الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

31 - قلتُ لأبي ونحنُ بمنًى ما هذِهِ الجماعةُ قالَ هؤلاءِ قومٌ اجتمَعوا على صابئٍ لَهُم قالَ فأشرَفْنا فإذا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يدعو النَّاسَ قالوا يا رسولَ اللَّهِ تدعو النَّاسَ إلى توحيدِ اللَّهِ تعالى والإيمانِ بِهِ وهُم يردونَ عليهِ قَولَهُ ويؤذونَهُ حتَّى ارتفعَ النَّهارُ انصدعَ عنهُ النَّاسُ وأقبلتِ امرأةٌ قد بدا نحرُها تبكي تحملُ قدحًا فيه ماءً ومنديلًا فتناولَهُ مِنها وشرِبَ وتَوضَّأَ ثمَّ رفعَ رأسَهُ إليها فقالَ يا بُنَيَّةُ خمِّري عليكِ نحرَكِ ولا تخافي على أبيكِ غلبةً ولا ذُلًّا فقُلنا مَن هذِهِ قالوا هذِهِ زينبُ ابنتُهُ

32 -  أنَّ الرَّهْطَ الَّذِينَ ولَّاهُمْ عُمَرُ اجْتَمَعُوا فَتَشَاوَرُوا، فَقَالَ لهمْ عبدُ الرَّحْمَنِ: لَسْتُ بالَّذِي أُنَافِسُكُمْ علَى هذا الأمْرِ، ولَكِنَّكُمْ إنْ شِئْتُمُ اخْتَرْتُ لَكُمْ مِنكُمْ، فَجَعَلُوا ذلكَ إلى عبدِ الرَّحْمَنِ ، فَلَمَّا وَلَّوْا عَبْدَ الرَّحْمَنِ أمْرَهُمْ، فَمَالَ النَّاسُ علَى عبدِ الرَّحْمَنِ ، حتَّى ما أرَى أحَدًا مِنَ النَّاسِ يَتْبَعُ أُولَئِكَ الرَّهْطَ ولَا يَطَأُ عَقِبَهُ، ومَالَ النَّاسُ علَى عبدِ الرَّحْمَنِ يُشَاوِرُونَهُ تِلكَ اللَّيَالِيَ، حتَّى إذَا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتي أصْبَحْنَا منها فَبَايَعْنَا عُثْمَانَ، قَالَ المِسْوَرُ: طَرَقَنِي عبدُ الرَّحْمَنِ بَعْدَ هَجْعٍ مِنَ اللَّيْلِ، فَضَرَبَ البَابَ حتَّى اسْتَيْقَظْتُ، فَقَالَ: أرَاكَ نَائِمًا! فَوَاللَّهِ ما اكْتَحَلْتُ هذِه اللَّيْلَةَ بكَبِيرِ نَوْمٍ، انْطَلِقْ فَادْعُ الزُّبَيْرَ وسَعْدًا، فَدَعَوْتُهُما له، فَشَاوَرَهُمَا، ثُمَّ دَعَانِي، فَقَالَ: ادْعُ لي عَلِيًّا، فَدَعَوْتُهُ، فَنَاجَاهُ حتَّى ابْهَارَّ اللَّيْلُ ، ثُمَّ قَامَ عَلِيٌّ مِن عِندِهِ وهو علَى طَمَعٍ، وقدْ كانَ عبدُ الرَّحْمَنِ يَخْشَى مِن عَلِيٍّ شيئًا، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لي عُثْمَانَ، فَدَعَوْتُهُ، فَنَاجَاهُ حتَّى فَرَّقَ بيْنَهُما المُؤَذِّنُ بالصُّبْحِ، فَلَمَّا صَلَّى لِلنَّاسِ الصُّبْحَ، واجْتَمع أُولَئِكَ الرَّهْطُ عِنْدَ المِنْبَرِ، فأرْسَلَ إلى مَن كانَ حَاضِرًا مِنَ المُهَاجِرِينَ والأنْصَارِ، وأَرْسَلَ إلى أُمَرَاءِ الأجْنَادِ، وكَانُوا وافَوْا تِلكَ الحَجَّةَ مع عُمَرَ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا تَشَهَّدَ عبدُ الرَّحْمَنِ ، ثُمَّ قَالَ: أمَّا بَعْدُ، يا عَلِيُّ، إنِّي قدْ نَظَرْتُ في أمْرِ النَّاسِ، فَلَمْ أرَهُمْ يَعْدِلُونَ بعُثْمَانَ، فلا تَجْعَلَنَّ علَى نَفْسِكَ سَبِيلًا، فَقَالَ: أُبَايِعُكَ علَى سُنَّةِ اللَّهِ ورَسولِهِ، والخَلِيفَتَيْنِ مِن بَعْدِهِ، فَبَايَعَهُ عبدُ الرَّحْمَنِ ، وبَايَعَهُ النَّاسُ المُهَاجِرُونَ والأنْصَارُ، وأُمَرَاءُ الأجْنَادِ والمُسْلِمُونَ.

33 -  لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] صَعِدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم علَى الصَّفَا، فَجَعَلَ يُنَادِي: يا بَنِي فِهْرٍ، يا بَنِي عَدِيٍّ -لِبُطُونِ قُرَيْشٍ- حتَّى اجْتَمَعُوا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ إذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أنْ يَخْرُجَ أرْسَلَ رَسولًا لِيَنْظُرَ ما هُوَ، فَجَاءَ أبو لَهَبٍ وقُرَيْشٌ، فَقالَ: أرَأَيْتَكُمْ لو أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلًا بالوَادِي تُرِيدُ أنْ تُغِيرَ علَيْكُم؛ أكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ قالوا: نَعَمْ، ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إلَّا صِدْقًا، قالَ: فإنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ، فَقالَ أبو لَهَبٍ: تَبًّا لكَ سَائِرَ اليَومِ ، ألِهذا جَمَعْتَنَا؟! فَنَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}.

34 - أنَّ رَهطًا منَ الأنصارِ من أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ أخبروهُ أنَّ رجلًا قامَ في جوفِ اللَّيلِ يريدُ أن يفتتحَ سورةً كان قد وعاها فلم يقدِرْ منْها على شيءٍ إلَّا بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فأتى بابَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ حينَ أصبحَ ليسألَهُ عن ذلِكَ ثمَّ جاءَ آخرُ حتَّى اجتمَعوا فسألَ بعضُهم بعضًا ما جمعَهم؟ فأخبرَ بعضُهم بعضًا بشأنِ تلْكَ السُّورةِ ثمَّ أذنَ لَهم رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ، فأخبروهُ خبرَهم وسألوهُ عنِ السُّورةِ فسَكتَ ساعةً لا يرجعُ إليْهم شيئًا ثمَّ قالَ: نُسخَتِ البارحةَ فنُسِخت من صدورِهم ومن كلِّ شيءٍ كانت فيهِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم | المحدث : الذهبي | المصدر : تاريخ الإسلام
الصفحة أو الرقم : 1/411
التصنيف الموضوعي: تراويح وتهجد وقيام ليل - الحث على صلاة الليل قرآن - النسخ علم - النسخ في القرآن والسنة
| أحاديث مشابهة | شرح الحديث

35 - أنَّ الملأَ من قريشٍ اجتمعوا في الحِجرِ، فتعاهَدوا باللَّاتِ والعُزَّى ومناةِ الثَّالثةِ الأخرَى لو قد رأينا محمَّدًا قمنا إليه قيام رجلٍ واحدٍ فلم نفارِقْه حتَّى نقتلَه. قال : فأقبلت فاطمةُ تبكي حتَّى دخلت على أبيها فقالت : هؤلاء الملأُ من قومِك في الحِجرِ قد تعاهَدوا أن لو قد رأَوْك قاموا إليك فقتلوك، فليس منهم رجلٌ إلَّا قد عرف نصيبَه من دمِك. قال : يا بُنيَّةُ أدْنِي وَضوءًا فتوضَّأ، ثمَّ دخل عليهم المسجدَ، فلمَّا رأَوْه قالوا هو هذا فخفَضوا أبصارَهم وعُقِروا في مجالسِهم فلم يرفعوا إليه أبصارَهم ولم يقُمْ منهم رجلٌ، فأقبل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم حتَّى قام على رءوسِهم فأخذ قبضةً من ترابٍ فحصَبهم بها وقال : شاهت الوجوهُ. قال : فما أصابت رجلًا منهم حصاةٌ إلَّا قُتِل يومَ بدرٍ كافرًا

36 - ابنُ عبَّاسٍ - قالَ : إنَّ الملأَ مِن قرَيشٍ اجتَمعوا في الحِجرِ، فتعاقَدوا باللَّاتِ والعُزَّى ومَناةَ الثَّالثةِ الأُخرَى ونائلةَ وإسافٍ لَو قَد رأيْنا محمَّدًا لقد قُمنا إليهِ قيامَ رجلٍ واحدٍ فلَم نفارقهُ حتَّى نقتلَهُ فأقبلَتِ ابنتُهُ فاطمةُ تبكي حتَّى دخلَت علَى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ فقالَت هؤلاءِ الملأُ مِن قرَيشٍ قد تعاقَدوا علَيكَ لَو قَد رأوكَ قاموا علَيكَ فقَتلوكَ فلَيسَ منهُم رجلٌ إلَّا قد عرفَ نصيبَهُ مِن دمِكَ فقالَ يا بُنَيَّةُ أريني وَضوءًا فتَوضَّأ ثمَّ دخلَ عليهِم المسجدَ فلمَّا رأوهُ قالوا ها هوَ ذا وخفَضوا أبصارَهُم وسقطَت أذقانُهُم في صدورِهِم وعُقِروا في مجالسِهِم فلَم يرفَعوا إليهِ بصرًا ولم يقُم إليهِ منهُم رجلٌ فأقبلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ حتَّى قامَ علَى رؤوسِهِم فأخذَ قَبضةً منَ التُّرابِ فقالَ شاهَتِ الوُجوهُ ثمَّ حصبَهُم بِها فما أصابَ رجلًا منهُم مِن ذلِكَ الحصَى حصاةٌ إلَّا قُتِلَ يَومَ بدرٍ كافرًا

37 - إنَّ الملأَ من قريشٍ اجتمعوا في الحِجرِ فتعاقدوا باللَّاتِ والعُزَّى ومناتِ الثَّالثةِ الأخرَى ونائلةَ وإسافٍ لو قد رأينا محمَّدًا لقد قمنا إليه قيامَ رجلٍ واحدٍ فلم نفارِقْه حتَّى نقتلَه، فأقبلت ابنتُه فاطمةُ رضِي اللهُ عنها تبكي حتَّى دخلت على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم فقالت : هؤلاء الملأُ من قريشٍ قد تعاقدوا عليك لو قد رأَوْك لقد قاموا إليك فقتلوك، فليس منهم رجلٌ إلَّا قد عرف نصيبَه من دمِك. فقال : يا بُنيَّةُ أرِيني وَضوءًا، فتوضَّأ ثمَّ دخل عليهم المسجدَ. فلمَّا رأَوْه قالوا : ها هو ذا، وخفضوا أبصارَهم، وسقطت أذقانُهم في صدورِهم وعُقِروا في مجالسِهم، فلم يرفعوا إليه بصرًا، ولم يقُمْ إليه منهم رجلٌ. فأقبل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم حتَّى قام على رءوسِهم، فأخذ قبضةً من التُّرابِ فقال : شاهتِ الوجوهُ، ثمَّ حصَبهم بها فما أصاب رجلًا منهم ذلك الحصَى إلَّا قُتِل يومَ بدرٍ كافرًا

38 - عن يَزيدَ بنِ البَراءِ بنِ عازِبٍ، وكان أميرًا بعُمانَ، وكان كخيرِ الأُمَراءِ، قال: قال أبي: اجتمِعوا فلأُريَكم كيف كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتوضَّأُ، وكيف كان يُصلِّي، فإنِّي لا أدْري ما  قَدْرُ صُحبتي إيَّاكم، قال: فجَمَعَ بَنيه وأهلَه، ودَعا بوَضوءٍ، فمَضمَضَ، واستنثَرَ، وغَسَلَ وَجهَه ثلاثًا، وغَسَلَ اليدَ اليُمنى ثلاثًا، وغَسَلَ يدَه هذه ثلاثًا، يَعني اليُسرى، ثُمَّ مَسَحَ رأسَه وأُذنَيه: ظاهرَهما وباطنَهما، وغَسَلَ هذه الرِّجلَ، يَعني اليُمنى، ثلاثًا، وغَسَلَ هذه الرِّجلَ ثلاثًا، يَعني اليُسرى، قال: هكذا ما ألَوْتُ أنْ أُريَكم كيف كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتوضَّأُ، ثُمَّ دَخَلَ بَيتَه، فصَلَّى صَلاةً لا نَدري ما هي، ثُمَّ خَرَجَ، فأمَرَ بالصَّلاةِ، فأُقيمَتْ، فصَلَّى بنا الظُّهرَ، فأحسَبُ أنِّي سَمِعتُ منه آياتٍ مِن {يس}، ثُمَّ صَلَّى العَصرَ، ثُمَّ صَلَّى بنا المَغربَ، ثُمَّ صَلَّى بنا العِشاءَ، وقال: ما ألَوْتُ أنْ أُريَكم كيف كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتوضَّأُ، وكيف كان يُصلِّي.

39 - أتسمعون يا معشرَ قريشٍ ! أما والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِه؛ لقد جئتُكم بالذَّبحِ. قال : فأخذت [ القومُ ] كلمتَه، حتَّى ما منهم رجلٌ إلَّا لكأنَّما على رأسِه طائرٌ واقعٌ، حتَّى إنَّ أشدَّهم فيه وطأةً قبل ذلك يترفَّؤُه بأحسنِ ما يُجيبُ من [ القولِ ]؛ حتَّى إنَّه ليقولُ : انصرِفْ يا أبا القاسمِ ! انصرِفْ راشدًا؛ فواللهِ ما كنتُ جهولًا !. فانصرف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، حتَّى إذا كان من الغدِ، اجتمعوا في الحِجرِ؛ وأنا معهم، فقال بعضُهم لبعضٍ : ذكرتم ما بلغ منكم، وما بلغكم عنه، حتَّى إذا بادأكم بما تكرهون تركتموه ! وبينا هم في ذلك؛ إذ طلع عليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فوثبوا إليه وثبةَ رجلٍ واحدٍ، وأحاطوا به يقولون له : أنت الَّذي تقولُ كذا وكذا ؟ لمَّا كان يبلغُهم منه من عيبِ آلهتِهم ودينِهم، قال : نعم أنا الَّذي أقولُ ذلك، قال : فلقد رأيتُ رجلًا منهم أخذ بمجمَعِ ردائِه، وقام أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي اللهُ عنه دونه يقولُ – وهو يبكي - : أتقتلون رجلًا أن يقولَ ربِّي اللهَ، ثمَّ انصرفوا عنه. فإنَّ ذلك لأشدُّ ما رأيتُ قريشًا بلغت منه قطُّ.

40 - قالَ نَاسٌ مِنَ الأنْصَارِ، حِينَ أفَاءَ اللَّهُ علَى رَسولِهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما أفَاءَ مِن أمْوَالِ هَوَازِنَ، فَطَفِقَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعْطِي رِجَالًا المِئَةَ مِنَ الإبِلِ، فَقالوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعْطِي قُرَيْشًا ويَتْرُكُنَا، وسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِن دِمَائِهِمْ، قالَ أنَسٌ: فَحُدِّثَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمَقالتِهِمْ، فأرْسَلَ إلى الأنْصَارِ فَجَمعهُمْ في قُبَّةٍ مِن أدَمٍ، ولَمْ يَدْعُ معهُمْ غَيْرَهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا قَامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: ما حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ، فَقالَ فُقَهَاءُ الأنْصَارِ: أمَّا رُؤَسَاؤُنَا يا رَسولَ اللَّهِ فَلَمْ يقولوا شيئًا، وأَمَّا نَاسٌ مِنَّا حَدِيثَةٌ أسْنَانُهُمْ فَقالوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعْطِي قُرَيْشًا ويَتْرُكُنَا، وسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِن دِمَائِهِمْ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فإنِّي أُعْطِي رِجَالًا حَديثِي عَهْدٍ بكُفْرٍ أتَأَلَّفُهُمْ ، أما تَرْضَوْنَ أنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بالأمْوَالِ، وتَذْهَبُونَ بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى رِحَالِكُمْ ، فَوَاللَّهِ لَما تَنْقَلِبُونَ به خَيْرٌ ممَّا يَنْقَلِبُونَ به قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ قدْ رَضِينَا، فَقالَ لهمُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: سَتَجِدُونَ أُثْرَةً شَدِيدَةً، فَاصْبِرُوا حتَّى تَلْقَوُا اللَّهَ ورَسوله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فإنِّي علَى الحَوْضِ قالَ أنَسٌ: فَلَمْ يَصْبِرُوا.

41 - أنَّ نَاسًا مِنَ الأنْصَارِ قالوا لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حِينَ أفَاءَ اللَّهُ علَى رَسولِهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أمْوَالِ هَوَازِنَ ما أفَاءَ، فَطَفِقَ يُعْطِي رِجَالًا مِن قُرَيْشٍ المِئَةَ مِنَ الإبِلِ، فَقالوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ يُعْطِي قُرَيْشًا ويَدَعُنَا، وسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِن دِمَائِهِمْ! قَالَ أنَسٌ: فَحُدِّثَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمَقالتِهِمْ، فأرْسَلَ إلى الأنْصَارِ، فَجَمَعهُمْ في قُبَّةٍ مِن أدَمٍ، ولَمْ يَدْعُ معهُمْ أحَدًا غَيْرَهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَهُمْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقَالَ: ما كانَ حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟ قَالَ له فُقَهَاؤُهُمْ: أمَّا ذَوُو آرَائِنَا يا رَسولَ اللَّهِ، فَلَمْ يَقولوا شيئًا، وأَمَّا أُنَاسٌ مِنَّا حَدِيثَةٌ أسْنَانُهُمْ فَقالوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ يُعْطِي قُرَيْشًا ويَتْرُكُ الأنْصَارَ، وسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِن دِمَائِهِمْ! فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي أُعْطِي رِجَالًا حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بكُفْرٍ، أمَا تَرْضَوْنَ أنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بالأمْوَالِ، وتَرْجِعُوا إلى رِحَالِكُمْ برَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟! فَوَاللَّهِ ما تَنْقَلِبُونَ به خَيْرٌ ممَّا يَنْقَلِبُونَ به، قالوا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قدْ رَضِينَا، فَقَالَ لهمْ: إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أثَرَةً شَدِيدَةً، فَاصْبِرُوا حتَّى تَلْقَوُا اللَّهَ ورَسولَه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى الحَوْضِ. قَالَ أنَسٌ: فَلَمْ نَصْبِرْ.

42 - خرَجنا حُجَّاجًا، فقدِمنا المدينةَ ونحنُ نريدُ الحجَّ، فبينا نَحنُ في مَنازِلِنا نضعُ رحالَنا، إذ أتانا آتٍ، فقالَ : إنَّ النَّاسَ قدِ جَمعوا في المسجِدِ، وفزعوا، فانطلقنا، فإذا النَّاسُ قدِ اجتَمعوا في المسجِدِ، وإذا عليٌّ، والزُّبَيْرُ، وطلحةُ، وسعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ، فإن لَكَذلِكَ، إذ جاءَ عثمانُ بنُ عفَّانَ، علَيهِ مُلاءةٌ صفراءُ قد قنَّعَ بِها رأسَهُ، فقالَ : أَها هُنا عليٌّ ؟ أَها هُنا طلحةُ ؟ أَها هُنا الزُّبَيْرُ ؟ أَها هُنا سعدٌ ؟ قالوا : نعَم، قالَ: فإنِّي أنشدُكُم باللَّهِ الَّذي لا إلَهَ إلَّا هوَ، أتعلَمونَ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ؟ قالَ: من يبتاعُ مربدَ بَني فلانٍ غفرَ اللَّهُ لَهُ فابتعتُهُ بعشرينَ ألفًا أو بخمسةٍ وعشرينَ ألفًا، فأتيتُ رسولَ اللَّهِ فأخبرتُهُ فقالَ: اجعَلها في مسجِدِنا وأجرُهُ لَكَ، قالوا: نعَم، قالَ: فأنشدُكُم باللَّهِ الَّذي لا إلَهَ إلَّا هوَ، أتعلمونَ أنَّ رسولَ اللَّهِ، قالَ: مَن يَبتاعُ بئرَ رومةَ غفرَ اللَّهُ لَهُ؟ فابتعتُهُ بِكَذا وَكَذا، فأتيتُ رسولَ اللَّهِ فقُلتُ: قد ابتعتُها بِكَذا وَكَذا، قالَ: اجعَلها سقايةً للمسلمينَ وأجرُها لَكَ، قالوا: اللَّهمَّ نعَم، قالَ: فأنشدُكُم باللَّهِ الَّذي لا إلَهَ إلَّا هوَ، أتعلَمونَ أنَّ رسولَ اللَّهِ نظرَ في وجوهِ القومِ فقالَ: مَن جَهَّزَ هؤلاءِ غفرَ اللَّهُ لَهُ؟ يعني جيشَ العُسرةِ فجهزتم حتَّى ما يفقِدونَ عِقالًا ولا خِطامًا، قالوا: اللَّهمَّ نعَم، قالَ: اللَّهُمَّ اشهَد، اللَّهمَّ اشهَدْ

43 - أنَّ جُنْدَبَ بنَ عبدِ اللهِ البَجَلِيَّ بَعَثَ إلى عَسْعَسِ بنِ سَلامَةَ زَمَنَ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فقالَ: اجْمَعْ لي نَفَرًا مِن إخْوانِكَ حتَّى أُحَدِّثَهُمْ، فَبَعَثَ رَسولًا إليهِم، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جاءَ جُنْدَبٌ وعليه بُرْنُسٌ أصْفَرُ، فقالَ: تَحَدَّثُوا بما كُنْتُمْ تَحَدَّثُونَ به حتَّى دارَ الحَديثُ، فَلَمَّا دارَ الحَديثُ إلَيْهِ حَسَرَ البُرْنُسَ عن رَأْسِهِ، فقالَ: إنِّي أتَيْتُكُمْ ولا أُرِيدُ أنْ أُخْبِرَكُمْ عن نَبِيِّكُمْ، إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَ بَعْثًا مِنَ المُسْلِمِينَ إلى قَوْمٍ مِنَ المُشْرِكِينَ، وإنَّهُمُ التَقَوْا فَكانَ رَجُلٌ مِنَ المُشْرِكِينَ إذا شاءَ أنْ يَقْصِدَ إلى رَجُلٍ مِنَ المُسْلِمِينَ قَصَدَ له فَقَتَلَهُ، وإنَّ رَجُلًا مِنَ المُسْلِمِينَ قَصَدَ غَفْلَتَهُ، قالَ: وكُنَّا نُحَدَّثُ أنَّه أُسامَةُ بنُ زَيْدٍ، فَلَمَّا رَفَعَ عليه السَّيْفَ قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ فَقَتَلَهُ، فَجاءَ البَشِيرُ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَسَأَلَهُ فأخْبَرَهُ، حتَّى أخْبَرَهُ خَبَرَ الرَّجُلِ كيفَ صَنَعَ، فَدَعاهُ فَسَأَلَهُ فقالَ: لِمَ قَتَلْتَهُ؟ قالَ: يا رَسولَ اللهِ، أوْجَعَ في المُسْلِمِينَ، وقَتَلَ فُلانًا وفُلانًا، وسَمَّى له نَفَرًا، وإنِّي حَمَلْتُ عليه، فَلَمَّا رَأَى السَّيْفَ قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أقَتَلْتَهُ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَكيفَ تَصْنَعُ بلا إلَهَ إلَّا اللَّهُ إذا جاءَتْ يَومَ القِيامَةِ؟ قالَ: يا رَسولَ اللهِ، اسْتَغْفِرْ لِي، قالَ: وكيفَ تَصْنَعُ بلا إلَهَ إلَّا اللَّهُ إذا جاءَتْ يَومَ القِيامَةِ؟ قالَ: فَجَعَلَ لا يَزِيدُهُ علَى أنْ يَقُولَ: كيفَ تَصْنَعُ بلا إلَهَ إلَّا اللَّهُ إذا جاءَتْ يَومَ القِيامَةِ.

44 - أنَّ أُنَاسًا مِنَ الأنْصَارِ قالوا: يَومَ حُنَيْنٍ، حِينَ أَفَاءَ اللَّهُ علَى رَسولِهِ مِن أَمْوَالِ هَوَازِنَ ما أَفَاءَ، فَطَفِقَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُعْطِي رِجَالًا مِن قُرَيْشٍ، المِئَةَ مِنَ الإبِلِ، فَقالوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسولِ اللهِ، يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِن دِمَائِهِمْ قالَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ: فَحُدِّثَ ذلكَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، مِن قَوْلِهِمْ، فأرْسَلَ إلى الأنْصَارِ، فَجَمعهُمْ في قُبَّةٍ مِن أَدَمٍ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَهُمْ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: ما حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟ فَقالَ له فُقَهَاءُ الأنْصَارِ: أَمَّا ذَوُو رَأْيِنَا، يا رَسولَ اللهِ، فَلَمْ يقولوا شيئًا، وَأَمَّا أُنَاسٌ مِنَّا حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ ، قالوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسولِهِ، يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا، وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِن دِمَائِهِمْ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فإنِّي أُعْطِي رِجَالًا حَديثِي عَهْدٍ بكُفْرٍ، أَتَأَلَّفُهُمْ ، أَفلا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بالأمْوَالِ، وَتَرْجِعُونَ إلى رِحَالِكُمْ برَسولِ اللهِ؟ فَوَاللَّهِ لَما تَنْقَلِبُونَ به خَيْرٌ ممَّا يَنْقَلِبُونَ به فَقالوا: بَلَى، يا رَسولَ اللهِ، قدْ رَضِينَا، قالَ: فإنَّكُمْ سَتَجِدُونَ أَثَرَةً شَدِيدَةً، فَاصْبِرُوا حتَّى تَلْقَوُا اللَّهَ وَرَسولَهُ، فإنِّي علَى الحَوْضِ قالوا: سَنَصْبِرُ.[وفي رواية]: لَمَّا أَفَاءَ اللَّهُ علَى رَسولِهِ ما أَفَاءَ مِن أَمْوَالِ هَوَازِنَ، وَاقْتَصَّ الحَدِيثَ بمِثْلِهِ، غيرَ أنَّهُ قالَ: قالَ أَنَسٌ: فَلَمْ نَصْبِرْ، وَقالَ: فأمَّا أُنَاسٌ حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ . [وفي رواية]: بمِثْلِهِ. إلَّا أنَّهُ قالَ: قالَ أَنَسٌ: قالوا: نَصْبِرُ

45 - عن أُمِّ سَلَمةَ -في شَأْنِ هِجرَتِهم إلى بِلادِ النَّجاشيِّ، وقد مَرَّ بَعضُ ذلك- قالتْ: فلمَّا رأتْ قُرَيشٌ ذلك اجتَمَعوا على أنْ يُرسِلوا إليه، فبعَثوا عَمرَو بنَ العاصِ، وعَبدَ اللهِ بنَ أبي رَبيعةَ، فجمَعوا هَدايا له، ولبَطارِقَتِه، فقدِموا على الملِكِ، وقالوا: إنَّ فِتْيةً منَّا سُفَهاءَ فارَقوا دِينَنا، ولم يَدخُلوا في دِينِكَ، وجاؤوا بدِينٍ مُبتدَعٍ لا نَعرِفُه، ولجَؤوا إلى بِلادِكَ، فبعَثْنا إليك لتَرُدَّهم. فقالتْ بَطارِقَتُه: صدَقوا أيُّها الملِكُ. فغضِبَ، ثُمَّ قال: لا لعَمرُ اللهِ ، لا أرُدُّهم إليهم حتى أُكلِّمَهم؛ قَومٌ لجَؤوا إلى بِلادي، واختاروا جِواري. فلمْ يَكُنْ شيءٌ أبغَضَ إلى عَمرٍو وابنِ أبي رَبيعةَ مِن أنْ يَسمَعَ الملِكُ كَلامَهم، فلمَّا جاءهم رسولُ النَّجاشيِّ، اجتمَعَ القَومُ، وكان الذي يُكلِّمُه جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ، فقال النَّجاشيُّ: ما هذا الدِّينُ؟ قالوا: أيُّها الملِكُ، كنَّا قَومًا على الشِّركِ؛ نَعبُدُ الأوْثانَ ، ونَأكُلُ المَيْتةَ، ونُسيءُ الجِوارَ، ونَستحِلُّ المَحارمَ والدِّماءَ، فبعَثَ اللهُ إلينا نَبيًّا مِن أنفُسِنا، نَعرِفُ وَفاءَه وصِدقَه وأمانَتَه، فدَعانا إلى أنْ نَعبُدَ اللهَ وَحدَه، ونَصِلَ الرَّحِمَ، ونُحسِنَ الجِوارَ، ونُصلِّيَ، ونَصومَ. قال: فهل معكم شيءٌ ممَّا جاء به؟ -وقد دَعا أساقِفَتَه، فأمَرَهم، فنشَروا المَصاحفَ حَولَه- فقال لهم جَعفَرٌ: نعمْ، فقرَأ عليهم صَدرًا مِن سورةِ {كهيعص}. فبَكى -واللهِ- النَّجاشيُّ، حتى أخضَلَ لِحيَتَه، وبكَتْ أساقِفَتُه حتى أخضَلوا مَصاحفَهم، ثُمَّ قال: إنَّ هذا الكَلامَ ليَخرُجُ مِن المِشكاةِ التي جاء بها موسى، انطَلِقوا راشدينَ، لا واللهِ، لا أرُدُّهم عليكم، ولا أنعَمُكم عَينًا. فخرَجا مِن عندِه، فقال عَمرٌو: لآتيَنَّه غَدًا بما أستأصِلُ به خَضراءَهم، فذكَرَ له ما يقولونَ في عيسى.

46 - أنَّهم ساروا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يومَ حُنَيْنٍ فأطنَبوا السَّيرَ حتَّى كانت عشيَّةً فحضرتُ الصَّلاةَ عندَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فجاءَ رجلٌ فارسٌ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي انطلقتُ بينَ أيديكم حتَّى طلعتُ جبلَ كذا وَكَذا فإذا أَنا بِهَوازنَ علَى بَكْرةِ آبائِهِم بظَعنِهِم ونعَمِهِم وشائِهِم اجتَمعوا إلى حُنَيْنٍ فتبسَّمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وقالَ تلكَ غَنيمةُ المسلِمينَ غدًا إن شاءَ اللَّهُ ثمَّ قالَ مَن يحرسُنا اللَّيلةَ قالَ أنَسُ بنُ أبي مرثدٍ الغَنويُّ أَنا يا رسولَ اللَّهِ قالَ فاركَب فرَكِبَ فرسًا لَهُ فجاءَ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ استقبل هذا الشِّعبَ حتَّى تَكونَ في أعلاهُ ولا نغرَّنَّ من قبلِكَ اللَّيلة فلمَّا أصبَحنا خرجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إلى مصلَّاهُ فرَكَعَ رَكْعتينِ ثمَّ قالَ هل أحسَستُمْ فارسَكُم قالوا يا رسولَ اللَّهِ ما أحسَسناهُ فثوِّبَ بالصَّلاةِ فجعلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يصلِّي وَهوَ يلتَفتُ إلى الشِّعبِ حتَّى إذا قضى صلاتَهُ وسلَّمَ قالَ أبشِروا فقد جاءَكُم فارسُكُم فجَعلنا ننظرُ إلى خلالِ الشَّجرِ في الشِّعبِ فإذا هوَ قد جاءَ حتَّى وقفَ علَى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فَسلَّمَ فقالَ إنِّي انطلقتُ حتَّى كنتُ في أعلى هذا الشِّعبِ حيثُ أمرَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فلمَّا أصبحتُ اطَّلعتُ الشِّعبينِ كِلَيهما فنظرتُ فلم أرَ أحدًا فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ هل نزلتَ اللَّيلةَ قالَ لا إلَّا مصلِّيًا أو قاضيًا حاجةً فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ قد أوجَبتَ فلا عليكَ أن لا تَعملَ بعدَها

47 - عن سهل بن الحنظلية: أنَّهم ساروا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم يومَ حُنَيْنٍ، فأطْنَبوا السَّيرَ حتَّى كان عَشِيَّةً، فحضرَتْ صلاةٌ عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم، فجاء رجُلٌ فارِسٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّي انطلَقْتُ بين أيديكم حتَّى طلَعْتُ جبَلَ كذا وكذا، فإذا أنا بِهَوازِنَ على بكرةِ آبائِهم ؛ بِظُعُنِهم ونَعَمِهم وشَائِهم، اجتَمَعوا إلى حُنَيْنٍ. فتبسَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم، وقال: تلك غنيمةُ المُسلمينَ غدًا إنْ شاء اللهُ. ثمَّ قال: مَن يحرُسُنا اللَّيلةَ؟ قال أنسُ بنُ أبي مَرْثَدٍ الغَنَوِيُّ: أنا يا رسولَ اللهِ، قال: فارْكَبْ، فرَكِبَ فرَسًا له وجاء إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم: استقْبِلْ هذا الشِّعْبَ حتَّى تكونَ في أعلاهُ، ولا نُغَرَّنَّ مِن قِبَلِك اللَّيلةَ. فلمَّا أصبَحْنا خرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم إلى مُصلَّاه ، فركَعَ ركعتينِ، ثمَّ قال: هل أحسسَتُم فارِسَكم؟ قالوا: يا رسولَ اللهِ، ما أحسَسْناه. فثُوِّبَ بالصَّلاةِ، فجعَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم يُصَلِّي وهو يلتَفِتُ إلى الشِّعبِ، حتَّى إذا قضى صلاتَه وسلَّمَ، فقال: أبْشِروا؛ فقد جاءكم فارِسُكم. فجعَلْنا ننظُرُ إلى خِلالِ الشَّجرِ في الشِّعبِ، فإذا هو قد جاء، حتَّى وقَفَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم وقال: إنِّي انطلَقْتُ حتَّى كنْتُ في أعلى هذا الشِّعبِ حيث أمَرَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم، فلمَّا أصبَحْتُ اطَّلعْتُ الشِّعبَينِ كلَيْهما، فنظَرْتُ فلم أَرَ أحدًا. فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم: هل نزَلْتَ اللَّيلةَ؟ قال: لا، إلَّا مُصَلِّيًا أو قاضيًا حاجةً. فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّمَ: قد أَوْجَبْتَ، فلا عليك ألَّا تعمَلَ بعدها.

48 - لمَّا أصابَ رسولُ اللهِ الغنائمَ يَومَ حُنَينٍ، وقسمَ للمُتألَّفينَ مِن قُرَيشٍ وسائرِ العربِ ما قسمَ، ولَم يكُن في الأنصارِ شيءٌ مِنها، قليلٌ ولا كثيرٌ، وجدَ هذا الحَيُّ مِن الأنصارِ في أنفسِهِم حتَّى قال قائلُهُم : لَقيَ – واللهِ – رسولُ اللهِ قَومَهُ. فمشَى سعدُ بنُ عُبادةَ إلى رسولِ اللهِ فقالَ : يا رسولَ اللهِ إنَّ هذا الحَيَّ مِن الأنصارِ وَجدوا علَيكَ في أنفسِهِم ؟ قالَ : فيمَ ؟ قالَ : فيما كانَ مِن قَسمِكَ هذهِ الغنائمِ في قَومِكَ وفي سائرِ العربِ، ولَم يكُن فيهِم مِن ذلكَ شيءٌ. قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ : فأينَ أنتَ مِن ذلكَ يا سعدُ ؟ قالَ : ما أنا إلَّا امرؤٌ مِن قَومي. فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ : اجمَعْ لي قَومَكَ في هذهِ الحظيرةِ فإذا اجتمَعوا فأعلِمني، فخرجَ سعدُ فصرخَ فيهِم فجمعَهم في تلكَ الحظيرةِ... حتَّى إذا لَم يبقْ مِن الأنصارِ أحدٌ إلَّا اجتمعَ لهُ أتاهُ، فقالَ : يا رسولَ اللهِ اجتمعَ لكَ هذا الحَيُّ مِن الأنصارِ حَيثُ أمرتَني أن أجمعَهُم. فخرجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ، فقامَ فيهِم خطيبًا فحمِدَ اللهَ وأثنَى علَيهِ بما هوَ أهلُهُ، ثمَّ قالَ : يا معشرَ الأنصارِ ألَم آتِكُم ضُلَّالًا فهداكُم اللهُ، وعالةً فأغناكُم اللهُ، وأعداءً فألَّفَ اللهُ بينَ قلوبِكُم ؟ ؟ ؟ قالوا : بلَى ! قالَ رسولُ اللهِ : ألا تجيبونَ يا معشرَ الأنصارِ ؟ قالوا : وما نقولُ يا رسولَ اللهِ وبماذا نُجيبُكَ ؟ المَنُّ للهِ ورسولِهِ. قالَ : واللهِ لَو شِئتُم لقُلتُم فصدَقتُم وصُدِّقتُم : جئتَنا طريدًا فآوَيناكَ، وعائلًا فآسَيناكَ ، وخائفًا فأمَّنَّاكَ، ومَخذولًا فنصَرناكَ... فقالوا : المَّنُ للهِ ورسولِهِ. فقال : أوَجَدتُم في نُفوسِكُم يا مَعشرَ الأنصارِ في لُعاعَةٍ مِن الدُّنيا تألَّفتُ بِها قَومًا أسلَموا، ووَكَلتُكُم إلى ما قسمَ اللهُ لكُم مِن الإسلامِ ! ! أفَلا تَرضَونَ يا مَعشرَ الأنصارِ أن يذهبَ النَّاسُ إلى رِحالِهِم بالشَّاءِ والبَعيرِ وتذهَبونَ برسولِ اللهِ إلى رِحالِكُم ؟. فَوَالَّذي نَفسي بيدِهِ، لَو أنَّ النَّاسَ سَلَكوا شِعبًا وسَلَكتِ الأنصارُ شِعبًا، لسَلَكتُ شِعبَ الأنصارِ، ولَولا الهجرةُ لكُنتُ امْرَأً مِن الأنصارِ. اللَّهمَّ ارحَمْ الأنصارَ، وأبناءَ الأنصارِ، وأبناءَ أبناءِ الأنصارِ. فبكَى القَومُ حتَّى أخضَلوا لِحاهُم. وقالوا : رَضينا باللهِ رَبًّا، ورسولِهِ قسمًا، ثمَّ انصرفَ.. وتفرَقوا...

49 - لمَّا أعطَى رسولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - ما أعطَى مِن تلكَ العَطايا في قُرَيْشٍ وقبائلِ العربِ، ولم يَكُن في الأنصارِ مِنها شيءٌ، وجدَ هذا الحيُّ منَ الأنصارِ في أنفسِهِم حتَّى كثُرَتْ فيهمُ القالةُ ، حتَّى قالَ قائلُهُم لَقيَ رسولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ - قَومَهُ فدخلَ علَيهِ سعدُ بنُ عبادةَ فقالَ : يا رسولَ اللَّهِ، إنَّ هذا الحيَّ قد وَجدوا عليكَ في أنفسِهِم لما صنَعتَ في هذا الفَيءِ الَّذي أصبتَ، قسَمتَ في قَومِكَ وأعطَيتَ عطايا عِظامًا في قبائلِ العرَبِ، ولم يَكُن في هذا الحيِّ منَ الأنصارِ شيءٌ قالَ : فأينَ أنتَ مِن ذلِكَ يا سَعدُ ؟ قالَ : يا رسولَ اللَّهِ ما أَنا إلَّا امرؤٌ من قَومي وما أنا. قالَ فاجْمَع لي قَومَكَ في هذِهِ الحظيرةِ قالَ : فخَرجَ سعدٌ فجمعَ النَّاسَ في تلكَ الحظيرةِ. قالَ : فجاءَ رجالٌ منَ المُهاجرينَ فترَكَهُم فدَخلوا. وجاءَ آخرونَ فردَّهم. فَلمَّا اجتَمعوا أتاهُ سعدٌ فقالَ : قدِ اجتَمعَ لَكَ هذا الحيُّ مِنَ الأنصارِ قالَ : فأتاهُم رسولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ - فحمِدَ اللَّهَ وأثنَى عليهِ بالَّذي هوَ لَهُ أهلٌ. ثمَّ قالَ : يا مَعشرَ الأنصارِ مَقالةٌ بلغَتْني عنكُم، وجِدةٌ وجدتُموها في أنفسِكُم، ألَم آتِكُم ضُلَّالًا فَهَداكمُ اللَّهُ، وعالةً فأغناكمُ اللَّهُ، وأعداءً فألَّفَ اللَّهُ بينَ قلوبِكُم ؟ قالوا : بلِ اللَّهُ ورسولُهُ أمَنُّ وأفضَلُ. قالَ : ألا تُجيبوني يا معشرَ الأنصار ؟ قالوا : وبماذا نُجيبُكَ يا رسولَ اللَّهِ، وللَّهِ ولرسولِهِ المنُّ والفَضلُ. قالَ: " أما واللَّهِ لو شئتُمْ لقلتُمْ، فلَصَدقتُمْ وصُدِّقتُمْ أتَيتَنا مُكَذَّبًا فصدَّقناكَ، ومَخذولًا فنصَرناكَ وطريدًا فآويناكَ، وعائلًا فأغنَيناكَ، أوجَدتُمْ في أنفسِكُم يا معشرَ الأنصارِ في لُعاعةٍ منَ الدُّنيا تألَّفتُ بِها قَومًا ليُسلِموا، ووَكَلتُكُم إلى إسلامِكُم أفلا تَرضَونَ يا مَعشرَ الأنصارِ أن يذهبَ النَّاسُ بالشَّاةِ والبعيرِ وتَرجِعونَ برسولِ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ - في رحالِكُم فَوالَّذي نَفسُ مُحمَّدٍ بيدِهِ لَولا الهِجرةُ لَكُنتُ امرءًا مِن الأنصارِ ولَو سلَكَ النَّاسُ شِعبًا وسلَكَتِ الأنصارُ شِعبًا لسلَكْتُ شِعبَ الأنصارِ. اللَّهمَّ ارحمِ الأنصارَ وأبناءَ الأَنصارِ وأبناءَ أبناءِ الأنصارِ. قالَ : فبَكَى القَومُ حتَّى أخضَلوا لِحاهُم وقالوا : رَضينا بِرَسولِ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ - قَسْمًا وحظًّا. ثمَّ انصَرفَ رسولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ - وتفرَّقْنا.

