الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - عن عُبَيدِ اللهِ بنِ زيادٍ، عنِ ابنَيْ بُسْرٍ السُّلَميَّيْنِ، قال: دخَلْتُ عليهما، فقُلْتُ: رحِمَكما اللهُ، الرَّجلُ منَّا يَركَبُ دابَّتَه فيَضرِبُها بالسوْطِ، ويَكفَحُها باللِّجامِ، هل سمِعْتُما من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ذلك شيئًا؟ قالَا: لا، ما سمِعْنا منه في ذلك شيئًا، فإذا امرأةٌ قد نادَتْ من جَوفِ البيتِ: أيُّها السائلُ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [الأنعام: 38] فقالَا: هذه أُختُنا، وهي أكبَرُ منَّا، وقد أدرَكَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : ابنا بسر السلميين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 17685
التصنيف الموضوعي: علم - التوقي في الفتيا آداب عامة - الأخلاق المذمومة آداب عامة - الرفق بالحيوان والطير ونحوهما
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

2 - أمَّني جِبريلُ عندَ البَيتِ، فصَلَّى بي الظهرَ حين زالَتِ الشَّمسُ، فكانَت بقَدْرِ الشِّراكِ، ثم صَلَّى بي العصرَ حين كان ظِلُّ كُلِّ شيءٍ مِثلَيْه، ثم صَلَّى بي المغربَ حين أفطَرَ الصَّائِمُ، ثم صلَّى بي العِشاءَ حين غاب الشَّفَقُ، ثم صلَّى بي الفَجرَ حين حُرِّمَ الطَّعامُ والشَّرابُ على الصَّائِمِ، ثم صلَّى الغَدَ الظهرَ حين كان ظِلُّ كُلِّ شَيءٍ مِثلَه، ثم صلَّى بي العصرَ حين كان ظِلُّ كُلِّ شيءٍ مِثلَيْه، ثم صلَّى بي المغربَ حين أفطَرَ الصَّائِمُ، ثم صلَّى بي العِشاءَ إلى ثُلُثِ الليلِ الأَوَّلِ، ثم صلَّى بي الفجرَ فأسفَرَ، ثم التفَتَ إليَّ فقال: يا محمدُ، هذا وَقتُ الأَنبياءِ مِن قَبلِك، الوَقتُ فيما بيْنَ هذين الوَقتَيْنِ.

3 - عنِ الأحنَفِ بنِ قَيسٍ، قال: دخَلْتُ بيتَ المَقدِسِ، فوجَدْتُ فيه رَجُلًا يُكثِرُ السجودَ، فوجَدْتُ في نَفْسي من ذلك، فلمَّا انصَرَفَ قُلْتُ: أَتَدْري على شَفعٍ انصَرَفْتَ أَمْ على وِترٍ؟ قال: إنْ أَكُ لا أَدْري، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَدْري، ثُم قال: أخبَرَني حِبِّي أبو القاسِمِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُم بَكى، ثُم قال: أخبَرَني حِبِّي أبو القاسِمِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُم بَكى، ثُم قال: أخبَرَني حِبِّي أبو القاسِمِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أنَّه قال: ما من عَبدٍ يَسجُدُ للهِ سَجدةً، إلَّا رفَعَه اللهُ بها دَرَجةً، وحطَّ عنه بها خَطيئةً، وكتَبَ له بها حَسَنةً، قال: قُلْتُ: أخبِرْني مَن أنتَ يَرحَمُكَ اللهُ؟ قال: أنا أبو ذَرٍّ، صاحبُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فتَقاصَرَتْ إليَّ نَفْسي.

4 - أنَّه قال للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي حَلَفتُ هكذا، -ونَشَرَ أصابعَ يدَيه- حتى تُخبِرَني ما الذي بَعَثَكَ اللهُ به؟ قال: بَعَثَني اللهُ بالإسلامِ، قال: وما الإسلامُ؟ قال: شَهادةُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، وتُقيمُ الصَّلاةَ، وتُؤتي الزَّكاةَ، أخَوانِ نَصيرانِ ، لا يَقبَلُ اللهُ مِن أحَدٍ تَوبةً أشرَكَ بعدَ إسلامِه، قال: قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، ما حَقُّ زَوجِ أحَدِنا عليه؟ قال: تُطعِمُها إذا أكَلتَ، وتَكسوها إذا اكتسَيتَ، ولا تَضرِبِ الوَجهَ، ولا تُقبِّحْ، ولا تَهجُرْ إلَّا في البَيتِ، ثُمَّ قال: هاهُنا تُحشَرونَ، هاهُنا تُحشَرونَ، هاهُنا تُحشَرونَ، ثلاثًا، رُكْبانًا ومُشاةً وعلى وُجوهِكم، تُوفُونَ يومَ القيامةِ سَبعينَ أُمَّةً، أنتم آخِرُ الأُمَمِ وأكرَمُها على اللهِ، تَأتونَ يومَ القيامةِ وعلى أفْواهِكم الفِدامُ ، أوَّلُ ما يُعرِبُ عن أحَدِكم فَخِذُه، قال ابنُ أبي بُكَيرٍ: فأشارَ بيَدِه إلى الشَّامِ فقال: إلى هاهُنا تُحشَرونَ.

5 - لمَّا استَقْبَلْنا واديَ حُنَينٍ قال: انحَدَرْنا في وادٍ مِن أوْديةِ تِهامةَ أجْوَفَ ، حَطُوطٍ، إنَّما نَنحَدِرُ فيه انحِدارًا، قال: وفي عَمايةِ الصُّبحِ، وقد كان القَومُ كَمَنوا لنا في شِعابِه، وفي أجْنابِه ومَضايقِه، قد أجْمَعوا وتَهَيَّئوا، وأعَدُّوا، قال: فواللهِ ما راعَنا ، ونحن مُنحَطُّون إلَّا الكَتائِبُ، قد شَدَّتْ علينا شَدَّةَ رَجُلٍ واحِدٍ، وانهَزَمَ النَّاسُ راجِعينَ فاسْتَمَرُّوا لا يَلْوي أحَدٌ منهم على أحَدٍ، وانحازَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم ذاتَ اليَمينِ، ثُمَّ قال: إليَّ أيُّها النَّاسُ، هَلُمُّوا إليَّ أنا رسولُ اللهِ، أنا مُحمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ، قال: فلا شَيءَ احتَمَلَتِ الإبِلُ بَعضُها بَعضًا، فانطَلَقَ النَّاسُ إلَّا أنَّ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم رَهطًا مِن المُهاجِرينَ والأنصارِ، وأهلِ بَيتِهِ غيرَ كَثيرٍ، ثَبَتَ معه صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم أبو بَكرٍ وعُمَرُ، ومِن أهلِ بَيتِه: عليُّ بنُ أبي طالِبٍ، والعبَّاسُ بنُ عَبدِ المُطَّلِبِ، وابنُه الفَضْلُ بنُ عبَّاسٍ، وأبو سُفْيانَ بنُ الحارِثِ، ورَبيعةُ بنُ الحارِثِ، وأيْمَنُ بنُ عُبَيدٍ؛ وهو ابنُ أُمِّ أيْمَنَ، وأُسامةُ بنُ زَيدٍ، قال: ورَجُلٌ مِن هَوازِنَ على جَمَلٍ له أحْمَرَ في يَدِه رايةٌ له سَوْداءُ في رَأْسِ رُمحٍ طَويلٍ له أمامَ النَّاسِ، وهَوازِنُ خَلْفَه، فإذا أَدْرَكَ طَعَنَ برُمحِه، وإذا فاتَه النَّاسُ رَفَعَه لمَن وَراءَه، فاتَّبَعوه، قال ابنُ إسْحاقَ، وحَدَّثَني عاصِمُ بنُ عُمَرَ بنِ قَتادةَ، عن عَبدِ الرَّحمنِ بنِ جابِرٍ، عن أبيه جابِرِ بنِ عَبدِ اللهِ، قال: بَيْنا ذلك الرَّجُلُ مِن هَوازِنَ صاحِبُ الرايةِ على جَمَلِه ذلك، يَصنَعُ ما يَصنَعُ، إذْ هَوى له عليُّ بنُ أبي طالِبٍ، ورَجُلٌ مِن الأنصارِ يُريدانِه، قال: فيَأتيه عليٌّ مِن خَلفِه، فضَرَبَ عُرقوبَيِ الجَمَلِ، فوَقَعَ على عَجُزِه، ووَثَبَ الأنصاريُّ على الرَّجُلِ، فضَرَبَه ضَرْبةً أطَنَّ قَدَمَه بنِصْفِ ساقِه، فانجَعَفَ عن رَحْلِه، واجتَلَدَ النَّاسُ، فواللهِ ما رَجَعَتْ راجِعةُ النَّاسِ مِن هَزيمَتِهِم حتى وَجَدوا الأَسْرى مُكَتَّفينَ عِندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم.

6 - إنَّ ثلاثةَ نَفَرٍ كانوا في كَهفٍ، فوَقَعَ الجَبلُ على بابِ الكَهفِ، فأُوصِدَ عليهم، قال قائلٌ منهم: تَذاكَروا أيُّكم عَمِلَ حسنةً، لعلَّ اللهَ عزَّ وجلَّ برَحمتِه يَرحَمُنا، فقال رَجُلٌ منهم: قد عَمِلتُ حسنةً مَرَّةً: كان لي أُجَراءُ يَعمَلونَ، فجاءني عُمَّالٌ لي، استأجَرتُ كُلَّ رَجُلٍ منهم بأجرٍ مَعلومٍ، فجاءني رَجُلٌ ذاتَ يومٍ وسَطَ النَّهارِ، فاستأجَرتُه بشَرطِ أصحابِه، فعَمِلَ في بَقيَّةِ نهارِه، كما عَمِلَ كُلُّ رَجُلٍ منهم في نهارِه كلِّه، فرَأَيتُ علَيَّ في الذِّمامِ ألَّا أُنقِصَه ممَّا استأجَرتُ به أصحابَه، لِمَا جَهِدَ في عملِه، فقال رَجُلٌ منهم: أتُعطي هذا مِثلَ ما أعطَيتَني، ولم يَعمَلْ إلَّا نِصفَ نهارٍ؟ فقُلتُ: يا عبدَ اللهِ، لم أبخَسْكَ شيئًا مِن شَرطِكَ؛ وإنَّما هو مالي أحكُمُ فيه ما شِئتُ، قال: فغَضِبَ، وذَهَبَ، وتَرَكَ أجرَه، قال: فوَضَعتُ حَقَّه في جانبٍ مِن البَيتِ ما شاء اللهُ، ثُمَّ مَرَّتْ بي بعدَ ذلك بَقرٌ، فاشترَيتُ به فَصيلةً مِن البَقرِ، فبَلَغَتْ ما شاء اللهُ، فمَرَّ بي بعدَ حينٍ شَيخًا ضَعيفًا لا أعرِفُه، فقال: إنَّ لي عندَكَ حَقًّا فذَكَّرَنيه حتى عَرَفتُه، فقُلتُ: إيَّاكَ أبْغي، هذا حَقُّكَ، فعَرَضتُها عليه جَميعَها، فقال: يا عبدَ اللهِ، لا تَسخَرْ بي إنْ لم  تَصَّدَّقْ عليَّ، فأعطِني حَقِّي، قال: واللهِ ما أسخَرُ بك، إنَّها لحَقُّكَ، ما لي منها شيء، فدَفَعتُها إليه جَميعًا؛ اللَّهُمَّ إنْ كنتُ فَعَلتُ ذلك لوَجهِكَ، فافرُجْ عنَّا. قال: فانصدَعَ الجَبلُ حتى رَأَوْا منه، وأبصَروا، قال الآخَرُ: قد عَمِلتُ حسنةً مَرَّةً: كان لي فضلٌ، فأصابَتِ النَّاسَ شِدَّةٌ، فجاءتْني امرأةٌ تَطلُبُ منِّي مَعروفًا، قال: فقُلتُ: واللهِ ما هو دونَ نفْسِكَ، فأبَتْ علَيَّ، فذَهَبَتْ، ثُمَّ رَجَعَتْ، فذَكَّرَتْني باللهِ، فأبَيتُ عليها، وقُلتُ: لا واللهِ ما هو دونَ نفْسِكَ، فأبَتْ علَيَّ، وذَهَبَتْ، فذَكَرَتْ لزَوجِها، فقال لها: أعْطيه نفْسَكِ! وأغْني عيالَكِ، فرَجَعَتْ إليَّ، فناشَدَتْني باللهِ، فأبَيتُ عليها، وقُلتُ: واللهِ ما هو دونَ نفْسِكِ، فلمَّا رَأَتْ ذلك أسلَمَتْ إليَّ نفْسَها، فلمَّا تَكشَّفتُها، وهَمَمتُ بها؛ ارتعَدَتْ مِن تَحتي! فقُلتُ لها: ما شَأنُكِ؟! قالتْ: أخافُ اللهَ ربَّ العالمينَ، قُلتُ لها: خِفْتيه في الشِّدَّةِ، ولم أخَفْه في الرَّخاءِ! فتَرَكتُها وأعطَيتُها ما يَحِقُّ علَيَّ بما تَكشَّفتُها، اللَّهُمَّ إنْ كنتُ فَعَلتُ ذلك لوَجهِكَ، فافرُجْ عنَّا، قال: فانصدَعَ حتى عَرَفوا وتَبيَّنَ لهم، قال الآخَرُ: عَمِلتُ حسنةً مَرَّةً، كان لي أبَوانِ شَيخانِ كَبيرانِ، وكانتْ لي غَنمٌ، فكنتُ أُطعِمُ أبَوَيَّ وأَسقيهما، ثُمَّ رَجَعتُ إلى غَنمي، قال: فأصابَني يومًا غَيثٌ حَبَسَني، فلمْ أبرَحْ حتى أمسَيتُ، فأتَيتُ أهلي وأخَذتُ مِحلَبي، فحَلَبتُ وغَنمي قائمةٌ، فمَضَيتُ إلى أبَوَيَّ، فوَجَدتُهما قد ناما، فشَقَّ علَيَّ أنْ أُوقِظَهما وشَقَّ علَيَّ أنْ أترُكَ غَنمي، فما بَرِحتُ جالسًا، ومِحلَبي على يدي حتى أيقَظَهما الصُّبحُ، فسَقَيْتُهما، اللَّهُمَّ إنْ كنتُ فَعَلتُ ذلك لوَجهِكَ؛ فافرُجْ عنَّا، قال النُّعمانُ: لكأنِّي أسمَعُ هذه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال الجَبلُ: طاقْ، ففَرَّجَ اللهُ عنهم، فخَرَجوا.

7 - خَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم مِن المَدينةِ إلى المُشرِكينَ لِيُقاتِلَهم، وقال لي أبي عَبدُ اللهِ: يا جابِرُ، لا عليكَ أنْ تكونَ في نَظَّاري أهلِ المدينةِ حتى تَعلَمَ إلى ما يَصيرُ أمْرُنا؛ فإنِّي -واللهِ- لولا أنِّي أتْرُكُ بَناتٍ لي بَعْدي، لَأحْبَبتُ أنْ تُقتَلَ بَينَ يَدَيَّ، قال: فبَيْنَما أنا في النَّظَّارينَ إذْ جاءَتْ عمَّتي بأبي، وخالي عادِلَتَهُما على ناضِحٍ، فدَخَلَتْ بهما المَدينةَ لتَدْفِنَهُما في مَقابِرِنا، إذْ لَحِقَ رَجُلٌ يُنادي: ألَا إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم يَأمُرُكُم أنْ تَرجِعوا بالقَتْلى، فتَدْفِنوها في مَصارِعِها حَيثُ قُتِلَتْ، فرَجَعْنا بهما فدَفَنَّاهُما حَيثُ قُتِلَا، فبَيْنَما أنا في خِلافةِ مُعاويةَ بنِ أبي سُفْيانَ إذْ جاءني رَجُلٌ فقال: يا جابِرُ بنَ عَبدِ اللهِ، واللهِ لقد أثارَ أباكَ عُمَّالُ مُعاويةَ، فبَدَا فخَرَجَ طائِفةٌ منه، فأتَيْتُه فوَجَدْتُه على النَّحوِ الذي دَفَنْتُه، لم يتَغَيَّرْ إلَّا ما لم يَدَعِ القَتلُ -أو القَتيلُ- فوارَيْتُه، قال: وتَرَكَ عليه دَيْنًا مِن التَّمرِ فاشْتَدَّ عليَّ بعضُ غُرَمائه في التَّقاضي، فأتَيْتُ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، فقُلتُ: يا نَبيَّ اللهِ، إنَّ أبي أُصيبَ يومَ كَذا، وكَذا، وتَرَكَ عليه دَيْنًا مِن التَّمرِ، وقدِ اشْتَدَّ علَيَّ بَعضُ غُرَمائه في التَّقاضي، فأُحِبُّ أنْ تُعينَني عليه، لعَلَّه أنْ يُنظِرَني طائِفةً مِن تَمرِهِ إلى هذا الصِّرامِ المُقْبِلِ، فقال: نَعَمْ، آتيكَ إنْ شاء اللهُ قَريبًا مِن وَسَطِ النَّهارِ، وجاءَ معَه حَواريُّوه، ثُمَّ استَأْذَنَ، فدَخَلَ وقد قُلتُ لامْرَأتي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم جاءني اليَومَ وَسَطَ النَّهارِ، فلا أرَيَنَّكِ، ولا تُؤْذي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في بَيتي بشَيءٍ، ولا تُكَلِّميه، فدَخَلَ ففَرَشْتُ له فِراشًا، ووِسادةً، فوَضَعَ رَأْسَه فنامَ، قال: وقُلتُ لمَوْلًى لي: اذْبَحْ هذه العَناقَ، وهي داجِنٌ سَمينةٌ، والوَحى والعَجَلَ ، افْرُغْ منها قبلَ أنْ يَستَيقِظَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، وأنا معَكَ، فلم نَزَلْ فيها حتى فَرَغْنا منها، وهو نائِمٌ، فقُلتُ له: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم إذا استَيْقَظَ يَدْعو بالطَّهورِ، وإنِّي أخافُ إذا فَرَغَ أنْ يَقومَ، فلا يَفْرُغَنَّ مِن وُضوئِه حتى تَضَعَ العَناقَ بَينَ يَدَيْه، فلمَّا قامَ قال: يا جابِرُ، ائْتِني بطَهورٍ، فلم يَفْرُغْ مِن طُهورِهِ حتى وَضَعْتُ العَناقَ عِندَه، فنَظَرَ إليَّ فقال: كأنَّكَ قد عَلِمتَ حُبَّنا للَّحْمِ، ادْعُ لي أبا بَكرٍ، قال: ثُمَّ دَعا حَوارِيِّيه الذين معه فدَخَلوا، فضَرَبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بيَدَيْه، وقال: بِسمِ اللهِ كُلوا، فأكَلوا حتى شَبِعوا، وفَضَلَ لَحمٌ منها كَثيرٌ، قال: واللهِ إنَّ مجلِسَ بَني سَلِمةَ لَيَنظُرون إليه، وهو أَحَبُّ إليهم مِن أعْيُنِهم، ما يَقْرَبُه رَجُلٌ منهم مَخافةَ أنْ يُؤْذوه، فلمَّا فَرَغوا قامَ، وقامَ أصْحابُه فخَرَجوا بَينَ يَدَيْه، وكان يقولُ: خَلُّوا ظَهْري للمَلائكةِ، واتَّبَعْتُهم حتى بَلَغوا أُسْكُفَّةَ البابِ، قال: وأخْرَجَتِ امْرَأتي صَدْرَها، وكانت مُسْتَتِرةً بسَفيفٍ في البَيتِ، قالَتْ: يا رسولَ اللهِ، صَلِّ علَيَّ وعلى زَوْجي، صلَّى اللهُ عليكَ. فقال: صلَّى اللهُ عليكِ وعلى زَوْجِكِ، ثُمَّ قال: ادْعُ لي فُلانًا؛ لِغَريمي الذي اشْتَدَّ علَيَّ في الطَّلَبِ، قال: فجاء فقال: أَيْسِرْ جابِرَ بنَ عَبدِ اللهِ -يَعْني إلى المَيْسَرةِ- طائِفةً مِن دَيْنِكَ الذي على أبيه، إلى هذا الصِّرامِ المُقْبِلِ، قال: ما أنا بفاعِلٍ، واعْتَلَّ وقال: إنَّما هو مالُ يَتامى، فقال: أين جابِرٌ؟ فقال: أنا ذا يا رسولَ اللهِ، قال: كِلْ له؛ فإنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيه، فنَظَرْتُ إلى السماءِ، فإذا الشَّمسُ قد دَلَكَتْ ، قال: الصلاةَ يا أبا بَكرٍ، فاندَفَعوا إلى المسجِدِ، فقُلتُ: قَرِّبْ أوعيَتَكَ، فكِلْتُ له مِن العَجْوةِ فوفَّاه اللهُ، وفَضَلَ لنا مِن التَّمرِ كَذا وكَذا، فجِئْتُ أسْعى إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في مسجِدِه، كأنِّي شَرارةٌ، فوَجَدْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم قد صلَّى، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، ألم تَرَ أنِّي كِلْتُ لِغَريمي تَمْرَه، فوفَّاهُ اللهُ، وفَضَلَ لنا مِن التَّمرِ كَذا وكَذا، فقال: أين عُمَرُ بنُ الخطَّابِ؟ فجاءَ يُهَروِلُ ، فقال: سَلْ جابِرَ بنَ عَبدِ اللهِ عن غَريمِه وتَمْرِه، فقال: ما أنا بِسائلِه، قد عَلِمتُ أنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيه، إذْ أخبَرْتَ أنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيه، فكَرَّرَ عليه هذه الكَلِمةَ ثَلاثَ مرَّاتٍ، كُلَّ ذلك يقولُ: ما أنا بِسائلِه، وكان لا يُراجَعُ بَعدَ المرَّةِ الثالثةِ، فقال: يا جابِرُ، ما فَعَلَ غَريمُكَ وَتَمرُكَ؟ قال: قلتُ: وفَّاهُ اللهُ، وفَضَلَ لنا مِن التَّمرِ كَذا وكَذا، فرَجَعَ إلى امْرَأتِه، فقال: ألم أكُنْ نَهَيتُكِ أنْ تُكَلِّمي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم؟ قالَتْ: أكُنتَ تَظُنَّ أنَّ اللهَ يُورِدُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بَيْتيَ، ثُمَّ يَخرُجُ، ولا أسْألُه الصلاةَ علَيَّ وعلى زَوْجي قَبلَ أنْ يَخرُجَ؟!
 

1 - اللَّهمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ بَيْتي قُوتًا.

2 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُدْني إليَّ رَأْسَه، فأُرَجِّلُه وأنا حائِضٌ، وهو مُعتَكِفٌ، وكان لا يَدخُلُ البَيتَ إلَّا لحاجةِ الإنسانِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 26261 التخريج : أخرجه البخاري (2029)، ومسلم (297)، وأبو داود (2467)، والترمذي (804)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (3375)، وابن ماجه (1776)، وأحمد (26261) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: اعتكاف - زيارة المرأة زوجها المعتكف زينة الشعر - الامتشاط اعتكاف - آداب الاعتكاف زينة الشعر - إصلاح الشعر واللحى
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

3 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُشغَلُ، فإذا قَدِمَ رَجُلٌ مُهاجِرٌ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَفَعَه إلى رَجُلٍ منَّا يُعلِّمُه القُرآنَ، فدَفَعَ إليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلًا، فكان معي في البَيتِ أُعشِّيه عَشاءَ أهلِ البَيتِ، فكنتُ أُقرِئُه القُرآنَ، فانصرَفَ انصِرافةً إلى أهلِه، فرَأى أنَّ عليه حَقًّا، فأهدى إليَّ قَوسًا لم أرَ أجوَدَ منها عُودًا ولا أحسَنَ منها عِطْفًا، فأتَيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقُلْتُ: ما تَرى يا رسولَ اللهِ، فيها؟ قال: جَمرةٌ بيْنَ كَتِفَيكَ تَقلَّدتَها -أو تَعلَّقتَها.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 22766 التخريج : أخرجه أبو داود (3417)، وأحمد (22766) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: إجارة - الأجرة على تعليم القرآن قرآن - تعلم القرآن وتعليمه هبة وهدية - عدم قبول الهدية لعلة إيمان - الوعيد
|أصول الحديث

4 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُشغَلُ، فإذا قدِم رجُلٌ مُهاجِرٌ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، دفعَه إلى رجُلٍ منَّا يُعلِّمُه القُرآنَ، فدفَع إليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رجُلًا، وكان معي في البيتِ، أُعَشِّيه عَشاءَ أهلِ البيتِ، فكُنتُ أُقْرِئُه القُرآنَ، فانصرَفَ انصِرافَه إلى أهلِه، فرأَى أنَّ عليه حقًّا، فأَهْدى إليَّ قَوسًا لم أرَ أجوَدَ منها عودًا، ولا أحسَنَ منها عِطفًا، فأتَيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقُلتُ: ما تَرى يا رسولَ اللهِ فيها؟ قال: "جَمرةٌ بيْنَ كَتِفيْكَ تقلَّدتَها أو تعلَّقتَها".
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 17/8 التخريج : أخرجه أبو داود (3417)، وأحمد (22766) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: إجارة - الأجرة على تعليم القرآن قرآن - تعلم القرآن وتعليمه هبة وهدية - عدم قبول الهدية لعلة إيمان - الوعيد
|أصول الحديث

5 - قال أبو هُرَيْرةَ: فلَقِيتُ بَصْرةَ بنَ أبي بَصْرةَ الغِفاريَّ، قال: مِن أين أقبَلْتَ؟ فقُلتُ: مِن الطُّورِ ، فقال: أمَا لو أدرَكْتُكَ قَبلَ أنْ تَخرُجَ إليه ما خَرَجتَ إليه، سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ يقولُ: لا تُعمَلُ المَطيُّ إلَّا إلى ثَلاثةِ مَساجِدَ: إلى المَسجِدِ الحَرامِ، وإلى مَسجِدي، وإلى مَسجِدِ إيلياءَ أو بَيتِ المَقْدِسِ -يَشُكُّ.

6 - سَألَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَمَّا يوجِبُ الغُسلَ، وعَنِ الماءِ يَكونُ بَعدَ الماءِ، وعَنِ الصَّلاةِ في بَيتي، وعَنِ الصَّلاةِ في المَسجِدِ، وعَن مُؤاكَلةِ الحائِضِ، فقال: «إنَّ اللهَ لا يَستَحيي مِنَ الحَقِّ، وأمَّا أنا فإذا فعَلتُ كَذا وكَذا» فذَكَرَ الغُسلَ، قال: «أتَوضَّأُ وُضوئي للصَّلاةِ أغسِلُ فرجي»، ثُمَّ ذَكَرَ الغُسلَ، «وأمَّا الماءُ يَكونُ بَعدَ الماءِ فذلك المَذيُ، وكُلُّ فحلٍ يُمْذي، فأغسِلُ مِن ذلك فرجي وأتَوضَّأُ، وأمَّا الصَّلاةُ في المَسجِدِ والصَّلاةُ في بَيتي، فقد تَرى ما أقرَبَ بَيتي مِنَ المَسجِدِ، ولَأن أُصَلِّيَ في بَيتي أحَبُّ إليَّ مِن أن أُصَلِّيَ في المَسجِدِ إلَّا أن تَكونَ صَلاةً مَكتوبةً، وأمَّا مُؤاكَلةُ الحائِضِ فواكِلْها»
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبد الله بن سعد | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 19007 التخريج : -

7 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: إنَّها ستَكونُ فِتنةٌ، القاعدُ فيها خَيْرٌ مِنَ القائمِ، والقائمُ خَيرٌ مِنَ الماشى، والماشي خَيرٌ مِنَ السَّاعي، قال: أَفَرأيْتَ إنْ دَخَل عليَّ بَيتي، فبَسَطَ يدَهُ إليَّ لِيَقْتُلَني؟ فقال: كُنْ كابنِ آدَمَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 9/520 التخريج : أخرجه الترمذي (2194)، وأحمد (1446) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - إخبار النبي ما سيكون إلى يوم القيامة ديات وقصاص - تحريم القتل فتن - النهي عن السعي في الفتنة فتن - ترك القتال في الفتن فتن - ما يفعل في الفتن
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

8 - أنَّه باتَ عندَ نَبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ لَيلةٍ، فقامَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن اللَّيلِ، فخرَجَ، فنظَرَ إلى السَّماءِ، ثم تَلا هذه الآيَةَ الَّتي في آلِ عِمرانَ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ والْأَرْضِ} [البقرة: 164]، حتى بلَغَ: {سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 191]، ثم رجَعَ إلى البَيتِ فتسَوَّكَ وتوضَّأَ، ثم قام فصلَّى، ثم اضطجَعَ، ثم رجَعَ أَيضًا، فنظَرَ إلى السَّماءِ، ثم تَلا هذه الآيَةَ ثم رجَعَ فتسَوَّكَ، وتوضَّأَ، ثم قام فصلَّى، ثم اضطجَعَ، ثم قامَ فخرَجَ فنظَرَ في السَّماءِ، ثم تَلا هذه الآيَةَ، ثم رجَعَ فتسَوَّكَ وتوضَّأَ، ثم قامَ فصلَّى.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 3276 التخريج : أخرجه مسلم (256)، وأبو داود (58)، وأحمد (3276) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: تراويح وتهجد وقيام ليل - ما يقول إذا قام من الليل إلى الصلاة تراويح وتهجد وقيام ليل - قيام النبي صلى الله عليه وسلم صلاة - الوضوء والتطهر للصلاة طهارة - السواك وضوء - السواك عند الوضوء
|أصول الحديث

9 - أن سَعدَ بنَ أبي وَقَّاصٍ قال عِندَ فِتنةِ عُثمانَ بنِ عَفَّانَ: أشهَدُ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: إنَّها ستَكونُ فِتنةٌ، القاعِدُ فيها خَيرٌ مِنَ القائِمِ، والقائِمُ خَيرٌ مِنَ الماشي، والماشي خَيرٌ مِنَ السَّاعي. قال: أفرَأيتَ إنْ دخَلَ علَيَّ بَيتي، فبسَطَ يَدَهُ إليَّ لِيَقتُلَني؟ قال: كُنْ كابنِ آدَمَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 1609 التخريج : أخرجه الترمذي (2194)، وأحمد (1609) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: فتن - إذا التقى المسلمان بسيفيهما فتن - فتنة قتل عثمان فتن - بدء الفتنة فتن - علامة أول الفتن
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

10 - أنَّهُ قال: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ السُّيولَ تَحولُ بَيني وبَينَ مَسجِدِ قَوْمي، فأُحِبُّ أنْ تَأتيَني فتُصَلِّيَ في مَكانٍ في بَيتي أتَّخِذُهُ مَسجِدًا. فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: سَنَفعَلُ. قال: فلمَّا أصبَحَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ غَدا على أبي بَكرٍ فاستَتبَعَهُ، فلمَّا دخَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ قال: أينَ تُريدُ؟ فأشَرتُ له إلى ناحيةٍ مِنَ البَيتِ، فقامَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، فصُفِفْنا خَلفَهُ، فصَلَّى بنا رَكعَتَيْنِ، وحبَسناهُ على خَزيرٍ صَنَعناهُ، فسَمِعَ أهلُ الدَّارِ -يَعني أهلَ القَريةِ- فجَعَلوا يَثوبونَ ، فامتَلَأَ البَيتُ، فقال رَجُلٌ مِنَ القَومِ: أين مالِكُ بنُ الدُّخشُمِ؟ فقال رَجُلٌ: ذاكَ مِنَ المُنافِقينَ. فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: لا تَقولُهُ، يَقولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، يَبتَغي بها وجهَ اللهِ. قال: أمَّا نحن فنَرى وجهَهُ وحَديثَهُ إلى المُنافِقينَ. فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: لا تَقولُهُ، يَقولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ يَبتَغي بذلكَ وجهَ اللهِ. فقال رَجُلٌ مِنَ القَومِ: بلى يا رَسولَ اللهِ. فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: لئن وافى عَبدٌ يَومَ القيامةِ يَقولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ يَبتَغي بذلك وجهَ اللهِ، إلَّا حَرَّمَ اللهُ على النَّارِ. فقال مَحمودٌ: فحَدَّثتُ بذلك قَومًا فيهم أبو أيُّوبَ، قال: ما أظُنُّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ قال هذا. قال: فقُلتُ: لئن رجَعتُ وعِتْبانُ حَيٌّ لَأسألَنَّهُ. فقَدِمتُ وهو أعمى، وهو إمامُ قَومِهِ، فسَألتُهُ، فحَدَّثَني كما حَدَّثَني أوَّلَ مَرَّةٍ، وكانَ عِتْبانُ بَدْريًّا.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عتبان بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 16482 التخريج : أخرجه البخاري (686)، ومسلم (33)، والنسائي (1327)، وابن ماجه (754) مختصراً، وأحمد (16482) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: صلاة الجماعة والإمامة - إمامة الزائر صلاة الجماعة والإمامة - الجماعة للنافلة صلاة الجماعة والإمامة - الرخصة في ترك الجماعة في المطر مساجد ومواضع الصلاة - المساجد في البيوت إحسان - الإخلاص
|أصول الحديث

11 - عن مجاهدٍ، أنَّ الناسَ كانوا يطوفونَ بالبيتِ، وابنُ عبَّاسٍ جالسٌ معه مِحْجَنٌ، فقال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، ولو أنَّ قَطْرةً من الزَّقُّومِ قُطِرتْ لأمَرَّتْ على أهلِ الأرضِ عَيْشَهم، فكيفَ بمَن ليس لهم طعامٌ إلَّا الزَّقُّومُ؟!.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 2735 التخريج : أخرجه الترمذي (2585)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (11070)، وابن ماجه (4325)، وأحمد (2735) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: جهنم - صفة عذاب أهل النار حج - الطواف والرمل رقائق وزهد - تقوى الله جهنم - طعام أهل النار وشرابهم حج - مناسك الحج
|أصول الحديث

12 - أنَّ عِتْبانَ اشْتَكى عيْنَه، فبعَثَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فذكَرَ له ما أَصابَه، وقال: يا رسولَ اللهِ، تعالَ صلِّ في بَيْتي، حتى أتَّخِذَه مُصلًّى، قال: فجاءَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومَن شاءَ اللهُ من أصحابِه، فقامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصلِّي وأصحابُه يتحدَّثونَ بينهم، فجعَلوا يذكُرونَ ما يَلْقَونَ منَ المُنافقينَ، فأَسنَدوا عِظَمَ ذلك إلى مالِكِ بنِ دُخَيْشَمٍ، فانصرَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقال: أليس يَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنِّي رسولُ اللهِ؟ فقال قائلٌ: بَلى، وما هو من قَلبِه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن شهِدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنِّي رسولُ اللهِ، فلن تَطعَمَه النَّارُ، أو قال: لن يدخُلَ النَّارَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 12384 التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (10944)، وأحمد (12384) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: إسلام - فضل الإسلام أقضية وأحكام - الحكم بالظاهر إسلام - فضل الشهادتين صلاة - الصلاة في البيوت جنة - الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار
|أصول الحديث

13 - أتَيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ فقُلتُ: إنِّي قد أنكَرْتُ بَصَري، والسُّيولُ تَحولُ بَيْني وبَينَ مَسْجِدي، فلَوَدِدتُ أنَّكَ جِئتَ فصَلَّيتَ في بَيْتي مَكانًا أتَّخِذُه مَسجِدًا، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: أفْعَلُ إنْ شاءَ اللهُ، قال: فمَرَّ على أبي بَكرٍ فاستَتْبَعَه، فانطَلَقَ معَه، فاسْتَأذَنَ فدَخَلَ علَيَّ، فقال وهو قائِمٌ: أين تُريدُ أنْ أُصَلِّيَ؟ فأشَرْتُ له حيثُ أُريدُ، قال: ثُمَّ حَبَستُه على خَزيرٍ صَنَعْناه له، فسَمِعَ أهْلُ الوادي، يَعْني أهْلَ الدارِ، فثابوا إليه، حتى امْتَلَأ البَيتُ، فقال رَجُلٌ: أين مالِكُ بنُ الدُّخْشُنِ؟ ورُبَّما قال: مالِكُ بنُ الدُّخَيْشِنِ، فقال رَجُلٌ: ذاك رَجُلٌ مُنافِقٌ لا يُحِبُّ اللهَ ولا رسولَه، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: ألَا تقولُ: هو يقولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ يَبتَغي بذلك وَجْهَ اللهِ، قال: يا رسولَ اللهِ، أمَّا نحن فنَرى وَجْهَه وحَديثَه إلى المُنافِقينَ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ أيضًا: لا تقولُ: هو يقولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ يَبتَغي بذلك وَجْهَ اللهِ، قال: بَلى يا رسولَ اللهِ، قال: فلَنْ يُوافيَ عَبدٌ يومَ القِيامةِ، يقولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ يَبتَغي بذلك وَجْهَ اللهِ إلَّا حُرِّمَ على النارِ. قال مَحمودٌ: فحَدَّثتُ بهذا الحَديثِ نَفَرًا، فيهم أبو أيُّوبَ الأنصاريُّ فقال: ما أظُنُّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ قال ما قُلتَ، قال: فآلَيتُ إنْ رَجَعتُ إلى عِتْبانَ أنْ أسْألَه، فرَجَعتُ إليه فوَجَدتُه شَيخًا كَبيرًا قد ذَهَبَ بَصَرُه وهو إمامُ قَومِه، فجَلَستُ إلى جَنْبِه، فسَألْتُه عن هذا الحديثِ فحَدَّثَنيه كما حدَّثَنيه أوَّلَ مرَّةٍ! قال مَعمَرٌ: فكان الزُّهْريُّ إذا حَدَّثَ بهذا الحديثِ قال: ثم نَزَلَتْ فَرائِضُ وأُمورٌ نَرى أنَّ الأمرَ انتَهى إليها؛ فمَنِ استَطاعَ ألَّا يَغتَرَّ فلا يَغتَرَّ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين.
الراوي : عتبان بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23770 التخريج : أخرجه البخاري (686) مختصراً، ومسلم (33)، والنسائي (1327)، وابن ماجه (754) بنحوه، وأحمد (23770) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: أقضية وأحكام - الحكم بالظاهر توحيد - فضل التوحيد صلاة - الصلاة في البيوت مساجد ومواضع الصلاة - المساجد في البيوت جنة - الخصال التي تدخل الجنة وتحقن الدم
|أصول الحديث

14 - عن عَبدِ اللهِ بنِ زَيدٍ، قال: لَمَّا أمَرَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالنَّاقوسِ ليُضرَبَ به للنَّاسِ في الجَمعِ للصَّلاةِ طافَ بي وأنا نائِمٌ رَجُلٌ يَحمِلُ ناقوسًا في يَدِه، فقُلتُ له: يا عَبدَ اللهِ، أتَبيعُ النَّاقوسَ؟ قال: ما تَصنَعُ به؟ قال: فقُلتُ: نَدعو به إلى الصَّلاةِ، قال: أفَلا أدُلُّكَ على ما هو خَيرٌ مِن ذلك؟ قال: فقُلتُ له: بَلى، قال: تَقولُ: اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ، أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، أشهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ أشهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ، حَيَّ على الصَّلاةِ حَيَّ على الصَّلاةِ، حَيَّ على الفَلاحِ حَيَّ على الفَلاحِ، اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ، لا إلَهَ إلَّا اللهُ، ثُمَّ استَأخَرَ غَيرَ بَعيدٍ، ثُمَّ قال: تَقولُ إذا أُقيمَتِ الصَّلاةُ: اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ، أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، أشهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ، حَيَّ على الصَّلاةِ، حَيَّ على الفَلاحِ، قد قامَتِ الصَّلاةُ قد قامَتِ الصَّلاةُ، اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ، لا إلَهَ إلَّا اللهُ، فلَمَّا أصبَحتُ أتَيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبَرتُه بما رَأيتُ، فقال: «إنَّها لَرُؤيا حَقٍّ إن شاءَ اللهُ، فقُمْ مَعَ بلالٍ فألقِ عليه ما رَأيتَ فليُؤَذِّنْ به؛ فإنَّه أندى صَوتًا مِنكَ»، قال: فقُمتُ مَعَ بلالٍ فجَعَلتُ أُلقيه عليه ويُؤَذِّنُ به، قال: فسَمِعَ بذلك عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ وهو في بَيتِه، فخَرَجَ يَجُرُّ رِداءَه يَقولُ: والذي بَعَثَكَ بالحَقِّ لَقد رَأيتُ مِثلَ الذي أُريَ، قال: فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «فللَّهِ الحَمدُ»
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبد الله بن زيد | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 16478 التخريج : -

15 - مات رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بَيْتي، ويَوْمي، وبين سَحْري ونَحْري، فدَخَلَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي بَكرٍ ومعه سِواكٌ رَطْبٌ، فنَظَرَ إليه، فظَنَنتُ أنَّ له فيه حاجةً، قالت: فأخَذتُه فمَضَغتُه، ونَفَضتُه وطَيَّبتُه، ثم دَفَعتُه إليه، فاستَنَّ كأحسَنِ ما رأيتُه مُسْتَنًّا قَطُّ، ثم ذَهَبَ يَرفَعُه إليَّ، فسَقَطَ من يَدِه، فأخَذتُ أدْعو اللهَ عزَّ وجلَّ بدُعاءٍ، كان يَدْعو له به جِبريلُ عليه السَّلامُ، وكان هو يدْعو به إذا مَرِضَ، فلم يَدْعُ به في مَرَضِه ذلك، فرَفَعَ بَصَرَه إلى السَّماءِ، وقال: الرَّفيقَ الأعلى ، الرَّفيقَ الأعلى ، يَعني: وفاضت نَفسُه، فالحَمدُ للهِ الذي جَمَعَ بيْنَ ريقي وريقِه في آخِرِ يَومٍ من أيَّامِ الدُّنيا.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 24216 التخريج : أخرجه البخاري (1389، 4438) مفرقاً، ومسلم (2443) مختصراً، وأحمد (24216) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: طهارة - السواك فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مرض النبي وموته مريض - شدة المرض مناقب وفضائل - عائشة بنت أبي بكر الصديق مناقب وفضائل - فضائل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

