيَّ من أنا ؟ قال : أنت أبي وأميرُ المؤمنين. قال : فلي عليك حقُّ طاعةٍ أم لا ؟ قال : طاعتان مُفترَضتان، أولهما : أنَّك والدي والأخرَى أنَّك أميرُ المؤمنين، قال عمرُ : بحقِّ نبيِّك وبحقِّ أبيك، فإنِّي أسألُك عن شيءٍ إلَّا أخبرتَني قال : يا أبي لا أقولُ غيرَ الصِّدقِ. قال : هل كنتَ ضيفًا لنُسَيكةَ اليهوديِّ، فشرِبتَ عنده الخمرَ وسكِرتَ ؟ قال : يا أبي قد كان ذلك وقد تبتُ. قال : يا بُنيَّ رأسُ مالِ المذنبين التَّوبةُ، ثمَّ قال : يا بُنيَّ أنشُدك اللهَ هل دخلتَ ذلك اليومَ حائطًا لبني النَّجَّارِ فرأيتَ امرأةً فواقعتَها ؟ فسكَت وبكَى وهو يبكي ويلطِمُ وجهَه، فقال له عمرُ : لا بأسَ اصدُقْ، فإنَّ اللهَ يحِبُّ الصَّادقين. فقال : يا أبي كان ذلك الشَّيطانُ أغواني وأنا تائبٌ، نادمٌ. فلمَّا سمِع منه عمرُ ذلك قبض على يدِه ولبَّبه وجرَّه إلى المسجدِ، فقال : يا [ أبتِ ] لا تفضَحْني على رؤوسِ الخلائقِ خُذِ السَّيفَ، واقطعني هاهنا إرْبًا إرْبًا. فقال : أما سمِعتَ قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ وليشهَدْ عذابَهما طائفةٌ من المؤمنين [ النُّور : 2 ] ثمَّ جرَّه حتَّى أخرجه بين يدَيْ أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المسجدِ فقال : صدقت المرأةُ، وأقرَّ أبو شحمةَ بما قالت، وله مملوكٌ يُقالُ له أفلحُ [ فقال له : يا أفلحُ ] إنَّ لي إليك حاجةً إن قضيتها فأنت حُرٌّ لوجهِ اللهِ، فقال : يا أميرَ المؤمنين مُرْني بأمرِك. قال : خُذِ ابني هذا فاضرِبْه مائةَ سوْطٍ ولا تُقصِّرْ في ضربِه فقال : لا أفعلُه، وبكَى وقال : يا ليتني لم تلِدْني أمِّي حيث أُكلَّفُ بضربِ [ ولدِ سيِّدي ] فقال له عمرُ : يا غلامُ إنَّ طاعتي طاعةُ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فافعَلْ ما آمرُك به، فانزع ثيابَه، فضجَّ النَّاسُ بالبكاءِ والنَّحيبِ، وجعل الغلامُ يشيرُ بأصبعِه إلى أبيه ويقولُ أبتِ ارحَمْني، فقال له عمرُ وهو يبكي : ربُّك يرحمُك وإنَّما هذا كي يرحمَني ويرحمَك، ثمَّ قال : يا أفلحُ اضرِبْ، فضرب أوَّلَ سوطٍ، فقال الغلامُ بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، فقال : نعم الاسمُ سمَّيتَ يا بُنيَّ. فلمَّا ضرب به ثانيًا قال : أُوَّهْ يا أبتِ، فقال عمرُ : اصبِرْ كما عصَيْتَ. فلمَّا ضرب ثالثًا قال : الأمانَ، الأمانَ. قال عمرُ : ربُّك يُعطيك الأمانَ، فلمَّا ضربه رابعًا : قال : واغوْثاه. فقال : الغوثُ عند الشِّدَّةِ. فلمَّا ضربه خامسًا حمِد اللهَ، فقال له عمرُ : كذا يجبُ أن تحمدَه، فلمَّا ضربه عشرًا قال : يا أبتِ قتلتَني. قال : يا بُنيَّ ذنبُك قتلك فلمَّا ضربه ثلاثين قال : أحرقت واللهِ قلبي. قال : يا بُنيَّ النَّارُ أشدُّ حرًّا. قال : فلمَّا ضربه أربعين قال : يا أبتِ دَعْني أذهَبْ على وجهي. قال : يا بُنيَّ إذا أخذتَ حدَّ اللهِ من جنبِك اذهَبْ حيث شئتَ. فلمَّا ضربه خمسين قال : نشدتُك بالقرآنِ لما خلَّيتَني. قال : يا بُنيَّ هلَّا وعظك القرآنُ وزجرك عن معصيةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، يا غلامُ اضرِبْ، فلمَّا ضربه ستِّين قال : يا أبتِ أغِثْني. قال : يا بُنيَّ إنَّ أهلَ النَّارِ إذا استغاثوا [ لم ] يُغاثوا . فلمَّا ضربه سبعين قال : يا أبتِ اسْقِني شَربةً من ماءٍ. قال : يا بُنيَّ إن كان ربُّك يُطهِّرُك فيسقيك محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شَربةً لا تظمأُ بعدها أبدًا، يا غلامُ اضرِبْ، فلمَّا ضربه ثمانين قال : يا أبتِ السَّلامُ عليك قال : وعليك السَّلامُ، إن رأيتَ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاقرِئْه منِّي السَّلامَ وقُلْ له : خلَّفتُ عمرَ يقرأُ القرآنَ ويُقيمُ الحدودَ، يا غلامُ اضرِبْه. فلمَّا ضربه تسعين انقطع كلامُه وضعُف. فوثب أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من كلِّ جانبٍ فقالوا : يا عمرُ انظُرْ كم بَقي فأخِّرْه إلى وقتٍ آخرَ. فقال : كما لا تُؤخَّرُ المعصيةُ لا تُؤخَّرُ العقوبةُ، وأتَى الصَّريخُ إلى أمِّه فجاءت باكيةً صارخةً وقالت : يا عمرُ أحُجُّ بكلِّ سوطٍ حجَّةً ماشيةً، وأتصدَّقُ بكذا وكذا درهمًا. قال : إنَّ الحجَّ والصَّدقةَ لا تنوبُ عن الحدِّ، يا غلامُ أتمَّ الحدَّ، فلمَّا كان آخرُ سوطٍ سقط الغلامُ ميِّتًا فقال عمرُ : يا بُنيَّ محَّص اللهُ عنك الخطايا، وجعل رأسَه في حجرِه وجعل يبكي ويقولُ : بأبي من قتله الحقُّ، بأبي من مات عند انقضاءِ الحدِّ، بأبي من لم يرحَمْه أبوه ! وأقاربُه ! فنظر النَّاسُ إليه فإذا هو قد فارق الدُّنيا، فلم يُرَ يومٌ أعظمَ منه، وضجَّ النَّاسُ بالبكاءِ والنَّحيبِ. فلمَّا أن كان بعد أربعين يومًا أقبل عليه حذيفةُ بنُ اليمانِ صبيحةَ يومِ الجمعةِ فقال : إنِّي أخذتُ وِردي من اللَّيل فرأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المنامِ وإذا الفتَى معه عليه حُلَّتان خضراوتان فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ( أقرِئْ عمرَ منِّي السَّلامَ وقُلْ [ له هكذا أمرك اللهُ أن تقرأَ القرآنَ وتُقيمَ الحدودَ وقال الغلامُ : يا حذيفةُ أقرِئْ أبي عنِّي السَّلامَ وقُلْ له : ] طهَّرك اللهُ كما طهَّرتَني ) )
خلاصة حكم المحدث : موضوع
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 3/608 التخريج : أخرجه الجورقاني في ((الأباطيل والمناكير)) (577)، وابن الجوزي في ((الموضوعات)) (3/269) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: حدود - إقامة الحد على الشريف والوضيع حدود - الحث على إقامة الحدود حدود - من أقر بالحد مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب حدود - حد الزنا
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

