الموسوعة الفقهية

المبحث الخامس: تَزيينُ الجُدرانِ بكِتابةِ آياتٍ مِن القُرآنِ الكريمِ


تُكرَهُ كِتابةُ القُرآنِ على الجُدرانِ ونَحوِها، وهو مذهَبُ الحَنَفيَّة ، والشَّافعيَّة ، وظاهِرُ مَذهَبِ الحَنابِلة ، وظاهِرُ كلامِ ابنِ عُثَيمين ، واللَّجنة الدَّائِمة
وذلك للآتي:
أولًا: لأنَّه قد يُفضِي إلى امتِهانِ القُرآنِ
ثانيًا: أنَّ كلامَ اللهِ تعالى أعلى وأسمى وأجَلُّ مِن أن يُجعَلَ وَشْيًا تُحلَّى به الجُدرانُ
ثالثًا: أنَّه مُخالِفٌ لهَديِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهديِ الصَّحابةِ وأئمَّةِ السَّلَفِ رَضِيَ اللهُ عنهم

انظر أيضا:

  1. (1) ((تبيين الحقائق)) للزيلعي (1/58)، ((حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح)) (ص: 98).
  2. (2) ((روضة الطالبين)) للنووي (1/80)، ((المجموع)) للنووي (2/70).
  3. (3) ((الإقناع)) للحجاوي (2/124).
  4. (4) قال ابن عثيمين: (إنَّ بعضَ النَّاسِ قد يُعَلِّقُها- أي: الآيات- من بابِ التَّجميلِ؛ ولهذا تجِدُهم أحيانًا يعَلِّقونَ آياتٍ كُتِبَت على غيرِ الرَّسمِ العُثماني، بل هي مخالِفةٌ له، وربَّما يكتبُونها على الشَّكلِ الذي يوحي به معناها، وربَّما يكتُبونَها على صورةِ بَيتٍ أو قَصرٍ أو أعمدةٍ وما أشبه ذلك؛ ممَّا يدُلُّ على أنَّهم جعلوا كلامَ اللهِ عزَّ وجَلَّ مُجَرَّدَ نُقوشٍ وزَخرفة، وهذا رأيتُه كثيرًا. فالذي أرى أنَّه لا ينبغي للإنسانِ أن يعَلِّقَ شيئًا من كلامِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ على الجُدُرِ؛ فإنَّ كلامَ الله تعالى أعلى وأسمى وأجَلُّ مِن أن يُجعَلَ وَشْيًا تُحلَّى به الجُدرانُ). ((فتاوى نور على الدرب)) (1/129).
  5. (5) جاء في فتاوى اللَّجْنة الدَّائِمة: (كتابةُ شَيءٍ مِن القُرآنِ أو الأحاديثِ النَّبويَّةِ أو أسماءِ اللهِ الحسنى على ألواحٍ وأطباقٍ أو نحوها، تُعَلَّقُ للزِّينةِ أو التذكير أو الاعتبار، أو لتُتَّخَذَ وسيلةً لترويج التِّجارةِ ونفاقِ البِضاعةِ وإغراء النَّاسِ بذلك؛ ليُقبِلوا على شرائِها، وليكونَ نَماءً للمالِ وزيادة الأرباحِ- عُدولٌ بالقرآنِ وأحاديثِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن المقاصِدِ النَّبيلةِ التي يهدفُ إليها الإسلامُ مِن وراء ذلك، ومخالِفٌ لهَديِ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهَدْيِ الصحابةِ وأئِمَّةِ السَّلَفِ رَضِيَ الله عنهم، ومع هذا قد يَعرِضُ لها ما لا يليقُ مِن الإهانةِ على مَرِّ الأيامِ وطُولِ العَهدِ عند الانتقالِ مِن منزلٍ لآخَرَ، أو نَقلِها من مكانٍ لآخر، وحَملِ الجُنُبِ أو الحائِضِ لها، أو مَسِّها إيَّاها عند ذلك). ((فتاوى اللَّجْنة الدَّائِمة- المجموعة الأولى)) (4/58).
  6. (6) ((البحر الرائق)) لابن نجيم (2/40).
  7. (7) ((فتاوى نور على الدرب)) لابن عثيمين (1/130).
  8. (8) ((فتاوى اللَّجْنة الدَّائِمة- المجموعة الأولى)) (4/58).