16 - عن عُبَيدِ اللهِ بنِ زيادٍ، عنِ ابنَيْ بُسْرٍ السُّلَميَّيْنِ، قال: دخَلْتُ عليهما، فقُلْتُ: رحِمَكما اللهُ، الرَّجلُ منَّا يَركَبُ دابَّتَه فيَضرِبُها بالسوْطِ، ويَكفَحُها باللِّجامِ، هل سمِعْتُما من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ذلك شيئًا؟ قالَا: لا، ما سمِعْنا منه في ذلك شيئًا، فإذا امرأةٌ قد نادَتْ من جَوفِ البيتِ: أيُّها السائلُ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [الأنعام: 38] فقالَا: هذه أُختُنا، وهي أكبَرُ منَّا، وقد أدرَكَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : ابنا بسر السلميين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 17685 التخريج : أخرجه أحمد (17685) واللفظ له، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (11066)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (37/431)
التصنيف الموضوعي: علم - التوقي في الفتيا آداب عامة - الأخلاق المذمومة آداب عامة - الرفق بالحيوان والطير ونحوهما
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

17 - أمَّني جِبريلُ عندَ البَيتِ، فصَلَّى بي الظهرَ حين زالَتِ الشَّمسُ، فكانَت بقَدْرِ الشِّراكِ، ثم صَلَّى بي العصرَ حين كان ظِلُّ كُلِّ شيءٍ مِثلَيْه، ثم صَلَّى بي المغربَ حين أفطَرَ الصَّائِمُ، ثم صلَّى بي العِشاءَ حين غاب الشَّفَقُ، ثم صلَّى بي الفَجرَ حين حُرِّمَ الطَّعامُ والشَّرابُ على الصَّائِمِ، ثم صلَّى الغَدَ الظهرَ حين كان ظِلُّ كُلِّ شَيءٍ مِثلَه، ثم صلَّى بي العصرَ حين كان ظِلُّ كُلِّ شيءٍ مِثلَيْه، ثم صلَّى بي المغربَ حين أفطَرَ الصَّائِمُ، ثم صلَّى بي العِشاءَ إلى ثُلُثِ الليلِ الأَوَّلِ، ثم صلَّى بي الفجرَ فأسفَرَ، ثم التفَتَ إليَّ فقال: يا محمدُ، هذا وَقتُ الأَنبياءِ مِن قَبلِك، الوَقتُ فيما بيْنَ هذين الوَقتَيْنِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 3081 التخريج : أخرجه أبو داود (393)، والترمذي (149)، وأحمد (3081) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: صلاة - وقت صلاة الظهر صلاة - وقت صلاة العشاء صلاة - وقت صلاة العصر صلاة - وقت صلاة الفجر صلاة - وقت صلاة المغرب
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

18 - عنِ الأحنَفِ بنِ قَيسٍ، قال: دخَلْتُ بيتَ المَقدِسِ، فوجَدْتُ فيه رَجُلًا يُكثِرُ السجودَ، فوجَدْتُ في نَفْسي من ذلك، فلمَّا انصَرَفَ قُلْتُ: أَتَدْري على شَفعٍ انصَرَفْتَ أَمْ على وِترٍ؟ قال: إنْ أَكُ لا أَدْري، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَدْري، ثُم قال: أخبَرَني حِبِّي أبو القاسِمِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُم بَكى، ثُم قال: أخبَرَني حِبِّي أبو القاسِمِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُم بَكى، ثُم قال: أخبَرَني حِبِّي أبو القاسِمِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أنَّه قال: ما من عَبدٍ يَسجُدُ للهِ سَجدةً، إلَّا رفَعَه اللهُ بها دَرَجةً، وحطَّ عنه بها خَطيئةً، وكتَبَ له بها حَسَنةً، قال: قُلْتُ: أخبِرْني مَن أنتَ يَرحَمُكَ اللهُ؟ قال: أنا أبو ذَرٍّ، صاحبُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فتَقاصَرَتْ إليَّ نَفْسي.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 21452 التخريج : أخرجه أحمد (21452) واللفظ له، والدارمي (1461)، وعبدالرزاق (3561)
التصنيف الموضوعي: تراويح وتهجد وقيام ليل - صفة صلاة الليل تراويح وتهجد وقيام ليل - طول القيام والسجود في قيام الليل جنة - درجات الجنة صلاة - فضل الصلوات والمحافظة عليها مناقب وفضائل - أبو ذر الغفاري
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

19 - عن يُحَنَّسَ، أنَّ حَمزةَ بنَ عَبدِ المُطَّلِبِ لَمَّا قدِمَ المَدينةَ تَزَوَّجَ خَولةَ بنتَ قَيسِ بنِ قَهدٍ الأنصاريَّةَ مِن بَني النَّجَّارِ، قال: وكان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَزورُ حَمزةَ في بَيتِها، وكانَت تُحَدِّثُه عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحاديثَ، قالت: جاءَنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَومًا، فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، بَلَغَني عنكَ أنَّكَ تُحَدِّثُ أنَّ لَكَ يَومَ القيامةِ حَوضًا ما بَينَ كَذا إلى كَذا، قال: «أجَلْ، وأحَبُّ النَّاسِ إليَّ أن يَرْوى مِنه قَومُكِ»، قالت: فقدَّمتُ إليه بُرمةً فيها خُبزةٌ -أو خَزيرةٌ- فوضَعَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَدَه في البُرمةِ ليَأكُلَ، فاحتَرَقَت أصابِعُه، فقال: «حَسِّ»، ثُمَّ قال: "ابنُ آدَمَ إن أصابَه البَردُ قال: حَسِّ، وإن أصابَه الحَرُّ قال: حَسِّ"
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات رجال الصحيح
الراوي : خولة بنت قيس بن قهد الأنصارية | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 27316 التخريج : -

20 - عن نافع، قال: كانَ ابنُ عمرَ إذا دخلَ أدنى الحرمِ أمسَكَ عنِ التَّلبيةِ فإذا انتهى إلى ذي طوًى باتَ بها حتَّى يصبحَ ثمَّ يصلِّي الغداةَ ويغتسلُ ويحدِّثُ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يفعله ثمَّ يدخلُ مكَّةَ ضحًى فيأتي البيتَ فيستلمُ الحجرَ ويقولُ باسمِ اللَّهِ واللَّهُ أكبر ثمَّ يرملُ ثلاثةَ أطوافٍ يمشي ما بينَ الرُّكنينِ فإذا أتى على الحجرِ استلمَهُ وكبَّرَ أربعةَ أطوافٍ مشيًا ثمَّ يأتي المقامَ فيصلِّي ركعتينِ ثمَّ يرجعُ إلى الحجرِ فيستلمُهُ ثمَّ يخرجُ إلى الصَّفا منَ البابِ الأعظمِ فيقومُ عليهِ فيكبِّرُ سبعَ مرَّاتٍ ثلاثًا يكبِّرُ ثمَّ يقولُ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 4628 التخريج : -
التصنيف الموضوعي: حج - استلام الحجر الأسود وتقبيله حج - التلبية وصفتها ووقتها حج - الطواف والرمل حج - صلاة ركعتين بعد الطواف حج - ما يقال عند استلام الحجر

21 - أنَّه قال للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي حَلَفتُ هكذا، -ونَشَرَ أصابعَ يدَيه- حتى تُخبِرَني ما الذي بَعَثَكَ اللهُ به؟ قال: بَعَثَني اللهُ بالإسلامِ، قال: وما الإسلامُ؟ قال: شَهادةُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، وتُقيمُ الصَّلاةَ، وتُؤتي الزَّكاةَ، أخَوانِ نَصيرانِ ، لا يَقبَلُ اللهُ مِن أحَدٍ تَوبةً أشرَكَ بعدَ إسلامِه، قال: قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، ما حَقُّ زَوجِ أحَدِنا عليه؟ قال: تُطعِمُها إذا أكَلتَ، وتَكسوها إذا اكتسَيتَ، ولا تَضرِبِ الوَجهَ، ولا تُقبِّحْ، ولا تَهجُرْ إلَّا في البَيتِ، ثُمَّ قال: هاهُنا تُحشَرونَ، هاهُنا تُحشَرونَ، هاهُنا تُحشَرونَ، ثلاثًا، رُكْبانًا ومُشاةً وعلى وُجوهِكم، تُوفُونَ يومَ القيامةِ سَبعينَ أُمَّةً، أنتم آخِرُ الأُمَمِ وأكرَمُها على اللهِ، تَأتونَ يومَ القيامةِ وعلى أفْواهِكم الفِدامُ ، أوَّلُ ما يُعرِبُ عن أحَدِكم فَخِذُه، قال ابنُ أبي بُكَيرٍ: فأشارَ بيَدِه إلى الشَّامِ فقال: إلى هاهُنا تُحشَرونَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : معاوية بن حيدة القشيري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 20011 التخريج : أخرجه الترمذي (3001)، وابن ماجه (4288) مختصراً، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (11431) باختلاف يسير، وأحمد (20011) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: إسلام - أركان الإسلام ردة - توبة المرتد علم - إعادة الحديث ثلاثا للفهم نكاح - حق المرأة على الزوج مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

22 - لمَّا استَقْبَلْنا واديَ حُنَينٍ قال: انحَدَرْنا في وادٍ مِن أوْديةِ تِهامةَ أجْوَفَ ، حَطُوطٍ، إنَّما نَنحَدِرُ فيه انحِدارًا، قال: وفي عَمايةِ الصُّبحِ، وقد كان القَومُ كَمَنوا لنا في شِعابِه، وفي أجْنابِه ومَضايقِه، قد أجْمَعوا وتَهَيَّئوا، وأعَدُّوا، قال: فواللهِ ما راعَنا ، ونحن مُنحَطُّون إلَّا الكَتائِبُ، قد شَدَّتْ علينا شَدَّةَ رَجُلٍ واحِدٍ، وانهَزَمَ النَّاسُ راجِعينَ فاسْتَمَرُّوا لا يَلْوي أحَدٌ منهم على أحَدٍ، وانحازَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم ذاتَ اليَمينِ، ثُمَّ قال: إليَّ أيُّها النَّاسُ، هَلُمُّوا إليَّ أنا رسولُ اللهِ، أنا مُحمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ، قال: فلا شَيءَ احتَمَلَتِ الإبِلُ بَعضُها بَعضًا، فانطَلَقَ النَّاسُ إلَّا أنَّ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم رَهطًا مِن المُهاجِرينَ والأنصارِ، وأهلِ بَيتِهِ غيرَ كَثيرٍ، ثَبَتَ معه صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم أبو بَكرٍ وعُمَرُ، ومِن أهلِ بَيتِه: عليُّ بنُ أبي طالِبٍ، والعبَّاسُ بنُ عَبدِ المُطَّلِبِ، وابنُه الفَضْلُ بنُ عبَّاسٍ، وأبو سُفْيانَ بنُ الحارِثِ، ورَبيعةُ بنُ الحارِثِ، وأيْمَنُ بنُ عُبَيدٍ؛ وهو ابنُ أُمِّ أيْمَنَ، وأُسامةُ بنُ زَيدٍ، قال: ورَجُلٌ مِن هَوازِنَ على جَمَلٍ له أحْمَرَ في يَدِه رايةٌ له سَوْداءُ في رَأْسِ رُمحٍ طَويلٍ له أمامَ النَّاسِ، وهَوازِنُ خَلْفَه، فإذا أَدْرَكَ طَعَنَ برُمحِه، وإذا فاتَه النَّاسُ رَفَعَه لمَن وَراءَه، فاتَّبَعوه، قال ابنُ إسْحاقَ، وحَدَّثَني عاصِمُ بنُ عُمَرَ بنِ قَتادةَ، عن عَبدِ الرَّحمنِ بنِ جابِرٍ، عن أبيه جابِرِ بنِ عَبدِ اللهِ، قال: بَيْنا ذلك الرَّجُلُ مِن هَوازِنَ صاحِبُ الرايةِ على جَمَلِه ذلك، يَصنَعُ ما يَصنَعُ، إذْ هَوى له عليُّ بنُ أبي طالِبٍ، ورَجُلٌ مِن الأنصارِ يُريدانِه، قال: فيَأتيه عليٌّ مِن خَلفِه، فضَرَبَ عُرقوبَيِ الجَمَلِ، فوَقَعَ على عَجُزِه، ووَثَبَ الأنصاريُّ على الرَّجُلِ، فضَرَبَه ضَرْبةً أطَنَّ قَدَمَه بنِصْفِ ساقِه، فانجَعَفَ عن رَحْلِه، واجتَلَدَ النَّاسُ، فواللهِ ما رَجَعَتْ راجِعةُ النَّاسِ مِن هَزيمَتِهِم حتى وَجَدوا الأَسْرى مُكَتَّفينَ عِندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 15027 التخريج : أخرجه أحمد (15027) واللفظ له، وأبو يعلى (1862)، وابن حبان (4774)
التصنيف الموضوعي: مغازي - غزوة حنين مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل الأنصار مناقب وفضائل - فضائل المهاجرين ومناقبهم مناقب وفضائل - أهل البيت صلوات الله عليهم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

23 - خرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ المدينةِ في حجَّةِ الوَداعِ، حتى إذا كنَّا بعُسْفانَ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ العُمْرةَ قد دخَلَتْ في الحجِّ، فقال له سُراقةُ بنُ مالكٍ، أو مالكُ بنُ سُراقةَ -شكَّ عبدُ العزيزِ-: أيْ رسولَ اللهِ، عَلِّمْنا تعليمَ قَومٍ كأنَّما وُلِدوا اليَومَ، عُمْرتُنا هذه لعامِنا هذا أمْ لأبَدٍ؟ قال: بلْ لأبَدٍ. فلمَّا قَدِمْنا مكَّةَ طُفْنا بالبَيتِ، وبيْن الصَّفا والمَرْوةِ، ثمَّ أمَرَنا بمُتعةِ النساءِ، فرجَعْنا إليه، فقُلْنا: يا رسولَ اللهِ، إنَّهن قد أَبَيْنَ إلَّا إلى أجَلٍ مُسَمًّى، قال: فافْعَلوا. قال: فخرَجْتُ أنا وصاحِبٌ لي، علَيَّ بُرْدٌ وعليه بُرْدٌ، فدخَلْنا على امرأةٍ فعَرَضْنا عليها أنفُسَنا، فجعَلَتْ تَنظُرُ إلى بُرْدِ صاحِبي فتَراهُ أَجْودَ مِن بُرْدي، وتَنظُرُ إلَيَّ فتَراني أَشَبَّ منه، فقالت: بُرْدٌ مكانَ بُرْدٍ، واختارَتْني، فتزَوَّجْتُها عَشْرًا ببُرْدي، فبِتُّ معها تلك اللَّيلةَ، فلمَّا أصبَحْتُ غدَوْتُ إلى المَسجِدِ، فسمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو على المِنبرِ يَخطُبُ، يقولُ: مَن كان منكم تَزَوَّجَ امْرأةً إلى أجَلٍ فلْيُعطِها ما سَمَّى لها، ولا يَسترجِعْ ممَّا أَعْطاها شَيئًا، ولْيُفارِقْها؛ فإنَّ اللهَ تعالى قد حرَّمَها عليكم إلى يَومِ القِيامةِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : سبرة بن معبد الجهني | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 15345 التخريج : أخرجه مسلم (1406)، والنسائي (3368)، وابن ماجه (1962) بنحوه، وأحمد (15345) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: عمرة - العمرة في أشهر الحج حج - التحلل حج - الصفا والمروة والسعي بينهما حج - الطواف والرمل نكاح - نكاح المتعة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