25 - تذاكرَ الناسُ في مجلسِ ابنِ عباسٍ فأخَذوا في فضلِ أبى بكرٍ ثمَّ أخذوا في فضلِ عُمرَ بنِ الخطابِ فلمَّا سمِعَ عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ بكى بكاءً شديدًا حتَّى أُغميَ عليهِ ثمَّ أفاقَ وقال رحِمَ اللهُ رجلًا لمْ تأخذْهُ في اللهِ لومةُ لائمٍ رحمَ اللهُ رجلًا قرأَ القرآنَ وعمِلَ بِمَا فيهِ وأقامَ حدودَ اللهِ كما أُمِرَ لمْ يزدجرْ عنِ القريبِ لقرابتِهِ ولمْ يحفَّ عنِ البعيدِ لبعدِهِ ثمَّ قال واللهِ لقدْ رأيتُ عمرَ وقدْ أقامَ الحدَّ على ولدِهِ فقتلَهُ فيهِ ثمَّ بَكى وبكى الناسُ مِنْ حولِهِ وقُلْنا يا ابنَ عمِّ رسولِ اللهِ إنْ رأيتَ أنْ تحدثَنا كيفَ أقامَ عمرُ على ولدِهِ الحدَّ فقال واللهِ لقدْ أذكرْتُموني شيئًا كنتُ لهُ ناسيًا فقلنا أقسَمْنا عليكَ بحقِّ المُصطَفى بِمَا حدثْتَنا فقال معاشرَ الناسِ كنتُ ذاتَ يومٍ في مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وعمرُ بنُ الخطابِ جالسٌ والناسُ حولَهُ يعظُهُمْ ويحكمُ فِيما بينَهُمْ فإذا نحنُ بجاريةٍ قدْ أقبلَتْ مِنْ بابِ المسجدِ تتخطَّى رقابَ المهاجرينَ والأنصارِ حتَّى وقفَتْ بإزاءِ عمرَ فقالتِ السلامُ عليكَ يا أميرَ المؤمنينَ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ فقال عمرُ وعليكِ السلامُ يا أمةَ اللهِ هلْ لكِ حاجةٌ قالتْ نعمْ أعظمُ الحوائجِ إليكَ خذْ ولدَكَ هذا مِنِّي فأنتَ أحقُّ بهِ ثمَّ رفعَتِ القناعَ فإذا على يدِها طِفلٌ فلمَّا نظرَ إليهِ عمرُ قال يا أمةَ اللهِ أسفِري عنْ وجهِكِ فأسفرَتْ فأطرقَ عمرُ وهوَ يقولُ لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العليِّ العظيمِ يا هذِهِ أنا لا أعرفُكِ فكيفَ يكونُ هذا وَلدي فبكتِ الجاريةُ حتَّى بلَّتْ خمارُها بالدموعِ ثمَّ قالتْ يا أميرَ المؤمنينَ إنْ لمْ يكنْ ولدَكَ مِنْ ظهرِكَ فهوَ ولدُ ولدِكَ قال أيُّ أَولادي قالتْ أبو شحمةَ قال أبحلالٍ أمْ بحرامٍ قالتْ مِنْ قِبَلي بحلالٍ ومِنْ جهتِهِ بحرامٍ قال عمرُ وكيفَ ذاكَ قالتْ يا أميرَ المؤمنينَ اسمعْ مقالَتي فواللهِ ما زدتُ عليكَ حرفًا ولا نقصْتُ فقالَ لها اتَّقى اللهَ ولا تَقولي إلا الصدقَ ثمَّ قالتْ يا أميرَ المؤمنينَ كنتُ في بعضِ الأيامِ مارَّةً في بعضِ حوائجِي إذ مررتُ بحائطٍ لبني النجارِ، فإذا أنا بصائحٍ يصيحُ مِنْ ورائِي فإذا أنا بولدِكَ أبي شحمةَ يتمايلُ سكرًا وكان قدْ شربَ عندَ مسيكةَ اليهوديِّ فلمَّا قربَ مِني توَاعدَني وهددَني وراودَني عنْ نفسِي وجرنِي إلى الحائطِ فسقطتُ وأغميَ عليَّ، فواللهِ ما أفقتُ إلا وقدْ نالَ منِّي ما ينالُ الرجلُ مِنِ امرأتِهِ فقمتُ وكتمتُ أَمري عنْ عمِّي وعنْ جيرانِي، فلمَّا تكاملَتْ أيامِي وانقضَتْ شُهوري وضربَني الطلقُ وأحسستُ بالولادةِ خرجتُ إلى موضعِ كذا وكذا فوضعتُ هذا الغلامَ فهممتُ بقتلِهِ ثمَّ ندمتُ على ذلكَ فاحكمْ بحكمِ اللهِ بَيني وبينَهُ قال ابنُ عباسٍ فأمرَ عمرُ مناديهِ فنادى فأقبلَ الناسُ يهرعونَ إلى المسجدِ ثمَّ قامَ عمرُ فقال يا معشرَ المهاجرينَ والأنصارِ لا تَتفرقوا حتَّى آتيكُمْ بالخبرِ ثمَّ خرجَ مِنَ المسجدِ وأنا معَهُ فنظرَ إليَّ وقال يا ابنَ عباسٍ أسرعْ معِي فجعلَ يسرعُ حتى قربَ مِنْ منزلِهِ فقرعَ البابَ فخرجتْ جاريةٌ كانتْ تخدمُهُ فلمَّا نظرَتْ إلى وجهِهِ وقدْ غلبَهُ الغضبُ قالتْ ما الذي نزلَ بِكَ قال يا هذهِ وَلدي أبو شحمةَ هاهنا قالتْ إنهُ على الطعامِ فدخلَ وقال لهُ كلْ يا بنيَّ فيوشكُ أنْ يكونَ هذا آخرَ زادِكَ مِنَ الدُّنيا قال ابنُ عباسٍ فرأيتُ الغلامَ وقدْ تغيرَ لونُهُ وارتعدَ وسقطَتِ اللقمةُ مِنْ يدِهِ فقال لهُ عمرُ يا بُنيَّ مَنْ أنا فقال أنتَ أَبي وأميرُ المؤمنينَ قال فلي عليكَ حقُّ طاعةٍ أمْ لا قال طاعتانِ مفروضتانِ أولهُمَا أنَّكَ والدي والأُخرى أنكَ أميرُ المؤمنينَ قال عمرُ بحقِّ نبيِّكَ وبحقِّ أبيكَ إنْ أسألُكَ عنْ شيءٍ إلا أخبرتَني قال يا أَبي لا أقولُ غيرَ الصدقِ قال هلْ كنتَ ضيفًا لنسيِكَ اليهوديِّ فشربْتَ الخمرَ عندَهُ وسكرتَ قال يا أبي قدْ كان ذلكَ وقدْ تبتُ قال يا بنيَّ رأسُ مالِ المذنبينَ التوبةُ ثمَّ قال يا بنيَّ أنشدُكَ اللهَ هلْ دخلتَ ذلكَ اليومَ حائطَ بَني النجارِ فرأيتَ امرأةً واقعتَها فسكتَ وبكَى وهوَ يَبكي ويلطمُ وجهَهُ فقال لهُ عمرُ لا بأسَ اصدقْ فإنَّ اللهَ يحبُّ الصادقينَ فقال يا أَبي قدْ كان ذلكَ والشيطانُ أَغواني وأنا تائبٌ نادمٌ فلمَّا سمعَ منهُ عمرُ ذلكَ قبضَ على يدِهِ ولبتِهِ وجرَّهُ إلى المسجدِ فقال يا أبتِ لا تَفضحني على رؤوسِ الخلائقِ خذِ السيفَ فاقطعْنِي هاهُنا إربًا إربًا قال أمَا سمعتَ قولَ اللهِ تَعالى وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ثمَّ جرَّهُ حتَّى أخرجَهُ إلى بينَ يديْ أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في المسجدِ وقال صدقَتِ المرأةُ وأقرَّ أبو شحمةَ بِمَا قالتْ وكان لهُ مملوكٌ يقالُ لهُ أفلحُ فقال لهُ يا أفلحُ إنَّ لي إليكَ حاجةً إنْ أنتَ قضيتَها فأنتَ حرٌّ لوجهِ اللهِ تَعالى فقال يا أميرَ المؤمنينَ مُرْني بأمرِكَ قال خذْ ابْني هذا فاضربْهُ مائةَ سوطٍ ولا تقصرْ في ضربِهِ فقال لا أفعلُهُ وبَكى وقال يا ليتَني لمْ تلدْني أُمي حيثُ أكلفُ ضربَ ولدِ سيدِي فقال لهُ عمرُ يا غلامُ إنَّ طاعَتي طاعةُ الرسولِ فافعلْ ما أمرتُكَ بهِ فانزعْ ثيابَهُ فضجَّ الناسُ بالبكاءِ والنحيبِ وجعلَ الغلامُ يشيرُ بإصبعِهِ إلى أبيهِ ويقولُ يا أبتِ ارحمْني فقال لهُ عمرُ وهوَ يَبكي ربُّك يرحمُكَ وإنَّما هذا كي يَرحمَني ويرحمَكَ ثمَّ قال يا أفلحُ اضربْ فضربَ أولَ سوطٍ فقال الغلامُ بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ فقال نِعمَ الاسمُ سميتَ يا بنيَّ فلمَّا ضربَهُ ثانيًا قال أوهُ يا أبتِ قال اصبرْ كما عصيتَ فلمَّا ضربَهُ ثالثًا قال الأمانُ الأمانُ قال عمرُ ربكَ يعطيكُ الأمانَ فلمَّا ضربَهُ رابعًا قال واغوثاهُ قال الغوثُ عندَ الشدةِ فلمَّا ضربَهُ قال الحمدُ للهِ قال لهُ عمرُ كذا يجبُ أنْ تحمدَهُ فلمَّا ضربهُ عشرًا قال يا أبتِ قتلتَني قال يا بنيَّ ذنبُكَ قتلَكَ فلمَّا ضربهُ ثلاثينَ قال أحرقتَ واللهِ قلبِي قال يا بنيَّ النارُ أشدُّ حرًا فلمَّا ضربَهُ أربعينَ قال يا أبتِ دعْني أذهبُ على وجهي قال يا بنىَّ إذا أخذتُ حدَّ اللهِ مِنْ جنبِكَ فاذهبْ حيثُ شئتَ فلمَّا ضربَهُ خمسينَ قال أنشدُكَ بالقرآنِ لما خلَّيتَني قال يا بنيَّ هلَّا وعظَكَ القرآنُ وزجرَكَ عنْ معصيةِ اللهِ يا غلامُ اضربْ فلما ضربَهُ ستينَ قال يا أَبي أغِثني قال يا بنيَّ إنَّ أهلَ النارِ إذا استغاثوا لمْ يُغاثوا فلمَّا ضربَهُ سبعينَ قال يا أبتِ اسقِني شربةً مِنْ ماءٍ قال يا بنيَّ إنْ كان ربُّكَ ليطهرُكَ فيسقيكَ محمدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ شربةً لا تظمأُ بعدها أبدًا يا غلامُ اضربْ فلمَّا ضربَهُ ثمانينَ قال يا أبتِ السلامُ عليكَ قال وعليكَ السلامُ إنْ رأيتَ محمدًا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأقرأْهُ مِنِّي السلامَ وقلْ لهُ خلفتُ عمرَ يقرأُ القرآنَ ويقيمُ الحدودَ يا غلامُ اضربْهُ فلمَّا ضربَهُ تسعينَ انقطعَ كلامُهُ وضعُفَ فوثبَ أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مِنْ كلِّ جانبٍ فقالوا يا عمرُ انظرْ كمْ بقيَ فأخرْهُ إلى وقتٍ آخرَ فقال كما لا تؤخرُ المعصيةُ لا تؤخرُ العقوبةُ وأتى الصريخُ إلى أمِّهِ فجاءَتْ باكيةً صارخةً وقالتْ يا عمرُ أحجُّ بكلِّ سوطٍ حجةً ماشيةً، وأتصدقُ بِكَذا وكذا درهمًا قال إنَّ الحجَّ والصدقةَ لا تنوبُ مِنَ الحدِّ يا غلامُ أتمَّ الحدَّ فلمَّا كان آخرُ سوطٍ سقطَ الغلامُ ميتًا فقال عمرُ يا بنيَّ محَّصَ اللهُ عنكَ الخَطايا وجعلَ رأسَهُ في حجرِهِ وجعلَ يَبكي ويقولُ بأبي مَنْ قتلَهُ الحقُّ بأبي مَنْ ماتَ عندَ انقضاءِ الحدِّ بأبي مَنْ لمْ يرحمْهُ أبوهُ وأقاربُهُ فنظرَ الناسُ إليهِ فإذا هوَ قدْ فارقَ الدُّنيا فلمْ يُرَ يومًا أعظمَ مِنهُ وضجَّ الناسُ بالبكاءِ والنحيبِ فلمَّا كان بعدَ أربعينَ يومًا أقبلَ عليهِ حذيفةُ بنُ اليمانِ صبيحةَ يومِ الجمعةِ فقال : إنِّي أخذتُ ورْدي مِنَ الليلِ فرأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في المنامِ وإذا الفَتى معَهُ وعليهِ حُلتانِ خضراوتانِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أقرئْ عمرَ منِّي السلامَ وقلْ لهُ هكذا أمرَكَ اللهُ أنْ تقرأَ القرآنَ وتقيمَ الحدودَ وقال الغلامُ يا حذيفةُ أقرئْ أبي مِنِّي السلامَ وقلْ طهرَكَ اللهُ كما طهرْتَني والسلامُ
خلاصة حكم المحدث : باطل موضوع
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الجورقاني | المصدر : الأباطيل والمناكير
الصفحة أو الرقم : 2/229 التخريج : أخرجه الجورقاني في ((الأباطيل والمناكير)) (577) واللفظ له، وابن الجوزي في ((الموضوعات)) (3/269)
التصنيف الموضوعي: حدود - إقامة الحد على الشريف والوضيع حدود - الحث على إقامة الحدود حدود - من أقر بالحد مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب حدود - حد الزنا
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

26 - ُ عن أبي هريرةَ أو غيره شكّ أبو جعفرُ في قولِ اللهِ عز وجل : { سُبْحَانَ الّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيلًا مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ، لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } قال : جاءَ جبريلُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعهُ ميكائيلُ، فقال جبريلُ لميكائيلَ : ائتنِي بطستٍ من ماءِ زمزمَ، كيْما أُطهرَ قلبهُ وأشرحَ له صدرهُ، قال : فشقَّ عنه بطنهُ، فغسلهُ ثلاثَ مراتٍ. واختلفَ إليهِ ميكائيلُ بثلاثِ طساسٍ من ماءِ زمزمَ فشرحَ صدرهَ ونزعَ ما كان فيهِ من غِلٍّ، وملأه حلما وعلما، وإيمانا ويقينا وإسلاما، وختمَ بين كتفيهِ بخاتمِ النبوةِ ثم أتاهُ بفرسٍ فحُمِلَ عليهِ، كلُّ خطوةٍ منهُ مُنتهى بصرهِ أو أَقصَى بصرهِ قال : فسارَ وسارَ معهُ جبريلُ عليهما السلام، قال : فأَتى على قومٍ يزرعونَ في يومٍ ويحصدونَ في يومٍ، كلما حصدوا عادَ كما كانَ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا جبريلُ، ما هذا ؟ قال : هؤلاءِ المُجاهدونَ في سبيلِ اللهِ، تُضاعفُ لهُم الحسنةُ بسبعمائةِ ضعفٍ، وما أنفقوا من شيء فهو يُخْلِفُه، وهو خيرُ الرازِقينَ ثم أتَى على قومٍ ترضخُ رؤوسهُم بالصخرِ، كلما رضختْ عادتْ كما كانتْ، ولا يُفتّرُ عنهم من ذلكَ شيء فقال : ما هؤلاءِ يا جبريلُ ؟ قال : هؤلاءِ الذينَ تتثاقلُ رؤوسهُم عن الصلاةِ المكتوبة ِ. ثم أَتَى على قومٍ على أقبالهٍم رِقاعٌ وعلى أدبارهِم رِقاعٌ، يسرحُونَ كما تسرحُ الإبلُ والنعم، ويأكلونَ الضريعَ والزقومَ ورضفَ جهنمَ وحجارتُها، قال : ما هؤلاءِ يا جبريلُ ؟ قال : هؤلاءِ الذين لا يؤدُّونَ صدقاتِ أموالهِم، وما ظلمهُم اللهُ شيئا، وما الله بظلّامٍ للعبِيدِ. ثم أَتى على قَوْمٍ بينَ أيديهم لحمٌ نضيجٌ في قدرٍ، ولحمٌ آخرُ نيىء في قدرٍ خبيثٍ، فجعلوا يأكلونَ من النيّىءِ الخبيثِ ويدعونَ النضيجَ الطيبَ، فقال : ما هؤلاءِ يا جبريلُ ؟ فقال : هذا الرجلُ من أمتكَ، تكونُ عندهُ المرأَةُ الحلال الطيبُ، فيأتي امرأةً خبيثةً فيبيتُ عندها حتى يصبِحَ، والمرأَةُ تقومُ من عندِ زوجها حلالا طيّبا، فتأتِي رجلا خبيثا فتبيتُ معهُ حتى تصبحَ. قال : ثم أتى على خشبةٍ على الطريقِ، لا يمرُّ بها ثوبٌ إلا شقتهُ، ولا شيء إلا خرقتهُ، قال : ما هذا يا جبريلُ ؟ قال : هذا مثل أقوامٍ من أمتكَ، يقعدونَ على الطريقِ يقطعونهُ، ثم تلا : { وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوْعِدُونَ } قال : ثم أتى على رجلٍ قد جمعَ حزمةَ حطبٍ عظيمةٍ لا يستطيعُ حملهُا، وهو يزيدُ عليها، فقال : ما هذا يا جبريلُ ؟ فقال : هذا الرجلُ من أمتكَ يكون عليهِ أماناتُ الناسِ لا يقدرُ على أدائها، وهو يريدُ أن يحملَ عليها. ثم أتى على قومٍ تُقرضُ ألسنتهُم وشفاهُم بمقارِيضَ من حديدٍ، كلما قُرضتْ عادت كما كانتْ، لا يُفتّر عنهم من ذلكَ شيء، قال : ما هؤلاء يا جبريلُ ؟ قال : هؤلاءِ خطباءُ الفتنةِ. ثم أتى على جحرٍ صغيرٍ يخرجُ منه ثورٌ عظيمٌ، فجعل الثورُ يريدُ أن يرجعَ من حيثُ خرجَ، فلا يستطيعُ، فقال : ما هذا يا جبريلُ ؟ فقال : هذا الرجلُ يتكلّمُ بالكلمةِ العظيمةِ، ثم يندمُ عليها فلا يستطيعُ أن يردها. ثم أتى على وادٍ فوجدَ ريحا طيّبة بارِدةً، وريُْحُ مسكٍ، وسمعَ صوتا، فقال : يا جبريلُ، ما هذه الريحُ الطيبةُ الباردةُ ؟ وما هذا المسكُ ؟ وما هذا الصوتُ ؟ قال : هذا صوتُ الجنةِ، تقول : يا رب، آتنِي ما وعدتَني فقد كثَّرتْ غرفِي، وإستبرقي وحريرِي وسُندسِي، وعبقَريّي ولُؤلؤي ومُرجاني، وفضَّتي وذهبِي، وأكوابي وصحافي، وأباريقي ومراكبي، وعسلي ومائي وخمري ولبني فآتني ما وعدتني. فقال : لكِ كل مسلمٍ ومسلمةٍ، ومؤمنٍ ومؤمنةٍ، ومن أمنَ بي وبرسُلِي وعملَ صالحا ولم يشركْ بي، ولم يتخذْ من دوني أندادا. ومن خشيني فهو آمنٌ، ومن سألني أعطيتُهُ، ومن أقرضَنِي جزيتهُ، ومن توكلَ علي كفيتُهُ، إني أنا اللهُ، لا إله إلا أنا، لا أُخلفُ الميعادَ، وقد أفلحَ المؤمنونَ وتباركَ اللهُ أحسنُ الخالقينَ. قالتْ : قد رضيتُ. قال : ثم أتى على وادٍ فسمعَ صوتا منكرا، ووجدَ ريحا منتنةً ، فقال : ما هذهِ الريحُ يا جبريلُ ؟ وما هذا الصوتِ ؟ فقال : هذا صوتُ جهنمَ، تقول : يا رب، آتني ما وعدتني، فقد كثرتْ سلاسِلِي وأغلالي، وسعيري وحميمي، وضريعي، وغَسّاقي وعذابي، وقد بعدُ قَعْرِي واشتدَّ حَرّي، فآتني كل ما وعدتني. فقال : لكِ كل مشركٍ ومشركةٍ، وكافرٍ وكافرةٍ، وكل خبيثٍ وخبيثةٍ وكل جبّارٍ لا يؤمنُ بيومِ الحسابِ. قالت : قد رضيتُ. قال : ثم سارَ حتى أتى بيتَ المقدسِ، فنزل فربطَ فرسهُ إلى صخرةٍ، ثم دخلَ فصلى مع الملائكةِ، فلما قضيتُ الصلاةَ قالوا : يا جبريلُ، من هذا معكَ ؟ قال : محمد صلى الله عليه وسلم. قالوا : أوقدْ أرسلَ محمد ؟ قال : نعم. قالوا : حيّاهُ الله من أخٍ ومن خليفةٍ، فنعمَ الأخُ ونعمَ الخليفةُ، ونعمَ المجيء جاء. قال : ثم لقي أرواحَ الأنبياءِ، فأثنوا على ربهم، فقال إبراهيمُ : الحمدُ للهِ الذي اتخذني خليلا، وأعطاني مُلكا عظيما، وجعلني أمّةً قانتا يُؤْتَمُّ بي، وأنْقَذَنِي من النار، وجعلها عليّ بردا وسلاما. ثم إن موسى عليه السلام أثنى على ربهِ عز وجلَ فقال : الحمدُ للهِ الذي كلمني تكليما، وجعلَ هلاكَ آل فرعونَ ونجاةَ بني إسرائيلَ على يديَّ، وجعلَ من أمتي قوما يهدُونَ بالحقِّ وبه يعدِلونَ. ثم إن داود عليه السلام أثنى على ربهِ فقال : الحمدُ للهِ الذي جعل لي ملكا عظيما، وعلّمني الزبورَ، وألانَ لي الحديدَ، وسخَّرَ لي الجبالَ يُسبّحنَ والطيرَ، وأعطاني الحكمةَ وفصْلَ الخِطَابِ. ثم إن سليمان عليه السلام أثنى على ربه فقال : الحمدُ للهِ الذي سخّرَ لي الرياحَ، وسخرَ لي الشياطينَ يعملونَ لي ما شئتُ من محاريبَ وتماثيلَ، وجفانٍ كالجوابِ وقدُورٍ راسياتٍ، وعلّمني مَنْطِقَ الطيرِ، وآتاني من كل شيءٍ فضلا، وسخرَ لي جنودَ الشياطينِ والإنسِ والطيرِ، وفضلني على كثيرٍ من عبادهِ المؤمنينَ، وآتاني ملكا عظيما لا ينبغي لأحدٍ من بعدي، وجعل ملكي ملكا طيبا ليسَ فيه حسابٌ. ثم إن عيسى عليه السلام أثنى على ربه عز وجل فقال : الحمدُ للهِ الذي جعلني كلمتهُ، وجعل مثلي مثلُ آدمَ، خلقهَ من ترابٍ ثم قال له : كنْ فيكونَ، وعلمني الكتابَ والحكمةَ والتوراةَ والإنجيلَ، وجعلني أَخلُقُ من الطينِ كهيئةِ الطيرِ فأنفخُ فيهِ فيكون طيرا بإذنِ اللهِ، وجعلني أبْرئُ الأكمهَ والأبرصَ وأحيي الموتَى بإذنهِ، ورفعني وطهرني، وأعاذني وأمي من الشيطانِ الرجيمِ، فلم يكن للشيطانِ علينا سبيلٌ. قال : ثم إنَّ محمدا صلى الله عليه وسلم أثنى على ربه عز وجل فقال : فكلكم أثنى على ربِّهِ، وإنني مثنٍ على ربي فقال : الحمدُ للهِ الذي أرسلني رحمةً للعالمينَ، وكافة للناس بشيرا ونذيرا، وأنزلَ عليّ الفرقانَ فيه بيانٌ لكل شيءٍ، وجعل أمتي خيرَ أمةٍ أخرجتْ للناسِ، وجعل أمتي أمةً وسطا، وجعل أمتي هم الأولينَ وهم الآخرينَ، وشرحَ لي صدري، ووضعَ عني وِزْرِي، ورفعَ لي ذِكْري، وجعلني فاتحا وخاتما. فقال إبراهيم : بهذا فضلكم محمدٌ صلى الله عليه وسلم. قال أبو جعفر الرازي : خاتِمُ النبوة فاتِحُ بالشفاعةِ يومَ القيامةِ. ثم أتي بآنيةٍ ثلاثةٍ مغطاةٌ أفواهها، فأتي بإناءٍ منها فيه ماءٌ فقيل : اشربْ. فشربَ منه يسيرا، ثم دفعَ إليه إناءٌ آخرَ فيه لبنٌ، فقيل له : اشربْ فشربَ منه حتى رُوِيَ. ثم دفعَ إليهِ إناءٍ آخر فيه خمرٌ فقيل له : اشربْ. فقال : لا أُريدُهُ قد رويتُ. فقال له جبريل : أما إنها ستحَرّمُ على أمتكَ، ولو شربتَ منها لم يتبعكَ من أمتك إلا قليلٌ. قال : ثم صعدَ بهِ إلى السماءِ فاستفتحَ، فقيلَ له : من هذا يا جبريلُ ؟ فقال : محمد. قالوا : أوقدْ أرسلَ ؟ قال : نعم. قالوا : حيّاهُ اللهُ من أخٍ ومن خَليفَةٍ، فنِعْم الأخُ ونِعَْمَ الخليفةُ، ونعم المجيءُ جاءَ، فدخل فإذا هو برجلٍ تامِّ الخلقِ، لم ينقصْ من خلقهِ شيء كما ينقصْ من خلقِ الناسِ، عن يمينهِ بابٌ يخرجُ منه ريحٌ طيبةٌ، وعن شمالهِ بابٌ يخرجُ منه ريحٌ خبيثةٌ، إذا نظر إلى البابَ الذي عن يمينهِ ضحكَ واستبشرَ، وإذا نظرَ إلى البابِ الذي عن يسارهِ بكى وحزنَ، فقلتُ : يا جبريلُ، من هذا الشيخُ التامُّ الخلقِ الذي لم ينقصْ من خلقهِ شيء ؟ وما هذان البابانِ ؟ فقال : هذا أبوكَ آدمُ، وهذا البابِ الذي عن يمينهِ بابُ الجنةِ، إذا نظرَ إلى من يدخلُ من ذريتهِ ضحك واستبشرَ، والباب الذي عن شمالهِ بابُ جهنمَ، إذا نظرَ إلى من يدخلهُ من ذريتهِ بكى وحزنَ. ثم صعدَ به جبريلُ إلى السماءِ الثانيةِ فاستفتحَ، فقيلَ : من هذا معكَ ؟ فقال : محمدٌ رسولُ اللهِ. قالوا : أو قدْ أرسلَ محمدٌ ؟ قال : نعم. قالوا : حياهُ اللهُ من أخٍ ومن خليفةٍ، فلنعمَ الأخُ ولنعمَ الخليفةُ، ونِعْمَ المجيءُ جاءَ. قال : فدخلَ، فإذا هو بشابينِ فقال : يا جبريلُ، من هذانِ الشابانِ ؟ قال : هذا عيسى بن مريمَ، ويحيى بن زكريا، ابنا الخالةِ عليهما السلامُ. قال : فصعدَ بهِ إلى السماءِ الثالثةِ فاستفتحَ، فقالوا من هذا ؟ قال : جبريلُ. قالوا : ومن معك ؟ قال : محمدٌ. قالوا : أو قدْ أرسلَ ؟ قال : نعم. قالوا : حياهُ اللهُ من أخٍ ومن خليفةٍ، فنعمَ الأخُ ونعمَ الخليفةُ، ونعمَ المجيءُ جاءَ. قال : فدخلَ فإذا هو برجلٍ قد فُضِّلَ على الناسِ في الحُسْنِ، كما فضلَ القمرُ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ، قال : من هذا يا جبريلُ الذي فُضِّلَ على الناسِ في الحُسْنِ ؟ قال : هذا أخوكَ يُوسُفُ عليهِ السلامُ. قال : ثم صعدَ بهِ إلى السماءِ الرابعةِ فاستفتحَ، فقالوا : من هذا ؟ قال : جبريلُ، قالوا : ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ، قالوا : أوقدْ أرسلَ ؟ قال : نعم. قالوا : حياهُ اللهُ من أخٍ ومنْ خليفةٍ، فنعمَ الأخُ ونعمَ الخليفةُ، ونعمَ المجيءُ جاءَ قال : فدخل، فإذا هو برجلٍ، قال : من هذا يا جبريلُ ؟ قال : هذا إدْريسُ، رفعهُ اللهُ مكانا عليّا. ثم صعدَ بهِ إلى السماءِ الخامسةِ فاستفتحَ، فقالوا : من هذا ؟ قال : جبريلُ. قالوا : ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ، قالوا أوقدْ أرسلَ ؟ قال : نعم. قالوا : حياهُ اللهُ من أخٍ ومن خليفةٍ، فنعمَ الأخُ ونعمَ الخليفةُ، ونعمَ المجيءُ جاءَ. ثم دخل فإذا هو برجلٍ جالسٍ وحولهُ قومٌ يقصُ عليهِم، قال : من هذا يا جبريلُ ؟ ومن هؤلاءِ حولهُ ؟ قال : هذا هارُونُ المُحبّبُ في قومهِ، وهؤلاءِ بنو إسرائيلَ. ثم صعدَ به إلى السماءِ السادسةِ فاستَفتحَ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريلُ. قالوا ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ، قالوا : أوقد أرسلَ ؟ قال : نعم. قالوا : حياهُ اللهُ من أخٍ ومن خليفةٍ، فنعمَ الأخُ ونعمَ الخليفةُ، ونعمَ المجيءُ، فإذا هو برجلٍ جالسٍ، فجاوزهُ فبكى الرجلُ، فقال : يا جبريلُ، من هذا ؟ قال : موسى. قال : فما بالهُ يبْكِي ؟ قال : زعمَ بنو إسرائيلَ أني أكرمُ بني آدمَ على اللهِ عز وجل، وهذا رجلٌ من بني آدمَ قد خلفَنِي في دنيا، وأنا في أخرى، فلو أنه بنفسهِ لم أُبَالِ، ولكن مع كل نبي أمتهِ. قال : ثم صعدَ بهِ إلى السماءِ السابعةِ فاستفتح، فقيلَ لهُ : من هذا ؟ قال : جبريلُ. قيل : ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ. قالوا : أوقدْ أرسلَ ؟ قال : نعم. قالوا : حياهُ اللهُ من أخٍ ومن خليفةٍ، فنعمَ الأخُ ونعمَ الخليفةُ، ونعمَ المجيءُ جاءَ. قال : فدخل، فإذا هو برجلٍ أشْمَطَ جالسٌ عند بابَ الجنةِ على كرسِيّ، وعندهُ قومٌ جلوسٌ بيضُ الوجوهِ أمثالُ القراطيسِ، وقومٌ في ألوانهِم شيء، فقامَ هؤلاءِ الذين في ألوانهِم شيء فدخلوا نهرا فاغْتسلوا فيهِ فخرجوا وقد خَلُصَ من ألوانهِم شيء، ثم دخلوا نهرا آخر فاغتسلوا فيهِ، فخرجوا وقد خَلُصَ من ألوانهم شيءٌ، ثم دخلوا نهرا آخر فاغتسلوا فيه، فخرجوا وقد خَلُصَتْ ألوانهم فصارتْ مثل ألوانِ أصحابهم، فجاءوا فجلسوا إلى أصحابهم، فقال : يا جبريلُ، من هذا الأشمطُ ؟ ثم من هؤلاءِ البيضُ الوجوهِ ؟ ومن هؤلاءِ الذين في ألوانهم شيء وما هذهِ الأنهارُ التي دخلوا فيها فجاءوا وقد صفتْ ألوانهم ؟ قال : هذا أبوكَ إبراهيمُ، أولُ من شمّطَ على الأرضِ، وأما هؤلاء البيضِ الوجوهِ فقوم لم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ. وأما هؤلاءِ الذينَ في ألوانهم شيء، فقومٌ خلطوا عملا صالحا وآخرَ سيئا، فتابوا فتابَ اللهٌ عليهم، وأما الأنهارٌ فأولها رحمةُ اللهِ، والثاني نعمةُ اللهِ، والثالثُ سقاهم ربهم شرابا طهورا. قال : ثم انتهى إلى السدرةِ فقيل له : هذهِ السدرةُ ينْتَهِي إليها كلّ أحدٍ خلا من أمتكَ على سنتكَ.. فإذا هي شجرة يخرج من أصلها أنهارٌ من ماءٍ غير آسِنٍ ، وأنهارٌ من لبنٍ لم يتغيَّرْ طعمُهُ، وأنهارٌ من خمرٍ لذَّةٍ للشاربينَ، وأنهارٌ من عسلٍ مُصفَّى، وهي شجرةٌ يسيرُ الراكبُ في ظلها سبعينَ عاما لا يقطعها، والورقةُ منها مُغطَّيةٌ للأُمةِ كلها، قال : فغشيها نورُ الخلّاقِ عز وجل، وغشيَتها الملائكةُ أمثالَ الغِرْبانِ حين يقعنَ على الشجرةِ، قال : فكلّمهُ تعالى عند ذلكَ، قالَ له : سلْ، قال : إنكَ اتخذتَ إبراهيمَ خليلا، وأعطيتهُ ملكا عظيما، وكلمتَ موسى تكليما، وأعطيتَ داودَ ملكا عظيما، وألنتَ له الحديدَ، وسخرتَ له الجبالَ، وأعطيتَ سليمانَ ملكا، وسخرتَ له الجنَّ والإنسَ والشياطينَ، وسخرتَ له الرياحَ، وأعطيتهَ ملكا عظيما لا ينبغي لأحدٍ من بعدهِ. وعلمَّتَ عيسى التوراةَ والإنجيلَ، وجعلتهُ يُبرئُ الأكمهَ والأبرصَ ويحيي الموتَى بإذنكَ، وأعذتهُ وأمهُ من الشيطانِ الرجيم، فلم يكنْ للشيطانِ عليهما سبيلٌ. فقال له ربهُ عز وجلَ : وقد اتخذتُكَ خليلا وهو مكتوبٌ في التوراةِ : حبيبُ الرحمنِ وأرسلتكَ إلى الناسِ كافّة بشيرا ونذيرا، وشرحتُ لكَ صدركَ، ووضعتُ عنكَ وزركَ، ورفعتُ لك ذكركَ، فلا أُذْكَر إلا ذُكِرْتَ معي، وجعلتُ أمتكَ خيرُ أمةٍ أخرجتْ للناسِ، وجعلتُ أمتكَ أمةً وسطا، وجعلتُ أمتكَ هم الأولينَ والآخرينَ، وجعلتُ أمتكَ لا تجوزُ لهم خطبةٌ حتى يشهدوا أنكَ عبدي ورسولي، وجعلتُ من أمتكَ أقواما قلوبهُم أناجيلهُم، وجعلتكَ أولَ النبيينَ خلقا وآخرهُم بعثا، وأولهُم يقضى لهُ. وأعطيتكَ سبعا من المثاني لم يعطها نبي قبلكَ، وأعطيتكَ خواتيمَ سورةِ البقرةِ من كنزٍ تحتَ العرشِ لم أعطِها نبيا قبلكَ، وأعطيتكَ الكوثرَ، وأعطيتكَ ثمانيةَ أسهمٍ : الإسلامُ، والهجرةُ، والجهادُ، والصدقةُ، والصلاةُ، وصومُ رمضانَ، والأمرُ بالمعروفِ، والنهيُ عن المنكرِ. وجعلتكَ فاتحا وخاتما. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فضَّلنِي ربي بستٍّ : أعطاني فواتحِ الكلامِ وخواتيمهَ، وجوامعَ الحديثِ، وأرسلني إلى الناسِ كافةً بشيرا ونذيرا. وقذفَ في قلوبِ عدوي الرعبَ من مسيرةِ شهرٍ، وأُحِلّتْ لي الغنائمَ ولم تُحلّ لأحدٍ قبلي، وجُعِلَتْ لي الأرض كلها طهورا ومسجدا. قال : وفرضَ عليهِ خمسينَ صلاةً. فلما رجعَ إلى موسى قال : بمَ أُمِرْتَ يا محمدُ ؟ قال : بخمسينَ صلاةً. قال : ارجعْ إلى ربكَ فاسألهُ التخفيفَ، فإن أمتكَ أضعفُ الأممِ فقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شِدّةً، قال : فرجعَ النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربهِ عز وجل فسألهُ التخفيفَ، فوضعَ عنه عشرا. ثم رجعَ إلى موسى فقال : بكم أمرتَ ؟ قال : بأربعينَ. قال ارجع إلى ربكَ فاسألهُ التخفيفَ، فإن أمتكَ أضعفُ الأمم ِ، وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدةً قال : فرجعَ النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربهِ فسألهُ التخفيفَ، فوضعَ عنه عشرا، فرجع إلى موسى فقال : بكم أمرتَ ؟ قال : أمرتُ بثلاثينَ. فقال له موسى : ارجع إلى ربكَ فاسألهُ التخفيفَ فإن أمتكَ أضعفُ الأممِ وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدةً قال : فرجعَ إلى ربهِ فسألهَ التخفيفَ، فوضعَ عنه عشرا. فرجعَ إلى موسى فقال. بكم أمرتَ ؟ قال : أمرتُ بعشرينَ. قال : ارجع إلى ربكَ فاسألهُ التخفيفَ، فإن أمتكَ أضعفُ الأممِ، وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدةً. قال : فرجعَ إلى ربهِ فسألهَ التخفيفَ، فوضعَ عنه عشرا. فرجعَ إلى موسى فقال : بكم أمرتَ ؟ قال : أمرتُ بعشرٍ. قال : ارجع إلى ربكَ فاسألهُ التخفيفَ، فإن أمتكَ أضعفُ الأممِ، وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدةً. قال : فرجعَ على حياءٍ إلى ربهِ، فسألهُ التخفيفَ فوضع عنه خمسا. فرجع إلى موسى فقال : بكم أمرتَ ؟ قال : بخَمْسٍ. فقال : ارجع إلى ربكَ فاسألهُ التخفيفَ، فإن أمتكَ أضعفُ الأممِ، وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدةً، قال : قد رجعتُ إلى ربي حتى استحييْتُ، فما أنا راجعٌ إليهِ. قيل : أما إنكَ كما صبرتَ نفسكَ على خمسِ صلواتٍ، فإنهنّ يُجزينَ عنكَ خمسينَ صلاة، فإن كل حسنةٍ بعشرِ أمثالها، قال : فرضي محمدٌ صلى الله عليه وسلم كل الرضا، قال : وكانَ موسى عليه السلام من أشدهم عليهِ حين مرَّ بهِ، وخيرهِم لهُ حين رجعَ إليهِ
خلاصة حكم المحدث : فيها غرابة ، [ فيه ] أبو جعفر الرازي ضعفه غير واحد
الراوي : أبو هريرة أو غيره | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 5/31 التخريج : أخرجه الطبري في ((التفسير)) (14/424) واللفظ له، وأخرجه البزار (9518)، وابن أبي حاتم في ((التفسير)) (13521) باختلاف يسير من حديث أبي هريرة
التصنيف الموضوعي: أنبياء - خصائص وفضائل تفسير آيات - سورة الإسراء صلاة - صفة الصلاة التي فرضت بعد المعراج فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - الإسراء والمعراج فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خصائصه صلى الله عليه وسلم
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

27 - إذا جمَعَ اللهُ عزَّ وجلَّ الخَلائقَ يومَ القيامةِ نادى مُنادٍ: أينَ أهلُ الفَضْلِ؟ فيقومُ ناسٌ -وهُمْ (يسيرٌ)- فينطلِقونَ إلى الجنَّةِ سِراعًا، فتَتْلوهُمُ الملائكةُ، فيقولونَ: إنَّا رأيْناكُمْ سِراعًا إلى الجَنَّةِ، فمَن أنتم؟ فيقولونَ: نحنُ أهلُ الفضلِ، فيقولونَ: وما فَضْلُكم؟ فيقولونَ: كُنَّا إذا ظُلِمْنا صَبَرْنا، وإذا أُسِيءَ إلينا عَفَوْنا، وإذا جُهِلَ علينا حَلُمْنا، فيُقالُ لهم: ادخُلوا الجنَّةَ، فنِعْمَ أجْرُ العامِلينَ، ثمَّ يُنادي مُنادٍ: أينَ أهلُ الصَّبرِ؟ [فيقومُ] ناسٌ -وهُمْ (يسيرٌ)- فينطلِقونَ إلى الجنَّةِ سِراعًا، قال: فيَتَلَقَّوْهُمُ الملائكةُ، [فيقولونَ:] إنَّا نَراكُمْ سِراعًا إلى الجنَّةِ، مَن أنتم؟ فيقولونَ: نحنُ أهلُ الصَّبرِ، فيقولونَ: وما صَبْرُكم؟ فيقولونَ: كُنَّا نَصْبِرُ على طاعةِ اللهِ تعالى، وكُنَّا نَصْبِرُ عن معاصي اللهِ عزَّ وجلَّ، فيُقالُ لهم: ادخُلوا الجنَّةَ، فنِعْمَ أجرُ العامِلينَ، ثمَّ يُنادي مُنادٍ: أين المُتَحابُّونَ في اللهِ تعالى؟ -أو قال: في ذاتِ اللهِ عزَّ وجلَّ، شكَّ أبو مُحمَّدٍ-، فيقومُ ناسٌ وهُمْ (يسيرٌ) فينطلِقونَ إلى الجنَّةِ سِراعًا، فتَلَقَّاهُمُ الملائكةُ، فيقولونَ: نحنُ المُتحابُّونَ في اللهِ عزَّ وجلَّ -أو: في ذاتِ اللهِ عزَّ وجلَّ-، فيقولونَ: وما كان تحابُّكم؟ فيقولونَ: كُنَّا نَتَحابُّ في اللهِ، ونَتَزاورُ في اللهِ تعالى، ونَتعاطَفُ في اللهِ تعالى، ونَتَناوَلُ في اللهِ، فيُقالُ لهم: ادخُلوا الجنَّةَ، فنِعْمَ أجْرُ العامِلينَ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ثمَّ يَضَعُ اللهُ عزَّ وجلَّ الموازينَ للحسابِ بعدما يدخُلُ هؤلاءِ الجنَّةَ.
خلاصة حكم المحدث : ضعيف
الراوي : [جد عمرو بن شعيب] | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : المطالب العالية
الصفحة أو الرقم : 5/127 التخريج : أخرجه ابن أبي الدنيا في ((الصبر والثواب)) (5)، وأبو يعلى كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (8/203)، وكما في ((المطالب العالية)) لابن حجر (5/43) واللفظ له، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (8086).
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الحب في الله رقائق وزهد - الحلم رقائق وزهد - الصبر على البلاء مظالم - عفو المظلوم جنة - الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

28 - قدِم الجارودُ بنُ عبدِ اللهِ وكان سيِّدًا في قومِه مطاعًا عظيمًا في عشيرتِه مطاعَ الأمرِ رفيعَ القدرِ عظيمَ الخطرِ ظاهرَ الأدبِ شامخَ الحسبِ بديعَ الجمالِ حسنَ الفِعالِ ذا منْعةٍ ومالٍ في وفدِ عبدِ القيسِ من ذَوِي الأخطارِ والأقدارِ والفضلِ والإحسانِ والفصاحةِ والرُّهبانِ كان رجلٌ منهم كالنَّخلةِ السَّحوقِ على ناقةٍ كالفحلِ العتيقِ قد جنَبوا الجيادَ وأعدُّوا للجِلادِ مُجدِّين في مسيرِهم حازمين في أمرِهم يسيرون ذميلًا يقطعون ميلًا فميلًا حتَّى أناخوا عند مسجدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأقبل الجارودُ على قومِه والمشايخِ من بني عمِّه فقال يا قومِ هذا محمَّدٌ الأغرُّ سيِّدُ العربِ وخيرُ ولدِ عبدِ المطَّلبِ فإذا دخلتم عليه ووقفتم بين يدَيْه فأحسِنوا عنده السَّلامَ وأقلُّوا عنده الكلامَ فقالوا بأجمعِهم أيُّها الملكُ الهمامُ والأسدُ الضُّرغامُ لن نتكلَّمَ إذا حضرتَ ولن نُجاوزَ ما أمرتَ فقُلْ ما شئتَ فإنَّا سامعون اعمَلْ ما شئتَ فإنَّا تابعون وقال الصَّابونيُّ مُبايعون فنظر الجارودُ في كلِّ كَمِيٍّ صِنديدٍ قد دوَّموا العمائمَ وتزيُّوا بالصَّوارمِ يجرُّون أسيافَهم ويستحِبون أذيالَهم يتناشدون الأشعارَ ويتذاكرون مناقبَ الأخيارِ لا يتكلَّمون طويلًا ولا يسكُتون عِيًّا إن أمرهم ائتَمروا وإن زجرهم ازدجروا وقال الصَّابونيُّ انزجروا كأنَّهم أُسدٌ يقدُمُها ذو لبْدةٍ مهولٌ حتَّى مثُلوا بين يديِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلمَّا دخل القومُ المسجدَ وأبصرهم أهلُ المشهدِ دلَف الجارودُ أمامَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وحسَر لِثامَه وأحسن سلامَه ثمَّ أنشأ يقولُ يا نبيَّ الهدَى أتتك رجالٌ قطعت فدْفدًا وآلًا فآلًا وقال البيهقيُّ مهمهًا وطوت نحوَك الصَّحاصِحَ طُرًّا لا تخالُ الكِلالَ قبلُ كِلالًا كلُّ دهماءَ يقصُرُ الطَّرفُ عنها أرقَلتها قِلاصُنا إرقالًا وطوتها الجيادُ تُحمْحِمُ فيها بكُماةٍ كأنجُمٍ تتلالا تبتغي دفعَ بأسِ يومٍ عبوسٍ أوجَلِ القلبِ ذِكرُه ثمَّ هالا فلمَّا سمِع النَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ فرِح فرحًا شديدًا وقرَّبه وأدناه ورفع مجلسَه وحيَّاه وأكرمه وقال يا جارودُ لقد تأخَّر بك وبقومِك الموعِدُ وطال بكم الأمَدُ قال واللهِ يا رسولَ اللهِ لقد أخطأ من أخطأك قصدَه وعدِم رُشدَه وتلك أيمُ اللهِ أكبرُ خيبةٍ وأعظمُ حويَةٍ والرَّائدُ لا يكذبُ أهلَه ولا يغُشُّ نفسَه لقد جئتَ بالحقِّ ونطقتَ بالصِّدقِ والَّذي بعثك بالحقِّ نبيًّا واختارك للمؤمنين وليًّا لقد وجدتُ وصفَك في الإنجيلِ ولقد بشَّر بك ابنُ البتولِ فطوَّل التَّحيَّةَ لك والشُّكرَ لمن أكرمك وأرسلك لا أثرَ بعد عينٍ ولا شكَّ بعد يقينٍ مُدَّ يدَك فأنا أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّك محمَّدٌ رسولُ اللهِ قال فآمن الجارودُ وآمن من قومِه كلُّ سيِّدٍ فسُرَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سرورًا وابتهج حُبورًا وقال يا جارودُ هل في جماعةِ وفدِ عبدِ القيسِ من يعرِفُ لنا قَسًّا قال كلُّنا نعرفُه يا رسولَ اللهِ وأنا من بين قومي كنتُ أقفو أثرَه وأطلب خبرَه كان قَسٌّ سبطًا من أسباطِ العربِ صحيحَ النَّسبِ فصيحًا إذا خطب ذا شيبةٍ حسنةٍ عُمِّر سبعَمائةِ سنةٍ يتقفَّرُ القِفارَ لا تُكِنُّه دارٌ ولا يُقرُّه قرارٌ يتحسَّى في تقفُّرِه بيضَ النَّعامِ ويأنسُ بالوحشِ والهوامِّ يلبسُ المُسوحَ ويتبَعُ السِّياحَ على منهاجِ المسيحِ لا يفتُرُ من الرَّهبانيَّةِ يُقرُّ للهِ تعالَى بالوحدانيَّةِ يُضرَبُ بحكمتِه الأمثالُ ويُكشفُ به الأهوالُ وتتبعه الأبدالُ أدرك رأسَ الحواريِّين سمعانَ فهو أوَّلُ من تألَّه من العربِ وأعبدُ من تعبَّد في الحِقَبِ وأيقَن بالبعثِ والحسابِ وحذَّر سوءَ المُنقَلَبِ والمآبِ ووعَظ بذِكرِ الموتِ وأمر بالعملِ قبل الفوْتِ الحسنِ الألفاظِ الخاطبِ بسوقِ عُكاظٍ العالمِ بشرقٍ وغربٍ ويابسٍ ورطْبٍ أُجاجٍ وعذبٍ كأنِّي أنظرُ إليه والعربُ بين يدَيْه يُقسِمُ بالرَّبِّ الَّذي هو له ليبلغنَّ الكتابُ أجلَه وليوفينَّ كلُّ عاملٍ عملَه وأنشأ يقولُ هاج للقلبِ من جَواه ادِّكار وليالٍ خلالَهنَّ نهارُ ونجومٌ يحُثُّها قمرُ اللَّيلِ وشمسٌ في كلِّ يومٍ تُدارُ ضوؤُها يطمِسُ العيونَ وإرعادٌ شديدٌ في الخافقَيْن مُطارُ وغلامٌ وأشمطُ ورضيعٌ كلُّهم في التُّرابِ يومًا يُزارُ وقصورٌ مشيدةٌ حوَت الخيرَ وأخرَى خلت لهنَّ قِفارُ وكثيرٌ ممَّا يقصُرُ عنه جوسةُ النَّاظرِ الَّذي لا يحارُ والَّذي قد ذكرتُ دلَّ على اللهِ نفوسًا لها هدًى واعتبارُ فقال النَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ على رِسلِك يا جارودُ فلستُ أنساه بسوقِ عُكاظٍ على جملٍ له أورقَ وهو يتكلَّمُ بكلامٍ مُوثَّقٌ ما أظنُّ أنِّي أحفظُه فهل فيكم يا معشرَ المهاجرين والأنصارِ من يحفَظُ لنا منه شيئًا وقال الصَّابونيُّ يحفظُه فوثب أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضِي اللهُ تعالَى عنه قائمًا فقال يا رسولَ اللهِ إنِّي أحفظُه وكنتُ حاضرًا ذلك اليومَ بسوقِ عُكاظٍ حين خطب فأطنب ورغَّب ورهَّب وحذَّر وأنذَر وقال في خطبتِه أيُّها النَّاسُ اسمعوا وعُوا وإذا وعيتم فانتفعوا إنَّه من عاش مات ومن مات فات وكلُّ ما هو آتٍ آتٍ نباتٌ ومطرٌ وأرزاقٌ وأقواتٌ وآباءٌ وأمَّهاتٌ وأحياءٌ وأمواتٌ جميعٌ وأشتاتٌ وآياتٌ بعد آياتٍ إنَّ في السَّماءِ لخبرًا وإنَّ في الأرضِ لعِبرًا ليلٌ داجٍ وسماءٌ ذاتُ أبراجٍ وأرضٌ ذاتُ ارتياجٍ وبحارٌ ذاتُ أمواجٍ ما لي أرَى النَّاسَ يذهبون فلا يرجعون أرضوا بالمقامِ فأقاموا أم تُرِكوا هناك فناموا أُقسِمُ قسمًا حقًّا لا حانثًا فيه ولا آثمًا إنَّ للهِ دينًا هو أحبُّ إليه من دينِكم الَّذي أنتم عليه ونبيًّا قد حان حينُه وأظلَّكم زمانُه وأدرككم إبَّانُه فطوبَى لمن آمن به فهداه فويلٌ لمن خالفه وعصاه ثمَّ قال تبًّا لأربابِ الغفلةِ من الأممِ الخاليةِ والقرونِ الماضيةِ يا معشرَ إيادٍ من الأبِ والأجدادِ من المريضِ والعُوَّادِ وأين الفراعنةُ الشِّدادُ أين من بنا وشيَّد وزخرف وجدَّد وغرَّه المالُ والولَدُ أين من طغَى وبغَى وجمع