الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - أتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو في مسجِدِ الخَيفِ فتناولْتُ يدَهُ فإذا هي أطْيبُ من ريحِ المِسكِ وأبْرَدُ منَ الثَّلجِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : يزيد بن الأسود العامري السوائي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/90
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صفة خلقة النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - طيب رائحته
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

2 - سُئِل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنِ الجنةِ كيف هي ؟ قال: مَن يدخُلُ الجنةَ يَحيى ولا يموتُ وينعمُ لا يبأسُ لا تَبلى ثيابُه ولا يَفنى شبابُه قيل: يا رسولَ اللهِ كيف بناؤُها ؟ قال: لبنةٌ مِن فضةٍ ولبنةٌ مِن ذهبٍ مِلاطُها مسكٌ أذفرُ وحصباؤُها اللؤلؤُ والياقوتُ وترابُها الزعفرانُ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/229
التصنيف الموضوعي: جنة - دوام نعيم أهل الجنة وخلودهم جنة - صفة الجنة جنة - طيب أهل الجنة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

3 - أعطاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أرضًا وأعطى أبا بكرٍ أرضًا، قال: فاختلَفْنا في عذقٍ يعني نخلةً، فقلتُ : إنما هي مِن أرضي، وقال أبو بكرٍ : هي مِن أرضي فقلتُ : يا أبا بكرٍ، أما ترى انظُرْ، أما ترى أنهَّا مِن أرضي فأبى، وقال كلمةً ندِم عليها، فقال لي : يا ربيعةُ، قل لي مِثلَ ما قلتُ لكَ حتى يكونَ قصاصًا، قال : قلتُ : لا، فقال : لا واللهِ إذًا لأستعدِيَنَّ عليكَ رسولَ اللهِ، قلتُ : أنتَ أعلمُ، فانطَلَق يؤمُّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، واتبعتُه فجاء ناسٌ مِن قومي، فقال : يرحمُ اللهُ أبا بكرٍ هو الذي قال لكَ ويستَعدي عليكَ ؟ فانطلَقوا معي، فقلتُ لهم : أتَدرونَ مَن هذا ؟ هذا أبو بكرٍ الصديقُ ثاني اثنينِ إذ هما في الغارِ يأتي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيغضبُ لغضبِه ويغضبُ اللهُ, عزَّ وجلَّ, لغضبِ رسولُ اللهِ فيهلكُ ربيعةُ ارجِعوا ارجِعوا فرددتُهم، فانطلَقتُ وقد سبَق إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقصَّ عليه، فلما جئتُ قال لي : يا ربيعةُ، مالَكَ والصديقَ ؟ قلتُ : يا رسولَ اللهِ، قال لي شيئًا، وقال لي : قُلْ لي مِثلَ ما قلتُ لكَ حتى يكونَ قصاصًا، فقلتُ : لا أقولُ لكَ مِثلَ ما قلتَ لي، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أجَل قال : فلا تقُلْ له مِثلَ ما قال لكَ ولكِنْ يَغفِرُ اللهُ لكَ يا أبا بكرٍ فقلتُ : يَغفِرُ اللهُ لكَ يا أبا بكرٍ، يَغفِرُ اللهُ لكَ يا أبا بكرٍ فولَّى أبو بكرٍ, رضي اللهُ عنه وهو يَبكي

4 - قال لي عبادةُ بنُ الصامتِ رضي اللهُ عنه: يا أبا عطاءٍ كيف تصنعونَ إذا فرَّتْ منكم علماؤكم وقراؤكم وكانوا في رؤوسِ الجبالِ مع الوحوشِ ؟ قلتُ: ولِمَ ذاكَ أصلحكَ اللهُ ؟ قال: خشيةَ أن تقتُلوهم قال: قلتُ: نقتُلُهم وكتابُ اللهِ بين أظهُرِنا ؟ قال: ثكِلَتكَ أمُّكَ يا أبا عطاءٍ أولم يؤتَ التوراةَ اليهودُ فترَكوها وضلُّوا عنها ؟ أولم يؤتَ النصارى الإنجيلَ فترَكوه وضلُّوا عنه, وإنما هي فتنٌ تتبعُ بعضُهم بعضًا ولم يكُنْ فيهم شيءٌ إلا سيكونُ فيكم مثلُه ؟ قال داودُ: يعني ابنَ أبي هندٍ فترَكتُه أيامًا ثم أتيتُه فقلتُ: يا أبا السائبِ إنه قد كان فيهم مسخُ قردةٍ فقال: حدَّثني أبو عطاءٍ أنَّ عبادةَ بنَ الصامتِ قال: لم يكُنْ فيهم شيءٌ إلا سيكونُ فيكم مثلُه لا تذهبُ الأيامُ والليالي حتى تُمسَخَ طوائفُ مِن هذه الأمةِ

5 - نزلَتْ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج: 1] إلى قولِه: {وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 2] على النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو في مَسيرٍ له، فرفَعَ به صوتَه حتَّى ثابَ إليه أصحابُه، فقال: أتدرونَ أيَّ يومٍ هذا؟ يومُ يقولُ اللهُ لآدمَ: قُمْ فابْعَثْ بعثًا إلى النَّارِ مِن كلِّ ألفٍ تسعَ مئةٍ وتسعةً وتسعينَ إلى النَّارِ، وواحدًا إلى الجنَّةِ. فكَبُرَ ذلك على المُسلمينَ، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: سَدِّدوا وقارِبوا وأبْشِروا، فوالَّذي نَفْسي بيدِه، ما أنتم في النَّاسِ إلَّا كالشَّامةِ في جنْبِ البعيرِ، أو كالرَّقْمةِ في ذراعِ الدَّابَّةِ؛ إنَّ معكم لخَلِيقتَينِ ما كانتا في شَيءٍ قَطُّ إلَّا كثَّرَتاه: يأجوجُ ومأجوجُ ، ومَن هلَكَ من كَفَرةِ الجنِّ والإنسِ.
 

1 - رأى عُمرُ طلحةَ بنَ عبيدِ اللهِ حزينًا، فقال : مالكَ ؟ قال : إني سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يقولُ : إني لأعلمُ كلماتٍ لا يقولُهُنَّ عبدٌ عندَ الموتِ إلا نُفِّس عنه، وأشرَق لها لونُه، ورأى ما يسُرُّه فما يمنعُني أن أسألَه عنها، إلا القُدرةُ عليها، فقال عُمرُ : إني لأعلَمُ ما هي ؟ قال : هل تعلَمُ كلمةً هي أفضلُ مِن كلمةٍ دَعا إليها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عمَّه عندَ الموتِ ؟ قال طلحةُ : هي واللهِ هي، قال عُمرُ : لا إلهَ إلا اللهُ
خلاصة حكم المحدث : إسناده رجاله ثقات
الراوي : طلحة بن عبيدالله | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/66 التخريج : أخرجه أبو يعلى (655) واللفظ له، وأخرجه أحمد (1386)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (10939) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - تلقين الميت الشهادة جنائز وموت - التشديد عند الموت وسكرات الموت جنائز وموت - الحزن لموت الأفاضل جنائز وموت - من كان آخر قوله لا إله إلا الله
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - قلتُ: يا رسولَ اللهِ إنَّ أمي كانتْ تصِلُ الرحِمَ وتفعلُ وتفعلُ وماتتْ مشركةً فأين هي ؟ قال: هي في النارِ قلتُ: يا رسولَ اللهِ فأينَ أمُّكَ ؟ قال: أما تَرضى أن تكونَ أمُّكَ مع أمي
خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات
الراوي : أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/218
التصنيف الموضوعي: إسلام - أهل الفترة إسلام - الإسلام شرط في قبول العمل إيمان - القطع بدخول أحد الجنة أو النار علم - سؤال العالم عما لا يعلم

3 - أنَّ أبا بكرٍ لقي طلحةَ، فقال : ما لي أراكَ أصبَحتَ واجمًا ؟ قال : كلمةٌ سمِعتُها مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يزعُمُ أنَّها موجبةٌ فلم أسألْه عنها، قال أبو بكرٍ : أنا أعلَمُ ما هي قال : ما هي ؟ قال : لا إلهَ إلا اللهُ

4 - قيل للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : إنَّ فلانةَ تقومُ الليلَ وتصومُ النهارَ، وتَصدَّقُ وتفعَلُ، وتؤذي جيرانَها بلسانِها. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : لا خيرَ فيها، هي مِن أهلِ النارِ. قالوا : وفلانةُ تصلِّي المكتوبةَ وتصدوا بأثوارٍ ولا تؤذي أحدًا. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : هي مِن أهلِ الجنةِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/490 التخريج : أخرجه أحمد (9675)، والبزار (9713)، وابن حبان (5764) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - ما يجتنب من الكلام رقائق وزهد - الموبقات رقائق وزهد - حفظ الجوارح صدقة - فضل الصدقة والحث عليها صلاة - فضل الصلوات والمحافظة عليها
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

5 - إنَّ سورةً مِن كتابِ اللهِ، عزَّ وجلَّ، ما هي إلا ثَلاثونَ آيةً شفَعَتْ لرجلٍ فأخرَجَتْه منَ النارِ، وأدخَلَتْه الجنةَ وهي سورةُ تبارَك
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/290 التخريج : أخرجه عبد بن حميد (1443) واللفظ له، وأخرجه أبو داود (1400)، والترمذي (2891) بنحوه
التصنيف الموضوعي: قرآن - فضل القرآن على سائر الكلام قيامة - الشفاعة جنة - الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار فضائل سور وآيات - سورة الملك فضائل سور وآيات - فضل بعض الآيات والسور كالمسبحات ونحوها
|أصول الحديث

6 - عُرِضَتْ عليَّ الأيامُ منها يومُ الجمُعةِ فإذا هي كالمرآةِ الحسناءِ وإذا في وسطِها نكتةٌ سوداءُ، فقلتُ : ما هذا السوادُ ؟! فقال : هذه الساعةُ
خلاصة حكم المحدث : سنده حسن
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/259 التخريج : أخرجه البزار (7527)، وأبو يعلى (4228)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (2084) مطولاً
التصنيف الموضوعي: آداب عامة - فضل بعض الأيام والليالي والشهور
|أصول الحديث

7 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سُئِل عن ليلةِ القدرِ، فقال : هي في العشرِ الأواخرِ، أو في الخامسةِ، أو في السابعةِ
خلاصة حكم المحدث : سنده رجاله ثقات
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/134 التخريج : أخرجه أحمد (22043)، والطبراني في ((الشاميين)) (1160) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: ليلة القدر - وقت ليلة القدر علم - السؤال للانتفاع وإن كثر علم - سؤال العالم عما لا يعلم ليلة القدر - تحديد ليلة القدر
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

8 - قال لنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حجَّةِ الوَداعِ : إنَّما هي هذِه الحجَّةُ، ثم الجُلوسُ على ظُهورِ الحصرِ في البُيوتِ
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات. وله شاهد
الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/240 التخريج : أخرجه أبو يعلى (6885) واللفظ له، والطبراني (23/313) (706) مختصراً
التصنيف الموضوعي: حج - حجة النبي صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

9 - أتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو في مسجِدِ الخَيفِ فتناولْتُ يدَهُ فإذا هي أطْيبُ من ريحِ المِسكِ وأبْرَدُ منَ الثَّلجِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : يزيد بن الأسود العامري السوائي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/90 التخريج : أخرجه الطيالسي (1344) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صفة خلقة النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - طيب رائحته
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

10 - عن عليٍّ رضي اللهُ عنه في رجلٍ تزوَّج امرأةً وبها جنونٌ - أو جُذامٌ، أو برَصٌ - فقال : هي امرأتُه، إن شاء طلَّق، وإن شاء أمسَكَ -
خلاصة حكم المحدث : إسناده رجاله ثقات
الراوي : الحسن البصري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 39 التخريج : أخرجه مسدد كما في ((المطالب العالية)) لابن حجر (1571)
التصنيف الموضوعي: طب - الجذام نكاح - الكفاءة في النكاح نكاح - رد المرأة بالعيب
|أصول الحديث

11 - كنَّا مع رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفحِ الجبلِ وهو قائمٌ يُصلِّي، وهم نيامٌ، إذ مَرَّت به حيَّةٌ، فاستيقَظَ وهو يقولُ: منَعَها منكم الَّذي منَعَكم منها، قال: وأنزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ عليه: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا} [المرسلات: 1، 2]. فأخَذْتُها وهي رَطبةٌ مِن فِيهِ، أو مِن فُوهُ رَطْبٌ بها.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/297 التخريج : أخرجه البخاري (1830)، ومسلم (2234) مطولاً بنحوه، وابن أبي شيبة كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (6/297) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة المرسلات صيد - الزجر عن قتل عمار الدور والإذن في قتل الحيات فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم قرآن - أماكن نزول القرآن
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

12 - إذا دخَل أحدُكم إلى القومِ فأُوسِع له فلْيَجلِسْ، فإنما هي كرامةٌ منَ اللهِ, عزَّ وجلَّ, أكرَمه بها أخوه المسلمُ، فإن لم يُوسِعْ له فلْيَنظُرْ أوسعَها مكانًا فلْيَجلِسْ فيه
خلاصة حكم المحدث : إسناده رواته ثقات
الراوي : عبدالرحمن بن شيبة العبدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/528 التخريج : أخرجه الحارث في ((مسنده)) (919)
التصنيف الموضوعي: آداب المجلس - مجلس الضيف آداب المجلس - هيئات الجلوس والاسترخاء آداب عامة - الأخلاق الحميدة الحسنة بر وصلة - التودد إلى الإخوان
|أصول الحديث

13 - إنَّ في الجنةِ غُرفًا يُرى ظاهِرُها من باطنِها ويُرى باطنُها من ظاهِرِها قال أبو موسَى الأشعَريُّ: لمنْ هي يا رسولَ اللهِ ؟ قال: لمن أطابَ الكلامَ وأطعَم الطعامَ وباتَ قائمًا والناسُ نيامٌ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن وله شاهد
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/232 التخريج : أخرجه أحمد (6615)، والطبراني (14/80) (14687)، والحاكم (1200) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - استحباب طيب الكلام أطعمة - إطعام الطعام جنة - غرف الجنة تراويح وتهجد وقيام ليل - فضل قيام الليل إحسان - الحث على الأعمال الصالحة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

14 - قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأزواجِه في حجةِ الوَداعِ : إنَّما هي هذه ثم ظُهورُ الحصرِ , قال : فكُنَّ كلُّهُنَّ يُسافِرنَ إلا زينبَ وسودَةَ، فإنَّهما قالتا : لا تُحرِّكُنا دابَّةٌ بعدَ ما سمِعْنا مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/240 التخريج : أخرجه أحمد (26751)، والطيالسي (1752)، والبيهقي (10437) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: حج - فرض الحج الواجب في العمر مرة حج - فضل الحج والعمرة حج - فضل الحج ووجوبه
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

15 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عامَ غزوةِ تبوكَ قام منَ الليلِ يصلِّي، فاجتَمَع وراءَه رجالٌ مِن أصحابِه يحرُسونَه، حتى إذا صلَّى انصَرَف إليهم، قال لهم : قد أُعطيتُ خمسًا ما أُعطِيَهُنَّ أحدٌ كان قَبلي : أما أنا فأُرسِلتُ إلى الناسِ كافةً، وكان مَن قَبلي إنما يُرسَلُ النبيُّ إلى قومِه، ونُصِرتُ بالرعبِ، ولو كان بيني وبينه مسيرةُ شهرٍ، مُلِىء مِني رُعبًا، وأُحِلَّتْ لي الغنائمُ أكلُها، وجُعِلَتْ لي الأرضُ مسجدًا وطهورًا، أينما أدركَتْني الصلاةُ تمسَّحتُ وصلَّيتُ، وكان مَن قَبلي يُعظِّمونَ ذلك، إنما كانوا يصلُّونَ في كنائسِهم وبِيَعِهم، والخامسةُ هي ما هي قيل لي : سَلْ فإنَّ كلَّ نبيٍّ قد سأَل، فأخرَتْها إلى يومِ القيامةِ فهي لكم ولمن شهِد أنْ لا إلهَ إلا اللهُ

16 - عنِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، أنَّهُ عادَ مريضًا، ومعَهُ أبو هُرَيْرةَ من وَعكٍ كانَ بِهِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أبشِر فإنَّ اللَّهَ يقولُ: هيَ ناري أسلِّطُها على عَبدي المؤمنِ في الدُّنيا، لتَكونَ حظَّهُ منَ النَّارِ، في الآخِرةِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح رجاله موثقون
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : مصباح الزجاجة
الصفحة أو الرقم : 4/61
التصنيف الموضوعي: جهنم - صفة جهنم وعظمها طب - الحمى إيمان - كلام الله جنائز وموت - عيادة المريض مريض - مشروعية عيادة المريض وفضلها

17 - عن أبي وائل، قال: حدثتُ أنَّ أبا بكرٍ، لَقي طلحةَ بنَ عبيدِ اللهِ، قال : ما لي أراكَ واجمًا ؟ قال : كلمةٌ سمِعتُها مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يقولُ : إنَّها موجبةٌ فلم أسألْ عنها، فقال أبو بكرٍ : أنا أعلمُها، هي : لا إلهَ إلا اللهُ
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
الراوي : أبو بكر الصديق | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/66 التخريج : أخرجه أبو يعلى (102)، والمروزي في ((مسند أبي بكر)) (12)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (396) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: إسلام - فضل الشهادتين إيمان - توحيد الألوهية جنة - الخصال التي تدخل الجنة وتحقن الدم
|أصول الحديث

18 - سُئِل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنِ الجنةِ كيف هي ؟ قال: مَن يدخُلُ الجنةَ يَحيى ولا يموتُ وينعمُ لا يبأسُ لا تَبلى ثيابُه ولا يَفنى شبابُه قيل: يا رسولَ اللهِ كيف بناؤُها ؟ قال: لبنةٌ مِن فضةٍ ولبنةٌ مِن ذهبٍ مِلاطُها مسكٌ أذفرُ وحصباؤُها اللؤلؤُ والياقوتُ وترابُها الزعفرانُ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/229 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (35087)، وابن أبي الدنيا في ((صفة الجنة)) (12)، والطبراني (13/248) (13992)
التصنيف الموضوعي: جنة - دوام نعيم أهل الجنة وخلودهم جنة - صفة الجنة جنة - طيب أهل الجنة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

19 - أعطاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أرضًا وأعطى أبا بكرٍ أرضًا، قال: فاختلَفْنا في عذقٍ يعني نخلةً، فقلتُ : إنما هي مِن أرضي، وقال أبو بكرٍ : هي مِن أرضي فقلتُ : يا أبا بكرٍ، أما ترى انظُرْ، أما ترى أنهَّا مِن أرضي فأبى، وقال كلمةً ندِم عليها، فقال لي : يا ربيعةُ، قل لي مِثلَ ما قلتُ لكَ حتى يكونَ قصاصًا، قال : قلتُ : لا، فقال : لا واللهِ إذًا لأستعدِيَنَّ عليكَ رسولَ اللهِ، قلتُ : أنتَ أعلمُ، فانطَلَق يؤمُّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، واتبعتُه فجاء ناسٌ مِن قومي، فقال : يرحمُ اللهُ أبا بكرٍ هو الذي قال لكَ ويستَعدي عليكَ ؟ فانطلَقوا معي، فقلتُ لهم : أتَدرونَ مَن هذا ؟ هذا أبو بكرٍ الصديقُ ثاني اثنينِ إذ هما في الغارِ يأتي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيغضبُ لغضبِه ويغضبُ اللهُ, عزَّ وجلَّ, لغضبِ رسولُ اللهِ فيهلكُ ربيعةُ ارجِعوا ارجِعوا فرددتُهم، فانطلَقتُ وقد سبَق إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقصَّ عليه، فلما جئتُ قال لي : يا ربيعةُ، مالَكَ والصديقَ ؟ قلتُ : يا رسولَ اللهِ، قال لي شيئًا، وقال لي : قُلْ لي مِثلَ ما قلتُ لكَ حتى يكونَ قصاصًا، فقلتُ : لا أقولُ لكَ مِثلَ ما قلتَ لي، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أجَل قال : فلا تقُلْ له مِثلَ ما قال لكَ ولكِنْ يَغفِرُ اللهُ لكَ يا أبا بكرٍ فقلتُ : يَغفِرُ اللهُ لكَ يا أبا بكرٍ، يَغفِرُ اللهُ لكَ يا أبا بكرٍ فولَّى أبو بكرٍ, رضي اللهُ عنه وهو يَبكي