24 - عن سَلَمةَ بنِ سَلامةَ بنِ وقشٍ، وكان مِن أصحابِ بَدرٍ، قال: كان لَنا جارٌ مِن يَهودَ في بَني عَبدِ الأشهَلِ، قال: فخَرَجَ علينا يَومًا مِن بَيتِه قَبلَ مَبعَثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيَسيرٍ، فوقَفَ على مَجلِسِ بَني عَبدِ الأشهَلِ، قال سَلَمةُ: وأنا يَومَئِذٍ أحدَثُ مَن فيه سِنًّا، عليَّ بُردةٌ، مُضطَجِعًا فيها بفِناءِ أهلي، فذَكَرَ البَعثَ والقيامةَ والحِسابَ والميزانَ والجَنَّةَ والنَّارَ، فقال ذلك لقَومٍ أهلِ شِركٍ أصحابِ أوثانٍ لا يَرَونَ أنَّ بَعثًا كائِنٌ بَعدَ المَوتِ، فقالوا له: ويحَكَ يا فُلانُ تُرى هذا كائِنًا؟ إنَّ النَّاسَ يُبعَثونَ بَعدَ مَوتِهم إلى دارٍ فيها جَنَّةٌ ونارٌ يُجزَونَ فيها بأعمالِهم؟! قال: نَعَم، والذي يُحلَفُ به لَودَّ أنَّ له بحَظِّه مِن تلك النَّارِ أعظَمَ تَنُّورٍ في الدُّنيا، يُحمونَه ثُمَّ يُدخِلونَه إيَّاه فيُطبَقُ به عليه، وأن يَنجوَ مِن تلك النَّارِ غَدًا! قالوا له: ويحَكَ! وما آيةُ ذلك؟ قال: نَبيٌّ يُبعَثُ مِن نَحوِ هذه البِلادِ، وأشارَ بيَدِه نَحوَ مَكَّةَ واليَمَنِ، قالوا: ومَتى تَراه؟ قال: فنَظَرَ إليَّ وأنا مِن أحدَثِهم سِنًّا، فقال: إن يَستَنفِدْ هذا الغُلامُ عُمُرَه يُدرِكْه، قال سَلَمةُ: فواللهِ ما ذَهَبَ اللَّيلُ والنَّهارُ حَتَّى «بَعَثَ اللهُ تَعالى رَسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو حَيٌّ بَينَ أظهُرِنا»، فآمَنَّا به، وكَفَرَ به بَغيًا وحَسَدًا! فقُلنا: ويلَكَ يا فُلانُ! ألَستَ بالذي قُلتَ لَنا فيه ما قُلتَ؟! قال: بَلى. وليس به.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : سلمة بن سلامة بن وقش | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 15841 التخريج : -

25 - أنَّ أبا هُرَيرةَ كان يَقولُ: واللهِ إنْ كنتُ لأعتَمِدُ بكَبِدي على الأرضِ مِنَ الجوعِ، وإنْ كنتُ لأشُدُّ الحَجَرَ على بَطني مِنَ الجوعِ، ولقد قعَدتُ يَومًا على طَريقِهم الذي يَخرُجون منه، فمَرَّ أبو بكرٍ، فسألتُهُ عن آيةٍ مِن كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ما سألتُهُ إلَّا ليَستَتبِعَني ، فلم يَفعَلْ، فمَرَّ عُمَرُ فسألتُهُ عن آيةٍ مِن كتابِ اللهِ، ما سألتُه إلَّا ليَستَتبِعَني ، فلم يَفعَلْ، فمَرَّ أبو القاسِمِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فعرَفَ ما في وَجْهي، وما في نَفْسي، فقال: أبا هِرٍّ. فقلتُ له: لَبَّيكَ يا رسولَ اللهِ. فقال: الحَقْ. واستَأذَنتُ فأذِنَ لي، فوجَدتُ لَبَنًا في قَدَحٍ، فقال: مِن أين لكم هذا اللَّبَنُ؟ فقالوا: أهداهُ لنا فُلانٌ، أو آلُ فُلانٍ. قال: أبا هِرٍّ. قُلتُ: لَبَّيكَ يا رسولَ اللهِ. قال: انطَلِقْ إلى أهلِ الصُّفَّةِ، فادعُهُم لي. قال: وأهلُ الصُّفَّةِ أضيافُ الإسلامِ، لم يَأووا إلى أهلٍ، ولا مالٍ، إذا جاءَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هَديَّةٌ؛ أصابَ منها، وبعَثَ إليهم منها، وإذا جاءَتْهُ الصَّدَقةُ؛ أرسَلَ بها إليهم، ولم يُصِبْ منها، فأحزَنَني ذلك، وكنتُ أرجو أنْ أُصيبَ مِنَ اللَّبَنِ شَربةً أتقَوَّى بها بقيَّةَ يَومي ولَيلَتي. فقلتُ: أنا الرسولُ، فإذا جاءَ القَومُ كنتُ أنا الذي أُعطيهم، فقلتُ: ما يَبقى لي مِن هذا اللَّبَنِ؟ ولم يَكُنْ مِن طاعةِ اللهِ وطاعةِ رسولِه بُدٌّ؛ فانطلَقتُ فدعَوْتُهم، فأقبَلوا، فاستأذَنوا، فأذِنَ لهم، فأخَذوا مَجالِسَهم مِنَ البَيتِ، ثم قال: أبا هِرٍّ خُذْ فأعْطِهم. فأخَذتُ القَدَحَ، فجعَلتُ أُعطيهم، فيأخُذُ الرَّجُلُ القَدَحَ، فيَشرَبُ حتى يُروي، ثم يَرُدُّ القَدَحَ، وأُعطيهِ الآخَرَ، فيَشرَبُ حتى يُروي، ثم يَرُدُّ القَدَحَ، حتى أتَيتُ على آخِرِهم، ودفَعتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخَذَ القَدَحَ، فوضَعَهُ في يَدِهِ، وبقيَ فيه فَضلةٌ، ثم رفَعَ رَأسَهُ، فنظَرَ إليَّ وتبَسَّمَ، فقال: أبا هِرٍّ. قلتُ: لَبَّيكَ يا رسولَ اللهِ. قال: بقيتُ أنا وأنتَ. فقلتُ: صدَقتَ يا رسولَ اللهِ. قال: فاقْعُدْ فاشْرَبْ. قال: فقعَدتُ فشرِبتُ، ثم قال لي: اشرَبْ. فشرِبتُ، ثم قال لي: اشرَبْ. فشرِبتُ، فما زال يَقولُ لي: اشرَبْ. فأشرَبُ، حتى قلتُ: لا والذي بعَثَكَ بالحَقِّ، ما أجِدُ لها فيَّ مَسلَكًا. قال: ناوِلْني القَدَحَ. فردَدتُ إليه القَدَحَ، فشرِبَ مِنَ الفَضلةِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط البخاري
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 10679 التخريج : أخرجه البخاري (6452)، والترمذي (2477)، وأحمد (10679) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: أشربة - اللبن فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - شفقته على أمته فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي رقائق وزهد - عيش السلف رقائق وزهد - فضل الجوع وخشونة العيش
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

26 - إنَّ ثلاثةَ نَفَرٍ كانوا في كَهفٍ، فوَقَعَ الجَبلُ على بابِ الكَهفِ، فأُوصِدَ عليهم، قال قائلٌ منهم: تَذاكَروا أيُّكم عَمِلَ حسنةً، لعلَّ اللهَ عزَّ وجلَّ برَحمتِه يَرحَمُنا، فقال رَجُلٌ منهم: قد عَمِلتُ حسنةً مَرَّةً: كان لي أُجَراءُ يَعمَلونَ، فجاءني عُمَّالٌ لي، استأجَرتُ كُلَّ رَجُلٍ منهم بأجرٍ مَعلومٍ، فجاءني رَجُلٌ ذاتَ يومٍ وسَطَ النَّهارِ، فاستأجَرتُه بشَرطِ أصحابِه، فعَمِلَ في بَقيَّةِ نهارِه، كما عَمِلَ كُلُّ رَجُلٍ منهم في نهارِه كلِّه، فرَأَيتُ علَيَّ في الذِّمامِ ألَّا أُنقِصَه ممَّا استأجَرتُ به أصحابَه، لِمَا جَهِدَ في عملِه، فقال رَجُلٌ منهم: أتُعطي هذا مِثلَ ما أعطَيتَني، ولم يَعمَلْ إلَّا نِصفَ نهارٍ؟ فقُلتُ: يا عبدَ اللهِ، لم أبخَسْكَ شيئًا مِن شَرطِكَ؛ وإنَّما هو مالي أحكُمُ فيه ما شِئتُ، قال: فغَضِبَ، وذَهَبَ، وتَرَكَ أجرَه، قال: فوَضَعتُ حَقَّه في جانبٍ مِن البَيتِ ما شاء اللهُ، ثُمَّ مَرَّتْ بي بعدَ ذلك بَقرٌ، فاشترَيتُ به فَصيلةً مِن البَقرِ، فبَلَغَتْ ما شاء اللهُ، فمَرَّ بي بعدَ حينٍ شَيخًا ضَعيفًا لا أعرِفُه، فقال: إنَّ لي عندَكَ حَقًّا فذَكَّرَنيه حتى عَرَفتُه، فقُلتُ: إيَّاكَ أبْغي، هذا حَقُّكَ، فعَرَضتُها عليه جَميعَها، فقال: يا عبدَ اللهِ، لا تَسخَرْ بي إنْ لم  تَصَّدَّقْ عليَّ، فأعطِني حَقِّي، قال: واللهِ ما أسخَرُ بك، إنَّها لحَقُّكَ، ما لي منها شيء، فدَفَعتُها إليه جَميعًا؛ اللَّهُمَّ إنْ كنتُ فَعَلتُ ذلك لوَجهِكَ، فافرُجْ عنَّا. قال: فانصدَعَ الجَبلُ حتى رَأَوْا منه، وأبصَروا، قال الآخَرُ: قد عَمِلتُ حسنةً مَرَّةً: كان لي فضلٌ، فأصابَتِ النَّاسَ شِدَّةٌ، فجاءتْني امرأةٌ تَطلُبُ منِّي مَعروفًا، قال: فقُلتُ: واللهِ ما هو دونَ نفْسِكَ، فأبَتْ علَيَّ، فذَهَبَتْ، ثُمَّ رَجَعَتْ، فذَكَّرَتْني باللهِ، فأبَيتُ عليها، وقُلتُ: لا واللهِ ما هو دونَ نفْسِكَ، فأبَتْ علَيَّ، وذَهَبَتْ، فذَكَرَتْ لزَوجِها، فقال لها: أعْطيه نفْسَكِ! وأغْني عيالَكِ، فرَجَعَتْ إليَّ، فناشَدَتْني باللهِ، فأبَيتُ عليها، وقُلتُ: واللهِ ما هو دونَ نفْسِكِ، فلمَّا رَأَتْ ذلك أسلَمَتْ إليَّ نفْسَها، فلمَّا تَكشَّفتُها، وهَمَمتُ بها؛ ارتعَدَتْ مِن تَحتي! فقُلتُ لها: ما شَأنُكِ؟! قالتْ: أخافُ اللهَ ربَّ العالمينَ، قُلتُ لها: خِفْتيه في الشِّدَّةِ، ولم أخَفْه في الرَّخاءِ! فتَرَكتُها وأعطَيتُها ما يَحِقُّ علَيَّ بما تَكشَّفتُها، اللَّهُمَّ إنْ كنتُ فَعَلتُ ذلك لوَجهِكَ، فافرُجْ عنَّا، قال: فانصدَعَ حتى عَرَفوا وتَبيَّنَ لهم، قال الآخَرُ: عَمِلتُ حسنةً مَرَّةً، كان لي أبَوانِ شَيخانِ كَبيرانِ، وكانتْ لي غَنمٌ، فكنتُ أُطعِمُ أبَوَيَّ وأَسقيهما، ثُمَّ رَجَعتُ إلى غَنمي، قال: فأصابَني يومًا غَيثٌ حَبَسَني، فلمْ أبرَحْ حتى أمسَيتُ، فأتَيتُ أهلي وأخَذتُ مِحلَبي، فحَلَبتُ وغَنمي قائمةٌ، فمَضَيتُ إلى أبَوَيَّ، فوَجَدتُهما قد ناما، فشَقَّ علَيَّ أنْ أُوقِظَهما وشَقَّ علَيَّ أنْ أترُكَ غَنمي، فما بَرِحتُ جالسًا، ومِحلَبي على يدي حتى أيقَظَهما الصُّبحُ، فسَقَيْتُهما، اللَّهُمَّ إنْ كنتُ فَعَلتُ ذلك لوَجهِكَ؛ فافرُجْ عنَّا، قال النُّعمانُ: لكأنِّي أسمَعُ هذه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال الجَبلُ: طاقْ، ففَرَّجَ اللهُ عنهم، فخَرَجوا.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : النعمان بن بشير | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 18417 التخريج : أخرجه أحمد (18417) واللفظ له، والبزار (3291) بنحوه، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (2307) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - التوسل بصالح الأعمال في الدعاء فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات إحسان - الحث على الأعمال الصالحة إحسان - شفاعة الأعمال الصالحة لأهلها آداب الدعاء - الدعاء بالأعمال الصالحة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

27 - خَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم مِن المَدينةِ إلى المُشرِكينَ لِيُقاتِلَهم، وقال لي أبي عَبدُ اللهِ: يا جابِرُ، لا عليكَ أنْ تكونَ في نَظَّاري أهلِ المدينةِ حتى تَعلَمَ إلى ما يَصيرُ أمْرُنا؛ فإنِّي -واللهِ- لولا أنِّي أتْرُكُ بَناتٍ لي بَعْدي، لَأحْبَبتُ أنْ تُقتَلَ بَينَ يَدَيَّ، قال: فبَيْنَما أنا في النَّظَّارينَ إذْ جاءَتْ عمَّتي بأبي، وخالي عادِلَتَهُما على ناضِحٍ، فدَخَلَتْ بهما المَدينةَ لتَدْفِنَهُما في مَقابِرِنا، إذْ لَحِقَ رَجُلٌ يُنادي: ألَا إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم يَأمُرُكُم أنْ تَرجِعوا بالقَتْلى، فتَدْفِنوها في مَصارِعِها حَيثُ قُتِلَتْ، فرَجَعْنا بهما فدَفَنَّاهُما حَيثُ قُتِلَا، فبَيْنَما أنا في خِلافةِ مُعاويةَ بنِ أبي سُفْيانَ إذْ جاءني رَجُلٌ فقال: يا جابِرُ بنَ عَبدِ اللهِ، واللهِ لقد أثارَ أباكَ عُمَّالُ مُعاويةَ، فبَدَا فخَرَجَ طائِفةٌ منه، فأتَيْتُه فوَجَدْتُه على النَّحوِ الذي دَفَنْتُه، لم يتَغَيَّرْ إلَّا ما لم يَدَعِ القَتلُ -أو القَتيلُ- فوارَيْتُه، قال: وتَرَكَ عليه دَيْنًا مِن التَّمرِ فاشْتَدَّ عليَّ بعضُ غُرَمائه في التَّقاضي، فأتَيْتُ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، فقُلتُ: يا نَبيَّ اللهِ، إنَّ أبي أُصيبَ يومَ كَذا، وكَذا، وتَرَكَ عليه دَيْنًا مِن التَّمرِ، وقدِ اشْتَدَّ علَيَّ بَعضُ غُرَمائه في التَّقاضي، فأُحِبُّ أنْ تُعينَني عليه، لعَلَّه أنْ يُنظِرَني طائِفةً مِن تَمرِهِ إلى هذا الصِّرامِ المُقْبِلِ، فقال: نَعَمْ، آتيكَ إنْ شاء اللهُ قَريبًا مِن وَسَطِ النَّهارِ، وجاءَ معَه حَواريُّوه، ثُمَّ استَأْذَنَ، فدَخَلَ وقد قُلتُ لامْرَأتي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم جاءني اليَومَ وَسَطَ النَّهارِ، فلا أرَيَنَّكِ، ولا تُؤْذي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في بَيتي بشَيءٍ، ولا تُكَلِّميه، فدَخَلَ ففَرَشْتُ له فِراشًا، ووِسادةً، فوَضَعَ رَأْسَه فنامَ، قال: وقُلتُ لمَوْلًى لي: اذْبَحْ هذه العَناقَ، وهي داجِنٌ سَمينةٌ، والوَحى والعَجَلَ ، افْرُغْ منها قبلَ أنْ يَستَيقِظَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، وأنا معَكَ، فلم نَزَلْ فيها حتى فَرَغْنا منها، وهو نائِمٌ، فقُلتُ له: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم إذا استَيْقَظَ يَدْعو بالطَّهورِ، وإنِّي أخافُ إذا فَرَغَ أنْ يَقومَ، فلا يَفْرُغَنَّ مِن وُضوئِه حتى تَضَعَ العَناقَ بَينَ يَدَيْه، فلمَّا قامَ قال: يا جابِرُ، ائْتِني بطَهورٍ، فلم يَفْرُغْ مِن طُهورِهِ حتى وَضَعْتُ العَناقَ عِندَه، فنَظَرَ إليَّ فقال: كأنَّكَ قد عَلِمتَ حُبَّنا للَّحْمِ، ادْعُ لي أبا بَكرٍ، قال: ثُمَّ دَعا حَوارِيِّيه الذين معه فدَخَلوا، فضَرَبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بيَدَيْه، وقال: بِسمِ اللهِ كُلوا، فأكَلوا حتى شَبِعوا، وفَضَلَ لَحمٌ منها كَثيرٌ، قال: واللهِ إنَّ مجلِسَ بَني سَلِمةَ لَيَنظُرون إليه، وهو أَحَبُّ إليهم مِن أعْيُنِهم، ما يَقْرَبُه رَجُلٌ منهم مَخافةَ أنْ يُؤْذوه، فلمَّا فَرَغوا قامَ، وقامَ أصْحابُه فخَرَجوا بَينَ يَدَيْه، وكان يقولُ: خَلُّوا ظَهْري للمَلائكةِ، واتَّبَعْتُهم حتى بَلَغوا أُسْكُفَّةَ البابِ، قال: وأخْرَجَتِ امْرَأتي صَدْرَها، وكانت مُسْتَتِرةً بسَفيفٍ في البَيتِ، قالَتْ: يا رسولَ اللهِ، صَلِّ علَيَّ وعلى زَوْجي، صلَّى اللهُ عليكَ. فقال: صلَّى اللهُ عليكِ وعلى زَوْجِكِ، ثُمَّ قال: ادْعُ لي فُلانًا؛ لِغَريمي الذي اشْتَدَّ علَيَّ في الطَّلَبِ، قال: فجاء فقال: أَيْسِرْ جابِرَ بنَ عَبدِ اللهِ -يَعْني إلى المَيْسَرةِ- طائِفةً مِن دَيْنِكَ الذي على أبيه، إلى هذا الصِّرامِ المُقْبِلِ، قال: ما أنا بفاعِلٍ، واعْتَلَّ وقال: إنَّما هو مالُ يَتامى، فقال: أين جابِرٌ؟ فقال: أنا ذا يا رسولَ اللهِ، قال: كِلْ له؛ فإنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيه، فنَظَرْتُ إلى السماءِ، فإذا الشَّمسُ قد دَلَكَتْ ، قال: الصلاةَ يا أبا بَكرٍ، فاندَفَعوا إلى المسجِدِ، فقُلتُ: قَرِّبْ أوعيَتَكَ، فكِلْتُ له مِن العَجْوةِ فوفَّاه اللهُ، وفَضَلَ لنا مِن التَّمرِ كَذا وكَذا، فجِئْتُ أسْعى إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في مسجِدِه، كأنِّي شَرارةٌ، فوَجَدْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم قد صلَّى، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، ألم تَرَ أنِّي كِلْتُ لِغَريمي تَمْرَه، فوفَّاهُ اللهُ، وفَضَلَ لنا مِن التَّمرِ كَذا وكَذا، فقال: أين عُمَرُ بنُ الخطَّابِ؟ فجاءَ يُهَروِلُ ، فقال: سَلْ جابِرَ بنَ عَبدِ اللهِ عن غَريمِه وتَمْرِه، فقال: ما أنا بِسائلِه، قد عَلِمتُ أنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيه، إذْ أخبَرْتَ أنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيه، فكَرَّرَ عليه هذه الكَلِمةَ ثَلاثَ مرَّاتٍ، كُلَّ ذلك يقولُ: ما أنا بِسائلِه، وكان لا يُراجَعُ بَعدَ المرَّةِ الثالثةِ، فقال: يا جابِرُ، ما فَعَلَ غَريمُكَ وَتَمرُكَ؟ قال: قلتُ: وفَّاهُ اللهُ، وفَضَلَ لنا مِن التَّمرِ كَذا وكَذا، فرَجَعَ إلى امْرَأتِه، فقال: ألم أكُنْ نَهَيتُكِ أنْ تُكَلِّمي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم؟ قالَتْ: أكُنتَ تَظُنَّ أنَّ اللهَ يُورِدُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بَيْتيَ، ثُمَّ يَخرُجُ، ولا أسْألُه الصلاةَ علَيَّ وعلى زَوْجي قَبلَ أنْ يَخرُجَ؟!
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 15281 التخريج : أخرجه أبو داود (1533) مختصراً، وأحمد (15281) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: أطعمة - التسمية على الطعام فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - بركة النبي جنائز وموت - قضاء دين الميت جهاد - دفن الشهيد حيث يقتل مناقب وفضائل - عبد الله بن عمرو بن حرام
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

28 -  كنتُ رَديفَ أبي طَلْحةَ يَومَ خَيْبَرَ، وقَدَمي تَمَسُّ قَدَمَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأتَيْناهم حين بَزَغَتِ الشَّمسُ ، وقد أَخرَجوا مَواشيَهم، وخَرَجوا بفُؤوسِهم ومَكاتِلِهم ومُرورِهم، فقالوا: محمَّدٌ والخَميسُ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اللهُ أكبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إنَّا إذا نزَلْنا بساحةِ قَومٍ فساءَ صباحُ المُنذَرينَ. قال: فهزَمَهمُ اللهُ، قال: ووقَعَتْ في سَهمِ دِحْيةَ جاريةٌ جميلةٌ، فاشتَراها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بسبعةِ أَرْؤُسٍ، ثمَّ دفَعَها إلى أُمِّ سُلَيمٍ تُصَنِّعُها وتُهَيِّئُها، وهي صَفيَّةُ ابنةُ حُيَيٍّ، قال: فجعَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وَليمَتَها التَّمرَ والأَقِطَ والسَّمنَ، قال: فُحِصَتِ الأرضُ أَفاحيصَ ، وجيءَ بالأنطاعِ فوُضِعَتْ فيها، ثمَّ جيءَ بالأَقِطِ والتَّمرِ والسَّمنِ، فشَبِع الناسُ. قال: وقال الناسُ: ما نَدري أتَزَوَّجَها أمِ اتَّخَذَها أُمَّ ولدٍ؟ فقالوا: إنْ يَحجُبْها فهي امرأتُه، وإنْ لم يَحجُبْها فهي أُمُّ ولدٍ، فلمَّا أراد أنْ يَركَبَ حَجَبَها حتى قعَدَتْ على عَجُزِ البَعيرِ؛ فعَرَفوا أنَّه قد تزَوَّجَها، فلمَّا دَنَوْا مِنَ المدينةِ دَفَعَ ودَفَعْنا، قال: فعَثَرَتِ الناقةُ العَضْباءُ ، قال: فنَدَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ونَدَرَتْ، قال: فقام فسَتَرَها، قال: وقد أَشْرَفَتِ النساءُ، فقُلْنَ: أبْعَدَ اللهُ اليَهوديَّةَ! فقلْتُ: يا أبا حمزةَ، أوَقَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ قال: إي واللهِ ، لقد وقَعَ. وشَهِدْتُ وَليمةَ زَينبَ بنتِ جَحشٍ، فأَشبَعَ الناسَ خُبزًا ولحمًا، وكان يَبعَثُني فأَدْعو الناسَ، فلمَّا فَرَغ قام وتَبِعْتُه، وتَخلَّفَ رجُلانِ استَأْنَسَ بهما الحديثُ، لم يَخرُجا، فجعَلَ يَمُرُّ بنِسائِه يُسَلِّمُ على كلِّ واحدةٍ: سَلامٌ عليكم يا أهْلَ البَيتِ، كيف أصبَحْتُم؟ فيَقولونَ: بخيرٍ يا رسولَ اللهِ، كيف وجَدْتَ أهْلَك؟ فيقولُ: بخَيرٍ، فلمَّا رجَعَ ورجَعْتُ معه فلمَّا بلَغَ البابَ إذا هو بالرَّجُلَينِ قد استَأْنَسَ بهما الحديثُ، فلمَّا رأَياهُ قد رجَعَ قاما فخَرَجا، قال: فواللهِ ما أدري أنا أخبَرْتُه أو نزَلَ عليه الوحيُ بأنَّهما قد خَرَجا، فرجَعَ، ورجَعْتُ معه، فلمَّا وضَعَ رِجْلَه في أُسْكُفَّةِ البابِ أَرْخى الحِجابَ بيْني وبيْنه، وأنزَلَ اللهُ هذه الآياتِ: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} [الأحزاب: 53] حتى فرَغَ منها.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 13575 التخريج : أخرجه البخاري (371)، ومسلم (1365) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: غنائم - قسمة خيبر مغازي - غزوة خيبر مناقب وفضائل - صفية بنت حيي نكاح - وليمة النكاح جهاد - أسباب النصر
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

29 - خَرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زَمَنَ الحُدَيبيةِ في بضعَ عَشرةَ مِائةً فذَكَرَ الحَديثَ [يَعني حَديثَ: خَرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زَمانَ الحُدَيبيةِ في بضعِ عَشرةَ مِائةً مِن أصحابِه، حَتَّى إذا كانوا بذي الحُلَيفةِ قَلَّدَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الهَديَ وأشعَرَه، وأحرَمَ بالعُمرةِ، وبَعَثَ بَينَ يَدَيه عَينًا له مِن خُزاعةَ يُخبِرُه عن قُرَيشٍ، وسارَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حَتَّى إذا كان بغَديرِ الأشطاطِ قَريبٍ مِن عُسفانَ، أتاه عَينُه الخُزاعيُّ، فقال: إنِّي قد تَرَكتُ كَعبَ بنَ لُؤَيٍّ وعامِرَ بنَ لُؤَيٍّ قد جَمَعوا لَكَ الأحابِشَ -وقال يَحيى بنُ سَعيدٍ عنِ ابنِ المُبارَكِ وقال: قد جَمَعوا لَكَ الأحابيشَ- وجَمَعوا لَكَ جُموعًا، وهُم مُقاتِلوكَ وصادُّوكَ عنِ البَيتِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أشيروا عليَّ، أتَرَونَ أن نَميلَ إلى ذَراريِّ هؤلاء الذينَ أعانوهُم فنُصيبَهم، فإن قَعَدوا قَعَدوا مَوتورينَ مَحروبينَ، وإن نَجَوا. وقال يَحيى بنُ سَعيدٍ: عنِ ابنِ المُبارَكِ: مَحزونينَ، وإن يَحنونَ تَكُنْ عُنُقًا قَطَعَها اللهُ، أو تَرَونَ أن نَؤُمَّ البَيتَ، فمَن صَدَّنا عنه قاتَلناه، فقال أبو بَكرٍ: اللهُ ورَسولُه أعلَمُ، يا نَبيَّ اللهِ، إنَّما جِئنا مُعتَمِرينَ، ولَم نَجِئْ نُقاتِلُ أحَدًا، ولَكِن مَن حالَ بَينَنا وبَينَ البَيتِ قاتَلناه. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فروحوا إذًا. قال الزُّهريُّ: وكان أبو هُرَيرةَ يَقولُ: ما رَأيتُ أحَدًا قَطُّ كان أكثَرَ مَشورةً لأصحابِه مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. قال الزُّهريُّ في حَديثِ المِسوَرِ بنِ مَخرَمةَ، ومَروانَ: فراحوا حَتَّى إذا كانوا ببَعضِ الطَّريقِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ خالِدَ بنَ الوليدِ بالغَميمِ في خَيلٍ لقُرَيشٍ طَليعةٌ، فخُذوا ذاتَ اليَمينِ، فواللهِ ما شَعَرَ بهم خالِدٌ حَتَّى إذا هو بقَترةِ الجَيشِ، فانطَلَقَ يَركُضُ نَذيرًا لقُرَيشٍ، وسارَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حَتَّى إذا كان بالثَّنيَّةِ التي يَهبِطُ عليهم مِنها بَرَكَت به راحِلَتُه، وقال يَحيى بنُ سَعيدٍ، عنِ ابنِ المُبارَكِ: بَرَكَت بها راحِلَتُه، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: حَلْ حَلْ، فألَحَّت، فقالوا: خَلَأتِ القَصواءُ! خَلَأتِ القَصواءُ! فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما خَلَأتِ القَصواءُ، وما ذاكَ لها بخُلُقٍ، ولَكِن حَبَسَها حابِسُ الفيلِ. ثُمَّ قال: والذي نَفسي بيَدِه، لا يَسألوني خُطَّةً يُعَظِّمونَ فيها حُرُماتِ اللهِ إلَّا أعطَيتُهم إيَّاها. ثُمَّ زَجَرَها، فوثَبَت به، قال: فعَدَلَ عنها حَتَّى نَزَلَ بأقصى الحُدَيبيةِ على ثَمَدٍ قَليلِ الماءِ، إنَّما يَتَبَرَّضُه النَّاسُ تَبَرُّضًا، فلَم يُلبِثْه النَّاسُ أن نَزَحوهُ، فشُكيَ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم العَطَشُ، فانتَزَعَ سَهمًا مِن كِنانَتِه، ثُمَّ أمَرَهم أن يَجعَلوهُ فيه، قال: فواللهِ ما زالَ يَجيشُ لهم بالرِّيِّ حَتَّى صَدَروا عنه. قال: فبَينَما هُم كَذلك إذ جاءَ بُدَيلُ بنُ ورقاءَ الخُزاعيُّ في نَفَرٍ مِن قَومِه، وكانوا عَيبةَ نُصحٍ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أهلِ تِهامةَ، وقال: إنِّي تَرَكتُ كَعبَ بنَ لُؤَيٍّ وعامِرَ بنَ لُؤَيٍّ نَزَلوا أعدادَ مياهِ الحُدَيبيةِ، مَعَهمُ العوذُ المَطافيلُ، وهُم مُقاتِلوكَ وصادُّوكَ عنِ البَيتِ. فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّا لم نَجِئْ لقِتالِ أحَدٍ، ولَكِنَّا جِئنا مُعتَمِرينَ، وإنَّ قُرَيشًا قد نَهَكَتهمُ الحَربُ، فأضَرَّت بهم، فإن شاؤوا مادَدتُهم مُدَّةً ويُخَلُّوا بَيني وبَينَ النَّاسِ، فإن أظهَرْ فإن شاؤوا أن يَدخُلوا فيما دَخَلَ فيه النَّاسُ فعَلوا، وإلَّا فقد جَمُّوا، وإن هُم أبَوا فوالذي نَفسي بيَدِه لَأُقاتِلَنَّهم على أمري هذا حَتَّى تَنفَرِدَ سالِفَتي أو لَيُنفِذَنَّ اللهُ أمرَه. قال يَحيى، عنِ ابنِ المُبارَكِ: حَتَّى تَنفَرِدَ، قال: فإن شاؤوا مادَدناهُم مُدَّةً. قال بُدَيلٌ: سَأُبَلِّغُهم ما تَقولُ. فانطَلَقَ حَتَّى أتى قُرَيشًا فقال: إنَّا قد جِئناكُم مِن عِندِ هذا الرَّجُلِ، وسَمِعناه يَقولُ قَولًا، فإن شِئتُم نَعرِضْه عليكُم. فقال سُفَهاؤُهم: لا حاجةَ لَنا في أن تُحَدِّثَنا عنه بشَيءٍ، وقال ذو الرَّأيِ مِنهم: هاتِ ما سَمِعتَه يَقولُ. قال: قد سَمِعتُه يَقولُ كَذا وكَذا، فحَدَّثَهم بما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. فقامَ عُروةُ بنُ مَسعودٍ الثَّقَفيُّ، فقال: أيْ قَومِ، ألَستُم بالوالِدِ؟ قالوا: بَلى. قال: أولَستُ بالولَدِ؟ قالوا: بَلى. قال: فهَل تَتَّهِموني؟ قالوا: لا. قال: ألَستُم تَعلَمونَ أنِّي استَنفَرتُ أهلَ عُكاظَ، فلَمَّا بَلَّحوا عليَّ جِئتُكُم بأهلي ومَن أطاعَني؟ قالوا: بَلى، فقال: إنَّ هذا قد عَرَضَ عليكُم خُطَّةَ رُشدٍ فاقبَلوها، ودَعوني آتِه. فقالوا: ائتِه، فأتاه، قال: فجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال له نَحوًا مِن قَولِه لبُدَيلٍ، فقال عُروةُ عِندَ ذلك: أي مُحَمَّدُ، أرَأيتَ إنِ استَأصَلتَ قَومَكَ، هَل سَمِعتَ بأحَدٍ مِنَ العَرَبِ اجتاحَ أصلَه قَبلَكَ؟ وإن تَكُنِ الأُخرى، فواللهِ إنِّي لَأرى وُجوهًا، وأرى أوباشًا مِنَ النَّاسِ خَليقًا أن يَفِرُّوا ويَدَعوكَ. فقال له أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ تَعالى عنه: امصُصْ بَظرَ اللَّاتِ، نَحنُ نَفِرُّ عنه ونَدَعُه؟ فقال: مَن ذا؟ قالوا: أبو بَكرٍ. قال: أما والذي نَفسي بيَدِه لَولا يَدٌ كانَت لَكَ عِندي لم أَجِزكَ بها لَأجَبتُكَ. وجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فكُلَّما كَلَّمَه أخَذَ بلِحيَتِه، والمُغيرةُ بنُ شُعبةَ قائِمٌ على رَأسِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومَعَه السَّيفُ وعليه المِغفَرُ، وكُلَّما أهوى عُروةُ بيَدِه إلى لحيةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضَرَبَ يَدَه بنَصلِ السَّيفِ، وقال: أخِّرْ يَدَكَ عن لحيةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فرَفَعَ عُروةُ رَأسَه، فقال: مَن هذا؟ قالوا: المُغيرةُ بنُ شُعبةَ. قال: أي غُدَرُ، أولَستُ أسعى في غَدرَتِكَ. وكان المُغيرةُ صَحِبَ قَومًا في الجاهِليَّةِ فقَتَلَهم، وأخَذَ أموالَهم، ثُمَّ جاءَ فأسلَمَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أمَّا الإسلامُ فأقبَلُ، وأمَّا المالُ فلَستُ مِنه في شَيءٍ. ثُمَّ إنَّ عُروةَ جَعَلَ يَرمُقُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَينِه، قال: فواللهِ ما تَنَخَّمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نُخامةً إلَّا وقَعَت في كَفِّ رَجُلٍ مِنهم، فدَلَكَ بها وجهَه وجِلدَه، وإذا أمَرَهم ابتَدَروا أمرَه، وإذا تَوضَّأ كادوا يَقتَتِلونَ على وَضوئِه، وإذا تَكَلَّموا خَفَضوا أصواتَهم عِندَه، وما يُحِدُّونَ إليه النَّظَرَ تَعظيمًا له. فرَجَعَ إلى أصحابِه، فقال: أيْ قَومِ، واللهِ لَقد وفَدتُ على المُلوكِ، ووفَدتُ على قَيصَرَ وكِسرى والنَّجاشيِّ، واللهِ إن رَأيتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُه أصحابُه ما يُعَظِّمُ أصحابُ مُحَمَّدٍ مُحَمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، واللهِ إن يَتَنَخَّمْ نُخامةً إلَّا وقَعَت في كَفِّ رَجُلٍ مِنهم، فدَلَكَ بها وجهَه وجِلدَه، وإذا أمَرَهم ابتَدَروا أمرَه، وإذا تَوضَّأ كادوا يَقتَتِلونَ على وَضوئِه، وإذا تَكَلَّموا خَفَضوا أصواتَهم عِندَه، وما يُحِدُّونَ إليه النَّظَرَ تَعظيمًا له، وإنَّه قد عَرَضَ عليكُم خُطَّةَ رُشدٍ فاقبَلوها. فقال رَجُلٌ مِن بَني كِنانةَ: دَعوني آتِه، فقالوا: ائتِه. فلَمَّا أشرَفَ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابِه، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هذا فُلانٌ، وهو مِن قَومٍ يُعَظِّمونَ البُدنَ، فابعَثوها له. فبُعِثَت له، واستَقبَلَه القَومُ يُلَبُّونَ، فلَمَّا رَأى ذلك قال: سُبحانَ اللهِ، ما يَنبَغي لهؤلاء أن يُصَدُّوا عنِ البَيتِ. قال: فلَمَّا رَجَعَ إلى أصحابِه، قال: رَأيتُ البُدنَ قد قُلِّدَت وأُشعِرَت، فلَم أرَ أن يُصَدُّوا عنِ البَيتِ. فقامَ رَجُلٌ مِنهم يُقالُ له مِكرَزُ بنُ حَفصٍ، فقال: دَعوني آتِه. فقالوا: ائتِه. فلَمَّا أشرَفَ عليهم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هذا مِكرَزٌ، وهو رَجُلٌ فاجِرٌ. فجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فبَينا هو يُكَلِّمُه إذ جاءَه سُهَيلُ بنُ عَمرٍو. قال مَعمَرٌ: وأخبَرَني أيُّوبُ، عن عِكرِمةَ، أنَّه لَمَّا جاءَ سُهَيلٌ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: سَهُلَ مِن أمرِكُم، قال الزُّهريُّ في حَديثِه: فجاءَ سُهَيلُ بنُ عَمرٍو، فقال: هاتِ اكتُبْ بَينَنا وبَينَكُم كِتابًا. فدَعا الكاتِبَ، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اكتُبْ بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ، فقال سُهَيلٌ: أمَّا الرَّحمَنُ، فواللهِ ما أدري ما هو -وقال ابنُ المُبارَكِ: ما هو- ولَكِنِ اكتُبْ: باسمِكَ اللهُمَّ كما كُنتَ تَكتُبُ. فقال المُسلِمونَ: واللهِ ما نَكتُبُها إلَّا بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اكتُب باسمِكَ اللهُمَّ، ثُمَّ قال: هذا ما قاضى عليه مُحَمَّدٌ رَسولُ اللهِ، فقال سُهَيلٌ: واللهِ لَو كُنَّا نَعلَمُ أنَّكَ رَسولُ اللهِ ما صَدَدناكَ عنِ البَيتِ ولا قاتَلناكَ، ولَكِنِ اكتُب: مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: واللهِ إنِّي لَرَسولُ اللهِ وإن كَذَّبتُموني، اكتُبْ: مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ. قال الزُّهريُّ: وذلك لقَولِه: لا يَسألوني خُطَّةً يُعَظِّمونَ فيها حُرُماتِ اللهِ إلَّا أعطَيتُهم إيَّاها. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: على أن تُخَلُّوا بَينَنا وبَينَ البَيتِ فنَطوفَ به، فقال سُهَيلٌ: واللهِ لا تَتَحَدَّثُ العَرَبُ أنَّا أُخِذْنا ضُغطةً، ولَكِن لَكَ مِنَ العامِ المُقبِلِ. فكَتَبَ، فقال سُهَيلٌ: على أنَّه لا يَأتيكَ مِنَّا رَجُلٌ، وإن كان على دينِكَ، إلَّا رَدَدتَه إلينا. فقال المُسلِمونَ: سُبحانَ اللهِ، كَيفَ يُرَدُّ إلى المُشرِكينَ وقد جاءَ مُسلِمًا؟ فبَينا هُم كَذلك إذ جاءَ أبو جَندَلِ بنُ سُهَيلِ بنِ عَمرٍو يَرسُفُ -وقال يَحيى عنِ ابنِ المُبارَكِ: يَرصُفُ- في قُيودِه، وقد خَرَجَ مِن أسفَلِ مَكَّةَ حَتَّى رَمى بنَفسِه بَينَ أظهُرِ المُسلِمينَ. فقال سُهَيلٌ: هذا يا مُحَمَّدُ أوَّلُ ما أُقاضيكَ عليه أن تَرُدَّه إليَّ. فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّا لم نَقضِ الكِتابَ بَعدُ، قال: فواللهِ إذًا لا نُصالِحُكَ على شَيءٍ أبَدًا. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فأجِزْه لي، قال: ما أنا بمُجيزِه لَكَ. قال: بَلى، فافعَلْ، قال: ما أنا بفاعِلٍ. قال مِكرَزٌ: بَلى قد أجَزناه لَكَ. فقال أبو جَندَلٍ: أي مَعاشِرَ المُسلِمينَ، أُرَدُّ إلى المُشرِكينَ وقد جِئتُ مُسلِمًا، ألا تَرَونَ ما قد لَقِيتُ؟ وكان قد عُذِّبَ عَذابًا شَديدًا في اللهِ. فقال عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه: فأتَيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلتُ: ألَستَ نَبيَّ اللهِ؟ قال: بَلى، قُلتُ: ألَسنا على الحَقِّ وعَدوُّنا على الباطِلِ؟ قال: بَلى، قال: قُلتُ: فلمَ نُعطي الدَّنيَّةَ في دينِنا إذًا؟ قال: إنِّي رَسولُ اللهِ، ولَستُ أعصيه، وهو ناصِري. قُلتُ: أولَستَ كُنتَ تُحَدِّثُنا أنَّا سَنَأتي البَيتَ فنطوفُ به؟ قال: بَلى، قال: أفَأخبَرتُكَ أنَّكَ تَأتيه العامَ؟ قُلتُ: لا. قال: فإنَّكَ آتيه ومُتَطَوِّفٌ به، قال: فأتَيتُ أبا بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، فقُلتُ: يا أبا بَكرٍ، أليس هذا نَبيَّ اللهِ حَقًّا؟ قال: بَلى. قُلتُ: ألَسنا على الحَقِّ وعَدوُّنا على الباطِلِ؟ قال: بَلى. قُلتُ: فلمَ نُعطي الدَّنيَّةَ في دينِنا إذًا؟ قال: أيُّها الرَّجُلُ، إنَّه رَسولُ اللهِ، ولَن يَعصيَ رَبَّه عَزَّ وجَلَّ، وهو ناصِرُه، فاستَمسِكْ بغَرزِه -وقال يَحيى بنُ سَعيدٍ: تَطَوَّفْ بغَرزِه حَتَّى تَموتَ، فواللهِ إنَّه لَعَلى الحَقِّ- قُلتُ: أوليس كان يُحَدِّثُنا أنَّا سَنَأتي البَيتَ ونُطوِّفُ به؟ قال: بَلى. قال: أفَأخبَرَكَ أنَّه يَأتيه العامَ؟ قُلتُ: لا. قال: فإنَّكَ آتيه ومُتَطَوِّفٌ به. قال الزُّهريُّ: قال عُمَرُ: فعَمِلتُ لذلك أعمالًا. قال: فلَمَّا فرَغَ مِن قَضيَّةِ الكِتابِ، قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأصحابِه: قوموا فانحَروا ثُمَّ احلِقوا، قال: فواللهِ ما قامَ مِنهم رَجُلٌ، حَتَّى قال ذلك ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فلَمَّا لم يَقُمْ مِنهم أحَدٌ قامَ فدَخَلَ على أُمِّ سَلَمةَ، فذَكَرَ لها ما لَقيَ مِنَ النَّاسِ، فقالت أُمُّ سَلَمةَ: يا رَسولَ اللهِ، أتُحِبُّ ذلك؟ اخرُجْ، ثُمَّ لا تُكَلِّمْ أحَدًا مِنهم كَلِمةً حَتَّى تَنحَرَ بُدْنَكَ، وتَدعوَ حالِقَكَ فيَحلِقَكَ. فقامَ فخَرَجَ، فلَم يُكَلِّمْ أحَدًا مِنهم حَتَّى فعَلَ ذلك: نَحَرَ هَديَه، ودَعا حالِقَه. فلَمَّا رَأوا ذلك قاموا فنَحَروا، وجَعَلَ بَعضُهم يَحلِقُ بَعضًا حَتَّى كادَ بَعضُهم يَقتُلُ بَعضًا غَمًّا. ثُمَّ جاءَه نِسوةٌ مُؤمِناتٌ، فأنزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {يا أيُّها الذينَ آمَنوا إذا جاءَكُمُ المُؤمِناتُ مُهاجِراتٍ} [الممتحنة: 10] حَتَّى بَلَغَ {بعِصَمِ الكَوافِرِ} [الممتحنة: 10]، قال: فطَلَّقَ عُمَرُ يَومَئِذٍ امرَأتَينِ كانَتا له في الشِّركِ، فتَزَوَّجَ إحداهُما مُعاويةُ بنُ أبي سُفيانَ، والأُخرى صَفوانُ بنُ أُمَيَّةَ. ثُمَّ رَجَعَ إلى المَدينة فجاءَه أبو بَصيرٍ -رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ- وهو مُسلِمٌ، وقال يَحيى، عنِ ابنِ المُبارَكِ: فقدِمَ عليه أبو بَصيرِ بنُ أُسَيدٍ الثَّقَفيُّ مُسلِمًا مُهاجِرًا، فاستَأجَرَ الأخنَسُ بنُ شُرَيقٍ رَجُلًا كافِرًا مِن بَني عامِرِ بنِ لُؤَيٍّ ومَولًى مَعَه، وكَتَبَ مَعَهما إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَسألُه الوفاءَ، فأرسَلوا في طَلَبِه رَجُلَينِ، فقالوا: العَهدُ الذي جَعَلتَ لَنا فيه. فدَفَعَه إلى الرَّجُلَينِ، فخَرَجا به حَتَّى بَلَغا به ذا الحُلَيفةِ، فنَزَلوا يَأكُلونَ مِن تَمرٍ لهم]، ومِن هاهُنا مُلصَقٌ بحَديثِ الزُّهريِّ، عنِ القاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، قال: وقال أبو بَصيرٍ للعامِريِّ ومَعَه سَيفُه، إنِّي أرى سَيفَكَ هذا يا أخا بَني عامِرٍ جَيِّدًا؟ قال: نَعَم أجَلْ، قال: أرِني أنظُرْ إليه، قال: فأنطاه إيَّاه، فاستَلَّه أبو بَصيرٍ ثُمَّ ضَرَبَ العامِريَّ حَتَّى قَتَلَه، وفَرَّ المَولى يَجمِزُ قِبَلَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فدَخَلَ –زَعَموا- على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو في المَسجِدِ يَطِنُّ الحَصى مِن شِدَّةِ سَعيِه، فقال له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ رَآهُ: لَقد رَأى هذا ذُعرًا، فذَكَرَ نَحوًا مِن حَديثِ عَبدِ الرَّزَّاقِ [فلَمَّا انتَهى إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: قُتِلَ واللهِ صاحِبي، وإنِّي لَمَقتولٌ. فجاءَ أبو بَصيرٍ، فقال: يا نَبيَّ اللهِ، قد واللهِ أوفى اللهُ ذِمَّتَكَ قد رَدَدتَني إليهم، ثُمَّ أنجاني اللهُ مِنهم. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ويلُ امِّه مِسعَرَ حَربٍ! لَو كان له أحَدٌ. فلَمَّا سَمِعَ ذلك عَرَفَ أنَّه سَيَرُدُّه إليهم، فخَرَجَ حَتَّى أتى سِيفَ البَحرِ، قال: ويَنفَلِتُ أبو جَندَلِ بنُ سُهَيلٍ، فلَحِقَ بأبي بَصيرٍ، فجَعَلَ لا يَخرُجُ مِن قُرَيشٍ رَجُلٌ قد أسلَمَ إلَّا لَحِقَ بأبي بَصيرٍ حَتَّى اجتَمَعَت مِنهم عِصابةٌ، قال: فواللهِ ما يَسمَعونَ بعيرٍ خَرَجَت لقُرَيشٍ إلى الشَّامِ إلَّا اعتَرَضوا لها، فقَتَلوهُم، وأخَذوا أموالَهم]، قال: فلَمَّا رَأى ذلك كُفَّارُ قُرَيشٍ رَكِبَ نَفَرٌ مِنهم إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالوا: إنَّها لا تُغني مُدَّتُكَ شَيئًا، ونَحنُ نُقتَلُ وتُنهَبُ أموالُنا، وإنَّا نَسألُكَ أن تُدخِلَ هؤلاء الذينَ أسلَموا مِنَّا في صُلحِكَ، وتَمنَعَهم وتَحجُزَ عنَّا قِتالَهم، ففَعَلَ ذلك رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأنزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {وهو الذي كَفَّ أيديَهم عنكُم وأيديَكُم عنهم} [الفتح: 24]، فقَرَأ حَتَّى بَلَغَ {حَميَّةَ الجاهِليَّةِ} [الفتح: 26]
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 18929 التخريج : -

30 - فقَدْتُ جَمَلي ليلةً، فمَرَرتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، وهو يَشُدُّ لعائشةَ، قال: فقال لي: ما لكَ يا جابِرُ؟ قال: قلتُ: فقَدْتُ جَمَلي -أو ذَهَبَ جَمَلي- في ليلةٍ ظَلْماءَ، قال: فقال لي: هذا جَمَلُكَ اذْهَبْ فخُذْه، قال: فذَهَبتُ نَحوًا ممَّا قال لي، فلم أجِدْه، قال: فرَجَعْتُ إليه، فقُلتُ: يا نَبيَّ اللهِ، ما وَجَدْتُه؟ قال: فقال لي: هذا جَمَلُكَ اذْهَبْ فخُذْه، قال: فذَهَبتُ نَحوًا ممَّا قال لي، فلم أجِدْه، قال: فرَجَعتُ إليه، فقُلْتُ: بأبي وأُمِّي يا نَبيَّ اللهِ، لا واللهِ ما وَجَدْتُه، قال: فقال لي: على رِسْلِكَ ، حتى إذا فَرَغَ أخَذَ بِيَدي، فانطَلَقَ بي حتى أتَيْنا الجَمَلَ، فدَفَعَه إليَّ، قال: هذا جَمَلُكَ، قال: وقد سارَ النَّاسُ، قال: فبَيْنَما أنا أسيرُ على جَمَلي في عُقْبَتي، قال: وكان جَمَلًا فيه قِطافٌ ، قال: قلتُ: يا لَهْفَ أُمِّي أنْ يكونَ لي إلَّا جَمَلٌ قَطوفٌ، قال: وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بَعْدي يَسيرُ، قال: فسَمِعَ ما قُلتُ، قال: فلَحِقَ بي، فقال: ما قُلتَ يا جابِرُ قَبلُ؟ قال: فنَسيتُ ما قُلتُ، قال: قلتُ: ما قُلتُ شَيئًا يا نَبيَّ اللهِ، قال: فذَكَرتُ ما قُلتُ، قال: قلتُ: يا نَبيَّ اللهِ، يا لَهْفاهُ أنْ يكونَ لي إلَّا جَمَلٌ قَطوفٌ، قال: فضَرَبَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم عَجُزَ الجَمَلِ بسَوْطٍ -أو بسَوْطي- قال: فانطَلَقَ أَوْضَعَ -أو أَسْرَعَ- جَمَلٍ رَكِبتُه قَطُّ، وهو يُنازِعُني خِطامَه، قال: فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: أنتَ بائِعي جَمَلَكَ هذا؟ قال: قلتُ: نَعَمْ، قال: بِكَمْ؟ قال: قلتُ: بوُقِيَّةٍ، قال: قال لي: بَخٍ بَخٍ ، كَمْ في أوقِيَّةٍ مِن ناضِحٍ وناضِحٍ، قال: قلتُ: يا نَبيَّ اللهِ، ما بالمَدينةِ ناضِحٌ أُحِبُّ أنَّه لنا مَكانَه، قال: فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: قد أخَذْتُه بوُقِيَّةٍ، قال: فنَزَلْتُ عن الرَّحْلِ إلى الأرضِ، قال: ما شَأنُكَ؟ قال: قلتُ: جَمَلُكَ، قال: قال لي: ارْكَبْ جَمَلَكَ، قال: قلتُ: ما هو بجَمَلي، ولكنه جَمَلُكَ، قال: كنَّا نُراجِعُه مرَّتَينِ في الأمْرِ إذا أمَرَنا به، فإذا أمَرَنا الثالثةَ، لم نُراجِعْه، قال: فرَكِبْتُ الجَمَلَ حتى أتَيتُ عمَّتي بالمَدينةِ، قال: وقُلتُ لها: ألم تَرَيْ أنِّي بِعتُ ناضِحَنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بأوقِيَّةٍ، قال: فما رَأيتُها أعجَبَها ذلك، قال: وكان ناضِحًا فارِهًا ، قال: ثُمَّ أخَذْتُ شَيئًا مِن خَبَطٍ أوجَرْتُه إيَّاه، ثُمَّ أخَذْتُ بخِطامِه فقُدْتُه إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، فوَجَدْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم مُقاوِمًا رَجُلًا يُكَلِّمُه، قال: قلتُ: دونَكَ يا نَبيَّ اللهِ جَمَلَكَ، قال: فأَخَذَ بخِطامِه، ثُمَّ نادى بِلالًا، فقال: زِنْ لجابِرٍ أوقِيَّةً، وأَوْفِه، فانطَلَقْتُ مع بِلالٍ فوَزَنَ لي أوقِيَّةً، وأَوْفاني الوَزْنَ، قال: فرَجَعْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، وهو قائِمٌ يُحَدِّثُ ذلك الرَّجُلَ، قال: قلتُ له: قد وَزَنَ لي أوقِيَّةً وأوْفاني، قال: فبَيْنَما هو كذلك إذْ ذَهَبْتُ إلى بَيْتي ولا أشْعُرُ، قال: فنادى: أين جابِرٌ؟ قالوا: ذَهَبَ إلى أهْلِه، قال: أَدْرِكِ ائْتِني به، قال: فأتاني رسولُه يَسْعى، قال: يا جابِرُ، يَدعوكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، قال: فأتَيْتُه، فقال: فخُذْ جَمَلَكَ، قلتُ: ما هو جَمَلي، وإنَّما هو جَمَلُكَ يا رسولَ اللهِ، قال: خُذْ جَمَلَكَ، قلتُ: ما هو جَمَلي إنَّما هو جَمَلُكَ يا رسولَ اللهِ، قال: خُذْ جَمَلَكَ، قال: فأخَذْتُه، قال: فقال: لَعَمْري ما نَفَعْناكَ لِنُنْزِلَكَ عنه، قال: فجِئتُ إلى عَمَّتي بالنَّاضِحِ معي وبالوُقِيَّةِ، قال: فقلتُ لها: ما تَرَينَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم أعْطاني أوقِيَّةً وَرَدَّ علَيَّ جَمَلي؟
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 14864 التخريج : أخرجه من طرق البخاري (2718)، ومسلم (715)، وأبو داود (3505)، والنسائي (4637) بنحوه مختصراً، وأحمد (14864) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أخلاق النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - بركة النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - جود النبي وكرمه قرض - حسن التقاضي والقضاء قرض - من اشترى بالدين وليس عنده ثمنه أو ليس بحضرته
|أصول الحديث