فأوعَى وقال أنا ربُّكم الأعلَى ألم يكونوا أكثرَ منكم أموالًا وأبعدَ منكم آمالًا وأطولَ منكم آجالًا طحنهم الثَّرَى بكَلْكَلِه ومزَّقهم بتطاوُلِه فبلت عِظامَهم باليةٌ وبيوتُهم خاليةٌ وعمَرتها الذِّيابُ العاديةُ وقال أبو صالحٍ العاويةُ كلَّا بل هو اللهُ الواحدُ المعبودُ ليس بوالدٍ ولا مولودٍ ثمَّ أنشأ يقولُ في الذَّاهبين الأوَّلين من القرونِ لنا بصائرُ لمَّا رأيتُ مواردَ للموتِ ليس لها مصادرُ ورأيتُ قومي نحوَها تُمضِي الأصاغرَ الأكابرُ لا يرجعُ الماضي إليَّ ولا من الباقين غابرٌ أيقنتُ أنِّي لا محالةَ حيث يصيرُ القومُ صائرٌ قال فجلس ثمَّ قام رجلٌ زاد أبو عبدِ اللهِ من الأنصارِ بعده كأنَّه قطعةُ جبلٍ ثمَّ اتَّفقا فقالا ذو هامةٍ عظيمةٍ وقامةٍ جسيمةٍ قد دوَّم عِمامتَه وأرخَى ذؤابتَه منيفٌ أنوفٌ أشدقُ حسَنُ الصَّوتِ فقال يا سيِّدَ المرسلين وصفوةَ ربِّ العالمين لقد رأيتُ من قَسٍّ عجبَا وشهِدتُ منه مرغبًا فقال وما الَّذي رأيتَه منه وحفِظتَه عنه فقال خرجتُ في الجاهليَّةِ أطلُبُ بعيرًا لي شرد منِّي أقفو أثرَه وأطلُبُ خبرَه في تنائِفَ وقال الصَّابونيُّ وإسماعيلُ في فيافي وقالا حقائفَ ذاتِ دعادعَ وزعازعَ وليس بها الرَّكبُ وقال إسماعيلُ ليس للرَّكبِ فيها مقيلٌ ولا لغيرِ الجنِّ سبيلٌ وإذا بموئلٍ مهولٍ في طودٍ عظيمٍ ليس به إلَّا البُومُ وأدركني اللَّيلُ فولجتُه مذعورًا لا آمنُ فيه حتفي ولا أركنُ إلى غيرِ سيفي فبِتُّ بليلٍ طويلٍ كأنَّه بليلٍ موصولٍ أرقبُ الكوكبَ وأرمُقُ الغيْهبَ حتَّى إذا عسعس اللَّيلُ وكان الصُّبحُ أن يتنفَّسَ هتَف بي هاتفٌ يقولُ : يا أيُّها الراقدُ في اللَّيلِ الأحمْ قد بعث اللهُ نبيًّا في الحرمْ من هاشمٍ أهلِ الوفاءِ والكرمْ يجلو دجِناتِ الدَّياجي والبُهُمْ قال فأدرتُ طرفي فما رأيتُ له شخصًا ولا سمِعتُ له فَحْصًا فأنشأتُ أقولُ : يا أيُّها الهاتفُ في داجي الظُّلَمْ أهلًا وسهلًا بك من طيْفٍ ألمّ بيِّنْ هداك اللهُ في لحنِ الكَلِمْ ماذا الَّذي تدعو إليه يُغتنَمْ قال فإذا أنا بنحنحةٍ وقائلٍ يقولُ ظهر النُّورُ وبطُل الزُّورُ وبعث اللهُ تبارك وتعالَى محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالخيرِ صاحبِ النَّجيبِ الأحمرِ والتَّاجِ والمِغفرِ والوجهِ الأزهرِ والحاجبِ الأقمرِ والطَّرْفِ الأحوَرِ صاحبِ قولِ شهادةِ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ فذلك محمَّدٌ المبعوثُ إلى الأسوَدِ والأبيضِ أهلِ المدَرِ والوبَرِ ثمَّ أنشأ يقولُ : الحمدُ للهِ الَّذي لم يخلُقْ الخلقَ عبثْ لم يُخلِنا حينًا سُدًى من بعد عيسَى واكترثْ أرسل فينا محمَّدًا خيرَ نبيٍّ قد بُعِث صلَّى عليه اللهُ ما حجَّ له ركْبٌّ وحَثْ قال فذُهِلتُ عن البعيرِ وألبسني السُّرورُ ولاح الصَّباحُ واتَّسع الإيضاحُ فتركتُ الموْرَ وأخذتُ الجبلَ فإذا أنا بالعتيقِ يُشقشِقُ إلى النُّوقِ فأخذتُ بخطامِه وعلوتُ سِنامَه فمرح طاعةً وهززتُه ساعةً حتَّى إذا لغَب وذلَّ منه ما صعُب وحَمِيت الوسادةُ وبرَدت المزادةُ فإذا الزَّادُ قد هشَّ له الفؤادُ برَّكتُه فبرِك وأذِنتُ له فترك في روضةٍ خضِرةٍ نضِرةٍ عطِرةٍ ذاتِ حوذانٍ وقُربانٍ وعُنقرانٍ وعَبَيْثرانِ زاد إسماعيلُ نعنعٌ وشيحٌ وقالا وحَلْيٌ وأقاحٌ وجثْجاثٌ وبِرارٌ وشقائقُ وبُهارٌ كأنَّما قد مات الجوُّ بها مطيرًا أو باكرها المُزنُ بُكورًا فخلا لها شجرٌ وقرارُها نهرٌ فجعل يرتعُ أبًّا وأصِيدُ ضبًّا حتَّى إذا أكل وأكلتُ ونهلتُ ونهل وعلَلتُ وعلَّ وحَللتُ عَقالَه وعلوتُ جلالَه وأوسعتُ مجالَه فاغتنم الحملةَ ومرَّ كالنَّبلةِ يسبِقُ الرِّيحَ ويقطعُ عرضَ الفسيحِ حتَّى أشرف بي على وادٍ وشجرٍ من شجرِ عادٍ مُورِقةٌ مُونِقةٌ قد تهدَّل أغصانُها كأنَّها بريرُها حبُّ فُلفُلٍ فدنوْتُ فإذا أنا بقَسِّ بنِ ساعدةَ في ظلِّ شجرةٍ بيدِه قضيبٌ من أراكٍ ينكُتُ به الأرضَ وهو يترنَّمُ ويُشعِرُ زاد البيهقيُّ وأبو صالحٍ وهو يقولُ يا ناعيَ الموتِ والملْحودَ في جدَثٍ علِّمْهم من بقايا بَزِّهم خرَقُ دَعْهم فإنَّ لهم يومًا يُصاحُ لهم فهم إذا انتبهوا من يومِهم فِرَقُ حتَّى يعودوا بحالٍ غيرِ حالِهم خلقًا جديدًا كما من قبلِه خُلِقوا منهم عراةٌ ومنهم في ثيابِهم منها الجديدُ ومنها المنهجُ الخَلِقُ، قال فدنوْتُ منه فسلَّمتُ عليه فردَّ عليَّ السَّلامَ وإذا أنا بعينِ خرَّارةٍ في الأرضِ خوَّارةٍ ومسجدٍ بين قبرَيْن وأسدَيْن عظيمَيْن يلوذان به ويتمسَّحان بأبوابِه وإذا أحدُهما سبق الآخرَ إلى الماءِ فتبِعه الآخرُ يطلبُ الماءَ فضربه بالقضيبِ الَّذي في يدِه وقال ارجَعْ ثكِلتك أمُّك حتَّى يشربَ الَّذي ورد قبلك على الماءِ قال فرجع ثمَّ ورد بعده فقلتُ له ما هذان القبران فقال هذان قبرا أخوَيْن لي كانا يعبدان اللهَ تبارك وتعالَى في هذا المكانِ لا يُشرِكان باللهِ تبارك وتعالَى شيئًا فأدركهما الموتُ فقبرتُهما وها أنا بين قبرَيْهما حقٌّ ألحقُ بهما ثمَّ نظر إليهما فتغرغرت عيناه بالدُّموعِ وانكبَّ عليهما وجعل يقولُ : ألم تريا أنِّي بسَمْعان مُفرَدُ وما لي فيها من خليلٍ سواكما خليليَّ هُبَّا طال ما قد رقدتما أجدُكما لا تقضيان كراكما ألم تريا أنِّي بشَمعانَ مُفرَدُ وما لي فيها من خليلٍ سواكما مقيمٌ على قبرَيْكما لستُ بارحًا طُوالَ اللَّيالي أو يُجيبُ صداكما أبكيكُما طُولَ الحياةِ وما الَّذي يردُّ على ذي عولةٍ إن بكاكما كأنَّكما والموتَ أقربُ غائبٍ بروحي في قبرَيْكما قد أتاكما أمن طُولِ نومٍ لا تُجيبان داعيًا كأنَّ الَّذي يَسقي العقارَ سقاكما فلو جُعِلت نفسٌ لنفسٍ وِقايةً لجُدتُ بنفسي أن تكونَ فِداكما فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رحِمُ اللهُ قَسًّا إنِّي أرجو أن يبعثَه اللهُ عزَّ وجلَّ أمَّةً وحدَه
خلاصة حكم المحدث : غريب
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن عساكر | المصدر : تاريخ دمشق
الصفحة أو الرقم : 3/428 التخريج : أخرجه البيهقي في ((دلائل النبوة)) (2/105)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (3/428) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - بعثته للناس كافة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صفة النبي وأمته في كتب أهل الكتاب فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - فضل نسب النبي مناقب وفضائل - فضائل القبائل مناقب وفضائل - قس بن ساعدة الإيادي
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث