الموسوعة الفقهية

المَطلَبُ الأوَّلُ: الإقرارُ بلَفظٍ صَريحٍ


يَحصُلُ الإقرارُ باللَّفظِ الصَّريحِ [1665] اللَّفظُ الصَّريحُ: هو اللَّفظُ المُستَعمَلُ فيما وُضِعَ له حَقيقةً، وذلك كَأن يَقولَ: لفُلانٍ عليَّ ألفُ ريالٍ. وكَذلك لَو قال رَجُلٌ لآخَرَ: ألَيسَ لي عليكَ ألفُ دِرهَمٍ؟ فيَقولُ: بَلى، وفي غَيرِ النَّفيِ يُضيفُ نَعَم أو أجَل أو صَدَقتَ أو لَعَمري أو أنا مُقِرٌّ بهِ أو بما ادَّعَيتَ أو بدَعواكَ. يُنظر: ((المبسوط)) للسرخسي (28/12)، ((شرح منتهى الإرادات)) للبهوتي (3/ 626)، ((معجم لغة الفقهاء)) لقلعجي (ص: 273). ، باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنَفيَّةِ [1666] ((المبسوط)) للسرخسي (28/12). ، والمالِكيَّةِ [1667] ((الشرح الكبير)) للدردير (3/ 402)، ((منح الجليل)) لعليش (6/ 434 - 436). ، والشَّافِعيَّةِ [1668] ((منهاج الطالبين)) للنووي (ص: 139)، ((حاشيتا قليوبي وعميرة)) (3/ 6، 7). ، والحَنابِلةِ [1669] ((الإنصاف)) للمرداوي (12/ 160)، ((شرح منتهى الإرادات)) للبهوتي (3/ 626). ، وحُكِيَ فيه الإجماعُ [1670] قال المَرداويُّ: (وإنِ ادَّعى عليه ألفًا. فقال: "نَعَم" أو "أجَل" أو "صَدَقتُ" أو "أنا مُقِرٌّ بها" أو "بدَعواكَ"، كانَ مُقِرًّا بلا نِزاعٍ). ((الإنصاف)) (12/ 160). وقال الرُّحَيبانيُّ: (وقَولُ مُدَّعٍ: بَلى في جَوابِ: ألَيسَ لي عليكَ كَذا؟ إقرارٌ بلا خِلافٍ؛ لأنَّ نَفيَ النَّفيِ إثباتٌ). ((مطالب أولي النهى)) (6/ 672). .
الأدِلَّةُ:
أوَّلًا: من الكتابِ
1- قَولُه تعالى: فهَل وجَدتُم ما وعَدَ رَبُّكُم حَقًّا قالوا نَعَم [الأعراف: 44] .
2- قَولُه تعالى: ألَسْتُ برَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى [الأعراف: 172] .
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ الإقرارَ كانَ بلَفظِ "نَعَم" في الآيةِ الأولى، و"بَلى" في الآيةِ الثَّانيةِ، وهذا دَليلٌ على جَوازِ الإقرارِ بهِما [1671] يُنظر: ((المبسوط)) للسرخسي (28/12))) شرح منتهى الإرادات)) للبهوتي (3/ 626). .
ثانيًا: مِنَ السُّنَّةِ
عَن عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ يَزيدَ عَن سَلمانَ رَضيَ اللهُ عنه، قال: ((قيلَ لَه: قد عَلَّمَكُم نَبيُّكُم كُلَّ شَيءٍ حَتَّى الخِراءةَ! قال: فقال: أجَل. لَقد نَهانا أن نَستَقبِلَ القِبلةَ لغائِطٍ أو بَولٍ، أو أن نَستَنجيَ باليَمينِ، أو أن نَستَنجيَ بأقَلَّ مِن ثَلاثةِ أحجارٍ، أو أن نَستَنجيَ برَجيعٍ أو بعَظمٍ)) [1672] أخرجه مسلم (262). .
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ إجابةَ سَلمانَ رَضيَ اللهُ عنهُ بقَولِه: "أجَل" إقرارٌ [1673] يُنظر: ((كشاف القناع)) للبهوتي (6/ 456). .
ثالثًا: أنَّ الألفاظَ الصَّريحةَ -مِثلُ: نَعَم، أو أجَل، أو صَدَقتَ، أو لَعَمْري، أو أنا مُقِرٌّ به، أو بما ادَّعَيتَ، أو بدَعواكَ- وُضِعَت للتَّصديقِ [1674] يُنظر: ((المغني)) لابن قدامة (5/ 160). .

انظر أيضا: