الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - كان حديثُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم القرآنَ يكثرُ الذكرَ ويقصِّرُ الخطبةَ ويُطيلُ الصلاةَ ولا يأنفُ ولا يستكبرُ أن يذهبَ مع المسكينِ والضعيفِ حتى يفرغَ من حاجتِه
 

1 - ليسَ المسكينُ بالطَّوَّافِ ولا بالَّذي تردُّهُ التَّمرةُ والتَّمرتانِ ولا اللُّقمةُ واللُّقمتانِ ولكنَّ المسكينَ المتعفِّفُ الَّذي لا يسألُ النَّاسَ ولا يُفطَنُ لهُ فيُتصدَّقُ عليهِ
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح‏‏
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 3/95 التخريج : أخرجه أحمد (3636)، وأبو يعلى (5118)، والطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (111) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: سؤال - تفسير المسكين سؤال - فضل التعفف والتصبر سؤال - من تحل له المسألة صدقة - المسكين والفقير
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - إن في الجنةِ مراغًا من مسكٍ مثلَ مراغِ دوابِّكم في الدنيا
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات‏‏
الراوي : سهل بن سعد الساعدي | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 10/415 التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (1761) واللفظ له، والروياني في ((المسند)) (1042)، وأبو نعيم في ((تاريخ أصبهان)) (1/152) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: جنة - صفة الجنة آداب عامة - ضرب الأمثال جنة - طيب أهل الجنة
|أصول الحديث

3 - الجنةُ لبنةٌ من فضةٍ ولبنةٌ من ذهبٍ وملاطُها المسكُ
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح‏‏
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 10/399 التخريج : أخرجه الترمذي (2526 )، وأحمد (9744 )،والدارمي (2863 )،وابن ابي الدنيا في ((صفة الجنة)) (4)
التصنيف الموضوعي: جنة - صفة الجنة جنة - قصور الجنة جنة - طيب أهل الجنة خلق - الجنة والنار وما يتعلق بهما
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

4 - لا تزالُ أُمَّتِي في مُسْكَةٍ من دينِها ما لم يَكِلُوا الجنائِزَ إِلَى أَهْلِهَا
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات‏‏
الراوي : الحارث بن وهب | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 3/35
التصنيف الموضوعي: بر وصلة - تعاون المؤمنين بعضهم بعضا جنائز وموت - اتباع الجنائز صدقة - الحث على المعروف وإعانة الملهوف وإغاثته

5 - أن سلمةَ بنَ الأكوعِ كان إذا توضأ يأخذُ بالمسكِ فيديفُه في يدِه ثم يمسحُ به لحيتَه
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح‏‏
الراوي : يزيد بن أبي عبيد مولى سلمة بن الأكوع | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 1/245 التخريج : أخرجه الطبراني (7/ 5) (6220) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: وضوء - الطيب بعد الوضوء
|أصول الحديث

6 - أنَّ ابنَ عمرَ اشتكى فاشترى له عُنقودَ عِنَبٍ بدِرهمٍ فجاء مسكينٌ فقال أعطوه إيَّاه ثمَّ خالَف إنسانٌ فاشتراه بدِرهمٍ ثمَّ جاء به إليه فجاء المسكينُ يسألُ فقال أعطوه إيَّاه ثمَّ خالَف إنسانٌ فاشتراه منه بدِرهمٍ فأراد أن يرجِعَ حتَّى مُنِعَ ولو علِم بذلك العُنقودِ ما ذاقه
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح غير نعيم بن حماد وهو ثقة
الراوي : نافع مولى ابن عمر | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 9/350 التخريج : أخرجه الطبراني (13067) ، وابن المبارك في((الزهد))(782) ، وابن عبد البر في ((الاستذكار)) (8/ 602) واللفظ لهم ، وابن عساكر في ((تاريخه)) (31/ 144) بنحوه .
التصنيف الموضوعي: صدقة - فضل الصدقة والحث عليها صدقة - كراهة العود في الصدقة مريض - إطعام المريض ما يشتهي صدقة - المسكين والفقير مريض - ما يشتهيه المريض
|أصول الحديث

7 - لا تزالُ أمَّتي في مُسْكَةٍ من دينِها ما لم ينتَظِروا بالمغربِ اشتباكَ النُّجومِ مضاهاةَ اليهودِ وما لم يُؤخِّروا الفجرَ مضاهاةَ النَّصرانيَّةِ
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
الراوي : الصنابح بن الأعسر الأحمسي | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 1/316 التخريج : أخرجه الطبراني (8/94) (7418)
التصنيف الموضوعي: صلاة - المحافظة على صلاة المغرب صلاة - تأخير الصلاة صلاة - مواقيت الصلاة صلاة - وقت صلاة الفجر صلاة - وقت صلاة المغرب
|أصول الحديث

8 - تُوُفِّيَ أنسُ بنُ مالكٍ فجُعِلَ في حَنُوطِهِ سُكَّةٌ أوْ سُكٌّ ومِسْكَةٌ فيها من عَرَقِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
الراوي : حميد بن أبي حميد الطويل | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 24/3 التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (1/ 249) (715) واللفظ له، والبيهقي (6790) باختلاف يسير، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (2231) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - الحنوط للميت رقائق وزهد - ما فيه البركة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - بركة النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - تبرك الناس به فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - عرقه صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

9 - أنها سألت رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن الذَّهبِ يُربَطُ به أو نَربِطُ به المِسكَ قال اجعَليه فضةً وصَفِّرِيه بشيءٍ من زَعْفَرانٍ
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح
الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 5/150
التصنيف الموضوعي: زينة - استحباب الطيب زينة - استعمال الفضة زينة اللباس - استعمال الذهب زينة اللباس - التزعفر زينة اللباس - لبس الفضة للنساء

10 - أنَّ رجلًا شكا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قسوةَ قلبِه فقال امسَحْ رأسَ اليتيمِ وأطعِمِ المسكينَ
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 8/163 التخريج : أخرجه أحمد (9018)، وعبد بن حميد (1424)، والبيهقي (7175) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أطعمة - إطعام الطعام بر وصلة - رعاية اليتيم بر وصلة - إعالة اليتيم والضعيف وفضلها بر وصلة - السعي على الأرملة والمسكين رقائق وزهد - جمود العين وقسوة القلب
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

11 - أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استوهبَ وضوءًا فقيل له لم نجدْ ذلك إلا في مِسكِ ميتةٍ قال أدبغتموه قالوا نعمْ قال فهَلُمَّ فإن ذلك طهورُه
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 1/222
التصنيف الموضوعي: طهارة - جلود الميتة طهارة - دباغ جلود الميتة وضوء - الوضوء في الأواني والتور وغيرها

12 - كان حديثُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم القرآنَ يكثرُ الذكرَ ويقصِّرُ الخطبةَ ويُطيلُ الصلاةَ ولا يأنفُ ولا يستكبرُ أن يذهبَ مع المسكينِ والضعيفِ حتى يفرغَ من حاجتِه
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 9/23 التخريج : أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (8/ 287) (8103)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (4/ 57) واللفظ لهما.
التصنيف الموضوعي: جمعة - القراءة في الخطبة أدعية وأذكار - الحث على ذكر الله تعالى فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - تواضعه صلى الله عليه وسلم بر وصلة - إعانة المسلم على قضاء حوائجه جمعة - إطالة الصلاة وقصر الخطبة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

13 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا مرَّ في طريقٍ من طرقِ المدينةِ وُجِد منه رائحةُ المسكِ قالوا مرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الطريقِ
خلاصة حكم المحدث : رجال أبي يعلى وثقوا‏
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 8/285 التخريج : أخرجه البزار (7118)، وأبو يعلى (3125) باختلاف يسير، والضياء في ((الأحاديث المختارة)) (2560) مختصراً باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: زينة - أطيب الطيب المسك زينة - استحباب الطيب فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - طيب رائحته
|أصول الحديث

14 - خلق اللهُ تباركَ وتعالَى الجنةَ لبنةً من ذهبٍ ولبنةً من فضةٍ وملاطُها المسكُ وقال لها تكلَّمي فقالت قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ فقالت الملائكةُ طوباكِ منزلَ الملوكِ
خلاصة حكم المحدث : [روي] مرفوعا وموقوفا ورجال الموقوف رجال الصحيح
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 10/400 التخريج : أخرجه البزار كما في ((كشف الأستار)) للهيثمي (3508)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (3701)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (6/204) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة المؤمنون جنة - صفة أهل الجنة جنة - صفة الجنة جنة - غرف الجنة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات
|أصول الحديث

15 - حوضِي مسيرةُ شهرٍ زواياه سواءٌ أكوابُه عددُ نجومِ السماءِ ماؤُه أبيضُ من الثلجِ وأحلَى من العسلِ وأطيبُ من المسكِ مَن شَرِب منه شربةً لم يظمأْ بعدها أبدًا
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح غير محمد بن عبد الوهاب الحارثي وهو ثقة
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 10/369 التخريج : أخرجه الطبراني ((11/ 125)) (11249) والضياء في ((المختارة)) (111) واللفظ لهما
التصنيف الموضوعي: قيامة - الحوض إيمان - اليوم الآخر فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خصائصه صلى الله عليه وسلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - ما اختص به النبي على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

16 - لما نهَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن لبسِ الذهبِ قلنا يا رسولَ اللهِ ألا نلبسُ المسكَ بشيءٍ من الذهبِ قال أفلا تربطونه بالفضةِ ثم تلطخونه بزعفرانٍ فيكونَ مثلُ الذهبِ
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 5/150 التخريج : أخرجه أحمد (24047)، وبن راهويه (1194)، وأبو يعلى (6952)، واللفظ لهم، والنسائي (5143)، نحوه.
التصنيف الموضوعي: زينة اللباس - لبس الذهب للنساء زينة اللباس - لبس الفضة للنساء اعتصام بالسنة - أوامر النبي ونواهيه وتقريراته زينة - حلية الذهب زينة اللباس - الزينة المحرمة وما نهي عن التزين به
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

17 - جاء رجلٌ من اليهودِ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال يا أبا القاسمِ تزعمُ أن أهلَ الجنةِ يأكلون فيها ويشربون قال نعم والذي نفسِي بيدِه إن الرجلَ ليُعطَى قوةَ مئةِ رجلٍ في الأكلِ والشربِ والشهوةِ والجماعِ فقال اليهوديُّ إن الذي يأكلُ ويشربُ تكونُ له الحاجةُ والجنةُ مطهرةٌ قال حاجةُ أحدِهم عرقٌ يفيضُ من جِلدِه كريحِ المسكِ فإذا بطنُه قد ضَمُر وفي روايةٍ بينا نحن عندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ أقبل رجلٌ من اليهودِ يُقالُ له ثعلبةُ بنُ الحارثِ فقال السلامُ عليك يا محمدُ فقال وعليكم فقال اليهودُ تزعمُ أن في الجنةِ طعامًا وشرابًا وأزواجًا فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نعم تؤمنُ بشجرةِ المسكِ قال نعم قال وتجدُها في كتابِكم قال نعم قال فإن البولَ والجنابةَ عرقٌ يسيلُ من تحتِ ذوائبِهم إلى أقدامِهم مسكٌ [ وفي روايةٍ ] يا أبا القاسمِ ألستَ تزعمُ أن أهلَ الجنةِ يأكلون فيها ويشربون وقال لأصحابِه إن أقرَّ لي بهذه خصمتُه
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح غير ثمامة بن عقبة وهو ثقة‏‏
الراوي : زيد بن أرقم | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 10/419 التخريج : أخرجه أحمد (19269)، والنسائي في ((الكبرى)) (11414)، وابن حبان (7424) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: آداب السلام - رد التحية على غير المسلمين أيمان - كيف كانت يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم جنة - صفة أهل الجنة جنة - طعام أهل الجنة وشرابهم جنة - نساء الجنة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

18 - سُئِل النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن الجنةِ فقال من يدخلُ الجنةَ يحيَا فيها لا يموتُ وينعمُ فيها ولا يبأسُ لا تَبلَى ثيابُه ولا يفنَى شبابُه قيل يا رسولَ اللهِ ما بناؤُها قال لبنةٌ من ذهبٍ ولبنةٌ من فضةٍ ملاطُها المسكُ ترابُها الزعفرانُ حصباؤُها اللؤلؤُ والياقوتُ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن الترمذي رجاله
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 10/400 التخريج : أخرجه ابن أبي الدنيا في ((صفة الجنة)) (12)، والطبراني (13/248) (13992) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: جنة - دوام نعيم أهل الجنة وخلودهم جنة - صفة أهل الجنة جنة - صفة الجنة جنة - ثياب أهل الجنة علم - سؤال العالم عما لا يعلم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

19 - أتى رجلٌ من بني تميمٍ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي ذو مالٍ كثيرٍ وذو أهلٍ ومالٍ وحاضرةٍ فأخبرني كيفَ أصنعُ وكيفَ أنفقُ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ تخرجُ الزَّكاةَ من مالِكَ فإنَّها طهرةٌ تطهِّرُكَ وتصلُ أقرباءَكَ وتعرفُ حقَّ المسكينِ والجارِ والسَّائلِ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ أقلِل لي فقالَ آتِ ذا القربى حقَّهُ والمسكينَ وابنَ السَّبيلِ ولا تبذِّر تبذيرًا فقالَ [حسبي] يا رسولَ اللَّهِ إذا أدَّيتُ الزَّكاةَ إلى رسولِكَ فقد برئتُ منها إلى اللَّهِ ورسولهِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ نعم إذا أدَّيتَها إلى رسولي فقد برئتَ منها ولكَ أجرُها وإثمُها على من بدَّلَها
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 3/66 التخريج : أخرجه أحمد (12417)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (8802)
التصنيف الموضوعي: بر وصلة - صلة الرحم وتحريم قطعها زكاة - فرض الزكاة نفقة - النفقة على الأقارب استغفار - مكفرات الذنوب صدقة - المسكين والفقير
|أصول الحديث

20 - قالَ اللَّهُ تبارَك وتعالى الصِّيامُ لي وأنا أجزي بِه وبمحلوفِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لَخُلوفُ فمِ الصَّائمِ أطيبُ عندَ اللَّهِ من رائحةِ المسكِ فأيُّما امرئٍ منكم أصبحَ صائمًا فلا يرفُث ولا يجهَل وإن إنسانٌ قاتلَه فليقل إنِّي صائمٌ فإنَّ لَهم يومَ القيامةِ حوضًا ما يرِدُه غيرُ الصُّوَّامِ
خلاصة حكم المحدث : رجاله موثقون
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 3/185 التخريج : أخرجه البزار (8115). والحديث أصله في الصحيحين أخرجه البخاري (1894)، ومسلم (1151).
التصنيف الموضوعي: صيام - ثواب من صام يوما في سبيل الله صيام - خلوف فم الصائم صيام - فضل الصيام صيام - ما يقول الصائم إذا شتمه أحد صيام - التحفظ للصائم من الغيبة واللغو
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

21 - إنَّ أسفلَ أهلِ الجنَّةِ أجمعينَ درجةً لمَن يقومُ على رأسِه عشرةُ آلافِ خادمٍ , بيدِ كلِّ واحدٍ صَحْفتانِ واحدةٌ من ذهبٍ والأخرى من فِضَّةٍ في كلٍّ واحدةٍ لونٌ ليس في الأخرى مثلُه يأكُلُ من آخرِها مثلَ ما يأكُلُ من أوَّلِها يجِدُ لآخرِها من الطِّيبِ واللَّذَّةِ مثلَ الَّذي يجِدُ لأوَّلِها ثُمَّ يكونُ ذلك ريحُ المسكِ الأَذْفرِ لا يبولونَ ولا يتغوَّطونَ ولا يتمخَّطونَ إخوانًا على سُرُرٍ متقابلينَ
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات‏‏
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 10/404 التخريج : أخرجه ابن أبي الدنيا في ((صفة الجنة)) (208) مختصراً، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (7674)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (6/175) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: جنة - أدنى أهل الجنة منزلة جنة - خدم أهل الجنة جنة - درجات الجنة جنة - صفة أهل الجنة جنة - طعام أهل الجنة وشرابهم
|أصول الحديث

22 - أنا على الحوضِ أنظرُ مَن يرِدُ علَيَّ قال فيُؤخذُ أناسٌ من ذوِيَّ فأقولُ يا ربِّ أمَّتي أمَّتي قال فيُقالُ وما يُدريك ما عمِلوا بعدَك ما برِحوا بعدَك يرجعون على أعقابِهم قال جابرٌ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والحوضُ مسيرةُ شهرٍ وزواياه سواءٌ يعني عرضُه مثلُ طولِه وكيزانُه مثلُ نجومِ السماءِ وهو أطيبُ ريحًا من المسكِ وأشدُّ بياضًا من اللبنِ مَن شرب منه لم يظمأْ بعدَها أبدًا
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح ‏‏
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 10/367 التخريج : أخرجه أحمد (15120) واللفظ له، وابن حبان (6449)، والطبراني في ((الأوسط)) (749)، والبزار في ((مسنده)) (2975) جميعا بنحوه.
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - ما جاء في أصحاب البدع فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - شفقته على أمته قيامة - الحوض رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال
|أصول الحديث

23 - كان مَلَكُ المَوْتِ يأتي النَّاسَ عِيانًا ، قال: فأتَى موسى فلَطَمَه ففَقَأَ عَينَيْهِ، فأتى ربَّهُ عزَّ وجَلَّ فقالَ: يا رَبِّ، عبدُكَ موسى فَقَأَ عيني، ولولا كرامَتُه عليكَ لعَتَبتُ به، قال يونُسُ: لشَقَقتُ عليه، قال له: اذهَبْ إلى عبدي، فقُلْ له: ليضَعْ يَدَه على جِلْدِ أوْ مَسْكِ ثَوْرٍ، فله بكلِّ شَعَرةٍ وارتْ يَدُه سَنَةٌ، فأتاه، فقال: ما بعدَ هذا؟ قالَ: المَوتُ. قالَ: فالآنَ! قالَ: فشَمَّهُ شَمَّةً فقَبَضَ رُوحَهُ، قالَ يونُسُ: فرَدَّ اللهُ إليهِ عَيْنَه، فكانَ يأتي النَّاسَ خُفيَةً.
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 8/207 التخريج : أخرجه أحمد (10904)، والبزار (9593)
التصنيف الموضوعي: أنبياء - خصائص وفضائل أنبياء - موسى ملائكة - أعمال الملائكة ملائكة - ملك الموت أنبياء - أولي العزم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

24 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال من رأى مَقْتَلَ حمزةَ فقال رجلٌ أعَزَّك اللهُ أنا رأيتُ مَقتَلَه فانطلق فوقف على حمزةَ فرآه قد شُقَّ بطنُه وقد مُثِّلَ به فقال يا رسولَ اللهِ قد مُثِّلَ به فكره رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أن ينظرَ إليه ووقف بين ظَهرانَيِ القَتْلَى وقال أنا شهيدٌ على هؤلاءِ لُفُّوهم بدمائِهم فإنه ليس مَجروحٌ يُجرَحُ في سبيلِ اللهِ إلا جاء جُرحُه يومَ القيامةِ يَدْمَى لونُه لونُ الدَّمِ وريحُه ريحُ المِسكِ قَدِّموا أكثرَهم قرآنًا واجعَلوه في الَّلحدِ
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح
الراوي : كعب بن مالك | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 6/122 التخريج : أخرجه الطبراني (19/82) (167) واللفظ له، وأخرجه الطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (4051)، والبيهقي (7047) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: دفن ومقابر - غسل الشهيد دفن ومقابر - من يقدم في اللحد مغازي - غزوة أحد مناقب وفضائل - فضل شهداء غزوة أحد مغازي - قتل حمزة في غزوة أحد
|أصول الحديث

25 - إن اللهَ وعدني أن يُدخِلَ الجنةَ من أمتي سبعينَ ألفًا بغيرِ حسابٍ فقال يزيدُ الأخنسُ واللهِ ما أولئك في أمتِك إلا كالذبابِ الأصهبِ في الذبابِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإن ربِّي عزَّ وجلَّ قد وعدني سبعينَ ألفًا معَ كلِّ ألفٍ سبعينَ ألفًا وزادني ثلاثَ حثياتٍ قال فما سعةُ حوضِك قال ما بينَ عدنَ إلى عمانَ وأوسعَ وأوسعَ يشيرُ بيدِه قال فيه مثعبانِ من ذهبٍ وفضةٍ قال فما حوضُك يا نبيَّ اللهِ قال أشدُّ بياضًا من اللبنِ وأحلَى من العسلِ وأطيبُ رائحةً من المسكِ مَن شربَ منه لم يظمأْ بعدَها أبدًا ولم يسودَّ وجهُه أبدًا
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 10/365 التخريج : أخرجه أحمد (22156)، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (1247) باختلاف يسير، وابن حبان (7246) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: جنة - من يدخلون الجنة بغير حساب رقائق وزهد - سعة رحمة الله عقيدة - إثبات صفات الله تعالى قيامة - الحوض مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

26 - عرض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سيفًا يومَ أحدٍ فقال مَن يأخذُ هذا السيفَ بحقِّه فقام أبو دجانةَ سماكُ بنُ خرشةَ فقال يا رسولَ اللهِ أنا آخذُه بحقِّه فما حقُّه قال فأعطاه إياه فخرج واتبعتُه فجعل لا يمرُّ بشيءٍ إلا أفراه وهتكَه حتى أتَى نسوةً في سفحِ الجبلِ ومعهنَّ هندٌ وهي تقولُ : نحن بناتُ طارقْ نمشِي على النمارقْ _ والمسكُ في المفارقْ إن تُقْبِلوا نعانقْ _ أو تُدْبِروا نفارقْ فراقَ غيرِ وامقْ. قال فحملتُ عليها فنادَت بالصحراءِ فلم يُجبْها أحدٌ فانصرفتُ عنها فقلتُ له كلُّ صنيعِك رأيتُه فأعجبني غيرَ أنك لم تقتلِ المرأةَ قال فإنها نادت فلم يُجبْها أحدٌ فكرهتُ أن أضربَ بسيفِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم امرأةً لا ناصرَ لها
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
الراوي : الزبير بن العوام | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 6/112 التخريج : أخرجه البزار (979) واللفظ له، والطبري في ((تهذيب الآثار - مسند الزبير)) (1019)، والحاكم (5019) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: مغازي - غزوة أحد مناقب وفضائل - أبو دجانة سماك بن خرشة مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جهاد - النهي عن قتل النساء والولدان والشيوخ والرهبان والوصفاء والعرفاء مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

27 - عن عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو قال إذا قُتِلَ العبدُ في سبيلِ اللهِ فأوَّلُ قطرةٍ تقطُرُ على الأرضِ من دمِهِ يكفِّرُ اللَّهُ ذنوبَهُ كلَّها ثمَّ يرسلُ لهُ اللَّهُ بريطةٍ منَ الجنَّةِ فتُقبَضُ فيها نفسُهُ ويجسَّدُ منَ الجنَّةِ حتَّى تركَّبَ فيهِ روحُهُ ثمَّ يعرِّجُ معَ الملائكةِ كأنَّهُ كانَ معهم منذُ خلقَهُ اللَّهُ حتَّى يُؤتَى بهِ الرَّحمنُ عزَّ وجلَّ ويسجدُ قبلَ الملائكةِ ثمَّ تسجدُ الملائكةُ بعدَهُ ثمَّ يُغفَرُ لهُ ويُطهَّرُ ثمَّ يؤمَرُ بهِ إلى الشُّهداءِ فيجدُهم في رياضٍ خضرٍ وثيابٍ من حريرٍ عندَهم ثَورٌ وحوتٌ يُلغثانِهم كلَّ يومٍ بشيءٍ لم يُلغثاهُ بالأمسِ يظلُّ الحوتُ في أنهارِ الجنَّةِ فيأكلُ من كلِّ رائحةٍ من أنهارِ الجنَّةِ فإذا أمسَى وكزَهُ الثَّورُ بقرنِهِ فذكاهُ فأكلوا من لحمِهِ فوجدوا في طعمِ لحمِهِ كلَّ رائحةٍ من أنهارِ الجنَّةِ ويلبثُ الثَّورُ نافشًا في الجنَّةِ يأكلُ من ثمرِ الجنَّةِ فإذا أصبحَ عدا عليهِ الحوتُ فذكاهُ بذنبِهِ فأكلوا من لحمِهِ فوجدوا في طعمِ لحمِهِ كلَّ ثمرةٍ في الجنَّةِ ينظرونَ إلى منازلِهم يدعونَ اللَّهَ بقيامِ السَّاعةِ فإذا تَوفَّى اللَّهُ العبدَ المؤمنَ أرسلَ إليهِ ملكَينِ بخرقةٍ منَ الجنَّةِ وريحانٍ من ريحانِ الجنَّةِ فقالَ أيَّتُها النَّفسُ المطمئنَّةُ اخرجي إلى رَوحٍ ورَيحانٍ وربٍّ غيرِ غضبانَ اخرجي فنعمَ ما قدَّمتِ فتخرجُ كأطيبِ رائحةِ مسكٍ وجدَها أحدُكم بأنفِهِ وعلى أرجاءِ السَّماءِ ملائكةٌ يقولونَ سبحانَ اللَّهِ لقد جاءَ منَ الأرضِ اليومَ روحٌ طيِّبةٌ فلا يمرُّ ببابٍ إلَّا فُتِحَ لهُ ولا ملكٍ إلَّا صلَّى عليهِ ويشفعُ حتَّى يُؤتَى بهِ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ فتسجدُ الملائكةُ قبلَهُ ثمَّ يقولونَ ربَّنا هذا عبدُكَ فلانٌ توفَّيناهُ وأنتَ أعلمُ بهِ فيقولُ مروهُ بالسُّجودِ فيسجدُ النَّسَمَةُ ثمَّ يُدعَى ميكائيلُ فيقالُ اجعل هذهِ النَّسَمَةَ معَ أنفُسِ المؤمنينَ حتَّى أسألَكَ عنها يومَ القيامةِ فيؤمَرُ بجسدِهِ فيوسِّعُ لهُ طولُهُ سبعونَ وعرضُهُ سبعونَ وينبتُ فيهِ الرَّيحانَ ويبسطُ لهُ الحريرَ فيهِ وإن كانَ معهُ شيءٌ منَ القرآنِ نوَّرَهُ وإلَّا جعلَ لهُ نورًا مثلَ نورِ الشَّمسِ ثمَّ يُفتَحُ لهُ بابٌ إلى الجنَّةِ فينظرُ إلى مقعدِهِ في الجنَّةِ بكرةً وعشيًّا وإذا تَوفَّى اللَّهُ العبدَ الكافرَ أرسلَ إليهِ ملكَينِ وأرسلَ إليهِ بقطعةٍ بجادٍ أنتنُ من كلِّ نتنٍ وأخشنُ من كلِّ خشنٍ فقالَ أيَّتُها النَّفسُ الخبيثةُ اخرجي إلى جهنَّمَ وعذابٍ أليمٍ وربٍّ عليكِ ساخطٍ اخرجي فساءَ ما قدَّمتِ فتخرجُ كأنتنِ جيفةٍ وجدَها أحدُكم بأنفِهِ قطُّ وعلى أرجاءِ السَّماءِ ملائكةٌ يقولونَ سبحانَ اللَّهِ لقد جاءَ منَ الأرضِ جيفةٌ ونسمةٌ خبيثةٌ لا يُفتَحُ لهُ بابُ السَّماءِ فيؤمَرُ بجسدِهِ فيُضَيَّقُ عليهِ في القبرِ ويُملأُ حيَّاتٌ مثلُ أعناقِ البختِ تأكلُ لحمَهُ فلا يدعنَّ من عظامِهِ شيئًا ثمَّ يرسلُ عليهِ ملائكةٌ صمٌّ عميٌ معهم فطاطيسُ من حديدٍ لا يبصروهُ فيرحمونَهُ ولا يسمعونَ صوتَهُ فيرحمونهُ فيضربونهُ ويخبطونهُ ويفتحُ لهُ بابٌ من نارٍ فينظرُ إلى مقعدهِ منَ النَّارِ بكرةً وعشيَّةً يسألُ اللَّهَ أن يديمَ ذلكَ عليهِ فلا يصلُ إلى ما وراءهُ منَ النَّار

28 - خَرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في جِنازَةِ رَجُلٍ من الأنصارِ، فانتَهَيْنا إلى القَبرِ، ولمَّا يُلحَدُ، فجَلَسَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وجَلَسْنا حَولَه، وكأنَّ على رُؤوسِنا الطَّيرُ، وفي يَدِه عُودٌ يَنكُتُ به في الأرضِ، فرَفَعَ رأسَه، فقال: استَعيذوا باللهِ من عَذابِ القَبرِ مرَّتينِ أو ثلاثًا، ثم قال: إنَّ العبدَ المُؤمِنَ إذا كان في انقطاعٍ من الدُّنيا، وإقبالٍ من الآخِرَةِ، نَزَلَ إليه ملائكَةٌ من السَّماءِ بِيضُ الوُجوهِ كأنَّ وُجوهَهم الشَّمسُ معهم كَفَنٌ من أكفانِ الجَنَّةِ وحَنوطٌ من حَنوطِ الجَنَّةِ حتى يَجلِسوا منه مَدَّ البَصَرِ، ويَجيءُ مَلَكُ المَوتِ عليه السَّلامُ حتى يَجلِسَ عندَ رأسِه، فيقول: أيَّتُها النَّفْسُ الطيِّبَةُ اخْرُجي إلى مَغفَرَةٍ من اللهِ ورِضْوانٍ، قال: فتَخرُجُ فتَسيلُ كما تَسيلُ القَطرَةُ في السِّقاءِ فيَأخُذُها، فإذا أخَذَها لم يَدَعوها في يَدِه طَرفَةَ عَينٍ حتى يأخُذوها فيَجعَلوها في ذلك الكَفَنِ، وفي ذلك الحَنوطِ ، ويَخرُجُ منها كأطيَبِ نَفحَةِ مِسكٍ وُجِدتْ على وَجهِ الأرضِ، قال: فيَصعَدون بها، فلا يَمُرُّون على مَلَأٍ من الملائكَةِ إلَّا قالوا: ما هذه الرُّوحُ الطيِّبَةُ؟ فيقولون: فُلانُ بنُ فُلانٍ بأحسَنِ أسْمائِه التي كانوا يُسمُّونَه بها في الدُّنيا حتى يَنتَهوا بها إلى السَّماءِ الدُّنيا، فيَستَفتِحون لهم فيُشيِّعُه من كُلِّ سَماءٍ مُقرَّبوها إلى السَّماءِ التي تَليها حتى يُنتَهى بها إلى السَّماءِ السابعةِ، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: اكْتُبوا كتابَ عبدي في عِلِّيينَ ، وأَعيدوه إلى الأرضِ [فإنِّي منها خَلَقْتهم، وفيها أُعيدُهم، ومنها أُخرِجُهم تارَةً أخرى، قال: فتُعادُ رُوحُه] في جَسَدِه، فيَأتيهِ مَلَكانِ، فيُجلِسانِه، فيَقولانِ [له]: مَن رَبُّك؟ فيقولُ: ربِّيَ اللهُ، فيَقولانِ: ما دِينُكَ؟ فيقولُ: دِينيَ الإسلامُ، فيَقولانِ له: ما هذا الرَّجُلُ الذي بُعِثَ فيكم؟ فيقولُ: رسولُ اللهِ، فيَقولانِ له: ما عَمَلُك؟ فيقولُ: قَرَأتُ كِتابَ اللهِ، وآمَنتُ به، وصدَّقتُه، فيُنادي مُنادٍ من السَّماءِ أنْ صَدَقَ عَبدي، فافْرِشوا له من الجَنَّةِ، وأَلْبِسوه من الجَنَّةِ، وافْتَحوا له بابًا إلى الجَنَّةِ، قال: فيَأتيهِ من رَوحِها وطيبِها ويُفسَحُ له في قَبرِه مَدَّ بَصَرِه، قال: ويَأْتيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الوَجهِ، حَسَنُ الثِّيابِ، طيِّبُ الرِّيحِ، فيقولُ: أَبشِرْ بالذي يَسُرُّك، هذا يَومُك الذي كُنتَ تُوعَدُ، فيقولُ: مَن أنتَ، فوَجهُك الوَجهُ يَجيءُ بالخَيرِ، فيقولُ: أنا عَمَلُك الصالِحُ، فيقولُ: ربِّ، أَقِمِ الساعَةَ حتى أَرجِعَ إلى أهْلي ومالي، وإنَّ العبدَ الكافِرَ إذا كان في انقطاعٍ من الدُّنيا، وإقبالٍ من الآخِرَةِ، نَزَلَ ملائكَةٌ، سُودُ الوُجوهِ، معهم المُسوحُ، فيَجلِسونَ منه مَدَّ البَصَرِ، ثم يَجيءُ مَلَكُ المَوتِ حتى يَجلِسَ عندَ رَأسِه، فيقولُ: أيَّتُها النَّفْسُ الخَبيثةُ، اخْرُجي إلى سَخَطٍ من اللهِ وغَضَبٍ، فتُفرَّقُ في جَسَدِه، فيَنزِعُها كما يُنزَّعُ السَّفُّودُ من الصُّوفِ المَبْلولِ، فيَأخُذُها، فإذا أخَذَها، لم يَدَعوها في يَدِه طَرفَةَ عَينٍ حتى يَجعَلوها في تلك المُسوحِ، ويَخرُجُ منها كأنتَنِ جِيفَةٍ وُجِدتْ على وَجهِ الأرضِ، فيَصعَدون بها، فلا يَمُرُّون بها على مَلَأٍ من الملائكَةِ إلَّا قالوا: ما هذه الرِّيحُ الخَبيثةُ، فيقولون: فُلانُ بنُ فُلانٍ بأقبَحِ أسمائِه التي كان يُسمَّى بها في الدُّنيا حتى يُنتَهى بها إلى السَّماءِ الدُّنيا، فيُستَفتحُ له، فلا يُفتَحُ له، ثم قَرَأَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف: 40]، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: اكْتُبوا كِتابَه في سِجِّينَ في الأرضِ السُّفْلى، ثم تُطرَحُ رُوحُه طَرحًا، ثم تَلا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: 31]، فتُعادُ رُوحُه في جَسَدِه، ويَأْتيهِ مَلَكانِ، فيُجلِسانِه، فيَقولانِ له: مَن رَبُّك؟ فيَقول: هاهْ هاهْ لا أدْري، [فيَقولانِ له: ما دِينُك؟ فيقول: هاهْ هاهْ لا أدْري]، فيُنادي مُنادٍ من السَّماءِ: أنْ كَذَبَ، فافْرِشوه من النَّارِ، وافْتَحوا له بابًا إلى النَّارِ، فيَأْتيهِ من حَرِّها وسَمومِها، ويُضيَّقُ عليه قَبرُه حتى تَختلِفَ فيه أضلاعُه، ويَأْتيهِ رَجُلٌ قَبيحُ الوَجْهِ، قَبيحُ الثِّيابِ، مُنتِنُ الرِّيحِ، فيقولُ: أَبشِرْ بالذي يَسُوؤكَ، هذا يَومُك الذي كُنتُ تُوعَدُ، فيقولُ: مَن أنتَ؟ فوَجهُك الذي يَأْتي بالشَّرِّ، فيقولُ: أنا عَمَلُك الخَبيثُ ، فيقولُ: رَبِّ، لا تُقِمِ الساعَةَ.
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 3/52 التخريج : أخرجه أبو داود (4753)، وأحمد (18557) باختلاف يسير، والنسائي (2001)، وابن ماجه (1549) مختصراً
التصنيف الموضوعي: استعاذة - التعوذ استعاذة - التعوذ من عذاب القبر دفن ومقابر - سؤال الملكين وفتنة القبر جنائز وموت - ما يلقى به المؤمن من الكرامة عند خروج نفسه رقائق وزهد - الموعظة عند القبر دفن ومقابر - عذاب القبر ونعيمه
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

29 - حديث الفُتونِ [يعني حديث: سألتُ عبدَ اللهِ بنَ عباسٍ عن قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ لموسى عليهِ السلامُ : وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا، فسألتُهُ عن الفُتُونِ ما هوَ ؟ قال : استأنِفِ النهارَ يا ابنَ جبيرٍ فإنَّ لها حديثًا طويلًا : فلمَّا أصبحتُ غدوتُ إلى ابنِ عباسٍ لأنتجزَ منهُ ما وعدني من حديثِ الفُتُونِ، فقال : تذاكَرَ فرعونُ وجلساؤُهُ ما كان اللهُ وعدَ إبراهيمَ عليهِ السلامُ أن يجعلَ في ذريتِهِ أنبياءَ وملوكًا، فقال بعضهم : إنَّ بني إسرائيلَ ينتظرونَ ذلك، ما يَشُكُّونَ فيهِ، وكانوا يظنُّونَ أنَّهُ يوسفُ بنُ يعقوبَ، فلمَّا هلك قالوا : ليس هكذا كان وعدُ إبراهيمَ، فقال فرعونُ : فكيف تَرَوْنَ ؟ فائتمروا وأجمعوا أمرهم على أن يبعثَ رجالًا معهم الشِّفَارُ، يطوفونَ في بني إسرائيلَ، فلا يجدونَ، مولودًا ذكرًا إلا ذبحوهُ، ففعلوا ذلك، فلمَّا رَأَوْا أنَّ الكبارَ من بني إسرائيلَ يموتونَ بآجالهم، والصغارَ يُذْبَحُونَ، قالوا : يُوشِكُ أن تُفْنُوا بني إسرائيلَ، فتصيروا أن تُبَاشِرُوا من الأعمالِ والخدمةِ التي كانوا يَكْفُونَكُمْ، فاقتلوا عامًا كلَّ مولودٍ ذكرٍ، فيَقِلُّ أبناؤهم، ودعوا عامًا فلا تقتلوا منهم أحدًا، فيَشِبُّ الصغارُ مكان من يموتُ من الكبارِ، فإنَّهم لن يكثروا بمن تستحيونَ منهم فتخافوا مكاثرتهم إياكم، ولن يَفْنَوا بمن تقتلونَ وتحتاجونَ إليهم. فأَجْمَعُوا أمرهم على ذلك. فحملتْ أمُّ موسى بهارونَ في العامِ الذي لا يُذْبَحُ فيهِ الغلمانُ، فولدتْهُ علانيةً آمنةً. فلمَّا كان من قابلٍ حملتْ بموسى عليهِ السلامُ، فوقع في قلبها الهمُّ والحزنُ، وذلك من الفُتُونِ يا ابنَ جبيرٍ ما دخل عليهِ في بطنِ أُمِّهِ، ممَّا يُرادُ بهِ. فأوحى اللهُ إليها أن : وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ. فأمرها إذا ولدتْ أن تجعلَهُ في تابوتٍ ثم تُلْقِيهِ في اليمِّ. فلمَّا ولدتْ فعلتْ ذلك، فلمَّا تَوارَى عنها ابنها أتاها الشيطانُ، فقالت في نفسها : ما فعلتُ بابني، لو ذُبِحَ عندي فواريتُهُ وكفَّنتُهُ كان أحبُّ إليَّ من أن أُلْقِيهِ إلى دوابِّ البحرِ وحيتانِهِ. فانتهى الماءُ بهِ حتى أوفى بهِ عند فُرْضَةِ مُسْتَقَى جواري امرأةِ فرعونَ فلمَّا رأينَهُ أخذنَهُ فهممن أن يفتحْنَ التابوتَ فقال بعضهنَّ : إنَّ في هذا مالًا، وإنَّا إن فتحناهُ لم تُصَدِّقنا امرأةُ المَلِكِ بما وجدنا فيهِ، فحملنَهُ كهيئتِهِ لم يُخْرِجْنَ منهُ شيئًا حتى رفعنَهُ إليها. فلمَّا فتحتْهُ رأتْ فيهِ غلامًا، فأُلْقِي عليهِ منها محبةً لم يُلْقِ منها على أحدٍ قطُّ، وأصبحَ فؤادُ أمِّ موسى فارغًا من ذِكْرِ كلِّ شيٍء، إلا من ذِكْرِ موسى. فلمَّا سمع الذبَّاحونَ بأمرِهِ، أقبلوا بشِفَارِهِمْ إلى امرأةِ فرعونَ ليذبحوهُ : وذلك من الفُتُونِ يا ابنَ جبيرٍ، فقالت لهم : أَقِرُّوهُ فإنَّ هذا الواحدَ لا يزيدُ في بني إسرائيلَ حتى آتي فرعونَ فأستوهبُهُ منهُ، فإن وهبَهُ لي كنتم قد أحسنتم وأجملتم، وإن أمرَ بذبحِهِ لم أَلُمْكُمْ. فأتت فرعونَ فقالت قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ. فقال فرعونُ : يكونُ لكَ. فأمَّا لي فلا حاجةَ لي فيهِ : فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : والذي يُحْلَفُ بهِ لو أَقَرَّ فرعونُ أن يكونَ قرَّةَ عينٍ لهُ، كما أَقَرَّتْ امرأتُهُ، لهداهُ اللهُ كما هداها، ولكن حَرَمَهُ ذلك. فأرسلتْ إلى من حولها، إلى كلِّ امرأةٍ لها لبنٌ لتختارَ لهُ ظِئْرًا، فجعل كلَّما أخذتْهُ امرأةٌ منهنَّ لتُرْضِعَهُ لم يُقْبِلْ على ثديها حتى أشفقتِ امرأةُ فرعونَ أن يمتنعَ من اللبنِ فيموتَ، فأحزنها ذلك، فأمرتْ بهِ فأُخْرِجَ إلى السوقِ ومجمعِ الناسِ، ترجو أن تجدَ لهُ ظِئْرًا تأخذُهُ منها، فلم يُقْبِلْ، وأصبحتْ أمُّ موسى والهًا، فقالت لأختِهِ : قُصِّي أَثَرَهُ واطلبيهِ، هل تسمعينَ لهُ ذِكْرًا، أحيٌّ ابني أم قد أكلتْهُ الدوابُّ ؟ ونَسِيَتْ ما كان اللهُ وعدها فيهِ، فبصرتْ بهِ أختُهُ عن جُنُبٍ وهم لا يشعرونَ – والجُنُبُ : أن يَسْمُو بصرُ الإنسانِ إلى شيٍء بعيدٍ، وهو إلى جنبِهِ، وهو لا يشعرُ بهِ – فقالت من الفرحِ حينَ أعياهم الظؤراتُ : أَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ. فأخذوها فقالوا ما يُدريكِ ؟ وما نُصْحُهُمْ لهُ ؟ هل يعرفونَهُ ؟ حتى شَكُّوا في ذلك، وذلك من الفُتُونِ يا ابنَ جبيرٍ. فقالت : نُصْحُهُمْ لهُ وشفقتهم عليهِ رغبتهم في ظؤرةِ الملكِ، ورجاءَ منفعةِ الملكِ. فأرسلوها فانطلقتْ إلى أُمِّهَا، فأخبرتها الخبرَ. فجاءت أُمُّهُ، فلمَّا وضعتْهُ في حجرها نَزَا إلى ثديها فمَصَّهُ، حتى امتلأَ جنباهُ رِيًّا، وانطلقَ البُشَراءُ إلى امرأةِ فرعونَ يُبَشِّرونها : أن قد وجدنا لابنكِ ظِئْرًا. فأرسلتْ إليها، فأتتْ بها وبهِ، فلمَّا رأت ما يصنعُ بها قالت : امْكُثِي تُرْضِعِي ابني هذا، فإني لم أُحِبَّ شيئًا حُبَّهُ قطُّ. قالت أمُّ موسى : لا أستطيعُ أن أدعَ بيتي وولدي فيضيعُ، فإن طابت نفسكَ أن تُعطينِيهِ فأذهبُ بهِ إلى بيتي، فيكونُ معي لا آلوهُ خيرًا فعلتُ، وإلا فإني غيرُ تاركةٍ بيتي وولدي. وذكرتْ أمُّ موسى ما كان اللهُ وعدها فيهِ، فتعاسرتْ على امرأةِ فرعونَ، وأيقنَتْ أنَّ اللهَ مُنْجِزٌ وعدَهُ، فرجعتْ بهِ إلى بيتها من يومها، وأنبتَهُ اللهُ نباتًا حسنًا، وحَفِظَهُ لما قد قضى فيهِ. فلم يزل بنو إسرائيلَ، وهم في ناحيةِ القريةِ، ممتنعينَ من السخرةِ والظلمِ ما كان فيهم، فلمَّا ترعرعَ قالت امرأةُ فرعونَ لأمِّ موسى : أَتُرِيني ابني ؟ فوَعَدَتْهَا يومًا تُرِيها إياهُ فيهِ، وقالت امرأةُ فرعونَ لخازنها وظؤرها وقَهَارِمَتِهَا لا يَبْقِيَنَّ أحدٌ منكم إلا استقبلَ ابني اليومَ بهديةٍ وكرامةٍ لأرى ذلك، وأنا باعثةٌ أمينًا يًحْصِي ما يصنعُ كلُّ إنسانٍ منكم، فلم تزلِ الهدايا والنِّحَلُ والكرامةُ تستقبلُهُ من حينِ خرج من بيتِ أُمِّهِ إلى أن دخل على امرأةِ فرعونَ، فلمَّا دخل عليها نَحَلَتْهُ وأكرمتْهُ، وفرحت بهِ، ونَحَلَتْ أُمَّهُ لحُسْنِ أثرها عليهِ، ثم قالت : لآتِيَنَّ بهِ فرعونَ فليَنْحَلَنَّهُ وليُكْرِمَنَّهُ، فلمَّا دخلت بهِ عليهِ جعلَهُ في حجرِهِ، فتناولَ موسى لِحْيَةَ فرعونَ يَمُدُّها إلى الأرضِ، فقال الغواةُ من أعداءِ اللهِ لفرعونَ : ألا ترى ما وعد اللهُ إبراهيمَ نبيَّهُ، إنَّهُ زعم أن يرثِكَ ويعلوكَ ويصرعكَ، فأرسلَ إلى الذَّبَّاحينَ ليذبحوهُ. وذلك من الفُتُونِ يا ابنَ جبيرٍ بعد كلِّ بلاءٍ ابْتُلِيَ بهِ، وأُريدَ بهِ. فجاءت امرأةُ فرعونَ فقالت : ما بدا لك في هذا الغلامِ الذي وهبتَهُ لي ؟ فقال : ألا تَرَيْنَهُ يزعمُ أنَّهُ يصرعني ويعلوني. فقالت : اجعلْ بيني وبينك أمرًا يُعْرَفُ فيهِ الحقُّ، ائتِ بجمرتيْنِ ولؤلؤتيْنِ، فقرِّبْهُنَّ إليهِ، فإن بطشَ باللؤلؤتيْنِ واجتنبْ الجمرتيْنِ فاعرفْ أنَّهُ يَعْقِلْ وإن تناولَ الجمرتيْنِ ولم يَرُدَّ اللؤلؤتيْنِ علمتَ أنَّ أحدًا لا يُؤْثِرُ الجمرتيْنِ على اللؤلؤتيْنِ وهو يَعْقِلُ، فقَرَّبَ إليهِ، فتناولَ الجمرتيْنِ، فانتزعهما منهُ مخافةَ أن يحرقا يدَهُ، فقالت امرأةُ فرعونَ : ألا ترى ؟ فصرفَهُ اللهُ عنهُ بعد ما كان قد همَّ بهِ، وكان اللهُ بالغًا فيهِ أمرَهُ. فلمَّا بلغ أَشُدَّهُ وكان من الرجالِ، لم يكن أحدٌ من آلِ فرعونَ يخلصُ إلى أحدٍ من بني إسرائيلَ معهُ بظلمٍ ولا سخرةٍ، حتى امتنعوا كلَّ الامتناعِ، فبينما موسى عليهِ السلامُ يمشي في ناحيةِ المدينةِ، إذ هو برجليْنِ يقتتلانِ، أحدهما فرعونيٌّ والآخرُ إسرائيليٌّ، فاستغاثَهُ الإسرائيليُّ على الفرعونيِّ، فغضب موسى غضبًا شديدًا، لأنَّهُ تناولَهُ وهو يعلمُ منزلتَهُ من بني إسرائيلَ وحِفْظِهِ لهم، لا يعلمُ الناسُ إلا أنما ذلك من الرضاعِ، إلا أمُّ موسى، إلا أن يكون اللهُ أطلعَ موسى من ذلك على ما لم يُطْلِعْ عليهِ غيرُهُ. فوكزَ موسى الفرعونيَّ، فقتلَهُ وليس يراهما أحدٌ إلا اللهُ عزَّ وجلَّ والإسرائيليُّ، فقال موسى حين قتلَ الرجلَ : هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ. ثم قال : رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، فأصبحَ في المدينةِ خائفًا يترقَّبُ الأخبارَ، فأُتِيَ فرعونُ، فقيل لهُ : إنَّ بني إسرائيلَ قتلوا رجلًا من آلِ فرعونَ فخُذْ لنا بحَقِّنَا ولا تُرَخِّصْ لهم. فقال : أبغوني قاتِلَهُ، ومن يشهدُ عليهِ، فإنَّ الملكَ وإن كان صَفْوُهُ مع قومِهِ لا يستقيمُ لهُ أن يُقِيدَ بغيرِ بينَةٍ ولا ثَبْتٍ، فاطلبوا لي عِلْمَ ذلك آخُذُ لكم بحقكم. فبينما هم يطوفونَ ولا يجدون ثَبْتًا، إذا بموسى من الغدِ قد رأى ذلك الإسرائيليَّ يُقاتِلُ رجلًا من آلِ فرعونَ آخرَ، فاستغاثَهُ الإسرائيليُّ على الفرعونيِّ، فصادف موسى قد ندم على ما كان منهُ وكَرِهَ الذي رأى، فغضب الإسرائيليُّ وهو يريدُ أن يبطشَ بالفرعونيِّ، فقال للإسرائيليِّ لما فعل بالأمسِ واليومَ : إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ. فنظر الإسرائيليُّ إلى موسى بعد ما قال لهُ ما قال، فإذا هو غضبانٌ كغضبِهِ بالأمسِ الذي قتلَ فيهِ الفرعونيَّ فخاف أن يكون بعدما قال له إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ أن يكونَ إياهُ أرادَ، ولم يكن أرادَهُ، وإنَّما أرادَ الفرعونيَّ، فخاف الإسرائيليُّ وقال : يا موسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ وإنما قالَهُ مخافةَ أن يكون إياهُ أراد موسى ليقتلَهُ، فتتاركا وانطلقَ الفرعونيُّ فأخبرهم بما سمع من الإسرائيليِّ من الخبرِ حين يقولُ أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ فأرسل فرعونُ الذَّبَّاحينَ ليقتلوا موسى، فأخذ رُسُلُ فرعونَ في الطريقِ الأعظمِ يمشونَ على هيئتهم يطلبونَ موسى وهم لا يخافون أن يفوتهم، فجاء رجلٌ من شيعةِ موسى من أقصى المدينةِ فاختصرَ طريقًا حتى سبقهم إلى موسى فأخبرَهُ، وذلك من الفُتُونِ يا ابنَ جبيرٍ. فخرج موسى مُتَوَجِّهًا نحوَ مَدْيَنَ لم يَلْقَ بلاءً قبل ذلك، وليس لهُ بالطريقِ علمٌ إلا حُسْنُ ظنِّهِ بربهِ عزَّ وجلَّ فإنَّهُ قال عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ، وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ يعني بذلك حابستيْنِ غنمهما فقال لهما : ما خطبكما معتزلتيْنِ لا تسقيانِ مع الناسِ ؟ قالتا : ليس لنا قوةٌ نُزاحِمُ القومَ وإنما ننتظرُ فُضُولَ حياضهم، فَسَقَى لهما فجعل يغترفُ في الدَّلْوِ ماءً كثيرًا حتى كان أولَ الرُّعَاءِ، فانصرفتا بغنمهما إلى أبيهما وانصرف موسى عليهِ السلامُ فاستظَلَّ بشجرةٍ وقال رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ واستنكرَ أبوهما سرعةَ صدورهما بغنمهما حُفَّلًا بِطَانًا فقال : إنَّ لكما اليومَ لشأنًا، فأخبرتاهُ بما صنع موسى، فأمر إحداهما أن تدعوهُ، فأتتْ موسى فدعتْهُ فلمَّا كلَّمَهُ قال لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ليس لفرعونَ ولا لقومِهِ علينا سلطانٌ، ولسنا في مملكتِهِ، فقالت إحداهما : يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ، إِنَّ خَيْرَ مِنَ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ فاحتملتْهُ الغِيرَةُ على أن قال لها : ما يُدْرِيكِ ما قوتُهُ وما أمانتُهُ ؟ قالت : أما قُوَّتُهُ فما رأيتُ منهُ في الدَّلْوِ حين سقى لنا، لم أَرَ رجلًا قطُّ أقوى في ذلك السَّقْيِ منهُ، وأما الأمانةُ فإنَّهُ نظر إلي حينِ أقبلتْ إليهِ وشَخَصَتْ لهُ، فلمَّا علم أني امرأةٌ صَوَّبَ رأسَهُ فلم يرفعْهُ حتى بَلَّغْتُهُ رسالتكَ، ثم قال لي : امشي خلفي وانْعُتِي لي الطريقَ، فلم يفعل هذا إلا وهو أمينٌ، فسُرِّيَ عن أبيها وصدَّقها وظَنَّ بهِ الذي قالت، فقال لهُ : هل لكَ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ففعل فكانت على نبيِّ اللهِ موسى ثماني سنينَ واجبةً وكانت سَنَتَانِ عِدَةً منهُ فقضى اللهُ عنهُ عِدَتَهُ فأَتَمَّها عشرًا. قال سعيدٌ هو ابنُ جبيرٍ : فلَقِيَنِي رجلٌ من أهلِ النصرانيةِ من علمائهم قال : هل تدري أيُّ الأجلَيْنِ قضى موسى ؟ قلتُ : لا، وأنا يومئذٍ لا أدري، فلقيتُ ابنَ عباسٍ فذكرتُ ذلك لهُ فقال : أما علمتَ أنَّ ثمانيًا كانت على نبيِّ اللهِ واجبةً لم يكن لنبيٍّ أن يَنْقُصَ منها شيئًا، ويعلمُ أنَّ اللهَ كان قاضيًا عن موسى عِدَتَهُ التي وعدَهُ فعِدَتُهُ التي وعدَهُ فإنَّهُ قضى عشرَ سنينَ، فلقيتُ النصرانيَّ فأخبرتُهُ ذلك فقال : الذي سألتَهُ فأخبركَ أعلمُ منكَ بذلك قلتُ : أجل وأَوْلَى. فلمَّا سار موسى بأهلِهِ كان من أمرِ النارِ والعصا ويدِهِ ما قَصَّ اللهُ عليك في القرآنِ، فشكا إلى اللهِ تعالى ما يَتَخَوَّفُ من آلِ فرعونَ في القتيلِ وعُقْدَةِ لسانِهِ، فإنَّهُ كان في لسانِهِ عُقْدَةً تمنعُهُ من كثيرٍ من الكلامِ، وسأل ربهُ أن يُعِينَهُ بأخيهِ هارونَ يكونُ لهُ رِدْءًا ويتكلَّمُ عنهُ بكثيرٍ مما لا يُفْصِحُ بهِ لسانُهُ، فآتاهُ اللهُ سُؤْلَهُ وحلَّ عقدةً من لسانِهِ وأوحى اللهُ إلى هارونَ وأَمَرَهُ أن يلقاهُ، فاندفع موسى بعصاهُ حتى لَقِيَ هارونَ عليهما السلامُ فانطلقا جميعًا إلى فرعونَ فأقاما على بابِهِ حينًا لا يُؤْذَنُ لهما، ثم أُذِنَ لهما بعد حجابٍ شديدٍ فقالا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ قال : فمن ربكما ؟ فأخبرَهُ بالذي قَصَّ اللهُ عليكَ في القرآنِ، قال : فما تريدانِ ؟ وذَكَّرَهُ القتيلَ فاعتذرَ بما قد سمعتَ، قال : أريدً أن تُؤْمِنَ باللهِ وتُرْسِلَ معيَ بني إسرائيلَ، فأَبَى عليهِ وقال ائْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فألقى عصاهُ فإذا هي حيَّةٌ تسعى عظيمةٌ فاغِرَةٌ فاها مسرعةٌ إلى فرعونَ، فلمَّا رآها قاصدةً إليهِ خافها فاقتحمَ عن سريرِهِ واستغاثَ بموسى أن يَكُفَّهَا عنهُ ففعلَ، ثم أخرج يدَهُ من جيبِهِ فرآها بيضاءَ من غيرِ سوءٍ يعني من غيرِ بَرَصٍ ثم رَدَّهَا فعادت إلى لونها الأولِ، فاستشار الملأَ حولَهُ فيما رأى، فقالوا لهُ : هَذَانِ سَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى يعني مُلْكَهُمْ الذي هم فيهِ والعيشِ، وأَبَوْا على موسى أن يُعْطُوهُ شيئًا ممَّا طلبَ، وقالوا لهُ : اجمعْ لهما السحرةَ فإنَّهم بأرضكَ كثيرٌ حتى تَغْلِبَ بسحركَ سحرهما، فأرسلَ إلى المدائنِ فحُشِرَ لهُ كلُّ ساحرٍ متعالمٍ، فلمَّا أَتَوْا فرعونَ قالوا : بم يعملُ هذا الساحرُ ؟ قالوا : يعمل بالحَيَّاتِ، قالوا : فلا واللهِ ما أَحَدٌ في الأرضِ يعملُ بالسحرِ بالحَيَّاتِ والحبالِ والعِصِيِّ الذي نعملُ، وما أَجْرُنَا إن نحنُ غَلَبْنَا ؟ قال لهم : أنتم أقاربي وخاصَّتي، وأنا صانعٌ إليكم كلَّ شيٍء أحببتم، فتواعدوا يومَ الزينةِ وأنْ يُحْشَرَ الناسُ ضحىً، قال سعيدُ بنُ جبيرٍ : فحدَّثني ابنُ عباسٍ أنَّ يومَ الزينةَ الذي أظهرَ اللهُ فيهِ موسى على فرعونَ والسحرةَ هو يومُ عاشوراءَ. فلمَّا اجتمعوا في صعيدٍ واحدٍ قال الناسُ بعضهم لبعضٍ : انطلقوا فلنحضر هذا الأمرَ لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ يعنون موسى وهارونَ استهزاءً بهما، فقالوا : يا موسى لقدرتهم بسحرهم إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ، قَالَ: بَلْ أَلْقُوا فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ فرأى موسى من سحرهم ما أوجسَ في نفسِهِ خيفةً، فأوحى اللهُ إليهِ أن أَلْقِ عصاكَ، فلمَّا ألقاها صارت ثعبانًا عظيمةً فاغِرَةً فاها، فجعلتِ العِصِيُّ تلتبسُ بالحبالِ حتى صارت جَزَرًا إلى الثعبانِ، تدخلُ فيهِ، حتى ما أبقت عصًا ولا حبالًا إلا ابتلعتْهُ، فلمَّا عرفتِ السحرةُ ذلك قالوا، لو كان هذا سحرًا لم يبلغ من سحرنا كلَّ هذا، ولكنَّهُ أمرٌ من اللهِ عزَّ وجلَّ، آمَنَّا باللهِ وبما جاء بهِ موسى، ونتوبُ إلى اللهِ ممَّا كُنَّا عليهِ، فكسرَ اللهُ ظهرَ فرعونَ في ذلك الموطنِ وأشياعِهِ، وظَهَرَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ وامرأةُ فرعونَ بارزةٌ متبذلةٌ تدعو اللهَ بالنصرِ لموسى على فرعونَ وأشياعِهِ، فمن رآها من آلِ فرعونَ ظنَّ أنَّها إنما ابتُذِلَتْ للشفقةِ على فرعونَ وأشياعِهِ، وإنَّما كان حزنها وهَمُّها لموسى. فلمَّا طال مُكْثُ موسى بمواعيدِ فرعونَ الكاذبةِ، كلَّما جاء بآيةٍ وعدَهُ عندها أن يُرْسِلَ معهُ بني إسرائيلَ، فإذا مَضَتْ أخلفَ موعدَهُ وقال : هل يستطيعُ ربكَ أن يصنعَ غيرَ هذا ؟ فأرسلَ اللهُ على قومِهِ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقَمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ، كلُّ ذلك يشكو إلى موسى ويطلبُ إليهِ أن يَكُفَّها عنهُ، ويُوَاثِقُهُ على أن يُرْسِلَ معهُ بني إسرائيلَ، فإذا كَفَّ ذلك عنهُ أخلفَ موعدَهُ، ونكث عهدَهُ. حتى أمرَ اللهُ موسى بالخروجِ بقومِهِ فخرج بهم ليلًا، فلمَّا أصبح فرعونُ ورأى أنهم قد مَضَوْا أَرْسَلَ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ، فتبعَهُ بجنودٍ عظيمةٍ كثيرةٍ، وأوحى اللهُ إلى البحرِ : إذا ضربكَ عبدي موسى بعصاهُ فانفلِقْ اثنتيْ عشرةَ فِرْقَةً، حتى يجوزَ موسى ومن معهُ، ثم التَقِ على من بَقِيَ بعد من فرعونَ وأشياعِهِ. فنسيَ موسى أن يضربَ البحرَ بالعصا وانتهى إلى البحرِ ولهُ قصيفٌ، مخافةَ أن يضربَهُ موسى بعصاهُ وهو غافلٌ فيصيرُ عاصيًا للهِ. فلمَّا تراءى الجَمْعَانِ وتقاربا قال أصحابُ موسى : إِنَّا لَمُدْرَكُونَ، افعلْ ما أمركَ بهِ ربكَ، فإنَّهُ لم يَكْذِبْ ولم تَكْذِبْ. قال : وعدني أن إذا أتيتُ البحرَ انْفَرَقَ اثنتيْ عشرةَ فِرْقَةً، حتى أُجَاوِزُهُ : ثم ذكر بعد ذلك العصا فضرب البحرَ بعصاهُ حين دنا أوائلُ جُنْدِ فرعونَ من أواخرِ جُنْدِ موسى، فانفرقَ البحرُ كما أمرَهُ ربهُ وكما وعد موسى فلمَّا أن جاز موسى وأصحابُهُ كلُّهم البحرَ، ودخل فرعونُ وأصحابُهُ، التقى عليهم البحرُ كما أُمِرَ فلمَّا جاوزَ موسى البحرَ قال أصحابُهُ : إنَّا نخافُ أن لا يكون فرعونُ غَرِقَ ولا نُؤْمِنُ بهلاكِهِ. فدعا ربهُ فأخرجَهُ لهُ ببدنِهِ حتى استيقنوا بهلاكِهِ. ثم مَرُّوا بعد ذلك عَلَى قَوْمٍ يَعْكِفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ قد رأيتم من العِبَرِ وسمعتم ما يكفيكم ومضى. فأنزلهم موسى منزلًا وقال : أطيعوا هارونَ فإني قد استخلفتُهُ عليكم، فإني ذاهبٌ إلى ربي. وأَجَّلَهُمْ ثلاثينَ يومًا أن يرجعَ إليهم فيها، فلمَّا أتى ربهُ وأرادَ أن يُكَلِّمَهُ في ثلاثينَ يومًا وقد صامهُنَّ ليلهُنَّ ونهارهُنَّ، وكَرِهَ أن يُكَلِّمَ ربهُ وريحُ فيهِ، ريحُ فمِ الصائمِ، فتناولَ موسى من نباتِ الأرضِ شيئًا فمضغَهُ، فقال لهُ ربهُ حين أتاهُ : لم أفطرتَ ؟ وهو أعلمُ بالذي كان : قال : يا ربِّ، إني كرهتُ أن أُكَلِّمَكَ إلا وفَمِي طَيِّبُ الرِّيحِ. قال : أوما علمتَ يا موسى أنَّ رِيحَ فمِ الصائمِ أطيبُ من ريحِ المِسْكِ، ارجع فصُمْ عشرًا ثم ائتني. ففعل موسى عليهِ السلامُ ما أُمِرَ بهِ، فلمَّا رأى قومُ موسى أنَّهُ لم يرجع إليهم في الأَجَلِ، ساءهم ذلك : وكان هارونُ قد خطبهم وقال : إنَّكم قد خرجتم من مصرَ، ولقومِ فرعونَ عندكم عَوَارِيَ وودائعُ، ولكم فيهم مثلُ ذلك ولا ممسكيهِ لأنفسنا، فحفرَ حفيرًا، وأمر كلَّ قومٍ عندهم من ذلك من متاعٍ أو حِلْيَةٍ أن يقذفوهُ في ذلك الحفيرِ، ثم أوقدَ عليهِ النارَ فأحرقَهُ، فقال : لا يكونُ لنا ولا لهم. وكان السامريُّ من قومٍ يعبدونَ البقرَ، جيرانٌ لبني إسرائيلَ، ولم يكن من بني إسرائيلَ، فاحتملَ مع موسى وبني إسرائيلَ حينَ احتملوا، فقضى لهُ أن رأى أَثَرًا فقبضَ منهُ قبضةً، فمرَّ بهارونَ، فقال لهُ هارونُ عليهِ السلامُ : يا سامريُّ، ألا تُلْقِي ما في يدكَ ؟ وهو قابضٌ عليهِ، لا يراهُ أحدٌ طُوَالَ ذلكَ، فقال : هذهِ قبضةٌ من أَثَرِ الرسولِ الذي جاوزَ بكمُ البحرَ، ولا أُلْقِيهَا لشيٍء إلا أن تدعو اللهَ إذا ألقيتُهَا أن يكونَ ما أُريدُ. فألقاها، ودعا لهُ هارونُ، فقال : أُريدُ أن يكونَ عِجْلًا. فاجتمعَ ما كان في الحفيرةِ من متاعٍ أو حِلْيَةٍ أو نحاسٍ أو حديدٍ، فصار عِجْلَا أجوفَ، ليس فيهِ روحٌ، ولهُ خُوَارٌ قال ابنُ عباسٍ : لا واللهِ، ما كان لهُ صوتٌ قطُّ، إنَّما كانت الريحُ تدخُلُ في دُبُرِهِ وتخرجُ من فيهِ، فكان ذلك الصوتَ من ذلكَ. فتفرَّقَ بنو إسرائيلَ فِرَقًا، فقالت فِرْقَةٌ : يا سامريُّ، ما هذا ؟ وأنتَ أعلمُ بهِ. قال : هذا ربكم، ولكن موسى أَضَلَّ الطريقَ. وقالت فِرْقَةٌ : لا نُكَذِّبُ بهذا حتى يرجعَ إلينا موسى، فإن كان ربنا لم نكن ضَيَّعْنَاهُ وعجزنا فيهِ حين رأيناهُ، وإن لم يكن ربنا فإنَّا نَتَّبِعُ قولَ موسى، وقالت فِرْقَةٌ : هذا عملُ الشيطانِ، وليس بربنا ولا نُؤْمِنُ بهِ ولا نُصَدِّقُ، وأُشْرِبَ فِرْقَةٌ في قلوبهم الصدقَ بما قال السامريُّ في العِجْلِ، وأعلنوا التكذيبَ بهِ، فقال لهم هارونُ : يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ، وَإِنَّ رَبَّكَمُ الرَّحْمَنُ. قالوا : فما بالُ موسى وعدنا ثلاثينَ يومًا ثم أخلفنا ؟ هذهِ أربعونَ يومًا قد مضتْ ؟ وقال سفهاؤهم : أخطأَ ربُّهُ فهو يطلبُهُ ويَتْبَعُهُ. فلمَّا كلَّمَ اللهُ موسى وقال لهُ ما قال : أَخْبَرَهُ بما لَقِيَ قومُهُ من بعدِهِ، فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا فقال لهم ما سمعتم في القرآنِ، وأخذ برأسِ أخيهِ يَجُرُّهُ إليهِ، وألقى الألواحَ من الغضبِ، ثم إنَّهُ عذرَ أخاهُ بعذرِهِ، واستغفرَ لهُ، وانصرفَ إلى السامريِّ فقال لهُ : ما حملكَ على ما صنعتَ ؟ قال : قَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ، وفطنتُ لها وعميتْ عليكم، فقذفتها وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا، ولو كان إلهًا لم يُخْلَصْ إلى ذلك منهُ، فاستيقنَ بنو إسرائيلَ بالفتنةِ، واغتُبِطَ الذين كان رأيهم فيهِ مثلَ رأي هارونَ، فقالوا لجماعتهم : يا موسى، سَلْ لنا ربكَ أن يفتحَ لنا بابَ توبةٍ نصنعها، فيُكَفِّرْ عنَّا ما عملنا. فاختارَ موسى قومَهُ سبعينَ رجلًا لذلك، لا يَأْلُو الخيرَ، خيارَ بني إسرائيلَ، ومن لم يُشْرِكْ في العِجْلِ، فانطلقَ بهم يسألُ لهمُ التوبةَ، فرجفتْ بهمُ الأرضَ، فاستحيا نبيُّ اللهِ من قومِهِ ومن وفدِهِ حين فُعِلَ بهم ما فُعِلَ، فقال : ربِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا وفيهم من كان اطَّلَعَ اللهُ منهُ على ما أُشْرِبَ قلبُهُ من حُبِّ العِجْلِ وإيمانٍ بهِ فلذلك رجفتْ بهمُ الأرضُ فقال : رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ فقال : يا ربِّ سألتُكَ التوبةَ لقومي، فقلتَ : إنَّ رحمتي كتبتُهَا لقومٍ غيرِ قومي فليتَكَ أَخَّرْتَنِي حتى تُخْرِجَنِي في أُمَّةِ ذلك الرجلِ المرحومةِ، فقال لهُ : إنَّ توبتهم أن يَقْتُلَ كلُّ رجلٍ منهم من لَقِيَ من والدٍ وولدٍ فيقتلُهُ بالسيفِ ولا يُبَالِي من قتلَ في ذلك الموطنِ وتاب أولئكَ الذين كان خَفِيَ على موسى وهارونَ واطَّلَعَ اللهُ من ذنوبهم فاعترفوا بها وفعلوا ما أُمِرُوا وغفرَ اللهُ للقاتلِ والمقتولِ. ثم سار بهم موسى عليهِ السلامُ مُتَوَجِّهًا نحوَ الأرضِ المقدسةِ، وأخذ الألواحَ بعد ما سكتَ عنهُ الغضبُ فأمرهم بالذي أُمِرَ بهِ أن يُبَلِّغَهُمْ من الوظائفِ، فثَقُلَ ذلك عليهم وأَبَوْا أن يُقِرُّوا بها، فنَتَقَ اللهُ عليهمُ الجبلَ كأنَّهُ ظُلَّةٌ ودنا منهم حتى خافوا أن يقعَ عليهم فأَخَذُوا الكتابَ بأيمانهم وهم مُصْغُونَ ينظرونَ إلى الجبلِ والكتابُ بأيديهم، وهم من وراءِ الجبلِ مخافةَ أن يقعَ عليهم، ثم مَضَوْا حتى أَتَوْا الأرضَ المقدسةَ فوجدوا مدينةً فيها قومٌ جَبَّارُونَ خَلْقُهُمْ خَلْقٌ مُنْكَرٌ، وذكروا من ثمارهم أمرًا عجيبًا من عِظَمِهَا، فقالوا : يا موسى إنَّ فيها قومًا جَبَّارِينَ لا طاقةَ لنا بهم، ولا ندخلها ماداموا فيها، فإن يخرجوا منها فإنَّا داخلونَ، قال رجلانِ من الذينَ يخافونَ قيل ليزيدٍ : هكذا قرأَهُ ؟ قال : نعم، من الجَبَّارِينَ آمَنَّا بموسى، وخرجا إليهِ فقالوا : نحنُ أعلمُ بقومنا إن كنتم إنَّما تخافونَ ما رأيتم من أجسامهم وعددهم فإنَّهم لا قلوبَ لهم ولا مَنَعَةَ عندهم فادخلوا عليهمُ البابَ فإذا دخلتموهُ فإنَّكم غالبونَ، ويقولُ أُناسٌ : إنَّهم من قومِ موسى، فقال الذينَ يخافونَ بنو إسرائيلَ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ فأغضبوا موسى فدعا عليهم وسمَّاهم فاسقينَ، ولم يَدْعُ عليهم قبلَ ذلك، لِمَا رأى منهم المعصيةَ وإساءتهم حتى كان يومئذٍ، فاستجاب اللهُ لهُ وسمَّاهم كما سمَّاهم فاسقينَ، فحرَّمَهَا عليهم أربعينَ سَنَةً يتيهونَ في الأرضِ، يُصْبِحُونَ كلَّ يومٍ فيسيرونَ ليس لهم قرارٌ ثم ظَلَّلَ عليهمُ الغمامَ في التِّيهِ وأنزلَ عليهمُ المَنَّ والسلوى وجعل لهم ثيابًا لا تَبْلَى ولا تَتَّسِخُ، وجعل بين ظهرانيهم حَجَرًا مُرَبَّعًا وأمرَ موسى فضربَهُ بعصاهُ فانفجرتْ منهُ اثنتا عشرةَ عينًا في كلِّ ناحيةٍ ثلاثُ أعينٍ، وأعلمَ كلَّ سِبْطٍ عَيْنُهُمُ التي يشربونَ منها فلا يرتحلونَ من مَنْقَلَةٍ إلا وجدوا ذلك الحَجَرَ معهم بالمكانِ الذي كان فيهِ بالأمسِ]
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح غير أصبغ بن زيد‏‏ والقاسم بن أبي أيوب وهما ثقتان
الراوي : [سعيد بن جبير] | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 7/59 التخريج : أخرجه النسائي في ((الكبرى)) (11263)، وأبو يعلى (2618)، والطحاوي في ((مشكل الآثار)) (66) بلفظه تامًا.
التصنيف الموضوعي: أنبياء - موسى علم - أخبار بني إسرائيل علم - القصص إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام
|أصول الحديث