الموسوعة الفقهية

المبحث الثاني: تزيينُ البُيوتِ بالصُّوَرِ غيرِ المُجَسِّدةِ لذَواتِ الأرواحِ


يَحرُمُ استِعمالُ الصُّوَرِ التي ليس لها ظِلٌّ إذا كانت ذاتَ رُوحٍ، كحَيوانٍ ونحوه، وهذا مذهَبُ الجُمهورِ: الحَنَفيَّة ، والشَّافعيَّة ، والحَنابِلة
الأدِلَّةُ مِن السُّنَّةِ:
1- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها: ((أنَّها كانت اتَّخَذَت على سَهوةٍ لها سِترًا فيه تماثيلُ، فهَتَكَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فاتَّخَذَت منه نُمرُقَتَينِ ، فكانتا في البَيتِ يَجلِسُ عَليهما ))
2- عن عائشةَ أمِّ المُؤمِنينَ رَضِيَ اللهُ عنها: ((أنَّها اشتَرَت نُمرُقةً فيها تصاويرُ، فلمَّا رآها رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قام على البابِ، فلم يَدخُلْه، فعَرَفْتُ في وَجهِه الكراهيَةَ، فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أتوبُ إلى اللهِ، وإلى رَسولِه، ماذا أذنَبْتُ؟ فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما بالُ هذه النُّمرُقةِ؟! قلتُ: اشتَرَيتُها لك لتَقعُدَ عليها وتَوَسَّدَها، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ أصحابَ هذه الصُّوَرِ يومَ القيامةِ يُعَذَّبونَ، فيُقالُ لهم أحْيُوا ما خَلَقْتُم، وقال: إنَّ البيتَ الذي فيه الصُّوَرُ لا تَدخُلُه المَلائِكةُ ))

انظر أيضا:

  1. (1) ((البحر الرائق)) لابن نُجيم (2/29)، ((الفتاوى الهندية)) (5/359).
  2. (2) ((روضة الطالبين)) للنووي (7/335)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (3/247).
  3. (3) ((الإقناع)) للحجاوي (1/92)، ((كشاف القناع)) للبُهُوتي (1/280).
  4. (4) السَّهْوةُ: بيتٌ صَغيرٌ مُنحَدِرٌ في الأرضِ وسُمكُه مُرتفِعٌ منها، شَبيهٌ بالخِزانةِ، يكونُ فيها المَتاعُ، وقيل: شبيهةٌ بالرَّفِّ أو الطَّاقِ يُوضَعُ فيه الشَّيءُ، كأنَّها سُمِّيَت بذلك لأنَّها يُسهى عنها لصِغَرِها وخَفائِها. يُنظر: ((مرقاة المفاتيح)) للملا الهروي (7/2851).
  5. (5) فهتَكَه: أي: نزَعَ السِّتْرَ وخَرَقَه. ((مرقاة المفاتيح)) للملا الهروي (7/2851).
  6. (6) النُّمْرُق والنُّمرُقة: وِسادةٌ صَغيرةٌ. يُنظر: ((الصحاح)) للجوهري (4/1561)، ((القاموس المحيط)) للفيروزابادي (ص: 926).
  7. (7) أخرَجَه البُخاريُّ (2479) واللَّفظُ له، ومُسْلِم (2107) مختصرًا.
  8. (8) أخرَجَه البُخاريُّ (2105)، ومُسْلِم (2107).