20 - ذكَر معاويةُ الفرارَ منَ الطاعونِ في خطبتِه، فقال عبادةُ بنُ الصامتِ : كذبتَ، أمُّكَ هندٌ هي أعلمُ مِنكَ، فأتمَّ خطبتَه، ثم صلَّى، ثم أرسَل إلى عبادةَ فنفَرَتِ الأنصارُ معه، فاحتبَسَهم ودخَل عبادةُ، فقال له معاويةُ : ألم تتَّقِ اللهَ وتستَحِي إمامَكَ كذَّبتَني على المنبرِ، فقال عبادةُ : أليس قد علِمتَ أني بايَعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليلةَ العقبةِ أني لا أخافُ في اللهِ لومةَ لائمٍ، فكيف إذا كذبتَ على اللهِ، ثم خرَج معاويةُ عندَ العصرِ فصلَّى، ثم أخَذ بقائمةِ المنبرِ فقال : يا أيُّها الناسُ إني ذكَرتُ لكم حديثًا على المنبرِ فكذَّبني عبادةُ، فدخَلتُ البيتَ فسألتُ، فإذا الحديثُ كما يحدِّثُني عبادةُ فاقتبِسوا منه، فإنه أفقَهُ مني.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : يعلى بن شداد بن أوس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/238 التخريج : لم نقف عليه إلا عند البوصيري في ((إتحاف الخيرة المهرة )) (347).
التصنيف الموضوعي: طب - الطاعون مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - معاوية بن أبي سفيان طب - الانتقال من البلد الذي فيه وباء مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث

21 - قال لي عبادةُ بنُ الصامتِ رضي اللهُ عنه: يا أبا عطاءٍ كيف تصنعونَ إذا فرَّتْ منكم علماؤكم وقراؤكم وكانوا في رؤوسِ الجبالِ مع الوحوشِ ؟ قلتُ: ولِمَ ذاكَ أصلحكَ اللهُ ؟ قال: خشيةَ أن تقتُلوهم قال: قلتُ: نقتُلُهم وكتابُ اللهِ بين أظهُرِنا ؟ قال: ثكِلَتكَ أمُّكَ يا أبا عطاءٍ أولم يؤتَ التوراةَ اليهودُ فترَكوها وضلُّوا عنها ؟ أولم يؤتَ النصارى الإنجيلَ فترَكوه وضلُّوا عنه, وإنما هي فتنٌ تتبعُ بعضُهم بعضًا ولم يكُنْ فيهم شيءٌ إلا سيكونُ فيكم مثلُه ؟ قال داودُ: يعني ابنَ أبي هندٍ فترَكتُه أيامًا ثم أتيتُه فقلتُ: يا أبا السائبِ إنه قد كان فيهم مسخُ قردةٍ فقال: حدَّثني أبو عطاءٍ أنَّ عبادةَ بنَ الصامتِ قال: لم يكُنْ فيهم شيءٌ إلا سيكونُ فيكم مثلُه لا تذهبُ الأيامُ والليالي حتى تُمسَخَ طوائفُ مِن هذه الأمةِ

22 - كنتُ معَ النجداتِ فأصبتُ ذنوبًا لا أراها إلا منَ الكبائرِ، فأتيتُ ابنَ عُمرَ، فقلتُ : إني أصبتُ ذنوبًا ولا أراها إلا منَ الكبائرِ, فقال : وما هي ؟ قلتُ : كذا وكذا، قال : ليس منَ الكبائرِ، قال : وأصبتُ كذا وكذا، قال : ليس منَ الكبائرِ, قال زيادٌ : وأصبتُ ذنوبًا لشيءٍ لم يُسَمِّه لي طيسلةُ، قال : قال : هُنَّ تسعٌ وسأعُدُّهُنَّ عليكَ : أن تُشرِكَ باللهِ شيئًا، وقتلُ النفسِ بغيرِ حقِّها، والفرارُ منَ الزحفِ، وقذفُ المحصنةِ، وأكلُ الرِّبا، وأكلُ مالِ اليتيمِ ظُلمًا، أو إلحادٌ في المسجدِ الحرامِ، والذي يستسحِرُ، وبكاءُ الوالدَينِ منَ العقوقِ, قال زيادٌ : قال لي طيسلةُ : لما رأى ابنُ عُمرَ فرَقي، قال : تَفرَقُ منَ النارِ أن تَدخُلَها ؟ قال : قلتُ : إي واللهِ ، قال : تحبُّ أن تدخُلَ الجنة ؟ قال : قلتُ : إي واللهِ ، قال : أحيٌّ والداكَ ؟ قلتُ : عندي أُمِّي، قال : فواللهِ لئِنْ ألَنتَ لها الكلامَ، وأطعَمتَها الطعامَ، لتدخُلَنَّ الجنةَ ما اجتَنَبتَ الكبائرَ
خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات
الراوي : طيسلة بن مياس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/475 التخريج : أخرجه أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (8) بلفظه، وإسماعيل بن إسحاق الجهضمي في ((أحكام القرآن)) (35)، والطبري في ((التفسير)) (6/ 646)، وابن حجر في ((موافقة الخبر)) (1/ 343) جميعهم بألفاظ مقاربة.
التصنيف الموضوعي: ديات وقصاص - تحريم القتل جهاد - التولي والفرار من الزحف رقائق وزهد - الكبائر إيمان - الشرك ظلم عظيم بر وصلة - بر الوالدين وحقهما
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

23 - نزلَتْ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج: 1] إلى قولِه: {وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 2] على النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو في مَسيرٍ له، فرفَعَ به صوتَه حتَّى ثابَ إليه أصحابُه، فقال: أتدرونَ أيَّ يومٍ هذا؟ يومُ يقولُ اللهُ لآدمَ: قُمْ فابْعَثْ بعثًا إلى النَّارِ مِن كلِّ ألفٍ تسعَ مئةٍ وتسعةً وتسعينَ إلى النَّارِ، وواحدًا إلى الجنَّةِ. فكَبُرَ ذلك على المُسلمينَ، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: سَدِّدوا وقارِبوا وأبْشِروا، فوالَّذي نَفْسي بيدِه، ما أنتم في النَّاسِ إلَّا كالشَّامةِ في جنْبِ البعيرِ، أو كالرَّقْمةِ في ذراعِ الدَّابَّةِ؛ إنَّ معكم لخَلِيقتَينِ ما كانتا في شَيءٍ قَطُّ إلَّا كثَّرَتاه: يأجوجُ ومأجوجُ ، ومَن هلَكَ من كَفَرةِ الجنِّ والإنسِ.
خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح وله شاهد
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/219 التخريج : أخرجه أبو يعلى (3122) واللفظ له، وابن حبان (7354)، والحاكم (8692)
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - يأجوج ومأجوج تفسير آيات - سورة الحج جهنم - من أكثر أهل النار جهنم - من يدخلها وبمن وكلت قرآن - أسباب النزول
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

24 - بينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قاعدٌ في الناسِ، إذ دخَل رجلٌ يتخطَّى الناسَ، حتى وضَع يدَيه على رُكبتَيِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال : ما الإسلامُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : الإسلامُ أن تشهدَ أن لا إلهَ إلا اللهُ، وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ. قال : فإذا فعَلتُ ذلك فقد أسلَمتُ؟ قال : نعَم. قال : فما الإيمانُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : أن تؤمنَ باللهِ واليومِ الآخرِ، والملائكةِ، والكتابِ، والنبيِّينَ، والحسابِ، والميزانِ، والحياةِ بعدَ الموتِ، والقدَرِ كلِّه خيرِه وشرِّه. قال : فإذا فعَلتَ، فقد آمَنتَ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : نعَم، قال : ما الإحسانُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : أن تعبُدَ اللهَ كأنَّكَ تَراه، فإنَّكَ إن لا تكُنْ تَراه، فإنه يَراكُ، قال : فإذا فعَلتُ ذلك فقد أحسَنتُ ؟ قال : نعَم، قال : فمتى الساعةُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : هي في خمسٍ لا يعلمُهُنَّ إلا اللهُ ثم تَلا قولَه تعالى : إنَّ اللهَ عندَه عِلمُ الساعةِ ويُنَزِّلُ الغيثَ ويَعلَمُ ما في الأرحامِ... الآية. ألا أخبرُكَ بعلامةِ - أو قال : معالمِ - ذلك إذا رأيتَ العُراةَ الجياعَ العالةَ رؤوسَ الناسِ، ورأيتَ الأمةَ وَلَدَتْ ربتَها ، ورأيتَ أصحابَ البداءِ يتَطاوَلونَ في البنيانِ. قال : فانطَلَق الرجلُ حتى توارى، قال : عليَّ الرجلُ، فطلَب فلم يوجَدْ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : هذا جبريلُ أتاكم لِيعلِّمَكم دِينَكم، وما أتاني في صورةٍ إلا عرفتُه فيها غيرَ مرَّتِه هذه
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/84 التخريج : أخرجه أحمد (2924)، والحارث بن أبي أسامة في ((المسند)) كما في ((بغية الباحث)) للهيثمي (9)، وابن بشران في ((الأمالي- الجزء الأول)) (851) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: إسلام - أركان الإسلام إسلام - فضل الشهادتين إيمان - الأمر بالإيمان بالله تعالى ورسوله وشرائع الدين قيامة - الميزان
|أصول الحديث | شرح الحديث

25 - كنا يومًا جلوسًا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يطلُعُ عليكم مِن هذا الفجِّ رجلٌ مِن أهلِ الجنةِ, فطلَع رجلٌ منَ الأنصارِ تنطِفُ لحيتُه مِن ماءِ وضوئِه قد علَّق نعلَيه يدَه بشمالِه فسلَّم، فلما كان منَ الغدِ، قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِثلَ ذلك فطلَع ذلك الرجلُ مِثلَ حالِه الأولى، فلما أن كان في اليومِ الثالثِ، قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِثلَ مقالَتِه فطلَع ذلك الرجلُ على مِثلِ حالتِه الأولى، فلما قام النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تبِعه عبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ العاصِ، فقال : إني لاحَيتُ أبي فأقسَمتُ عليه أني لا أدخُلُ عليه ثلاثًا فإن رأَيتَ أن تؤويَني إليكَ حتى تَمضِيَ الثلاثةُ أيامٍ فعَلتَ : فقال : نعَم، قال أنسٌ : فكان عبدُ اللهِ يحدِّثُ أنه كان معه ثلاثَ ليالٍ فلم يرَه يقومُ منَ الليلِ شيئًا، غيرَ أنه إذا تعارَّ، أو قال : انقَلَب على فراشِه، ذكَر اللهَ، عزَّ وجلَّ، وكبَّر حتى يقومَ، لصلاةِ الفجرِ، قال عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو : غيرَ أني لم أسمَعْه يقولُ إلا خيرًا، فلما مضَتِ الثلاثُ الليالي كِدتُ أن أحتقِرَ عملَه، قلتُ : يا عبدَ اللهِ، لم يكُنْ بيني وبين والدي غضبٌ، ولا هجرةٌ ولكني سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ لكَ ثلاثَ مراتٍ يطلُعُ عليكم الآنَ رجلٌ مِن أهلِ الجنةِ, فطلَعتَ أنتَ الثلاثَ مراتٍ فأرَدتُ أن آويَ إليكَ لأنظُرَ عملَكَ فأقتديَ بكَ، فلم أرَكَ تعمَلُ كبيرةً فما الذي بلَغ بكَ ما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قال : ما هو إلا ما رأيتَ فلما ولَّيتُ دَعاني، فقال : ما هو إلا ما رأيتَ غيرَ أني لا أجِدُ في نفسي على مسلمٍ غِشًّا، ولا أحسُدُ أحدًا على خيرٍ أعطاه اللهُ تعالى إيَّاه، قال عبدُ اللهِ : قلتُ : هي التي بلَغَتْ بكَ وهي التي لا نُطيقُ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/78 التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (10699)، وعبدالرزاق (20559)، وعبد بن حميد (1157) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - حفظ الجوارح إحسان - صلاح القلوب أدعية وأذكار - الذكر إذا تعار من الليل جنة - الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار مناقب وفضائل - بعض من شهد النبي بأنهم من أهل الجنة
|أصول الحديث

26 - كنا قعودًا ننتظِرُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فجاءنا وفي وجهِه الغضبُ حتى جلَس، ثم رأَينا وجهَه يسفرُ فقال : إنه بُيِّنَتْ لي ليلةُ القدرِ ومسيحُ الضلالةِ ، فخرَجتُ لأبينَهما لكم، فلَقيتُ بسُدَّةِ المسجدِ رجلَينِ يتلاحَيانِ، أو قال : يقتتِلانِ، معهما الشيطانُ فحجَبتُ بينهما فأُنسيتُهما، وسأَشدو لكم منهما شَدوًا : أما ليلةُ القدرِ : فالتَمِسوها في العشرِ الأواخرِ، وأما مسيحُ الضلالةِ فرجلٌ أجلى الجبهةِ ممسوحُ العينِ عريضُ النحرِ كأنه فلانُ بنُ عبدِ العُزَّى، أو عبدُ العُزَّى بنُ قطَنٍ, قال أبي : فحدثتُ به ابنَ عباسٍ فقال : وما أعجبَك مِن ذلك ؟! كان عُمرُ بنُ الخطَّابِ, رضي اللهُ عنه, إذا دعا الأشياخَ مِن أصحابِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دَعاني معهم وقال : لا تتكلَّمْ حتى يتكلَّموا فدَعانا ذاتَ يومٍ، أو ذاتَ ليلةٍ، فقال : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال في ليلةِ القدرِ ما قد علِمتُم : التمِسوها في العشرِ الأواخرِ وِترًا، أيُّ الوترِ هي ؟ فقال رجلٌ برأيِه : تاسعةٌ، سابعةٌ، خامسةٌ، ثالثةٌ. فقال لي : مالَكَ لا تتكلَّمُ يا ابنَ عباسٍ ؟ فقلتُ : يا أميرَ المؤمنينَ، إن شِئتَ تكلَّمتُ فقال : ما دعَوتُكَ إلا لتتكلَّمَ قال : إنما أقولُ برأيي قال : عن رأيِكَ أسألُ فقلتُ : إني سمِعتُ اللهَ أكثرَ ذِكرَ السبعِ فذكَر السماواتِ سبعًا والأرضينَ سبعًا حتى قال فيما قال : وما أنبتَتِ الأرضُ سبعًا فقلتُ له : كلُّ ما قد قلتَه عرَفتُه غيرَ هذا، ما تعني بقولِكَ : وما أنبتَتْ سبعًا ؟ فقال إنَّ اللهَ يقولُ : ثم شقَقنا الأرضَ شقًّا فأنبَتْنا فيها حبًّا وعنبًا وقَضبًا وزيتونًا ونخلًا وحدائقَ غُلبًا وفاكهةً وأبًّا فالحدائقُ : كلُّ مُلتَفٍّ حديقةٌ، والأبُّ : ما أنبتَتِ الأرضُ مما لا يأكُلُه الناسُ فقال عُمرُ : أعجَزتُم أن تقولوا مِثلَما قال هذا الغلامُ الذي لم يستَوِ سواءُ رأسِه ؟! ثم قال لي : كنتُ نهَيتُكَ أن تتكلَّمَ معهم، فإذا دعَوتُكَ فتكلَّمْ معَهم
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
الراوي : الفلتان بن عاصم | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/131 التخريج : أخرجه إسحق بن راهويه كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (3/131) واللفظ له، ويعقوب بن شيبة في ((مسند عمر)) (ص96)
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - خروج الدجال ومكثه بالأرض أشراط الساعة - صفة الدجال ليلة القدر - تحري ليلة القدر علم - نسيان العلم ليلة القدر - تحديد ليلة القدر
|أصول الحديث

27 - أتاني جبريلُ - عليه السلامُ - بالجمُعةِ وهي كالمرآةِ البيضاءِ فيها كالنكتةِ السوداءِ فقلتُ : يا جبريلُ ما هذه ؟ قال : هذه الجمُعةُ قال : قلتُ : وما الجمُعةُ ؟ قال : لكم فيها خيرٌ، قال : قلتُ : وما لنا فيها : قال : تكونُ عيدًا لكَ ولقومِكَ مِن بعدِكَ, ويكونُ اليهودُ والنصارى تبعًا لكَ قال : قلتُ : وما لنا فيها ؟ قال : لكم فيها ساعةٌ لا يوافِقُها عبدٌ مسلمٌ يَسألُ اللهَ فيها شيئًا مِن أمرِ الدنيا والآخرةِ هو له قسمٌ إلا أعطاه إيَّاه، أو ليس له بقسمٍ إلا ادَّخَر له عندَه ما هو أعظمُ منه : أو يتعوَّذُ به مِن شرٍّ هو عليه مكتوبٌ إلا صرَف عنه منَ البلاءِ ما هو أعظمُ منه قال : قلتُ : وما هذه النكتةُ فيها، قال : هي الساعةُ تقومُ يومَ الجمُعةِ وهوعندَنا سيدُ الأيامِ ونحن ندعوه يومَ القيامةِ ويومَ المَزيدِ، قال : قلتُ : لِمَ ذاكَ ؟ قال : لأنَّ ربَّكَ - تبارَك وتعالى - اتخَذ في الجنةِ واديًا مِن مِسكٍ أبيضَ، فإذا كان يومُ القيامةِ هبَط مِن علِّيِّينَ على كرسِيِّه - تبارَك وتعالى - ثم حفَّ الكرسيَّ بمنابرَ مِن ذهبٍ مكللةٍ بالجوهَرِ، ثم جيء بالنبيينَ فيَجلِسونَ عليها ثم تحفُّ المنابرُ بكراسيَّ مِن نورٍ، ثم يَجيءَ بالشهداءِ حتى يَجلِسوا عليها، وينزلُ أهلُ الغرفِ فيجلِسونَ على ذلك الكثيبِ ، ثم يتجلَّى لهم ربُّهم - تبارَك وتعالى - ثم يقولُ : سَلوني أُعطِكم فيَسألونَه الرِّضا, فيقولُ : رِضائي أحلُّكم داري وأنالكم كرامتي فسَلوني أُعطِكم، فيَسألونَه الرِّضا, فيشهدُهم أنه قد رضي عنهم قال : فيفتحُ لهم ما لم ترَ عينٌ، ولم تسمَعْ أذنٌ، ولم يَخطرْ على قلبِ بشرٍ قال : وذالكم مِقدارُ انصرافِكم منَ الجمُعةِ، قال : ثم يرتفِعُ ويرتفِعُ معه النبيونَ والصِّدِّيقونَ والشهداءُ، قال : ويرجعُ أهلُ الغرفِ إلى غرفِهم وهي درةٌ بيضاءُ ليس فيها قصمٌ، ولا فصمٌ ، أو درةٌ حمراءُ، أو زبرجدةٌ خضراءُ فيها غرفُها وأبوابُها مطردةٌ، رفيعًا أنهارُها، وثمارُها متدليةٌ، قال : فليسوا على شيءٍ بأحوجَ منهم إلى يومِ الجمُعةِ ليَزدادوا إلى ربِّهم نظرًا ويَزدادوا منه كرامةً
خلاصة حكم المحدث : روي بسند جيد
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/259 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (2/150)، والبزار (7527)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (2084)
التصنيف الموضوعي: جمعة - الساعة التي في الجمعة جمعة - فضل الجمعة جنة - إحلال الرضوان على أهل الجنة إيمان - الكرسي وما يتعلق به مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

28 - سألْتُ عبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما عن قولِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ لموسى صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه: 40]، فسألْتُه عن الفُتونِ؟ فقال: استأنِفِ النَّهارَ يا ابنَ جُبيرٍ؛ فإنَّ لها حديثًا طويلًا. قال: فغدوْتُ على ابنِ عبَّاسٍ لأنتجِزَ ما وَعَدني مِن حديثِ الفُتونِ، فقال: تذاكَرَ فِرعونُ وجُلساؤُه ما كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ وعَدَ إبراهيمَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أنْ يجعَلَ في ذُرِّيتَه أنبياءَ ومُلوكًا؛ فقال بعضُهم: إنَّ بني إسرائيلَ لينتظِرونَ ذلك ما يشُكُّون فيه، وقد كانوا يظنُّونَ أنَّه يُوسفُ بنُ يعقوبَ عليهما الصَّلاةُ والسَّلامُ، فلمَّا هلَكَ قالوا: ليس هكذا كان، إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ وعَدَ إبراهيمَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قال فِرعونُ: فكيف تَرَونَ؟ فائْتَمَروا، واجتمَعوا أمْرَهم على أنْ يبعَثَ رِجالًا بالشِّفارِ، يَطُوفون في بني إسرائيلَ، فلا يَجِدون مولودًا ذكَرًا إلَّا ذَبَحوه، ففَعَلوا ذلك، فلمَّا أنْ رَأَوا أنَّ الكبارَ في بني إسرائيلَ يموتونَ بآجالِهم، والصِّغارَ يُذْبَحونَ، قالوا: أتوشِكونَ أنْ تُفْنوا بني إسرائيلَ، فتَصيروا إلى أنْ تُباشِروا مِن الأعمالِ والخدمةِ الَّتي كانوا يَكْفُونكم؟ فاقْتُلوا عامًا كلَّ مولودٍ ذكرٍ، فيقِلَّ نَباتُهم، ودَعُوا عامًا، فلا تَقْتلوا منهم أحدًا، فيشِبَّ الصِّغارُ مكانَ مَن يموتُ مِن الكبارِ، فإنَّهم لنْ يَكْثروا بمَن تَسْتحيون، فتخافوا مُكاثرتَهم إياكم، ولنْ يَفْنَوا بمَن تقتُلونَ، فتحتاجونَ إليهم، فأجْمَعوا أمْرَهم على ذلك، فحمَلَت أُمُّ موسى بهارونَ عليهما السَّلامُ العامَ الَّذي لا يُذْبَحُ فيه الغِلمانُ، فولدَتْه عَلانيةً، فلمَّا كان مِن قابلٍ حمَلَتْ بمُوسى عليه السَّلامُ، فوقَعَ في قلْبِها مِن الهَمِّ والحزنِ. فذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ، ما دخَلَ عليه في دهو بَطْنِ أُمِّه ممَّا يُرادُ به، فأوحَى اللهُ تعالى إليها: {وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: 7]، وأمَرَها أنْ إذا ولَدَتْ أنْ تجعَلَه في تابوتٍ، ثمَّ تُلْقِيه في اليمِّ ، فلمَّا ولَدَت فعَلَت ذلك به، فألْقَته في اليمِّ ، فلمَّا توارى عنها ابنُها أتاها الشَّيطانُ، فقالت في نفْسِها: ما فعَلْتُ بابني؟! لو ذُبِحَ لبِثَ عندي فرأيْتُه وكفَّنْتُه، كان أحَبَّ إليَّ مِن أنْ أُلْقِيَه بيدي إلى دوابِّ البحرِ وحِيتانِه، وانتهى الماءُ به حتَّى أرفَأَ به عند فُرْضَةُ مُسْتَقى جواري امرأةِ فِرعونَ ، فلمَّا رأيْنَه أخذْنَه، فهمَمْنَ أنْ يفتحْنَ التَّابوتَ، فقالت بعضُهنَّ: إنَّ في هذا مالًا، وإنَّا إنْ فتحْناه لم تُصدِّقْنا امرأةُ الملِكِ بما وجَدْنا فيه، فحمَلْنَه بهيئةٍ لم يُحرِّكْنَ منه شيئًا، دفعْنَه إليها، فلمَّا فتحَتْه رأتْ فيه غُلامًا، فأُلْقِيَ عليه منها محبَّةٌ لم تُلْقَ مثْلُها على البشَرِ قطُّ، وأصبَحَ فُؤَادُ أُمِّ موسى فارغًا مِن ذِكْرِ كلِّ شَيءٍ إلَّا مِن ذِكْرِ مُوسى عليه السَّلامُ، فلمَّا سمِعَ الذَّابِحونَ بأمْرِه أقبلوا بشِفارِهم إلى امرأةِ فرعونَ ليذبَحُوه -وذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ- فقالت للذَّبَّاحينَ: أقِرُّوه؛ فإنَّ هذا الواحدَ لا يَزيدُ في بني إسرائيلَ حتَّى آتِيَ فِرعونَ فأسْتَوْهِبَه منه، فإنْ وهَبَه لي كنْتُم قد أحسنْتُم وأجمَلْتُم ، وإنْ أمَرَ بذبْحِه لم أَلُمْكم، فأتَتْ به فرعونَ، فقالت: قُرَّةُ عينٍ لي ولك، قال فِرعونُ: يكونُ لك، فأمَّا لي فلا حاجةَ لي في ذلك. قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: والَّذي أحلِفُ به، لو أقَرَّ فِرعونُ بأنْ يكونَ له قُرَّةَ عينٍ كما أقَرَّت امرأتُه، لهداهُ اللهُ به كما هدى به امرأتَه، ولكنَّ اللهَ حرَمَه ذلك. فأرسَلَتْ إلى مَن حولَها، مِن كلِّ امرأةٍ لها لبنٌ، تختارُ لها ظِئرًا، فجعَلَ كلَّما أخذَتْه امرأةٌ منهنَّ، فترُضِعُه، لم يَقْبَلْ ثَدْيَها، حتَّى أشفَقَت عليه امرأةُ فِرعونَ أنْ يَمتنِعَ مِن اللَّبنِ فيموتَ، فأحْزَنَها ذلك، فأمرَتْ به، فأُخْرِجَ إلى السُّوقِ وتجمَّعَ النَّاسُ، تَرْجو أنْ تجِدَ له ظِئرًا يأخُذُ منها، فلم يَقْبَلْ، وأصبَحَتْ أُمُّ موسى والهةً، فقالت لأُخْتِه: قُصِّيه -يعني: أثَرَهُ- واطْلُبِيه، هل تسمعينَ له ذِكْرًا؟ أحيٌّ ابْني أمْ قد أكلَتْه الدَّوابُّ؟ ونسِيَت ما كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ وعَدَها فيه، فبَصُرتْ به أختُه عن جُنُبٍ وهم لا يَشعُرونَ، والجُنُبُ: أنْ يبصِرَ الإنسانُ إلى الشَّيءِ البعيدِ وهو إلى جَنْبِه لا يشعُرُ به، فقالت مِن الفرحِ حين أعياهم الظُّؤارتُ: أنا {أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} [القصص: 12]، فأخَذُوها فقالوا: ما يُدريك ما نُصْحُهم له؟ هل يعرِفونَه؟ حتَّى شكُّوا في ذلك -فذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ- فقالت: نصيحَتُهم له وشفقَتُهم عليه رغبةً في صِهر الـمَلِك، ورجاءَ مَنفعتِه، فأرْسَلوها، فانطلَقَتْ إلى أُمِّها فأخبرتْها الخبرَ، فجاءتْ أُمُّه، فلمَّا وضعَتْه في حِجْرِها، نزَا إلى ثَدْيِها، فمَصَّه حتَّى امتلَأَ جَنباهُ رِيًّا، وانطلَقَ البشيرُ إلى امرأةِ فرعونَ: أنْ قد وجَدْنا لابْنِك، فأرسَلَتْ إليها، فأُوتِيتْ بها وبه، فلمَّا رأت ما يصنَعُ، قالت لها: امْكُثي عندي؛ تُرْضِعي ابني هذا، فإنِّي لم أحجِبْه شيئًا قطُّ، فقالت أُمُّ مُوسى: لا أستطيعُ أنْ أدَعَ بيتي وولدي، فيَضيعَ، فإنْ طابتْ نفْسُك أنْ تُعْطِيَنه، فأذهَبَ به إلى مَنْزلي، فيكونَ معي لا آلوهُ خيرًا، فعلْتُ، وإلَّا فإنِّي غيرُ تاركةٍ بيتي وولدي، وذكَرَت أُمُّ مُوسى عليه السَّلامُ ما كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ وعَدَها، فتعاسَرَت على امرأةِ فرعونَ، وأيقنَتْ بأنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يُنْجِزُ موعودَه، فرجَعَتْ إلى بيتِها بابنِها مِن يومِها، فأنبَتَه اللهُ نباتًا حسنًا، وحفِظَه لِمَا قد قَضى فيه، فلم يزَلْ بنو إسرائيلَ وهم في ناحيةِ القريةِ مُمْتنعينَ يَمْتنعونَ به مِن السُّخرةِ ما كان فيهم. فلمَّا تَرعرَعَ قالت امرأةُ فرعونَ لأُمِّ مُوسى: أريدُ أنْ تُرِيني ابني، فوعَدَتْها يومًا تُرِيها فيه إيَّاه، فقالتِ امرأةُ فِرعونَ لخُزَّانِها، وظُؤورتِها، وقَهارِمَتِها: لا يَبْقينَّ أحدٌ منكم إلَّا استقبَلَ ابني اليومَ بهَديَّةٍ وكَرامةٍ؛ لِأَرى ذلك فيه، وأنا باعثةٌ أمينًا يُحْصِي ما يصنَعُ كلُّ إنسانٍ منكم، فلم تَزَلِ الهدايا والكرامةُ والنِّحلةُ، تَستقبِلُه مِن حينِ خرَجَ مِن بيتِ أُمِّه إلى أنْ دخَلَ على امرأةِ فرعونَ، فلمَّا دخَلَ عليها بجَّلَتْه، وأكرمَتْه، وفرِحَت به، وأعجَبَها، ونحَلَت أُمَّه؛ لحُسْنِ أثَرِه، ثمَّ قالت: لآتيَنَّ به فِرعونَ ، فليَنْحَلَنَّه، وليُكْرِمَنَّه، فلمَّا دخَلَتْ به عليه، جعَلَه في حِجْرِه، فتناوَلَ مُوسى لِحيةَ فرعونَ، فمَدَّها إلى الأرضِ، فقال الغواةُ مِن أعداءِ اللهِ لفرعونَ: ألَا ترى إلى ما وعَدَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ إبراهيمَ نَبِيَّه عليه السَّلامُ أنَّه يرِثُك، ويَعْلوك، ويصرَعُك، فأرسَلَ إلى الذَّبَّاحينَ، وذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ، بعدَ كلِّ بلاءٍ ابتُلِيَ به، أو أُرِيدَ به فُتونًا. فجاءت امرأةُ فِرعونَ تَسْعى إلى فرعونَ، فقالت: ما بدا لك في هذا الغلامِ الَّذي وهَبْتَه لي؟ قال: ألَا تَرَيْنَه يزعُمُ أنَّه يصرَعُني ويَعْلوني؟ قالت: اجْعَلْ بيني وبينك أمرًا تعرِفُ فيه الحقَّ؛ ائْتِ بجَمْرتينِ ولُؤلؤتَينِ، فقَرِّبْهما إليه، فإنْ بطَش باللُّؤلؤتَينِ واجتنَبَ الجَمْرتينِ، عرَفْتَ أنَّه يعقِلُ، وإنْ تَناوَلَ الجَمْرتَينِ ولم يُرِدِ اللُّؤلؤتَينِ، علِمْتَ أنَّ أحدًا لا يُؤثِرُ الجَمرتينِ على اللُّؤلؤتينَ وهو يعقِلُ، فقُرِّبَ ذلك إليه، فتناوَلَ الجَمرتَينِ، فانْتَزَعوهما مِن يَدِه، وخافت أنْ يحرِقَا يدَيْه، فقالت المرأةُ: ألَا ترى؟! فصرَفَه اللهُ عنه بعدما كان قد هَمَّ به، وكان الله عَزَّ وجَلَّ بالغًا فيه أمْرَه. فلمَّا بلَغَ أشُدَّه وصار مِن الرِّجالِ، لم يكُنْ أحدٌ مِن آلِ فِرعونَ يخلُصُ إلى أحدٍ مِن بني إسرائيلَ معه بظُلمٍ، ولا يخرُجُ حتَّى امْتَنعوا كلَّ الامتناعِ. فبينما مُوسى عليه السَّلامُ يَمْشي في ناحيةِ المدينةِ، إذ هو برجُلينِ يَقْتتلانِ؛ أحدُهما فرعونيٌّ، والآخرُ إسرائيليٌّ، فاستغاثَه الإسرائيليُّ على الفرعونيِّ، فغضِبَ مُوسى عليه السَّلامُ غضبًا شديدًا؛ لأنَّه تناوَلَ وهو يعلَمُ منزلةَ مُوسى عليه السَّلامُ مِن بَني إسرائيلَ، وحِفْظَه لهم، لا يعلَمُ النَّاسُ إلَّا إنَّما ذلك مِن الرَّضاعِ إلَّا أُمُّ مُوسى، إلَّا أنْ يكونَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ أَطْلَعَ مُوسى عليه السَّلامُ مِن ذلك على ما لم يُطْلِعْ عليه غيرَه. فوكَزَ مُوسى عليه السَّلامُ الفرعونيَّ، فقتَلَه، وليس يراهما أحدٌ إلَّا اللهُ عَزَّ وجَلَّ، فقال مُوسى عليه السَّلامُ حين قتَلَ الرَّجلَ: هذا مِن عمَلِ الشَّيطانِ؛ إنَّه عدُوٌّ مُضِلٌّ مُبينٌ، ثمَّ قال: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ}، إلى قولِه: {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص: 16]. {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ} [القصص: 18] الأخبارَ، فأُتِيَ فِرعونُ فقيلَ: إنَّ بني إسرائيلَ قد قتَلَتْ رجُلًا مِن آلِ فرعونَ، فخُذْ لنا بحَقِّنا، ولا تُرخِّصْ لهم، فقال: ابْغُوني قاتِلَه ومَن شهِدَ عليه؛ فإنَّ الملِكَ وإنْ كان صَفْوُه مع قومِه، لا يستقيمُ له أنْ يُقِيدَ بغيرِ بيِّنةٍ، ولا ثَبَتٍ، فانْظُروا في عِلْمِ ذلك آخُذْ لكم بحَقِّكم، فبينا هم يَطوفونَ لا يَجِدونَ شيئًا، إذا موسى عليه السَّلامُ قد رأى في الغدِ ذلك الإسرائيليَّ يقتُلُ رجُلًا مِن آلِ فرعونَ آخرَ، فاستغاثَه الإسرائيليُّ على الفرعونيِّ، فصادَفَ مُوسى عليه السَّلامُ قد ندِمَ على ما كان منه، فكَرِهَ الَّذي رأى، فغضِبَ الإسرائيليُّ وهو يُريدُ أنْ يبطِشَ بالفرعونيِّ، فقال للإسرائيليِّ -لِمَا فعَلَ أمسِ واليومَ-: {إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ} [القصص: 18]. فنظَرَ الإسرائيليُّ إلى مُوسى عليه السَّلامُ بعدما قال له ما قال، فإذا هو غضبانُ كغضَبِه بالأمسِ الَّذي قتَلَ به الفرعونيَّ، فخاف أنْ يكونَ بعدما قال له: {إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ} إيَّاه أراد، ولم يكُنْ أراده، إنَّما أراد الفرعونيَّ، فخاف الإسرائيليُّ، فحاجَزَ الفرعونيَّ، فقال: {يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ} [القصص: 19]؟ وإنَّما قال ذلك؛ مخافةَ أنْ يكون إيَّاهُ أراد مُوسى عليه السَّلامُ أنْ يقتُلَه، فتنازَعَا. فانطلَقَ الفرعونيُّ إلى قومِه، فأخبَرَهم بما سمِعَ مِن الإسرائيليِّ مِن الخبرِ حين يقولُ: {أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ} [القصص: 19]، فأرسَلَ فرعونُ الذَّبَّاحينَ ليقتُلوا موسى عليه السَّلامُ، فأخَذَ رُسلُ فرعونَ الطَّريقَ الأعظمَ يَمْشون على هَيئتِهم يطلُبونَ مُوسى عليه السَّلامُ، وهم لا يخافونَ أنْ يفوتَهم، فجاء رجُلٌ مِن شِيعَةِ مُوسى عليه السَّلامُ مِن أَقْصى المدينةِ، فاختصَرَ طريقًا قريبًا حتَّى سبَقَهم إلى موسى عليه السَّلامُ فأخْبَرَه. فذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ. فخرَجَ مُوسى عليه السَّلامُ مُتوجِّهًا نحوَ مدينَ لم يلْقَ بلاءً قبلَ ذلك، وليس له علمٌ بالطَّريقِ إلَّا حُسْنَ الظَّنِّ بربِّه عَزَّ وجَلَّ، فإنَّه قال: {عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} [القصص: 22]. {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ} إلى {تَذُودَانِ} [القصص: 23]، يعني بذلك: حابستَينِ غنَمَهما، فقال لهما: ما خطْبُكما مُعتزلتَينِ لا تَسْقيانِ مع النَّاسِ؟ قالتا: ليس لنا قُوَّةٌ نُزاحِمُ القومَ، وإنَّما ننتظِرُ فُضولَ حياضِهم، فسقى لهما، فجعَلَ يغرِفُ بالدَّلْوِ ماءً كثيرًا، حتَّى كانتا أوَّلَ الرِّعاءِ فراغًا، فانصرَفَتا بغنَمِهما إلى أبيهما، وانصرَفَ موسى عليه السَّلامُ، فاستظَلَّ بشجرةٍ، وقال: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24]، فاستنكَرَ أبوهما سُرعةَ صُدورِهما بغنَمِهما حُفَّلًا بطانًا ، فقال: إنَّ لكما اليومَ لشأنًا، فأخبَرَتَاه بما صنَعَ موسى عليه السَّلامُ، فأمَرَ إحداهما أنْ تَدْعُوَه له، فأتَتْ موسى عليه السَّلامُ فدَعَتْه، فلمَّا كلَّمَه قال: {لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [القصص: 25]، ليس لفِرعونَ ولا لقومِه علينا سُلطانٌ، ولسْنا في مَمْلكتِه. قال: فقالت إحداهما: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26]، فاحتمَلَتْه الغَيرةُ على أنْ قال: وما يُدريكِ ما قُوَّتُه؟ وما أمانَتُه؟ قالت: أمَّا قُوَّتُه: فما رأيْتُ في الدَّلوِ حين سَقى لنا، لم أرَ رجُلًا قطُّ في ذلك المَسْقى أقوى منه، وأمَّا أمانَتُه: فإنَّه نظَرَ إليَّ حين أقبلْتُ إليه وشَخَصْتُ له، فلمَّا علِمَ إنِّي امرأةٌ، صوَّبَ رأْسَه لم يرفَعْه، ولم ينظُرْ إليَّ حتَّى بلَّغْتُه رِسالتَك، ثمَّ قال لي: امشِي خلفي، وانْعَتي لي الطَّريقَ، لم يفعَلْ هذا إلَّا وهو أمينٌ، فسُرِّيَ عن أبيها وصدَّقَها، وظَنَّ به الَّذي قالت له. فقال له: هل لك {أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ}، إلى قوله: {مِنَ الصَّالِحِينَ} [القصص: 27]، ففعَلَ، فكانت على نَبِيِّ اللهِ موسى عليه السَّلامُ ثمانيَ سنينَ واجبةً، وكانت سنتانِ عِدَةً منه، فقَضَى اللهُ عَزَّ وجَلَّ عنه عِدَتَه فأتمَّها عشْرًا. قال سَعيدٌ: فلَقِيَني رجُلٌ مِن أهلِ النَّصرانيَّةِ مِن عُلمائِهم، فقال: هلْ تَدْري أيَّ الأجلينِ قضى مُوسى عليه السَّلامُ؟ قلْتُ: لا، وأنا يومئذٍ لا أدري، فلقِيتُ ابنَ عبَّاسٍ، فذكَرْتُ ذلك له، فقال: أمَا علِمْتَ أنَّ ثمانيًا كانت على نبيِّ اللهِ عليه السَّلامُ واجبةً، لم يكُنْ نبيُّ اللهِ ليَنْقُصَ منها شيئًا، وتعلَمُ أنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ كان قاضيًا عن مُوسى عليه السَّلامُ عِدَتَه الَّتي وعَدَ، فإنَّه قضى عشْرَ سنينَ. فلقِيتُ النَّصرانيَّ، فأخبَرْتُه بذلك، فقال: الَّذي سألْتَه فأخبَرَك أعلَمُ منك بذلك؟ قلْتُ: أجلْ، وأَولى. فلمَّا سار مُوسى عليه السَّلامُ بأهلِه كان مِن أمْرِ النَّارِ ما قَصَّ اللهُ عليك في القُرآنِ، وأمْرِ العصا ويَدِه، فشكا إلى ربِّه عَزَّ وجَلَّ ما يتخوَّفُ مِن آلِ فرعونَ في القتيلِ، وعُقدةَ لسانِه، فآتاهُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ سُؤْلَه، وحَلَّ عُقدةً مِن لسانِه، وأوحى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إلى هارونَ عليه السَّلامُ، وأمَرَه أنْ يلقاهُ، واندفَعَ مُوسى عليه السَّلامُ بعصاهُ، حتَّى لقِيَ هارونَ عليه السَّلامُ، وانطلَقَا جميعًا إلى فرعونَ، فأقاما حِينًا على بابِه لا يُؤْذَنُ لهما، فقالا: إنَّا رسولَا ربِّك، قال: فمَن ربُّكما يا موسى؟ فأخبراهُ بالَّذي قَصَّ اللهُ عَزَّ وجَلَّ عليك في القُرآنِ، قال: فما تُريدانِ؟ وذكَّرَه القتيلَ، واعتذَرَ بما قد سمِعْتَ، وقال: أريدُ أنْ تُؤمِنَ باللهِ، وأنْ تُرْسِلَ معي بني إسرائيلَ، فأبى عليه، وقال: ائتِ بآيةٍ إنْ كنْتَ مِن الصَّادقينَ، فألقى عصاه فإذا هي حيَّةٌ عظيمةٌ، فازعةٌ، فاغرةٌ فاها، مُسرعةٌ إلى فرعونَ، فلمَّا رآها فِرعونُ قاصدةً إليه خافها، فاقتحَمَ عن سَريرِه، واستغاثَ بمُوسى عليه السَّلامُ أنْ يكُفَّها عنه، ففعَلَ، ثمَّ أخرَجَ يَدَه مِن جَيْبِه، فرآها بيضاءَ مِن غيرِ سُوءٍ، يعني: مِن غيرِ برَصٍ ، فرَدَّها، فعادت إلى لونِها الأوَّلِ. فاستشارَ الملَأَ حولَه فيما رأى، فقالوا له: {هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ} [طه: 63] الآيةَ، والمُثْلى: مُلْكُهم الَّذي هم فيه والعيشُ. فأَبَوا على مُوسى عليه السَّلامُ أنْ يُعْطُوه شيئًا ممَّا طلَبَ، وقالوا له: اجمَعْ لهما السَّحرةَ؛ فإنَّهم بأرضِك كثيرٌ، حتَّى نغلِبَ سِحْرَهما، وأرسَلَ في المدائنِ، فحُشِرَ له كلُّ ساحرٍ مُتعالمٍ، فلمَّا أَتَوا على فرعونَ، قالوا: ما يعمَلُ هذا السَّاحرُ؟ قالوا: يعمَلُ الحيَّاتِ، قالوا: فلا واللهِ ما أحدٌ في الأرضِ يعمَلُ السِّحرَ والحيَّاتِ والحبالَ والعِصِيَّ الَّذي نعمَلُ، فما أجْرُنا إنْ نحن غلَبْنا؟ قال لهم: أنتم أقاربي وخاصَّتي، وأنا صانعٌ إليكم كلَّ شَيءٍ أحببتم، فتَواعَدوا يومَ الزِّينةِ وأنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى. قال سعيدٌ: فحدَّثني ابنُ عبَّاسٍ: أنَّ يومَ الزِّينةِ اليومُ الَّذي أظهَرَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ فيه مُوسى عليه السَّلامُ على فِرعونَ والسَّحرةِ هو يومُ عاشوراءَ. فلمَّا اجتمعوا في صَعيدٍ، قال النَّاسُ بعضُهم لبعضٍ: انطَلِقوا، فنتخبَّرْ هذا الأمْرَ، {لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ} [الشعراء: 40]، يعنون مُوسى وهارونَ عليهما السَّلامُ؛ استهزاءً بهما، فقالوا: يا موسى -لِقُدْرتِهم في أنفُسِهم بسِحْرِهم- إمَّا أنْ تُلْقِيَ، وإمَّا أنْ نكونَ نحن المُلْقينَ، قال: بل ألْقُوا. {فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ} [الشعراء: 44]، فرأى مُوسى عليه السَّلامُ مِن سِحْرِهم ما أوجَسَ في نفْسِه خِيفةً، فأوحى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إليه: أنْ ألْقِ عصاك، فلمَّا ألقاها، صارت ثُعبانًا عظيمًا فاغرةً فاها، فجُعِلَتِ العِصِيُّ بدَعوةِ مُوسي عليه السَّلامُ تلتبِسُ بالحبالِ، حتَّى صارتْ جُرُزًا إلى الثُّعبانِ تَدخُل فيه، حتَّى ما أبقَتْ عصًا ولا حبلًا إلَّا ابتلعَتْه. فلمَّا عرَفَ السَّحرةُ ذلك، قالوا: لو كان هذا سِحرٌ لم يَبلُغْ مِن سِحرِنا كلَّ هذا، ولكنَّه أمْرٌ مِن اللهِ، آمنَّا باللهِ ربِّنا وما جاء به مُوسى عليه السَّلامُ، ونتوبُ إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ ممَّا كنَّا عليه. وكسَرَ اللهُ ظهْرَ فِرعونَ في ذلك الموطنِ وأشياعِه، وأظهَرَ الحقَّ، وبطَلَ ما كانوا يعمَلونَ، فغُلِبوا هنالك وانقَلَبوا صاغِرينَ. وامرأةُ فِرعونَ بارزةٌ مُتبذِّلَةٌ تَدْعو بالنَّصرِ لمُوسى عليه السَّلامُ على فِرعونَ ، فمَن رآها مِن آلِ فرعونَ ظَنَّ أنَّها إنَّما تبذَّلَتْ للشفقةِ على فِرعونَ وأشياعِه، وإنَّما كان حُزْنُها وهمُّها لمُوسى عليه السَّلامُ. فلمَّا طال مُكْثُ مُوسى عليه السَّلامُ لمواعيدِ فِرعونَ الكاذبةِ، كلَّما جاءه بآيةٍ وعَدَه عندها أنْ يُرْسِلَ معه بني إسرائيلَ، فإذا مضَتْ أخلَفَ موعِدَه، وقال: هل يستطيعُ ربُّك أنْ يصنَعَ غيرَ هذا؟ فأرسَلَ اللهُ عليه وعلى قومِه الطُّوفانَ، والجرادَ، والقُمَّلَ ، والضَّفادعَ، آياتٍ مُفصَّلاتٍ، كلُّ ذلك يَشْكو إلى موسى عليه السَّلامُ، ويطلُبُ إليه أنْ يكُفَّها عنه، ويُواثِقُه على أنْ يُرسِلَ معه بني إسرائيلَ، فإذا كَفَّ ذلك عنه، أخلَفَ موعِدَه ونكَثَ عهدَه. فأُمِرَ موسى عليه السَّلامُ بالخُروجِ بقومِه، فخرَجَ بهم ليلًا، فلمَّا أصبَحَ فرعونُ ورأى أنَّهم قد مَضَوا، أرسَلَ في المدائنِ حاشرينَ، فتبِعَهم بجُنودٍ عظيمةٍ كثيرةٍ، وأوحى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إلى البحرِ: أنْ إذا ضرَبَك مُوسى بعصاهُ، فانفرِقْ له اثنتَيْ عشْرةَ فِرقةً، حتَّى يجوزَ موسى عليه السَّلامُ ومَن معه، ثمَّ الْتَئَمَ على مَن بقِيَ بعدُ مِن فرعونَ وأشياعِه، فنسِيَ مُوسى عليه السَّلامُ أنْ يضرِبَ البحرَ بالعصا، فانْتَهى إلى البحرِ وله قصيفٌ؛ مخافةَ أنْ يَضرِبَه موسى عليه السَّلامُ، وهو غافِلٌ، فيصيرَ عاصيًا اللهَ عَزَّ وجَلَّ. فلمَّا تراءى الجَمْعانِ وتقارَبَا، قال أصحابُ موسى: إنَّا لمُدْرَكونَ، افعَلْ ما أمرَكَ به ربُّك عَزَّ وجَلَّ؛ فإنَّك لم تكذِبْ ولم تُكْذَبْ، فقال: وعَدَني ربِّي عَزَّ وجَلَّ إذا أتيْتُ البحرَ، انفرَقَ لي اثنتيْ عشْرةَ فِرقةً حتَّى أُجاوزَه، ثمَّ ذكَرَ بعدَ ذلك العصا، فضرَبَ البحرَ بعصاه حين دنا أوائلُ جُندِ فرعونَ مِن أواخرِ جُندِ مُوسى عليه السَّلامُ، فانفرَقَ البحرُ كما أمَرَه اللهُ عَزَّ وجَلَّ، وكما وُعِدَ مُوسى عليه السَّلامُ، فلمَّا أنْ جاوَزَ موسى عليه السَّلامُ وأصحابُه البحرَ، ودخَلَ فِرعونُ وأصحابُه، الْتَقى عليهم البحرُ كما أُمِرَ. فلمَّا جاوَزَ مُوسى عليه السَّلامُ البحرَ، قال أصحابُه: إنَّا نخافُ ألَّا يكونَ فِرعونُ قد غرِقَ، فلا نُؤمِنُ بهلاكِه، فدعا ربَّه عَزَّ وجَلَّ، فأخرَجَه له ببدنه حتَّى استيْقَنوا بهلاكِه. ثمَّ مَرُّوا بعدَ ذلك {عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138]، إلى {وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 139]، قد رأيتُمْ مِن العِبَرِ، وسمِعْتُم ما يَكْفيكم، ومَضَى. فأنزَلَهم مُوسى عليه السَّلامُ منزلًا، ثمَّ قال لهم: أطيعوا هارونَ عليه السَّلامُ؛ فإنِّي قد استخلفْتُه عليكم، وإنِّي ذاهبٌ إلى ربِّي عَزَّ وجَلَّ، وأجَّلَهم ثلاثينَ يومًا أنْ يَرجِعَ إليهم فيها، فلمَّا أتى ربَّه وأراد أنْ يُكلِّمَه ثلاثينَ يومًا، وقد صامهنَّ: ليلَهنَّ ونهارَهنَّ، وكرِهَ أنْ يُكلِّمَ ربَّه عَزَّ وجَلَّ ورِيحُ فَمِه رِيحُ فَمِ الصَّائمِ، فتناوَلَ مُوسى عليه السَّلامُ مِن نباتِ الأرضِ شيئًا فمضَغَه، فقال له ربُّه عَزَّ وجَلَّ حين لقاه: لِمَ أفطرْتَ؟ -وهو أعلَمُ بالَّذي كان- قال: يا ربِّ، إنِّي كرِهْتُ أنْ أُكلِّمَك إلَّا وفَمِي طيِّبُ الرِّيحِ، قال: أوما علِمْتَ يا مُوسى أنْ رِيحَ فَمِ الصَّائمِ أطيبُ عندي مِن رِيحِ المِسْكِ؟ ارجِعْ حتَّى تصومَ عشْرًا ثمَّ ائْتِني، ففعَلَ مُوسى عليه السَّلامُ ما أُمِرَ به. فلمَّا رأى قومُ مُوسى عليه السَّلامُ أنَّه لم يرجِعْ إليهم للأجَلِ ساءَهم ذلك، وكان هارونُ عليه السَّلامُ قد خطَبَهم، فقال لهم: خرجْتُم مِن مِصْرَ ولقومِ فرعونَ عندي عواري وودائعُ، ولكم فيهم مثلُ ذلك، وأنا أرى أنْ تحتَسِبوا ما لكم عندهم، ولا أحلَّ لكم وديعةً اسْتُودِعْتُمُوها، ولا عاريَّةً، ولسنا برادِّين إليهم شيئًا مِن ذلك، ولا مُمْسِكيه لأنفُسِنا، فحفَرَ حفيرًا، وأمَرَ كلَّ قومٍ عليهم شَيءٌ مِن ذلك؛ مِن متاعٍ أو حِليةٍ أنْ يَقْذِفوه في ذلك الحفيرِ، ثمَّ أوقَدَ عليه النَّارَ، فأحرَقَه، فقال: لا يكونُ لنا، ولا لهم. وكان السَّامريُّ رجلًا مِن قومٍ يَعْبُدون البقرَ جيرانٍ لهم، ولم يكُنْ مِن بني إسرائيلَ، فاحتملَ مع مُوسى عليه السَّلامُ وبني إسرائيلَ حين احْتملوا، فقُضِيَ له أنْ رأى أثرًا، فأخَذَ منه بقبْضَتِه، فمَرَّ بهارونَ، فقال له هارونُ عليه السَّلامُ: يا سامريُّ، ألَا تُلْقي ما في يدَيْك؟ وهو قابضٌ عليه لا يَراه أحدٌ طوالَ ذلك، فقال: هذه قبْضةٌ مِن أثرِ الرَّسولِ الَّذي جاوَزَ بكم البحرَ، ولا أُلْقيها لشَيءٍ إلَّا أنْ تَدْعُوَ اللهَ إذا ألقيْتُها أنْ تكونَ ما أُرِيدُ، فألْقاها، ودعا اللهَ هارونُ عليه السَّلامُ، فقال: أريدُ أنْ يكونَ عِجْلًا، واجتمَعَ ما كان في الحُفرةِ مِن متاعٍ له، أو حِلْيةٍ، أو نحاسٍ، أو حديدٍ، فصار عِجْلًا أجوفَ ليس فيه رُوحٌ، له خُوارٌ. قال ابنُ عبَّاسٍ: لا واللهِ ما كان له صوتٌ قطُّ، إنَّما كانت الرِّيحُ تدخُلُ مِن دُبُرِه وتخرُجُ مِن فَمِه، فكان ذلك الصَّوتُ مِن ذلك. فتفرَّقَ بنو إسرائيلَ فِرَقًا؛ فقالت فِرقةٌ: يا سامريُّ، ما هذا فأنت أعلَمُ به؟ قال: هذا ربُّكم عَزَّ وجَلَّ، ولكنَّ مُوسى عليه السَّلامُ أضَلَّ الطَّريقَ. وقالت فِرقةٌ: لا نُكذِّب بهذا حتَّى يرجِعَ إلينا مُوسى، فإنْ كان ربَّنا لم نكُنْ ضيَّعْناه وعجَزْنا فيه حِينَ رأيْناه، وإنْ لم يكُنْ ربَّنا، فإنَّا نتَّبِعُ قولَ مُوسى عليه السَّلامُ. وقالت فِرقةٌ: هذا عمَلُ الشَّيطانِ، وليس بربِّنا، ولا نُؤْمِنُ، ولا نُصدِّقُ. وأُشْرِبَ فِرقةٌ في قُلوبِهم التَّصديقَ بما قال السَّامريُّ في العجلِ، وأعْلَنوا التَّكذيبَ، فقال لهم هارونُ عليه السَّلامُ: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ} [طه: 90]، وإنَّ ربَّكم ليس هكذا، قالوا: فما بالُ مُوسى عليه السَّلامُ؛ وعَدَنا ثلاثينَ يومًا ثمَّ أخلَفَنا، فهذه أربعونَ قد مَضَت؟! فقال سُفهاؤُهم: أخطَأَ ربَّه، فهو يطلُبُه ويتبَعُه. فلمَّا كلَّمَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ مُوسى عليه السَّلامُ وقال له ما قال، أخبَرَه بما لقِيَ قومُه بعده. {فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا} [طه: 86]، وقال لهم ما سمِعْتُم في القُرآنِ وأخَذَ برأْسِ أخِيه، وألْقى الألواحَ مِن الغضَبِ، ثمَّ عذَرَ أخاه بعُذْرِه، واستغفَرَ له، وانصرَفَ إلى السَّامريِّ، فقال له: ما حمَلَك على ما صنعْتَ؟ قال: قبَضْتُ قبضةً مِن أثرِ الرَّسولِ وفطِنْتُ لها، وعُمِّيَت عليكم، فقَذفْتُها؛ وكذلك سوَّلَت لي نَفْسي. قال: {اذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ} إلى قولِه: {نَسْفًا} [طه: 97]، ولو كان إلهًا لم يُخْلَصْ إلى ذلك منه. فاستيقَنَ بنو إسرائيلَ بالفتنةِ، واغْتَبَطَ الَّذين كان رأيُهم فيه مثلَ رأيِ هارونَ عليه السَّلامُ، فقالوا بجماعتِهم لمُوسى عليه السَّلامُ: سَلْ لنا ربَّك عَزَّ وجَلَّ أنْ يفتَحَ لنا بابَ توبةٍ نصنَعُها؛ فيُكَفِّرَ عنَّا ما عمِلْنا، فاختارَ موسى عليه السَّلامُ قومَه سبعينَ رجُلًا لذلك -لا يأْلُو الخيرَ- خيارَ بني إسرائيلَ، ومَن لم يُشْرِكْ في العجلِ. فانطلَقَ بهم ليسأَلَ لهم التَّوبةَ، فرجَفَتْ بهم الأرضُ، فاستحيا نبيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من قومِه ووفْدِه حين فُعِلَ بهم ما فُعِلَ، فقال: {رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا} [الأعراف: 155]، وفيهم مَن قد كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ اطَّلَعَ على ما أُشْرِبَ قلبُه من حُبِّ العجلِ وإيمانِه به؛ فلذلك رجَفَت بهم الأرضُ. فقال: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} [الأعراف: 156] إلى: {فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ} [الأعراف: 157]، فقال: رَبِّ سألْتُك التَّوبةَ لقومي، فقلْتَ: إنَّ رحمتي كتبْتُها لقومٍ غيرِ قومي، فليتَكَ أخَّرْتَني حين تُخْرِجُني حيًّا في أُمَّةِ ذلك الرَّجلِ المرحومةِ، فقال اللهُ له: إنَّ توبتَهم أنْ يقتُلَ كلُّ رجُلٍ منهم مَن لقِيَ مِن والدٍ أو ولدٍ، فيقتُلَه بالسَّيفِ لا يُبَالي مَن قتَلَ في ذلك الموطنِ، وتاب أولئك الَّذين كان خفِيَ على موسى وهارونَ عليهما السلام ما اطَّلَعُ اللهُ عليهم من ذُنوبِهم، فاعتَرَفوا بها، وفعَلوا ما أُمِروا، وغفَرَ اللهُ للقاتِلِ والمقتولِ. ثمَّ سار بهم مُوسى عليه السَّلامُ مُتوجِّهًا نحوَ الأرضِ المُقدَّسةِ، وأخَذَ الألواحَ بعدما سكَتَ عنه الغضبُ، وأمَرَهم بالَّذي أُمِرَ به أنْ يُبَلِّغَهم من الوظائفِ، فثقُلَ ذلك عليهم، وأبَوا أنْ يُقِرُّوا بها، فنتَقَ اللهُ عليهم الجبلَ كأنَّه ظُلَّةٌ، ودنا منهم حتَّى خافوا أنْ يقَعَ عليهم، فأخَذُوا الكتابَ بأيمانِهم وهم يَصْغُون ينظُرونَ إلى الجبلِ والأرضِ، والكتابُ بأيديهم وهم يَنظُرونَ إلى الجبلِ؛ مخافةَ أنْ يقَعَ عليهم، ثمَّ مَضَوا إلى الأرضِ المُقدَّسةِ، فوَجَدوا مدينةَ قومٍ جبَّارينَ خَلْقُهم مُنْكرٌ، وذكَرَ من ثِمارِهم أمرًا عجَبًا من عِظَمِها، فقالوا: يا موسى، إنَّ فيها قومًا جبَّارينَ لا طاقةَ لنا بهم، ولا ندخُلُها ما داموا فيها، فإنْ يَخْرجوا منها فإنَّا داخِلونَ، قال رجُلانِ من الَّذين يَخافونَ مِن الجبَّارينَ: آمنَّا بمُوسى عليه السَّلامُ، فخرَجَا إليه، فقالا: نحنُ أعلَمُ بقومِنا، إنْ كنتُمْ إنَّما تَخافونَ ما رأيتُمْ من أجسامِهم وعدَدِهم، فإنَّهم لا قُلوبَ لهم، ولا مَنعةَ عندهم، فادْخُلوا عليهم البابَ، فإذا دخلْتُموه فإنَّكم غالِبونَ. ويقولُ أناسٌ: إنَّهما من قومِ مُوسى عليه السَّلامُ. وزعَمَ سعيدُ بنُ جُبيرٍ أنَّهما من الجبَّارينَ آمَنَا بمُوسى، بقولِه: {مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ} [المائدة: 23]: إنَّما عَنى بذلك: مِن الَّذين يَخافونَ بني إسرائيلَ. {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]، فأغْضَبوا مُوسَى عليه السَّلامُ، فدعا عليهم، وسمَّاهم فاسقينَ، ولم يدْعُ عليهم قبلَ ذلك؛ لِمَا رأى منهم من المعصيةِ وإساءتِهم حتَّى كان يومئذٍ، فاستجابَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ له، فسمَّاهم كما سمَّاهم مُوسى عليه السَّلامُ فاسقينَ، فحرَّمَها عليهم أربعينَ سَنةً يَتِيهون في الأرضِ؛ يُصْبِحون كلَّ يومٍ، فيَسِيرونَ ليس لهم قرارٌ، ثمَّ ظلَّلَ عليهم الغمامَ في التِّيهِ، وأنزَلَ عليهم المَنَّ والسَّلوى، وجعَلَ لهم ثيابًا لا تَبْلى ، ولا تتَّسِخُ، وجعَلَ بين ظَهرِهم حَجرًا مُربَّعًا، وأمَرَ مُوسى عليه السَّلامُ فضرَبَه بعصاهُ، فانفجَرَ منه اثنتا عشْرةَ عينًا، في كلِّ ناحيةٍ ثلاثةُ أعينٍ، وأعلَمَ كلَّ سِبْطٍ عينَهم الَّتي يَشْربون منها، فلا يَرْتحِلونَ من مَنزلٍ إلَّا وجدوا ذلك الحجرَ منهم بالمكانِ الَّذي كان منه أمسِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/234 التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (11263)، وأبو يعلى (2618)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (66) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة طه فتن - الصبر عند الفتن
|أصول الحديث