50 - بَعَثَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشَرَةَ رَهْطٍ سَرِيَّةً عَيْنًا، وأَمَّرَ عليهم عَاصِمَ بنَ ثَابِتٍ الأنْصَارِيَّ جَدَّ عَاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فَانْطَلَقُوا حتَّى إذَا كَانُوا بالهَدَأَةِ -وهو بيْنَ عُسْفَانَ ومَكَّةَ- ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِن هُذَيْلٍ، يُقَالُ لهمْ: بَنُو لَحْيَانَ، فَنَفَرُوا لهمْ قَرِيبًا مِن مِئَتَيْ رَجُلٍ، كُلُّهُمْ رَامٍ، فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ حتَّى وجَدُوا مَأْكَلَهُمْ تَمْرًا تَزَوَّدُوهُ مِنَ المَدِينَةِ، فَقالوا: هذا تَمْرُ يَثْرِبَ . فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ، فَلَمَّا رَآهُمْ عَاصِمٌ وأَصْحَابُهُ لَجَؤُوا إلى فَدْفَدٍ وأَحَاطَ بهِمُ القَوْمُ، فَقالوا لهمْ: انْزِلُوا وأَعْطُونَا بأَيْدِيكُمْ، ولَكُمُ العَهْدُ والمِيثَاقُ، ولَا نَقْتُلُ مِنكُم أحَدًا، قَالَ عَاصِمُ بنُ ثَابِتٍ أمِيرُ السَّرِيَّةِ: أمَّا أنَا فَوَاللَّهِ لا أنْزِلُ اليومَ في ذِمَّةِ كَافِرٍ، اللَّهُمَّ أخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ. فَرَمَوْهُمْ بالنَّبْلِ ، فَقَتَلُوا عَاصِمًا في سَبْعَةٍ، فَنَزَلَ إليهِم ثَلَاثَةُ رَهْطٍ بالعَهْدِ والمِيثَاقِ، منهمْ خُبَيْبٌ الأنْصَارِيُّ، وابنُ دَثِنَةَ، ورَجُلٌ آخَرُ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا منهمْ أطْلَقُوا أوْتَارَ قِسِيِّهِمْ فأوْثَقُوهُمْ، فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ: هذا أوَّلُ الغَدْرِ، واللَّهِ لا أصْحَبُكُمْ، إنَّ لي في هَؤُلَاءِ لَأُسْوَةً. يُرِيدُ القَتْلَى، فَجَرَّرُوهُ وعَالَجُوهُ علَى أنْ يَصْحَبَهُمْ، فأبَى، فَقَتَلُوهُ، فَانْطَلَقُوا بخُبَيْبٍ وابْنِ دَثِنَةَ حتَّى بَاعُوهُما بمَكَّةَ بَعْدَ وقْعَةِ بَدْرٍ، فَابْتَاعَ خُبَيْبًا بَنُو الحَارِثِ بنِ عَامِرِ بنِ نَوْفَلِ بنِ عبدِ مَنَافٍ، وكانَ خُبَيْبٌ هو قَتَلَ الحَارِثَ بنَ عَامِرٍ يَومَ بَدْرٍ، فَلَبِثَ خُبَيْبٌ عِنْدَهُمْ أسِيرًا، فأخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ عِيَاضٍ، أنَّ بنْتَ الحَارِثِ أخْبَرَتْهُ: أنَّهُمْ حِينَ اجْتَمَعُوا اسْتَعَارَ منها مُوسَى يَسْتَحِدُّ بهَا، فأعَارَتْهُ، فأخَذَ ابْنًا لي وأَنَا غَافِلَةٌ حِينَ أتَاهُ، قَالَتْ: فَوَجَدْتُهُ مُجْلِسَهُ علَى فَخِذِهِ والمُوسَى بيَدِهِ، فَفَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَهَا خُبَيْبٌ في وجْهِي، فَقَالَ: تَخْشينَ أنْ أقْتُلَهُ؟ ما كُنْتُ لأفْعَلَ ذلكَ، واللَّهِ ما رَأَيْتُ أسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِن خُبَيْبٍ، واللَّهِ لقَدْ وجَدْتُهُ يَوْمًا يَأْكُلُ مِن قِطْفِ عِنَبٍ في يَدِهِ وإنَّه لَمُوثَقٌ في الحَدِيدِ، وما بمَكَّةَ مِن ثَمَرٍ، وكَانَتْ تَقُولُ: إنَّه لَرِزْقٌ مِنَ اللَّهِ رَزَقَهُ خُبَيْبًا، فَلَمَّا خَرَجُوا مِنَ الحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ في الحِلِّ، قَالَ لهمْ خُبَيْبٌ: ذَرُونِي أرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ. فَتَرَكُوهُ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: لَوْلَا أنْ تَظُنُّوا أنَّ ما بي جَزَعٌ لَطَوَّلْتُهَا، اللَّهُمَّ أحْصِهِمْ عَدَدًا ما أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا... علَى أيِّ شِقٍّ كانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي وَذلكَ في ذَاتِ الإلَهِ وإنْ يَشَأْ... يُبَارِكْ علَى أوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ فَقَتَلَهُ ابنُ الحَارِثِ، فَكانَ خُبَيْبٌ هو سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ لِكُلِّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لِعَاصِمِ بنِ ثَابِتٍ يَومَ أُصِيبَ، فأخْبَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أصْحَابَهُ خَبَرَهُمْ وما أُصِيبُوا، وبَعَثَ نَاسٌ مِن كُفَّارِ قُرَيْشٍ إلى عَاصِمٍ حِينَ حُدِّثُوا أنَّه قُتِلَ، لِيُؤْتَوْا بشَيءٍ منه يُعْرَفُ، وكانَ قدْ قَتَلَ رَجُلًا مِن عُظَمَائِهِمْ يَومَ بَدْرٍ، فَبُعِثَ علَى عَاصِمٍ مِثْلُ الظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ ، فَحَمَتْهُ مِن رَسولِهِمْ، فَلَمْ يَقْدِرُوا علَى أنْ يَقْطَعَ مِن لَحْمِهِ شيئًا.

51 - لمَّا نَزَلْنا أرضَ الحَبَشةِ جاوَرْنا بها خَيرَ جارٍ، النَّجاشي، أمِنَّا على دِينِنا، وعَبَدْنا اللهَ لا نُؤْذَى، ولا نَسمَعُ شَيئًا نَكرَهُه. فلمَّا بلَغَ ذلكَ قُرَيشًا، ائْتَمَروا أنْ يَبعَثوا إلى النَّجاشي فينا رجُلينِ جَلْدينِ ، وأنْ يُهدوا للنَّجاشي هَدايا ممَّا يُستَطرَفُ مِن مَتاعِ مَكَّةَ. وكان مِن أعجَبِ ما يأتيه منها إليه الأدَمُ، فجَمَعوا له أَدَمًا كثيرةً، ولم يَترُكوا مِن بَطارِقَتِه بِطريقًا إلَّا أهدَوْا له هَدِيَّةً. ثمَّ بَعَثوا بذلكَ مع عبدِ اللهِ بنِ أبي رَبيعةَ بنِ المُغيرةِ المَخزوميِّ، وعَمرِو بنِ العاصِ بنِ وائلٍ السَّهميِّ، وأمَروهما أمْرَهم، وقالوا لهما: ادفَعوا إلى كلِّ بِطْريقٍ هَدِيَّتَه قبلَ أنْ تُكَلِّموا النَّجاشي فيهم. ثمَّ قَدِّموا للنَّجاشي هَداياه، ثمَّ سَلوه أنْ يُسَلِّمَهم إليكم قبلَ أنْ يُكَلِّمَهم. قالتْ: فخَرَجا فقَدِما على النَّجاشي، فنحنُ عندَه بخَيرِ دارٍ، وعِندَ خَيرِ جارٍ، فلم يَبقَ مِن بَطارِقَتِه بِطْريقٌ إلَّا دَفَعا إليه هَدِيَّتَه قبلَ أنْ يُكَلِّما النَّجاشي، ثمَّ قالا لكلِّ بِطْريقٍ منهم: إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِ المَلِكِ مِنَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكم، وجاؤُوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ، لا نَعرِفُه نحنُ ولا أنتم، وقد بعَثَنا إلى المَلِكِ فيهم أشرافُ قَومِهم ليَرُدَّهم إليهم، فإذا كَلَّمْنا المَلِكَ فيهم فتُشيروا عليه بأنْ يُسَلِّمَهم إلينا، ولا يُكَلِّمَهم؛ فإنَّ قَومَهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم. فقالوا لهما: نعَمْ. ثمَّ إنَّهما قَرَّبا هَداياهم إلى النَّجاشي فقَبِلَها منهما، ثمَّ كَلَّماه فقالا له: أيُّها المَلِكُ، إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِكَ مِنَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكَ، وجاؤُوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ، لا نَعرِفُه نحنُ ولا أنتَ، وقد بعَثَنا إليكَ فيهم أشرافُ قَومِهم، مِن آبائِهم، وأعمامِهم، وعَشائرِهم؛ لتَرُدَّهم إليهم، فهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم، وعاتَبوهم فيه. قالتْ: ولم يَكُنْ شيءٌ أبغَضَ إلى عبدِ اللهِ بنِ أبي رَبيعةَ وعَمرِو بنِ العاصِ مِن أنْ يَسمَعَ النَّجاشي كَلامَهم. فقالتْ بَطارِقَتُه حَولَه: صَدَقوا أيُّها المَلِكُ، قَومُهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم، فأسْلِمْهم إليهما فلْيَرُدَّاهم إلى بِلادِهم وقَومِهم. قال: فغَضِبَ النَّجاشي، ثمَّ قال: لاها اللهِ، ايْمُ اللهِ، إذَنْ لا أُسلِمُهم إليهما، ولا أُكادُ قَومًا جاوروني، نَزَلوا بِلادي، واختاروني على مَن سِوايَ؛ حتى أدعُوَهم فأسأَلَهم ماذا يقولُ هذانِ في أمْرِهم، فإنْ كانوا كما يقولانِ أسلَمتُهم إليهم، ورَدَدتُهم إلى قَومِهم، وإنْ كانوا على غَيرِ ذلكَ مَنَعتُهم منهما، وأحسَنتُ جِوارَهم ما جاوَرُوني. قالتْ: ثمَّ أرسَلَ إلى أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ، فدَعاهم، فلمَّا جاءَهم رسولُه اجتَمَعوا، ثمَّ قال بعضُهم لبعضٍ: ما تَقولونَ للرَّجُلِ إذا جِئتُموه؟ قال: نَقولُ: واللهِ ما عَلِمْنا، وما أمَرَنا به نَبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ، كائنٌ في ذلكَ ما هو كائنٌ. فلمَّا جاؤُوه، وقد دعا النَّجاشي أَساقِفَتَه، فنَشَروا مَصاحِفَهم حَولَه سأَلَهم فقال: ما هذا الدِّينُ الذي فارَقتُم فيه قَومَكم، ولم تَدخُلوا في دِيني، ولا في دِينِ أحَدٍ مِن هذه الأُمَمِ. قالتْ: فكانَ الذي كلَّمَه جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ. فقال له: أيُّها المَلِكُ، كُنَّا قَومًا أهلَ جاهِليَّةٍ، نَعبُدُ الأصنامَ، ونأكُلُ المَيْتةَ، ونأتي الفَواحِشَ، ونَقطَعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجِوارَ، يأكُلُ القَويُّ مِنَّا الضَّعيفَ، فكُنَّا على ذلكَ حتى بعَثَ اللهُ إلينا رسولًا مِنَّا، نَعرِفُ نَسَبَه، وصِدقَه، وأمانَتَه، وعَفافَه، فدَعانا إلى اللهِ لنُوَحِّدَه ونَعبُدَه، ونَخلَعَ ما كُنَّا نَعبُدُ نحنُ وآباؤُنا مِن دونِه مِن الحِجارةِ والأَوْثانِ، وأمَرَنا بصِدقِ الحديثِ، وأداءِ الأمانةِ، وصِلةِ الرَّحِمِ، وحُسنِ الجِوارِ، والكَفِّ عنِ المَحارِمِ والدِّماءِ، ونَهانا عنِ الفَواحِشِ، وقَولِ الزُّورِ، وأكلِ مالِ اليَتيمِ، وقَذفِ المُحصَنةِ، وأمَرَنا أنْ نَعبُدَ اللهَ وَحدَه، ولا نُشرِكَ به شَيئًا، وأمَرَنا بالصَّلاةِ والزَّكاةِ والصِّيامِ. قالتْ: فعَدَّدَ عليه أُمورَ الإسلامِ، فصَدَّقْناه، وآمَنَّا، واتَّبَعْناه على ما جاءَ به. فعَبَدْنا اللهَ وَحدَه، فلم نُشرِكْ به شَيئًا، وحَرَّمْنا ما حَرَّمَ علينا، وأحلَلْنا ما أحَلَّ لنا، فعدا علينا قَوْمُنا، فعَذَّبونا وفَتَنونا عن دِينِنا؛ ليَرُدُّونا إلى عِبادةِ الأوثانِ مِن عِبادةِ اللهِ، وأنْ نَستَحِلَّ ما كُنَّا نَستَحِلُّ مِن الخَبائثِ، فلمَّا قَهَرونا وظَلَمونا، وشَقُّوا علينا، وحالوا بَينَنا وبينَ دِينِنا، خَرَجْنا إلى بَلَدِكَ، واختَرناكَ على مَن سِواكَ، ورَغِبْنا في جِوارِكَ، ورَجَوْنا ألَّا نُظلَمَ عِندَكَ أيُّها المَلِكُ. قالتْ: فقال له النَّجاشي: هل مَعَكَ ما جاءَ به عنِ اللهِ مِن شيءٍ؟ قالتْ: فقال له جَعفَرٌ: نعَمْ. فقال له النَّجاشي: فاقرَأْه علَيَّ. فقَرأ عليه صَدرًا مِن {كهيعص...} [سورة مريم]، قالتْ: فبَكى واللهِ النَّجاشي حتى أخضَلَ لحيَتَه، وبَكى أساقِفَتُه حتى أخضَلوا مَصاحِفَهم حينَ سَمِعوا ما تَلا عليهم. ثمَّ قال النَّجاشي: إنَّ هذا -وَاللهِ- والذي جاءَ به عيسى لَيَخرُجُ مِن مِشكاةٍ واحِدةٍ، انطَلِقا؛ فوَاللهِ لا أُسلِمُهم إليكم أبَدًا، ولا أُكادُ. قالتْ أُمُّ سَلَمةَ: فلمَّا خَرَجا مِن عِندِه قال عَمرُو بنُ العاصِ: واللهِ لَأُنَبِّئَنَّهم غَدًا عَيبَهم عندَهم، ثمَّ أَستأْصِلُ به خَضراءَهم. قالتْ: فقال له عبدُ اللهِ بنُ أبي رَبيعةَ -وكان أتْقَى الرجُلينِ فينا-: لا تَفعَلْ؛ فإنَّ لهم أرحامًا، وإنْ كانوا قد خالَفونا. قال: وَاللهِ لَأُخبِرَنَّه أنَّهم يَزعُمونَ أنَّ عيسى ابنَ مَريْمَ عبدٌ. قالتْ: ثمَّ غَدا عليه الغَدَ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، إنَّهم يقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ قَولًا عَظيمًا، فأَرسِلْ إليهم فاسأَلْهم عَمَّا يقولونَ فيه؟ قالتْ: فأرسَلَ إليهم يَسأَلُهم عنه. قالتْ: ولم يَنزِلْ بنا مِثلُه، فاجتَمَعَ القَومُ، فقال بعضُهم لبعضٍ: ماذا تَقولونَ في عيسى إذا سأَلَكم عنه؟ قالوا: نَقولُ وَاللهِ فيه ما قال اللهُ، وما جاءَ به نَبيُّنا، كائنًا في ذلكَ ما هو كائنٌ. فلمَّا دَخَلوا عليه قال لهم: ما تَقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ؟ فقال له جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ: نَقولُ فيه الذي جاء به نَبيُّنا، هو عبدُ اللهِ ورسولُه ورُوحُه، وكَلِمَتُه، أَلْقاها إلى مَريَمَ العَذراءِ البَتولِ . قالتْ: فضَرَبَ النَّجاشي يَدَه إلى الأرضِ، فأخَذَ منها عُودًا، ثمَّ قال: ما عَدا عيسى ابنُ مَريَمَ ما قلتَ هذا العُودَ. فتَناخَرَتْ بَطارِقَتُه حَولَه حينَ قال ما قال، فقال: وإنْ نَخَرتُم وَاللهِ، اذهَبوا فأنتُم سُيومٌ بأَرْضي -والسُّيومُ: الآمِنونَ- مَن سَبَّكم غُرِّمَ، ثمَّ مَن سَبَّكم غُرِّمَ، فما أُحِبُّ أنَّ لي دَبرًا ذَهَبًا وأنِّي آذَيتُ رجُلًا منكم -والدَّبرُ بلِسانِ الحَبَشةِ: الجَبَلُ- رُدُّوا عليهم هَداياهما، فلا حاجةَ لنا بها، فوَاللهِ ما أخَذَ اللهُ مِنِّي الرِّشوةَ حينَ رَدَّ علَيَّ مُلكي، فآخُذَ الرِّشْوةَ فيه، وما أطاعَ الناسَ فيَّ فأُطيعَهم فيه. قالتْ: فخَرَجا مِن عِندِه مَقبوحينِ، مَردودًا عليهما ما جاءا به. وأقَمْنا عندَه بخَيرِ دارٍ مع خَيرِ جارٍ. قالتْ: فوَاللهِ إنَّا على ذلكَ إذْ نزَلَ به -يعني: مَن يُنازِعُه في مُلكِه- قالتْ: فوَاللهِ ما عَلِمْنا حُزنًا قَطُّ كان أشَدَّ مِن حُزنٍ حَزِنَّا عِندَ ذلك؛ تَخَوُّفًا أنْ يَظهَرَ ذلكَ على النَّجاشي، فيأتيَ رجُلٌ لا يَعرِفُ مِن حَقِّنا ما كان النَّجاشي يَعرِفُ منه. قالتْ: وسارَ النَّجاشي، وبَينَهما عَرضُ النِّيلِ. قالتْ: فقال أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: مَن رجُلٌ يَخرُجُ حتى يَحضُرَ وَقعةَ القَومِ، ثمَّ يأتينا بالخَبَرِ؟ قالتْ: قال الزُّبَيرُ بنُ العَوَّامِ: أنا. قالتْ: وكانَ مِن أحدَثِ القَومِ سِنًّا. قالتْ: فنَفَخوا له قِربةً، فجعَلَها في صَدرِه، ثمَّ سَبَحَ عليها، حتى خرَجَ إلى ناحيةِ النِّيلِ التي بها مُلتَقى القَومِ، ثمَّ انطَلَقَ حتى حَضَرَهم. قالتْ: ودَعَوْنا اللهَ للنَّجاشي بالظُّهورِ على عَدُوِّه، والتَّمكينِ له في بِلادِه، واستَوثَقَ عليه أمْرُ الحَبَشةِ، فكُنَّا عندَه في خَيرِ مَنزِلٍ، حتى قَدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ وهو بمَكَّةَ.

52 - لمَّا نَزَلْنا أرضَ الحَبَشةِ جاوَرْنا بها خَيرَ جارٍ، النَّجاشي، أمِنَّا على دِينِنا، وعَبَدْنا اللهَ لا نُؤْذَى، ولا نَسمَعُ شَيئًا نَكرَهُه. فلمَّا بلَغَ ذلكَ قُرَيشًا، ائْتَمَروا أنْ يَبعَثوا إلى النَّجاشي فينا رجُلينِ جَلْدينِ ، وأنْ يُهدوا للنَّجاشيِّ هَدايا ممَّا يُستَطرَفُ مِن مَتاعِ مَكَّةَ. وكان مِن أعجَبِ ما يأتيه منها إليه الأدَمُ، فجَمَعوا له أَدَمًا كثيرةً، ولم يَترُكوا مِن بَطارِقَتِه بِطْريقًا إلَّا أهدَوْا له هَديَّةً. ثمَّ بَعَثوا بذلكَ مع عبدِ اللهِ بنِ أبي رَبيعةَ بنِ المُغيرةِ المَخزوميِّ، وعَمرِو بنِ العاصِ بنِ وائلٍ السَّهميِّ، وأمَروهما أمْرَهم، وقالوا لهما: ادفَعوا إلى كلِّ بِطريقٍ هَديَّتَه قبلَ أنْ تُكَلِّموا النَّجاشي فيهم. ثمَّ قَدِّموا للنَّجاشي هَداياه، ثمَّ سَلوه أنْ يُسَلِّمَهم إليكم قبلَ أنْ يُكَلِّمَهم. قالتْ: فخَرَجا فقَدِما على النَّجاشي، فنحنُ عندَه بخَيرِ دارٍ، وعِندَ خَيرِ جارٍ، فلم يَبقَ مِن بَطارِقَتِه بِطريقٌ إلَّا دَفَعا إليه هَديَّتَه قبلَ أنْ يُكَلِّما النَّجاشي، ثمَّ قالا لكلِّ بِطريقٍ منهم: إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِ المَلِكِ مِنَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكم، وجاؤُوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ، لا نَعرِفُه نحنُ ولا أنتم، وقد بعَثَنا إلى المَلِكِ فيهم أشرافُ قَومِهم ليَرُدَّهم إليهم، فإذا كَلَّمْنا المَلِكَ فيهم، فتُشيروا عليه بأنْ يُسَلِّمَهم إلينا، ولا يُكَلِّمَهم؛ فإنَّ قَومَهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم. فقالوا لهما: نعَمْ. ثمَّ إنَّهما قَرَّبا هَداياهم إلى النَّجاشي، فقَبِلَها منهما، ثمَّ كَلَّماه فقالا له: أيُّها المَلِكُ، إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِكَ مِنَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكَ، وجاؤُوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ، لا نَعرِفُه نحنُ ولا أنتَ، وقد بعَثَنا إليكَ فيهم أشرافُ قَومِهم، مِن آبائهم، وأعمامِهم، وعَشائرِهم؛ لتَرُدَّهم إليهم، فهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم، وعاتَبوهم فيه. قالتْ: ولم يَكُنْ شيءٌ أبغَضَ إلى عبدِ اللهِ بنِ أبي رَبيعةَ وعَمرِو بنِ العاصِ مِن أنْ يَسمَعَ النَّجاشي كَلامَهم. فقالت بَطارِقَتُه حَولَه: صَدَقوا أيُّها المَلِكُ، قَومُهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم، فأسْلِمْهم إليهما، فلْيَرُدَّاهم إلى بِلادِهم وقَومِهم. قال: فغَضِبَ النَّجاشي، ثمَّ قال: لاها اللهِ، ايْمُ اللهِ، إذَنْ لا أُسلِمُهم إليهما، ولا أُكادُ قَومًا جاوَروني، نَزَلوا بِلادي، واختاروني على مَن سِوايَ حتى أدعُوَهم، فأسأَلَهم ماذا يقولُ هذانِ في أمْرِهم، فإنْ كانوا كما يقولانِ أسلَمتُهم إليهم، ورَدَدتُهم إلى قَومِهم، وإنْ كانوا على غَيرِ ذلكَ مَنَعتُهم منهما، وأحسَنتُ جِوارَهم ما جاوَروني. قالتْ: ثمَّ أرسَلَ إلى أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ، فدَعاهم، فلمَّا جاءَهم رسولُه اجتَمَعوا، ثمَّ قال بعضُهم لبعضٍ: ما تَقولونَ للرَّجُلِ إذا جِئتُموه؟ قال: نَقولُ: واللهِ ما عَلِمْنا، وما أمَرَنا به نَبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ، كائنٌ في ذلكَ ما هو كائنٌ. فلمَّا جاؤُوه، وقد دَعا النَّجاشي أساقِفَتَه، فنَشَروا مَصاحِفَهم حَولَه، سألَهم فقال: ما هذا الدِّينُ الذي فارَقتُم فيه قَومَكم، ولم تَدخُلوا في دِيني، ولا في دِينِ أحَدٍ مِن هذه الأُمَمِ. قالتْ: فكان الذي كَلَّمَه جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، كُنَّا قَومًا أهلَ جاهِليَّةٍ نَعبُدُ الأصنامَ، ونأكُلُ المَيْتةَ، ونأتي الفَواحِشَ، ونَقطَعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجِوارَ، يأكُلُ القَويُّ مِنَّا الضَّعيفَ، فكُنَّا على ذلكَ حتى بعَثَ اللهُ إلينا رسولًا مِنَّا، نَعرِفُ نَسَبَه، وصِدقَه، وأمانَتَه، وعَفافَه، فدَعانا إلى اللهِ لنُوَحِّدَه ونَعبُدَه، ونَخلَعَ ما كُنَّا نَعبُدُ نحنُ وآباؤُنا مِن دونِه مِن الحِجارةِ والأوثانِ، وأمَرَنا بصِدقِ الحديثِ وأداءِ الأمانةِ، وصِلةِ الرَحِّمِ، وحُسنِ الجِوارِ، والكَفِّ عنِ المَحارِمِ والدِّماءِ، ونَهانا عنِ الفَواحِشِ، وقَولِ الزُّورِ، وأكلِ مالِ اليَتيمِ، وقَذفِ المُحصَنةِ، وأمَرَنا أنْ نَعبُدَ اللهَ وَحدَه، ولا نُشرِكَ به شَيئًا، وأمَرَنا بالصَّلاةِ، والزَّكاةِ، والصِّيامِ. قالتْ: فعَدَّدَ عليه أُمورَ الإسلامِ، فصَدَّقناه وآمَنَّا، واتَّبَعْناه على ما جاءَ به. فعَبَدْنا اللهَ وَحدَه، فلم نُشرِكْ به شَيئًا، وحَرَّمْنا ما حَرَّمَ علينا، وأحلَلْنا ما أحَلَّ لنا، فعدا علينا قَوْمُنا فعَذَّبونا، وفَتَنونا عن دِينِنا؛ ليَرُدُّونا إلى عِبادةِ الأَوْثانِ مِن عِبادةِ اللهِ، وأنْ نَستَحِلَّ ما كُنَّا نَستَحِلُّ مِن الخَبائثِ، فلمَّا قَهَرونا وظَلَمونا وشَقُّوا علينا، وحالوا بَينَنا وبينَ دِينِنا خَرَجْنا إلى بَلَدِكَ، واختَرناكَ على مَن سِواكَ، ورَغِبْنا في جِوارِكَ، ورَجَوْنا ألَّا نُظلَمَ عِندَكَ أيُّها المَلِكُ. قالتْ: فقال له النَّجاشي: هل مَعَكَ مما جاءَ به عنِ اللهِ مِن شيءٍ؟ قالتْ: فقال له جَعفَرٌ: نعَمْ. فقال له النَّجاشي: فاقرَأْه علَيَّ. فقرَأَ عليه صَدرًا مِن {كهيعص...} [سورة مريم]. قالتْ: فبَكى واللهِ النَّجاشي حتى أخضَلَ لحيَتَه، وبَكى أساقِفَتُه حتى أخضَلوا مَصاحِفَهم حينَ سَمِعوا ما تَلا عليهم. ثمَّ قال النَّجاشي: إنَّ هذا -وَاللهِ- والذي جاء به عيسى لَيَخرُجُ مِن مِشكاةٍ واحِدةٍ، انطَلِقا؛ فوَاللهِ لا أُسلِمُهم إليكم أبَدًا، ولا أكادُ. قالتْ أُمُّ سَلَمةَ: فلمَّا خَرَجا مِن عِندِه قال عَمرُو بنُ العاصِ: واللهِ لَأُنَبِّئَنَّهم غَدًا عَيبَهم عندَهم، ثمَّ أَستأْصِلُ به خَضراءَهم. قالتْ: فقال له عبدُ اللهِ بنُ أبي رَبيعةَ -وكان أتْقَى الرجُلينِ فينا-: لا تَفعَلْ؛ فإنَّ لهم أَرْحامًا، وإنْ كانوا قد خالَفونا. قال: واللهِ لَأُخبِرَنَّه أنَّهم يَزعُمونَ أنَّ عيسى ابنَ مَريَمَ عبدٌ. قالتْ: ثمَّ غَدا عليه الغَدَ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، إنَّهم يقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ قَولًا عَظيمًا، فأرسِلْ إليهم فاسأَلْهم عَمَّا يقولونَ فيه. قالتْ: فأرسَلَ إليهم يَسألُهم عنه. قالتْ: ولم يَنزِلْ بنا مِثلُه، فاجتَمَعَ القَومُ، فقال بعضُهم لبعضٍ: ماذا تَقولونَ في عيسى إذا سألَكم عنه؟ قالوا: نَقولُ واللهِ فيه ما قال اللهُ، وما جاءَ به نَبيُّنا، كائنًا في ذلكَ ما هو كائنٌ. فلمَّا دَخَلوا عليه قال لهم: ما تَقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ؟ فقال له جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ: نَقولُ فيه الذي جاء به نَبيُّنا، هو عبدُ اللهِ ورسولُه، ورُوحُه، وكَلِمَتُه، أَلْقاها إلى مَريَمَ العَذراءِ البَتولِ . قالتْ: فضَرَبَ النَّجاشي يَدَه إلى الأرضِ، فأخَذَ منها عُودًا، ثمَّ قال: ما عَدا عيسى ابنُ مَريمَ ما قلتَ هذا العُودَ. فتَناخَرَتْ بَطارِقَتُه حَولَه حينَ قال ما قال، فقال: وإنْ نَخَرتُم واللهِ، اذهَبوا فأنتُم سُيومٌ بأرضي -والسُّيومُ: الآمِنونَ- مَن سَبَّكم غُرِّمَ، ثمَّ مَن سَبَّكم غُرِّمَ، فما أُحِبُّ أنَّ لي دَبْرًا ذَهَبًا وأنِّي آذَيتُ رجُلًا منكم -والدَّبرُ بلِسانِ الحَبَشةِ: الجَبَلُ- رُدُّوا عليهم هداياهما، فلا حاجةَ لنا بها، فواللهِ ما أخَذَ اللهُ مِنِّي الرِّشوةَ حينَ رَدَّ علَيَّ مُلكي، فآخُذَ الرِّشوةَ فيه، وما أطاعَ الناسَ فيَّ فأُطيعَهم فيه. قالتْ: فخَرَجا مِن عِندِه مَقبوحينِ، مَردودًا عليهما ما جاءا به. وأقَمْنا عندَه بخَيرِ دارٍ مع خَيرِ جارٍ. قالتْ: فوَاللهِ إنَّا على ذلكَ؛ إذْ نزَلَ به -يعني: مَن يُنازِعُه في مُلكِه- قالتْ: فواللهِ ما عَلِمْنا حُزنًا قَطُّ كان أشَدَّ مِن حُزنٍ حَزِنَّا عِندَ ذلكَ؛ تَخَوُّفًا أنْ يَظهَرَ ذلكَ على النَّجاشي، فيأتيَ رجُلٌ لا يَعرِفُ مِن حَقِّنا ما كان النَّجاشي يَعرِفُ منه. قالتْ: وسارَ النَّجاشي، وبَينَهما عَرضُ النِّيلِ. قالتْ: فقال أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: مَن رجُلٌ يَخرُجُ حتى يَحضُرَ وَقعةَ القَومِ، ثمَّ يأتينا بالخَبَرِ؟ قالتْ: قال الزُّبَيرُ بنُ العَوَّامِ: أنا. قالتْ: وكانَ مِن أحدَثِ القَومِ سِنًّا، قالتْ: فنَفَخوا له قِربةً، فجعَلَها في صَدرِه، ثمَّ سَبَحَ عليها حتى خرَجَ إلى ناحيةِ النِّيلِ التي بها مُلتَقى القَومِ، ثمَّ انطَلَقَ حتى حَضَرَهم. قالتْ: ودَعَوْنا اللهَ للنَّجاشي بالظُّهورِ على عَدُوِّه، والتَّمكينِ له في بِلادِه، واستَوثَقَ عليه أمْرُ الحَبَشةِ، فكُنَّا عندَه في خَيرِ مَنزِلٍ، حتى قَدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ وهو بمَكَّةَ.

53 - كُنْتُ أُقْرِئُ رِجَالًا مِنَ المُهَاجِرِينَ، منهمْ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ، فَبيْنَما أنَا في مَنْزِلِهِ بمِنًى، وهو عِنْدَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، في آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا، إذْ رَجَعَ إلَيَّ عبدُ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: لو رَأَيْتَ رَجُلًا أتَى أمِيرَ المُؤْمِنِينَ اليَومَ، فَقَالَ: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، هلْ لكَ في فُلَانٍ؟ يقولُ: لو قدْ مَاتَ عُمَرُ لقَدْ بَايَعْتُ فُلَانًا، فَوَاللَّهِ ما كَانَتْ بَيْعَةُ أبِي بَكْرٍ إلَّا فَلْتَةً فَتَمَّتْ، فَغَضِبَ عُمَرُ، ثُمَّ قَالَ: إنِّي -إنْ شَاءَ اللَّهُ- لَقَائِمٌ العَشِيَّةَ في النَّاسِ، فَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أنْ يَغْصِبُوهُمْ أُمُورَهُمْ. قَالَ عبدُ الرَّحْمَنِ: فَقُلتُ: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، لا تَفْعَلْ؛ فإنَّ المَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ وغَوْغَاءَهُمْ؛ فإنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ علَى قُرْبِكَ حِينَ تَقُومُ في النَّاسِ، وأَنَا أخْشَى أنْ تَقُومَ فَتَقُولَ مَقَالَةً يُطَيِّرُهَا عَنْكَ كُلُّ مُطَيِّرٍ، وأَنْ لا يَعُوهَا، وأَنْ لا يَضَعُوهَا علَى مَوَاضِعِهَا، فأمْهِلْ حتَّى تَقْدَمَ المَدِينَةَ؛ فإنَّهَا دَارُ الهِجْرَةِ والسُّنَّةِ، فَتَخْلُصَ بأَهْلِ الفِقْهِ وأَشْرَافِ النَّاسِ، فَتَقُولَ ما قُلْتَ مُتَمَكِّنًا، فَيَعِي أهْلُ العِلْمِ مَقَالَتَكَ، ويَضَعُونَهَا علَى مَوَاضِعِهَا.فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا واللَّهِ -إنْ شَاءَ اللَّهُ- لَأَقُومَنَّ بذلكَ أوَّلَ مَقَامٍ أقُومُهُ بالمَدِينَةِ. قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: فَقَدِمْنَا المَدِينَةَ في عُقْبِ ذِي الحَجَّةِ، فَلَمَّا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ عَجَّلْتُ الرَّوَاحَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ ؛ حتَّى أجِدَ سَعِيدَ بنَ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ جَالِسًا إلى رُكْنِ المِنْبَرِ، فَجَلَسْتُ حَوْلَهُ تَمَسُّ رُكْبَتي رُكْبَتَهُ، فَلَمْ أنْشَبْ أنْ خَرَجَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ مُقْبِلًا، قُلتُ لِسَعِيدِ بنِ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ: لَيَقُولَنَّ العَشِيَّةَ مَقَالَةً لَمْ يَقُلْهَا مُنْذُ اسْتُخْلِفَ، فأنْكَرَ عَلَيَّ وقَالَ: ما عَسَيْتَ أنْ يَقُولَ ما لَمْ يَقُلْ قَبْلَهُ؟! فَجَلَسَ عُمَرُ علَى المِنْبَرِ، فَلَمَّا سَكَتَ المُؤَذِّنُونَ قَامَ، فأثْنَى علَى اللَّهِ بما هو أهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أمَّا بَعْدُ؛ فإنِّي قَائِلٌ لَكُمْ مَقَالَةً قدْ قُدِّرَ لي أنْ أقُولَهَا، لا أدْرِي لَعَلَّهَا بيْنَ يَدَيْ أجَلِي، فمَن عَقَلَهَا ووَعَاهَا فَلْيُحَدِّثْ بهَا حَيْثُ انْتَهَتْ به رَاحِلَتُهُ ، ومَن خَشِيَ أنْ لا يَعْقِلَهَا فلا أُحِلُّ لأحَدٍ أنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ: إنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالحَقِّ، وأَنْزَلَ عليه الكِتَابَ، فَكانَ ممَّا أنْزَلَ اللَّهُ آيَةُ الرَّجْمِ، فَقَرَأْنَاهَا وعَقَلْنَاهَا ووَعَيْنَاهَا، رَجَمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورَجَمْنَا بَعْدَهُ، فأخْشَى إنْ طَالَ بالنَّاسِ زَمَانٌ أنْ يَقُولَ قَائِلٌ: واللَّهِ ما نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ في كِتَابِ اللَّهِ، فَيَضِلُّوا بتَرْكِ فَرِيضَةٍ أنْزَلَهَا اللَّهُ، والرَّجْمُ في كِتَابِ اللَّهِ حَقٌّ علَى مَن زَنَى إذَا أُحْصِنَ مِنَ الرِّجَالِ والنِّسَاءِ، إذَا قَامَتِ البَيِّنَةُ، أوْ كانَ الحَبَلُ، أوْ الِاعْتِرَافُ. ثُمَّ إنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيما نَقْرَأُ مِن كِتَابِ اللَّهِ: أنْ لا تَرْغَبُوا عن آبَائِكُمْ ؛ فإنَّه كُفْرٌ بكُمْ أنْ تَرْغَبُوا عن آبَائِكُمْ، أوْ: إنَّ كُفْرًا بكُمْ أنْ تَرْغَبُوا عن آبَائِكُمْ.ألَا ثُمَّ إنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: لا تُطْرُونِي كما أُطْرِيَ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ، وقُولوا: عبدُ اللَّهِ ورَسولُهُ. ثُمَّ إنَّه بَلَغَنِي أنَّ قَائِلًا مِنكُم يقولُ: واللَّهِ لو قدْ مَاتَ عُمَرُ بَايَعْتُ فُلَانًا، فلا يَغْتَرَّنَّ امْرُؤٌ أنْ يَقُولَ: إنَّما كَانَتْ بَيْعَةُ أبِي بَكْرٍ فَلْتَةً وتَمَّتْ ، ألَا وإنَّهَا قدْ كَانَتْ كَذلكَ، ولَكِنَّ اللَّهَ وقَى شَرَّهَا، وليسَ مِنكُم مَن تُقْطَعُ الأعْنَاقُ إلَيْهِ مِثْلُ أبِي بَكْرٍ، مَن بَايَعَ رَجُلًا عن غيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ المُسْلِمِينَ، فلا يُبَايَعُ هو ولَا الذي بَايَعَهُ؛ تَغِرَّةً أنْ يُقْتَلَا، وإنَّه قدْ كانَ مِن خَبَرِنَا حِينَ تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّ الأنْصَارَ خَالَفُونَا، واجْتَمَعُوا بأَسْرِهِمْ في سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، وخَالَفَ عَنَّا عَلِيٌّ والزُّبَيْرُ ومَن معهُمَا، واجْتَمع المُهَاجِرُونَ إلى أبِي بَكْرٍ، فَقُلتُ لأبِي بَكْرٍ: يا أبَا بَكْرٍ، انْطَلِقْ بنَا إلى إخْوَانِنَا هَؤُلَاءِ مِنَ الأنْصَارِ، فَانْطَلَقْنَا نُرِيدُهُمْ، فَلَمَّا دَنَوْنَا منهمْ، لَقِيَنَا منهمْ رَجُلَانِ صَالِحَانِ، فَذَكَرَا ما تَمَالَأَ عليه القَوْمُ، فَقَالَا: أيْنَ تُرِيدُونَ يا مَعْشَرَ المُهَاجِرِينَ؟ فَقُلْنَا: نُرِيدُ إخْوَانَنَا هَؤُلَاءِ مِنَ الأنْصَارِ، فَقَالَا: لا علَيْكُم أنْ لا تَقْرَبُوهُمْ، اقْضُوا أمْرَكُمْ، فَقُلتُ: واللَّهِ لَنَأْتِيَنَّهُمْ، فَانْطَلَقْنَا حتَّى أتَيْنَاهُمْ في سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَإِذَا رَجُلٌ مُزَمَّلٌ بيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، فَقُلتُ: مَن هذا؟ فَقالوا: هذا سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ، فَقُلتُ: ما له؟ قالوا: يُوعَكُ ، فَلَمَّا جَلَسْنَا قَلِيلًا تَشَهَّدَ خَطِيبُهُمْ، فأثْنَى علَى اللَّهِ بما هو أهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أمَّا بَعْدُ؛ فَنَحْنُ أنْصَارُ اللَّهِ وكَتِيبَةُ الإسْلَامِ، وأَنْتُمْ مَعْشَرَ المُهَاجِرِينَ رَهْطٌ، وقدْ دَفَّتْ دَافَّةٌ مِن قَوْمِكُمْ، فَإِذَا هُمْ يُرِيدُونَ أنْ يَخْتَزِلُونَا مِن أصْلِنَا، وأَنْ يَحْضُنُونَا مِنَ الأمْرِ. فَلَمَّا سَكَتَ أرَدْتُ أنْ أتَكَلَّمَ، وكُنْتُ قدْ زَوَّرْتُ مَقَالَةً أعْجَبَتْنِي أُرِيدُ أنْ أُقَدِّمَهَا بيْنَ يَدَيْ أبِي بَكْرٍ، وكُنْتُ أُدَارِي منه بَعْضَ الحَدِّ، فَلَمَّا أرَدْتُ أنْ أتَكَلَّمَ، قَالَ أبو بَكْرٍ: علَى رِسْلِكَ ، فَكَرِهْتُ أنْ أُغْضِبَهُ، فَتَكَلَّمَ أبو بَكْرٍ، فَكانَ هو أحْلَمَ مِنِّي وأَوْقَرَ، واللَّهِ ما تَرَكَ مِن كَلِمَةٍ أعْجَبَتْنِي في تَزْوِيرِي، إلَّا قَالَ في بَدِيهَتِهِ مِثْلَهَا أوْ أفْضَلَ منها حتَّى سَكَتَ؛ فَقَالَ: ما ذَكَرْتُمْ فِيكُمْ مِن خَيْرٍ فأنتُمْ له أهْلٌ، ولَنْ يُعْرَفَ هذا الأمْرُ إلَّا لِهذا الحَيِّ مِن قُرَيْشٍ؛ هُمْ أوْسَطُ العَرَبِ نَسَبًا ودَارًا، وقدْ رَضِيتُ لَكُمْ أحَدَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ، فَبَايِعُوا أيَّهُما شِئْتُمْ، فأخَذَ بيَدِي وبِيَدِ أبِي عُبَيْدَةَ بنِ الجَرَّاحِ، وهو جَالِسٌ بيْنَنَا، فَلَمْ أكْرَهْ ممَّا قَالَ غَيْرَهَا، كانَ واللَّهِ أنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي، لا يُقَرِّبُنِي ذلكَ مِن إثْمٍ؛ أحَبَّ إلَيَّ مِن أنْ أتَأَمَّرَ علَى قَوْمٍ فيهم أبو بَكْرٍ، اللَّهُمَّ إلَّا أنْ تُسَوِّلَ إلَيَّ نَفْسِي عِنْدَ المَوْتِ شيئًا لا أجِدُهُ الآنَ. فَقَالَ قَائِلٌ مِنَ الأنْصَارِ: أنَا جُذَيْلُهَا المُحَكَّكُ ، وعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ ؛ مِنَّا أمِيرٌ، ومِنكُم أمِيرٌ يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ. فَكَثُرَ اللَّغَطُ ، وارْتَفَعَتِ الأصْوَاتُ، حتَّى فَرِقْتُ مِنَ الِاخْتِلَافِ، فَقُلتُ: ابْسُطْ يَدَكَ يا أبَا بَكْرٍ، فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ، وبَايَعَهُ المُهَاجِرُونَ ثُمَّ بَايَعَتْهُ الأنْصَارُ. ونَزَوْنَا علَى سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ قَائِلٌ منهمْ: قَتَلْتُمْ سَعْدَ بنَ عُبَادَةَ، فَقُلتُ: قَتَلَ اللَّهُ سَعْدَ بنَ عُبَادَةَ. قَالَ عُمَرُ: وإنَّا واللَّهِ ما وجَدْنَا فِيما حَضَرْنَا مِن أمْرٍ أقْوَى مِن مُبَايَعَةِ أبِي بَكْرٍ؛ خَشِينَا إنْ فَارَقْنَا القَوْمَ ولَمْ تَكُنْ بَيْعَةٌ أنْ يُبَايِعُوا رَجُلًا منهمْ بَعْدَنَا، فَإِمَّا بَايَعْنَاهُمْ علَى ما لا نَرْضَى، وإمَّا نُخَالِفُهُمْ فَيَكونُ فَسَادٌ، فمَن بَايَعَ رَجُلًا علَى غيرِ مَشُورَةٍ مِنَ المُسْلِمِينَ، فلا يُتَابَعُ هو ولَا الذي بَايَعَهُ؛ تَغِرَّةً أنْ يُقْتَلَا.
 

1 - عنْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، عنِ اللهِ تباركَ وتَعالَى، أنَّه قالَ: يا عِبادِي، إنَّكُمُ الَّذين تُخطِئونَ باللَّيْلِ والنَّهارِ، وأنا الَّذي أغفِرُ الذُّنوبَ ولا أُبالِي ، فاسْتَغْفِروني أغْفِرْ لكُم، يا عِبادي، كُلُّكُم جائعٌ إلَّا مَن أطْعَمْتُ، فاستَطْعِمُوني أُطْعِمْكم، يا عِبادي، كُلُّكمْ عارٍ إلَّا مَن كَسَوْتُ، فاسْتَكْسوني أكْسُكم، يا عِبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخِرَكم وإنْسَكم وجِنَّكم كانوا علَى أتْقَى قَلْبِ رجُلٍ منْكم، لم يَزِدْ ذلكَ في مُلْكي شيئًا، يا عِبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكُم وإنْسَكم وجِنَّكم كانوا على أفجَرِ قلْبِ رَجُلٍ منْكم، لمْ يَنْقُصْ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئًا، يا عِبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخِرَكم وإنْسَكم وجِنَّكم اجْتَمعوا في صَعيدٍ واحدٍ فسألُوني، أعْطَيْتُ كُلَّ إنسانٍ مِنْهُم ما سألَ، لم يَنْقُصْ ذلك مِن مُلْكِي شيئًا إلَّا كما يَنقُصُ البَحْرُ إنْ يُغْمَسْ فيه المِخْيَطُ غَمْسةً واحدةً، يا عِبادي، إنَّما هي أعمالُكم أحْفَظُها عليْكم، فمَن وجَدَ خيرًا فلْيَحْمَدِ اللهَ تعالَى، ومَن وجَدَ غيْرَ ذلك فلا يَلُومَنَّ إلَّا نفْسَه.

2 - يا عبادي إنِّي حرَّمتُ الظلمَ على نفسيِ وجعلتُهُ بينَكُمُ محرمًا فلا تَظَالموا، يا عبادي إنَّكُم تُخْطِئونَ بالليلِ والنَّهارِ وأنا أغفرُ الذٌّنوبَ جميعًا ولا أبالي فاستغْفِرونيِ أغفرْ لكُمْ، يا عبادي كُلُّكُمْ جائِعٌ إلاَّ من أطعمتُهُ فاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يا عبادي كُلُّكُم عارٍ إلاَّ من كَسوْتُهُ فاسْتَكْسونِي أكْسُكُمْ، يا عبادي كُلُّكُمْ ضالٌّ إلاَّ من هديتُهُ فاسْتَهدونِي أهْدِكُمْ، يا عبادي إنَّكُمْ لن تبلغوا ضُرِّي فَتَضُرُّونِي ولن تبلغوا نفعِي فتنفعونِي، يا عبادي لو أنَّ أوَّلََكُمْ وآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وجِنَّكُمْ كانوا على أتقى قلبِ رجُلٍ واحدٍ منكُمْ ما زادَ ذلك في مُلكي شيئًا، يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكُمْ وآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وجِنَّكُمْ كانوا على أفْجَرِ قلبِ رجُلٍ واحدٍ منكُمْ ما نقصَ ذلك من مُلكي شيئًا، يا عبادي لو أنَّ أوَّلَّكُمْ وآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وجِنَّكُمْ اجْتمعوا في صعيدٍ واحدٍ فسألونِي فأعطيتُ كلَّ إنسانٍ مسألتَهُ ما نقصَ ذلك مِمَّا عندي إلا كما يَنْقُصُ البحرُ إذا غُمِسَ فيهِ المخيطُ غَمْسةً واحدةً، يا عبادي إنَّما هي أعمالُكُم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى
الصفحة أو الرقم : 11/261 التخريج : أخرجه مسلم (2577) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - استجابة الدعاء توبة - الحض على التوبة توبة - سقوط الذنوب بالاستغفار والتوبة مظالم - تحريم الظلم إيمان - عظمة الله وصفاته
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

3 - يا عبادي إنِّي حرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي وجعلتُهُ بينَكم محرَّمًا فلا تَظالموا يا عبادي إنَّكم تخطئونَ باللَّيلِ والنَّهارِ وأنا أغفرُ الذُّنوبَ جميعًا ولا أبالي فاستغفروني أغفرْ لَكم يا عبادي كلُّكم ضالٌّ إلَّا من هديتُهُ فاستَهدوني أَهدِكم يا عبادي كلُّكم جائعٌ إلَّا من أطعمتُهُ فاستطعموني أطعِمْكم يا عبادي إنَّكم لن تبلُغوا ضرِّي فتضرُّوني ولن تبلغوا نفعي فتنفَعوني يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكم وآخِرَكم وإنسَكم وجنَّكم كانوا على أتقى قلبِ رجلٍ واحدٍ منْكم ما زادَ ذلِكَ في مُلْكي شيئًا يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وإنسَكم وجنَّكم كانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ منكُم ما نقصَ ذلِكَ من مُلْكي شيئًا يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وإنسَكم وجنَّكم اجتمَعوا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني فأعطيتُ كلَّ إنسانٍ منهم مسألتَهُ ما نقصَ ذلِكَ في مُلكي شيئًا إلَّا كما يَنقصُ البحرُ إن يُغمَسْ فيهِ المِخيَطُ غمسةً واحدَةً يا عبادي إنَّما هيَ أعمالُكم أُحصيها لَكم ثمَّ أوفِّيكم إيَّاها فمن وجدَ خيرًا فليحمدِ اللَّهَ ومن وجدَ غيرَ ذلِكَ فلا يلومنَّ إلَّا نفسَهُ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : [أبو ذر الغفاري] | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى
الصفحة أو الرقم : 8/71 التخريج : أخرجه مسلم (2577) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - استجابة الدعاء توبة - الحض على التوبة توبة - سقوط الذنوب بالاستغفار والتوبة مظالم - تحريم الظلم إيمان - عظمة الله وصفاته
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

4 - يَقولُ اللهُ تَعالى: يا عِبادي، إنِّي حَرَّمتُ الظُّلمَ على نَفْسي، وجَعَلتُه بَينَكم مُحرَّمًا؛ فلا تَظالَموا، يا عِبادي، كُلُّكم ضالٌّ إلَّا مَن هَدَيتُه؛ فاستَهدوني أَهدِكم، يا عِبادي، كُلُّكم جائِعٌ إلَّا مَن أطعَمتُه، فاستَطعِموني أُطعِمْكم، يا عِبادي، كُلُّكم عارٍ إلَّا مَن كَسَوتُه، فاستَكسوني أَكسُكم، يا عِبادي إنَّكم تُذنِبونَ باللَّيلِ والنَّهارِ، وأنا أغفِرُ الذُّنوبَ ولا أُبالي ؛ فاستَغفِروني أغفِرْ لكم، يا عِبادي، إنَّكم لن تَبلُغوا ضُرِّي فتَضُرُّوني، ولن تَبلُغوا نَفْعي فتَنفَعوني، يا عِبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخِرَكم وإنْسَكم وجِنَّكم كانوا على أتْقى قَلبِ رَجُلٍ واحِدٍ منكم، ما زادَ ذلك في مُلكي شَيئًا، يا عِبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخِرَكم وإنْسَكم وجِنَّكم كانوا على أفجَرِ قَلبِ رَجُلٍ واحِدٍ منكم، ما نَقَصَ ذلك مِن مُلْكي شَيئًا، يا عِبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخِرَكم وإنْسَكم وجِنَّكمُ اجتَمَعوا في صَعيدٍ واحِدٍ فسأَلوني فأعطَيتُ كُلَّ واحِدٍ منهم مَسألَتَه، ما نَقَصَ ذلك مِن مُلْكي إلَّا كما يَنقُصُ المِخيَطُ إذا غُمِسَ في البَحرِ، يا عِبادي، إنَّما هي أعمالُكم، أُحصيها لكم، ثم أُوَفِّيكم إيَّاها، فمَن وَجَدَ خَيرًا فليَحْمَدِ اللهَ، ومَن وَجَدَ غَيرَ ذلك فلا يَلومَنَّ إلَّا نَفْسَه.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى
الصفحة أو الرقم : 10/87 التخريج : أخرجه مسلم (2577) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - استجابة الدعاء أدعية وأذكار - فضل الدعاء وإثم تركه قيامة - الحساب والقصاص مظالم - تحريم الظلم إيمان - عظمة الله وصفاته
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

5 - قال اللهُ تعالَى : يا عبادي ! إنِّي حرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي وجعلتُه مُحرَّمًا فلا تَظالموا، يا عبادي ! إنَّكم تُخطِئون باللَّيلِ والنَّهارِ وأنا أغفِرُ الذُّنوبَ جميعًا ولا أُبالي فاستغفروني أغفِرْ لكم، يا عبادي ! كلُّكم جائعٌ إلَّا من أطعمتُ فاستطعِموني أُطعِمْكم، يا عبادي ! لم يبلُغْ ضُرٌّكم أن تضُرُّوني ولم يبلُغْ نفعُكم أن تنفعوني، يا عبادي ! لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وجِنَّكم وإِنسَكم اجتمعوا وكانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ منكم لم يُنقِصْ ذلك من مُلكي مثقالَ ذرَّةٍ ، ويا عبادي ! لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وجِنَّكم وإنسَكم اجتمَعوا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني جميعًا فأعطيتُ كلَّ إنسانٍ منهم مسألتَه لم يُنقِصْ ذلك ممَّا عندي إلَّا كما يُنقِصِ المَخيطُ إذا غُمِس في البحرِ، يا عبادي ! إنَّما هي أعمالُكم تُرَدُّ إليكم، فمن وجد خيرًا فليحمَدْني ومن وجد غيرَ ذلك فلا يلومَنَّ إلَّا نفسَه
خلاصة حكم المحدث : صحيح ثابت
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : أبو نعيم | المصدر : حلية الأولياء
الصفحة أو الرقم : 5/144 التخريج : أخرجه مسلم (2577) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - استجابة الدعاء استغفار - فضل الاستغفار عقيدة - عظمة الله سبحانه وتعالى مظالم - تحريم الظلم توبة - سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

6 - يا عبادي إنَّكم لن تبلُغوا ضُرِّي فتضرُّوني ولن تبلُغوا نَفعي فتنفَعوني يا عبادي إنَّكم تخطئونَ باللَّيلِ والنَّهارِ وأنا أغفرُ الذُّنوبَ جميعًا ولا أبالي فاستغفروني أغفرْ لَكم يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وإنسَكُم وجنَّكُم كانوا على أفجَرِ قلبِ رجلٍ واحدٍ منْكم ما نقصَ ذلِكَ مِن مُلْكي شيئًا يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وإنسَكم وجنَّكم كانوا على أتقَى قلبِ رجلٍ واحدٍ ما زادَ ذلِكَ في مُلْكي شيئًا يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وإنسَكم وجنَّكم قاموا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني فأعطيتُ كلَّ إنسانٍ منهم مسألتَهُ ما نقصَ ذلِكَ ممَّا عندي شيئًا إلَّا كما ينقصُ المخيَطُ إذا أُدخلَ البحرَ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : [أبو ذر الغفاري] | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى
الصفحة أو الرقم : 1/215 التخريج : أخرجه مسلم (2577) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - استجابة الدعاء أدعية وأذكار - فضل الدعاء وإثم تركه توبة - الحض على التوبة توبة - سقوط الذنوب بالاستغفار والتوبة إيمان - عظمة الله وصفاته
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

7 - عن ربِّه تبارك وتعالَى قال : يا عبادي كلُّكم مُذنبٌ إلَّا من عافيْتُ فاستغفروني أغفِرْ لكم، ومن علِم أنِّي ذو قُدرةٍ على المغفرةِ فاستغفرني بقُدرتي غفرتُ له ولا أُبالي ، وكلُّكم ضالٌّ إلَّا من هديْتُ فاستهدوني أهدِكم، وكلُّكم فقيرٌ إلَّا من أغنيْتُ فسَلوني أُغنِكم، ولو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وجِنَّكم وإنسَكم ورطِبَكم ويابسَكم كانوا على أشقَى قلبٍ من قلوبِ عبادي ما نقص ذلك من مُلكي جناحَ بعوضةٍ ، ولو كانوا على أتقَى قلبٍ من قلوبِ عبادي ما زاد ذلك من مُلكي جناحَ بعوضةٍ ، ولو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وإنسَكم وجِنَّكم ورطِبَكم ويابسَكم اجتمعوا فسأل كلُّ إنسانٍ منهم ما بلغت أمنيتُه فأعطيتُ كلَّ إنسانٍ منهم ما سأل ما نقص ذلك إلَّا كما لو مرَّ أحدُكم بشَفَةِ البحرِ فغمس فيها إبرةً ثمَّ انتزعها كذلك لم ينقُصْني ذلك بأنِّي جوادٌ ماجدٌ صمَدٌ، عطائي كلامٌ وعذابي كلامٌ، وإنَّما أمري لشيءٍ إذا أردتُه أن أقولَ له كُنْ فيكونَ
خلاصة حكم المحدث : حسن من هذا الوجه
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : موافقة الخبر الخبر
الصفحة أو الرقم : 2/77
التصنيف الموضوعي: استغفار - فضل الاستغفار توبة - الحض على التوبة توبة - سقوط الذنوب بالاستغفار والتوبة عقيدة - إثبات أسماء الله
| شرح حديث مشابه

8 - قال اللهُ تعالى : يا عبادي ! إِنَّي حرمتُ الظلمَ على نفسي، وجعلْتُهُ مُحَرَّمًا بينَكم فلا تَظَّالموا، يا عبادي ! كلُّكُم ضالٌّ إِلَّا مَنْ هديتُهُ، فاستهْدُوني أَهْدِكم، يا عبادي ! كلُّكُم جائِعٌ إِلَّا مَنْ أطعمْتُهُ، فاستطعِموني أُطْعِمْكُمْ، يا عبادي ! كلُّكم عارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ، فاستكسوني أَكْسُكُمْ، يا عبادي ! إِنكُمْ تُخْطِئونَ بالليلِ والنهارِ وأنا أغفِرُ الذنوبَ جميعًا، فاستغفروني أغفرْ لكم، يا عبادي ! إِنَّكم لن تبلغوا ضُري فتَضُرُّوني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي ! لو أنَّ أوَّلكم وآخرَكُم، وإِنسَكُم وجنَّكم، كانوا على أتقَى قلبِ رجلٍ واحدٍ منكم ما زادَ ذلِكَ فِي مُلْكِي شيئًا، يا عبادي ! لوْ أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم، وإِنسَكم وجنَّكم، كانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ واحدٍ منكم ما نقَصَ ذلكَ مِنْ مُلْكِي شيئًا، يا عبادي ! لو أنَّ أوَّلَكُم وآخِرَكُم، وإِنسَكُم وجِنَّكُم، قاموا في صعيدٍ واحدٍ، فسألوني فأعطيْتُ كلَّ إِنسانٍ مسألَتَهُ، ما نقَصَ ذلِكَ مِمَّا عندي، إِلَّا كما يَنقُصُ الْمِخْيِطُ إذا أُدْخِلَ البحرَ، يا عبادي ! إِنَّما هي أعمالُكم أُحْصيها لَكُم؛ ثُمَّ أُوَفِّيكُم إيَّاها، فَمَنْ وجدَ خيرًا فلْيَحْمَدِ اللهَ، ومَنْ وجدَ غيرَ ذلِكَ فلا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم : 4345 التخريج : أخرجه مسلم (2577) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - استجابة الدعاء استغفار - فضل الاستغفار عقيدة - عظمة الله سبحانه وتعالى مظالم - تحريم الظلم توبة - سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

9 - عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فِيما رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، أنَّهُ قالَ: يا عِبَادِي، إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ جَائِعٌ إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ عَارٍ إلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يا عِبَادِي، إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يا عِبَادِي، إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي، يا عِبَادِي، لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا علَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنكُمْ؛ ما زَادَ ذلكَ في مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي، لوْ أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا علَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ؛ ما نَقَصَ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي، لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي، فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ؛ ما نَقَصَ ذلكَ ممَّا عِندِي إلَّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ البَحْرَ، يا عِبَادِي، إنَّما هي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فمَن وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَن وَجَدَ غيرَ ذلكَ فلا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ. وفي روايةٍ: إنِّي حَرَّمْتُ علَى نَفْسِي الظُّلْمَ وعلَى عِبَادِي، فلا تَظَالَمُوا.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2577 التخريج : من أفراد مسلم على البخاري
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - استجابة الدعاء أدعية وأذكار - فضل الدعاء وإثم تركه توبة - الحض على التوبة عقيدة - عظمة الله سبحانه وتعالى مظالم - تحريم الظلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

10 - يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وإنسَكم وجنَّكم كانوا على أفجَرِ قلبِ رجلٍ واحدٍ منْكم ما نقصَ ذلِكَ مِن مُلْكي شيئًا ولو كانوا على أتقَى قلبِ رجُلٍ واحدٍ منكُم ما زادَ ذلِكَ في مُلْكي شيئًا ولو قاموا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني فأعطيتُ كلَّ واحدٍ مسألتَهُ ما نقصَ ذلِكَ مِمَّا عندي شيئًا
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : [أبو ذر الغفاري] | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى
الصفحة أو الرقم : 1/37 التخريج : أخرجه مسلم (2577) مطولاً
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - استجابة الدعاء عقيدة - ما جاء في إثبات صفة الكلام لله تبارك وتعالى إيمان - عظمة الله وصفاته
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

11 - يا عبادي ! إني قد حرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي، وجعلتُه محرَّمًا بينكم فلا تظَالموا. يا عبادي ! إنكم الذين تُخطئون بالليلِ والنهارِ وأنا أغفرُ الذُّنوبَ، ولا أُبالي ؛ فاستغفِروني أغفرْ لكم. يا عبادي ! كلُّكم جائعٌ إلا من أطعمتُه؛ فاستطعِموني أُطعمْكم. [ يا عبادي ! ] كلُّكم عارٍ إلا من كسوتُه؛ فاستكسوني أكسُكم. يا عبادي ! لو أنَّ أولَكم وآخرَكم، وإنسَكم وجنَّكم، كانوا على أتقى قلبِ عبدٍ منكم؛ لم يزدْ ذلك في ملكي شيئًا، ولو كانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ؛ لم ينقُصْ ذلك من ملكي شيئًا، ولو اجتمعوا في صعيدٍ واحدٍ، فسألوني فأعطيتُ كلَّ إنسانٍ منهم ما سأل؛ لم ينقُصْ ذلك من ملكي شيئًا؛ إلا كما ينقُصُ البحرُ أن يُغمَس فيه الْمِخْيطُ غمسةً واحدةً. يا عبادي ! إنما هي أعمالُكم أجعلُها عليكم؛ فمن وجد خيرًا فليحمدِ اللهَ؛ ومن وجد غيرَ ذلك فلا يلومُ إلا نفسَه. كان أبو إدريسٍ، إذا حدَّث بهذا الحديث، جثى على ركبتَيه
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الأدب المفرد
الصفحة أو الرقم : 377 التخريج : أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (490) واللفظ له، وأصله في صحيح مسلم (2577) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - استجابة الدعاء توبة - الحض على التوبة توبة - سقوط الذنوب بالاستغفار والتوبة مظالم - تحريم الظلم إيمان - عظمة الله وصفاته
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

12 - واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعوا على أن ينفعوكَ بشيءٍ لم ينفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ ولو اجتَمعوا على أن يضرُّوكَ بشيءٍ لم يضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ

13 - إذا رآهُم اجتمَعوا عجَّلَ، وإذا رآهُم أبطَئوا أخَّرَ.

14 - اجتمِعوا على القرآنِ ما ائتلَفتُم عليهِ فإذا اختَلفتُم فقوموا
خلاصة حكم المحدث : ثابت مشهور من حديث أبي عمران
الراوي : جندب بن عبدالله | المحدث : أبو نعيم | المصدر : حلية الأولياء
الصفحة أو الرقم : 8/322 التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (8096) باختلاف يسير، والطبراني (2/164) (1675)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (8/291) واللفظ لهما.
التصنيف الموضوعي: قرآن - آداب التلاوة قرآن - الاختلاف والمراء في القرآن قرآن - آداب الناس كلهم مع القرآن
|أصول الحديث

15 - اجتمِعوا على طعامِكم، واذكروا اسمَ اللَّه يبارِكْ لَكم فيهِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : وحشي بن حرب | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم : 168 التخريج : أخرجه أبو داود (3764)، وابن ماجة (3286)، وأحمد (16078) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - فضل الذكر أطعمة - الاجتماع على الطعام أطعمة - التسمية على الطعام آداب عامة - آداب الطعام رقائق وزهد - الوصايا النافعة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

16 - اجتمِعوا على طعامِكم، و اذكروا اسمَ اللهِ يُبارَكْ لكم فيه
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : وحشي بن حرب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم : 142 التخريج : أخرجه أبو داود (3764)، وابن ماجه (3286)، وأحمد (16122)
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - أذكار الطعام أطعمة - بركة الطعام أطعمة - التسمية على الطعام رقائق وزهد - ما فيه البركة آداب عامة - آداب الطعام
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره دون قوله: "لو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن وسعتهم"
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 11236 التخريج : أخرجه الترمذي (2532)، وأحمد (11236) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: جنة - درجات الجنة جنة - صفة الجنة
|أصول الحديث

18 - إجتمِعُوا على طعامِكم و اذكُروا اسمَ اللهِ تعالَى عليه يُبارَكْ لكم فيه
خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره
الراوي : وحشي بن حرب | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم : 664 التخريج : أخرجه أبو داود (3764)، وابن ماجة (3286)، وأحمد (16078) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: آداب عامة - آداب الطعام
|أصول الحديث

19 - لَوْ أنَّ أهلَ السمواتِ والأرضِ اجْتَمَعُوا على قَتْلِ مسلمٍ؛ لكَبَّهَمُ اللهُ جَمِيعًا على وُجُوهِهِمْ في النارِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره
الراوي : أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم : 2443 التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الصغير)) (565)، والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (11/377) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: جهنم - من يدخلها وبمن وكلت ديات وقصاص - تحريم القتل ديات وقصاص - من قتله جماعة مظالم - تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال
|أصول الحديث

20 - تجتَمِعونَ على طعامِكم أو تتَفرَّقونَ ؟ قالوا : نتفرَّقُ. قالَ : اجتَمِعوا على طعامِكم، واذكُروا اسمَ اللهِ؛ يُبَارَكْ لكُم فيهِ
خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره
الراوي : وحشي بن حرب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم : 2128 التخريج : أخرجه أبو داود (3764)، وابن ماجة (3286)، وأحمد (16078) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - أذكار الطعام أطعمة - بركة الطعام أطعمة - التسمية على الطعام رقائق وزهد - ما فيه البركة آداب عامة - آداب الطعام
|أصول الحديث

21 - واعلم أن الأمةَ لو اجتمعوا على أن ينفعوكَ بشيءٍ لم ينفعوكَ إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك
خلاصة حكم المحدث : [ثابت]
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن عثيمين | المصدر : مجموع فتاوى ابن عثيمين
الصفحة أو الرقم : 201/2 التخريج : أخرجه أحمد (2669) واللفظ له، والترمذي (2516)، والحاكم (6303) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: قدر - الرضا بالقضاء قدر - جف القلم على علم الله قدر - خلق الإنسان وكتابة رزقه وأجله ... قدر - كل شيء بقدر قدر - وقوع قدر الله وقضائه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

22 - كُنتُ خَلفَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَومًا، فقال: يا غُلامُ، احفَظِ اللهَ يَحفَظْكَ، احفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجاهَكَ، وإذا سَألتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استَعَنتَ فاستَعِن باللهِ،... تَمامُه: (واعلَمْ أنَّ الأُمَّةَ لو اجتَمَعوا على أن يَنفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفَعوكَ إلَّا بشَيءٍ قد كَتَبَه اللهُ لكَ، ولَو اجتَمَعوا على أن يَضُرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضُرُّوكَ إلَّا بشَيءٍ كَتَبَه اللهُ عليكَ، رُفِعَت الأقلامُ، وجَفَّت الصُّحُفُ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : ابن عباس | المحدث : ابن باز | المصدر : مجموع الشروح الفقهية.
الصفحة أو الرقم : 207/33 التخريج : -

23 - ما من قومٍ اجتمعوا في مجلسٍ فتفرّقوا ولم يذكروا اللهَ؛ إلا كان ذلك المجلسُ حَسرةً عليهم يومَ القيامةِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره
الراوي : عبدالله بن مغفل | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم : 1515 التخريج : أخرجه العقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (2/185)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (3744) واللفظ له، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (4521).
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - فضل الذكر آداب المجلس - الذكر في المجلس أدعية وأذكار - الحث على ذكر الله تعالى إحسان - الحث على الأعمال الصالحة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

24 - ما من قومٍ اجْتَمَعُوا في مَجْلِسٍ، فَتَفَرَّقُوا و لمْ يَذْكُرُوا اللهَ إلَّا كان ذلكَ المَجْلِسُ حَسْرَةً عليهم يومَ القيامةِ
خلاصة حكم المحدث : حسن في الشواهد والمتابعات
الراوي : عبدالله بن مغفل | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم : 2557 التخريج : أخرجه العقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (2/185)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (3744)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (4521) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - فضل الذكر آداب المجلس - الذكر في المجلس أدعية وأذكار - الحث على ذكر الله تعالى إحسان - الحث على الأعمال الصالحة
|أصول الحديث

25 - أنَّ رَجلًا قالَ: يا رسولَ اللهِ، إنَّا نَأكلُ وما نَشبعُ، قالَ: فلَعلَّكُم تَفتَرِقونَ عنْ طَعامِكُم، اجتَمِعوا عليه، واذكُروا اسمَ اللهِ؛ يُبارَكْ لكُم.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : وحشي بن حرب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2535
التصنيف الموضوعي: أطعمة - الاجتماع على الطعام أطعمة - بركة الطعام أطعمة - التسمية على الطعام رقائق وزهد - ما فيه البركة آداب عامة - آداب الطعام

26 - «ما مِن قَوْمٍ اجْتَمَعوا يَذْكُرونَ اللهَ لا يُريدونَ بذلك إلَّا وَجْهَه، إلَّا ناداهم مُنادٍ مِن السَّماءِ: أن قوموا مَغْفورًا لكم، قد بُدِّلَتْ سَيِّئاتُكم حَسَناتٍ».
خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 2677
التصنيف الموضوعي: آداب المجلس - مجالس الخير والصلاح أدعية وأذكار - فضل الذكر أدعية وأذكار - الحث على ذكر الله تعالى رقائق وزهد - مضاعفة الحسنات علم - فضل مجالس العلم والذكر

27 - ما من قومٍ اجتَمَعوا يذكُرونَ اللهَ، لا يُريدونَ بذلك إلَّا وجْهَه، إلَّا ناداهم مُنادٍ منَ السَّماءِ: أنْ قوموا مَغفورًا لكم، قد بُدِّلتْ سيِّئاتُكم حَسَناتٍ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 12453 التخريج : أخرجه أحمد (12453) واللفظ له، وأبو يعلى (4141)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (1556)
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - فضل الذكر أدعية وأذكار - الحث على ذكر الله تعالى إحسان - الحسنات والسيئات استغفار - مغفرة الله تعالى للذنوب العظام وسعة رحمته مظالم - تضعيف حسنات التائبين من المظالم والذنوب
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

28 - حِينَ تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ الأنْصَارَ اجْتَمَعُوا في سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَقُلتُ لأبِي بَكْرٍ: انْطَلِقْ بنَا فَجِئْنَاهُمْ في سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 2462
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مرض النبي وموته مغازي - ذكر مبايعة أبي بكر وما كان في سقيفة بني ساعدة
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

29 - قالوا: يا رسولَ اللهِ إنَّا نأكُلُ ولا نشبَعُ قال: ( تجتمِعون على طعامِكم أو تتفرَّقونَ ؟ ) قالوا: نتفرَّقُ قال: ( اجتمِعوا على طعامِكم واذكُروا اسمَ اللهِ يُبارَكْ لكم )
خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
الراوي : وحشي بن حرب | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5224 التخريج : أخرجه ابن حبان (5224)، واللفظ له، وأبو داود (3764)، وابن ماجه (3286)، وأحمد (16078)، باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أطعمة - الاجتماع على الطعام أطعمة - التسمية على الطعام آداب عامة - آداب الطعام أطعمة - ما يقوله ويفعله من يأكل ولا يشبع علم - السؤال للانتفاع وإن كثر
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

30 - قالوا: يا رسولَ اللهِ إنَّا نأكُلُ ولا نشبَعُ قال: ( تجتمِعون على طعامِكم أو تتفرَّقونَ ؟ ) قالوا: نتفرَّقُ قال: ( اجتمِعوا على طعامِكم واذكُروا اسمَ اللهِ يُبارَكْ لكم )
خلاصة حكم المحدث : حسن بشواهده
الراوي : وحشي بن حرب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5224 التخريج : أخرجه ابن حبان (5224)، واللفظ له، وأبو داود (3764)، وابن ماجه (3286)، وأحمد (16078)، باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أطعمة - الاجتماع على الطعام أطعمة - التسمية على الطعام آداب عامة - آداب الطعام أطعمة - ما يقوله ويفعله من يأكل ولا يشبع علم - السؤال للانتفاع وإن كثر
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه