الموسوعة الفقهية

المبحث الثالث: تَزيينُ البُيوتِ بصُوَرِ غَيرِ ذَواتِ الأرواحِ


يُباحُ استِعمالُ صُوَرِ غَيرِ ذاتِ الأرْواحِ، كالشَّجَرِ ونَحوِه؛ للزِّينةِ وغَيرِها، وذلك باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنَفيَّة ، والمالِكيَّة ، والشَّافعيَّة - على الصَّحيحِ عِندَهم- والحَنابِلة
الأدِلَّة:
أولًا: مِن السُّنَّةِ
1- عن عائشةَ أمِّ المُؤمِنينَ رَضِيَ اللهُ عنها، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((إنَّ أصحابَ هذه الصُّوَرِ يومَ القيامةِ يُعَذَّبونَ، فيُقالُ لهم أحْيُوا ما خَلَقْتُم ))
2- عن النَّضْرِ بنِ أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((كنتُ جالِسًا عند ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، فجعَلَ يُفتِي ولا يقولُ: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، حتى سألَه رجُلٌ فقال: إنِّي رجُلٌ أصَوِّرُ هذه الصُّوَرَ. فقال له ابنُ عَبَّاسٍ: ادْنُهْ، فدنا الرَّجُلُ، فقال ابنُ عَبَّاسٍ: سَمِعتُ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: مَن صَوَّرَ صُورةً في الدُّنيا، كُلِّفَ أن يَنفُخَ فيها الرُّوحَ يومَ القيامةِ، وليس بنافِخٍ ))
وَجهُ الدَّلالةِ من الحديثين:
 أنَّ قولَه: ((أحْيُوا ما خَلَقْتم))، وقولَه: ((كُلِّفَ أن يَنفُخَ فيها الرُّوحَ))، فيه دليلٌ على أنَّ هذا الوعيدَ في المُصَوِّرِ لِما له رُوحٌ، خلافَ ما لا روحَ فيه مِن الثِّمارِ
ثانيًا: من الآثار
قال ابنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما: (فإن كنتَ لا بُدَّ فاعلًا فاصنَعِ الشَّجَرَ، وما لا روحَ فيهـ)

انظر أيضا:

  1. (1) ((البناية)) للعيني (2/458)، ((الفتاوى الهندية)) (5/359).
  2. (2) ((الشرح الكبير)) للدردير (2/337).
  3. (3) ((روضة الطالبين)) للنووي (7/335).
  4. (4) ((الإقناع)) للحجاوي (1/92)، ((كشاف القناع)) للبُهُوتي (1/280).
  5. (5) أخرَجَه البُخاريُّ (2105)، ومُسْلِم (2107).
  6. (6) أخرَجَه البُخاريُّ (5963)، ومُسْلِم (2110) واللَّفظُ له.
  7. (7) ((إكمال المعلم بفوائد مُسْلِم)) للقاضي عِياض (6/638).
  8. (8) أخرَجَه البُخاريُّ (2225)، ومُسْلِم (2110) واللَّفظُ له.